حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2012

محمد الشقنقيري:

أنغام ممثِّلة محترفة ولن أفرض نفسي على العمل

أحمد عدلي

يخوض الممثل، محمد الشقنقيري، تجربة الإنتاج للمرَّة الأولى من خلال "في غمضة عين"، عن المسلسل وتجربة الإنتاج وترشيحه للفنانة أنغام كان اللقاء التالي.

القاهرةقال الفنان، محمد الشقنقيري، أن ترشيحه للفنانة أنغام لبطولة مسلسل "في غمضة عين" يعود الى إعجابه بأدائها التمثيلي في الأغاني المصورة، مشيرًا إلى أنها تحمست للتجربة بسبب السيناريو الجيد الذي كتبه السيناريست فداء الشندويلي.

وقال الشقنقيري في حوار مع "إيلاف" أن خوضه لتجربة الإنتاج جاء لرغبته في أن يقدم عملاً مختلفًا، لافتًا الى أن غالبية ميزانية العمل ذهبت إلى التجهيزات والتقنيات التي سيتم استخدامها.

§        لماذا قررت خوض تجربة الإنتاج؟

تلاقت أفكاري مع المنتج عمرو مكين واتفقنا على تأسيس شركة إنتاج تقدم أعمالاً جيدة، على أن يكون المحتوى الذي تقدمه هو الأهم بغض النظر عن الكم الذي يتم إنتاجه، وهو ما اعتقد انه سيتحقق بالفعل، لأننا نقدم سيناريو متميز ومختلف في مسلسل "في غمضة عين".

§        كيف تم اختيار سيناريو المسلسل؟

اعرف السيناريست فداء الشندويلي منذ فترة طويلة واشتركت معه في مسلسل "ريش نعام" وخلال إحدى الجلسات الودية بيننا، حدثني عن الفكرة العامة للمسلسل، وشدني لمعرفة تفاصيلها من خلال حديثه عن ملامح الشخصيات، فطلبت منه الإطلاع عليها، وعندما قرأت سيناريو المسلسل تحمست له بسبب إيقاعه السريع وعدم الشعور بالملل من حلقاته، وتحدثت الى عمرو مكين الذي أعجب به أيضًا واتفقنا على أن يكون باكورة إنتاجنا وبدأنا في ترشيح الأبطال الرئيسيين.

§        هل معني ذلك أنك تشترط الظهور في كل عمل تقوم بإنتاجه؟

على الإطلاق، مشاركتي في العمل ارتبطت بوجود دور مناسب لي، لكن ليس شرطًا ان يكون لي دور في أي عمل، وأفضل أن يقال محمد الممثل وليس المنتج، لان اتجاهي للإنتاج ارتبط برغبتي في أن أقدم عملاً مختلفًا بدرجة كبيرة عن ما هو موجود الان.

§        ما هو الاختلاف الذي تقصده؟

اختلاف على مستوى الصوت والصورة والسيناريو، فلأول مرة على سبيل المثال يتم تصوير عمل درامي بالكاميرات التي نستخدمها فهي خاصة بالفيديو كليب نظرًا لارتفاع تكلفة إيجارها في اليوم الواحد، أيضًا التحضير للعمل تم بشكل مختلف ويعتبر من الأعمال الضخمة على المستوى الفني قبل الإنتاجي لاعتماده على نجمتين كل واحدة منهما اسمها قادر على تسويق عمل.

§        حدثنا عن دورك في المسلسل؟

أجسد دور محامي يكون له دور محوري في الأحداث، وهو نموذج للمحامي الفاسد الذي يتلاعب بالقانون لصالحه، ومن خلال تأخذ الأحداث منحنى آخر، ولا استطيع الحديث بشكل أكبر عن باقي التفاصيل حتى لا احرق تفاصيل المسلسل.

§        ما هي التكلفة الانتاجية المبدئية التي تم تخصيصها للمسلسل؟

ما يقرب من 3 مليون دولار وهي ميزانية ضئيلة مقارنة بالتكلفة الانتاجية الخاصة، خصوصًا في أماكن التصوير الخارجية وإيجارات المعدات وغيرها من التفاصيل التي التهمت جزءًا كبيرًا من الميزانية، أما الفنانين فقد قاموا بتخفيض أجورهم بدرجة كبيرة بسبب الظروف التي لا تزال تمر بها الدراما التليفزيونية حتى الآن.

§        لماذا تم ترشيح أنغام لدور البطولة؟

اعتبر نفسي واحدًا من عشاق صوت أنغام، وأشاهد أعمالها المصورة باستمرار، وكنت دائمًا ما اتساءل، وأنا لا اعرفها على المستوى الشخصي، لماذا لا تقوم بالتمثيل، خصوصًا وأن أدائها في الفيديو كليب يدل على أنها ممثلة محترفة.

يواصل: عندما قرأت الدور لم أجد شخصية غير أنغام تصلح له، ورشحتها بالفعل لكن البعض حذرني وأخبرني أنها دائمًا ما تعتذر في اللحظات الأخيرة وتربك العمل، لكني لم اهتم واتصلت بها وجمعتني بها جلسة عمل وأخبرتها بمخاوفي لكن حديثها جعلني أشعر بالطمأنينة، ووافقت على العمل وبدأنا التحضير له فورًا.

