حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"إمبراطورة الإعلام" حطمت الأرقام القياسية على مدار ربع قرن

أوبرا وينفري تودع الشاشة

إعداد: عبير حسين

حاورت خلالها 28 ألف ضيف من مشاهير ونجوم السياسة والموسيقا والسينما، وجعلت من برنامجها “أوبرا وينفري شو” حالة شديدة الخصوصية، فهو البرنامج الوحيد بالعالم الذي أسس لإمبراطورية إعلامية كبرى تضم شبكة تليفزيونية “أون” يشاهدها 80 مليون منزل أمريكي، ومحطة إذاعية، ومجلة “أو”، إضافة إلى شركة إنتاج ضخمة “هاربو”، إلى جانب منظمتين للأعمال الخيرية، ومكنتها مما يمكن أن نطلق عليه “الخلطة السحرية للنفوذ” التي جعلتها الشخصية الأكثر حضوراً على قائمتي مجلتي “التايم” و”الفوربس” السنوية لأكثر الشخصيات تأثيراً على مستوى العالم، ورفعت ثروتها لتصل إلى 3 مليارات دولار .

على مدى 25 عاماً سلط البرنامج الضوء على العديد من الموضوعات الاجتماعية والنفسية والفنية والثقافية، أضافت إليها وينفري الكثير بشخصيتها القوية القادرة على مخاطبة الناس بشتى خلفياتهم العرقية، ومستوياتهم الفكرية، ولم تقف حدود الابتكار والإبداع في برنامجها عند حدود النجاح الساحق الذي كانت تحققه كل موسم، بل كانت سمتها الرئيسة دوماً البحث عن الجديد والأفضل، وإليها يرجع الفضل في إضافة فقرات منوعة مختلفة عن الطهي، وقواعد التغذية الصحية، والموضة والأزياء، وهو أمر جديد لم تشهده قبلها البرامج الحوارية اليومية، وقدمته بنفس أهمية الموضوعات المجتمعية الأخرى، وحرصت دوماً على أن يكون برنامجها نموذجاً للحوار المتحضر المتواصل مع التشويق المستمر، وهو أحد أسرار خلطتها الناجحة للاستمرار طوال ربع قرن في عالم الإعلام الصعب الذي تزداد المنافسة فيه عاماً بعد عام .

لا يستطيع أحد إغفال الدور الكبير الذي قدمه فريق عمل البرنامج وكان سبباً رئيساً للاستمرار والنجاح طوال هذه السنوات، رغم تغيير وتبديل عناصره، وهو ما حرصت وينفري دوماً على الإشارة إليه، والتأكيد أنها جزء من منظومة أكبر تعمل من أجل تقديم الأفضل للمشاهد . لكن تبقى الحقيقة الساطعة في أن “إرداة وينفري، وعقليتها وشخصيتها” كانت هي “مفتاح الإبهار” الذي جذب الملايين لمتابعة البرنامج عاماً تلو الآخر، نجحت خلاله في تكوين “كاريزما” خاصة، فاقت بكثير من الأحيان كاريزما سياسيين أو حتى نجوم هوليوود الذين تحتفظ أوبرا مع الأغلبية العظمى منهم بعلاقات وطيدة، واستضافت جلهم في برنامجها، وكانت “واعية” دوماً للحدود الفاصلة بين صداقتها الشخصية، ومهنتها أمام الكاميرا عند الحديث مع أي منهم .

رغم أن أوبرا تنوي التفرغ لإدارة شبكتها التلفزيونية الجديدة التي أطلقتها مطلع العام الجاري، وبلغت استثماراتها فيها أكثر من 215 مليون دولار، فإنها لا تعتزم الظهور على شاشتها، أو تقديم أية برامج بها، وهذا ما يجعل الملايين من جمهورها، وخاصة في أمريكا يبحثون عن البديل القادر على ملء الفراغ الذي تركته، بنفس موعد بث برنامجها في الرابعة عصراً، ولا يبدو حتى الآن أن هناك برنامجاً قادراً على جذب جمهور أوبرا، أو نسبة قليلة منه، ولن يتمكن أي مذيع غيرها من الوصول إلى رقمها الصعب، عندما حققت الحلقة التي سجلتها مع نجم البوب الراحل مايكل جاكسون عام ،1993 في مزرعته بنفرلاند، أعلى نسبة مشاهدة في التاريخ بلغت 100 مليون مشاهد حول العالم .

