يبدو أننا قادمون بحول الله على أيام سوداء، وليال غبراء، بعد
أن تحول الحاكم بأمره انس الفقي وزير الإعلام المصري إلى شمشون الجبار،
وانقض على
حالة (السماح) الديمقراطي التي عرفتها مصر في الخمس السنوات الأخيرة.
حتى لا
نكون في حكم من يبخسون الناس أشياءهم، فان
حالة السماح هذه كانت بفضل الضغوط
الأمريكية، لكن الرئيس الأمريكي الحالي لا
يخيف أحداً في عالمنا العربي، وكما
يقولون فان الحاكم الضعيف فتنة.
خلال السنوات الخمس الماضية، كانت برامج 'التوك
شو' على الفضائيات المصرية الخاصة تنافس الفضائيات الكبرى، مثل 'الجزيرة'
وغيرها في
نقل حالة الحراك إلى الشاشة، لكن شمشون الجبار خرج ليهدم المعبد على من
فيه، بهدف
أن يعيدنا إلى زمن كان فيه تلفزيونه هو التلفزيون المعلم. فقد أغلق بعض
القنوات،
وهدد البعض الآخر، وضيق على البرامج سالفة الذكر، وفرض قيوداً على حركة
المراسلين،
كما لو كانت مصر وقعت في قبضة الاحتلال، وصار هو الحاكم العسكري للبلاد.
تذكر
الفقي أن بعض الفضائيات خرجت على شروط
الترخيص، وان القانون يمنع التصوير في
الشوارع إلا بتصريح، وان البث المباشر لا
يكون إلا من المنطقة الإعلامية الحرة 6
أكتوبر، وان إرسال المواد الإعلامية يكون
من هناك، وبالتالي فيجب أن تمر عبر
الرقيب.
والمعنى، انه لو خرجت مظاهرة تواً فلن تستطيع الفضائيات تغطيتها، وإذا
تم الإعلان عن مظاهرة قبل قيامها بفترة كافية، فلا بد من
الحصول على الترخيص
بالتغطية، من الجهات الأمنية، وهي لن تمنحه
إلا للأحبة!
أما بخصوص إرسال المادة
الإعلامية فالرقيب الحكومي لن يمرر شيئا
فيه إساءة لأهل الحكم ولو من بعيد..
والمعنى أننا انتقلنا من مرحلة (السماح) الديمقراطي إلى مرحلة
تكميم
الأفواه.
حالة السماح هذه كانت تستند إلى حماية عرفية أرسي بنيانها صفوت
الشريف،
لاحظ أنني أشيد بالرجل وقد دعوت الله تضرعاً وخفية ان يموت،
لكن لا يعرف قيمة أمه
إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، ولم نعرف قدر
الحرس القديم في الحزب الحاكم إلا في زمن
الحرس الجديد.
كان الإعلام يطلق على كمال الشاذلي الرجل الحديدي بالحزب 'البعبع'،
وهو رجل مخيف، ونظرت حولي ولم أجد أحداً يقترب من رحابه، فجعلته هدفاً
استراتيجيا لقلمي، وفي كل مرة يتصل بي هاتفياً موضحاً، ومعاتباً، ومازحاً
أيضا،
وذات مرة قال لي انه يتمنى ان أصبح عضواً في مجلس الشعب، لأكون في متناول
يده
باعتباره وزيراً للبرلمان، وخضت الانتخابات وعلى جدول أعمالي ان أواجهه
داخل المجلس
لكني سقطت بإرادة الجماهير، وقد تمت إزاحته من موقعه الوزاري والحزبي بعد
ذلك، وجيء
بالنطيحة، والموقوذة، وما أكل السبع.
كان الشاذلي مخيفاً، لكنه لم يكن أبداً
مؤذياً، وظل مرهوب الجانب حتى بعد الإطاحة به، وذات مرة استضافته منى
الشاذلي مذيعة
برنامج 'العاشرة مساء'، بعد خروجه، وقررت أن تستأسد عليه، لكنه نظر إليها
نظرة حادة
اشتهر بها، فشعرت وقتها أنها قطعت الخلف من الخوف.