§        وترشيح داليا البحيري؟

داليا تم ترشحيها في البداية وكانت منشغلة مع المنتج ممدوح شاهين في عمل آخر، فتم إسناد الدور لنيللي كريم التي انشغلت لاحقًا بتصوير مسلسل "ذات"، وتأجل مشروع داليا مع المنتج ممدوح شاهين، فأعيد الورق لها مرة أخرى ووافقت من دون تردد وكانت سعيدة بمشاركة أنغام في أولى تجاربها الدرامية.

§        كيف ترى المنافسة مع الدراما التركية واللبنانية في الفترة الحالية؟

لابد ان نتعرف بأن الدراما المصرية لم تتطور بالشكل الذي يجب ان تتطور به لتواكب العصر، على الرغم من ان الفن المصري دائمًا ما يكون له السبق لكنه لم يتطور بالدرجة الكافية لكي يستطيع ان ينافس، وهو أحد الأسباب التي دفعتني لخوض تجربة الإنتاج.

§        هل ستقوم الشركة بتقديم أعمال سينمائية؟

كان من المفترض أن يكون أول إنتاج للشركة في مجال السينما مع السيناريست غادة عبد العال لكنها لم تنته من سيناريو الفيلم، إضافة الى الظروف السياسية التي تمر بها البلاد وحالة الكساد السينمائي وهو ما أدى الى تأخر تقديمه واتجهنا للدراما.

إيلاف في

05/06/2012

 

ترتيب الأسماء على الشارات: خلافات لا تنتهي

أحمد عدلي 

على الرغم من علاقات الود الَّتي تظهر أمام عدسات الفضائيَّات بين الفنانين في الأعمال الدراميَّة المشتركة، إلَّا أنَّ هذا الود دائمًا ما تفسده أنوية تتعلَّق بترتيب الأسماء على شارة المسلسلات، والإستثناء أن البعض لا يلتفتون إليها.

القاهرةعندما شاركت الفنانة لوسي مع زميلتها غادة عبد الرازق في بطولة مسلسل "سمارة"، اشترطت أن يتم وضع اسمها قبل بعد اسم الفنان عزت العلايلي الذي يتصدر الشارة، علمًا ان تسويق العمل كان يتم باسم غادة، ليتصدر إسم لوسي الشارة بعد اعتذار العلايلي وطلب غادة من المخرج أن لا يضع اسمها مكتفيةً بالظهور بصورتها مع الأغنية التي قدمتها نانسي عجرم.

التفاصيل الخاصة بالصراع على شارة العمل لم يتم الإعلان عنها سوى بعد الانتهاء من تصوير المسلسل، وعندما فوجئ الجمهور بعدم وجود اسم غادة.

الأمر نفسه تكرر قبل سنوات عندما قامت هند صبري ببطولة أولى تجاربها الدرامية من خلال مسلسل "بعد الفراق" الذي قدمته مع الفنان خالد صالح، حيث طلب كل منهما أن يكون اسمه في البداية، هي باعتبارها نجمة سينمائية وافدة الى التليفزيون، وصالح باعتباره نجمًا تليفزيونيًا، لتضطر المخرجة شيرين عادل في النهاية الى ان تضع اسم خالد صالح مع صورة هند صبري وصورتها مع اسم خالد صالح.

يشهد رمضان المقبل نفس الصراعات التي ربما لم تظهر حتى الآن بسبب كلمات الغزل التي لا تزال تتبادل بين أبطال الأعمال الدرامية الرمضانية.

فيفي عبده ونبيلة عبيد اللتان تشاركان في "كيد النساء"، الأولى هي النجمة التي يتم تسويق العمل باسمها للمحطات الفضائية، والثانية فنانة لها تاريخ سينمائي طويل، بل إنها وفي مجدها السينمائي قدمت فيفي عبده معها كراقصة في أحد أفلامها، ومن ثم لم تجد غضاضة اليوم في أن يتصدر اسم فيفي شارة المسلسل.

وتقول فيفي لـ"إيلاف" أن العلاقة بينها وبين نبيلة عبيد أكبر بكثير من أن تتحدث فيما يتعلق بالأسماء، خصوصًا وأنها عندما طرح اسمها تحمست لها بقوة لوجود علاقة صداقة بينهما قائلة: "بلبلة دي حبيبتي وبلاش الاسئلة اللي تعمل مشاكل علشان العناوين المثيرة".

كذلك رفضت نبيلة في اتصال مع "إيلاف" الحديث عن كيفية كتابة الأسماء في الشارة، متسائلة عن السبب من السؤال وما سيضيفه إلى الجمهور، مؤكدة أنها لم تتحدث في الأمر إلى الآن مع المخرج، مضيفة: "تعودت أن لا اتدخل في تفاصيل العمل لأنها من مهام المخرج وعلاقاتي بكل من يشاركون في العمل جيدة وليس هناك أي خلافات وترتيب الأسماء أمر متروك له".

موقف نبيلة تشابه الى حد كبير مع موقف داليا البحيري والتي تشارك في بطولة مسلسل "في غمضة عين" مع المطربة أنغام في أولى تجاربها الدرامية، حيث اعترضت على السؤال متسائلة: "ماذا ستسفيد من السؤال؟ عندما اقدم على أي عمل اتفق على كافة التفاصيل الخاصة، وتفاصيل التعاقدات أمر خاص بي وليس من حق أحد آخر أن يعرف ماذا كتب في هذه العقود".

وأضافت: "اسمي على الشارة لابد ان يتناسب مع مكانتي بالتأكيد ونادرًا ما اتحدث في الأمر"، مؤكدة أن شارة المسلسل ستخرج بطريقة ترضي الجميع وتناسب مكانة جميع المشاركين في المسلسل.

