حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قطرة فيصل القاسم افاضت الكأس؟:

المغرب و'الجزيرة': next please!

توفيق رباحي

انتهت العلاقة بين الحكومة المغربية وقناة 'الجزيرة' القطرية الى ما كان يجب أن تنتهي إليه. كانت مسألة وقت فقط، أما النتيجة فكانت منتظرة والسؤال كان منذ البدء: متى وليس هل؟

هكذا 'ارتاح الفرطاس من حكّان الراس'، كما يقول المثل المغاربي، لن تجد هاته ما تنكد به على أهل الحكم في الرباط من أمام قصورهم ومكاتبهم، ولن يجد هؤلاء ما يعتبون أو يحتجون عليه.

ورغم الأسباب 'الوجيهة' التي سيقت تلميحا في تبرير المنع، وهي الإسلاميون المغاربة الذين، من وجهة نظر حكومية، ارتفعت أسهمهم بسبب 'الجزيرة'، وكذلك الصحراء الغربية، التي رغم الحياد الواضح الذي تلتزمه القناة القطرية بخصوصها، يصر أهل الحكم في المغرب على المزيد وينتظرون منها تغطيتها على طريقة 'إتم' و'دوزيم'.. أقول رغم هذين السببين 'الوجيهين' يحق التساؤل ألا يكون فيصل القاسم هو القطرة التي أفاضت الكأس؟

هذا تفسيري الخاص، وحدسي كثيرا ما يصيب. في حلقة من 'الاتجاه المعاكس' عن الحكام العرب مؤخرا، تحدث القاسم ـ كعادته مفضلا التعميم ـ عن دول 'تُباس' فيها أيادي الحكام ثم قام بحركة تقبيل يده في تلميح واضح الى المغرب لأن لا أحد يعرف بلدا آخر فيه هذه الحركة غير المغرب.

وبما أن الملوك والسلاطين والذين منّ الله عليهم بالحكم والمسؤولية يرون ما لا نرى ويلفتهم ما لا يلفتنا، إنني لا أستبعد أن يكون القاسم هو من سكب القطرة التي أفاضت الكأس بكلامه وحركته تلك.

إذا كان هذا هو الحال، لا يسعني إلا أن أهنئه على هذا الإنجاز.. لقد مرّ زمن طويل لم تُمنع فيه القناة ببلد عربي بسبب برنامجه، ويبدو أنه لم يصبر الى أن يأتي ضيف الى 'الاتجاه المعاكس' ويقول كلاما تكون نتائجه منع القناة كما جرت العادة، فقام هو بالواجب.

هناك عبارة أسمعها باستمرار كلما دخلت قاعة انتظار أو وقفت في طابور بلندن وهي:

 next please!. أعيدها اليوم متسائلا عن من الدور هذه المرة.

بقيت ليبيا، وقناعتي مرة أخرى أن السؤال هو متى وليس هل. إذا حدث الذي لا بد منه، فعلى آخر المغادرين (نحو الدوحة) إطفاء الأنوار.

التزاوج المغربي الفرنسي

ـ غيّرت قناة 'ميدي1 سات' المغربية الفرنسية كثيرا من أمورها، بدءا بالاسم وصولا الى المضمون والشكل: أصبحت مغربية أكثر وفرنسية أكثر. هل هذا ممكن؟ نعم، 'ميدي1 سات' (عفوا 'ميدي1 تي في') توصلت إليه بعد تحضير استمر من الصيف الماضي. السؤال ليس هل هذا ممكن، بل هل ينجح هذا التزاوج ويستمر؟

هل أتتكم نكتة الرجل وابنه والحمار؟

يروى أن قرويا وابنه اشتريا حمارا فركباه وسارا في القرية. شاهدهما الناس فانطلقت الأسئلة تنتقد معاملتهما القاسية لهذا الحيوان المسكين. في اليوم التالي جاء القروي راكبا ظهر الحمار وابنه يسير راجلا. انطلقت الاسئلة تنتقد أنانية الرجل وقسوته ازاء ابنه، فقرر أن يصلح الأمر في اليوم الثالث. جاء راجلا وابنه ممتطيا ظهر الحمار فثارت ثائرة الناس على هذا الولد العاق الذي يركب الحمار بينما والده العجوز يترجل. في صباح اليوم الآخر اتخذ الوالد قرارا ثوريا (بالمفهوم العصري) فترجل هو وابنه وتركا الحمار يسير حرا خفيفا، فكان أن انطلقت الألسنة تنتقد غباءهما وتسأل لماذا اشتريا الحمار إذا كانا متمسكين بالترجل!

