عقب تنحي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك تجدد الحديث عن وفاة سندريلا
الشاشة المصرية الفنانة سعاد حسني وتعددت الأطراف التي فتحت القضية من جديد
بين أختها جانجاه واخيها عزالدين وضباط كانوا في الشرطة أو أمن الدولة
وكذلك فنانين قريبين من الراحلة مثل الفنان سمير صبري وكذلك حسين فهمي
وأيضا الفنانة زيزي البدراوي، وأيضا مسؤولين سابقين في أجهزة رفيعة المستوى
مثل المخابرات والسلك الدبلوماسي وتركزت الاتهامات حول صفوت الشريف أمين
عام الحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى السابق، بالتسبب في مقتلها وليس
انتحارها كما أشيع وكشفت تقارير ومعلومات ان صفوت الشريف الذي بدأ حياته
داخل أحد الاجهزة السيادية من خلال قيامه بدور تقديم الفتيات والفنانات الى
المسؤولين الكبار سواء مسؤولين مصريين أو مسؤولين أجانب وعرب وكان دوره
يقوم على اختيار الفنانات وتصويرهن في أوضاع جنسية كاملة وتهديدهن بتلك
الشرائط حال رفض الشخصية تنفيذ الأوامر وتؤكد المعلومات ان الفنانة سعاد
حسني التي هددت قبل وفاتها بكتابة مذكراتها وتسجيلها في حلقات لاحدى
القنوات التلفزيونية العربية ما جعل قصة انتحارها مشكوك فيها ويبدو انها
قتلت ولم تنتحر وكشفت تحقيقات حديثة بسكوتلانديارد عن ظهور اسم صفوت الشريف
وزياراته المتكررة الى لندن قبل مقتل سعاد حسني وأشارت التحريات الى تورطه
الكامل في مقتلها باستخدام مأجورين وأعادت السيدة جانجاه عبدالمنعم حافظ
تقديم مستندات للنيابة، تفيد بتورط صفوت الشريف -رئيس مجلس الشورى السابق-
في مقتل الفنانة الراحلة سعاد حسني، وقد بدأت نيابة قسم عابدين بالتحقيق في
البلاغ، وحسب ما أوردته وسائل الاعلام فان شقيقة السندريلّا تطالب باعادة
التحقيق في واقعة قتل أختها، بعد ظهور أدلة جديدة تدين الشريف ونادية يسري،
صديقة الفنانة الراحلة وأكدت جانجاه ان المتهميْن الرئيسين في الجريمة هما
صفوت الشريف، ونادية يسري، التي تردد اسمها كثيرا بعد وفاتها كشاهدة على
بعض الأحداث الخاصة بحياة سعاد حسني، واللحظات الأخيرة في حياتها كما أشارت
في بلاغها الى انه كان هناك أكثر من سيناريو لقتل السندريلا، بالاضافة الى
كل من شارك في الجريمة، بالاضافة الى الاستعانة بعدد من الشهود، رفضت
جانجاه ذكر أسمائهم، خوفا عليهم من التعرض للقتل.
يُذكر ان سعاد حسني قد لقيت حتفها بعدما سقطت من احدى العمارات بعاصمة
الضباب لندن وترددت الشائعات بأن مقتلها جاء بسبب رغبتها في كتابة مذكراتها
مما دعاهم لقتلها نظرا لتورطها مع جهاز المخابرات العامة، وكونها تحتفظ
بمعلومات لا يجوز الافصاح عنها وقد أسفرت نتيجة التحقيق وقتها على ان
السندريلا قد انتحرت.
تحقيقات سرية
استمرارا للمفاجآت التي كشفتها التحقيقات السرية التي أعادتها شرطة
«سكوتلانديارد» في قضية سعاد حسني، أعلنت المحامية برلنتي التي تتولى
القضية ان محسن السكري قاتل الفنانة سوزان تميم كان أداة مستعملة في تنفيذ
الجريمة، وأنها تملك أدلة جديدة ستكون مفاجأة للرأي العام.
