حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هالة سرحان :

أنس الفقي هددني.. والشريف عنفني بسبب هيكل

كتب وائل لطفى

عادت الإعلامية الكبيرة هالة سرحان إلي مصر بعد سنوات من الغياب، غياب هالة كان علي خلفية قضية شهيرة لم تكن أصابع السلطة بعيدة عنها، هالة سرحان التي أنهت الثورة سنواتها في المنفي لديها الكثير لتقوله حول ما حدث معها، وكيف أنه كان نتيجة غضب (الكبار) في العصر البائد عليها، هالة تقول إن الثورة انتقمت لها ممن ظلموها، وتستعد للعودة إلي الساحة الإعلامية بقوة بعد أن انتهت السنوات التي كانت ممنوعة فيها من الظهور.

هالة سرحان التي كانت أول من أطلق برنامج توك شو عربيا.. لا تتوقف عن إثارة الجدل، ويحسب لها أنها أول من مدت الجسور بين الصحافة والعمل التليفزيوني وأنها ساعدت في ظهور العشرات من الكوادر الإعلامية التي تملأ الساحة الآن، وقد سعيت لمحاورتها إدراكا لأهمية تجربتها الإعلامية بشكل عام ولتجربتها الأخيرة مع النظام السابق بشكل خاص.

         كيف ترين المشهد في مصر بعد سنوات من الغياب الاضطراري؟

- أنا علي عكس الكثيرين متفائلة للغاية، وأريد أن أقول إنني بمجرد نزولي من الطائرة شممت رائحة غير مسبوقة هي رائحة العزة والكرامة! كان هناك إحساس جديد أحسسته وهو أن المصريين استعادوا كرامتهم التي كانت مهروسة تحت أقدام جحافل الفساد، واكتشفت أنه كان هناك شعور جماعي بالانكسار لدي المصريين قبل الثورة لكنه اختفي تماما الآن.

         ما سر الثورة؟

- طوال عمري كنت مؤمنة أن مصر فيها طاقة سرية كامنة، أنا مازلت متأثرة جدا من مشهد الشاب الذي كان يواجه المدرعة بمفرده وكيف كان يسير نحو الموت بثبات وثقة وكأنه ذاهب إلي السينما، أنا كنت أدرس حركة ممثل ومن مشية هذا الشاب أري كيف كان يسير بثبات وتؤدة ورأسه مرفوع، بينما قائد المدرعة يسير نحوه حتي ألصق صدره بالمدرعة، أنا حتي الآن أتمني أن أعرف من هو هذا الشاب لأنه هو وزملاءه هم الذين أهدونا العزة والكرامة التي حدثتك عنها، وأنا أريد أن أقول للذين يتباكون علي أيام مبارك أن مصر خلال الثلاثين عاما الماضية كانت تشبه علبة الشيكولاتة ذات الغلاف الفاخر، ولكنك عندما تفتحها تكتشف أنها مليئة بالدود، ونحن الآن نجري عملية تطهير لجرح مملوء بالصديد، لذلك يمكن أن نري بعض الآثار الجانبية.

         قيل إن السيدة سوزان مبارك كانت وراء خروجك من مصر بهذه الطريقة، كيف تشعرين الآن وأنت تقرئين الأخبار في الصحف؟

- طوال السنوات الماضية لم أتوقف عن الدعاء علي من ظلمني وكنت أردد «حسبي الله ونعم الوكيل»، لكن هذا لايعني أنني أشعر بالشماتة لأني أومن بأن مشاعر مثل الانتقام والغل تعطي الإنسان طاقة سلبية ولا تجعله يكمل مشواره في الحياة، وبالتأكيد فإن رءوس الفساد في النظام السابق ظلمتني، ولكن الثورة المصرية كانت بالنسبة لي رد اعتبار، وسقوط هؤلاء الناس كان آية من آيات الله رأيتها تتجسد أمامي، وأحسست أن حريتي وكرامتي عادت لي مع ملايين المصريين، إحساسي بالعدالة الإلهية لم يترك لي الفرصة لأشعر بالشماتة ومن الأساس كان لدي يقين أن الناس ستعرف الحقيقة في يوم من الأيام.

