حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

«الجيل الثالث».. نجوم الموجة الجديدة في السينما المصرية

بوسي.. قطة السينما

القاهرة - أحمد الجندي

بدأت بوسي مشوارها الفني وهي في سن صغيرة، حيث لم تكن تتجاوز الـ 5 سنوات من عمرها عندما بدأت المشاركة والتمثيل في برامج الأطفال، وقامت ببطولة مسلسل الأطفال «بندق ولوزة في مصر» وهي في السادسة من عمرها وكان ذلك عام 1960، وفي العام التالي كان موعد هذه الطفلة الصغيرة الجميلة مع السينما، حيث اختارها المخرج عبد الرحمن شريف لتشارك في بطولة فيلم «عودي يا أمي» الذي قام ببطولته شكري سرحان أمام نادية لطفي، وقامت بوسي بدور ابنتهما «سلوى» التي تواجه رغم سنها الصغيرة العديد من المشاكل بسبب خلافاتهما الأسرية والمشاكل الاجتماعية، وأظهرت هذه الطفلة الصغيرة براعة وموهبة كبيرة في تجسيدها لهذا الدور مما جعلها مهيأة للظهور في أفلام أخرى في تلك الفترة وكان هذا الفيلم الذي قدم وعرض عام 1961 هو أول أفلامها السينمائية وأول ظهور لبوسي على الشاشة الفضية وكان عمرها 7 سنوات.

بعد ما أظهرته بوسي من موهبة توالت أفلامها، ففي عام 1962 شاركت في فيلمين هما: «الليالي الدافئة» مع المخرج حسن رمزي، «هذا الرجل أحبه» من إخراج حسين حلمي المهندس، وفيلمين آخرين في عام 1963 هما: «حياة عازب» من تأليف وإخراج نجدي حافظ، «نار في صدري» إخراج حسن رضا، وفي عام 1964 قدمت فيلماً واحداً هو «طريق الفردوس» مع المخرج فطين عبد الوهاب ثم فيلم «زوجة من باريس» عام 1966 مع المخرج عاطف سالم، وبالتأكيد لابد أن نشير إلى دور من أهم أدوارها في تلك الفترة وهو تجسيدها لشخصية «رابعة العدوية» شهيدة الحب الإلهي في الفيلم الشهير الذي حكى وروى قصة حياتها وقامت ببطولته عايدة هلال ورشدي أباظة وحسين رياض، وأخرجه عباس كامل عام 1962 وقامت بوسي بدور «رابعة العدوية» في مرحلة الطفولة وهو فيلم آخر مختلف عن فيلم رابعة الشهير التي قدمته نبيلة عبيد مع عماد حمدي وفريد شوقي وأخرجه نيازي مصطفى عام 1963 أي في العام التالي للفيلم الأول.

ونتوقف قليلاً هنا لنشير إلى بعض النقاط المهمة لهذه الأفلام، أولها أن بوسي ظهرت في أول فيلمين باسمها الحقيقي «صافيناز قدري» لكن في فيلمها الثالث «هذا الرجل أحبه» كان اسمها على أفيش الفيلم هو «بوسي» وهو اسم «التدليل» التي كانت الأسرة والعائلة تناديها به والذي أصبح فيما بعد اسمها الفني والتي لا تزال تحمله إلى اليوم وحققت به شهرتها ونجوميتها ومشوارها الفني كله، أيضاً لابد أن نشير إلى أن معظم الأدوار التي جسدتها بوسي في هذه الأفلام كانت أدواراً رغم تنوعها تدور في إطار التراجيديا والميلودراما وبعيدة عن الاستعراض أو الكوميديا أي كان عليها في معظم أو كل أدوارها أن تعاني وتتألم وتبكي رغم سنها الصغيرة أيضاً نشير إلى أنها حققت شهرة هائلة على مستوى الوسط السينمائي والوسط الفني كله بل وبعض الشهرة الجماهيرية أيضاً، حيث إن الفترة التي ظهرت فيها كانت هي أشهر طفلة على شاشة السينما، حيث كانت «نيللي» قد اختفت لبعض الوقت بعد أن دخلت مرحلة الصبا والشباب وكذلك «لبلبة»، ومعظم البنات اللواتي ظهرن في السينما خلال هذه المرحلة لم يواصلوا ويكملوا الطريق مثل «إيناس عبد الله» التي ظهرت في فيلم «أم العروسة» وقبلها أحمد يحيي الذي ظهر مع عبد الحليم حافظ في فيلم «حكاية حب» وأصبح مخرجاً سينمائياً فيما بعد، وغيره وغيرهن كثيرات وتوقفن، لكن بوسي استمرت صحيح أنها ابتعدت لمدة عامين «1967 و1968» لكنها عادت سريعاً عندما دخلت بواكير الصبا والشباب.