وقالت «ان تقارير التحقيقات السرية التي أجريت من سكوتلانديارد قبل ثورة 25
يناير، أثبتت ان سعاد قُتلت بعدما ألقى بها شخصان من النافذة بمساعدة سيدة،
وأنها لم تنتحر»، مضيفة ان «التقرير أوضح ان هناك حالة من العنف اليدوي على
جسم سعاد، وأنها قاومتهم، وأظافرها بها آثار لشعر السيدة التي اشتركت في
عملية القتل، وأنها أغمي عليها قبل رميها من النافذة وتابعت المحامية :
«التقرير أثبت ان الذي ألقى بها من النافذة يبلغ طوله من 180 الى 190
سنتيمترا، وأن شخصا آخر ساعده في هذه المهمة «وأشارت الى ان التحقيقات
السرية التي أعادتها شرطة «سكوتلانديارد» في قضية سعاد حسني، تمت قبل ثورة
25 يناير، لافتة الى انها توصلت الى هذه التحقيقات السرية بمعرفتها، الا ان
عائلة النجمة الراحلة كانت تخشى الكشف عنها، خوفا من بطش النظام السابق
وشددت برلنتي على انها تمتلك أدلة جديدة ستفاجئ الرأي العام خلال الفترة
المقبلة، متهمة كلاّ من محمد نجل صفوت الشريف، والاعلامي عبداللطيف
المناوي، ونادية يسري بالاشتراك في قتل سعاد حسني وأوضحت ان محسن السكري
قاتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، كان أداة استعملها النظام السابق في
قتل سعاد حسني، مشيرة الى ان هناك اعترافات لضابط بالانتربول المصري تدين
السكري في هذه القضية وأكدت محامية الفقيدة انها تمتلك الأدلة على اتهام
السكري، ومنها وجوده في لندن خلال الفترة التي قُتلت فيها سعاد حسني، فضلا
عن وجود مكالمة هاتفية بينه وبين رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى يطالبه فيها
بقتل سوزان تميم مثلما فعل مع سعاد.
شبهة جنائية
كما تناول الفنان سمير صبري حادثة وفاة سعاد حسني بشيء من التفصيل في
مقابلة مؤكدا انه غير مقتنع على الاطلاق بفكرة انتحارها في اشارة واضحة
لوجود شبهة جنائية وراء الحادث فسرها بعدم وجود مبرر للانتحار حيث كانت في
حالة نفسية جيدة بعد ان فقدت جزءا كبيرا من وزنها وأجرت عددا من عمليات
التجميل وتسلمت مبلغا ماليا كبيرا مقابل تسويق آخر أعمالها وقال انه قضى ما
يزيد على الشهر في دراسة ملابسات الوفاة في أماكنها الحقيقية وانه يعلم
يقينا ان هناك سرا دفينا تعلمه صديقتها نادية لكنها تصر على اخفائه عن
الجميع ربما لخوفها أو لأسباب أخرى تفسرها تصرفاتها غير المنطقية عقب
الحادث حيث عادت للشقة وظلت بها حتى ظهر اليوم الثاني، وأضاف صبري انه لا
يتصور عاقل ان تعود سيدة الى شقة قفزت صديقتها من شرفتها قبل ساعات اضافة
الى عدم لجوءها للاتصال بأهلها لابلاغهم الخبر والتفرغ بدلا من ذلك لازالة
كل الأرقام المسجلة على الهاتف الخاص بسعاد، وحول وجهة نظره الشخصية قال ان
أزمة حدثت بداخل الشقة السكنية تحولت الى مشادة تعرضت سعاد على اثرها للضرب
على رأسها الذي أحدث كدمات شديدة تسببت في الوفاة ثم جرى حملها بعد موتها
وألقيت من الشباك ما أدى الى عدم تعرض أي من عظامها للكسر رغم السقوط
الشديد الذي تعرضت له.
وأيضا أكد الشاعر أحمد فؤاد نجم انه كانت تجمعه علاقة صداقة بالفنانة
الراحلة سعاد حسني مؤكدا انها قُتلت ولم تنتحر، خاصة انه تحدث معها قبل 48
ساعة من وفاتها وكانت راغبة في العودة للفن وللمسرح وقال نجم خلال استضافته
على فضائية مستقلة ان الفنانة الراحلة سعاد حسني تعرضت للقتل، ولم تُقبل
على الانتحار كما ردد البعض، مشيرا الى انه تحدث معها قبل 48 ساعة من
وفاتها، وكانت راغبة في العودة للفن من جديد وأضاف انه عندما تحدث معها
أخبرته ان وزنها أصبح 75 كيلوغراما، وأنها كانت سعيدة بهذا الأمر، لافتا
الى انه نصحها بالعودة الى العمل في الفن من جديد وخاصة في المسرح وشدد نجم
على انها تعرضت للقتل بعدما سجلت ثلاث ساعات ونصف من مذكراتها مع الكاتب
الصحافي عبداللطيف المناوي، مشيرا الى انها قُتلت لأنها تحدثت أو كانت
ستتحدث عن أشياء تفضح مسؤولين كبارا.. كما ان هناك اطرافا اخرى اتهمت
قيادات في مباحث أمن الدولة بالتخطيط لقلها لحساب صفوت الشريف أيضا، وتأتي
خلفية اتهام صفوت الشريف بمقتل الفنانة سعاد حسني بسبب قيام مجلس قيادة
الثورة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالتحقيق معه بتهمة تصوير
فنانات مصريات في أوضاع جنسية وتجنيدهن لحساب المخابرات وهو ماعرف وقتها
بفضائح صلاح نصر.
