حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مسلسلات "الأجزاء" تعود و30 حلقة لم تعد تكفي

نَفَس الدراما طويل

القاهرة - “الخليج

مع أن مسلسلات الأجزاء ليست ظاهرة جديد،ة لكنها تراجعت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وكانت هناك أعمال قليلة هي التي حاولت الحضور والمنافسة، ومنها “راجل وست ستات” و”الدالي” و”لحظات حرجة” . ثم ظهرت مسلسلات الخمس عشرة حلقة التي بدت وكأنها النهج الجديد الذي ستسير عليه الدراما العربية في المرحلة المقبلة، لنفاجأ بظهور المسلسلات الطويلة على نسق المسلسلات التركية، وكان مسلسل “مطلوب رجال” لجومانا مراد أطولها من 90 حلقة، ويقال إنه يتم الإعداد لمسلسلات عربية أخرى بحلقات أطول . كما عادت “الأجزاء” لتطغى على الدراما، حيث أعلن صناع بعض الأعمال نيتهم تقديم أجزاء جديدة منها مثل “مسيو رمضان” و”كيد النسا” “ونونة المأذونة” وغيرها . .فهل هي محاولة لمنافسة الدراما التركية الطويلة؟ وهل يضمن صناع تلك الأعمال تحقيق النجاح أم أنهم يخوضون مغامرة غير محسوبة العواقب؟ أهل الدراما يجيبون في هذا التحقيق .

في البداية يؤكد النجم الكوميدي أشرف عبدالباقي الذي قدم ثمانية أجزاء من مسلسله الطويل “راجل وست ستات” أن تقديم عمل درامي طويل يحتاج أولاً إلى فكرة تحتمل تقديمها في حلقات عدة دون أن يشعر الناس بالملل، والعثور على مثل هذه الفكرة ليس أمراً سهلاً، ولذلك فأول عناصر نجاح “راجل وست ستات” كان في فكرته غير التقليدية والتي سمحت بتنوع الأحداث رغم ثبات الشخصيات الرئيسة.

ويكمل: عندما قدمنا “راجل وست ستات” لم تكن المسلسلات التركية قد بدأت تفرض نفسها، ولا أرى أننا في منافسة معها لأننا قدمنا عملاً كوميديا بينما الدراما التركية تدور في إطار رومانسي اجتماعي .

ويشجع أشرف فكرة إنتاج المسلسلات الطويلة شرط توافر عناصر نجاحها من فكرة مناسبة وسيناريو جيد وإنتاج سخي، لأن إنتاجها لمجرد منافسة الدراما التركية مغامرة لا يمكن لأحد أن يضمن نتائجها .

أما الفنانة بشرى التي شاركت في الجزء الثالث من المسلسل الطويل “لحظات حرجة” فتؤكد أن نجاح الدراما التركية يعود في الأساس إلى عنصر الإبهار، خاصة في الصورة، لأن الجمهور يرى أمامه أماكن تصوير غير مألوفة، إضافة إلى اللعب على المشاعر والأحاسيس والرومانسية التي يفتقدها الجمهور في الدراما المصرية الآن، ولذلك حققت الدراما التركية نجاحاً رغم طول حلقاتها، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن نجاح الدراما الطويلة مقصور على التركية أو حتى الأمريكية فقط، لأنه في تاريخ الدراما المصرية كانت هناك أعمال تم تقديمها في أربعة وخمسة أجزاء وحققت نجاحاً كبيراً وبالتالي فمحاولات إعادتها من جديد يمكن أن تنجح .

وتكمل: مسلسل “لحظات حرجة” له طبيعته الخاصة والتي تحتمل تقديم مزيد من الحلقات، خاصة بعد أن نجح في جذب الجمهور من خلال تنوع الشخصيات والأحداث، وعن نفسي مستعدة للمشاركة في أي دراما مصرية طويلة سواء كانت من خلال أجزاء أو جزء واحد، شرط أن أقتنع ليس بدوري فقط، وإنما بفكرة العمل كله وقدرتها على جذب الجمهور ليالي طويلة .