حرصت وينفري على إنهاء مشوارها الطويل، بموسم “وداع” جاء “مميزاً” إعلامياً، قدمت خلاله أكثر من سياسي وفني، عبر موضوعات مثيرة للجدل تناولتها بكل حيادية، وبلا سقف لحرية التعبير، وتمكنت خلال الحلقات الأخيرة من إضافة عشرات الملايين إلى ثروتها، بسبب الإعلانات التي ارتفع ثمن الثانية الواحدة من المادة الدعائية بها إلى مليون دولار، وخاصة الحلقات الثلاث الأخيرة التي ضمت صفوة نجوم هوليوود مثل توم هانكس، توم كروز، كيت هولمز، بيونسيه، مادونا، جيمي فوكس، ستيفي وندر، هالي بيري، كوين لطيفة، ويل سميث، وغيرهم الكثير .

تأتي على قائمة أفضل حلقات الوداع، حلقتها مع الرئيس السابق جورج بوش الابن، الذي أعلن ندمه على قرار غزو العراق، مبرراً ذلك بخطأ المعلومات الاستخباراتية التي أكدت  بحسب قوله  امتلاك الرئيس السابق صدام حسين لأسلحة دمار شامل، واستطاعت وينفري بذكائها ودهائها انتزاع أفضل اعترافاته أمام ملايين المشاهدين عندما قال إنه يشعر بالألم و”الاشمئزاز” مما فعله بالعراق . ثم الحلقة التي استضافت بها أحد أحفاد أكبر ملاك العبيد عام 1800 جنباً إلى جنب مع أحد أحفاد العبيد الذين امتلكهم وطلب الأول السماح من الأخير .

كما قدمت حلقة متميزة، هزت مشاعر الملايين عندما حاورت أماً أمريكية حاول ابنها ذو السبع سنوات قتلها، حاكية معاناتها معه منذ سنوات عمره الأولى عندما لاحظت عنفه ونوبات غضبه الشديد .

وبكل شجاعة وفي وقت بالغ الحساسية، استضافت أوبرا السياسي الأمريكي والناقد ومقدم برنامج “ذا دايلي شو” جون ستيوارت، الذي دافع عن قضية انقسم حيالها المجتمع الأمريكي العام الماضي، وهي بناء مسجد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، ورفض ستيوارت فكرة ربط الإرهاب بالدين .

أما أفضل الحلقات الترفيهية، فكانت تلك التي جمعت بها طاقم عمل الفيلم الشهير “اللون الأرجواني” THE COLOR PURPLE، وهو أول ظهور سينمائي لوينفري عام ،1985 ومن إخراج ستيفن سبيلبيرج، ورشحت عن دور صوفيا فيه لجائزة الغولدن غلوب، وكانت حلقة “نموذجاً” جمعت بين الذكريات، وإثارة قضايا جادة حول أوضاع الأمريكيين من أصول إفريقية، وحفل بكثير من المفاجآت والكوميديا التي فجرتها النجمة ووبي غولدبيرغ، وسجلت الحلقة نسب مشاهدة عالية .

لم يخل موسم “الوداع” من الإبهار، عندما اصطحبت وينفري أكثر من 300 من جمهورها، تم اختيارهم بعناية بعد مشاركتهم في حلقات سابقة، على رحلة الأحلام إلى أستراليا، حيث قدمت حلقات مميزة من ميناء سيدني، وأوبرا سيدني الشهيرة شاركها بها أشهر النجوم الأستراليين مثل نيكول كيدمان وزوجها كيث أوربان، وهيوجاكمان .