وثائق
كشفت وثائق جديدة تم الكشف عنها بواسطة أكثر من جهة عن تفاصيل جديدة في
قضية الراحلة سعاد حسني، حيث تبين «حسب الوثائق» انها لم تنتحر، ولكنها
قُتلت وحسبما ذكرت الوثائق التي تم تسريبها، فان جهاز أمن الدولة المنحل هو
الذي نفذ عملية اغتيال سعاد حسني في لندن بواسطة أحد رجاله ويدعى رأفت
بدران، وأن العملية تمت بمعرفة صفوت الشريف، والذي ارتبط اسمه بقضية سعاد
حسني في الفترة الأخيرة... الوثائق أكدت أيضا الاتهامات التي طالت نادية
يسري صديقة الراحلة بالتورط في قتلها، حيث تبين انها كانت مصدر المعلومات
بالنسبة لأمن الدولة في لندن، فيما يخص هذه العملية، وذكرت الوثائق انها
تسلمت مبلغ 5 آلاف دولار من مُنفذ العملية عند وصوله الى لندن وقد تم تداول
تفاصيل 4 وثائق صادرة عما يُعرف بالتنظيم السياسي السري بجهاز أمن الدولة،
وجميعها مُوقعة من حسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة المنحل، وقد صدرت
جميعها في شهر يونيو 2001، الذي توفيت فيه سعاد حسني... كما تحدث عن ذلك
أيضا المقدم محمود عبدالنبي، عن معلومات عن وزارة الداخلية، حيث تحدث عن
تورط أمن الدولة في قتل «السندريلا» خلال استضافته بفضائية مصرية مستقلة...
وقد عرض عبدالنبي وثيقة سرية تقول انه تم تدبير عملية لتصفية سعاد حسني
جسديا، خلال القائها من شرفة منزلها بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك بعد
افقادها الوعي، ليسهل دفعها من الشرفة بحيث يكون الرأس للأسفل والقدم
لأعلى، حتى يتلقى الرأس صدمة الارتطام بالأرض، وذلك الى جانب طول مسافة
السقوط ما سيؤدي الى انفجار الرأس حتى تصبح الوفاة مؤكدة بنسبة مئة في
المئة.
علاقة السندريلا بالسلطة
ويبقى السؤال هل انتحرت سعاد حسني ام نحرت وتم قتلها قبل القائها من شرفة
شقتها بعاصمة الضباب. وللاجابة على هذا السؤال يتعين البحث في علاقتها بمن
كانوا في السلطة وينطبق ذلك على اثنين وهما حسني مبارك وصفوت الشريف لأنهما
أصحاب مصلحة في موت سعاد حسني التي كانت قد أعلنت قبل وفاتها بأنها ستكتب
مذكراتها الأمر الذي سبب قلقا بالغا لمبارك الذي كان قد بدأ بالفعل وضع
سعاد حسني تحت المراقبة وتصور بأنه بالنظر الى الحالة النفسية السيئة جدا
التي كانت تمر بها سعاد فقد حاول ان يدفعها الى الانتحار بوضع ضغوط كبيرة
عليها وتعقيد حياتها المضطربة أصلا ولذلك أمر مبارك بقطع مصاريف العلاج
والاقامة بلندن عن سعاد حسني كما أمر بالاستيلاء على شقتها بالقاهرة. وقد
أصيب مبارك باحباط شديد لأن سعاد حسب تأكيدات المقربين منها لم تنتحر
بالرغم ان خطة دفعها للانتحار كانت مضمونة لان سعاد لم يكن لديها اي مصدر
للرزق أو للاقامة لا في لندن أو في القاهرة مع تدهور حالتها النفسية
والجسمانية، لقد أدى رد فعل سعاد غير المفهوم لمبارك انه بدأ يشك في ان
هناك من مد يده لسعاد ويقف وراءها يدعمها بالمال لكي تكتب وتنشر تلك
المذكرات بهدف فضح مبارك والاساءة الى شخصه في كل مكان، لذلك، فان مبارك
حسب تأكيد هؤلاء المقربين هو أول المستفيدين من موتها فكان مبارك قد أجبر
سعاد بعد توليه الحكم ببضع سنوات على ممارسة الجنس معه ومع بعض من ضيوفه
العرب أيام عرض مسلسل هو وهي في التلفزيون الذي مثلته مع أحمد زكي عام
1984، والقتل وايذاء الغير هي أمور ليست ببعيدة عن العائلة المباركية وهي
عادة من عادات مبارك فقد حاول قتل شريهان عدة مرات كما ان نظامه شرع في قتل
عبدالحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العربي الناصري وقتل رضا هلال كما قتل
الآلاف من جنود الأمن المركزي ودفنهم سرا بمقابر جماعية عام 86 وقتل رئيس
تحرير جريدة الميدان بعد ان سجنه وذلك لنشره صورة جثة السادات وهي مصابة
بعدد كبير من الطلقات ما أثار حفيظة مبارك الذي لا يريد فتح هذا الجرح
القديم.