أداؤك

         الحقيقة أن أدائك الإعلامي اتسم بالمشاغبة رغم أنك لم تكوني معارضة في يوم من الأيام، ولكن دائما كانت لك مشاكل سياسية؟

- أنا لست مناضلة سياسية، ولا مناضلة من الأساس، أنا كنت أؤدي دوري المحايد في أن أنقل للناس الحقيقة، فكان هذا يغضب السلطة لأني أستضيف أناسا من أقصي اليمين وأقصي اليسار والإخوان المسلمين الذين كنت أول من استضافهم علي شاشة مصرية، كل الممنوعين من الظهور في الإعلام الرسمي ظهروا عندي، أنا استضفت سبعة آلاف شخصية علي الشاشة للعالم العربي الذي رأي رموز مصر كلها من خلال برامجي، ثم يأتي من يقول لك هالة تستضيف فنانين، نعم، ولكن أنا أيضا حولت السينما إلي سياسة وتناولت كل القضايا والعلاقات الاجتماعية وقدمت حلقات عن المبيدات المسرطنة والقطار المحترق وغيرها عشرات الموضوعات، والحقيقة بدون ادعاء أن ما كنت أقدمه لم يكن يرضي السلطة، وفي البداية كنت أقدم في قناة مشفرة هي الإيه آر تي وكانوا يقولون (موش) مهم لا أحد يشعر بها، ولكن عندما انتقلت لدريم كأول قناة مصرية خاصة ومفتوحة، ثم تلتها روتانا زاد انزعاج السلطة أكثر وأكثر.

         في دريم واجهت مشاكل انتهت بخروجك، هل كان للسلطة علاقة بها؟

- ما حدث أنني كنت أقدم حلقات عن الخطاب الديني والطائفية والفساد والتوريث أيضا، وعندما وافق الأستاذ هيكل أن يظهر في دريم كانت هذه فكرة بيني وبين د.أحمد بهجت والمهندس أسامة الشيخ، كنا نريد إعادة الأستاذ هيكل وكان صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها يترك لنا الحبل، وكان حين تحدث مشكلة يستدعيني ليؤنبني، واستدعيت للنيابة عندما استضفت الوزيرة السابقة حكمت أبوزيد، وعندما قدمت سلسلة حلقات بعنوان كيف تصنع متطرفاً؟

وذهبت للندن وصورت مع قادة التطرف، واستدعوني في أمن الدولة، ولم تذع الحلقات. ثم جاءت محاضرة الجامعة الأمريكية للأستاذ هيكل والتي تم فيها فتح ملف التوريث لأول مرة والاعتراض علي التوريث، كانت محاضرة عبقرية وصف فيها الوضع في مصر وقال إذا حدث التوريث فهذا المعبد الشاهق سينهار في يوم من الأيام، أخذت الشرائط وأذعتها بدون مونتاج ودون حذف كلمة وأذيعت ثلاث مرات من التاسعة مساء حتي الثالثة ظهراً وكان يوم إجازة فلم يشعروا بالمحاضرة، وفي المساء أتيت بضيوف ليناقشوا محاضرة هيكل وفي الاستوديو جاءني اتصال يطلب عدم إذاعة البرنامج ويستدعيني لمكتب صفوت الشريف، وبالطبع لم أذع المحاضرة مرة أخري وذهبت فعلا لمكتب صفوت الشريف الذي أنبني بشدة وقال لي إلا مؤسسة الرئاسة لا تمس، وعنفني ولكن قال لي ارجعي الاستوديو، وفي اليوم التالي وجدت حملة في صحف المعارضة تتهمني بأنني قدمت حلقة عن «العادة السرية»، في حين أن الحلقة كانت قد أذيعت منذ ست شهور والحلقة في الأساس كانت عن البطالة، وبالطبع د.بهجت مالك القناة دفع الثمن معي وأنا تعرضت لحملات تشويه، وقدمت حلقة عن الخطاب الديني وأدعو أن شيخ الأزهر اعترض، ثم اتضح أنه لم يعترض أو شيء من هذا القبيل، وبعد هذه الحلقة كانت القاضية، ودريم تبرأت مني وقررت أن أخرج ولم أكن أعرف أين سأذهب ولكن لم أكن أريد أن أكون سببا في إيذاء مالك دريم والعاملين فيها خصوصا أنني لا أجيد سوي فعل ما أفعله وتقديم البرامج بهذه الطريقة والتي كانت تقوم علي أن نأتي بكل الأطياف ونتناقش في قضايا حياتنا بشكل ديمقراطي، والحمد لله الآن دريم تفخر أنها قدمت هذه المحاضرة، وعلاقتي جيدة جدا بدكتور بهجت وكل العاملين في دريم.

