حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عادل نور الدين :

انتظروا شكلا جديدا للقنوات الاقليمية خلال المرحلة المقبلة

كتب خالد فرحات

بعد ظهور قنوات المحروسة علي القمر الصناعي فهل سيكون مثلها مثل القنوات المتخصصة في المعاملة ماديا ومعنويا واعلاميا ودعائيا.. ام ستظل تعامل هذه القنوات علي انها »اقليمية فقط« اي »أدني مستوي«.. خاصة ان هناك احساسا يسيطر علي العاملين بهذه القنوات من انهم في مرتبة اقل درجة كما يتردد ويقال انه حتي في بدل المظهر توجد تفرقة بين المذيع في القنوات الاخري الذي يحصل علي بدل مظهر ألف جنيه بينما المذيع  في الاقليميات يحصل علي ٠٥ جنيها بدل مظهر (!!).. كما ان لديهم قناعة انهم العاملون علي انهم اولاد البطة  »السودة«!

ويعيشون حالة من الرعب بسبب البث التجريبي والذي سيجعلهم يعودون الي محطات ارضية فقط بعد شهرين والعديد من المشاكل التي تواجه القطاع الاقليمي للقنوات الست .. بداية من الثالثة وحتي الثامنة.. والتي انضمت لتكون تحت راية قطاع المحروسة وتبث علي الفضائيات كقنوات اقليمية متخصصة بأسم المحروسة.

وحملنا كل هذا الكلام الي عادل نور الدين الذي تولي رئاسة هذا القطاع منذ عشرة ايام فقط وعلي رقبته سيف مسلط سيقطع أو يحسم قضية خطيرة وهي إنهاء البث التجريبي للقنوات الاقليمية.

ويقول عادل نور الدين اولا لابد ان نعرف ان القنوات الاقليمية هي قنوات خدمية في الاساس ولابد ان تمول من قبل الدولة مثلما يحدث مع قناة الـ »بي. بي . سي« التي لاتعتمد علي الاعلانات فهي تمول من قبل الدولة.. وقنوات المحروسة ليست قنوات تجارية.. بل هي المرآة الحقيقية لمصر بجميع محافظاتها ولذلك يجب ان تركز علي ان يشاهد المصريون وكل العالم كنوز واثار وشعب هذه المحافظات التي تغطي اخبارهم وحياتهم قنواتنا الست هذا بالاضافة ان الاقاليم معمل لتفريخ الفنيين والاعلاميين والفنانين ولذلك لانسعي او نكتفي بأن نتواجد علي النايل سات فقط بل يجب ان يكون هدفنا التميز والوصول لاكبر قدر من الجمهور داخل مصر.

ويضيف عادل نور الدين انني فور تسلمي رئاسة قطاع المحروسة عملت علي أن تكون هناك تواصل مباشر بين الناس وبين العاملين بالقطاع من خلال الفيس بوك وعقدت مؤتمرا علي مدي ساعتين في اليوم الاول ثم ثاني يوم كان المؤتمر مدته اطول وبدأت التعرف علي أهم مشاكل الناس وتواجههم واكتشفت ان هناك مشاكل عديدة خاصة ان القطاع مترامي الاطراف من الاسكندرية حتي اسوان والعاملون به يشعرون بالظلم رغم ان لديهم كفاءات فنية ومهنية وابداعيه متميزة لكنهم يعانون من الشعور بقلة في الامكانيات ويحتاجون لدعم مادي ومعنوي مع عدم التفرقة بينهم وبين زملائهم فالجميع يعملون في اتحاد الاذاعة والتليفزيون.

·         < وسألت عادل كم يبلغ عدد العاملين في قطاع المحروسة؟

ـ قال حوالي ٤ آلاف وهذه مشكلة رهيبة حيث ان كل قناة بها مابين ٠٠٨ أو الف والمفروض ان يبلغ الحد الاقصي من ٠٦ الي ٠٧ شخصا فقط، ولكن هذه الاعداد الضخمة تبتلع اي زيادة في دخل القناة لان اي زيادة مالية سوف تقسم علي عدد كبير.