بداية العلاقة
حسب رواية المقربين من الأحداث والأشخاص فان بداية علاقة السندريلا بدأت
بعدما أوقع ضابط المخابرات صفوت الشريف بسعاد حسني في منتصف الستينات
ودفعها الى طريق الرذيلة والدعارة بعد ان لفق لها اتهامات بالجاسوسية، في
قضية انحراف جهاز المخابرات العامة في نهاية الستينيات من القرن الماضي كان
ضابط المخابرات المعتقل صفوت الشريف هو أحد المتهمين الرئيسيين في هذه
الفضيحة التي هزت وقتها أرجاء المجتمع المصري والعربي، كان صفوت الشريف
ضابطا بالمخابرات العامة في الفترة ما بين 1957 و1967 وطول هذه المدة لم
يدخل مبنى المخابرات العامة بل كان ممنوعا من دخولها لخشية المخابرات من
ارتباط اسمها باسم شخص مثل صفوت الشريف بالنظر الى مقتضيات وظيفته التي
تتلخص في كونه تجنيد الفتيات للأعمال القذرة. وكان مقر صفوت الشريف في
المواخير العديدة التي كان يستأجرها بأموال المخابرات وكان يقوم بتلفيق
اتهامات الى فنانات مشهورات مثل سعاد حسني وغيرهن من النساء لابتزازهن
والايقاع بهن ودفعهن الى طريق الرذيلة والدعارة، كان الضابط صفوت يحضرهن
الى المواخير التي يستأجرها خصيصا لهذا الغرض حيث يمارسن الجنس مع رجال
مصريين وعرب وأجانب وكان صفوت يقوم شخصيا بتصوير العملية الجنسية كاملة
بكاميرا سينما من خلف مرآة خفية بهدف ابتزاز هؤلاء الرجال كان صفوت الشريف
يرسل نسخا من هذه الأفلام الى بعض كبار رجال الدولة تقربا منهم وتزلفا لهم.
في عام 1988 حاول مبارك التخلص من صفوت بمناسبة اجراء تعديل وزاري محدود
كعادة مبارك، و لم يكن صفوت الشريف في كشوفه النهائية وكان اسم ممدوح
البلتاجي رئيس هيئة الاستعلامات في ذلك الوقت موجودا بالكشوفات بدلا من
صفوت.. وعندما علم صفوت بالأمر سارع وقبل اعلان التشكيل الوزاري بمقابلة
حسني مبارك الذي كان مصمما على موقفه حيث يصف المقربون مبارك بالغبي
والعنيد ولا يتراجع أبدا عن قرار يتخذه بعد طول تردد وتفكير مهما كان
القرار خطأ ومهما كانت العواقب، وكحل وسط عرض مبارك على صفوت تولي منصب
وزير السياحة الا ان صفوت رفض وأصر على الاستمرار في منصب وزير الاعلام.
