حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

«الجيل الثالث».. نجوم الموجة الجديدة في السينما المصرية

راجح داود.. التعبير بالموسيقى

القاهرة - أحمد الجندي

تعد الموسيقى من أقدم الفنون التي عرفها الانسان، وعندما بدأ فن السينما منذ أكثر من مئة عام كانت الموسيقى من الفنون الملازمة والمصاحبة لهذا الفن الجديد منذ نشأته، ومع تطور فن السينما أصبحت «الموسيقى التصويرية» جزءاً لا يتجزأ من الشريط السينمائي، وأصبحت أحد الأركان الرئيسة في صناعة أي فيلم وأحد أدوات التعبير المهمة عن الصورة والمشهد السينمائي.

واذا كان كل هذا من البديهيات فان هناك من يرى: «أن مصطلح «الموسيقى التصويرية» مصطلح غير دقيق وليس صحيحاً، لأن التعريف الصحيح لها هو «موسيقى فيلمية» أو «موسيقى سينمائية»، لأن المصطلح الأول كان يناسب أكثر السينما عندما كانت صامتة، ومع تطور السينما شكلاً ومضموناً أصبح المصطلح الصحيح والأكثر دقة هو «موسيقى سينمائية أو فيلمية»، كان هذا الرأي للموسيقار د. راجح داود، الذي يعد من أهم مؤلفي وواضعي الموسيقى التصويرية أو «السينمائية» في السينما المصرية في الثلاثين عاماً الأخيرة، حيث قام بتأليف موسيقى ما يقرب من 40 فيلماً روائياً وعدد هائل من الأفلام التسجيلية.

ولهذا الفكر المتطور لهذا الموسيقي الأكاديمي الحاصل على درجة الدكتوراه في الموسيقى، وجد مخرجو وصانعو سينما «الواقعية الجديدة» ضالتهم في د. راجح ليشكل من خلال ابداعه وثقافته الموسيقية ورؤيته المتطورة جزءاً رئيساً من ابداعهم السينمائي، حيث عبر بموسيقاه عن الواقع الذي قدموه في أفلامهم، وكان القاسم المشترك في أفلام فنان السينما الكبير «داود عبدالسيد»، حيث وضع موسيقى كل أفلامه، وقد حصل د. راجح على العديد من الجوائز والتكريمات من مهرجانات سينمائية وجهات فنية محلية ودولية على ابداعه السينمائي الموسيقي، وأيضاً على ابداعه الوفير في الموسيقى المسرحية والتلفزيونية، كما أنه صاحب كم هائل من المؤلفات والمقطوعات الموسيقية للأوركسترا السيمفوني والأوبرالي.

ولد راجح داود في نوفمبر 1954 بالقاهرة لأسرة متوسطة والده سامي داود كان صحافياً معروفاً وكان من عشاق الموسيقى والغناء وكان يريد أن يحترف الموسيقى لكن معارضة أسرته وقفت حائلاً أمام رغبته فاتجه الى الأدب والصحافة وأصبح صحافياً معروفاً وهذه الميول الفنية هي التي دفعت الأب الى أن ينشأ ولديه «راجح وجهاد» على حب الموسيقى فأصبح راجح مؤلفاً وموسيقاراً شهيراً ومعروفاً وأصبح جهاد قائد أوركسترا معروفاً، بدأ راجح مشواره مع الموسيقى في سن مبكرة وظلت الموسيقى بالنسبة له هواية ثم اتجه لدراستها عندما تأكد أنه يملك موهبتها وأنها كل عالمه، فحصل على بكالوريوس الفنون بالقاهرة وكان ذلك عام 1977، وعمل بعد تخرجه معيداً بنفس المعهد، ثم سافر الى النمسا وحصل على درجة الدبلوم ثم الماجستير وشهادة الفنون العليا من أكاديمية فيينا للموسيقى وهو أعلى مؤهل علمي تمنحه هذه الأكاديمية في التأليف الموسيقي وهو يعادل درجة «الدكتوراه».

عاد راجح للقاهرة عام 1988 وأصبح مدرساً بالمعهد العالي للكونسرفتوار ثم أصبح أستاذاً مساعداً 1994 ثم أستاذاً لنفس القسم بالمعهد 2000 وما زال يواصل التدريس بالمعهد حتى اليوم بالاضافة الى التدريس بالمعهد العالي للسينما والاشراف على وحدة التأليف الموسيقي بأكاديمية الفنون، واذا كان هذا هو مشواره الأكاديمي الذي ما زال يمارسه حتى اليوم بحب شديد، فان مشواره الفني الموسيقي تزامن مع هذا المشوار الأكاديمي فقدم العديد من المقطوعات الموسيقية والكونشرنات للأوركسترا وبدأ اسمه يلمع كواحد من أهم مؤلفي الموسيقى في مصر الى جانب عمر خيرت ومودي الامام وآخرين.