         هل المشاكل تحدث بسبب أنك تقدمين نفسك في صورة المشاغبة والمتمردة؟

- أنا أعمل فقط ولا أعرف كيف أبدو للناس، أنا أعمل وفقط.

         هناك أخبار نشرت تقول إن السيدة سوزان مبارك كانت هي السبب في المشكلة التي تعرضت لها ما الذي حدث بالضبط؟

- أنا طبعا لا أستطيع أبدا أن أحدد من المسئول بالاسم، ولكن أنا سمعت أن أدائي يضايق أكبر رؤوس الدولة وليست هي فقط لأني ممكن أن أتحدث في برنامج عن الزعيم الديكتاتور الذي يلتصق بالكرسي، أو أقدم حلقة عن سر الكرسي! بالتأكيد هذا يغضب من في السلطة، وأنا لم تكن تصلني حقائق كاملة ولكن ما يقال عنه «طراطيش» كلام، كان يقال من تظن نفسها؟ هذا الانطباع تم بناؤه علي سنوات متواصلة من العمل في نفس الاتجاه.

         كإعلامية معروفة هل قمت بمحاولات للتعرف علي السيدة الأولي أو الانضمام للحزب أو لمجلس المرأة، هل حاولت الاقتراب من دوائر السلطة، وهل عرض عليك هذا؟

- في مرة سألوني من أهم شخصية تحلمين بمقابلتها فكان الرد أحلم بمقابلة مواطن صادق بسيط وأعرف قصته، أنا لم أسع للطريق الرسمي، ومرة سألني الأستاذ محمود سعد وقال لي لماذا؟ فقلت له لأنني لن أسمح لأحد أن يسألني ما هي أسئلة الحوار قبل أن أبدأ، وكل الرؤساء في العالم يفعلون هذا حتي الرئيس الأمريكي يطلب إرسال الأسئلة قبل الحوار، وأنا لن أرسل أسئلتي لأحد وبالتالي لا أريد أن أجري حوارا مع أحد من الرؤساء، أنا لا أري أن الإعلامي يكتسب شهرته من سلطة ضيفه أو منصبه، الإعلامي يكتسب شهرته وحب الناس له من أن يكون حديثه عنهم وعن حياتهم، وأنا طيلة عمري مؤمنة بالناس منذ أول برنامج قدمته ومن أول حلقة قدمتها كان ضيوفي أطباء وجزارين ومهندسين، أنا تحدثت عن حياة الناس.

         ما الذي حدث معك وأدي لسفرك تحديدا؟

- كان من الواضح أن ما أقدمه وطبيعة شخصيتي مستفزة لهؤلاء الناس.

         ما الفارق بينك وبين السيدة سوزان حسن أو نادية حليم مثلا مع كامل الاحترام لهما؟

- أنا لا أومن أن الإعلام يمكن أن يكون وظيفة بالأقدمية، لا أقدمية في الإعلام، ممكن شخص عنده 25 عاما يكون أفضل مني ومنك رغم أني أعمل من ثلاثين عاماً والإعلام ليس بالسن والأقدمية.

         ما دور حبيب العادلي في قضيتك؟

- هو كان له دور، ولكن أنا أسأل أين هو الآن؟ إذا كان الشخص الذي وجه لي الاتهام يحاسب علي كل هذه الجرائم الآن وتكشف أوراقه، وأنا كمواطنة أري أن حبيب العادلي ودولته البوليسية كانت من أسباب انهيار هذا النظام وإن كان هذا لايعني أبدا أن كل رجال الشرطة فاسدون.