وبما أنني أحد منتقدي 'ميدي1 تي في' في صيغتها القديمة، ولأنني لا أحب أن يقال عني ما قيل عن صاحب الحمار وابنه، لن اسارع الى انتقاد 'ميدي1 تي في'.. أفضل الانتظار متمنيا لها النجاح.

لدي فقط ملاحظتان (لن يسلموا من ألسنتنا!!). الأولى بخصوص بعض المضمون والثانية حول الشكل. أبدأ بالشكل لأنه اساس ما قامت عليه الثورة الجديدة داخل القناة: تمنيت لو أن كل المذيعات يلبسن سراويل طويلة وحبذا لو تكون فضفاضة.. نحن عندنا عائلات وأولاد، وصورة المذيعة واقفة كعروس بحر تلبس فوق الركبة لا تساعدنا. كما أن صورتها ملتقطة جانبيا تكشف نظام جلوس وسيقان لسنا متعودين عليها في نشرات الأخبار العربية (حتى لو كانت المذيعات الفرنسيات ـ في القناة وليس في باريس ـ هن الأكثر جرأة على الكشف). يكفي ما شاهدناه من سيقان مكشوفة (جدا) في سهرة إطلاق الشبكة والشكل الجديدين الأسبوع الماضي.. كانت متعة للعين إذا شئتم الصراحة، لكن كما قلت، نحن عندنا عائلات وأولاد يا ناس.

اسألوا إذا كان باستطاعة عائلة مغربية أو جزائرية مشاهدة القنوات الفرنسية براحة وثقة (حتى لو كانت نشرة أخبار). إذا كان الجواب نعم، لتواصل 'ميدي1 تي في'، لكن الغالب أن الجواب سيكون لا.

أما عن المضمون فأتكلم بعد مشاهدتي حلقة من أحد البرامج النقاشية، سهرة الأربعاء وكانت عن العلاقات الجزائرية المغربية والحدود البرية المغلقة بين البلدين.

يبدو من الوهلة الأولى أن أصحاب الحلة الجديدة التي ارتدتها 'ميدي1 تي في' يعتزمون نطح الحيط و'تعليق الجرس' بطرح هذا الموضوع للنقاش. لكن مشكلة هذا الموضوع أنه بقدر ما الكلام فيه ذو شجون، بقدر ما النقاشات التلفزيونية حوله عقيمة وتكشف ـ الى حد الآن ـ عن تكلس فكري وسياسي وأكاديمي. أنا من الذين لا يلومون السياسيين والحاكمين بالجزائر والرباط بالدرجة الأولى، لأنهم يمارسون السياسة بكل ما فيها من دجل وتضليل. وعليه أجد نفسي بسهولة في خانة من يؤمنون بأن مأساة العلاقات الجزائرية تكمن أيضا، وخصوصا في كثير من مثقفي البلدين. ومن تابع نقاش سهرة الأربعاء يؤيد كلامي.

أحاول أن أتذكر متى استمعت الى أحد الذين في يدهم الحل والربط بالجزائر والرباط يطرح العلاقات الجزائرية المغربية في نقاش عام، فلا يطفو الى سطح ذاكرتي شيء. في أفضل الأحوال (أو أسوأها) يكتفون بتصريحات مناسباتية مقتضبة ثم يتولى مثقفون وصحافيون و'محللون' بقية المهمة بكل ما تحمله من قدح وشتائم و'تعيدير'.

لقد تساوى الجمعان هناك وهنالك. إذا كنت صحافيا بالجزائر وقلت كلاما 'طيبا' أو غير مألوف عن المغرب، سيُنظر إليك شزرا وربما تنعت بما لا يليق بك. والحال من حاله في الرباط، ممنوع قول كلمة طيبة في الجار الشرقي. وهنا مثل هناك، لا حاجة لرقيب يحمل مقصا ويقرأ الكلمات، بل هو موجود في الذهن والعقل الباطن. لهذا اختفت في العاصمتين الأصوات الإعلامية والفكرية والثقافية التي تنادي بصدق بفتح الحدود وتطبيع العلاقات بين البلدين.. اختفت إما خوفا أو تجنبا للاتهامات والتصنيفات الجاهزة، أو يأسا.