أما الفنانة جومانا مراد، فتؤكد أن الدراما العربية قادرة على منافسة التركية في مجال المسلسلات الطويلة، بدليل أن المسلسل الطويل “مطلوب رجال” الذي شاركت في بطولته مؤخراً حقق نجاحاً كبيراً .

وترى جومانا أن وجود أكثر من فنان من جنسيات عربية مختلفة في الدراما الطويلة أمر يشجع أكثر على نجاحها، وهذا ما حدث في “مطلوب رجال”، لأنه كان يضم نجوماً عرباً من دول مختلفة، حتى إنك لا تستطيع تصنيفه على أنه سوري أو مصري أو غير ذلك، وهذا من شأنه تسويق العمل بشكل جيد، وفي الوقت نفسه متابعة الجمهور العربي كله له، إضافة إلى أن هناك قضايا اجتماعية كثيرة في مجمعاتنا العربية يمكن تقديمها في أكثر من مئة حلقة بشكل جذاب .

أما الفنانة سمية الخشاب والتي رحبت بفكرة تقديم جزء ثان من مسلسلها “كيد النسا” التي شاركت فيفي عبده بطولته، فتؤكد أن فكرة العمل يمكن تقديم حلقات أخرى منها، ولو لم تكن متأكدة من ذلك ما قبلت تقديم جزء ثان حتى لا تغامر بالنجاح الذي حققه الجزء الأول .

وتكمل: ما قدمناه في الجزء الأول يؤكد أن “كيد النسا” لو تم تقديم أجزاء أخرى منه يمكن أن يحقق نجاحاً لا يقل عن نجاح الدراما التركية، لأن الفكرة جذابة والشخصيات مثيرة كما أن الإنتاج كان سخياً وقمنا بتصوير العمل في أماكن لم يسبق لأحد أن صور فيها، وهذا أمر مهم جداً أن يستمتع الجمهور بالصورة مثلما يستمتع بالفكرة والشخصيات والأحداث، بل إن أحد أسباب تعلق الجمهور العربي بالدراما التركية رغم طولها يعود إلى أنها قدمت له صورة جديدة تماماً بعيداً عن التصوير في أجواء الاستديوهات والديكورات التي بدأ الجمهور يملّها .

وترى الفنانة إلهام شاهين “أننا نعاني كثيراً الآن حتى يخرج عمل من 30 حلقة بشكل جيد فكيف يمكن أن نفكر في تقديم أعمال من مئة حلقة؟” . وتضيف: الأمر يحتاج إلى توقيت آخر يكون فيه الإنتاج الدرامي مزدهراً حتى يمكن لمنتج أن ينفق على ورشة عمل تحضر بشكل جيد لمسلسل طويل، خاصة أن الجمهور يقبل على الدراما التركية الطويلة لأنها موضة جديدة بالنسبة له، بينما تقديم مسسل مصري طويل قد يصيب بالملل سريعاً .

“تقليد الدراما التركية لمجرد التقليد لن يجدي، لكن تقديم عمل درامي طويل يمكن أن يحقق النجاح بشروط” بهذه الكلمات بدأ المؤلف تامر حبيب كلامه وأضاف: أول هذه الشروط: الفكرة لأنها الأساس، فهناك أفكار لا يمكن تقديمها في أكثر من 15 حلقة  وإلا أصبح الأمر تطويلاً ومطاً وهي شكاوى دائمة من الدراما المصرية، لكن في المقابل هناك أفكار يمكن معالجتها بالفعل من خلال مئة حلقة، لكن يبقى القرار النهائي في يد جهات الإنتاج، لأن المنتج هو الذي يغامر بأمواله ومن حقه أن يضمن تسويق أعماله بشكل جيد ليس ليسترد ما دفعه فقط وإنما ليحقق ربحاً والتسويق مشكلة أخرى .