كان الحصول على أفضل الأفكار لحلقات موسم الوداع عامل “تحد آخر” لوينفري وفريق عملها، زاد من صعوبته، ليس فقط أهميته، ولكن عدد الحلقات المفترض بثها على مدار خمسة أيام من كل أسبوع لمدة عام كامل . لذا بجانب الحلقات المدرجة على جدول أعمال البرنامج المتفق عليه، ارتأت وينفري تقديم حلقات “خلف الكواليس”، وهدفت من ذلك إلى عدة أهداف منها الاعتراف بفضل وجميل فريق عملها المثابر من إعداد ومنتجين وفنيين ومصورين وإخراج، وهي مناسبة لتعريف الجمهور بالمجهود الذي يبذل حتى تخرج الحلقة بالمستوى اللائق، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى استكمال باقي أجزاء قضايا أثارتها قبل سنين، ورغبت  بطريقة سينمائية  استرجاع الحدث، ثم التعرف إلى ما آلت إليه التطورات بالوقت الحاضر، ولعل من أهم هذه الحلقات هي المسجلة مع جاكلين جاكسون والدة ملك البوب الراحل مايكل جاكسون، ووالده وأبنائه، والتحدث معها للمرة الأولى عن آرائها في حياة ابنها المثيرة للجدل، وطريقة تربية أبنائها، وكيفية اعتنائها بأبناء جاكسون، والتعامل مع الدعاوى القضائية المرفوعة ضد طبيبه، وكيف يتعامل أبناؤه مع الشائعات المثارة حول والدهم حياً وميتاً، وهي من الحلقات التي حققت نسب مشاهدة عالية بلغت أكثر من 450 مليون مشاهد حول العالم وقت بثها . وواجهت الفكرة في بدايتها معارضة من فريق الإنتاج، وخاصة شيري سالاتا المنتج المنفذ للبرنامج خلال السنوات الخمس الأخيرة، معللة ذلك بأن هذه الكواليس بها كثير من الخصوصية في علاقة أوبرا بضيوفها من ناحية، وبفريق العمل من ناحية أخرى، ومن الممكن أن تحدث ردة فعل سلبية، إلا أن أوبرا اختارت بحذر شديد الموضوعات، واللقطات التي عرضت على الجمهور، منها كواليس حلقات الرحلة إلى أستراليا، والتي رصدت انفعالاً غير طبيعي لوينفري عندما اضطرت إلى الانتظار بصحبة جمهورها، أكثر من 30 دقيقة على جسر ميناء سيدني، حتى ينتهي طاقم التصوير من تثبيت الكاميرات بالمروحيات، التي كانت تجوب السماء للتصوير، وهو من الأمور التي من المفترض التأكد من الانتهاء منها قبل وصولها إلى موقع التصوير .

كما لم تتردد وينفري في بث بعض جلسات النقاشات والحوارات في مكتبها، أظهرت بمعظمها جانباً آخر من شخصية أوبرا غير الظاهرة على الشاشة، منها مثلاً نعتها ليزا هورين المشرفة على الإنتاج “بالواهمة” عند طرحها فكرة لم ترق لأوبرا، وآخر توبخ فيه أوبرا ليزلي غريسنان من فريق الإخراج لتجاوز الحلقة التي تم تصويرها مع النجمة غولدي هون المدة المقررة بأكثر من 27 دقيقة، وهو أمر وصفته “بالكارثة”، وبهذه المشاهد تأكدت شخصية وينفري الصارمة والجادة عند الحديث عن أمور العمل .

بعد أن ترجلت أوبرا من أمام الشاشة الصغيرة، ينتظرها جمهورها الكبير في مجال آخر لطالما حلمت باقتحامه، وهو العمل المسرحي، حيث تفكر حالياً في خوض تجربة العمل على أحد مسارح برودواي بمدينة نيويورك، وهو ما أخفقت به العام الماضي عندما حاولت الظهور في مسرحية “FENCES” للنجم الكبير دينزل واشنطون الذي حصل عن أدائه فيها على جائزة توني المسرحية كأفضل ممثل، لكنها واجهت كثيراً من الصعوبات في نقل مواقع تصوير برنامجها اليومي من شيكاغو إلى نيويورك، أدت إلى عدم ظهورها بها .

ورغم إعلان وينفري أنها ستتفرغ لإدارة شبكتها التلفزيونية الجديدة، فإن الجميع يتوقع أنه مازال في جعبتها الكثير لتقدمه، وتحديات أخرى كبيرة تطمح إلى كسرها .