بدأ د. راجح مشواره مع السينما من خلال السينما التسجيلية وقام بالتأليف الموسيقى لعدد هائل من الأفلام التسجيلية، نذكر منها: «أطباء في المدينة» 1980 اخراج أحمد قاسم، «قرية الأطفال» 1981 اخراج مصطفى محرم، «وقائع الزمن المنسي» 1990 اخراج د. محمد كامل القليوبي، «حسن فؤاد فنان مصري معاصر» 1991 اخراج صلاح التهامي، «مركب الريس جابر» 1992 اخراج شاعر السينما التسجيلية علي الغزولي، «المتحف الاغريقي» اخراج أسماء البكري، «الزلزال» 1993 اخراج فؤاد التهامي، «الحضارة العربية» 1994 اخراج عاطف البكري، «الأيام السبعة» 1995 اخراج مجدي أحمد علي، «آدم حنين» 1996 اخراج هشام الشافعي، «آفاق» 1997 اخراج صلاح مرعي، «الفنار» 2001 اخراج محسن محيي، وتعامل راجح في هذه الأفلام مع أهم الأسماء من مخرجي السينما التسجيلية في مصر ومنهم ما هو معروف على مستوى السينما الروائية مثل أسماء البكري ومجدي أحمد علي وكذلك أسماء مثل صلاح مرعي ومصطفى محرم.

وقد بدأ راجح داود مشواره مع السينما الروائية الطويلة عام 1985 مع المخرج الكبير داود عبدالسيد، حيث وضع موسيقى أول أفلامه «الصعاليك» ولفت الأنظار لموسيقاه، حيث وضع 20 قطعة موسيقية مختلفة مصاحبة لأحداث ومشاهد الفيلم منها تترا البداية والنهاية، وكان شيئاً وحدثاً جديداً وحديثاً في الموسيقى التصويرية للفيلم المصري الذي اعتاد أن تصحب مشاهده حركة موسيقية واحدة أو اثنين على الأكثر وتعلو أو تهبط تبعاً للحدث، لكن راجح في فيلمه الأول قدم تيمات موسيقية خاصة للشخصيات وعالمهم الداخلي أحلاهم واحباطاتهم صعودهم الطبقي وانحدارهم نحو الهاوية معبراً بالموسيقى عن فكرة الفيلم كما أرادها مؤلفه ومخرجه، ومع هذه الموسيقى المتطورة كان طبيعياً أن يكون هو المؤلف الموسيقي وواضع الموسيقى التصويرية لكل الأفلام الثمانية لفنان السينما الكبير داود عبدالسيد، وهي: «الصعاليك» 1985، «البحث عن سيد مرزوق» 1990، «الكيت كات» 1991، «أرض الأحلام» 1993، «سارق الفرح» 1995، «أرض الخوف» 1999، «مواطن ومخبر وحرامي» 2002، «رسائل البحر» 2010.

ولم يقتصر التأليف الموسيقي لراجح داود على أفلام داود عبدالسيد فقط، حيث وجد فيه الكثير من مخرجي وصناع السينما في منتصف الثمانينيات شكلاً وأسلوباً جديداً ومختلفاً للموسيقى التصويرية عما كان سائداً في السينما المصرية من قبل ووجد هؤلاء المخرجون من أصحاب تيار الواقعية الجديدة ضالتهم في هذا الموسيقي الشاب الأكاديمي الدارس الموهوب المتطور الفكر فعهدوا اليه بوضع الموسيقى التصويرية للعديد من أفلامهم فتوالت الأفلام التي تحمل موسيقى راجح داود، الذي أخذ في توالي تطور هذا الجزء المهم للغاية في صناعة الفيلم السينمائي، فعلى سبيل المثال: كان سائداً من قبل أن يصاحب الأكرديون المشاهد والأحداث التي تدور في الحارة والأحياء الشعبية، وأن يكون البيانو مصاحباً للمشاهد والشخصيات والأحداث من الطبقة الراقية أو التي تدور فيها، جاء راجح لينسف هذا السائد ويعتبره تفكيراً ساذجاً كان يصلح للماضي ولابد أن يتغير ويكون هناك تطور مثلما تطورت الأفلام مضموناً وشكلاً وكسر هذه العادة عندما وضع موسيقى تناسب الشخصية وأحداثها ومضمونها لنشاهد«بيانو» و«أرجن» مع أحداث وشخصيات شعبية في العديد من أفلامه.

