حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قنـــــــوات ضد التيار

كتب اسلام عبد الوهاب

ربما تكون الغيرة من بعض القنوات ذات نسبة المشاهدة العالية أو تفضيل المشاهدين لقنوات بعينها على حساب أخرى هى التى دفعت بعض أشباه القنوات لانتهاج قاعدة «خالف تعرف» من أجل الشهرة حتى وإن كانت السخرية مما تقدمه تلك القنوات التى تصل إلى حد السباب العلنى بين المشاهدين، هى أسمى غاياتها، ولذلك تصدرت السباق قناة «الفراعين» بفارق نقاط قليلة عن قنوات «الراى» و«سكوب» و«إم. تى. فى».

«الفراعين» التى سبق أن أغلقت بسبب استخدامها كوسيلة دعاية لرئيسها «توفيق عكاشة» بشكل فج فى انتخابات مجلس الشعب الماضية، عادت مرة أخرى، لكن مع استمرار نفس النهج «المستفز».

«عكاشة» المتضارب فى أقواله والتى ترمى تارة لصالح الحزب الوطنى الذى كان أحد أشد المنتمين إليه لدرجة أنه قبل يد أمينه «صفوت الشريف» وتارة ضده، قال فى إحدى حلقات برنامجه «مصر اليوم»: أنا باسأل الدكتور البرادعى باعتباره مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية: هو يعرف الست فى الفلاحين بتزغط دكر البط والوز إزاى؟ هل يقدر يقولى الفرق بين تزغيط الفول أو الدرة؟ وإذا عرف بتزغطه إزاى؟! هننتخبه رئيس للجمهورية.. ليه لأ؟!

وبسخرية شديدة استمر «عكاشة» فى توجيه الأسئلة حيث قال: يا ترى البرادعى يعرف سعر ركن البقرة فى السوق كام.. والله لو عرف السعر يبقى راجل مصرى أصيل.. باعتباره راجل عايز يحكم مصر، يبقى لازم يعرف كل حاجة فى مصر، فهل يا ترى عمنا البرادعى يعرف الكلام ده!.. ولا مالوش غير فى النووى بس؟!

الغريب أن عكاشة ظهر منذ عدة أيام مدافعا عن نفسه بعد هجوم عليه وقال فى نفس البرنامج أن هناك مخابرات أجنبية تريد اغتياله وتسعى لتصفيته موضحا أنه يتعرض لخطر بسبب ما ينشره من حقائق وأن أجهزة مخابرات أجنبية تريد التخلص منه.

ثم أشار إلى الآية القرآنية بطريقة جنون العظمة: «يأتيكم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة»، متابعا: ««الحافظ هو الله الذى يكتب الميلاد والممات» بأسلوب يظهر جهله دينيا.

ثانى تلك القنوات التى تسير ضد التيار أيضا هى قناة «سكوب» الكويتية التى تبنت حملة للدفاع عن الرئيس المخلوع «مبارك» فى الوقت الذى تستعد مصر لمحاكمته بالعديد من التهم منها إعطاء أوامر لقتل المتظاهرين واتهامات بإهدار المال العام ومثوله أمام جهاز الكسب غير المشروع.

وظهر المذيع الكويتى سعود الورع وهو يتحدث عن الرئيس السابق من خلال برنامجه «مع الناس» واصفا إياه بالبطل وواصفا الشعب المصرى بـ «قليل الأصل» الذى وجه كلمة له وقال: يا إخوانا المصريين أنا عايز أقول لكم كلمة، أنا مواطن كويتى يوم ما بلدى احتلت حسيت إن الدنيا كلها سكرت فى وجهى كنت حاسس فى بلدى إن مفيش أمن وأمان وأنا حاسس بيكم.. مبارك مسجون.. ليه الإهانة بالشكل «الوحش ده» الرئيس ينشتم؟! والزوجة تنشتم؟! كان يقدر يهرب ويطلع بكرامة.. حرام عليكم عاوزين الراجل يخرج من الدنيا بكرامته فى آخر أيامه.. الله يخليكم.. الله يخليكم.. والله العظيم حرام عليكم.. 30 سنة تمجيد و30 يوم إهانة.. الإهانة من الأهل صعبة.. هتقتلوه .. لو مات انتوا قتلتوه!