ويقول: للأسف لا تزال الدراما المصرية والعربية عموماً حبيسة شاشة رمضان فقط، ولذلك فالمسلسلات الطويلة يتم تقسيمها إلى أجزاء عدة لعرضها خلال شهر رمضان، بينما لو كانت هناك توقيتات أخرى للدراما لأمكن تقديم تلك الأجزاء في جزء واحد من مئة حلقة يتابعها الجمهور دون تقطيع على أجزاء مثلما يحدث مع الدراما التركية أو الأمريكية، فمشكلات تقديم مسلسلات طويلة معظمها تتعلق بالإنتاج والتسويق .

أما المنتج جمال العدل فيرى أن فكرة تقديم مسلسلات طويلة قد تكون جذابة بالفعل من الناحية الفنية، خاصة أن إقبال الجمهور العربي عموماً على مشاهدة مسلسلات تركية وأمريكية ومكسيكية طويلة، يؤكد أن هناك أرضية لتلك النوعية من الاعمال اذا ما تم تقديمها بطريقة جذابة، لكنها تواجه عدداً من المشكلات البعيدة عن النواحي الفنية، ومنها أن الإنتاج الدرامي في مصر حالياً لا يسمح بوجود تلك النوعية بشكل يحقق لها النجاح لأنها تحتاج ميزانيات ضخمة وأعداداً كبيرة من النجوم .

ويقول العدل إن الكل يعلم أن هناك أزمة حالياً في الإنتاج الدرامي وأن أسعار تسويق المسلسلات تراجعت، وحتى مسلسلات الأجزاء ثبت من التجارب السابقة لها أن الأجزاء الثانية والثالثة من أي عمل لا تحقق نجاح الأجزاء الأولى منه نفسه، بل ويفقد العمل بريقه كلما قدمت أجزاء جديدة منه، ولذلك فالأمر يحتاج إلى دراسة متأنية قبل الإقدام على إنتاج الدراما الطويلة، ويجب أن يخضع الأمر إلى احتياجنا لتلك الدراما وليس إلى رغبة البعض في تقليد الدراما الأجنبية ظناً منه أنه سيحقق النجاح نفسه، لأن هذا النجاح ليس مضموناً .

الخليج الإماراتية في

16/11/2011

 

بعضها يعتمد على البرامج المستوردة وبعضها ينطق بالعامية

فضائيات الأطفال تهدم أم تبني؟

تحقيق: هديل عادل  

“سبيس تون،” “إم بي سي 3”، براعم، سمسم، أجيال، الجزيرة للأطفال، سنا، طيور الجنَّة، طه، كراميش، أسماء عدة، لفضائيات عربية موجهة للأطفال، تبث برامج ورسوماً كرتونية، ومنوعات ترفيهية وغنائية، تخاطب عقل ووجدان الطفل العربي الذي صار يقضي وقتاً طويلاً في مشاهدتها . القائمون على هذه الفضائيات، يؤكدون أن أهدافهم تربوية في المقام الأول، والواقع يشير إلى أن هذه القنوات متفاوتة في مضمونها، بين قنوات سطحية تستخف بعقول صغارنا، وأخرى تتعامل معه على أنه كبير وناضج، وتقدم له مواد أكبر من مستواه الفكري وتكوينه العقلي، ولا يخلو هذا الواقع من قنوات متوازنة في طرحها، تقدم للطفل مادة تثقيفية تعليمية، مطعمة بإمتاع ذهني طفولي . فهل تلعب هذه القنوات دوراً إيجابياً في تعليم الأطفال، أم أنها تهدم عن غير قصد الكثير من المبادئ والقيم؟

وهل القائمون عليها يدركون فعلاً أبعاد ما يقدمون؟ نطرح هذه القضية المهمة مع أصحاب الشأن في السطور التالية .

رائدة عدنان، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال تقول: لقد منعت ابني من مشاهدة قناة للأطفال بعدما فوجئت بأنه يقلد الحركات التي يفعلها أبطال كرتون “سبيدرمان” في مدرسة، وهو لا يشعر بأنه يفعل شيئاً غريباً، ويتفاخر بنفسه لأنه قلد الرجل العنكبوت “سبيدرمان”، مما جعلني اتخذ موقفاً حازماً في منعه نهائياً من مشاهدة هذه البرامج، ومعاقبته في حال ضبطه وهو يقلد أبطالها، وللأسف هذا حال كثير من أطفالنا، وكل واحد منهم أصبح يطلق على نفسه اسماً لإحدى الشخصيات الكرتونية ويحاول محاكاتها .