منذ أيام شاهدت له صورة في
مؤتمر انتخابي بدائرته، بعد أن هده المرض، وحوله إلى شخص آخر، وبعد أن صرنا
نتحسر
على أيامه، ورأيت من الواجب أن أقول كلمة في حق صفوت الشريف، قبل أن يكون
كلامنا في
الوقت الضائع، ويصبح اقرب ما يكون إلى كلمات الرثاء في سرادقات العزاء.
الضد
يظهر حسنه الضد، وأداء انس الفقي يجعلنا
نترحم على أيام صفوت الشريف وزير الإعلام
الأسبق، واعلم أن وزير الإعلام الحالي لا ينفذ سياسته، فهذه سياسة حكومة،
لكن
والشهادة لله أن الشريف كانت لديه قدرة على المناورة عندما يكون الاتجاه
العام هو
العصف بالحريات.
أنس الفقي من مجموعة جمال مبارك، وهي مجموعة لو وسد الأمر
إليها، فان باطن الأرض سيكون حتماً خيرا من ظاهرها، حتى مع وجود ناكر
ونكير!.
والمشكلة انه في ظل العصف بالحريات الذي يمارسه وزير الإعلام بدت
القوى
الوطنية في مصر مشغولة بقضايا مفتعلة، وكأن صانعيها يهدفون إلى
التغطية على ما
يحدث، مع انه على درجة بالغة من الخطورة.
حملة الترويع التي يتزعمها الفقي بدأت
بضرب القنوات الدينية، وكثيرون لديهم مشكلة مع هذا النوع من الفضائيات
فأطربهم
الوزير بما فعل، مع أن التاريخ علمنا أن الاستبداد كالسبراي تطلقه في اتجاه
فيصل
إلى كل اتجاه.
وها هي المنطقة الإعلامية تعنف قناة 'الحياة' على برنامج عن حرية
الصحافة، مما يشير إلى انه لن يكون مسموحاً بكلمة خارج المقرر الحكومي،
وهذا عيب
الحرية التي لا تستند إلى حماية من الشعب، ولا يصونها قانون، فقد قلنا ان
حالة
السماح هذه كانت تستند الى عرف، في حين ان ترسانة القوانين، تكبل الحريات،
وتمنع
الجنين في بطن أمه من الحلم.
وهناك ملاحظة مهمة هنا تتمثل في سياسة الكيل
بمكيالين، ففي الوقت الذي تم التنبيه على قناة 'الجزيرة' والـ 'بي بي سي'
بعدم البث
المباشر إلا من مدينة الإنتاج الإعلامي في 6 أكتوبر، فان قناة 'العربية' هي
الوحيدة
دون سائر القنوات التي لا تسري عليها التعليمات الجديدة، وهو تصرف يؤكد ان
السيد
الوزير الفاضل يتصور ان مصر 'عزبة' وانه هو ' ناظر' هذه 'العزبة'، ويتصرف
في الأمور
فيها وفق أريحيته.
قولوا لهم إن مصر كبيرة عليهم.
سحر الجزيرة
أكتب هذه
السطور من تونس الخضراء، وكلما ذهبت إلى أي
مكان سألوني عن جمانة نمور؟ والإجابة لا
ادري، ومن قال لا ادري فقد أفتى، فمنذ ان تركت 'الجزيرة' اختفت أخبار جمانة
نمور،
ومعها أخبار الرقيقة لونة الشبل، والمذيعات الأخريات اللاتي استقلن.
ربما لا
يصدق البعض أنني لم أر جمانة نمور وجهاً
لوجه، وقد ذهبت إلى الدوحة مرتين في حياتي،
وعندما زرت فيهما 'الجزيرة' لم أشاهد من طاقم المذيعين في الأولى سوى جمال
ريان (سلام..