ولم تكتف القناة بذلك فقط، بل إنها اتهمت الثوار أنفسهم بالعمالة لحساب الجهات الأجنبية وبتنفيذ مخطط ماسونى.

الحملة «المشبوهة» التى تتبناها تلك القناة جعلت العديد من الشباب يطالبون بمقاطعة القناة التى تمجد قاتل الشهداء» وإغلاقها.

وما تقدمه قناة سكوب يختلف 180 درجة عما انتهجته قناة «الراى» السورية فى الوقت الذى قامت فيه الثورة المصرية، عندما كانت تعطى أحداثا مغايرة للثورة، وكانت تضخم الأحداث بشكل فج ونشر معلومات مغلوطة مثل إطلاق نار بين بدو سيناء وأجهزة الشرطة أو قتل العديد من ضباط الشرطة على أيدى المتظاهرين والتمثيل بجثثهم وهى كلها أخبار كاذبة للإثارة والتحريض، وهى نفس نوعية الأخبار التى تقدم حاليا ولكن مع استبدال الشأن المصرى بالشأن اليمنى والليبى والفلسطينى، ومع ذلك لا تلقى أى ضوء على ما يحدث فى سوريا من انتهاكات لحقوق الإنسان من خلال سياسة القمع التى ينتهجها نظام بشار الأسد ضد معارضيه!

أما رابع تلك القنوات فهى قناة «إم. تى. فى» اللبنانية التى تقدم «نكتا جنسية» صريحة من خلال برنامج «هاضم شىء»، الذى تقدمه المذيعة اللبنانية ميراى مزرعانى، حيث تقدم النكت من خلال فريقين أمام بعضهما، ويلقى كل منهما نكتة ومن يحصل على قدر أكبر من تصفيق الجمهور المشارك فى الحلقة هوالفائز فكانت هناك نكات جنسية غاية فى الوقاحة نخجل من نشرها احتراما لقارئنا وحفاظاً على حيائه من الخدش.

وعن مدى مسئولية اللواء أحمد أنيس - رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «النايل سات» - عن السفه والتجاوزات المهنية التى تقوم بها تلك القنوات قال: سلطتى فقط تقف عند حد البث ووقف أى قناة لا يمكن أن يتم بسهولة كما يعتقد البعض لأن هناك الآلاف من القنوات الموجودة، ومن غير المنطقى أن نتابع كل تلك القنوات، ولكن هناك إجراءات تتخذ حيال القنوات التى تقدم فيها شكوى موثقة للمنطقة الحرة ثم توجه بعدها إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المسئول عن متابعة كل ما يذاع على مختلف القنوات، ثم يتم توجيه إنذار لتلك القناة المخالفة لميثاق الشرف الإعلامى، وبعدها إذا لم تغير القناة من سياستها يتم اتخاذ قرار الغلق كخطوة أخيرة.

مجلة روز اليوسف في

11/06/2011

 

العاملون بقناتى «النيل الإخبارية» و«النيل الدولية» يطالبون بالاستقلال عن قطاع الأخبار

كتب حسام عبد الهادى 

يأتى ملف الأخبار بقطاعه وقنواته ومشاكل أبنائه من ضمن الملفات الكثيرة المكدسة والشائكة أمام اللواء (طارق المهدى) عضو المجلس العسكرى الأعلى والقائم بتسيير أعمال اتحاد الإذاعة والتليفزيون والتى يوليها - هو ومجلس أمناؤه -اهتماما كبيرا نظرا لحساسية هذا القطاع عن دونه من القطاعات الأخرى خاصة فى الظروف الراهنة التى تتسابق فيها القنوات الفضائية المختلفة على تقديم الخدمة الإخبارية بأسلوب يميزها عن غيرها من منظور التنافسية، وجذب أكبر عدد من الجمهور إليها.

«الفصل هو الحل» هذا الشعار الذى رفعه أبناء القناتين «النيل الإخبارية» و«النيل الدولية» من أجل الانفصال عن قطاع الأخبار وليكون لهما استقلاليتهما، وهو مادفع «المهدى» لعقد اجتماع خاص بهما يوم الأربعاء الماضى بقاعة الاجتماعات بالدور التاسع بمبنى «صاد» بماسبيرو.