ويؤكد عادل علي ان عدد العاملين يكفي لعمل ٧٢ قناة وليس ست فقط اي بواقع قناة لكل محافظة فلو تم تقسيم العدد واصبح لكل من الـ ٧٢ محافظة قناة يكون بها ٠٥١ موظفا وهذا عدد كبير ايضا ولاندري ماذا نفعل امام تلك المشكلة!!

·         < وقلت له  هل تشعر بنظرة سوداء ام أن هناك بصيصا لضوء من الأمل؟

ضحك عادل نور الدين وقال لاهناك مميزات كثيرة اولها وجود عددا من الاعلاميين المتميزين بهذه القنوات وكذلك وجود استوديوهات علي مستوي حديث جدا يؤهلنا لتقديم رسالة اعلامية جيدة بالاضافة الي هذا العدد الكبير من المحافظات التي تقع في نطاق تغطيتنا الاعلامية يعطينا فرصا اكبر للايداع ولنقل المزيد من الاحداث وعلي الهواء مباشرة  وفور وقوعها اي ستكون مصدرا هاما لتغطية اوسع للاحداث علي كل ارض مصر المحروسة.. وقد اتفقت بالفعل مع ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار علي تغطية اي حدث في اي محافظة واذاعته علي الهواء مباشرة من خلال نشرات وبرامج قطاع الاخبار وكذلك تم الاتفاق علي تخصيص فترة ثانية لمدة عشر دقائق يوميا في برنامج »صباح الخير« لعرض رسائل خاصة عن اقاليم ومحافظات مصر هذا بالاضافة الي انه تم الاتفاق علي انه يتم تصوير حلقات برنامج »صباح الخير« من محافظات مصر وكل ٥١ يوما يتم اعداد حلقة في محافظة من المحافظات الـ ٧٢ وان يكون النقل برعاية القنوات الاقليمية خاصة القناة التي تقع المحافظة في نطاقها وبذلك يصور برنامج »صباح الخير« مرتين كل محافظة.. هذا بالاضافة الي تقديم اضخم برنامج »توك شو« من ٧٢ محافظة ويتم توزيع الاحتفالات وفقرات البرنامج لتغطي جميع المحافظات من مختلف النواحي الطبية والعلمية والثقافية والرياضية مع متابعة لحركة السياحة والزيارات الاثرية لمختلف الاماكن السياحية والاثرية في كل محافظة مع تقديم  مادة علمية عنها كما ستتولي كل قناة عمل حفل اضواء المدينة وحفلات التليفزيون طبقا لموعد العيد القومي لكل محافظة من المحافظات بحيث يتم نقله علي الهواء لمختلف القنوات الاخري.

·         < قلت لعادل هل انت متفائل؟

قال نعم ولكن لن يتم كل ذلك في شهرين وهي المهلة المقررة للبث التجريبي علي النايل سات فهذه المدة لاتكفي نهائيا خاصة انني تسلمت عملي منذ ايام ومازلت في حالة استكشاف ولدي خطة لتطوير هذه القنوات وجعلها تدر دخلا ايضا للاتحاد ولن تكون عبئا عليه بل ستكون احدي العلامات المميزة للاعلام وانتظرو شكلا جديدا للقنوات الاقليمية خلال المرحلة المقبلة حيث يؤدي دورا مهما في خدمة اهالينا علي كل شبر من ارض مصر.

أخبار اليوم المصرية في

02/09/2011

 

هل يكفي البث المباشر لإنعاش الإذاعة اللبنانية أم تنقصها البرامج الضخمة وتسجيل الغناء؟