إيلاف في

05/06/2012

 

 

أكد أن «الاميمي» سينافس بنصه ونجومه وبطريقة إخراجه

تامر إسحاق: تستحق الشام أن يـُحكى عنها بجدية أكبر

صدق العمل لا تقنياته.. ما يهم المشاهد

ميسون شباني 

لا يختلف اثنان على جدلية وجدية ما يقدمه المخرج تامر إسحاق فقد حققت أعماله نجاحا كبيراً في فترة قصيرة والمرتبطة بطريقته المميزة برؤية النصوص التي يقدمها على الشاشة أعمالاً، ورغم أنها تنوعت بموضوعاتها إلا أن تميزه في دراما البيئة الشامية جعله واحداً من مبدعيها الرئيسين، وكان قد انتهى مؤخراً من تصوير عمل بيئي شامي اختار له عنواناً غريباً وهو (الاميمي).

عن هذا العمل التقينا المخرج تامر إسحاق الذي أكد أن عنوان العمل مرتبط بالشخصية الرئيسة وهو صاحب المهنة،ودائماً في المهن الشامية القديمة كانت تنسب المهن إلى أصحابها مثل الحكواتي والكلاس وغيرها ،والذي يعمل في الاميم-بيت النار في حمام السوق ومكان وجود المياه وتسخينها- ومن يعمل فيه هنا هو (الاميمي) نسبة إلى الاميم ومن هنا جاءت التسمية وعنوان العمل والذي يقوم بدوره الفنان عباس النوري..

حول جديد ما يحمله (الاميمي)، قال:أعتقد أن العمل يختلف عن أعمال البيئة الشامية وارغب بتوصيفه كعمل تاريخي يتحدث عن دمشق أكثر منه بيئة شامية، فهو يتحدث عن مرحلة حقيقية وغنية وعن فترة عاشتها دمشق وعاشها أهل الشام، وهو بعيد عن حكايا الجدات والفانتازيا الشامية إذا أمكن تسميتها، و(الاميمي) له علاقة بالتوثيق أكثر كونه يرصد فترة خروج إبراهيم باشا من دمشق وعودة العثمانيين إليها.. هذا الضياع الذي عاشته دمشق كانت له ارتداداته بالنسبة لأهل الشام، وهو يتحدث عن هذا الموضوع بقالب اجتماعي أي أننا لم ندخل في القصص السياسية بشكل مباشر كون الحارة التي تدور أحداث المسلسل فيها تعيش هذه التغيرات الاجتماعية، ونلمس إلى أي مدى أثرت التغيرات السياسية على حياة الناس ، وهذا التوثيق الذي نقدمه يشكل خلفية للأحداث الاجتماعية في العمل ، فهي خلفية سياسية بحتة وموثقة وتشبهنا في هذا الوقت إلى حد بعيد .‏

وأكمل: لكن هذه المشكلات التي حدثت في ذلك الوقت من الجميل جداً أن يشاهدها الناس وأن يصدقوا ما يشاهدونه عن تاريخ الشام، لأن دمشق تستحق أن يُحكى عنها بجدية وبشكل حقيقي، ودائماً نذهب إلى أشياء لها علاقة بالزعيم وبالعكيد وبالمشكلات البسيطة التي تحدث في أي حارة لذا تستحق الشام أن يحكى عنها بجدية أكبر..

وبخصوص ما تقدمه هذه الأعمال عن طبيعة دور المرأة في تلك الفترة لفت إسحاق إلى أنه عبر (الاميمي) استطاع الدخول إلى كل شيء ممكن أن يكون حقيقياً وخاصة فيما يتعلق بدور المرأة التي كانت تعيش في ذلك الوقت، وكانت لها مشاركاتها الجادة بقرارات الرجل.. وأضاف: هذه النماذج كانت موجودة آنذاك وأنا بتصوري خرجت منها ولا أريد الحديث بسلبية عما قدم في بعض الأعمال لأن الناس يحبونها ولها شعبيتها ولا نستطيع أن ننكر ذلك، إضافة إلى أن هذا النوع من أعمال البيئة الشامية  مطلوب وخاصة في رمضان وتحولت هذه الأعمال إلى مادة رئيسة على المائدة الرمضانية، ولكن هذا لا يعني أن أقدّم عملاً غير مقتنع به فقط لأن الجمهور والمحطات الفضائية تريد ذلك النوع من أعمال البيئة الشامية والتي تنتظرها نسبة عالية من المتابعين على كل المحطات في الوطن العربي وهذا خلق شيئاً له علاقة بالطلب الدرامي لهذا النوع من الأعمال.

وبالنسبة لجديد ما يقدمه على صعيد الرؤية الإخراجية لفت تامر إلى أن تقنيات العمل ونوعية الكاميرا التي صور بها وطريقة التصوير وغيرها من الأمور لاتهم المشاهد ولا تعنيه فالناس يحبون رؤية شيء يصدقونه بالدرجة الأولى، ومهمته كمخرج تكمن في إقناع الناس بما يقدم سواء أكان عملاً بيئياً شامياً أو عملاً اجتماعياً أو تاريخياً، والسباق بين كل المخرجين في رمضان له علاقة بالكثير من التفاصيل التي لها علاقة بالصورة البصرية بكل أشكالها..