وفي عام 1968 كانت بوسي قد دخلت في مرحلة الصبا والمراهقة أو الشباب المبكر ولم تعد تصلح لأدوار الطفولة،وكان الفيلم الشهير «شيء من الخوف» الذي يعد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية ومن أشهر كلاسيكياتها والذي أخرجه حسين كمال عام 1968 هو الفيلم الذي عادت فيه بوسي إلى التمثيل وشاشة السينما بعد أن ودعت مرحلة الطفولة وأصبحت مراهقة شابة، وجسدت في الفيلم نفس الدور فتاة شابة صغيرة جميلة مخطوبة لشاب يكبرها بسنوات قليلة هو واحد من أبطال الفيلم الذي قامت ببطولته شادية أمام محمود مرسي ويحيى شاهين، ومن هذا الفيلم واصلت بوسي مشوارها السينمائي كفنانة شابة تملك الموهبة والجمال والحضور أمام الكاميرا، وكانت أدوار الفتاة الشابة الجميلة هي الإطار التي قدمت فيه شخصياتها وأفلامها خلال هذه الفترة، ومن أهم هذه الأفلام: «أسرار البنات» 1969 مع المخرج محمود ذو الفقار، «بنت عنتر» 1996 مع المخرج نيازي مصطفى، «بلا رحمة» 1971 مع نيازي مصطفى، «الخيط الرفيع» 1971 مع المخرج هنري بركات، وفي هذا الفيلم الذي قام ببطولته محمود ياسين أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة أطلقت بوسي ولأول مرة ضحكتها الشهيرة المجلجلة المملوءة بالمرح والانطلاق والأنوثة، لتكون هذه الضحكة من لزماتها وعلاماتها المميزة والتي استمرت معها واشتهرت بها طوال مشوارها الفني.

وهنا نتوقف لنشير إلى حدث مهم في حياة بوسي خلال تلك المرحلة وهو ارتباطها وزواجها من نور الشريف، فقد التقيا لأول مرة أثناء مشاركة نور في المسلسل الشهير «القاهرة والناس» وقتها كانت بوسي مراهقة صغيرة لم يتجاوز عمرها 15 عاماً، لكن تعلقت عاطفياً بهذا الممثل الشاب الواعد الدارس وكتمت مشاعرها ولم تبوح بها لأحد فكيف لفتاة في هذه السن وفي مرحلة دراستها الإعدادية أن تصرح بحبها حتى ولو كانت ممثلة موهوبة وجميلة لكنها لم تستطع طويلاً كتم مشاعرها فاعترفت لنور بحبها له وكذلك لأمها ونمت هذه العلاقة العاطفية بين الاثنين الفتاة الشابة الصغيرة والفنان الشاب الذي يشق طريقه نحو النجومية وعندما أصبحت بوسي عمرها 18 عاماً تم إعلان الخطبة ثم الزواج في عام 1973، والطريف أنه في فيلم «السكرية» الذي قام ببطولته نور الشريف وشاركت أيضاً بوسي في بطولته كان نور يقوم بدور «خالها» رغم أنه في واقع الأمر وفي الحياة هو زوجها، المهم أنه ومنذ عام 1973 وحتى عام 2001 قدم هذا الثنائي «نور الشريف وبوسي» عدداً من أهم الأفلام في مسيرتهما السينمائية وبعض هذه الأفلام التي غلب الطابع الرومانسي الجميل على الكثير منها تعد من أهم أفلام السينما المصرية، خصوصاً الرومانسية، وسوف نشير إلى أهم هذه الأفلام في استعراضنا السريع لمسيرتها السينمائية.