نديم جرجورة

صوتان اثنان كافيان لإطلاق نقاش نقدي سليم حول واقع «الإذاعة اللبنانية». حول راهنها وأفقها. صوتان مختلفان، بعضهما عن البعض الآخر، إلى حدّ ما، فيما يتعلّق بالراهن. لكنهما صوتان متشابهان أيضاً، على مستوى الاهتمام بهذه المؤسّسة الإعلامية الرسمية، والحرص على تطوير أدائها. هذا، على الأقلّ، ما يُستشفّ من كلامهما، المنضوي على حقائق آنيّة، معطوفة على ذاكرة خصبة بالمعطيات والعطاء الإبداعي. الصوت الأول (محمد إبراهيم) نابعٌ من موقع المسؤولية الإدارية والمهنية. الصوت الثاني (محمد كريّم) مُقبلٌ من مسؤولية أخلاقية وتاريخية، مفتوحة على أفق المستقبل. الصوت الأول مُصرٌّ على أن الإذاعة «المحطّة اللبنانية الوحيدة التي تستقطب اللبنانيين جميعهم»، «لأنها تُخاطب الضمير اللبناني، لا الضمير الحزبي أو الفئوي». الصوت الثاني متوغّل أكثر في حساسية جوهرية: اللغة. في ركيزة أصلية: الشغف بالعمل الإذاعي: «شغف بالعمل الإذاعي كفن، وليس كوظيفة».

مواكبة

الكتابة عن «الإذاعة اللبنانية» جزءٌ من رغبة في مواكبة مسارها. جزءٌ من الاهتمام بها، كحراك إبداعي. كمنبر إعلامي رسمي. تاريخها عابقٌ بذكريات جميلة. بإنتاج حقيقيّ أثمر برامج ومسلسلات إذاعية وأغنيات صادحة في الوجدان والعقل اللبنانيين والعربيين. تاريخها مكتوبٌ بعرق أناس بذلوا ذواتهم، وما امتلكوه من مخيّلة وإبداع واشتغال على الذات، كي تكون الإذاعة صرحاً ثقافياً، بالمعنى الواسع لتعبير «ثقافة». الكتابة عن «الإذاعة اللبنانية» دعوة إلى إعادة التواصل الثقافي والمهنيّ والإعلامي والنقدي معها: «الصحافة والإعلام لا يهتمّان بعمل الإذاعة»، يقول محمد كريّم بحسرة وتأمّل في أحوال «الإذاعة اللبنانية» وشأنها الحالي. «الإذاعة تُنتج برامج متنوّعة. تُنتج مسلسلات درامية مختلفة، مستلّة مواضيعها كلّها من التاريخ اللبناني، ومن الراهن أيضاً»، يقول محمد إبراهيم بحماسة المثابر على إعطاء الإذاعة هذه حقّها في التواصل مع مستمعيها. «النقد الإذاعي» غائبٌ كلّياً عن العمل الصحافيّ المكتوب، على الأقلّ. أو بالأحرى نادرٌ، في أحسن الأحوال. لعلّ «الإذاعة اللبنانية» محتاجةٌ، من بين أمور أخرى، إلى كتابة كهذه. إلى نقاش نقدي حيوي، يتابع ويُحلّل ويُساجل ويضع الملاحظات القادرة على الإفادة العملية. إلى نقاش يُفترض به أن يجذب المسؤولين والمعنيين بـ«الإذاعة اللبنانية» إلى الاستماع إليه، وإلى محاورته.

يصعب التغاضي عن التاريخ الطويل للمؤسّسة الإعلامية هذه. تاريخٌ طويلٌ بدأ في العام 1938، عندما أنشئت باسم «راديو الشرق». في نيسان 1946، تسلّمتها الحكومة اللبنانية من الفرنسيين بموجب «بروتوكولات رسمية»، في عهد أول رئيس للجمهورية اللبنانية «المستقلّة» الشيخ بشارة الخوري. أُلحقت بـ«وزارة الأنباء والسياحة» باسم «محطّة الإذاعة اللبنانية». في السبعينيات، باتت تُعرف باسم «إذاعة لبنان». جُهِّزت بسبعة استديوهات أساسية، احتوت على تجهيزات جديدة منذ العام 2007. مكتبة التسجيلات الإذاعية فيها «تُعتَبر من أهمّ المكتبات الإذاعية في الشرق الأوسط»، كما ذكر نصٌّ رسميٌّ خاصٌّ بتاريخها: «تحتوي (المكتبة) على آلاف البرامج والتسجيلات الموسيقية والغنائية لكبار الفنانين والمطربين اللبنانيين والعرب والأجانب، الذين مرّوا في تاريخها الذهبي، وسجّلوا في استديوهاتها، وتركوا بصماتهم عبر أثيرها». هذه معطيات مختصرة. هذه تفاصيل أولى. الكتابة التاريخية محتاجة إلى الدخول في عالم مفتوح على مسار وتحوّلات ومواجهات واشتغالات جمّة.