الاجتماع جاء ضمن سلسلة الاجتماعات اليومية التى يعقدها «المهدى» لإنقاذ ماسبيرو، فى الوقت الذى وصل فيه لحالة من التردى لا مثيل لها، سواء على المستوى المالى أو الإدارى أو المهنى. الاجتماع الذى حضره ما يقرب من 100 من أبناء القناتين استمع فيه «المهدى» إلى شكاواهم وإلى الأسباب التى دفعتهم لاتخاذ قرار الانفصال عن قطاع الأخبار. أبناء القناتين أجمعوا على أن ضرورة الفصل تأتى لرغبتهم فى الإحساس بذواتهم بعد أن ضاع هذا الإحساس نتيجة الاهتمام الزائد ببرامج القطاع الأصلية التى تذاع على القنوات «الأولى» و«الثانية» و«الفضائية» وبأبناء القطاع الأصليين، أكثر من الاهتمام بقناة «النيل الدولية» التى كانت تابعة لقطاع الفضائيات، والتى يشعر أبناؤها بأنهم يتعاملون وكأنهم «درجة تانية»، إلى جانب التعسف الشديد والمعاملة المهنية والمالية والإدارية السيئة التى يعانونها من «ميرفت القفاص» رئيس القناة، والتى عنفها «المهدى» عندما واجهها بسيل الشكاوى المقدم ضدها من أبناء القناة والتى تطالب جميعها برحيلها، فادعت أنها شكاوى فردية، الشكوى الأكبر التى أغضبت «المهدى» من «القفاص» تلك التى صاغها أبناء القناة ضدها واتهموها فيها بأنها حاولت إقصاءهم من برامجهم وتقليص ميزانياتهم وأجورهم عندما حاولت تقليص المدة الزمنية لبرنامج «بانوراما نيوز» وهو البرنامج الرئيسى للقناة ومدته ساعة وتحويله إلى نشرات أخبار وتقليل عدد مذيعيه وميزانيته، فى مقابل عمل برنامج آخر هو «إيجيبت توداى» بالفارق الزمنى والمالى لصالح 3 من محاسيبها وأقربائها يقومون بتقديمه هم «رغدة مسعد أبو ليلة» ابنة شقيقتها، وفى الوقت نفسه ابنة كبير مذيعى قطاع الأخبار «مسعد أبو ليلة»، و«ياسمين القفاص» ابنة أخيها، ومعهما «رحمة زين الدين» ابنة المذيعة «ميرفت محسن» مدير عام البرامج الإخبارية بالقناة، وعندما أثير الجدل حول هذا الخلل المهنى ووصل الأمر إلى «إبراهيم الصياد» رئيس القطاع أوقف تنفيذ البرنامج وأحال الموضوع للتحقيق. أما قناة «النيل الإخبارية» فهم يشعرون بغربة بعد أن انضموا للقطاع منذ عامين بعد أن كانت تبعيتهم لقطاع القنوات المتخصصة، وبعد أن كانوا يعملون بشكل تنافسى مع قطاع الأخبار، أصبحوا مهمشين لا يشعرون بذواتهم، أما فيما يتعلق بالهيكل الإدارى - وهو أكثر ما أغضبهم ودفعهم لطلب الفصل - فهو حرمانهم من الحصول على فرصهم الحقيقية فى الترقى، لأن أى منصب قيادى يخلو يتم تسكين أحد أبناء القطاع الأصليين فيه لأنه الأقدم، فى الوقت الذى يظل فيه أبناء القناتين الدخيلتين - «النيل الإخبارية» و«النيل الدولية» - فى انتظار الدور طبقا لأقدميتهم. موضوع «الفصل» وضع «المهدى» فى مأزق، خاصة أن قناة «النيل الإخبارية» تستعد للإطلاق فى ثوبها الجديد، وبشكل يليق بحجم مصر وبالحجم الذى من المفترض أن يكون عليه إعلامها. موضوع الفصل ليس أمرا هينا، خاصة أن هذا يتطلب إجراءات فى الفصل المالى والإدارى، كما أن الاتجاه السائد الذى ننادى به حاليا فى ماسبيرو هو ضم الكيانات المتشابهة من أجل خدمة أفضل، وهيكلة مالية وإدارية أفضل كضم الكيانات الإنتاجية «قطاع الإنتاج» و«صوت القاهرة» ومعهما «مدينة الإنتاج الإعلامى» رغم أنها كيان مستقل، لكن لابد من البحث عن صيغة للضم من أجل منتج درامى جيد أساسه الكيف وليس الكم «صحيح دلوقتى لا فيه كيف ولا كم» ولكن باعتبار ما سيكون. «المهدى» الذى اعتاد عسكريا على بحث الأمور من كل الجوانب وتقدير الموقف بشكل جيد حتى يكون القرار سليما، وضع الملف بين يدى لجنة تم تشكيلها من مجموعة من أعضاء مجلس الأمناء - الذين حضروا الاجتماع - ضمت كلا من «سكينة فؤاد»، «فريدة الشوباشى»، «د.محمود العزب» و«فاروق شوشة» الذى اعتذر بسبب سفره يوم الخميس الماضى إلى قطر للتكريم - أى ثانى يوم الاجتماع - بالإضافة إلى «سميحة دحروج» رئيس قناة «النيل الإخبارية» سابقا، ومعها مجموعة من العاملين بالقناتين، منهم المخرج «ياسر عبد الحكيم» والمخرج «رضا منصور» والمخرج «رضا شلتوت» والمذيعة «منى سويلم»، على أن تتم دراسة الموقف وكتابة تقرير يتم رفعه للمجلس لدراسة ومناقشة مدى أحقية القناتين فى الفصل، ومدى صلاحية ذلك فى العمل، واتخاذ قرار على ضوئه. الشاعر الكبير «فاروق شوشة» عضو مجلس الأمناء قال: إن السبب الرئيسى فى عملية الفصل - من وجهة نظره - أمور إدارية أكثر منها مهنية أو مالية، وأكد أن الموضوع لو تم حله إداريا وحصل كل صاحب حق على حقه - أتصور - أنه لن يكون هناك داع للفصل، خاصة - والكلام على لسان «شوشة» - أن هناك قيادات سابقة أفسدت جو العمل بين العاملين وفرقت فيما بينهم لصالح أهوائها الشخصية - وقد فهمت من كلامه أنه يقصد «القفاص» وما تحدثه من خلل مهنى وإدارى وإثارة القلق بين العاملين داخل القناة.