         قالوا إنك اتهمت رجال الشرطة باستغلال فتيات الليل؟

- في أي مهنة هناك الصالح والطالح، لكن هذه الحلقة مجرد قشرة خارجية أو سبب واه، هي السيناريو الذي رسم عليه خطة تصفيتي.

         لماذا؟

- لأنه في مهنتنا نحن نملك معلومات، والمصدر الذي تحصل منه علي المعلومات يعطيك قصصاً قد تنشر وأخري لا تنشر، والصحفي المحترم يحافظ علي سرية مصادره وسرية ما قالوه، وعندما تكون لديك مصادر كثيرة جدا، وهذه المصادر أمدتك بمادة مهمة جدا تخص آخرين وموجودين في النظام، إذن يكون هناك توجس منك طوال الوقت، مثل الأفلام حين يقال إن فلان يعرف أكثر مما ينبغي، أنا وجدت نفسي داخل فيلم، وكنت أسأل نفسي من أنا ليحدث بسببي كل هذا؟ لأني من النوع الذي يعمل دون أن يدرك قيمة عمله وهدفي أن أنجز عملي، أنا أقدم الحلقة ثم تأتي ردود الفعل، بطبيعة الحال كان هناك انزعاج مني.

         بمناسبة المعلومات هل حاولت الأجهزة الأمنية تجنيدك أو استخدام علاقاتك الكثيرة؟

- لم يقولوا هذا مباشرة، بطبيعة عملي كان يتم استدعائي ليسألوني ماذا ستقدمين، وكانوا مهذبين جدا، وعندما كنت أسأل سؤالاً يخص شيئا غير عملي كنت أرد ببرود وأتعامل بـ «رذالة»، وفي السنوات الأخيرة لم أكن أذهب علي الإطلاق، كانوا يستدعونني فأقول لهم عفوا أنا مشغولة، أنا كنت أظن أني أستطيع أن أفعل هذا لكن اتضح أني لا أستطيع! كنت ساذجة.

لكن أنا لم أطلب في أي يوم من الأيام أي شيء من السلطة، ولكن صفوت الشريف مثلا كان مرنا في التعامل ولكن المشكلة الحقيقية كانت في الوزير أنس الفقي.

         ماذا جري معه؟

كان أسلوبا غريبا وناعما للغاية وتشعر أنه سيخنقك بشريط ناعم، قال لي قدمي برنامج في التليفزيون المصري فقلت له حاضر، وكانوا يستدعونني لأشارك في «البيت بيتك» عندما يكون هناك موضوع مهم، فكانوا يستدعونني ثم ينزعجوا مما قلته، ويعترض الوزير وتقدمت له بمجموعة أفكار رفضها كلها، وأنا لم أتعود أن يرفع مسئول سماعة التليفون ليقول لي ما هذا الذي تقوليه؟! ثم قال لي أنت أكلت الكعكعة الإعلانية في السوق، وكان يقصد أن روتانا سينما أخذت حصة إعلانات أكبر من التليفزيون المصري لأول مرة، ثم قال لي إنت ذراع الوليد بن طلال في مصر وأنا لو قطعت ذراعه «روتانا» لن يكون لها أي وجود، فضحكت ولكن لم أكن أعلم أن هناك نية مبيتة، تعلم من الأشياء الغريبة أنني أجريت حوارا مع الفنان عادل إمام ونشرت إعلانات تضم صورتي معه وبجوارها كلمة الزعيم، وهذا أثار استياء البعض لأقصي درجة، ثم هناك الغيرة الإنسانية، لأنه لو سمحتم وسميتم أن ما قمت به يعتبر إنجازا أو به أي قدر من الإنجاز فأنا لم أقم به لأني زوجة فلان، ولم أحققه بنقودي أو بنفاقي للدولة أو بعضويتي في مجلس المرأة أو الحزب، ثم بعد ذلك أظهر في الاستطلاعات كأكثر امرأة مؤثرة في الوطن العربي، وحتي الآن في الدول العربية كانوا يقابلوني ويقولوا لي المصريون لايعرفون قيمتك، وكنت أحزن، ولكن المصريين تم تضليلهم لمدة ثلاثين سنة، وفي موضوعي أنا أقول إنه تم تشويهي وإلقاء القاذورات علي صورتي.

