حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

«الجيل الثالث».. نجوم الموجة الجديدة في السينما المصرية

بشير الديك.. «الحرّيف»

القاهرة - أحمد الجندي

استطاع بشير الديك منذ فيلمه الأول «مع سبق الإصرار» 1979 أن يلفت إليه الأنظار كواحد من الكٌتاب الموهوبين سينمائياً، وعلى مدى 30 عاماً هي عمر مشواره السينمائي قدم بشير ما يزيد على 40 فيلماً، معظم هذه الأفلام التي قدمها مع زملاء جيله، وأفلامهم الأخرى تصدرت المشهد السينمائي المصري .

ولد «بشير صديق الديك» وهذا اسمه كاملاً في 27 يوليو 1944 بقرية صغيرة تقع على شاطئ البحر بمحافظة دمياط بأقصى شمال دلتا مصر، لأسرة مصرية بسيطة، ورغم أن معظم رجال القرية وأهلها يعملون إما بالصيد والمهن المتعلقة بالبحر أو بالزراعة إلا أن والد بشير كان يسير في اتجاه مختلف، حيث كان موظفاً حكومياً وهذا ما جعل بشير ينتقل مع أسرته وهو في الثالثة من عمره إلى «مدينة المنصورة» بحكم التنقل الطبيعي لعمل الأب ووظيفته، وفي مدينة المنصورة قضى بشير طفولته الأولى ودراسته الابتدائية كاملة، وعندما عادت الأسرة مرة أخرى إلى قريتهم بمحافظة دمياط واصل بشير دراسته الإعدادية ثم الثانوية، وفي أثناء هذه المراحل الدراسية الأولى تعلق بشير بالحكايات والأساطير الخرافية التي كان يسمعها عن البحر والحوادث المرتبطة به وأيضاً الحكايات والأساطير الموجودة بكثافة في كل الريف المصري، ومن هنا بدأت تنمو حواسه وتعرف على شيء مهم جداً وهو «الخيال»، ومن خلال هذا الخيال بدأ يتجه إلى القراءة وتعرف على روايات المنفلوطي ومحمد تيمور وجذبته أكثر الروايات الرومانسية، كما أظهر نبوغاً في كتابات الإنشاء والتعبير في مدرسته وكان هذا ملحوظاً من أساتذته فكانوا دائماً ما يرشحونه ليكون أديباً موهوباً أو كاتباً نابغاً.

وعندما حصل على شهادة الثانوية العامة أراد أن يدرس الفلسفة فقد كان حاصلاً على درجاتها النهائية ومتعلقاً بها لكن الأب كان يريد أن يدرس ابنه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حتى يضمن له وظيفة مرموقة في المستقبل، ونزل بشير إلى القاهرة لأول مرة ليلتحق بالجامعة وسرعان ما اكتشف أن مجموعه الدراسي لا يؤهله لدخول الكلية التي أرادها والده فكانت كلية التجارة هي البديل، وبالفعل درس بكلية التجارة ورغم صعوبة دراسته للمحاسبة والرياضيات والماليات بهذه الكلية والتي لا تتفق مع ميوله إلا أنه تخرج وحصل على البكالوريوس وكان هذا عام 1966، وهنا لابد أن نشير إلى أن بشير رغم دراسته لم ينس ميوله الأدبية فأثناء تواجده بالقاهرة زادت قراءاته الأدبية وتعرف على أدباء جدد مصريين وعالميين، فقرأ لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي وفي الأدب العالمي انبهر بالأدباء الروس أمثال ديستوفسكي وتولستوي وجوجول وتشكيوف .