مجلة روز اليوسف في

11/06/2011

 

تليفزيون بـلا تأثير

محمد رفعت 

منظمات الصحافة الدولية تنشر تقارير سنوية عن الصحفيين الذين قتلوا أو اختطفوا أو سجنوا أو تعرضوا لمخاطر مختلفة فى مناطق الأحداث الساخنة، ومعظمها يقع فى نطاق ما يسمونه بدول الشرق الأوسط، أوفى دول إسلامية من باكستان إلى أفغانستان ومن الشيشان إلى الصومال، وقد زادت هذه التغطيات والمخاطر مع ربيع الثورات العربية، ومع ذلك فمن النادر أن يقع بصرك على اسم إعلامى أو مراسل مصرى «لا قدر الله» بين أسماء أولئك الصحفيين الذين يعملون تحت أصوات قصف القنابل وطلقات الرصاص، وذلك لأننا نكتفى غالباً بتلقى الأخبار والتقارير المصورة من وكالات الأنباء ومحطات التليفزيون العالمية، ثم نعود لنتهمها بالتحيز وعدم التوازن فى نقل الحقائق وبث الأخبار. وقد حدث بالفعل تطور مهم فى مستوى التغطية التليفزيونية العربية للأحداث المهمة خلال السنوات العشر الأخيرة، وخاصة بعد إطلاق قناة الجزيرة وانفرادها بالساحة لفترة ثم دخول قنوات منافسة لها على الخط مثل العربية ودبى وأبو ظبى، واشتعال المنافسة أكثر وأكثر بتوجه كبرى دول العالم لاطلاق قنوات فضائية إخبارية ناطقة باللغة العربية تقدم الأحداث من وجهة نظرها وتوجه الحوارات والنقاشات فى البرامج إلى الوجهة التى تخدم مصالحها، ففى الوقت الذى تلاحظ فيه هجوما عنيفا على القذافى فى قنوات مثل «فرانس 24» و«البى بى سى» تجد تغطية متوازنة وتحذيرات من تقسيم ليبيا فى قناة مثل «روسيا اليوم»..كل ذلك والتليفزيون والمحطات المصرية بعيدة كل البعد عن هذا السباق وغير قادرة على التأثير أو المنافسة.