         لو عدنا للحاضر ربما يري البعض أنك في مأزق لأنك قدمت أول برنامج توك شو في العالم العربي وربما يقول البعض ماذا لديك لتقدميه أكثر مما قدمت؟

- أنا أعمل منذ 92, ولم أقدم أول توك شو فقط ولكن قدمت أول قناة فضائية عربية، وأول قناة فضائية مصرية، أنا أشعر بهذا المأزق ولكن لدي حب المغامرة ولدي الرغبة في كسر القوالب التليفزيونية المعتادة، وأنا لابد أن أتحدث بلغة العصر ومادام الإنسان يفكر طوال الوقت ويري ماذا يحدث حوله ولا ينفصل عنه، لأنه لا يجوز أن أقدم حاليا الشكل الذي كنت أقدمه في الماضي لأني قدمته ونجحت فيه ثم تم تكراره كثيرا جدا جدا في جميع المحطات، ومن ناحية المضمون أنا يسيطر علي هاجس أمن مصر، ولقمة العيش، ومستقبل مصر، وأخذت قراراً بعدم النظر للماضي، سأتحدث عن المستقبل فقط.

وأفهم أيضا أنني لابد أن أتكلم بلغة العصر، ولغة العصر هي لغة الشباب، لذلك أجهز لبرنامج ثورة الحوار وأنا أتمني أن يكون ثورة في شكل الحوار، وسأعتمد علي فكرة التواصل الفوري مع الناس، وما كنت أتمناه أن تكون حلقاتي مع الناس في ميدان التحرير، وكل ما أقوله أني لن أنظر سوي للمستقبل وسأرفع شعار لا لتصفية الحسابات.

مجلة روز اليوسف في

21/05/2011

 

اللواء«طارق المهدى»:

أطالـب بإسقـاط ديون التليفزيون

كتب حسام عبد الهادى 

اللواء (طارق المهدى) عضو المجلس الأعلى العسكرى وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون أكد لنا فى حوار خاص جدا أجريناه معه بدار الدفاع الجوى - بيته الكبير كما وصفه لنا - أنه لم يكن يعلم شيئا عن المنظومة الإعلامية من قبل نظرا لظروف عمله كأحد القيادات العسكرية فى سلاح الدفاع الجوى، وأن علاقته بالتليفزيون لم تكن تتعدى علاقة المشاهد العادى بالشاشة ورغم أن وقوع الاختيار عليه من قبل المجلس العسكرى الأعلى وتكليفه ليتولى شئون الإعلام والإشراف عليه بشكل مؤقت لمدة شهور قليلة حتى ينصلح حال «ماسبيرو» ولحين اختيار رئيس اتحاد رسمى يتولى المسئولية بدلا منه كان مفاجأة، إلا أنه قرر كعادته - أن يكون على قدر المسئولية، وخلال أسبوعين كان يعلم كل كبيرة وصغيرة عن المبنى الحجر قبل البشر - واكتشف أن المنظومة الإعلامية كانت تدار بشكل عشوائى لا مثيل له ولا يليق بحجم الإعلام المصرى المفترض أن تكون له الريادة فى المنطقة العربية، لكنه غادر ماسبيرو قبل أن يتمم عملية الإصلاح الإعلامية بعد أن تم تعيين د.«سامى الشريف» رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والذى ساهم فى إزاحة اللواء «المهدى» من طريقه بعد أن كشفته قوة وسيطرة اللواء «المهدى» على مجريات الأمور وتصديه للمشاكل ومحاولة حلها بقدر الإمكان، وهو ما لمسه «الشريف» خلال الأسبوع الذى عملا معا فيه قبل مغادرة «المهدى».