بعد تخرجه عاد مرة أخرى إلى قريته وبدأ يرسل قصصه إلى الجرائد والمجلات وعرفت هذه القصص طريقها للنشر وانضم لجمعية أدبية صغيرة في دمياط وبدأ اسمه يتردد على استحياء في الوسط الأدبي بعد توالي نشر قصصه، وعاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعمل موظفاً حكومياً في وزارة التربية والتعليم وانضم لجماعة «جاليري 68» الأدبية التي أسسها إبراهيم أصلان وجميل عطية إبراهيم ومحمود الورداني، وفي هذه الفترة بدأ تفكيره في الكتابة للسينما بعد أن نصحه صديق بأن قصصه تصلح أكثر للسينما فكتب قصة سينمائية بعنوان «زائر المدينة الميتة» مستوحاة من الرواية العالمية الشهيرة «جاتسبي العظيم» للكاتب الأميركي «سكوت فيتزجيرالد» وعرضها على المخرج علي عبد الخالق والسيناريست مصطفى محرم اللذان قد سبقاه في العمل في السينما - وهما تقريباً من نفس جيله - ورغم أنه لم تكن هناك سابق معرفة بينهما وبين بشير إلا أنهما أعجبا بالقصة تماماً وكان مقرراً أن يكتب لها السيناريو والحوار ليتم إخراجها في فيلم سينمائي لكن حدثت بعض الظروف التي حالت دون ذلك.

لم يشعر بشير بالإحباط لفشل مشروعه السينمائي الأول وقرر أن يستمر وأعجبته قصة قصيرة بعنوان «الزوج الخالد» من إحدى قصص ديستوفسكي التي وردت في رواية «المقامر»، فكتب لها «المعالجة السينمائية» وتقابل مع المخرج أشرف فهمي الذي أبدى إعجابه الشديد بالمعالجة والموضوع الذي تطرحه، وعرض الاثنان «بشير وأشرف» المشروع على نور الشريف فتحمس له جداً وكتب بشير السيناريو والحوار لهذه المعالجة وكان الفيلم الشهير «مع سبق الإصرار» الذي قام ببطولته نور الشريف وميرفت أمين ومحمود ياسين وهدى رمزي وأخرجه أشرف فهمي عام 1979 هو أول أفلام بشير الديك كمؤلف وسيناريست سينمائي، ومع النجاح الجماهيري الهائل الذي حققه الفيلم ومع النجاح الفني والإشادة الكبيرة من النقاد والجوائز التي حصل عليها الفيلم أصبح اسم بشير الديك داخل الوسط السينمائي في مصر كواحد من كُتاب ومؤلفي السينما الواعدين.

مع النجاح الهائل فنياً وجماهيرياً الذي حققه فيلمه الأول بدأ بشير مشواره السينمائي الذي امتد لـ 30 عاماً متواصلة منذ 1979 .