ومن أهم الأفلام التي قدمها راجح داود في مشواره السينمائي أو التي وضع لها الموسيقى التصويرية والتي يقدر عددها بما يقرب من 40 فيلماً قدمها فيما يزيد على 30 عاماً، «القاتلة» 1991 مع المخرجة ايناس الدغيدي، «الراعي والنساء» 1991 مع المخرج علي بدر خان، «الصرخة» 1992 من اخراج محمد النجار، «الفصيحة» 1992 مع المخرج فاروق الرشيدي، «الغرقانة» 1993 مع المخرج محمد خان، «زيارة السيد الرئيس» 1993 مع المخرج منير راضي، «ثلاثة على الطريق» من اخراج د. محمد كامل القليوبي، «اشارة مرور» 1994 لخيري بشارة»، «البحر بيضحك ليه» 1994 لمحمد كامل القليوبي، «عفاريت الاسفلت» 1995 من اخراج أسامة فوزي، «الرجل الثالث» 1995 اخراج علي بدر خان، «المرأة والساطور» 1996 مع المخرج سعيد مرزوق، «القبطان» 1996 مع المخرج سيد سعيد، «البطل» 1997 من اخراج د. مجدي أحمد علي.

ولعل من أهم مظاهر التطوير والتجديد الذي أحدثه راجح داود في موسيقى الفيلم المصري هو تعاونه مع المخرج فقد كان السائد أن مؤلف أو واضع الموسيقى التصويرية تعامله الأكثر يكون مع مونتير الفيلم بحكم أن العملية تقنية من خلال تركيب الموسيقى مع المشاهد ويقوم المونتير من خلال عملية المونتاج ثم بعد ذلك المكساج بوضع اللمسات الأخيرة بحيث يكون الصوت موجوداً على شريط الصورة ومصاحباً للمشاهد، راجح وجد أن هذا لا يصلح لسينما متطورة فكان لا يبدأ العمل بفيلم الا اذا قرأ السيناريو أولاً وذاكر جيداً شخصياته وكل مشاهده ثم يبدأ في وضع التيمات الموسيقية لكل شخصية حسب ما يناسبها وكل مشهد أو حدث أو لقطة ما يناسبها من تيمة أو آلة موسيقية وبعد ذلك تكون جلسات العمل المطولة مع المخرج بحيث يكون هناك تصور نهائي بشكل وتيمات الموسيقى في الفيلم، ومن هنا سوف نجد أن نقاد السينما لم يبالغوا أو يتجاوزوا الحقيقة حين قالوا: ان موسيقى راجح داود في الأفلام التي عمل بها لا تقل أهمية عن أي جزء آخر في الفيلم ولا يمكن أن يستقيم الفيلم بدونها، كما أن موسيقى راجح غالباً ما تكون من أبطال الفيلم بالمعنى المجازي أي تسهم بشكل كبير في نجاحه وتوصيل رؤية المخرج وأفكارها لجمهور فيلمه.

ونواصل استعراض الأفلام المهمة التي وضع موسيقاها هذا الموسيقار الموهوب الدارس لنجد أفلاماً مثل: «كلام في الممنوع» 1998 من اخراج عمر عبدالعزيز، «اختفاء جعفر المصري» 1998 مع المخرج عادل الأعصر، «أحلام مسروقة» 1998 مع المخرج د. محمد كامل القليوبي، «قضية أمن دولة» 1998 من اخراج كريم جمال الدين، «كلام الليل» 1999 من اخراج ايناس الدغيدي، «يا عزي عيني» 2000 مع المخرج محمد أبو سيف، «أتفرج يا سلام» 2000 لمحمد كامل القليوبي، «حفار البحر» 2001 مع المخرج عادل الأعصر، «مذكرات مراهقة» 2001 من اخراج ايناس الدغيدي، «خريف آدم» 2002 من اخراج د. محمد كامل القليوبي، «الباحثات عن الحرية» 2004 من اخراج ايناس الدغيدي، «كان يوم حبك» 2004 اخراج ايهاب لمعي، «كيف الحال» 2006، الغرفة 707» 2009 مع المخرج ايهاب راضي.