لهذا أسأل لماذا يقطع 'أكاديمي' جزائري كل المسافة بين عاصمته وطنجة ليشارك في نقاش، وهو يعلم سلفا أنه لا يستطيع أثناءه أن يعبر عن رأيه ـ الذي ورثه من الحرب الباردة ـ صراحة وبدون تأتأة والتواءات، بحكم الحرج الذي يسببه كونه ضيفا وفي محيط الخصم. وفي الوقت نفسه لا يستطيع تحمل انتقادات لنظام الحكم الجزائري خشية أن يُحاسب عند عودته أو أن يقال له 'تركت المغاربة يهينون بلادك أمام المشاهدين' أو 'لم تدافع كما يجب أمام المغاربة'.

إن المشكلة لم تعد محصورة في الحدود البرية المغلقة أو في أزمة الصحراء الغربية المزمنة، بل أصبحت مأساة ثقافية وفكرية يغذيها إعلاميون ومثقفون وكتبجية أعتبرهم أخطر من أصحاب القرار ومن في يدهم الحل والربط. وأخطر ما في هذه المأساة أنها مرشحة لتتوارثها أجيال لم تكن موجودة أصلا يوم أقلع قطار الأحقاد هذا منذ لا أدري من كم عقد.

لسوء حظ المغاربيين الصادقين في حب هذه المنطقة والخائفين على مستقبلها، تستطيع 'ميدي1 تي في' أن تنظم حلقة نقاش من هذا النوع كل يوم على امتداد سنة، وأجزم من ناحيتي مقتنعا بأن المشاهد لن يسمع فكرة واحدة جديدة، أو رأيا واحدا ايجابيا بنّاءً يبقى في ذاكرته.

' كاتب صحافي من أسرة 'القدس العربي'

القدس العربي في

04/11/2010

 

الرباط وقناة 'الجزيرة': طلاق بائن بينونة كبرى

رشيد شريت

لم أجد صعوبة تذكر في إيجاد عنوان للمقال المخصص لوقائع إغلاق مكتب قناة الجزيرة بالرباط يوم الجمعة 29 تشرين الاول/أكتوبر، لأنني ومنذ أزيد من سنتين وعلى خلفية منع بث نشرة المغرب العربي من الرباط، كنت قد نشرت مقالا على صفحات 'القدس العربي' معنونا بـ: بين الرباط وقناة الجزيرة هل هو طلاق رجعي أم بائن؟ وأخيرا تتخلص الرباط من كابوس اسمه مكتب الجزيرة بالمغرب، وأخيرا وضعت وزارة الاتصال المغربية حدا لمسلسل أو كابوس كان جاثما على من يهمهم الأمر بالمغرب، اسمه قناة الجزيرة، لينضم المغرب إلى باقي دول جوار الإجهاض، التي اغلقت مكاتب القناة، إسوة بالجارتين الجزائر وتونس... وإذا كان القرار متوقعا نتيجة المقدمات التي سبقت، فإن التوقيت والتبرير يحتاجان فعلا إلى وقفات طويلة لفهم مبررات القرار القديم الجديد. وفك شيفراته، وهذا ما قد لا تتسع له هذه السطور. ولكنه يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وعلى أي فيمكن لطاقم وزير الاتصال المغربي السيد خالد الناصري، وخاصة الطاقم المتخصص في متابعة مكتب الجزيرة بالرباط بوزارته، أن ينام قرير العين من دون أن يروا كوابيس تقض مضجعهم اسمها الجزيرة، ومن جهة أخرى يمكن للسيد خالد الذي كان في يوم ما تقدميا مدافعا عن حرية التعبير والإعلام وناقما على التضييق والتكبيل بالإعلاميين، بل من المؤسسين للمنظمة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان! أن يفتخر بكون هذا الانجاز العظيم قد تم على يديه أو بالأحرى أثناء توليه لوزارة الاتصال. وهو شيء يستحق فعلا كل تنويه.. ومع ذلك وبحكم ما ألفناه فلن يترك السيد الوزير فرصة إلا ويعلن فيها أن الحريات الصحافية في المغرب في تقدم وازدهار! والدليل ما ترون: صحافيون في السجن ومنابر إعلامية محكوم عليها بمئات الملايين من الدراهم، ومنابر أخرى مستقلة تدفع دفعا إلى الإفلاس أو الانتحار الاختياري. وأخيرا وليس آخرا غلق مكتب الجريدة بالمرة وتهديد شديد اللهجة لمراسلي القناة بالمغرب بعدم الحديث مع أية وسيلة إعلامية لأنهم أصبحوا الآن خارج القانون. ولا أعرف هل القرار يطال حتى مراسل موقع الجزيرة نت بالمغرب؟