وعن ملامح العشوائية التى كان يدار بها الإعلام يقول:

أولا من الناحية المالية كان يهدر المال العام بطريقة استفزازية، وهذه الطريقة كان يستفيد منها البعض القليل دون الآخر الكثير، فالأجور عند القيادات لا سقف لها، بينما هى فى القاع عند عموم الموظفين، وهو ما نتج عنه الاحتقان الذى مازال ملتهبا حتى اليوم، لأن ميكروب الاحتقان لم يعالج بعد. علاجه الوحيد توفير السيولة اللازمة لسد - ليس فقط حوافز وميزانيات ومكافآت العاملين - وإنما أجورهم أيضا التى يبحث عن توفيرها شهريا رئيس الاتحاد «سامى الشريف» ولا يوفرها بسهولة، هذا الاحتقان جعلنى أفكر - عندما كنت مسئولا عن الاتحاد - فى تحديد سقف للأجور - كحد أقصى - وأرضية للأجور - كحد أدنى، كذلك راجعت نفسى وألغيت تأجير استديوهات بمدينة الإنتاج الإعلامى لم يكن لها داع ولا تستخدم إلا مرة أو مرتين شهريا وهو ما كان يستنزف الأموال بدون فائدة وبدون وجه حق هذا بخلاف الأجور الفلكية التى كان يحصل عليها المذيعون من الخارج. كل هذه الأشياء وفرت لنا 91 مليون جنيه خلال أسبوعين، ثانيا من الناحية الإدارية كان هناك إقصاء لكثير من الكفاءات لم تأخذ حقها بعد أن كانت المناصب لأهل الثقة، وهو مازاد الاحتقان، هذا بخلاف الناحية المهنية التى وصلت إلى مرحلة متردية .

·         ولكن موضوع لائحة الأجور تم رفضه.. ومازال التليفزيون يتسول الرواتب والأجور؟

- موضوع اللائحة لم ينضج بعد، ولم يدرس بشكل كاف سواء فيما يتعلق بسقف القيادات أو بأرضية صغار العاملين، ومن هنا كانت رغبة د.«عصام شرف» رئيس الوزراء فى إعادة دراسة اللائحة مرة أخرى على يد مجلس الأمناء الجديد ليأخذ كل ذى حق حقه دون أن يظلم أحد

·         وبالنسبة للرواتب والأجور، خاصة بعد رفض المالية التعامل مع الاتحاد لأنها لا تتعامل إلا مع وزارات؟

- لقد تدخل د.«عصام شرف» فى حل هذه الأزمة على أن يتم تدبير المبالغ المطلوبة شهريا باعتبار أن العاملين فى المبنى لا ذنب لهم وأن الأمور الإدارية المتعلقة بالإعلام هى من شأن المجلس العسكرى ومجلس الوزراء، وكذلك مجلس الشعب بعد تشكيله عقب الانتخابات القادمة والذى سيقر الشكل الذى سيتم الاتفاق عليه وتقديم مشروع بشأنه سواء أصبح الإعلام هيئة أو ظل وزارة

·         وماذا بشأن الكارثة المالية الأكبر والتى تؤرق الاتحاد ليل نهار وهى مسألة ديونه المتراكمة التى وصلت إلى12 مليار جنيه؟

- الحل الوحيد لهذه الأزمة هى إسقاط الديون عن الاتحاد وأن نبدأ من أول السطر، خاصة أن هذه الديون ليس للعاملين فى المبنى ذنب فيها وليسوا مجبرين على أن يتحملوا أوزارها كل شهر

·         كيف تعاملت مع مسألة إبعادك عن المبنى بعد أن نجحت فى السيطرة عليه؟

- ما حدث أن أعلن د.«سامى الشريف» أنه قادر على تحمل المسئولية بمفرده، وسأله المجلس العسكرى «إنت قادر إنك تشيل العبء وحدك»؟ فأكد لهم أنه قادر

·         ولكن بعد أن غادرت زاد المبنى احتقانا لرفضهم وجود «سامى الشريف» ورغبتهم فى عودتك إليهم مرة أخرى؟