في عام 1977 كانت بوسي على موعد مع مرحلة مهمة ونقطة تحول في مسيرتها السينمائية في هذا العام كان نور الشريف يستعد لتقديم الإنتاج الثاني لشركة الإنتاج السينمائي التي أسسها عام 1976 وحملتا سم «N.P» أو «إن. بي» أي الحرفين الأولين من اسم نور وبوسي، والتي قدم من خلالها الفيلم الأول من إنتاجه «دائرة الانتقام» عام 1976 وعهد بإخراجه إلى سمير سيف وكان أول أفلامه كمخرج، في العام الثاني قرر نور إنتاج فيلم «قطة على نار» وهو مأخوذ عن المسرحية الشهيرة «قطة فوق سطح صفيح ساخن» للكاتب الأميركي الشهير «تنسي ديليامز» والتي قدمتها السينما الأميركية في فيلم شهير حمل نفس الاسم وأخرجه «ريتشارد بروكس» وقامت ببطولته النجمة العالمية رائعة الجمال «إليزابيث تايلور» في الفيلم المصري كتب السيناريو د. رفيق الصبان ورشح نور لإخراجه المخرج سمير سيف وكانت المشكلة في ترشيح البطلة التي ستقوم بدور البطولة في فيلم أمام نور، فتم ترشيح بوسي للدور وفرحت به جداً لأنها اعتبرته نقلة مهمة جداً لكن بوسي أصرت على الدور، وحصلت بوسي على جائزة أحسن ممثلة عن هذا الفيلم الذي يعد بالفعل واحداً من أهم أفلامها واعتبره النقاد نقلة ومحطة مهمة في مشوارها السينمائي كله لدرجة أنهم أطلقوا عليها من بعد هذا الفيلم لقب «قطة السينما المصرية»، وكان هذا الفيلم بالفعل نقطة انطلاق هائلة نحو نجومية هائلة وفي مشوارها السينمائي.

انطلقت بوسي في السنوات المتبقية من السبعينيات كنجمة لعدد من الأفلام وهنا لابد أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن بوسي استطاعت خلال هذه الحقبة «السبعينيات» أن توجد لنفسها مكاناً بارزاً على خريطة السينما المصرية كنجمة وفنانة موهوبة وسط عمالقة نجمات السينما من الجميلات اللواتي كن في أوج تألقهن وتوجهن ومجدهن السينمائي مثل «سعاد حسني، نادية لطفي، شمس البارودي، نجلاء فتحي، ميرفت أمين، سهير رمزي، زبيدة ثروث، نبيلة عبيد، نادية الجندي، مديحة كامل».

واستهلت بوسي حقبة الثمانينيات بواحد من أهم الأفلام في تاريخها السينمائي بل ومن أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية كله، وهو فيلم «حبيبي دائماً» الذي أخرجه حسين كمال عام 1980 وهو يعد تحفة رومانسية رائعة وشاركها بطولته نور الشريف، والفيلم مأخوذ عن الفيلم الأميركي الشهير جداً في السبعينيات «قصة حب» لـ «أريك سيجال» والتي لعبت بطولته «آلي ماكجرو أمام ريان أونيل» وحقق نجاحاً عالمياً مذهلاً وحقق «حبيبي دائماً» نجاحاً جماهيرياً وفنياً مذهلاً وأثنى النقاد كثيراً على الفيلم وعلى أبطاله وزاد هذا من نجومية بوسي وجعلها تنطلق سينمائياً في حقبة الثمانينيات بشكل هائل لتكون هذه الحقبة من أكثر المراحل السينمائية في مشوارها غزارة في الأفلام، حيث قدمت فيها ما يقرب من 40 فيلماً العديد منها من أهم الأفلام في مشوارها السينمائي، ومن أهم وأشهر هذه الأفلام: «العاشقة» 1980 مع المخرج عاطف سالم، «فتوات بولاق» 1981 من إخراج يحيى العلمي، «فتوة الجبل» 1982 من إخراج نادر جلال، «الذئاب» من إخراج عادل صادق، «وحوش الميناء» من إخراج نيازي مصطفى، «مرزوقة» من إخراج سعد عرفة، والأفلام الثلاثة عام 1983.

ونواصل استعراض أفلامها المهمة خلال حقبة الثمانينيات لنرى أفلاماً أخرى مثل: «السطوح» إخراج حسين عمارة، «النصابين» إخراج أحمد يحيى، «بحر الأوهام» إخراج نادية حمزة، «آخر الرجال المحترمين» إخراج سمير سيف، «الشيطان يغني» إخراج ياسين إسماعيل ياسين، «إعدام ميت» إخراج علي عبد الخالق والأفلام جميعها عام 1984، «الأوغاد» إخراج أحمد النحاس، «الحكم آخر الجلسة» إخراج محمد عبدالعزيز، «النساء» إخراج نادية حمزة، «الأستاذ يعرف أكثر» إخراج أحمد السبعاوي والأفلام الأربعة عام 1985، وفي عام 1986 قدمت عدداً من الأفلام الجيدة منها: «بلاغ ضد امرأة» من إخراج أحمد السبعاوي، «دقة زار» للمخرج أحمد ياسين، «المحترفون» من إخراج يوسف شرف الدين، «جذور في الهواء» للمخرج يحيى العلمي وثلاثة أفلام عام 1987 «حقد امرأة» مع المخرج نادية حمرة، «لعبة الكبار» من إخراج سعد عرفة، «العملية 42» من إخراج عادل الأعصر، وفي عام 1988 كان فيلمها «زمن حاتم زهران» الذي يعد أهم الأفلام في مشوارها السينمائي وكان من إنتاج وبطولة نور الشريف وأول إخراج للمخرج محمد النجار، «الكماشة» 1988 من إخراج عبد اللطيف زكي.