سلام) وفي الثانية شاهدت جميل عازر من بعيد وقد ابتسم لي مرحباً.. أي والله
ابتسم جميل عازر، وتمنيت لو التقطت صورته وهو على هذه الحالة، لكي أتقدم
بهذا السبق
لجائزة الصحافة العربية.
لم تعجبني في البداية هذه 'العجرفة' في تعامل المذيعات
الخمس مع الإدارة، لكن بمرور الوقت كنت أتمنى أن تكون الإدارة ترهب ولا
تقتل، فلونة
وأخواتها ارتبطت 'الجزيرة' بهن، وليس صحيحا انه يمكن ملء الفراغ بمذيعات
جدد.
لا
يعجبني البرنامج الصباحي في الفضائية
القطرية، وأفضل أي برنامج صباحي في أي محطة
تلفزيونية عدا 'صباح الخير يا مصر'، ورأيي أن أفضل برنامج من هذا النوع هو
'صباح
دريم' الذي تقدمه دينا عبد الرحمن، لكن سيد علي بـ 'الأهرام' اخذ عليها
أنها تتكلم
أكثر من ضيوفها.. فقلت لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع والمذيعات.
لقد ذهبت الى
'الجزيرة' صباحا ووجدت مذيعة صغيرة، لدرجة أنها عندما خاطبت
جلنار موسى بـ 'جلنار'
مجرداً لفت هذا انتباهي، إذ كان الأولى ان تقول ومعكم 'عمتو
جلنار'، واشهد ان
الفتاة كانت ممتلئة بالحماس، وتتمتع بدرجة
عالية من القبول، لكن وجودها وغيرها من
الخريجين الجدد ينبغي ان يكون بجانب الجيل
المؤسس.
'الجزيرة' صنعت هؤلاء، وهم
شاركوا في مجدها، ومن ذهبوا بعيداً عنها
انطفأ بريقهم، وقد نشاهد جمانة في فضائية
أخرى، لكنها لن تكون بنفس بريقها في 'الجزيرة' وقد نشاهد لونة الشبل في
فضائية كبرى
لكنها لن تكون كما هي في 'الجزيرة' ولا اعرف لهذا سبباً!
قبل ساعات من كتابة هذه
الزاوية، شاهدت منتهى الرمحي على قناة
'العربية'.. بنفس لباقتها، وحضورها، لكنها
ليست هي منتهى الرمحي التي كانت تعمل في 'الجزيرة'، انه 'سحر الجزيرة'، لكن
هذه
القناة لم تعد قادرة الآن على ان تصنع نجوما كخديجة بن قنة، وليلى الشايب،
وإيمان
عياد، وفيصل، وجمال.. الوحيد الذي لن تنطفأ نجوميته حتى ولو ذهب للتلفزيون
المصري
هو جميل عازر.
مطلوب من إدارة 'الجزيرة' ان تحافظ على كوادرها المؤسسة ولا
تكابر، وان تعمل من اجل عودة جمانة نمور وأخواتها، وإلا سأدعو عليهم بالسلب
بعد
العطاء، وبغلبة الدين، وقهر الرجال.
التلفزيون السوداني مرة
أخرى
عشرات الرسائل من الأشقاء في الجزائر يطلبون مني مشاهدة قناتهم
اليتيمة، والبعض تحداني ان افعل ولو لمدة ربع ساعة، واعتذرت فليس لدي فائض
من عقل
لأشاهد تلفزيوننا رسمياً، فيكفيني أنني أشاهد أحيانا وبحكم أكل العيش
التلفزيون
المصري.
وعلى الرغم من هذه السماحة الجزائرية، إلا أن غضب بعض الأشقاء
السودانيين لم يتوقف حتى بعد التوضيح الذي كتبته في الأسبوع الماضي، فسطر
عن
تلفزيونهم نظروا إليه على انه استمرار لنهج الاستعلاء الذي يمارسه المصريون
على أهل
السودان.