رضوخ العنيد
والسؤال الملح هنا هو لماذا رضخ مبارك العنيد لضغوط صفوت؟ كانت مصر كلها قد
عرفت ان صفوت لم يكن في كشوف الترشيحات النهائية في الوزارة الجديدة ولذا
فان مبارك أصدر الأمر لأجهزة دعايته لتطلق اشاعات مؤداها ان صفوت الشريف
ذهب الى حسني مبارك يبكي ويتوسل اليه ان يبقيه في منصبه فرق قلب مبارك له
وتفهم أسباب رغبته في البقاء في هذا المنصب فأبقى عليه فيه وفسر المراقبون
ذلك بأن صفوت يمسك بمخالفات وفضائح على مبارك والعادلي وعزمي والباز
والشاذلي وغيرهم الذين كان يورد لهم النساء سواء للمتعة أو للزواج سرا من
وراء ظهر زوجاتهم، فكل من هؤلاء مارسوا الجنس مع نساء من تقديم صفوت وكل
هؤلاء بما فيهم حسني تزوجوا سرا على نسائهم وكان صفوت يتبع نفس الأساليب
القذرة التي كان يتبعها ابان عمله قوادا مع المخابرات العامة فهو يوقع
بالنساء ويبتزهن ويجبرهن على ممارسة الرذيلة مع كبار القوم. خطورة صفوت
كانت تكمن أيضا في انه «ماسك ذلل» لزوجات كبار القوم أيضا فبعضهن يفضلن
المذيعات والفنانات على أزواجهن والبعض الآخر يفضل المذيعين والفنانين،
وكان حسني مبارك قد عاب على صفوت وجود عدد كبير من المذيعات «العواجيز
التخان» بالتلفزيون وطلب منه التخلص منهن فقال له صفوت ان «العجوزة
والتخينة ليهم عوزة» أيضا فاذا كانت الصغيرة والرشيقة تستخدم للمتعة «فالتخينة
والعجوزة» تستخدم لجلب بنات صغيرات وهكذا حول صفوت الشريف ماسبيرو الى جهاز
لتدعير النساء وتوريدهن لكبار رجال الدولة، وقال كثيرون من المقربين من
الوسط الفني والاعلامي ان الأمر وصل الى حد ان تعيين أي مذيعة جديدة يشترط
فيه ان تمر على نجلي صفوت الشريف في مكتبهما في المعادي جنوب القاهرة،
مؤكدين ان صفوت كان أيضا يجرب المذيعات بنفسه في غرفة النوم التي كانت
ملحقة بمكتبه بماسبيرو، وقال الخبراء في مقابلة صحافية: نستطيع ان نقول
مذيعات ماسبيرو لا يصلحن الا للعمل في طابونة أو جمعية استهلاكية، فهل هذه
هي الريادة الاعلامية وأزهى عصور الديموقراطية التي كانت أجهزة اعلام مبارك
لاتكف عن الحديث عنها وكذلك اضاعة وقت وغسل ادمغة الجمهور بأمور لا علاقة
لها بالواقع مثل التحدث والتفاخر بانجازات مبارك الرائعة ومحاباته للفقراء
الى آخره من دجل وكذب انما يثبت ان صفوت الشريف تمكن من منبره كوزير
للاعلام من نشر ليس فقط الدعارة والانحلال الجنسي ولكن أيضا نشر الدعارة
والانحلال والعهر السياسي.
ولكي لا يكون الكلام مرسلا والاتهامات دون دليل أو قرينة سنعرض في الحلقة
المقبلة نسخة من التحقيقات مع صفوت الشريف في قضية انحرافات المخابرات
وينشرها على الانترنت عدة مواقع مصرية وعربية، وقد قامت بعض عناصر
المخابرات بتسريب التحقيقات انتقاما لسعاد حسني التي أمر حسني مبارك بقتلها
-حسبما اكدوا - بعدما علم المخلوع بأنها ستكتب مذكراتها وتفضح فيها
المستور، وخاصة ان هذا المستور يمس مبارك شخصيا طبقا لما قاله كثير من
المقربين من مبارك الذين أكدوا وجود علاقة بين حسني والسندريلا وبدأت عندما
شاهد المخلوع سعادا تمثل أمام أحمد ذكي في المسلسل التلفزيوني «هو وهي»
الذي صور وعرض في منتصف الثمانينيات أي بعد تولي حسني الحكم بعدة سنوات سال
لعاب حسني على سعاد وطلب من صفوت الشريف احضارها له.. هذا ما قاله حسني
لسعاد في الفراش وحكته سعاد لبعض المقربات منها وقالت لهن انها ستضمن ذلك
وأشياء أخرى مذكراتها.
الغريب ان مبارك بعد ان أخذ مزاجه من سعاد عزم بعض من ضيوفه العرب عليها...
مذكرات سعاد كانت ستفضح مبارك فضيحة مدوية في ظروف بالغة الحساسية
والتعقيد، كما ان هذه المذكرات كانت ستنجح نجاحا باهرا وربما كانت ستكسب
جائزة نوبل للأدب ليس لانها تفضح أسماء كبيرة ولكن لانها تحكي قصة معاناة
بشعة لامرأة استغلها كل رجل عرفته أو صادفته لمجرد انها جميلة الجميلات، و
من سوء حظ سعاد وغيرها من النساء ان الدنيا بها أشرار من أمثال صلاح نصر
وحسني مبارك وصفوت الشريف.
النهار الكويتية في
27/07/2012 |