الأميمي عمل تاريخي دمشقي أكثر من كونه بيئة شامية

وأكمل أنا استفدت من فصل الشتاء ومن المطر نوعاً ما لأنني بدأت التصوير في فصل الشتاء وانتهيت منذ فترة وأعتقد أن الفصول الأربعة مرت علينا في العمل، وقدر الإمكان حاولت أن أوفق بينهما، ولكن المسلسل أخذ طابعاً شتوياً فهناك تفاصيل غير مطروحة سابقاً يقدمها في هذا الفصل، إذ نرى الناس في شكل مختلف وجديد نوعاً ما، وهذه أحد الخطوط الجديدة التي أقدمها في المسلسل وأتوقع أن يكون هناك شيء جديد وغريب في العمل.

وحول وجود المخرج سيف الدين سبيعي أمام الكاميرا وعودته إلى التمثيل بعد غياب قال إسحاق: وجود سيف أشعرني بالسعادة لأنني في بداية عملي كنت مخرجاً منفذاً مع سيف في الفترات الأخيرة ،وهو ساعدني جداً، وحقيقة أنه أصبح أمام الكاميرا أسعدني جداً وأشعرني بالفخر،وهذا التعاون بيني وبين سيف في (الاميمي)  سببه إصراري على الوجود فيه وطلبت منه أداء دور حقيقي وأوسع ،فاقتنع وأحب الفكرة، صحيح أنه مخرج ولكنه يحب التمثيل أمام الكاميرا من وقت لآخر وأن يقدم دوراً وأتمنى أن يكون سعيداً بالإنجاز الذي سيقدمه.

وعن عمله المتواصل مع النجم عباس النوري خلال عدة سنوات أكد أن الشراكة بدأت بالخبز الحرام، واستمرت في العشق الحرام، وحالياً (الأميمي)، فعباس النوري نجم عربي كبير، وفنان ذو قدرات استثنائية ويرتاح لوجوده معه إضافة إلى حالة التفاهم بينه وبين عباس والتي بدأت بتعاونه منذ كتابة النص مع الكاتب سليمان عبد العزيز، أي أن الفنان عباس كان في تفاصيل العمل منذ لحظاته الأولى وحتى نهاية تصوير العمل.. وأضاف: أحب هذه الحالة وأحب وجوده وطريقة تفكيره  وخاصة في هذا النوع من الأعمال، وهو فنان له بصمته ويضفي شيئاً له علاقة  بالتفاصيل الصغيرة التي قد لا نعرفها كثيراً ولا يعرفها المشاهد فتظهر نكهات  مميزة وأنا في العموم علاقتي بكل الفنانين علاقة صداقة وهي أكثر من علاقة مخرج مع ممثل ولكنها أمام الكاميرا تتحول إلى علاقة مخرج مع ممثل..

وعن حالة الارتجال الممنوحة للممثل قال إسحاق:غالباً حالة الارتجال لا تكون جيدة فهناك أمور يجب الاتفاق عليها والممثل في النهاية  روح ودم  ومن غير المنطق أن يقدم الدور بحذافيره ويجب أن تكون هناك لمسته الخاصة والتي يضفيها على الدور بطريقته ويقتنع هو بها وهذا النقاش الذي يحدث حول ماهية الدور وتفاصيله أحبه جداً لأنني أسمع رأي الممثل ووجهة نظره في الشخصية حين تتحول إلى شخصية حقيقية وهذا النقاش يريحني ويريح الممثل.

وبخصوص الدور الذي قدمه الفنان الراحل خالد تاجا وعملية الربط التي قدمها كي يتابع تقديمها الفنان سلوم حداد قال: رحمة الله على الفنان الكبير خالد تاجا  كنت أتمنى وجود كلا الممثلين في (الاميمي) لان الأستاذ سلوم قامة كبيرة جداً ووجوده أضاف شيئاً للعمل وأيضاً الخسارة الكبيرة التي خسرناها برحيل الفنان خالد تاجا وكان الفنان قد صور عدداً من المشاهد لا أريد الحديث عن هذه التفاصيل لأنها مؤلمة جداً وخاصة في الفترة التي تعب فيها الفنان خالد تاجا في أيامه الأخيرة وقد صارحني بخوفه من عدم قدرته على إكمال العمل وكانت علاقتي به علاقة ابن بوالده لكن لم يكتب النصيب له ليكمل دوره وفارق الحياة ، ولكني سأبقي مشهداً هو تحية لروح الفنان خالد تاجا وذكرى له وذلك بعد أن أخذت رأي الأستاذ سلوم والذي أكد عدم ممانعته وسيبقى للذكرى والمشهد صوره قبل وفاته بيومين لكن قمنا مع الفنان سلوم بإعادة المشاهد كلها في النهاية وبالنسبة لهذا المشهد سأتركه مفاجأة كيف سأقدمه وهو مشهد ذكرى تحية لروح الفنان خالد تاجا..

وحول توجهه نحو أعمال البيئة الشامية أشار إلى أنه يحب الأعمال البيئية منذ بدايته كمخرج منذ كان يعمل مع المخرج سيف سبيعي من (أولاد القيمرية) و(الحصرم الشامي) بجزأيه ثم الدبور والاميمي. وأكمل: أحب هذا النوع من الأعمال وأنا حريص على أن أقدم في كل عام عملاً بيئياً شامياً شرط أن يكون النص جيداً، ولكن في العموم أرتاح لهذا النوع من الأعمال، هذا لا يلغي أن للأعمال الاجتماعية حيزاً خاصاً عندي وأعمال معينة «العشق الحرام» و«الخبز الحرام» نموذج لهذا الشيء الذي أحبه ولكن أنا في النهاية مخرج ومطلوب مني أن أجرب كل الأمزجة الدرامية وليس صحيحاً أنني مختص بنوع واحد وأحب مع الوقت أن أقدم عملاً كوميدياً وعملاً تاريخياً كي أثبت ما لدي كمخرج ولكن البيئة الشامية لها وضعها  الخاص عندي.