إن الموضوعية تفرض علينا نحن الإعلاميين المغاربة، أن نطرح سؤالا موضوعيا، وهو هل أساءت الجزيرة فعلا إلى المغرب؟ وذلك انطلاقا من أرضية مغربية لا يزايد علينا فيها أحد، واضعين المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار. ومن دون أن يكبلنا ذلك من تقييم الأداء السياسي في التعاطي مع عدد من القضايا، خاصة الإعلامية منها، لاسيما إذا كانت تضر بصورة المغرب ومصلحته الإستراتيجية، وتعيدنا إلى سنوات التكبيل التي أصبح الحنين يراود عددا من المسؤولين إلى العودة إليها. أي نعم لن ندافع عن الجزيرة إذا قلنا ان موضوعيتها المعتبرة مع عدد من التحفظات، قد أربكت عددا من القضايا الداخلية المغربية وعلى رأسها، الصورة الداخلية الاجتماعية والسياسية للمغرب التي لم يستطع الإعلام الرسمي المعاق الاقتراب منها. وكذا ملف الصحراء المغربية، إذ أتاحت الفرصة لجبهة البوليساريو للظهور الإعلامي وليس على أية قناة! ولكن قناة الجزيرة وما أدراك ما الجزيرة التي عقدت دولا كبرى اكثر سطوة وقوة من بلدي المغرب. لدرجة أن الابن بوش كاد أن يفقد في مرة أعصابه ويصدر أوامره إلى الأسطول الخامس لقصف القناة ونسفها وجعل عاليها سافلها... ومع ذلك فالقناة استمرت وتألقت. و للموضوعية فلا يعني هذا أن القناة بهذه القوة والجبروت، ولكن بكل بساطة لأنه أصبح من المستحيل تأميم السماء وما يأتي منها، نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة. بيد أنه ما يؤلمني حقا أن تتهم القناة بأنها غير مهنية؟ فإذا كانت القناة غير مهنية يا ترى فما هي النماذج المهنية التي يجب أن تحتذى؟

كرونولوجيا عمل القفازات المخملية

كانت كل المؤشرات تؤكد أن الانفصال وإغلاق مكتب القناة بالرباط مسألة وقت لا غير، وأنه واقع لا محالة. وبدأت مع سيناريو مدروس بعناية دقيقة، وهو التضييق على القناة رويدا رويدا، أو كما برع في وصف ما حدث الدكتور هيثم مناع عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان بعمل القفازات المخملية، فقد تم التخلص أولا من نشرة المغرب العربي، ومحاكمة مدير القناة حينئذ حسن الرشيدي، الذي اضطر إلى مغادرة المغرب والالتحاق بالمقر المركزي للقناة بالدوحة، وبقي المكتب من دون مدير مدة من الزمن إلى غاية تعيين عبد القادر خروبات الفلسطيني، من جنسية غير مغربية، ربما لتخفيف الضغوط عليه، لأنه لو كان مغربيا لكان الضغط عليه أكبر. كما أن جانب المهنية أرخى بأستاره على الموضوع، علما بأن هذا لا ينتقص من مهارة وحنكة عدد من الإعلاميين المغاربة على مستوى الصحافة المكتوبة والمستقلة تحديدا. لكن عدد إعلاميي السمعي البصري الأكفاء يكاد لا يكون ضئيلا. وذلك لأنه لم تتم بعد خصخصة القطاع السمعي البصري، فكل القنوات مملوكة للدولة وتخضع لوصاية وزارة الاتصال.

بعد ذلك اختار مهندسو نظرية القفازات المخملية، أن يحجموا تحركات القناة المزعجة، حتى وصل إلى حد مستوى اقتصار التغطية على مدينة الرباط ، فأضحى من قبيل المحظور أن تغادر القناة العاصمة المغرب، في سابقة عالمية لا تخطر على بال رجال السي إن إن والبنتاغون الأمريكي أنفسهم، وأمهر مراكز التنك تانك! فهذه لعمري أول مرة نسمع فيها أن قناة لها مكتب واعتماد في مدينة ما عوض بلد ما!