وتصف دلال حسن، موظفة وأم لثلاثة أطفال، ما تبثه فضائيات الأطفال من برامج “بالكوكتيل”، قائلة: فضائياتنا تمزج بين برامجها المفيدة وغيرها من أفلام الكرتون التي تزرع في نفوس أبنائنا العنف والكذب وغيرهما من السلوكيات السلبية، وهذا الخليط يجعلنا نحن أولياء الأمور في حيرة من أمرنا في كيفية التعامل مع هذه الفضائيات، والمفروض أن نجلس بجوار أطفالنا لنختار لهم البرامج المفيدة ونشجعهم على مشاهدتها، ونبعدهم عن المسلسلات التي تستغل براءتهم وتتلاعب بها، ولكن على أرض الواقع من الصعب علينا الالتزام بهذا الواجب اليومي، بسبب مشاغلنا ومسؤولياتنا الأخرى، هل من الصعب إيجاد قناة أطفال تقدم الفائدة والمتعة والتسلية والقيمة التربوية والدينية بأسلوب جاذب، فنمنحها ثقتنا بعد أن نتأكد من أن أبناءنا في أيد أمينة؟

ويقول جهاد عبدالله، محاسب وأب لأربعة أطفال: بالرغم من ظروف عملي وانشغالي الدائم، ولكني أبذل جهداً من أجل توعية أبنائي بما يفيدهم وما يضرهم من برامج تلفزيونية، ولاشك في أن هذا الجهد  لم يذهب سدى، لأن أبنائي أصبحوا يمتلكون درجة من الوعي تمكنهم من اكتشاف الرسائل السلبية التي تبثها بعض  هذه  البرامج، خاصة الكبار منهم، ولكن هذا لا يعني أنهم أصبحوا محصنين تماما، لأن سيل برامج الأطفال الآتي من الخارج يحاصرنا من كل جانب، وليس من السهل علي كولي أمر أن أحتاط  مما أعرفه ومما لا أعرفه .

“من المؤلم أن يكون أطفالنا فريسة سهلة، لأصحاب القنوات الفضائية، الذين يروجون لأفكارهم وسلعهم من خلالها”، بهذه العبارة بدأ صالح النعيمي، موظف وأب لطفلين حديثه الذي أكمله، قائلاً: ماذا نفعل ونحن نرى أبناءنا يستغلون من كل حدب وصوب، ومستغلوهم مؤسسات تعي تماماً كيفية الوصول إلى هؤلاء الأطفال، ولديهم وسائل عديدة ليستحوذوا على عقولهم وقلوبهم، ولاشك في أننا كآباء يجب أن نكون يقظين لكل هذه الوسائل، ولكن من الصعب والمستحيل أحيانا أن نمنع أبناءنا من مشاهدة برامجهم، لأنها بالنسبة لهم تسلية ومتعة لا يمكن التنازل عنها .