ونبدأ بأفلامه مع المخرج أشرف فهمي الذي أخرج له فيلمه الأول «مع سبق الإصرار» لنجد أن بشير وجد تقارباً فكرياً وفنياً مع أشرف الذي يعد هو أيضاً من المخرجين الدارسين المؤسسين لسينما جديدة مع مطلع السبعينيات، في نفس عام الفيلم الأول 1979 يقدم بشير وأشرف فيلمهما الثاني «وتمضي الأحزان» وفيلمهما الثالث «ولايزال التحقيق مستمرا» الذي لعب بطولته محمود ياسين ونبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز، ويعد هذا الفيلم واحداً من الأفلام المهمة في المشوار السينمائي لكل صانعيه بشير الديك وأشرف فهمي وأيضاً أبطاله وهو دراما اجتماعية قدمت في إطار بوليسي الواقع الاجتماعي في مصر في نهاية السبعينيات عندما بدأت النتائج السلبية لقرارات الانفتاح الاقتصادي التي أورثت المجتمع العديد من القيم السلبية وعصفت بالطبقة الوسطى التي كانت التراس الذي يحافظ على القيم والمبادئ الحميدة وكيف جرف التيار المادي هذه القيم وصبغها بقيم مادية لا تعترف بالعدل والشرف والوفاء والصدق واعتبرتها قيماً قديمة لا تصلح لمجتمع أصبح يعلي من قيمه المادية الميكافيلية. وفي عام 1982 كان الفيلم الأخير الذي جمع بين بشير الديك وأشرف فهمي وكان فيلم «الأقوياء» الذي يعد الفيلم الأخير في المشوار السينمائي للفنان والنجم الأسطوري رشيد أباظة الذي توفي أثناء تصويره للفيلم. ونأتي إلى مخرج آخر يعد من أهم المخرجين الذي تعاون معهم بشير الديك في مشواره السينمائي وهو المخرج عاطف الطيب، وإذا كان نقاد السينما ومؤرخيها يشيرون إلى أن بداية تيار الواقعية الجديدة قد بدأ في السينما المصرية مع الأفلام الأولى لمحمد خان وخيري بشارة في السنوات الأخيرة من السبعينيات فإنهم يؤكدون أن أفلام بشير الديك مع عاطف الطيب ومحمد خان في الثمانينيات قد أرست قواعد وأسس هذا التيار وفرضت وجوده وأصبح يشكل أهم ملامح المشهد السينمائي المصري وقتها، واستهل الاثنان «بشير وعاطف» تعاونهما بواحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية وهو ضمن القائمة الذهبية لأفضل مئة فيلم في تاريخها وهو فيلم «سواق الأتوبيس» 1983 الذي قام ببطولته نور الشريف وميرفت أمين، وهو يعد الفيلم الثاني في مشوار عاطف الطيب بعد فيلمه الأول «الغيرة القاتلة» لكن من حسن حظ عاطف أن «سواق الأتوبيس» هو الذي عرض جماهيرياً أولاً وهذا ما بشر بميلاد مخرج جديد موهوب توالت أفلام هذا الثنائي «بشير الطيب» فكان فيلمهما الثاني «ضربة معلم» 1987 الذي قام ببطولته نور الشريف وكمال الشناوي وليلى علوي وشريف منير، وهو أيضاً من الأفلام المهمة الناجحة جماهيرياً وفنياً، وفي عام 1991 كان الاثنان وجمهور السينما على موعد مع واحد من أهم الأفلام في الربع قرن الأخير وهو فيلم «الهروب» الذي لعب بطولته أحمد زكي وهالة صدقي والذي يعد هذا الفيلم أفضل أفلامها في مشوارها الفني كله، الفيلم تبدو أحداثه وكأنه مأخوذ عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة «اللص والكلاب» .

وفي عام 1992 كان هناك فيلم آخر رائع وهو «ضد الحكومة» وكانت البطولة لأحمد زكي ولبلبلة وعفاف شعيب وهو دراما اجتماعية سياسية تنتقد النظام الحاكم في مصر وسلبيات هذا الحكم الذي لا يعترف بحق مواطنيه وشعبه وعلى نفس مستوى نجاح الأفلام السابقة كان نجاح هذا الفيلم الذي قدم فيه أحمد زكي واحداً من أهم أدواره السينمائية وفي عام 1998 كان الفيلم الأخير لهذا الثنائي «جبر الخواطر» التي قامت ببطولته شريهان وهو الفيلم الأخير في مشوار عاطف الطيب، حيث توفي قبل أن ينتهي من تصويره وأكمل إخراجه المونتير الشهير أحمد متولي، ورغم ذلك حقق الفيلم نجاحاً فنياً وجماهيرياً جيداً، لكن يبقى أن نشير إلى فيلم آخر قدمه الطيب وبشير وهو «ناجي العلي» الذي لعب بطولته نور الشريف، والفيلم كان يحكي عن سيرة ذاتية لفنان ورسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير «ناجي العلي» الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في «لندن» ورغم المستوى الفني الرائع للفيلم وعرضه في مهرجانات سينمائية عديدة وإشادة النقاد به وحصوله على الجوائز إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المتوقع لأن ناجي العلي لم يكن معروفاً في مصر إلا للنخبة المثقفة، والفيلم إنتاج 1992. ونأتي إلى أفلام بشير مع مبدع آخر من مؤسسي تيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية وهو «محمد خان» التقى الاثنان فكرياً وفنياً وقدم هذا الثنائي 6 أفلام هي: «الرغبة» 1980 بطولة نور الشريف ومديحة كامل وإيمان، «موعد على العشاء» 1981 بطولة حسين فهمي وأحمد زكي وسعاد حسني، «طائر على الطريق» 1981 بطولة فريد شوقي وأحمد زكي وفردوس عبد الحميد، «نص أرنب» 1983 بطولة يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وسعيد صالح، «الحريف» 1984 وهو الفيلم الوحيد الذي قام ببطولته عادل إمام في كل أفلام خان وبشير، بالإضافة إلى فيلم آخر قدمه هذا الثنائي في «جزر المالديف» وهو «يوسف وزينب» 1989 وقام ببطولته ليلى علوي وفاروق الفيشاوي وتوفيق الدقن، لكن نلاحظ أن نور الشريف وأحمد زكي صاحبا نصيب الأسد في سلسلة هذه الأفلام وهما أيضاً صاحبا نصيب الأسد في معظم أفلام بشير مع نجوم آخرين وأفلام خان مع مؤلفين آخرين.