وجاءت الضربة قبل الأخيرة بعدم تجديد اعتماد مراسلي القناة، وكان على رأسهم أنس بن صالح ومحمد البقالي وعبد السلام رزاق... ولا يمكن الجزم في سبب غياب إقبال الهامي، وذهابها إلى مكتب القناة بمصر، هل كان بفعل مماطلة في منح الاعتماد أو ظروف خاصة بمكتب الرباط؟ لتعود قبل أشهر من أجل مؤازرة عبد الحق السحاسح الصحافي الوحيد الذي بقي، والذي خلف بدوره سمير حسن مراسل الجزيرة بالبوسنة. هذا التغيير المفاجئ حدث بعدما كان للقناة أسطول من الصحافيين في مكتبها بالمغرب. طبعا نحن لا نتحدث عن المصوريين والتقنيين ورجال البث والكواليس.

وأخيرا أطل يوم 29 تشرين الاول/أكتوبر الموعود، وتحول الحلم إلى حقيقة، بقرار وزارة الاتصال إعلانها رمي يمين الطلاق على الجزيرة بالرباط لتنهي أزيد من سنتين من حالة الترقب والتوتر المعلن منه والخفي بين الجانبين، والغريب في الأمر أن يوم 29 أكتوبر صادف الذكرى الخامسة والأربعين لاغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة! فهل يا ترى كان التاريخ مقصودا أم مجرد صدفة؟ ويا لها من صدفة!

عبد الله البقالي يهاجم قطر وأويحمان يصف القرار بالغبي

في اليوم نفسه للاجهاز على ما تبقى من مكتب الجزيرة بالمغرب. استضافت عبر الهاتف طبعا، الإعلامية ليلى الشايب في حصة 'ما وراء الخبر' كلا من عبد الله البقالي بصفته رئيسا لتحرير يومية 'العلم' الناطقة باسم حزب الاستقلال الذي يقود الحكومة الحالية، والسيد احمد أويحمان بصفته رئيسا سابقا لفيدرالية الصحافيين المغاربة، علاوة على كلوتيد لاكوز عن منظمة مراسلون بلا حدود. وإذا كانت الجزيرة قد أحسنت الاختيار في دعوة السيد أويحمان، فإنها أخطأت عندما قدمت السيد عبد الله البقالي على أنه رئيس لتحرير جريدة 'العلم' فقط، ونسيت أن الرجل عضو أيضا في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الذي يقود الائتلاف الحكومي، وكان أحد الشخصيات المرشحة للظفر بحقيبة وزارية لولا تعاسة الحظ. وإذا جاز التعبير فهذا خطأ مهني فعلا، والحال أنه لم يكن منتظرا من السيد البقالي إلا أن يهاجم الجزيرة ويردد نص البيان الذي أصدرته وزارة الاتصال، بل إنه قصف دولة قطر برمتها واعتبر أن الجزيرة تتستر على ما يحدث هناك، في الدوحة، بيد أن ما لفت انتباهي أن السيد البقالي استعان بتعليقات القراء في أحد المواقع المغربية الأكثر انتشارا والتي من كثرة التعاليق على المقالات أصبح القارئ ينسى المقال المنشور فيه ليرد على التعليق الذي يجده أمامه وهكذا دواليك، علما أن التعليقات نفسها ليست مقياسا على مدى وجهة نظر المغاربة فيما يحدث، هذا إذا سلمنا أن التعاليق في معظمها عفوية ارتجالية وليست من فعل فاعل؟ ومن الضفة الأخرى من زاوية النظر اعتبر السيد أو يحمان الذي اتسم بشجاعة كبيرة، واصفا القرار بالغبي! وأقف عند هذا الحد، ولكم أن تتصورا الباقي... بيد أن أشجع مسؤول حزبي، وأكثرهم ضبطا لقاموس المصطلحات والتعابير الدقيقة المصاغة بعناية فائقة الصنعة، كان السيد مصطفى الخلفي عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح الإسلامية، ورئيس تحرير يومية 'التجديد'، الذي غامر مغامرة محسوبة حين قبل دعوة المشاركة في نشرة الحصاد المغاربي لليوم نفسه، الذي شهد الإنجاز الكبير بقرار الإغلاق، إذ حاول أن يمسك العصا من الوسط، فقد زكى قرار وزارة الاتصال من جهة وأيده باسم حزبه حتى لا يلام بأنه يغرد أي الحزب خارج السرب، ويشكك في وطنيته! ومن جهة أخرى وحتى لا يفقد أصدقاءه في قناة الجزيرة الذين طالما استضافوه بوصفه تارة خبيرا استراتيجيا وتارة خبيرا في الحركات الإسلامية، وتعددت الصفات والشخص واحد، هذا علاوة على أصدقائه من داخل قطر نفسها حيث تنشر له جريدة 'العرب' القطرية مقالا أسبوعيا.. وهكذا أبدى السيد الخلفي بعضا من التأسف على كون الحكومة طبعا بعد تزكية القرار، لم تلجأ إلى أسلوب الحوار لأجل حل المشكل. كما لم يفته أن ينوه بزميله داخل الحزب والحركة مراسل الجزيرة نت حسن السرات الذي كان دائما يعرف كيف يصوغ التقارير من دون أن يغضب طرفا من الأطراف. حتى أنني لأتساءل صراحة لماذا لا تدرج مادة إمساك العصا من الوسط ضمن مناهج كليات ومعاهد الصحافة والإعلام بعالمنا العربي؟