نصف السودانيين في القاهرة أصدقائي، ولو كانت شعبيتي في بلدتي مثل
شعبيتي بينهم لما سقطت في الانتخابات ولأعلنت منافستي للرئيس مبارك على
الإمامة
العظمى.
حاولت ان اقرأ ما بين السطور، في الرسائل الكثيرة التي وصلتني على
ايميلي الخاص، فاكتشفت ان المشكلة ربما تكمن في نكات المصريين على أهلنا في
السودان، والدارس لطبيعة الشعب المصري سيقف على ان المصريين بطبيعتهم
ساخرون..
يسخرون من الحاكم، ومن غيرهم، ومن أنفسهم.. الفئة الوحيدة غير الساخرة في
مصر هم
الكتاب الذين يقولون عن انفسهم انهم ساخرون.
وهناك ملايين النكات على عباد الله
الصعايدة، ونحن لا نغضب لها، لان معظمها من إنتاج الصعايدة أنفسهم.
وما دام
البعض خلط بين التلفزيون السوداني والشعب،
فها أنا ذا اسحب كلامي وأعلن ان تلفزيون
السودان هو أفضل تلفزيون عرفته البشرية طوال تاريخها.. مبسوطين؟!
صحافي من
مصر
azouz1966@gmail.com
القدس العربي في
05/11/2010
عودة المسلسلات الدينية:
هل يتجه العرب لمنافسة إيران
دراميا؟
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
صناع الدراما يرون أن إباحة إيران لتصوير الأنبياء أتاح لها تقديم
دراما ذاخرة بالأحداث، ويدعون المراجع الدينية لإعادة النظر في تقديم
شخصيات الصحابة.
يبدو أن نجاح بعض الأعمال الدرامية الدينية القليلة التي تم إنتاجها
في السنوات الأخيرة فتح شهية بعض المنتجين نحو أعمال تتناول شخصية دينية
هامة، الأمر الذي يرى فيه البعض بارقة أمل نحو عودة المسلسل الديني للشاشة
الصغيرة بعد سنوات من الغياب.
وتشير صحيفة "الشروق" المصرية إلى إعلان بعض الجهات المصرية خاصة
والعربية بشكل عام عن إنتاج أعمال تاريخية دينية كبيرة، أبرزها مسلسل "الشيماء
قيثارة السماء" تأليف محيى الدين مرعى وإخراج عصام شعبان، و"أسماء بنت أبى
بكر" والذى كتب منه الدكتور بهاء الدين إبراهيم عشرين حلقة حتى الآن، ويجرى
حاليا ترشيح فريق العمل بعد اختيار صابرين لتؤدي دور البطولة.
وأعلنت مجموعة "ام بي سي" في وقت سابق عن استعدادها للمشاركة فى إنتاج
مسلسل "الفاروق عمر" الذي يجسد شخصية الخليفة عمر بن الخطاب بالتعاون مع
المؤسسة القطرية للإعلام، والمسلسل من تأليف الدكتور وليد سيف وإخراج حاتم
على، ومن المقرر أن تتم دبلجة المسلسل بلغات مختلفة كالإنكليزية والفرنسية
والفارسية والأوردية وغيرها وتوزيعه فى الدول الإسلامية.
وكانت بعض الأعمال الدينية أثارت جدلا كبيرا في عدد من الدول العربية،
حيث أفتى بعض علماء الأزهر بتحريم مشاهدة المسلسل الإيراني "يوسف
الصديق"الذي يتناول حياة النبي يوسف، فيما منعت سوريا تصوير مسلسل
"الأسباط" الذي يصور شخصيتي الحسن والحسين أبناء الخليفة علي بن أبي طالب،
فضلا عن منع بث المسلسل الإيراني "المسيح" في لبنان.