وحول ما سيميز الاميمي عن غيره من أعمال البيئة الشامية أكد إسحاق أن (الاميمي) سينافس بنصه ونجومه وبطريقة الإخراج ابتداءً من النص ووجود نجوم كبار ووجود شيء خاص يقدم من خلاله. وأضاف: أنا أعمل وأقدم قدراتي ورؤيتي وأسلوبي وأتمنى أن يعجب الناس لأنهم في النهاية هم الحكم، ومهمتنا أن نبقى نعمل في أحسن صورة كي نستطيع  إبقاء المشاهد وإقناعه بإكمال العمل، خاصة أن هناك شيئاً مختلفاً من ناحية الكاركترات على مستوى أشكال الممثلين.. وأكمل: أنا حريص أن أشاهد كل شيء في رمضان وأن أستفيد من أخطائي لأن مشاهدة التلفزيون تختلف عن وقت التصوير،وأحياناً أرى أشياء لا أحبها أحاول أن أتلافاها  في الأعمال الثانية وأتجاوزها وأعتقد أن رمضان المقبل سيشهد أعمالاً نخبوية أكثر وستكون على مستوى أفضل والسبب قلة الأعمال هذا العام فهناك 20 عملاً أو أكثر بقليل ستشهد تنافساً من ناحية النص والإخراج والتمثيل.

smayssoun@yahoo.com

تشرين السورية في

04/06/2012

 

صبا مبارك..

من عوالم الدراما السورية إلى العالمية 

أوس داود يعقوب 

أنهت الفنانة صبا مبارك تصوير دورها في الفيلم السينمائي العالمي البوليسي «هاملتون »(Hamilton)، وبذلك تسجل صبا اسمها في السينما العالمية لأول مرة». 

وتقوم صبا في هذا الفيلم، الذي صور على ثلاثة أجزاء بدور البطولة النسائية المطلقة، بتجسيد شخصية ضابطة في (منظمة التحرير الفلسطينية)، وتتحدث فيه باللغة الإنكليزية باستثناء بعض المشاهد التي أدتها باللغة العربية. وقد تم تصوير مشاهدها في العديد من دول العالم منها اسبانيا ولبنان والأردن.

والفيلم من النوع البوليسي على طريقة أفلام «جيمس بوند»، وقد شارك في الأجزاء الثلاثة عدد من النجوم الأوروبيين والعرب منهم أردنيون، كما شارك بالفيلم الفنان الفلسطيني أشرف فرح.

وأفلام «هاملتون» عبارة عن سلسلة عالمية، مقتبسة عن روايات لكاتب سويدي معروف، وهي تحقق أعلى مبيعات حين إصدارها، وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي بدأ إنتاج هذه السلسلة، التي لعب فيها دور البطولة أهم النجوم العالميين.

واليوم يعاد إنتاج السلسلة (إنتاج أوروبي مشترك) ببطل جديد هو «مايكل برشبراندت»، وهو البطل القادم لسلسلة «ذا هوبيت».

وفي تصريحات إعلامية لها، قالت صبا: «أؤدي دور بطولة في هذا الفيلم الذي هو بوابتي الأولى نحو السينما العالمية، والفيلم يتناول قضايا العرب بشكل عام وهذا ما جعلني أنشدّ إليه وأوافق على المشاركة فيه دون بطء أو تردد».

وأضافت صبا: «المهم بالنسبة لي في الفيلم، أنه يتناول بشكل خاص ورئيسي القضية الفلسطينية، مع إسقاط الحضارة العربية على الواقع الفلسطيني، وهذا ما أعده نصراً لقضايانا بأفكار غربية».

وتأتي مشاركة صبا في السينما العالمية بعد تجربتين سينمائيتين عربيتين، الأولى في الفيلم المصري «بنتين من مصر»، تأليف وإخراج محمد أمين، والثانية في الفيلم الأردني «مدن ترانزيت» للمخرج محمد الحشكي، والذي فاز بجائزة «المهر الذهبي» في مهرجان دبي السينمائي، وشاركها بطولة الفيلم عدد من نجوم الأردن، منهم الفنان الكبير محمد القباني والفنانة القديرة شفيقة الطل.

وقد بدأت صبا مشوار نجوميتها من بوابة الدراما السورية، في منتصف التسعينيات، ولمع نجمها فيما بعد من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال الدرامية السورية والعربية، منها: «الكواسر» و«دعاة على أبواب جهنم», و«سيرة الحب», و«عيون عليا», و«الجماعة»، و«بلقيس».

آخر أخبار صبا الفنية مشاركتها في هذا الموسم في عملين دراميين من النوع الكوميدي، الأول مسلسل «حكايات بنات» مع المخرج حسين شوكت، والثاني «شربات لوز» مع المخرج خالد مرعي.

Aws1948@gmail.com

تشرين السورية في

04/06/2012

 

سرديات النكبة الشفهية.. هل تدركها الدراما السورية؟!