ونأتي إلى حقبة التسعينيات لنجد أن بوسي قد تراجعت نسبة أفلامها من ناحية الكم فلم تقدم خلال هذه الحقبة وبالتحديد خلال السنوات الـ 6 الأولى سوى 11 فيلما، وكان هذا التراجع طبيعياً لسببين، الأول: أنها قد تجاوزت مرحلة الفتاة الشابة عمرياً ولم يعد يصلح لها أن تقدم هذه النوعية من الأدوار، صحيح أنها غيرت تماماً من أدوارها خلال الحقبة الماضية لكن بطبيعة الحال لابد أن يحدث تغير أكبر في أدوار الممثل أو النجم مع مرور الوقت والزمن، وهذا شيء طبيعي ومنطقي ويحدث مع نجوم التمثيل في العالم كله، أما السبب الثاني فتمثل في صعود تيار السينما الشبابية وسينما الكوميديا في السنوات الأخيرة من هذه الحقبة وهو ما أثر بشكل كامل على التواجد السينمائي لكل الأجيال التي سبقت جيل التسعينيات.

لهذا لم تظهر بوسي في الكم المتوقع من الأفلام إلا في العدد الذي أشرنا إليه ومن أفلامها في هذه الحقبة: «بلاغ للرأي العام» 1990 مع المخرج أحمد السبعاوي، «انتبهوا أيها الأزواج» 1990 للمخرج حسن الصيفي، «تصريح بالقتل» 1991 من إخراج تيمور سري، «شياطين المدينة» 1991 من تأليف وإخراج سعيد محمد مرزوق، «لعبة الانتقام» 1992 من إخراج محمد عبد العزيز، «كروانة» 1993 من إخراج عبد اللطيف زكي، «طريق الشر» 1995 من إخراج محمد مرزوق، «الملائكة لا تسكن الأرض» 1995 من إخراج سعد عرفة، «الجنتل» 1996 من إخراج علي عبد الخالق.

وفي بداية الألفية الجديدة قدمت فيلماً وحيداً هو «العاشقان» 2001 من بطولة وإخراج نور الشريف وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه نور الشريف في مشواره الفني كله وكان آخر فيلم قدمته بوسي للسينما، بعدها تفرغت تماماً للدراما التلفزيونية التي سبق وأن قدمت فيها بعض الإسهامات خلال الثمانينيات والتسعينيات لكنها تفرغت لها تماماً في السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة وكان هذا أيضاً حال العديد من نجوم ونجمات السينما من أبناء جيلها بل ومن أبناء الأجيال اللاحقة لها، وقدمت بوسي عدداً كبيراً من المسلسلات التلفزيونية الناجحة التي وضعتها في مقدمة نجمات الصف الأول على مستوى الشاشة الصغيرة، ومن أشهر مسلسلاتها الدرامية: «الحرملك»، «جواري بلا قيود»، «اللقاء الثاني»، «ألف ليلة وليلة»، «المجهول» «خالتي صفية والدير».

وفي ختام هذا الاستعراض السريع لمشوار هذه النجمة والفنانة الجميلة التي قدمت أدوار متنوعة في اكثر من 80 فيلماً، لابد أن نشير إلى بعض النقاط المهمة في هذه المسيرة الناجحة، ونبدأ بالجوائز حصلت بوسي خلال مشوارها السينمائي على العديد من الجوائز عن أدوارها كأحسن ممثلة في العديد من المهرجانات الفنية داخل مصر كما شارك عدد من أفلامها في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية واختيرت هي فيما بعد لعضوية لجان تحكيم هذه المهرجانات ومنها مهرجان فينسيا السينمائي الدولي 2007 كما تم تكريمها في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية عن مجمل أفلامها ومن أبرز هذه التكريمات كان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان العالم العربي بباريس ومهرجان الفيلم العربي في روتردام ومهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 2008 ومهرجانات عربية أخرى.

الجريدة الكويتية في

30/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)