وتتساءل "الشروق": "هل تأتى هذه المشروعات الفنية فى إطار منافسة
ساخنة على تصدير هذه النوعية من المسلسلات بين العرب والفرس؟، وهل تلعب
الدراما دورا فى الخلاف السياسى والمذهبى بين السنة والشيعة"؟
وتنقل عن بهاء الدين إبراهيم مؤلف مسلسل "أسماء بنت أبى بكر" قوله إن
"هذا الجو التنافسى إن لم يكن موجودا فعلينا إيجاده، لأنه يجعلنا فى حالة
وعي لما يأتينا من الخارج، كما يحفزنا على العمل فى هذا الاتجاه، وعدم
التقاعس عن إنتاج أعمال تاريخية دينية بدعوى أنها لا تحقق عائدات إعلانية".
ويؤكد إن مسلسلًا بحجم "يوسف الصديق" لا يمكن أن تكون شركة بمفردها قد
تصدت له و"لكن هناك دعما كاملا من الدولة التي تريد أن تصدر مذهبها الشيعي
إلى العالم الإسلامي".
ويضيف "مشكلة هذه المسلسلات أنها تدخل البيوت وتقدم في إطارها الديني
تفسيرات لا تقرها المذاهب السنية، ومن هنا يجب علينا أن نعمل في الاتجاه
المضاد ونقدم أعمالا يبرز منها صحيح الدين بعيدا عن المناطق الخلافية التي
قد تثير الفرقة بين المسلمين".
ويرى أن إباحة إيران لتصوير الأنبياء "هو ما يعطي مساحات أوسع لتقديم
دراما ذاخرة بالأحداث الدرامية، بينما تتمسك الدراما المصرية بتعليمات
الازهر الشريف بعدم تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت، وهو
ما يفرض قيودا على المسلسل الديني".
ويضيف "أعتقد أنه آن الأوان لمراجعة قرار الأزهر، لأنه لا يعقل أن
يظهر على شاشة الدراما خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، بينما يمنع أبوعبيدة
بن الجراح وأسامة بن زيد، نحن مع منع ظهور الأنبياء ولكن مراجعة الفكر بعد
كل هذه السنوات أمر ضروي".
ويقول إن المشكلة التي تواجهه مع شخصية أسماء بنت أبى بكر التى يريد
كتابة مسلسل عنها هي أنه يمكن لأي ممثل تجسيد الشخصية بينما لا يمكن تجسيد
أو أختها السيدة عائشة ولا زوجها الزبير بن العوام.
وأشار إلى أنه يتحايل دراميا على غياب تلك الشخصيات من خلال الحوار
وإيجاد وسيط يروى عن تلك الشخصيات أحاديثها ومواقفها.
وأكد أن تلك الأعمال أصبحت مهمة "لأنها تقدم للأجيال الجديدة تلك
النماذج التى يجب أن تقتدي بها فى دينها وأمور دنياها، من خلال سياق درامي
يمكنه الوصول إلى مختلف المستويات الثقافية والفكرية".
ويستبعد شريف البصيلي مدير عام إنتاج الفيديو في قطاع الإنتاج المصري
فكرة تقديم أعمال درامية لمواجهة المد الإيراني في الدراما، ويقول "إن
القطاع يقدم الأعمال التي تراها لجان الاختيار نصوصا جيدة، ومن هنا ستتضمن
خطة الإنتاج هذا العام مسلسلين دينيين، تم الإعلان عن أحدهما بينما سيتم
الإعلان قريبا عن مسلسل آخر بعد الانتهاء من ترتيب أوراقه".
ويؤكد البصيلى أن المسلسل الديني لا يتم إنتاجه بهدف تحقيق مكسب مادي
و"إنما هو جزء من الدور الأساسي الذي تم إنشاء القطاع من أجله، وهو تقديم
أعمال تعبر عن ثقافة المجتمع، كما أن الأعمال الدينية تلعب دورا
استراتيجيا، فبعض المسلسلات كانت تهدى للدول الإسلامية في أفريقيا وشرق
أسيا بعد ترجمتها إلى لغات مختلفة لتعرف المسلمين هناك بجذور الدعوة
الإسلامية ورموزها".