بسام سفر 

يبقى سؤال النكبة الفلسطينية دراميا قائما مادامت عقدة النكبة لم تحل فلسطينياً وعربياً. لكن يجدر بنا, كعاملين في حقل الصحافة الدرامية، إعادة طرح السؤال الذي يؤرق الفئات الشعبية العربية والفلسطينية كما يحب أن يراها اللاجئ و الإنسان الفلسطيني والعربي والسوري خصيصا؟!!. 

إن ما قدمته الدراما السورية على صعيد علاقة اللاجئ الفلسطيني بالنكبة، وعلاقة الإنسان العربي بالنكبة لم نره درامياً سوى في التغريبة الفلسطينية من تأليف الدكتور وليد سيف وإخراج حاتم علي وإنتاج شركة سورية الدولية. على الرغم من وجود آلاف الحكايا السردية التي تستحق أن تدون، وتصبح حكاية درامية عن سيرة مجموعة من الناس خرجوا من أراضيهم وديارهم بغير وجه حق, لكن حتى هذه اللحظة لم تدون سيرة شفهية لسرديات النكبة من بقايا الجيل الذي خرج من فلسطين في أيار العام 1948, واذكر في حوار طويل مع الشاعر و الروائي الفلسطيني ابراهيم نصر الله, قال لي: انه قام بتسجيل مئات الساعات من سير الفلسطينيين، الذين خرجوا من فلسطين في العام 1948, وان هذه الساعات الطويلة أصبحت جزءا من مشروعه الروائي الفلسطيني، واستبشرت خيراً عندما أعلن أن روايته «الخيول البيضاء» سوف تحول إلى عمل درامي على يد المخرج المبدع» نجدت اسماعيل أنزور», لكن على ما يبدو الأعمال ليست بالنيات فقط، وإنما تحتاج إلى إرادة فنية قادرة على تحويل الأفكار إلى أفعال، ولاسيما أننا نعيش في زمن بات للكيان الصهيوني فيه أذرع طويلة في مقاطعة الأعمال الفنية التي تتناول القضية الفلسطينية وخير مثال على ذلك ما حدث مع العمل الدرامي «الشتات» الذي لم تعرضه سوى فضائية «المنار» اللبنانية, وكذلك ما حدث مع العمل الدرامي«الاجتياح» الذي فاز بجائزة ايمي ولم تعرضه سوى محطات محدودة لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة، رغم أننا استبشرنا خيراً بفوزه بهذه الجائزة ليصبح مادة للعرض الدرامي على الفضائيات العربية.

الموسم الدرامي السوري للعام 2011، كعادة الدراما السورية، لم يكن  خاليا من هم القضية الفلسطينية؟! فقدمت سيرة وحياة الشاعر «محمود درويش» في مسلسل فرض ذاته على المحطات الفضائية العربية بقوة, فعرض «في حضرة الغياب» على محطات عديدة, وعلى الرغم من الموقف المسبق الذي اتخذته مجموعة من المؤسسات و المثقفين الفلسطينيين و العرب منه, إلا انه استحوذ على مشاهدة ومتابعة فنية عالية, وبمقدار أكبر نال نقدا غير درامي لزاوية أن يقوم الفنان فراس إبراهيم في تأدية شخصية الشاعر الراحل محمود درويش, وهنا يمكن التأكيد على أن التركيز في عملية القراءة الفنية للعمل الدرامي نتيجة الموقف المسبق من أصحاب المشروع الدرامي, وهذا لا يعني ان العمل الدرامي «في حضرة الغياب» كان في غاية الكمال والبهاء الدرامي و الفني.

وأيضا تجدر الإشارة إلى أن العمل الدرامي السوري «وادي السايح» من تأليف حسن الشيخ الحكيم وإخراج محمد بدرخان اعتمد على أكثر من خط درامي وطني, وفلسطيني ويظهر الخط الدرامي المتعلق بالمقاومة الفلسطينية عبر مجموعة من الشباب الحمصي القريب من حركة القوميين العرب, الذي يتطوع للعمل الفدائي في الجناح العسكري للحركة عبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الراحل الدكتور جورج حبش، ومن خلال هذا التدريب المستمر تستطيع المجموعة أن تنفذ أكثر من عملية فدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة, وتتصدى لعملية إنزال على شاطئ البحر في لبنان.

إن عملية إبراز وتظهير فصيل من المقاومة الوطنية الفلسطينية في عمل درامي سوري يتناول مدينة حمص وحياتها الاجتماعية على صعيد أكثر من طبقة اجتماعية منها البرجوازية والمتوسطة والفقيرة أمر جيد, لكن في العام ما يعيب عملية التوظيف الدرامي لخطوط المقاومة الوطنية الفلسطينية في الأعمال الدرامية هو التناول غير الواضح للكثير من الأسماء التي ساهمت في العمل الوطني السوري والفلسطيني إلا من خلال الإيحاء والرمز من دون الحديث عن الأسماء والشخصيات بعينها ولاسيما التي غادرت الحياة باتجاه الرفيق الأعلى.