إعلامي وكاتب من المغرب

Cherriet.presse@gmail.com

القدس العربي في

04/11/2010

 

تتطلع لمنافسة قناتي 'الجزيرة' و'العربية'

قناة 'آريبيا' الضبيانية تبدأ نشاطها من القاهرة.. والبث في غضون عام

لندن من أنور القاسم

ذكرت مصادر مقربة من قناة 'آريبيا' الضبيانية ان المحطة الاخبارية الفضائية ستبدأ البث رسميا في غضون عام. وقالت ان التحضيرات الفنية تسير على خير ما يرام على صعيد شراء المعدات وتجهيز استوديوهات البث في أكثر من عاصمة.

وقالت هذه المصادر لـ' القدس العربي' ان هذه القناة ـ وهي مشروع شراكة بالمناصفة بين امبراطورية روبيرت ميردوخ الاعلامية، التي تصدر عدة محطات وصحف، من بينها 'سكاي نيوز' و'فوكس نيوز' ـ ستركز على منافسة قناتي 'الجزيرة' و'العربية'. وستكون المنطقة الاعلامية الحرة في ابوظبي مقرها الرئيسي.

وعلمت 'القدس العربي' أن المفاوضات بدأت لفتح مكتب رئيسي لها في القاهرة، يضم كادرا كبيرا يزيد عن عشرين اعلاميا، وقد تقدمت ادارة المحطة بطلب رسمي للحصول على اذن البث المباشر على قمري 'النايل سات' و'العرب سات'، وفقا للاجراءات المصرية الجديدة.

وذكرت مصادر مطلعة ان مكتبا أكبر سيتم افتتاحه في بيروت، حيث سيكون احد مكاتب البث الرئيسية في المنطقة، مع افتتاح مكتب آخر في دمشق.

وقد جرى تقليص عدد مكاتب المحطة الجديدة من 35 مكتبا في انحاء العالم الى 20 مكتبا في المرحلة الاولى، ستغطي اهم العواصم الدولية.

ومن المقرر أن تفتتح المحطة كذلك مكتبين اساسيين في لندن وواشنطن، سيكونان بمثابة مقرات للبث على مدار الساعة، بالتناوب والتنسيق مع المقر الرئيسي في أبو ظبي.

وتدرس ادارة المحطة حاليا تشكيل لجنة خاصة من خبراء اعلاميين عرب لاختيار مذيعين ومذيعات ضمن كادرها، ولم تستبعد ادارة المحطة توظيف بعض العاملين والعاملات في المحطات العربية الاخرى، ولكنها قالت انه من المبكر الحديث في هذا الامر، الذي سيكون متروكا للجنة المذكورة.

وتأتي أهمية هذه المحطة كونها ستعقد شراكة مع امبراطورية شبكة 'سكاي نيوز' الدولية وستكون مزيجا بين قناتي 'سكاي' البريطانية و'السي أن أن' الامريكية، من حيث مهارة التغطية وسرعتها وجرأتها في الوقت نفسه.

وسيشرف على الجانب البرامجي والاخباري الاعلامي ادريان ويلز، مسؤول الاخبار حاليا في محطة 'سكاي نيوز' البريطانية.

وفي الوقت الذي ستتضمن قناة آريبيا نشرات اخبارية وبرامج سياسية، وتغطيات ميدانية من خلال شبكة واسعة جدا من المراسلين، اعترف مصدر مقرب منها انها ستعمل على سد الفراغ الذي تخلفه المحطات الاخبارية العربية، وتتطلع ان تحتل مرتبة متقدمة ومنافسة للقنوات العربية الاخبارية الرئيسية.