ويرى إن المسلسل الديني سيشهد طفرة كبيرة هذا العام، من حيث التصوير
والديكور والإكسسوارات والإخراج ليخرج بصورة تقف على حد المنافسة الفنية مع
الأعمال الواردة من الخارج.
ويؤكد المخرج عصام شعبان فيرى أن مسلسل "الشيماء" يعد خارج حسابات
المنافسة مع المسلسلات الإيرانية الدينية، مشيرا إلى أنه بدأ الإعداد
للمشروع قبل 3 أعوام و"قبل عرض مسلسلات 'مريم المقدسة' و'يوسف الصديق' على
الشاشة العربية".
ويقول إن المسلسل التاريخي الديني تراجع في السنوات الأخيرة بسبب دعوى
المنتجين المصريين بأنها لا تحقق أرباحا مادية، وأن أصحاب القنوات الخاصة
لا يقبلون عليها لأنها لا تحقق إعلانات، و"هو خطأ كبير لأن صناعة الدراما
السورية صعدت إلى حد المنافسة عربيا على أكتاف المسلسل الديني، وحققت منه
الانتشار والأرباح والجوائز فى المهرجانات المتخصصة".
ويضيف "لكن دخول منتجين ليس لهم علاقة بالفن إلى صناعة الفيديو في مصر
جعلنا نتراجع كثيرا، لأنهم يعتمدون على أسماء نجوم السينما في حساباتهم
التجارية، ويراهنون عليهم فى استعادة ما ينفقونه من أموال".
ويؤكد أن معظم نجوم السينما لا يجيدون اللغة العربية، و"ليس لديهم
الاستعداد للمشاركة في أعمال تاريخية تلزمهم بالاجتهاد والمذاكرة، ويفضلون
عليها تلك الأعمال التي يطالعون مشاهدها قبل التصوير بدقائق، كما أنهم لا
يحبون الظهور بتلك الملابس التاريخية، ويفضلون الملابس الفاخرة في مسلسلات
الصراع على السلطة والمال، وهى نوعية الأعمال التي تقبل عليها القنوات
الفضائية".
ميدل إيست أنلاين في
05/11/2010
"القنوات الإباحية والإسرائيلية".. تهدد الـ "نايل سات"
د. مدكور: "بروتوكول" مع الدول العربية.. لإغلاقها
د. غادة عبيدو: يجب علي الأسرة تشفيرها.. لحماية الأطفال
كتبت مروة جمال
الارتياح الذي ساد في الأوساط الإعلامية مؤخرا بعد القرار الذي أصدرته
الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" باغلاق عدد من القنوات التي
ارتكبت مخالفات أخلاقية أو دينية الي ان تقنن أوضاعها لم يدم طويلا لأنه
مازالت هناك العديد من القنوات الفضائية الإباحية والخارجة عن العادات
والتقاليد تصل الي البيوت المصرية لأنها تبث من خلال أقمار صناعية موجودة
علي نفس الموقع المداري ل "النايل سات" وبالتالي تصل إشارتها الي مشتركي "النايل
سات". السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن التصدي لهذه القنوات وبالتالي من
المستحيل ان يصدر قرار باغلاقها؟
يقول د. صلاح مدكور أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس:
التفكير في غلق هذه القنوات هي الأخري أمر غير مفيد علي الإطلاق لأنها تبث
من خلال أكثر من قمر صناعي فإذا تم اغلاقها علي "النايل سات" ستصل للمشاهد
من خلال أقمار أخري "كالعرب سات أو "الموت بيرد" أو "الأوروبي". كما ان
المشاهد اليوم أصبح يضع الطبق المتحرك "الدش" بزاوية معينة كي يستقبل