وإذا كانت الحجة قبل الثورة هى سطوة الرقابة وانخفاض سقف الحرية، وخاصة فى القنوات الرسمية، فما هى الحجة الآن بعد أن أصبح الاعلام الحكومى ينافس الإعلام الخاص فى درجة السخونة التى قد تصل أحيانا إلى عدم مراعاة الدقة والمهنية والاستعجال الشديد فى إذاعة الأخبار؟!.. ما هى الحجة الآن فى التراجع المستمر لمستوى التليفزيون المصرى، رغم وجود كوادر جيدة وخبرات كبيرة لدينا تختطفها المحطات الأخرى ولا نولى لها نحن القدر الكافى من التقدير والاهتمام؟ وهل يمكن أن يحل تعيين اللواء طارق المهدى هذا اللغز وينجح فى فك شفرة الفتور الواضح الذى يمارس به أهل التليفزيون عملهم؟
وكلنا يعلم كيف يسيطر اليهود على أجهزة الإعلام العالمية، وكيف يستخدمون منذ سنوات طويلة الآلة الإعلامية الجهنمية لتشويه الحقائق ولى ذراع الوقائع والأحداث لخدمة إسرائيل والدفاع عن مواقفها العدوانية، وتبرير ممارساتها الوحشية. لكن قبل أن نتحدث عن التدفق غير المتوازن للأخبار والمعلومات، أو عدم الموضوعية وعدم مراعاة قيم المهنية وفقدان المصداقية والانتقائية الشديدة فى اختيار التقارير التى تنقلها وكالات الأنباء ومحطات التليفزيون الغربية وتسئ لنا ولقضايانا العادلة، يجب أن نعالج أولاً القصور الواضح فى أداء الاذاعات والقنوات المصرية الحكومية والخاصة والضعف الشديد فى مهنيتها ومستوى القائمين عليها بسبب تشبعهم بمناخ القهر والسيطرة الرسمية عليها، وتعودهم على الرقابة الذاتية التى تربوا عليها رغم تغير المفاهيم والأوضاع بطريقة دراماتيكية لم يستطيعوا حتى الآن استيعابها. فهل سيأتى قريبا اليوم الذى نستطيع نحن أيضا فيه أن نقدم برامج جذابة ومادة إعلامية قادرة على المنافسة فى فضاء الفضائيات الفسيح؟ وهل آن الأوان لكى نسوق بضاعتنا فى الداخل والخارج ونحسن التعبير عن سياساتنا ووجهات نظرنا، بدلا من الاكتفاء باتخاذ موقف المدافع عن النفس أو الناقل عن الآخرين..أتمنى.

أكتوبر المصرية في

12/06/2011

 

هبة الأباصيرى: أنا إخوانجية و«ياريت الجماعة تحكم مصر»

نجلاء أبوالنجا 

بدأت المذيعة هبة الأباصيرى فى تغيير جلدها من تقديم برامج المنوعات الخفيفة إلى البرامج ذات الصبغة السياسية والاجتماعية والفنية.. وظهر ذلك بوضوح بعد تقديمها لبرنامجى «كش ملك» و«٣٦٠ درجة» والأخير أعقب ثورة ٢٥ يناير واستضافت خلاله الكثير من الضيوف الذين ثار حولهم جدل أثناء وبعد الثورة مما جعل البعض يؤكد أن البرنامج استثمار لنجاح الثورة.

هبة تقول: لاحظ الكثيرون أنى تحولت فجأة من مذيعة برامج خفيفة لمذيعة برامج شاملة وسياسية بعد انضمامى لتليفزيون الحياة لكن الحقيقة أنى بدأت منذ فترة فى تغيير نفسى لأصبح مذيعة شاملة بعيدا عن حصار البرامج الترفيهية فالمذيعة يجب أن تكون قادرة على تقديم كل البرامج ومن العيب أن تفرح بالتصنيف لأن هذا يدل على قصور فى إمكانياتها.. وتضيف هبة: أما بخصوص برنامج ٣٦٠ درجة فليس صحيحا أنه استثمار للثورة رغم أن هذا أيضا ليس اتهاما.