وتقول ميس علي، مهندسة وأم لطفلين: استطاعت فضائيات الأطفال ببرامجها المتميزة أن ترتقي بعقول أبنائنا، وتمنحهم المتعة والفائدة في آن واحد، وأصبحنا نرى برامج متخصصة في كل المجالات الدينية والعلمية والثقافية والتقنية والتربوية، والتنوع الكبير فيما تبثه الفضائيات اليوم، يمنحنا فرصة أكبر للاختيار وانتقاء ما  يناسبنا، وعلى سبيل المثال، ما تقدمه قناة “طيور الجنة” من جرعات تربوية وتعليمية مميزة من خلال الأناشيد والمواقف التي يمر بها أطفالها، ولكن بعد فترة من متابعة هذه القناة، لاحظت أن أغلب برامجها تقتصر على بث أغاني الأطفال وبعض البرامج القليلة جداً مقارنة بمساحة بثها، مما جعلني أبحث في القنوات الأخرى عن برامج ومسلسلات كرتون  تلبي حاجة طفلي للتسلية والمتعة وتنمي شخصيته أيضاً . تقول هيا فوزي، 13 سنة: أحب أن أشاهد برامج قناة “الجزيرة أطفال” مثل برنامج “بيت العائلة” و”فكر وابتكر” والمسلسل الكرتوني “صلاح الدين”، فهي مفيدة وممتعة، ومعظم صديقاتي في المدرسة يشاركنني هذا الرأي، وكثيرا ما يكون حديثنا عن حلقات هذه البرامج، خاصة حلقات برنامج “بيت العائلة”، لأنها في كل مرة تستضيف عائلتين يشارك أفرادها الأب والأم والأبناء معاً في الألعاب والنشاطات، ويتبارى المشاركون في نشاطات جسدية وفكرية ويتنافسون في المعلومات عن أفراد العائلة الواحدة، ويختبرون مدى معرفتهم بأدق التفاصيل الشخصية، وهذا يكشف مدى قربهم من بعض ومدى اهتمامهم بشؤون بعضهم بعضاً .

وتقول شهد هشام 8 سنوات: لا أحب مشاهدة مسلسلات الكرتون المخيفة، مثل “سبيدرمان” و”بوكيمون”، ولكن أخي الأكبر يحبها كثيراً، وهو لا يسمح لي بمشاهدة “طيور الجنة” التي تعجبني أغانيها ونشرة أخبارها، لذا فإنني أستغل فرصة انشغاله بالمذاكرة وحل الواجبات، لأتابع البرامج التي أحبها .

أما محمد سليمان، 8 سنوات فيعجبه كثيراً “روب الآلي” و”مدينة القطارات” و”الأصدقاء المرحون” التي يشاهدها على قناة “براعم”، وكذلك يحب طيران الرجل العنكبوت، ولكن لا يحاول تقليده، لأنه يعلم أنه غير حقيقي .

أيضاً مؤيد بالله أحمد، 5سنوات يحب مسلسل “نام القمر”  و”حروف ورسوم” التي يشاهدها على قناة براعم، ويحب أيضاً أن يغني مع عصومي ووليد وديما بشار في قناة طيور الجنة .

مصطفى أسامة، 12سنة، يقول: بعد أن أنهي واجباتي الدراسية تسمح لي أمي بمشاهدة التلفاز، وأحياناً يكون برنامجي المفضل “صانع الأبطال” في قناة “إم بي سي3 “ قد انتهى عرضه، وانتظر حلقة “جيري كونج فو”، وأثناء ذلك، أشاهد مسلسل “أبطال الملاعب” على قناة “سبيس تون” .

ويقول أدهم محمد، 10سنوات: “سبيدر مان” و “النمر المقنع” أجمل برامج الأطفال، لأنها ممتعة جداً وتعلمني القوة والمواجهة . ويؤكد أدهم أنه يمتلك القدرة على مصارعة أصدقائه والتصدي لهم في أي مبارزة تدور بينهم .

يقول غازي عبد الرحمن بقجة جي، مخرج تلفزيزني في قناة الشارقة : نحن كقنوات عربية نفتقد للإنتاج التلفزيوني للطفل، لأن تكلفته المادية كبيرة، ما يدفعنا لاستيراد البرامج من الخارج، وهذا القصور في الإنتاج  هو الذي فتح الباب على مصراعيه أمام سلبيات البرامج المستوردة التي  نملأ بها ساعات بث محطاتنا الفضائية، بغض النظر عما تزرعه في نفوس أطفالنا وراء صورها وتقنياتها المبهرة، التي قبل أن تجذب أطفالنا، جذبت القائمين على هذه القنوات، فاستوردوها تحت تأثير هذا الانبهار من دون النظر لمضمونها، وبحثا عن مكاسب أخرى بعيدة عن مصلحة أبنائنا، وللأسف أصبحت هذه الفضائيات وأغلبها خاصة، بديلاً عن بعض القنوات الحكومية التي لم تعد تخصص مساحة للطفل ضمن خطتها البرامجية، وتخلت عن هذه المسؤولية لوجود قنوات مخصصة للطفل  .