مظهر أوبرا من أهم “أدواتها”

احتل “ستايل” أوبرا وينفري مرتبة متقدمة في رسم ملامح شخصيتها، وجاذبيتها على الشاشة، خاصة مع ظهورها المستمر على الشاشة خمس مرات أسبوعياً لمدة 25 عاماً، وتمتعت بالذكاء الكافي لتوظيف ملابسها وطريقة تصفيف شعرها، بحسب كل موضوع ستناقشه، وأثبتت أن الأناقة لا تتوقف عند “جمال الشكل والملامح”، واعتمدت أوبرا في بداية عملها الإعلامي على ذوقها الخاص، في اختيار الملابس والألوان، حيث لم تكن وظيفة “ستايلست النجوم” معروفة، وبعد انتشارها تعاونت مع أكثر من شخص، آخرهم آدام غلاسمان، الذي أشار في أحدث عدد من مجلة “أو” لمدى صعوبة المهمة التي كانت منوطة به، بخاصة في أوقات مهمة مثل لقاء أوبرا والرئيس أوباما، أو عند اختيارها للظهور على غلاف المجلة مع زوجته “ميشيل”، أو عند إجرائها حواراً مع ليون تالي كبير محرري مجلة “فوغ”، أو في الحلقة التي أعلنت بها رغبتها في إنهاء البرنامج، لكنه أكد أن وينفري لديها ذوقها الخاص المائل للبساطة دوماً، وأنها لم تعترض يوماً على الأزياء المختارة، على الرغم من شعورها بعدم الارتياح في بعضها، ومنها مثلاً ارتداؤها بإحدى الحلقات منتصف الثمانينيات بدلة حمراء أكتافها ممتلئة، مع ماكياج لامع، وبعد انتهاء التصوير أخبرت الجميع بأنها كانت منزعجة للغاية من مظهرها، ومؤخراً عندما ارتدت تنورة برتقالية واسعة في إحدى حفلات أوبرا سيدني بالهواء الطلق، فبدت وكأنها “منطاد هوائي”، ومما زاد الأمور سوءاً ظهورها بجوار النجمة نيكول كيدمان بأناقتها المعهودة وقوامها الممشوق .

أرقام وحقائق

1- بلغ عدد الرسائل الإلكترونية التي تلقاها البرنامج في العقد الأخير 20 مليون رسالة .

2- متوسط عدد الضيوف منذ انطلاق البرنامج وحتى نهايته 28 ألف ضيف منهم 5 رؤساء أمريكيين وزوجاتهم، و7 أمراء و6 أميرات، ومن أكثر ضيوفها ظهوراً معها د . فيل 118 مرة، د . أوز 62 مرة، ناتي بيركس 51 مرة .

3- عدد المدارس التي تكفلت ببنائها شبكة ملائكة أوبرا 55 مدرسة في 12 دولة .

4- أكبر عدد من الضيوف في حلقة واحدة كان 176 في سبتمبر/ أيلول 2008 حين استضافت الفرق الأمريكية الحائزة ميداليات أولمبية بدورة ألعاب بكين العام نفسه .

5- عدد السيارات المهداة للجمهور 570 سيارة .

6- أصعب الحلقات التي سببت ضغطاً عصبياً على أوبرا:

** 1994 حفلة عيد ميلادها الأربعين .

** 1996 حلقة بعنوان “لا أحد يعرف أنني مشرد” .

** 2005 حلقة عن إعصار كاترينا وحوارها مع عمدة نيوأورليانز راي ناجين .

** 2007 حلقة مع أطفال ضحايا الطلاق .

** 2009 حلقة مع مساجين خطرين تحدثوا كيف غيرت علاقاتهم بالحيوانات الأليفة من سلوكياتهم العدوانية .

من أفضل الكلمات المهداة إلى أوبرا

تحدثت المغنية بيونسيه في الحلقات الأخيرة من موسم الوداع الصاخب، فكانت أفضل من تحدث عن أوبرا ملخصة مشوارها الإعلامي، فقالت: “أوبرا وينفري بسببك ارتقت نساء في كل مكان إلى مستوى جديد من التفهم لطبيعتنا، وما نحن عليه، والأهم من ذلك ما الذي يمكن أن نكون عليه” .

الخليج الإماراتية في

01/06/2011

 

كل جزء يمثل نافذة على حدث

أكثر من "قناة" في شاشة واحدة

تحقيق: أحمد مصطفى

مع تسارع وتيرة الأحداث في العالم، وخاصة العالم العربي، دأبت كثير من الفضائيات، خصوصاً الإخبارية، على تقسيم شاشتها لنوافذ عدة خلال البث المباشر للأخبار لملاحقة ما يحدث في كثير من البلدان في وقت واحد . يمكن مثلاً على شاشة واحدة مشاهدة مظاهرة في دولة عربية وتداعيات زلازل في اليابان وكارثة في بلد آخر، وربما يحدث ذلك في وقت واحد فتضطر بعض القنوات لتقديم أخبارها بهذا الشكل من دون التدخل في صياغة أي مادة خبرية حيث تتحدث الصورة بنفسها .