- لأننى نجحت فى احتواء كل الناس خلال فترة وجودى معهم وكنت فى طريقى لحل معظم مشاكلهم وقد يكون هذا هو سر تعاطفهم معى، وبالفعل صدرت أوامر بعودتى للمبنى مرة أخرى وفى طريقى لماسبيرو، طلب منى المجلس العسكرى العودة - كما كنت - وهو مصطلح عسكرى يعنى العودة إلى مكانى العسكرى وعدم الذهاب إلى التليفزيون بعد أن أبلغهم «سامى الشريف» أن كل شىء تمام، والأمور تمت السيطرة عليها، ولا توجد اعتراضات ولا مظاهرات ولا اعتصامات

·         هل اختيارك كعضو بمجلس الأمناء بمثابة رد اعتبار لك؟

- المسألة ليست مسألة رد اعتبار أو عدم رد اعتبار، المسألة فى الأول والآخر هى مهمة، مثلها مثل مهمتى الأولى بإشرافى على الاتحاد، وأنا تحت أمر أى مهمة أكلف بها.

·         هذه الآمال العريضة التى تحلم بها سيادتكم هل تتصور أن مجلس الأمناء الجديد قادر على تنفيذها، وهو مجلس استشارى وليس تنفيذيا؟

- دور مجلس الأمناء لابد أن يتغير فى المرحلة المقبلة التى تمثل عنق الزجاجة لخروج الإعلام من كبوته - سواء المهنية أو المالية وأن يكون مجلسا تفعيليا، وليس استشاريا فقط، أو واجهة اجتماعية كما كان، ومن هنا لم أنتظر بيروقراطية تحديد اجتماعات المجلس الشهرية التى من المفترض أن يحدد موعدها ويعقدها رئيس الاتحاد، وبدأت تفعيل الدور من خلال جلسات عقدتها مع الأعضاء المعينين بالمجلس من الشخصيات العامة للبدء فى مرحلة التطوير ولرفع الأمر إلى الجهات العليا سواء مجلس الوزراء أو المجلس العسكرى الأعلى للبدء فى عملية الإصلاح الإعلامى بشكل قوى وفورى دون تباطؤ. الاجتماع الأول عقد يوم الاثنين9 مايو بنادى القوات المسلحة بالزمالك والثانى يوم الخميس 12 مايو بجريدة الأهرام

·         وما الذى دار فى هذه الجلسات؟

- تناقشنا فى شكل الشاشة فى المرحلة المقبلة، وكيفية استرداد المشاهد إلينا مرة أخرى من باب إعادة الثقة المتبادلة بيننا، كما تناقشنا فى مسألة تنمية الموارد الاقتصادية للاتحاد من خلال إضافة مبلغ من المال ولو زهيد على كل فاتورة كهرباء كرسم نسبى لدعم التليفزيون مثلما كان يحدث فى الستينيات، وكذلك استخدام الإمكانيات الموجودة بالاتحاد من كاميرات واستديوهات ومعدات لتأجيرها بالإضافة إلى ترددات الـfm ويكفى أن تعرف أن محطة الـfm السعودية تم تأجيرها فى العام الواحد بـ75 مليون ريال - أى ما يعادل 100 مليون جنيه، فلو لدينا 6 ترددات يكون الإجمالى 600 مليون جنيه، كذلك تناقشنا فى شكل وموعد إطلاق قناة النيل للأخبار فى ثوبها الجديد

·         وهل أنت راضٍ عن شكل مجلس الأمناء الحالى ونوعية أعضائه؟

- مجلس الأمناء بتكوينه الحالى يصلح لأن يكون مجلس إعلام وليس مجلس أمناء، فنوعية أعضائه من كتاب ومفكرين قادرين على وضع سياسات تحريرية، أشكال برامجية، خريطة برامجية. هذا مقبول من المجلس الحالى، أما مجلس الأمناء فلابد من إضافة أعضاء قادرين على وضع استراتيجيات إعلامية، وخطط لتنمية الموارد الاقتصادية وخطط للتدريب والتثقيف ومتخصصين فى الأمور الإدارية والفنية، والبث الفضائى ولكن هذا لايمنع أن لنــا مقــترحاتنا وآراءنـا وأفكارنا التى تناسب - على الأقل - المرحلة الانتقالية التى نمر بها لحين استقرار الأوضاع

·         مارؤيتكم كمجلس أمناء للخريطة الرمضانية القادمة؟

- نحن فى انتظار الخريطة البرامجية التى من المفترض أن يقدمها لنا رئيس الاتحاد لمناقشتها والاتفاق عليها، وحتى الآن لم يحدث هذا.