ويضيف عبدالرحمن: الهجمة الإعلامية التي غزت فضائياتنا ببرامجها الهابطة، والتي لا يخفى على أحد غايتها وأثرها في المجتمعات العربية، لم تستثن الأطفال، بل بدأت بهم قبل غيرهم، من خلال أفلام الكرتون التي زرعت في نفوسهم العدوانية والعنف والغش والكذب والخداع . . إلخ، وللأسف هذه الأفلام وجدت لها مساحة في قنواتنا الأرضية قبل أن تنتشر في القنوات الفضائية، وأبرز أمثلتها وأشهرها الرسوم المتحركة “توم وجيري” .

ويتابع: لا شك في أن بعض فضائيات الأطفال لها حسنات تحسب لها، وأهم هذه الحسنات البرامج التي تهتم وترتقي بشخصية أبناءنا من كل جوانبها الفكرية والأخلاقية والمعرفية والسلوكية، وتقدم لهم المتعة والتسلية من دون أن تستخف بعقولهم، ولكن للأسف حتى هذه القنوات يختلط فيها الحابل بالنابل، فتجد نفسك مضطراً إلى أن تلعب دور الرقيب على برامجها لتمرر ما هو صالح منها، وتحجب الطالح، وفي الواقع أولياء الأمور وحدهم غير قادرين على القيام بهذا الدور، فنحن  بحاجة إلى أن يكون هناك رقيب على ما تبثه قنوات الأطفال، وأن يراعي هذه الأمانة والمسؤولية التي تتطلب مشاركة صفوة من علماء النفس والتربويين والإعلاميين وغيرهم من المتخصصين في مجال الطفل، في تقييم البرامج قبل بثها، والمشاركة في اختيارها، والبحث عن المتميز منها، ليس من منظور تجاري ربحي، ولكن من منظور معرفي وتربوي وديني وأخلاقي .

ماذا يقول أهل التربية والاعلام في شأن فضائيات الأطفال؟

تؤكد الدكتورة هبة السمري، أساتذة في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات، أن عدداً كبيراً من فضائيات الأطفال تستخف بعقولهم، في حين يجب أن يدرك القائمون عليها، أن طفل اليوم غير طفل الأمس، نتيجة الانفتاح الكبير الذي يعيشه في كل المجالات، كما يجب أن يصحح أصحاب القرار في هذه المحطات مفهومهم الخاطئ بأن العنف يجذب الطفل إلى أفلام الكرتون التي تشجع عليه بصور مختلفة، لأننا لو قدمنا للطفل كرتوناً هادفاً يشجع على الإبداع، فإنه سيجذبه أيضاً .

وعن واقع أفلام الكرتون، تضيف: جميع أفلام الكرتون التي تبث على فضائياتنا مستوردة، وتتم دبلجتها إلى اللغة العربية الفصحى أو العامية، والخطورة هنا أن الطفل يتأثر بها بشكل أكبر، لأنها تخاطبه بلغته، والكرتون الأجنبي يعبر عن جزء من ثقافة البلد المنتج له، وعلى سبيل المثال نرى أن كثيراً من أفلام الكرتون تصور “الخنزير” على أن حيوان أليف وصديق للطفل .

وعلى صعيد آخر تتابع الدكتورة هبة، تؤكد نتائج البحث الميداني التي تناولت تأثير الكرتون على السلوك العدواني للطفل، من خلال عينة عشوائية لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6سنوات، أن عدداً كبيراً من الأطفال الذين شاهدوا رسوماً متحركة تضم مشاهد عدوانية، قاموا بممارسة هذه العدوانية مع أقرانهم بتأثير مباشر لما شاهدوه، وقد لا يكون هذا التأثير طويل الأمد ولكنه مباشر، إضافة إلى تأثرهم بالسلوكيات السلبية الأخرى كالسرقة والغش والكذب وغيرها .