وقد كانت فكرة البرنامج معدة منذ فترة ونستعد لتنفيذها فى شهر مايو لكن بعد قيام الثورة طغت الأحداث السياسية على كل شىء وكان من الطبيعى ان تتناول كل البرامج أحداث الثورة ونجومها من السياسيين وأصحاب وجهات النظر المختلفة، لذلك تم تقديم موعد البرنامج لشهر مارس.

وأعتقد أن البرنامج قوبل بتركيز كبير من الجمهور لأن الظروف خدمتنا وخدمت غيرنا حيث أصبحت الشاشة الصغيرة ملجأ المشاهد يستقى منها معلوماته ويسمع من خلالها لوجهات النظر المختلفة.. وقد خدمت الظروف بعض الإعلاميين وأدت إلى انتشارهم وارتباط الناس بهم لأنهم بحثوا عن وجوه غير ملوثة بالنفاق.

وتعترف هبة بأن هناك من هاجم البرنامج لاستضافته بعض المتصدرين للقوائم السوداء مثل طلعت زكريا وسيد على.. وقالت: أنا مؤمنة بدور الإعلام فى إظهار الحقيقة كاملة فإذا كان الناس يرون جزءا من الحقيقة فلماذا لا يسمعون الجزء الآخر منها لتكون هناك رؤية شاملة «٣٦٠» درجة تكشف كل الأبعاد وهذه هى فكرة البرنامج الأصلية لذلك فعندما استضفت أشخاصاً ضمن القوائم السوداء لم أسع لتبييض ساحتهم لكننى عرضت لكل وجهات النظر المختلفة وتركت الحكم فى النهاية للجمهور ينصفهم أو يعاقبهم، يراهم منافقين أو مظلومين.. هذا ليس شأنى على الإطلاق.

ومثلا قدمت حلقة أثارت جدلاً كبيراً جدا وهى حلقة الدكتورة لميس جابر وفوجئت بهجوم شرس جدا لأنها قالت إن الثورة قامت من أجل إنهاء عصر الديكتاتورية البائد للرئيس المخلوع لكن للأسف أصبح هناك بعد الثورة ١٠٠ ديكتاتور يرفضون الرأى الآخر أو المعارض وهذا ضد مبدأ الثورة الأساسى.

هبة نفت ما قيل عن تردد بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى حضور البرنامج لأنها مذيعة غير محجبة.. وقالت هذا كلام لا أساس له من الصحة فصحيح أنا غير محجبة لكنى ملتزمة بما يتناسب مع المجتمع المصرى وملابسى ليس بها أى خروج عن اللياقة.

وقد يكون لبعض الإخوان أو الشيوخ موقف من المذيعات غير المحجبات لكن لم يحدث أى موقف سلبى معى بالعكس فقد استضفت فى عدة حلقات شخصيات عديدة من قيادات الإخوان وكانوا فى غاية التفهم والذوق وكانت الحلقات من أجمل ما يكون..

وأعلنها بصراحة ولأول مرة «أنى إخوانجية مية فى المية» فأنا متحيزة جدا لجماعة الإخوان المسلمين وإذا كانت المبادئ التى يعلنونها هى المنهج الذى سيتم تطبيقه والقائم على الحكم المدنى والحرية والعدالة الاجتماعية واحترام اختلاف الأديان والديمقراطية كل ذلك فى إطار مرجعية إسلامية.. فأنا أول المؤيدين لتولى الإخوان الحكم لنكرر تجربة تركيا فى حكم الإخوان.

وأخيرا قالت هبة عن التليفزيون المصرى الذى عملت فيه لفترة إن أهم عيوبه هو الروتين الذى يحول المذيع إلى مجرد موظف ويفرض عقبات على عمله تؤدى للإحباط.. وهناك حالة من التخبط تحدث الآن رغم وجود كفاءات لا يستهان بها.

وأتمنى أن يتم اجتياز كل ذلك ليكون تليفزيون مصر أهم شاشة لأنه يعبر عن دولة مهمة جدا.

المصري اليوم في

12/06/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)