خبراء الإعلام يرون أن ذلك يأتي على حساب الخبر وطريقة تقديمه، في حين يرى آخرون أن الصورة بألف كلمة وبالتالي تتركها القناة تتحدث عن نفسها من خلال نقلها بالشكل المباشر وعلى المشاهد أن يتابع ما يريد في آن واحد، لافتين إلى أن ذلك لا يحدث إلا مع تتابع وتزايد الأحداث في وقت واحد ويفرض على أي قناة إخبارية أن تقدم البث المباشر لما يحدث في كل هذه الأماكن بالتزامن .

ويؤكدون أن ذلك من شأنه إثارة عقل المشاهد لمتابعة مزيد من الأخبار في وقت واحد وهو ما يجعله يمكث أمام القناة الإخبارية لفترات طويلة قد تصل إلى أكثر من 5 ساعات يومياً .

د . صادق الحمامي، أستاذ الإعلام بجامعة الشارقة، يقول إن بعض القنوات الإخبارية أصبحت تبالغ في معنى البث المباشر من خلال العمل على بث أكثر من حدث في وقت واحد على حساب تحليل المادة الإخبارية والنص العادي الذي يبحث عنه المشاهد .

ويضيف: هذا الجانب هو نتاج لاهتمام كثير من القنوات الإخبارية بتقديم الحدث المباشر والاهتمام بالصورة من دون التحليل، ما جعل بعض الأحداث أحداثاً “فرجوية” أي للمشاهدة فقط والنظر إلى ما يحدث من دون تحليل أو إبداء رأي، خاصة أن هذا الشكل لا يجعل المشاهد يمل لأنه يعتمد على إثارته وجذبه للأحداث .

وعلى سبيل المثال، كما يقول د . الحمامي، فإن قناة الجزيرة كانت من أكثر القنوات الإخبارية التي اتبعت مثل هذا الأسلوب وأصبحت كأنها غرفة عمليات مجهزة وقت الحرب تعمل على معرفة ما يحدث في كل الجبهات في وقت واحد وبشكل مستمر ومباشر .

ويضيف: من شأن ذلك إثارة عقل المشاهد وجعله يمكث لفترات طويلة أمام شاشة القناة من أجل متابعة الأحداث، لكن إذا قررت القناة فعل ذلك لفترات طويلة بالتأكيد ستحدث حالة من الملل للمشاهد ويبتعد عن معرفة تفاصيل كثير من التطورات .

طاهر بركة مذيع قناة “العربية” يرى أن مسألة تقسيم الشاشة إلى نوافذ صغيرة أمر فرضته سرعة الأحداث ورغبة أي قناة إخبارية في متابعة الأحداث بشكل سريع، والمنافسة الشرسة مع بقية القنوات في تقديم مادة إخبارية حية من دون الانتظار لتتابع الأحداث .

ويؤكد أن ذلك لا يجعل المشاهد ينتقل إلى محطة إخبارية أخرى . ويضيف: هذا لا يعوق عملي كمذيع ولا يؤثر في الأداء رغم أنه هذا العمل والتواصل مع أكثر من مراسل في آن واحد يتطلبان تركيزاً سريعاً من أجل التنسيق وترتيب أولوية نقل الحدث وتنوع الأسئلة .

د . محمد الأمين، أستاذ الإعلام في جامعة الشارقة، يؤكد أن معظم القنوات التي تبث بهذا الشكل لا بد أن تكون وراءها أجندة معينة تسعى من خلالها إلى فرض وجهة نظر تتبناها وهو ما يظهر من خلال شاشة الجزيرة دائماً . على حد قوله .

ويوضح الأمين أن الأحداث الكبرى تاريخياً لا تتكرر تباعاً، وأن الوقت الحالي يمثل حقبة تاريخية تشهد كثيراً من الأحداث المتتالية والتي فرضت على معظم القنوات الإخبارية أن تتنازل عن جودة المادة المقدمة على أساس تقديم صورة حية ومباشرة .