في هذه الأفلام استطاع هذا الثنائي أن يقدم سينما شديدة الخصوصية شكلاً ومضموناً ولعل من أهم خصائصها في الشكل خروج الكاميرا إلى الشارع وعدم اقتصارها على البلاتوه والاستديو، كذلك للمخرج نادر جلال نصيب كبير في الأفلام التي كتبها بشير الديك وقدما معاً «9 أفلام»: «المحاكمة» 1982، «الإرهاب» 1989، «شبكة الموت» 1990، «عصر القوة» 1991، «مهمة في تل أبيب» 1992، «الشطار» 1993، «امرأة هزت عرش مصر» 1995، «حسن اللول» 1997، ولعل من أهم الملامح التي لابد أن نشير إليها هنا في هذه الأفلام هي النجمة نادية الجندي التي كانت البطلة لهذه الأفلام جميعها باستثناء أول وآخر فيلم في القائمة «المحاكمة» و«حسن اللول» لذلك تعد أفلام هذا الثلاثي «بشير، نادر، نادية الجندي» من أكثر أفلام هذا الثلاثي قرباً من عالم السياسة وأكثرها صراحة في تناول القضايا العامة، وقد أوجد بشير في كتابته لهذه الأفلام نوعاً من التوازن بين قالب الأكشن التي قدمت فيه وبين المضمون الذي يناقش ويطرح قضايا سياسية واجتماعية مهمة، وإذا كان بعض النقاد يرى أن الجانب الجماهيري طغي - بشكل أو بآخر - على هذه الأفلام - عكس الخط السينائي لبشير في مشواره السينمائي - إلا أن هؤلاء النقاد يعترفون أن هذه الأفلام حافظت لنادية الجندي على نجوميتها في الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات وظلت نادية تحتفظ بلقب «نجمة الجماهير» بفضل النجاح الجماهيري الساحق لهذه الأفلام والأفلام الأخرى التي كتبها بشير وقامت ببطولتها مع مخرجين آخرين مثل: «بيت الكوامل» و«الضائعة» والفيلمان عام 1986 ومن إخراج عاطف سالم، «الجاسوسة حكمت فهمي» 1994 وكان من إخراج حسام الدين مصطفى.

ولم تقتصر أفلام بشير الديك على هؤلاء المخرجين الذين ذكرناهم على أنهم الأكثر تعاوناً معه، فهناك في مشوار بشير أفلاماً أخرى شديدة الأهمية مع مخرجين كبار آخرين، نذكر منها: «سأعود بلا دموع»1981 مع المخرج تيسير عبود، «السلخانة» 1981 مع المخرج أحمد السبعاوي، «مرزوقة» 1983 من إخراج سعد عرفة، «النمر الأسود» 1984 مع المخرج عاطف سالم، «لعبة الكبار» 1987 من إخراج سعد عرفة، «أيام الغضب» 1989، «زيارة السيد الرئيس» 1994 والفيلمان من إخراج منير راضي، «نزوة» 1996 من إخراج علي بدر خان، «حلق حوش» 1997 مع المخرج محمد عبدالعزيز، «كلام الليل» 1999 من إخراج إيناس الدغيدي.