قال محمد إبراهيم: «الإذاعة تُنتج. لكنها تشتري ما يُعرف بـ«الإنتاج المتوفّر» (أي ذاك الذي تنتجه شركات خاصّة) أيضاً. البرامج المُنتجة في الإذاعة متعلّقة بقطاعات مختلفة في الحياة اليومية في البلد. عندما استلمتُ إدارتها، أحييتُ مجدّداً الإنتاج الدرامي، التاريخي مثلاً. أُنتجت مسلسلات بمعدّل يتراوح بين ثلاثين وتسعين حلقة لكل مسلسل، خصوصاً في شهر رمضان. في الشهر هذا، يُفترض بنا أن نحتفل بالمناسبة، وأن ننافس غيرنا أيضاً. هناك برامج ثقافية وصحّية. برامج عن الأسرة. عن المناطق اللبنانية كلّها. عن البلديات. برامج قانونية وفنية. بالإضافة إلى أربع عشرة فترة أسبوعية تُقدَّم أثناء البثّ المباشر. هذا الأخير أشبه بكشكول، يحتوي على كل شيء متعلّق بالناس ومطالبهم وشكاويهم وأسئلتهم. تُقدّمه مذيعات يُعتبرن من خيرة العاملين في المجال الإذاعي، كأنجليكا مونّس ووفاء العود وليليان اندراوس وغادة ناصر وريما الأعور. هؤلاء إعلاميات يستمع الناس إليهنّ».

البثّ المباشر بدأ قديماً. بفضل محمد كريّم، أحد كبار العاملين في الإذاعة، وأقدرهم على كتابة تاريخها. في أواخر الستينيات أو بداية السبعينيات، تابع كريّم دورة تدريبية في «الإذاعة الفرنسية». قبل السفر، ناقش ومجموعة من الإذاعيين العاملين في الإذاعة، كناهدة فضل الدجاني وشكيب خوري وتوفيق الباشا وآخرين، كيفية تطوير المهنة والأداء الإذاعيّين: «هناك حاجزٌ مرفوعٌ بين الإذاعة والمستمعين إليها. فكّرنا يومها بكيفية هدم هذا الحائط الرابع. في فرنسا، لاحظتُ أن خطابهم مباشرٌ بين الإذاعة وجمهور المستمعين. لفت انتباهي هذا. عدتُ إلى لبنان. أردتُ إطلاق البثّ المباشر. كميل منسّى (مدير البرامج حينها) دعم الفكرة».

لم يكن ممكناً إطلاق «البثّ المباشر» من دون التنبّه إلى خصوصياته: أن يُقدِّم للمستمع مادة مفيدة وممتعة، بمستوى لائق ورفيع. «إدخال المنوّعات في فترة البثّ المباشر. مرّت على الإذاعات العربية فترة طويلة من الحصار داخل إطار «استمعتم، ونستمع». صارت القصّة مملّة. مع البثّ المباشر، اخترقنا المحظور. أطلقنا الاتصال المباشر بين المستمع والإذاعة. هذه أفكار وجدت إقبالاً لافتاً للانتباه. للمرّة الأولى، شعر المستمع أنه مُشارك في عملية الخلق الفني».