وتضيف: تتمثل إيجابيات فضائيات الأطفال في وجود كم كبير من البرامج التعليمية والتثقيفية والتربوية التي تنمي معارف الطفل وتصقل شخصيته، ولاشك في أن وجود هذه الفضائيات يلبي حاجات الطفل بنوعيات مختلفة من البرامج، تتناسب مع طبيعة هذه الحاجات ومع الفئات العمرية المختلفة، وعندما كانت برامج الأطفال جزء من القنوات العامة، كانت هذه البرامج عامة من حيث المضمون، أما الآن فأصبحت برامج متخصصة، ثقافية، دينية، علمية، تسلية وغيرها . ومن البرامج المتميزة التي تبثها فضائيات الأطفال، تلك التي تهتم بالتكنولوجيا وتوجه أطفالنا للاستخدام الصحيح لها، لأنها ترضي  طموحهم  ورغبتهم في مواكبة تطورات عصرهم  .

وتواصل السمري: مازلنا بحاجة إلى اهتمام أكبر ببرامج الأطفال، ليكون لها تأثير أقوى في تنمية شخصيتهم، وأن يتناسب حجم إنتاج هذه البرامج مع مساحة البث التلفزيوني، أن يكون لدينا لجان تنتقي ما يناسب الطفل العربي  من برامج، وأن تضم هذه اللجان متخصصين في مجال الإعلام وعلم النفس والاجتماع و التربية والدين، ومن الضروري أن يكون القائمون على فضائيات الأطفال مؤهلين للتعامل مع نفسية الطفل بكل حالاته واحتياجاته،  وأن يتلقى غير المؤهلين منهم دورات تدريبية قبل المشاركة في إنتاج برامج الأطفال والتعامل معها .

وتناقش الدكتورة نجوى الحوسني، تربوية، تأثير فضائيات الأطفال على سلوكياتهم قائلة: أصبح جهاز التلفاز من الأجهزة الالكترونية التي لا يمكن للإنسان صغيراً كان أو كبيراً الاستغناء عنها، ويعد لدى الكثير من الناس النافذة التي يطلون من خلالها على ثقافات متنوعة ويتعلمون منها خبرات جديدة،  ولكن عندما يتعلق الأمر بما يمثله هذا الجهاز في حياة الأطفال في وقتنا الحاضر، هنا تدق نواقيس الخطر، لأن أطفالنا أصبحوا اليوم متيمين بمشاهدة ما تعرضه فضائياتهم، بسلبياتها وإيجابياتها، وأصبحت الساعات التي يقضونها في متابعة هذه الفضائيات أكثر بكثير من الساعات التي يقضونها في اللعب أو القراءة أو التواصل مع أفراد العائلة  .

وتضيف الحوسني: يجب ألا نغفل عن الجوانب الإيجابية التي عززتها بعض فضائيات الأطفال في نفوس وشخصيات أبنائنا، خصوصاً القنوات التعليمية  التي تشرف عليها جهات مختصة،  وتتمثل بعض هذه الإيجابيات في تنمية الإدراك البصري والحسي عند الطفل، وتحفيزه لإدراك المفاهيم العامة وتعزيز قدرته على التعبير عن آرائه وحقوقه بشكل واضح، وتنمية التفكير الإبداعي لديه، والتفكير النقدي والتحليلي للبرامج المشاهدة، وتطوير قدرته على التفريق بين البرامج الجيدة والسيئة، ورفع مستواه العلمي من خلال مشاهدة البرامج العلمية التي تعطيه فرص ممتعة وفاعلة لممارسة بعض التجارب البسيطة .