·         رغم أن الباقى من الزمن على رمضان بمشيئة الله أقل من شهرين ونصف الشهر؟

- أعتقد أن الإنتاج الدرامى الجديد هذا العام لن يستطيع اللحاق بركب العرض اللهم إلا مسلسل أو اثنان على الأكثر، وهذا ما جعلنا ننظر إلى الأعمال التى لم يتم عرضها من العام الماضى وهى كثيرة ومعظمها جيد مثل مسلسل «عابد كرمان» ومسلسل «الدالى ج3» «لنور الشريف» ومن المسلسلات الجديدة «فرقة ناجى عطاالله» لـ «عادل إمام» و«دوران شبرا» لـ «عفاف شعيب» و«مسيو رمضان» لمحمد هنيدى.

والجزء الثانى من مسلسل «الكبير قوى» لـ «أحمد مكى» و«نور مريم» لـ «نيكول سابا» و«لحظة ميلاد» لـ «صابرين» و«تلك الليلة» لـ «حسين فهمى» و«عريس دليفرى» لـ «هانى رمزى» و«عائلة كرامة» لـ «حسن يوسف». هذا بخلاف البرامج الحوارية والتى ستأخذ طابعا سياسيا هذا العام بما يتناسب مع طبيعة الثورة والانتخابات البرلمانية والرئاسية التى على الأبواب

·         هل معنى ذلك أن الخريطة البرامجية هذا العام ستكون أقوى وأكثـر مساحة من الخريطة الدرامية؟

- فى تصورى وتقديرى الشخصى..نعم، وأتصور أن الإقبال الجماهيرى على البرامج هذا العام سيكون أكثر من الإقبال الجماهيرى على الدراما

·         ولكن رمضان يحتاج إلى البرامج الخفيفة؟

- من قال هذا؟ فقبل أن يكون هناك تليفزيون ماذا كان يفعل الناس فى رمضان؟ كانت الناس ترتاد المقاهى تتكلم فى السياسة، أو تستمع إلى الحكاواتى «اللى كان يتكلم فى السياسة»، وأن كنت مضطرا لوجود الدراما على الشاشة وعدم اختفائها من عليها من باب الريادة، وللمحافظة على وجودنا فى السوق من أجل المنافسة

·         وهل فى رأيك أن الدراما التى سيتم عرضها من العام الماضى تصلح لما بعد 25 يناير؟

- ولا حتى الدراما التى ستنتج الآن تصلح لـ 25 يناير وإلا الشغل «هايبقى مسلوق»، ولكننا سنضطر لعرض الدراما القديمة لإنقاذ الموقف

·         كمجلس أمناء هل لكم محاذير إعلامية فيما يقدمه الإعلام الآن؟

- لدينا ثلاثة محاذير فقط هى: لا للتشفى وروح الانتقام، لا للتجريح أو خدش الحياء أو التطاول بعيدا عن الأصول، لا لتصفية الحسابات.؟

رغم أن اسمه كان جديدا على ساحة الإعلام ولم يسبق له الدخول إلى الدائرة الإعلامية لا من قريب ولا من بعيد، فإنه استطاع - وفى وقت قياسى - أن يكون واحدا من أهم القيادات الإعلامية التى جاءت إلى ماسبيرو فى أعقاب ثورة يناير 2011 والذى نجح بشكل ملحوظ فى السيطرة على المبنى الذى قطع بشأنه شوطا لابأس به - رغم قصر المدة - فى عملية التطهير من الفساد والمفسدين ومحاولة إصلاح المسيرة الإعلامية التى أفسدتها القيادات السابقة.

مجلة روز اليوسف في

21/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)