ويضيف: المنافسة الشرسة بين الفضائيات الإخبارية ووسائل الإعلام الجديد مثل الهاتف المتحرك جعلت كثيراً من القنوات الإخبارية تتسارع من أجل تقديم البث المباشر حتى ولو على حساب مضمون المادة أو جودة الصورة المنقولة في ظل منع السلطات في بعض الدول العربية وسائل الإعلام من تغطية الأحداث .

ويوضح د . الأمين أن زوايا الصورة الملتقطة عبر البث المباشر والمقسم لشاشة التلفزيون في كثير من الأحداث لا تخرج الصورة بالشكل الجيد أو تغطي كل المكان الذي يتم تصويره وبالتالي توجد نوعاً من التنافر لدى المشاهد .

ويشير إلى أن كل محطة فضائية تسعى دائماً ليكون لها أرشيف مصور من الأحداث اليومية العادية فما بالنا بهذه الأحداث الهامة التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، لذا تضطر معظم القنوات لتقسيم شاشاتها لنوافذ صغيرة من أجل اللحاق بالأحداث وحفظها أيضاً كمادة مصورة خاصة بها في أرشيف القناة .

د . محمد الأمين يرى أن سياسة كل قناة تجعلها ترى أهمية الأحداث كيفما تشاء وبالتالي تقرر بثها بهذه الصورة في حال وقوع أكثر من حدث في آن واحد وفي أكثر من بلد، وهذا لا يعيبها، لأن المشاهد أصبح على وعي تام ويعرف ماذا يريد أن يشاهد وفي أي وقت .

أيمن إبراهيم، مذيع ومقدم نشرات الأخبار بتلفزيون دبي، يوضح أن تقسيم شاشات القناة يطلق عليه “فوربوكس” وهو الشكل الذي يساعد على نقل الصورة بشكل أوضح للمشاهد في ظل تزايد وتسارع الأحداث بشكل يجعل القناة تفعل ذلك مضطرة .

ويضيف: الأحداث الأخيرة التي وقعت في العالم العربي زادت رغبة الفضائيات في متابعتها بشكل فوري وحصري ولم يتح ذلك إلا من خلال الصورة المباشرة والحية خاصة أن الصورة التلفزيونية أشد تأثيراً من أي شيء آخر .

ويوضح أن تقسيم الصورة التلفزيونية لا يمكن أن يشتت عقل المشاهد، وإلا  لما لجأت إليها القنوات من أجل إبراز المحتوى وتقديم خدمة إخبارية مميزة للمشاهد، كما أن لغة الصورة بألف كلمة ويمكن لها أن تعبر عن كثير من الكلمات التي يكتبها محرر الخبر .

ويتابع: الصورة الحية والمباشرة في هذا الوقت أفضل بكثير من نقل الخبر بلقطات غير حية، ورغم ذلك لا يمكن استخدام هذا الأسلوب لتغطية الأحداث كافة، لكن في وقت الأحداث التي تستحق ذلك فقط .

وحول تنفيذ هذه العملية من الجانب التقني يقول إبراهيم: تنفيذ هذا الأمر من الجانب التقني ليس بالصعب مقابل أنه بحاجة إلى شكل حرفي أكبر وخبرة وإتقان في تنفيذه حتى يخرج بشكل مميز .

المخرج التلفزيوني خالد سالم يرى أن تقسيم شاشة القنوات الإخبارية من شأنه أن يعطي أهمية كبرى للأحداث التي تنقلها المحطة الإخبارية وذلك لأنها تقسم الشاشة بشكل يجعل المشاهد يشعر كأنه في قلب كل هذه الأحداث في آن واحد ويمكن أن ينتقل من حدث لآخر بطرفة عين .

ويضيف: تنفيذ هذا الأمر من جانب الإخراج أمر في غاية السهولة،  وهو بالأساس كثيراً ما يحدث عند وجود أكثر من ضيف في برامج أي قناة، فإذا كانت القناة مثلاً تبث من دبي وتتحدث مع ضيف من لندن أو الولايات المتحدة الأمريكية فمن خلال الأقمار الاصطناعية يمكن نقل الضيفين إضافة إلى مقدم البرنامج في آن واحد من دون مشكلات .

ويرى أن المشاهد أصبح يبحث عن المكان الذي يقدم له متابعة الحدث بشكل عاجل وفوري من دون الانتظار إلى نشرات الأخبار وهو ما تقدمه بالفعل القنوات الإخبارية .

الخليج الإماراتية في

01/06/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)