بالعموم.. تبقى عملية توثيق سرديات النكبة الشفوية فعلاً إنسانياً ووطنياً يستحق العمل عليه ولاسيما لدينا في المخيمات الفلسطينية في سورية, لكن يبقى أن هنالك أعمالاً روائية وسردية وقصصاً تقص سرديات وحكاية النكبة الفلسطينية تستحق أن تتحول إلى أعمال درامية لكي يشاهدها الإنسان الفلسطيني والعربي، ومن تلك الأعمال ما كتبه الناقد والكاتب الفلسطيني يوسف سامي اليوسف في كتبه «تلك الأيام»، وكذلك أكثر من عمل روائي للكاتب الدكتور حسن حميد منها «جسر بنات يعقوب, تعالي نطير أوراق الخريف» وأيضاً الكاتب الروائي صبحي فحماوي في عمله «عذبة», وكذلك الكاتبة نهاد توفيق عباس في روايتها «دارة متالون». فهل هناك من يستطيع تحويل هذه الأعمال الروائية إلى أعمال درامية؟.                                

تشرين السورية في

04/06/2012

 

نجوم جدد.. في دراما الشام

ماهر منصور 

حتى وقت قريب، نحو ستة أعوام فقط، كان الفنان عباس النوري نجم دراما البيئة الشامية الأوحد، لا ينازعه على ذلك أحد سوى الفنان بسام كوسا، الذي غالباً ما كان يتقاسم مع النوري دوري طرفي الصراع، فكان عباس النوري البطل الإيجابي في الرواية، فيما يأخذ بسام كوسا شخصية البطل السلبي فيها، إلى أن يلتقيا عند الخير في نهاية  تقليدية للمسلسلات الشامية، يرجع فيها الضال عن ضلاله إلى طريق الخير أو يموت نادما، هكذا كان حال الاثنين في «أيام شامية» و«ليالي الصالحية» و«باب الحارة».

وحين يفترق الاثنان، النوري وكوسا،  يبقى كل في موقعه في معادلة الصراع الدرامي، أي الشخصيات الإيجابية لعباس النوري في «أولاد القيمرية» و«طالع الفضة» و«أهل الراية»، و الشخصيات السلبية  لبسام كوسا في «بيت جديد»  باستثناء وحيد، طبعاً، هو شخصيته الإيجابية «نصار» في الخوالي.

مع «باب الحارة 2» دخل إلى معادلة نجوم الدراما الشامية الفنان سامر المصري، إلا أن هذا الأخير ظل حائراً  بين طرفي الصراع، فقدم شخصيات أقرب إلى مزيج من الطرفين، وظل ثنائي البطولة السابق(النوري وكوسا)، على حالهما،. لا يهز عرشهما  بروز اسم في هذا المسلسل الشامي أو ذاك...إلا أن معادلة  المنافسة التي تواجهها ثنائية البطولة الشامية هذا العام أكثر تعقيداً  وأشد، ففي مواجهة الفنان عباس النوري الذي يتصدى هذا الموسم  لبطولة المسلسل الشامي «الأميمي»، والفنان بسام كوسا الذي يجسد دور البطولة في مسلسل «طاحون الشر»، ثمة تحالف ثلاثي من نجوم الصف الأول هم أيمن زيدان ورشيد عساف وسلوم حداد الذين يجتمعون معاً في مسلسل «زمن البرغوت»، فهل نشهد هذا العام  تتويجاً لنجم جديد للدراما الشامية، أم يبقى لثنائي البطولة القديم قصب السبق..؟

يذكر أن النجوم المتنافسين اليوم ظهروا معاً فنانين هواة في بداية حياتهم الفنية، وباستثناء الفنان أيمن زيدان خريج المعهد العالي  للفنون المسرحية، بدفعته الأولى، تخرج النجوم الأربعة رشيد عساف، عباس النوري، بسام كوسا، سلوم حداد في المسرح الجامعي، وقد اجتمع أربعتهم- أواخر السبعينيات- في المسرحية الشهيرة  «رسول من قرية تاميرا» للمخرج فواز الساجر.

 manmaher@hotmail.com

تشرين السورية في

04/06/2012

 

هل يخرجون من هذا التقسيم؟

المثقفون في الدراما السورية... مهزومون أو أنبياء

سوزان الصعبي 

لعل الكثير من متابعي المسلسلات السورية مازالوا يتذكرون شخصية (فؤاد مسعود) التي فهمها وتقمصها الفنان(عبد الهادي الصباغ) بما أملته عليه من رومانسية حالمة تغلب كصفة عامة على الكتّاب والمبدعين، فقد كان فؤاد أباً لطيفاً وكاتباً يمتلك طقوساً وأماكن تخصه للكتابة والشرود الذي يرافقها، ممتلكاً قدراً كبيراً من اللهفة والاستعداد للحب حتى أنه يقع في حب فتاة جميلة هي صديقة ابنته، وذلك في مسلسل( نساء صغيرات) للكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير وقد عرض قبل أكثر من عشرة أعوام، فكان بطلنا نموذجاً جذب الكثير من المشاهدات الإناث في ذلك الوقت، عبر شخصيته الهادئة الشغوفة الحالمة ، وقد حاول وحبيبته الشابة الصغيرة التمرد على التقاليد ولم يستطيعا، فهل كان مثالاً للمثقف المهزوم؟ وهل أراد الكاتبان أن يعكسا حبهما لشخصية (وليد مسعود) المثقف الجريء صاحب الإرادة والفعل في رواية(البحث عن وليد مسعود) لكاتبها الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا عبر هذا التقارب بين الاسمين؟

يبدو أن نظرة الكاتبين إلى المثقفين لم تتغير حتى الآن، ففي عملهما الجماهيري (الانتظار) تطرقا عبر (وائل، بسام كوسا) إلى نفسية المثقف ووجدناه ضعيفاً متقبلاً للواقع الحضيض بل متعايش معه وهارب منه إلى أوهام تبين مدى هشاشته.