اشارات من أقمار أخري فضلا عن اعتماد عدد كبير من المواطنين علي "الوصلات"
التي تقدم لهم قنوات من مختلف الأقمار الصناعية. أشار د. مدكور الي ان حل
هذه المشكلة لن يكون إلا من خلال اجتماع 5 وزراء إعلام الدول المالكة
للأقمار الصناعية التي تبث هذه القنوات تماما كما اجتمع وزراء الإعلام
العرب لوضع ميثاق الشرف الإعلامي العربي. قال ان هذه المشكلات لابد أن يكون
حلها علي مستوي دولي وليس محليا فحينما قامت احدي الصحف بالاساءة لنبينا
الكريم لم نتحدث مع محرريها بل مع مسئولي الدولة لذلك لابد أن يجتمع وزراء
إعلام الدول التي تري ان هذه القنوات تبث ما يتعارض مع دينها وأخلاقياتها
لعمل بروتوكول أو اتفاقية دولية تبادلية لاغلاق هذه القنوات. تقول د. غادة
عبيدو أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس: من المفترض ان يكون هناك
ما يسمي ب "ورق عمل" يتقدم به أي شخص يريد أن يطلق قناة فضائية ويقر من
خلال هذا الورق انه سيلتزم تماما بميثاق الشرف الإعلامي والآداب العامة
لكني لا أعرف ما إذا كان هذا النظام يطبق أم لا. أضافت ان الطريقة الصحيحة
للتصدي للقنوات الاباحية التي تصل لنا اشاراتها يكون من خلال الأسرة التي
لابد ان تقوم بتشفير هذه القنوات لأن السيطرة علي المشاهدة داخل المنزل
أصبحت صعبة لوجود أكثر من جهاز تليفزيون في المنزل الواحد. أشارت الي أنه
بامكان القائمين علي صناعة السينما ان يقوموا بالتشويش عليها وعلي كل
القنوات الموجودة علي مدي فضائي معين لكنني لا أعلم مدي قانونية اجراء
كهذا. أضافت انها تفاجأ في منزلها باستقبالها لقنوات اسرائيلية بالرغم من
أنها غير مشتركة في الأقمار التي تبث قنوات من اسرائيل. تري الإعلامية درية
شرف الدين ان حل مشكلة كهذه لن يكون إلا من خلال الاستعانة بمهندسين لأن
مسألة تداخل اشارات الأقمار الصناعية مسألة هندسية معقدة للغاية. بينما تري
الإعلامية مني الحسيني ان الإعلاميين عليهم ان يتركوا حل هذه المشكلة
لمسئولي الإعلام في مصر لأنهم يعرفون أبعادا لا نعرفها عن هوية هذه المحطات
ووجهتها. أضافت: علينا كاعلاميين ان نعلم المشاهد المصري كيف يصبح مشاهدا
انتقائيا بدلا من ان نفرض وصايتنا عليه ونمنع عنه القنوات التي نري أنها
تتنافي مع ديننا وأخلاقنا كي يقوم هو بغلقها والإعراض عنها حتي لو وصلت له
الي منزله.
المساء المصرية في
05/11/2010
لجنة لاختيار المكرمين في عيد الفن القادم
د. أشرف زكي نقيب الممثلين: المنتجون الدخلاء وراء رفع أجور
الفنانين
كتب محمد صفاء
أكد د. أشرف زكي رئيس قطاع الانتاج الثقافي بوزارة الثقافة ان
المنتجين الدخلاء علي الوسط وراء.. ارتفاع أجور نجوم السينما والفيديو في
سوق الانتاج الفني مما ترتب علي ذلك الاضرار بالقوة الشرائية للسوق..
أضاف.. قائلا: لو امتنع هؤلاء المنتجون عن دفع ما يطلبه الفنانون من زيادة
في الأجور لجلس هؤلاء الفنانون في منازلهم بدون عمل.