تساؤلات

لكن، طالما أن الإذاعة قادرة على الإنتاج، فلماذا تُشترى أعمالٌ في إطار «الإنتاج المتوفر»؟ قال إبراهيم: «إذا وجدتُ أن الإذاعة محتاجة إلى هذا النوع من الإنتاج، أشتريه. إذا وجدتُ أنه مفيدٌ للإذاعة ولأرشيفها أيضاً. الإنتاج الذاتيّ ارتقى بالإذاعة. هذا أمر طبيعي». في المقابل، أكّد مقرّبون من العمل الإذاعي في المؤسّسة الرسمية بأن التقنيات الحديثة كلّها موجودة. بأن استديو 6 مثلاً «مُجهَّز بتقنيات حديثة منذ أعوام عدّة». غير أن المشكلة، بالنسبة إلى هؤلاء الرافضين أن تُذكَر أسماؤهم لاعتبارات خاصّة بهم، كامنةٌ في أن التجهيزات لا تُستَخدَم بالطريقة الملائمة لإمكانياتها. الاستديو المذكور لم يُستَخدَم لتسجيل أغنيات: «استُغلّ لتحقيق أمور غير مجدية». قال أحدهم. ما هي هذه «الأمور غير المجدية»؟ ردّد البعض أنها مرتبطة بأعمال ذات مستوى هابط. أو بأعمال لا تُشبه الاشتغالات السابقة للإذاعة: «في مجال التسجيلات الغنائية، وظّفت الإذاعة سابقاً شعراء وملحّنين امتلكوا إبداعاً واضحاً في الكتابة والتلحين. هناك فرقة خاصّة بها أيضاً. التسجيلات خاصّة بالإذاعة طبعاً. كان هناك إحسان المنذر مثلاً. أنطوان فرح». التفاؤل الذي وسمه محمد إبراهيم في حديثه، قابله تشاؤمٌ لدى آخرين: «لا توجد شبكة برامج قادرة على تلبية المطلوب من الإذاعة. السؤال المطروح دائماً: لماذا تغيب البرامج الضخمة؟ لماذا لا تُسجَّل الأغنيات في الإذاعة؟ ما نسمعه نماذج من برامج كانت موجودة. يبدو أن ما يُبثّ حالياً تجديد لها».

بدا محمد كريّم في الحيّز الوسطيّ بين الطرفين. لا يشكُّ في أن «الإذاعة اللبنانية» تراجعت «تراجعاً كبيراً». اعتبر أن إذاعات أخرى، أو بعضها على الأقلّ، «تجاوزتها وتخطّتها». أضاف: «حالياً، بحسب ما أعرفه، يُبذل مجهودٌ لتنشيط الإذاعة، كي تأخذ المكانة التي تستحقّ». رأى أن «التجهيزات الفنية ممتازة». لكنه مُدركٌ تماماً أن التجهيزات وحدها لا تكفي: «هناك حاجة إلى العنصر البشريّ. لنهوض الإذاعة، يُفترض بالعنصر البشريّ أن يُدرَّب تدريباً جيداً. الاندفاع والكفاءة وحبّ العمل الإذاعي أمور مهمّة وضرورية. العملية ليست توظيفاً فقط. عندما دخلنا «الإذاعة اللبنانية» أو غيرها، امتلكنا عشقاً لها وللعمل الإذاعي». أما محمد إبراهيم، فاعتبر أن آلية العمل الإنتاجي مرتبطة بظروف وأنماط عمل مختلفة: «هناك قسم للمخرجين الذين يوزّعون البرامج على شبكة برامج في كل دورة. يوزّعون الأدوار على ممثلين يأتون بهم». إذاً، كيف تتمّ عملية الحصول على برامج أو مسلسلات؟ قال إبراهيم: «هناك كتّاب لهم باع طويل في الكتابة الدرامية الإذاعية. هناك أنطوان غندور وجوزف ضاهر وعمر ميقاتي وآخرون. لدينا ثقة بهؤلاء. لدينا تجربة طويلة من العمل المشترك بيننا. عادة، نتجاذب الآراء بعضنا مع البعض الآخر. يكتبون حلقة أو أكثر. نطّلع عليها. نبحث عمّا إذا كان العمل مفيداً، ويُقدَّم إضافة إلى الإذاعة. عند الموافقة، يُكملون عملهم. هناك أيضاً كتّاب آخرون. طلاب معاهد. ممثلون يجيدون الكتابة. هؤلاء يُقدّمون أفكاراً. مديرية البرامج، التي تضمّ دوائر مختصّة بأنواع البرامج، تبتّ الأمر: إما الموافقة، أو الرفض».