القدس العربي في

04/11/2010

 

يُجهز لفيلم عن نكبة فلسطين بقصة مستوحاة من الواقع

باسل الخطيب يدحر الاحتلال بـ"الغالبون".. ويأمل فك حصار "أنا القدس"

فاطمة سلامة - mbc.net 

أكد المخرج السوري باسل الخطيب أن المسلسل اللبناني "الغالبون" لا يتحدث عن أي توجهات أيديولوجية أو سياسية بعينها، بل يتحدث عن مواجهة اللبنانيين للاحتلال الإسرائيلي.

وفيما أعرب عن أمله في فك الحصار الفضائي عن مسلسله "أنا القدس"؛ كشف عن تجهيزه فيلما تدور أحداثه عن نكبة فلسطين من خلال قصة حقيقية.

وقال الخطيب -في تصريح لـmbc.net-: "أتحدث في "الغالبون" عن الإنسان اللبناني، ولا أتحدث عن أي توجهات أيديولوجية أو سياسية بعينها. فالعمل يتناول مجموعة من الأهالي في الجنوب، وكيف أثرت هذه الأحداث في قراراتهم وأولوياتهم".

ويأتي كلام الخطيب في ظل عملية تصوير الجزء الأول من المسلسل اللبناني "الغالبون" في جنوب لبنان والتي انطلقت منذ ما يقارب الأسبوع.

وتتناول ثلاثية "الغالبون" -وهو عنوان غير نهائي- الفترة التاريخية الممتدة من عام 1982 وحتى عام 2006؛ حيث تسلط الضوء على الإنسان الجنوبي وكيف وجد نفسه في سياق أحداث ضخمة أثرت في قراراته.

وأكد المخرج السوري أن حبه وتأييده للمقاومة دفعه إلى تقديم هذا العمل، لكنه عاد وقال: "لكن أنا مع المقاومة التي لا تروج أو تعمل لحساب أيديولوجيا أو أي جهة، بل أحرص على تقديم دراما يشاهدها كل مواطن عربي".

وأشار إلى أن العمل لن يكون باللهجة الريفية الجنوبية، بل سيتم اعتماد اللهجة اللبنانية البيضاء التي يتحدث بها عامة اللبنانيين، موضحا أن الجزء الأول سيكون في وقت خاص خارج حسابات شهر رمضان الكريم الذي يشهد زحمة درامية.

وكشف باسل الخطيب عن أن العمل لن يتضمن مشاهد أرشيفية، لافتا إلى أنه سيعمل مع فريق التقنيين والجرافيك على تنفيذ المشاهد الخاصة بالمواجهات والأحداث التي رافقت تلك الفترة.

ويتناول الجزء الأول الذي كتبه فتح الله عمر ومحمد النابلسي الفترة بين عام 1982 وحتى عام 1986؛ حيث تترافق الأحداث مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان وظهور مرحلة جديدة من العمل المقاوم، وتنتهي مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة صور الجنوبية.

ولفت المخرج الذي سبق وأضاء على الصراع العربي-الإسرائيلي بشكل مباشر عبر مسلسلات "عائد إلى حيفا"، و"عياش"، و"أنا القدس" إلى وجود صعوبة في العمل؛ كونه يصور فترة تاريخية قريبة وحاضرة في أذهان الناس، ولذا هناك حرص شديد على المصداقية الفنية كي يتمكن العمل من إقناع المشاهد.

ويشارك في العمل أسماء لبنانية عدة، منها: عبد المجيد مجذوب، أحمد الزين، سميرة البارودي، دارين حمزة، بيار داغر، عمار شلق، مازن معضم، كريستين شويري، مجدي مشموشي، نيلي معتوق.

في سياق آخر؛ اعتبر أن تقديمه مسلسلَ "الغالبون" رغم أنه سبق وقدم "أنا القدس" ليس إصرارا على العمل فقط على المواضيع الوطنية.

وأوضح أن العمل عرض عليه من ثلاث سنوات، وأنه ملتزم التزاما أدبيا بالعمل عليه، مضيفا "هو خط أحب العمل عليه، كونها أعمال تحتفظ بقيمتها، كونها تتناول قضايا جوهرية".

ورغم أنه رأى أن المغامرة ترافق أي عمل فني وليس فقط تقديم "الغالبون" بعد مسلسل "أنا القدس" الذي تعرض لـ"حصار فضائي"؛ أكد أنه على الأقل يقدم الأعمال التي يرغب بها.