وحول تأثير الفضائيات في شخصيات أطفالنا وسلوكياتهم واستقرارهم الاجتماعي والنفسي، تشير الدكتورة نجوى إلى تحذيرات  الكثير من الدراسات العربية والغربية في ما يتعلق بالآثار السلبية لما يشاهده أطفالنا في قنواتهم الفضائية، قائلة: من أهم هذه الآثار أن الأطفال الذين يشاهدون سلوكيات العنف في البرامج الكرتونية هم أكثر من غيرهم ممارسة لهذه السلوكيات، إضافة إلى إصابتهم بالخوف والقلق من تعرضهم شخصياً لسلوكيات عنيفة مماثلة، وتعزز بعض البرامج الكرتونية في الأطفال العنصرية العرقية، وبعض العادات والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا والتي  تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتقاليدنا، وتؤثر أيضاً على لغة أطفالنا بشكل كبير لأن معظم البرامج الكرتونية لا تعتمد الفصحى كلغة سرد وحوار، وتستخدم بدلا عنها اللهجات العربية العامية، ومن جانب آخر تقلل المشاهدة الطويلة للبرامج التلفزيونية قدرة ومهارات الأطفال الاجتماعية وتمنعهم من التفاعل مع المجتمع المحيط بهم، وتخلق فيهم النزعة للانطواء والابتعاد عن الآخرين، والأطفال الذين يدمنون على مشاهدة التلفاز بمعدل أكثر من أربع ساعات يومياً، يتعرضون للإصابة بزيادة الوزن والسمنة .

وتؤكد الحوسني أنه من وجهة نظر تربوية، من الضروري أن يدرك أولياء الأمور أهمية دورهم في توجيه أطفالهم بكيفية التعامل مع هذه الفضائيات، ومن أهم ما يجب أن يقوم به الآبا، اختيار القنوات والبرامج المناسبة لأطفالهم وتشجيعهم على متابعتها مع الوالدين والأشقاء بقصد نقدها وتحليلها، وتقليص ساعات مشاهدة التلفاز من خلال ملء غرفة المعيشة التي يوجد فيها التلفاز بأدوات ترفيه وتسلية متعددة، وإطفاء التلفاز أثناء تناول الوجبات،  وتنمية روح التواصل الاجتماعي عند الطفل من خلال الحديث مع والديه وأقرانه في هذا الوقت، وعدم وضع أجهزة التلفاز في غرف نوم الأطفال لما له من آثار سلبية على الطفل، وعدم السماح للأطفال بمشاهدة التلفاز وحل الفروض والواجبات المدرسية في نفس الوقت، وجعل المشاهدة مكافأة للطفل وليس حقاً أساسياً، فإن بدرت منهم سلوكيات جيدة سمح لهم الوالدان بمتابعة البرامج، وإن أساؤوا التصرف حرموا من المشاهدة، ويجب أن يكون الآباء والأمهات مثالاً يحتذى به في عدم مشاهدة التلفاز لساعات طويلة .

ويشير  يوسف محمد شراب، باحث تربوي، إلى انه إذا لم تكن برامج الأطفال من إنتاج متخصصين في هذا المجال، فسيكون لها أثر هدام، موضحاً أن هناك برامج هدفها الأول تجاري من خلال جذب الأطفال إليها، بغض النظر عن مضمونها، ومما يساعد في وصول هذه البرامج لأبنائنا بسهولة، البث المستمر على مدار 24 ساعة، الذي أتاح لكل طفل أن يشاهد برامج هذه الفضائيات في أي وقت يريده،  وبسبب ظروف انشغال الوالدين أصبح من الصعب مراقبة ما يشاهده الأطفال على هذه القنوات، مما يؤثر سلبا في تكوينهم النفسي  والسلوكي و الصحي .

ويضيف: تتضح سلبيات ما تبثه فضائيات الأطفال من برامج  على الصغار الذين يجلسون لساعات طويلة أمام الشاشة، فيتحول سلوكهم إلى تقليدي، وللأسف أغلب ما تبثه هذه الفضائيات لا يحمل قيمة تربوية ولا يناسب جميع الفئات العمرية والبيئة التي يعش فيها الطفل، وبالرغم من أن بعض القنوات المتوازنة تراعي هذه الاعتبارات، مما يجعلها أفضل من غيرها من الفضائيات، إلا أن هذا التقييم لا ينطوي على كل ما تبثه من برامج على مدار الأربع والعشرين ساعة .

الخليج الإماراتية في

16/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)