ويرى راجح داود أن مصطلح «موسيقى تصويرية» هو مصطلح غير دقيق وليس صحيحاً لأنه يناسب أكثر السينما عندما كانت صامتة ولم يكن الصوت قد عرف طريقه الى شريط السينما فكان هناك عازفون يقدمون بعض المقطوعات الموسيقية أثناء عرض الفيلم وتكون هذه المقطوعات مصاحبة لمشاهد الفيلم وتحاول التعبير عنها أي توجد بها بعض التفاسير لأن المشاهد لا يسمع حوار الممثلين وربما لا يعرف طبيعة ما يدور أمامه، وكانت هذه طبيعية ودور الموسيقى فسميت موسيقى تصويرية أي تحاول تصور وتبسيط المشهد وأحداثه، وعندما نطقت السينما بدأت السينما المصرية تدخل ما سمى بعصر الأفلام الغنائية في الثلاثينيات والأربعينيات، وطبيعة الشعب المصري والشعوب العربية تعتبر الموسيقى هي الغناء ولما كان هناك أفلام ليس بها غناء استخدمت أيضاً الموسيقى وقالوا عنها «موسيقى تصويرية» على اعتبار أنها مصاحبة، وهو نفس التصور القديم، لكن مع تصور السينما أصبحت الموسيقى جزء من الحدث السينمائي في الفيلم وجزء أساسي لا يستقيم الفيلم بدونه ولم تعد مجرد موسيقى مصاحبة أو كماليات يمكن الاستغناء عنها، لذلك المصطلح الدقيق والصحيح هو «موسيقية سينمائية» أو «موسيقى فيلمية» وهذا هو التعبير والمصطلح المعروف والسائد في أوروبا فهم هناك لا يعرفون مصطلح الموسيقى التصويرية، التي تجاوزتها السينما منذ عقود زمنية طويلة، أيضاً هذه الموسيقى السينمائية لابد وأن تكون مؤلفة ومكتوبة خصيصاً للفيلم بعد قراءة السيناريو وفهم الأحداث والشخصيات والأجواء العامة للفيلم من جانب واضع الموسيقى، لذلك استخدم تيمات وقوالب موسيقية من مؤلفات موسيقية عالمية وتوليفها مع أحداث الفيلم ووضعها مصاحبة للمشاهد يعد خطأ هائل ضد تطور السينما وكان موجوداً في الماضي ولم يعد موجوداً الآن.

ولا شك أن الدراسة الأكاديمية في مجال الموسيقى ووصوله فيها الى أعلى الدرجات العلمية قد أفاد موهبة راجح داود كثيراً بالاضافة الى ثقافته العامة والموسيقية فالتطور الذي أحدثه على فن الموسيقى الخالصة والموسيقى السينمائية ظاهر وملموس، لذلك دائماً ما يرى أن الثقافة تساهم الى حد كبير في تطور موهبة وفكر كل من يعمل بالموسيقى سواء كان مؤلفاً أو عازفاً أو ملحناً، كما يشير د. راجح الى أن هناك خطأ شائع عندنا وهو التعامل مع الموسيقى الخالصة وهي الموسيقى التي بلا غناء على أنها فن غربي أو موسيقى غربية وهذا غير صحيح، لأن الموسيقى الخالصة أو البحتة هي موسيقى ليس بها شرقي أو غربي، لكن نظرتنا هنا للموسيقى على أنها الأغنيات والغناء وحب الغربيين للموسيقى في كل صورها سواء كان يصاحبها غناء أم لا، هو الذي جعلنا نطلق على كل موسيقى خالصة بلا غناء لقب ومصطلح موسيقى غربية رغم أننا لدينا في الماضي أساتذة كبار في التأليف الموسيقي أبرزهم أبو بكر خيرت والموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب كان له مقطوعات موسيقية خالصة رائعة وكذلك كانت هناك مقطوعات موسيقية خالصة على العود للموسيقار رياض السنباطي، وفي عصرنا الحالي لدينا مؤلفو موسيقى على مستوى رفيع مثل عمر خيرت وياسر عبدالرحمن، وجمال عبدالرحيم، والأخير قدم موسيقى خالصة مستحدثة من تراثنا الشعبي، كما أن العديد من الأسماء التي ذكرتها قدمت الاطار الشعبي في مؤلفاتها الموسيقية، لذلك القول عن الموسيقى المؤلفة أو الخالصة انها فن غربي خطأ شائع.