وفي مسلسل(الغفران) لكاتبه يوسف وقد شاهدناه في رمضان الفائت، لم يخرج الكاتب حسن سامي يوسف عن نظرته السابقة إلى المثقفين, إذ دمغ (أمجد، باسل خياط) وهو شاب يصف نفسه بمشروع روائي، بالعاطفية المتسرعة والشخصية المتمسكة بطريقة روتينية للحياة، ما جعل زوجته تبحث عن رجل آخر أكثر حيوية.. والغريب في الأمر أن (عزة، سلافة معمار) و(محمود، قيس الشيخ نجيب) امتلكا من اللغة العالية والفلسفة ما فاق تلك التي أظهرها الروائي.

وذهب الكاتب (خالد خليفة) في توصيفه للمثقفين إلى أبعد من ذلك، ففي (ظل امرأة) وجدنا الأستاذ الجامعي والفنان التشكيلي(رجائي، عبد الهادي الصباغ) شخصاً مفاجئاً بسلوكه غير المبرر إزاء صديق عمره الشاعر(وائل، عبد المنعم عمايري) الذي تعرض لحادث أودى ببصره، فلم يعرف رجائي كيف يدعم معنويات صديقه ولم يتواصل معه كما يليق بالصداقة  وبالإنسانية، مكتفياً بالبلادة على كرسيه الهزاز ماضغاً حبه المهزوم على مضض وحزن، تاركاً صديقه يتلمس خطواته في المدينة وحيداً.

النظرة السلبية ذاتها إلى المثقفين ظهرت أيضاً عبر(رياض، جمال سليمان) في (عصي الدمع) الرجل الناجح عملياً وصاحب الحب الشديد للموسيقا الكلاسيكية والمزود بثقافة عالية تخص هذا الميدان، فكان يستيقظ وينام ويقود السيارة ويصنع الطعام على أنغام الموسيقا، التي أوقع بوساطتها (رياض، سلاف فواخرجي) في حبه  فتبادره باعتراف الحب وتتزوج منه متجاوزة فارق السن الذي بينهما، لتكتشف بعد ذلك أنه جذبها باحتياله، وأنه يتعمد إبقاءها خارج حرارة الثنائية الزوجية المفترضة، إذ لم يشركها في مشكلاته مع ابنه ولم يسمح لها بمشاركته الطبخ ككل النساء، ولم تستيقظ يوماً على صوت المذياع والأخبار كما كانت معتادة، فالموسيقا الكلاسيكية حاضرة دوماً بعقلانيتها، وهذا المثقف لم يتجاوز التنظير إلى الممارسة، فخسر ابنه وزوجتيه ونفسه.

من جانب آخر ليس كل المثقفين على الشاكلة ذاتها، ومن المهم في الدراما على اختلاف أشكالها التطرق إلى عوالم المثقفين الغنية بأحلامهم والمتمظهرة بأحاديثهم ومكتباتهم وأماكن عملهم كالصحف وأماكن وجودهم كصالات المعارض الفنية والمراكز الثقافية وبعض المقاهي، ومن المهم الإطلالة على قضاياهم وتطلعاتهم وخصوصيتهم، لا لأنهم فئة من المجتمع فقط، بل لتميزهم بأنهم يحملون مشروعاً تنويرياً حضارياً يرنون عبره إلى تحقيق منفعة إيجابية عامة وشخصية .

في مسلسل( ليس سراباً) يحتل الصحفيون مساحة كبيرة، إذ يسعى( جورج، سلوم حداد) ومحررو المجلة إلى فتح ملفات اجتماعية تهم المواطنين كالشرف والزواج العرفي، ويتابعون ملفات اقتصادية وقضايا فساد، ما يعرض المجلة للاقتحام والتخريب والتضييق من قبل فاسدين كبار، ويبقى الصحفيون على تماسكهم وقوتهم... وفي هذا العمل أجواء ثقافية متنوعة، كالصحفي ثقيل الظل، والصحفية الغيورة غير المتوازنة، والشاب الجامعي الذي يعود من الغرب بذهن ديني مغلق، والأستاذ الجامعي غير النزيه، وهناك أحاديث عن الأدب والترجمة والانفتاح بين الأديان قولاً وفعلاً بين ( جلال وحنان)أي بين الكاتب والمترجمة، وكانت النتيجة حباً وزواجاً متمرداً كجنديين في معركة ضد يباس المجتمع، معركة استنزفت أعصابهما وحياتهما لكنها لم تكن خاسرة بكل المقاييس.

إذاً, حاول بعض الكتاب أن يلتقطوا من دفاتر المثقفين قصصاً وأفكاراً مختلفة، وهنا نتساءل: متى يتحدثون عن المثقفين بإنصاف، لا كمهزومين ولا كأنبياء، بل كرافعين لرايات توعوية تنويرية شخصية وجماعية، كمجتهدين بين رفوف المكتبات وعلى المسارح لأجل رفع ذائقة ووعي الجمهور؟ متى يتحدثون عن الشباب الملتحق بهذا الركب والباحث عن فرصته الحقيقية لتحقيق تطلعاته في نشر الأدب والفن والفكر؟ أرجو أن تحمل الأعمال السورية القادمة هذا الهم.

تشرين السورية في

04/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)