وأشار المخرج السوري إلى أنه حاليا وبعد مشوار فني قدم فيه كل ما يرغب في تقديمه مختلف أنواع الدراما يجد خياراته تذهب في هذا الاتجاه القومي والوطني.

وقال باسل الخطيب: "أدرك أن مصير هذه الأعمال ليس سهلا، ولكن لا أستطيع أن أتخلى عن موقفي تجاه هذه الأعمال، فمن واجبي ومسؤوليتي العمل عليها، ومتأكد من أن الجمهور متشوق لرؤيتها".

من جانب آخر؛ رفض المخرج السوري وصفه بمخرج السير الذاتية، وكشف عن تحضيره فيلما تدور عن أحداثه في فلسطين أواخر عام 1947 ومطلع عام 1948 وهو تاريخ النكبة.

وأضاف أن الفيلم لن يكون القدس نفسها كما هو حال مسلسل "أنا القدس" بل تدور أحداثه في القدس عن فتاة تدعى "حياة" تجد نفسها مطلع عام 1948 وسط أحداث كبيرة، ويتناول الأحداث وكيفية تعاملها معها.

وأعرب باسل الخطيب عن أمله في فك الحصار عن مسلسل "أنا القدس" لأن الأمر لا يتعلق بالمسلسل نفسه، بل بفكرة أن أي مخرج أو منتج لن يقدم أعمالا مشابهة في ظل هذا الوضع، وبالتالي سوف ننسى الأعمال الوطنية والقومية.

الـ mbc.net في

04/11/2010

 

مسابقات وهمية

راسم المدهون

ما معنى أن تكون هناك قنوات فضائية «متـــخصصة» في المسابقات؟

يبدو السؤال فجّاً أمام عدد من القنوات الفضائية التي تكتفي بمذيعة تطرح سؤالاً ساذجاً على متابعيها، ومع ذلك نجدهم «عاجزين» عن الإجابة، فيما تستمرُ الاتصالات، وتراكم القناة أموالها، ولا من رابح أبداً.

هل يصدّق أحد أن أمة من ثلاثمئة مليون لا يستطيع واحد فيها معرفة من هو البلد العربي الذي يتألف إسمه من ثلاثة حروف لو حذفنا الأخير يكون إسم حيوان أليف؟

الغريب أن المذيعة تظل تحضّ مشاهديها على متابعة اتصالاتهم كما لو أن المسابقة حقيقية، أو أن هناك مسابقة أصلاً.

في حدود ما نعلم، هناك شروط قانونية لا بد من أن تتوافر في أية مسابقة يجريها إنسان، خصوصاً حين تكون ذات كلفة مالية تعود بالنفع على صاحب المسابقة وراعيها. من تلك الشروط مثـلاً أن تـتحقق الصـدقـيـة بـدرجـة كافية، وهذا لا يمكن أن يتوافر من دون الحد الأدنى من الشفافية.

هنا بالذات يصعد الى الذهن السؤال الأهم: كيف يمكن ضبط الفضاء التلفزيوني المفتوح، وحمايته من العبث، وأساليب التدليس للحصول على المال بأبسط الطرق ومن دون أية كلفة؟

أما من مقياس أو ضابط؟

لست من أنصار الرّقابة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بحجب نصوص أو مواد إعلامية أو فنية، غير أن هذا شيء مختلف لا يمنعنا من الدعوة لتدخل ما، حين يتعلق الأمر بالخروج عن المهنة، وهي هنا مهنة الإعلام، والذهاب نحو مهنة أخرى لا علاقة لها باللعبة الإعلامية من قريب أو بعيد.

أقول هذا وأنا من محبي برامج المسابقات الحقيقية التي تقوم على شروط المسابقات، وتلتزم باحترام عقل المشاهد. فالصدقية في حالة هذا النوع من البرامج ليست وحسب صدقية معنوية، بل هي تعني الالتزام بمفاهيم قانونية حقوقية تعطي المشاهد إمكانية مقاضاة القناة الفضائية التي تخدعه وتستدرُ أمواله من دون وجه حق.

غير هذا ليس سوى استمرار ارتزاق البعض تحت شعارات إعلامية نعرف جميعاً أنها لا تعكس من بعيد أو قريب جوهر مهنة الإعلام كما يعرفها العالم كلُه.

الحياة اللندنية في

04/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)