ورغم تعامل راجح داود مع عدد كبير من المخرجين عندما وضع الموسيقى لأفلامهم الا أن تجربته مع فنان السينما الكبير داود عبدالسيد لا شك أنها مختلفة بكل المقاييس، حيث ربط ين الاثنين اندماج ورؤية وفكر فني وتوحد من نوع خاص وهو ما جعل راجح هو واضع الموسيقى لكل أفلام داود الثمانية التي قدمها طوال مشواره السينمائي، فرغم أن الموسيقى هي آخر مرحلة فنية في الفيلم الا أنه في تجربته مع عبدالسيد تكون جلسات العمل ربما سابقة على بدء التصوير ومصاحبة لفترة التحضير بعد أن ينتهي السيناريو الذي يقرأه راجح ليكون تصوره الموسيقى عن المشاهد والشخصيات من خلال رؤية مشتركة للاثنين معاً وهذا ما أوجد كل هذا التميز في الموسيقى التي وضعها راجح لأفلام داوود.

أيضاً نشير الى نقطة مهمة وهي أن راجح واجه بعض النقد والهجوم على موسيقى الفيلم الشهير «الكيت كات»، حيث رأي بعض النقاد عند رؤيتهم للفيلم لأول مرة أن الموسيقى تبدو غريبة بعض الشيء عن أجواء الفيلم وشخصياته وبعضهم أشار الى أنها موسيقى غربية لا تناسب الأجواء والشخصيات الشعبية في الفيلم، لكن بعد فترة عاد نفس النقاد وكتبوا معتذرين عن الرأي الأول وأشادوا بموسيقى الفيلم واعتبروها جزءاً من أسباب نجاحه الهائل وذلك بعدما شاهدوا الفيلم أكثر من مرة فيما بعد، وهذا يشير الى سؤال مهم وهو: هل موسيقى الفيلم مثلها مثل بعض الأفلام الجادة ذات المستوى الفني الرفيع التي تحتاج الى مشاهدتها أكثر من مرة؟، كذلك الموسيقى تحتاج الى سماعها لأكثر من مرة؟، الاجابة تأتي من خلال ما قاله راجح: الاعتياد عند النقاد وعند الجمهور على تيمات موسيقية معينة لمشاهد معينة هو ما يوجد هذا اللبس وهذا التشويش ومن هنا لابد أن يكون لدى المتلقي قدرة على استيعاب التطور وعدم حق التلقي والاحساس في قوالب وأنماط ثابتة والدليل أن نفس الأشخاص يكتشفون خطأ وجهة نظرهم فيما بعد.

ولم تقتصر أعمال راجح داود الموسيقية على السينما وحدها، بل وضع الموسيقى لعدد الأعمال المسرحية المهمة نذكر منها: «محاكمة الكاهن» من اخراج نور الشريف عام 1994، «غداً في الصيف» اخراج عبدالعزيز مخيون 1995، «سالومي» 1999 من اخراج هناء عبدالفتاح، «الملك لير» 2011 من اخراج أحمد عبدالحليم، «الشطرنج» 2002 من اخراج ناصر عبدالمنعم، كما له رصيد هائل في الدراما التلفزيونية، حيث وضع موسيقى عدد كبير من المسلسلات الناجحة ومنها: «هوانم جاردن سيتي» الجزء الأول والثاني من اخراج أحمد صقر عامي 1997 و1998، «الابن الضال» 1999 مع المخرج محمد القليوبي، «المحاربون» 1999، «زمن العولمة» 2001 والمسلسلين كانا من اخراج عصام الشماع، «الأقدار» 2000 من اخراج خالد بهجت، «الطوفان» 2004 من اخراج محمد القليوبي، «أسلحة دمار شامل» 2006 مع المخرج عصام الشماع، بجانب ما يزيد على 50 مقطوعة موسيقية للأوركسترا والكونشرتوا والكورال، قدمت على دار الأوبرا المصرية وفي العديد من المسارح العربية والأوروبية.

بقي أن نشير الى أن راجح داود حصل على العديد من الجوائز من مهرجانات سينمائية محلية ودولية عن موسيقى عدد من أفلامه، كما كرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الدورة 31 عن مجمل أعماله وحصل من وزارة الثقافة المصرية على جائزة الدولة التشجيعية عام 1997، وأيضاً جائزة الدولة في التفوق الفني عام 2003.

الجريدة الكويتية في

22/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)