حسرة

الحسرة طاغية في المضمون المبطّن لكلام محمد كريّم. حسرة شبيهة بوجع ذاتيّ واضح في كلام مقرّبين من الإذاعة، فضّلوا البقاء في الظلّ عند تحديدهم وقائع حالية داخل الإذاعة. أبرز المنغّصات: اللغة. قال كريّم: «موضوع اللغة في الإذاعة أساسي. لكن الضعف موجود بقوّة في أمكنة مختلفة، وذلك نتيجة ضعف اللغة بشكل عام عند الجيل الصاعد». روى كريّم أنه شارك، منذ شهرين تقريباً، في لجنة ألفّها «مجلس الخدمة المدنية» لاختيار مذيعين للإذاعة. قال إنه وزملاءه ركّزوا على اللغة: «ضعف اللغة العربية موجود في العالم العربي كلّه. هناك متمكّنون منها. عددهم قليل. المقارنة بين مذيعي زمان واليوم تكون لمصلحة الماضي. هناك فاضل سعيد عقل وجمال عباس وشفيق جدايل، وغيرهم». عشية اندلاع الحرب الأهلية منتصف السبعينيات الفائتة، شهدت الإذاعة حركة جدّية وفاعلة ومؤثّرة: رياض شرارة وأحمد العشي وسعاد قاروط العشي وطاهر الحلبي وهدى الحسيني وإيلي صليبي ونبيل غصن. في الفترة نفسها، أُنتج عددٌ كبيرٌ من المسرحيات الإذاعية أيضاً. أصوات ممثلين انتقلوا، لاحقاً، إلى العمل التلفزيوني. الأمثلة كثيرة: وحيد جلال وجهاد الأطرش وعماد فريد وإيلي ضاهر ومحمود سعيد وألفيرا يونس: «انتقلوا إلى التلفزيون، لأنهم يُتقنون اللغة العربية»، كما قال صديقٌ مُطّلع على الشؤون الداخلية للإذاعة. «هناك إذاعيون قدّموا استقالاتهم وذهبوا إلى التلفزيون»، قال محمد كريّم.

مسألة أخرى: التمويل. كل إنتاج محتاج إلى أموال: «جزءٌ من ميزانية وزارة الإعلام مخصّص بالإذاعة»، قال محمد إبراهيم. أضاف المدير الحالي للإذاعة: «لا مداخيل أخرى. لا نأخذ تبرّعاً. لا توجد إعلانات تُصرف». مع هذا، قال إبراهيم إن هناك مشروع قانون موجود في وزارة الإعلام، إذا أقرّه مجلس النواب، تستطيع الإذاعة بموجبه أن تبيع إنتاجها. أن تؤجّر استديوهاتها. أن تُنتج أغنيات. أن تستوعب إعلانات. هذه كلّها أموال تدخل إلى صندوق الإذاعة، وتُخفّف العبء عن كاهل الدولة. وزير الإعلام الحالي (وليد الداعوق) مهتمّ به. هناك تناغم بينه وبين مدير عام الوزارة حسّان فلحة ومدير الإذاعة على هذا الأمر».

أمور كثيرة تُقال حول الإذاعة اللبنانية واشتغالها. هناك حاجة إلى مواكبة عملها. إلى فهم موقعها في البنيان المجتمعي المحلي. في امتدادها العربي أيضاً. هذا مدخلٌ إلى نقاش يُفترض به أن يكون مفتوحاً وسليماً وهادئاً. الخفايا كثيرة. إماطة اللثام عنها حاجة ملحّة.

السفير اللبنانية في

26/08/2011

 

 

ثورات الربيع العربي تغير خارطة دراما رمضان

محمد عبد المقصود- دبي 

لو أعمل أكثر المتشائمين في مجال الإنتاج خياله من أجل توقع سيناريو سيئ للدراما المصرية والسورية خلال شهر رمضان المقبل قبل أحداث 25 يناير في القاهرة، وما أعقبها في سوريا، لما كان له أن يتوقع التقلص الكمّي الرهيب الذي أصاب قطبي الدراما العربية الرئيسيين، بعد أعوام من المنافسة على كعكة الموسم الرمضاني، بسبب إستحالة تصوير عدد كبير من المسلسلات في ظل تردي الأوضاع المنية في البلدين، لفترات طويلة، فضلاً عن معطيات أخرى أبرزها تبدل طبيعة تعاطي الفضائيات العربية مع ما تم إنتاجه بالفعل.