خاض بشير الديك تجربة الإخراج في فيلمين من تأليفه أيضاً، وكانت هذه التجربة بالنسبة له نوعاً من الخروج من حيز الخيال إلى الواقع، فهو يريد أن يقوم بتجربة التنفيذ الفعلي والواقعي للخيال الذي كتبه على الورق في صورة «سيناريو»، لقد أراد من خلال هذه التجربة أن يمتلك الأدوات الكاملة للتعبير عن خياله وفكرته وكان ذلك من خلال فيلمي «الطوفان» 1985، «سكة سفر» 1987 ولم يحققا النجاح رغم اشادة النقاد وقد طرح فكرة واحدة هي الضعف الإنساني أمام الثروة وقدرة هذه الثروة على التلاعب بالمصير الإنساني .

ومن خلال هذا الاستعراض السريع لهذا الكاتب والمبدع السينمائي الكبير سوف نشير إلى نقاط سريعة ميزت المسيرة الإبداعية لبشير الديك، ولعل من أهم وفي مقدمة هذه النقاط: منذ فيلمه الأول ولابد أن نلاحظ هذا الضعف الإنساني الذي يبدو على معظم شخصياته مهما اختلفت أسماؤهم أو أنماطهم، وفي كثير من الأحيان نراه يستخدم هذا الضعف الإنساني كمصدر للقوة عند بعض هذه الشخصيات التي تحاول أن تتخلص من ضعفها وهذا ما جعلها شخصيات واقعية مرسومة بعناية وليست مجرد شخصيات درامية كرتونية هشة.

أيضاً لابد أن نشير إلى قصص الحب التقليدية بل والحدوتة التقليدية غير موجودة في سينما أو سيناريوهات بشير الديك، فقد تحولت الدراما السينمائية عنده - وعند معظم أبناء جيله من مبدعي السينما - إلى وسيلة لإثبات الذات الإنسانية في مواجهة ما يقابلها من صدامات حياتية يفرضها الواقع، وقد جعل هذا «الصراع» هو الأكثر أهمية في الدراما وليست العواطف التي يراها أنه مجرد ملامح للشخصية وليست هي جوهرها وعالم المهمشين فهم موجودون بكثافة في معظم أفلامه وعبر عنهم وعن عالمهم وأحلامهم وإحباطاتهم وهزائمهم وانكساراتهم ببراعة فائقة.

ولما كانت بدايته - هو وجيله - في السينما متزامنة مع ما عرف بعصر الانفتاح الاقتصادي وتأثيراته التي حولت المجتمع المصري إلى مجتمع مادي تراجعت في الكثير من جوانبه قيمه الأخلاقية والسلوكية، فإننا لابد أن نجد - ومن خلال تصويره الدقيق للواقع - الهوس المادي من خلال الحلم بالثروة والتضحية في سبيلها بكل غالٍ ونفيس حتى ولو كانت الحرية الذاتية للإنسان التي يفقد معها اختياراته، من هنا نلاحظ كل هذا التناول القاسي للواقع والمجتمع المصري في معظم إبداعه السينمائي وقد وجد العديد من مخرجي وفناني السينما من أبناء جيله ليشاركوه هذا النقد للواقع ليكون لدينا في النهاية تيار سينمائي جديد عرف بتيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية والتي غير وأثر في هذه السينما شكلاً وموضوعاً، وقد حصل بشير الديك طوال مشواره السينمائي على العديد من الجوائز والتكريمات من مهرجانات سينمائية محلية ودولية عديدة، كما حظي بتكريمات متعددة من أكثر من جهة ثقافية وفنية مصرية نظير ما قدمه من عطاء في مشواره الفني والإبداعي.

الجريدة الكويتية في

14/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)