وبالنسبة لضوابط اختيار الفنانين المكرمين في عيد الفن القادم.. يقول:
تعقد حاليا اجتماعات دائمة مشتركة بين رؤساء النقابات الفنية الثلاث
"الممثلين الموسيقين السينمائيين" وممدوح الليثي رئيس الاتحاد العام
للنقابات الفنية بمقر الاتحاد لاختيار من يستحق أن يتم تكريمه من مختلف
الفنانين في عيد الفن في شهر يناير القادم.
عن التناقض بين كثرة المهرجانات المسرحية وقلة العروض المسرحية بفرق
البيت الفني.
يقول دور مسارح "الهيئة" مشغولة بالعروض المسرحية ولدينا مسرحيات أخري
مؤجلة لعدم العثور علي مسارح اخري غير مشغولة.
أضاف: أما مسألة تنظيم المهرجانات المسرحية سواء "مهرجان مرح الشباب"
أو "المهرجان القومي للمسرح المصري" الهدف منها اعادة اكتشاف مواهب فنية
شابة جديدة سواء علي مستوي التأليف والتمثيل أو الاخراج والسيتوغرافيا.
وحول انخفاض مستوي عروض مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هذا
العام.. يقول:
عروض مسرحيات المهرجان التجريبي هذا العام أفضل من عروض الدورة
السابقة لهذا المهرجان العام الماضي.. وعموما.. هذه العروض التجريبية تساهم
في تحسين مستوي الأعمال المسرحية التي يقدمها شباب الفنانين سواء في هيئة
المسرح أو قصور الثقافة ومراكز الإبداع.
وعن انخفاض مستوي مسرحيتي "دعاء الكروان" و"ظل الحمار" الممثلتين لمصر
في مسابقة المهرجان التجريبي الأخير عن مستوي المسرحيات المصرية المشاركة
سابقا في مسابقة نفس المهرجان.. يقول: نعم مسرحية "دعاء الكروان" و"ظل
الحمار" أقل مستوي من مسرحية "مخدة الكحل" و"قهوة سادة" التي اشتركت بها
مصر في الدورات السابقة للمهرجان التجريبي وفازت كل منهما بجائزة أفضل عرض.
وأشار الي ان لجنة اختيار العروض المصرية هي التي اختارت هاتين المسرحيتين
مع أن هناك عروضا مسرحية اخري تتسم بملامح تجريبية أفضل منهما وعلينا
اختراع اختبارات اللجنة برئاسة المخرج أحمد عبدالحليم.
حول تقييم سياسة اسناد بطولة مسرحيات "القطاع العام" لنجوم السينما
والتليفزيون.. يقول: ليس هناك فصل بين نجومية المسرح ونجومية السينما
والتليفزيون فأغلب النجوم لهم أعمال فنية تتنوع ما بين المسرح والسينما
والفيديو مثل الراحلين فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي.
وحول اشكالية المسرح المستقل.. يقول: اجتمعت مؤخرا مع وفد قيادات فرق
المسرح المستقل وأقترحت عليهم البحث عن مسرح مناسب لنشاطهم الفني تخصص
وزارة الثقافة كمقر لعروضهم المسرحية مثل مسرح "اوبرا ملك" بوسط القاهرة
بجانب صياغة لائحة قانونية تنظم العلاقة بين فرق الهواة ووزارة الثقافة مما
يتيح لهذه الفرق الحصول علي دعم مالي من وزارة الثقافة.
وبالنسبة لتنظيم مسيرة ألف فنان عربي للأرض المحتلة.. يقول: قمت كرئيس
اتحاد الفنانين العرب بالاتفاق مع ممثل السلطة الفلسطينية "عباس محمود
أبومازن" علي تنظيم مسيرة ألف فنان عربي للأراضي المحتلة قريباً.
وعن اشكالية حق الأداء العلني.. قال أشرف زكي: سيتم تحصيل حق الأداء
العلني عن طريق العقد الموحد بين كل الأطراف.
المساء المصرية في
05/11/2010 |