وبعيداً عن فكرة مصائب قوم عند قوم فوائد سعى منتجو الدراما الخليجية إلى إستثمار ظروف اللاعبين الأبرز ونجحوا في إنتاج عدد من المسلسلات التي وجدت إقبالاً ملحوظاً من الفضائيات جعل فكرة الشكوى من الزهد في التعاقد على عرضها خلال أشهر رمضان واحدة من قضايا المواسم السابقة دون أن تمتد إلى الموسم الحالي، إلا أن الدراما غير الخليجية رغم ذلك ستظل حاضرة بقوة من دون شك.

ولعل أحد المتغيرات الكبرى التي ستؤثر على مدى جاذبية المعروض الدرامي هذا العام هو الانحراف الشديد في بوصلة المشاهدة لدى المشاهد العربي الذي سيُدخل قنوات إخبارية وعلى رأسها ´الجزيرةª و´العربيةª و´البي بي سيª العربية لأول مرة مضمار المنافسة على نسبة المشاهدة في رمضان، بينما سيصبح خيار زيادة جرعة البرامج الحوارية السياسية، والميل بدفة برامج المنوعات تجاه الشأن السياسي حلاً مهماً بالنسبة لكثير من الفضائيات التي اعتادت أن تكون ذات حضور رمضاني لدى مشاهد تغير أسلوب تعامله مع جهاز التحكم في هوية القناة المعروضه على شاشة تلفازه .

لا أحكام ولا توقعات مسبقة

لكل هذه المعطيات وغيرها ، فإن لا أحكام أو توقعات مسبقة من الممكن أن تحكم المشهد الدرامي في رمضان، فجميع القنوات الفضائية من دون استثناء تدخل السباق دون أن تعي تماماً مقومات "الخروج الآمن" منه جماهيرياً مع ظهور هلال شوال إيذاناً بانقضاء رمضان، وحلول عيد الفطر السعيد.

موقف الفنانين من الأحداث السياسية أصبحت شاغل المنتجين بدرجة موازية لانشغالهم بأرباحهم المادية التي اضطروا لتقليصها هذا العام، تماشياً مع المعطيات الجديدة التي قلصت السوق الإعلانية، ومن ثم قيمة عروض الفضائيات، وهو ما يفسر انشغال منتج مسلسل "آدم" الذي يقوم ببطولته تامر حسني، بأحدث تطورات تأزم العلاقة بين حسني والجمهور بسبب موقف الممثل من أحداث الخامس والعشرين من يناير. وقد مُنيت أفلام سينمائية بخسائر فادحة في الفترة الأخيرة للأسباب نفسها، من أهمها "الفيل في المنديل" لأحد أكثر الممثلين المصريين تنافسية في إيرادات شباك التذاكر في المواسم الأخيرة طلعت زكريا.

شخصيات نسائية محورية

ومع الضجة الإعلامية التي صاحبت عرض مسلسلها "زهرة وأزواجها الخمسة" في رمضان الماضي أصبحت المصرية غادة عبدالرازق محط متابعة محتملة لجمهور دراما رمضان، لا سيما وأن تقاليد المشاهدة في أوائل الشهر خصوصاً ترتكز على معيار البحث عن حضور نجوم بعينهم وليس مسلسلات محددة، ورغم أن مسلسلها "سمارة" الذي يشاركها فيه البطولة حسن حسني ولوسي وآخرين مأخوذ أساساً عن قصة فيلم قامت ببطولته الراحلة تحية كاريوكا.

وفيما له علاقة أيضاً بظاهرة وجود عدد من المسلسلات يتضح من عناوينها أن  الشخصيات النسائية تلعب دوراً محورياً في بطولتها، مثل مسلسل سمارة""   و"نونة المأذونة" الذي تجسد بطولته المصرية حنان ترك، و"كريم برقبته سبعة حريم"، يشهد رمضان المقبل عودة الممثلة المصرية سمية الخشاب لثنائياتها الدرامية مع مواطنتها  فيفي عبده في دراما رمضان بعد مسلسلهما الناجح "الليل والسراب"، حيث يتشاركان معاً في بطولة مسلسل "كيد النسا" ومعهما الفنان أحمد بدير وعدد كبير من الممثلين المصريين، ويخرجه القدير أحمد صقر.

معظم المسلسلات المصرية تحاشت التطرّق إلى إحداث الثورة حتى لا تُتّهم بدغدغة مشاعر الجمهور، إلا أن الملفت هو اهتمام جانب كبير منها بالحارة والأحياء الشعبية، ومنها بالإضافة إلى "سمارة" وكيد النسا" "دوران شبرا" الذي تجسد بطولته دلال عبدالعزيز  وعفاف شعيب وأحمد عزمي وزكي فطين عبد الوهاب، ويخرجه خالد الحجر.

إختلاف في الجوهر او الشكل

ولأسباب غير فنية، إعتبرها البعض عقاب غير مستحق يتحمله الفنان السوري، تتقلّص إلى حد بعيد مساحة المعروض الدرامي على معظم الفضائيات العربية من الدراما السورية، رغم أن الكثير من تلك الأعمال لم تتأثر بالأحداث الجارية في سوريا بسبب انتهاء تصويرها مبكراً، في الوقت الذي فضلت فيه تلفزيونات النأي بنفسها عن حملات المقاطعة الجماهيرية لعدد من النجوم الذين تبنوا مواقف معادية للثورة السورية، وهو الأمر الذي ترجمه مدير تلفزيون خليجي كبير فضل عدم التصريح باسمه أن هناك اشكالية تتعلق بعدم تطابق مواقف شخصيات عرفت بتجسيدها سمات الرجولة بمفهومها التقلييدي والشعبي في موقفها من الاحداث الجارية من وجهة نظر المشاهد.

ورغم أن الإنتاج الخليجي لم يصل كماَ للمحصلة التي بلغها قبل عامين على سبيل المثال، إلا أن قيمة المراهنة على إنقاذه الموسم الدرامي في رمضان قد تضاعفت لدى القائمين على إعداد الدورات البرامجية في معظم المحطات الخليجية، جابر نغموش الذي تحولت أعماله  لجرعة عالية من الكوميديا الاجتماعية الهادفة يكتفي هذا العام بالجزء الثالث من مسلسل "طماشة" الذي يخرجه الأردني شعلان الدباس في ثاني تجاربه مع الدراما الخليجية، ويشاركه البطولة حبيب غلوم وسعيد سالم وعدد كبير من نجوم الدراما الخليجية.

ويمثل مسلسل "فرصة ثانية" تجربة بالفعل مختلفة للفنانة سعاد العبدالله التي تكاد تشكل قاسماً مشتركا لأهم الاعمال الخليجية الرمضانية في الأعوام الثلاثة الأخيرة بثنائيتها مع الكاتبة هبة حمادة، لكن العبدالله تخوض هذه التجربة الجديدة مع الكاتبة المخضرمة وداد الكواري، في الوقت الذي من المتوقع أن يكون احد إبداعات حمادة وهو مسلسل "بوكريم في رقبته سبع حريم" ذا نكهة متميزة على قناة ام بي سي نظرا لاطاره الاجتماعي الكوميدي .

هناك العديد من المسلسلات الخليجية التي من المتوقع حسب المعطيات الأولية المتمثلة في طاقمها التمثيلي والفني وقصتها المحورية ان تكون جاذبة لاهتمام المشاهد، لكن تجارب المواسم الرمضانية تؤشر بقوة ان بورصة النجوم الحقيقية تظل مرتهنة بعوامل كثيرة أخرى لا يمكن النفاذ إليها تماماُ ، الذي ربما يكون محطة فارقة في مسيرة الدراما العربية عموماً سواء من حيث كم وكيف الانتاج 2011قبل العرض الفعلي، لا سيما في رمضان وكلفته، أو حتى معايير التميز ومسببات التألق او الإخفاق.

فارييتي العربية في

27/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)