حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمود سعد

شتائم السلفين .. لم تغضبني

بعد فترة انقطاع عاد لينطلق من قناة »التحرير« وكالعادة آثار الجدل وفتح السلفيون النار عليه بعد إحدي حلقات برنامجه الجديد »في الميدان«. عاد محمود سعد للظهور بعد أن رحل من برنامج »مصر النهاردة« في أعقاب مكالمة أنس الفقي الشهيرة التي أعلن فيها عن الأجر الذي يتقاضاه. وقتها رأي البعض أن ملايين محمود سعد هزت مكانته لدي جمهوره من البسطاء.. وهو أمر أكد المذيع اللامع أنه لا يستطيع أن يؤكده أو ينفيه لكنه اعترف بأن المبلغ الذي أعلن عنه الفقي استفز الناس بالفعل..

في هذا الحوار يتحدث محمود سعد بصراحة ويؤكد أنه حرص - أثناء فترة انقطاعه عن الشاشات - علي ارتداء (البيچامة) ومتابعة الأحداث!!

بمجرد وصولي إلي منزله بالشيخ زايد والذي يقضي فيه  أوقاته مع أصدقائه، قابلني بالترحاب فقلت له عود حميد فقاطعني قائلا: أشكرك.. ولكننا حتي الآن لم نقدم شيئا بالبرنامج، فالجمهور تصور أننا سنبدأ بداية »ساخنة« ونقدم موضوعات ونستضيف ضيوفا تجذبهم ولكن هذه النوعية من القضايا والموضوعات والضيوف تأتي بالصدفة وتعتبر حلقات استثنائية ولا يتم الترتيب كما يعتقد البعض، كما انني عائد إلي الشاشة بعد غياب شهرين حدث خلالهما قضايا كثيرة جدا وقد تم طرحها وتناولها في كافة البرامج ولم تعد هناك شخصية مهمة أو بارزة لم تظهر علي الشاشة بعد ، بل ربما ظهرت أكثر من مرة ولذلك اذا قمت بتقديمهم الآن فسيصبح تكرارا لاداعي منه، ولكننا نسعي لعمل حلقات تلفت الأنظار للبرنامج في الفترة المقبلة ونتمني ذلك، ولا أستطيع أن أعد بهذا لانني دائما أقول إن الاعلامي مثل صياد السمك لايعرف رزقه، والدليل علي ذلك أننا غيرنا مسار أولي حلقات في الميدان للحديث عن بن لادن وكذلك احدي حلقات الاسبوع قبل الماضي تم تغييرها للحديث عن أحداث إمبابة والفتنة الطائفية.

·         هل كان الاختيار صعبا بالنسبة لك عندما قررت العودة في الميدان خاصة أنها جاءت بعد فترة غياب؟

لابالعكس فقد عرض عليّ العديد من البرامج بعد تركي للتليفزيون المصري وبرنامج »مصر النهاردة« من بينها »في الميدان«، خلال أسبوع تقريبا كنت قد أخذت قراري لأنني وجدته الأنسب لي في تلك المرحلة وبدون أي أسباب واضحة، وبعد انتهاء المسئولين عن القناة من الإعداد للبرنامج وتجهيز الديكور وعمل الدعاية اللازمة له بدأنا في الظهور علي الفور.

·         وكيف جاءت فكرة واسم البرنامج »في الميدان«؟

في الحقيقة لا أعلم ذلك فأنا أخذت البرنامج جاهزا باسمه وفكرته، وذلك لأن القناة انطلقت كبث تجريبي يوم ٠١ فبراير الماضي وكنت وقتها متعاقدا مع التليفزيون المصري ولم يتوقع أحد أنني سأتركه وأيضا المسئولون علي قناة التحرير لم يتصوروا أنني سأكون معهم، فقاموا بتحضير الأفكار وتنفيذها قبل تعاقدي معهم وكان هناك بالفعل برنامج قائم تحت مسمي »في الميدان« ويقدمه ابراهيم عيسي ولم يكن محددا وقتها من سيقدمه معه حتي قررت الانضمام إليهم وبدأت في المشاركة برأيي بالبرنامج مثل اختيار موسيقي التتر وهكذا بوصفي »حلقة في سلسلة كبيرة«.

·         قمت باختيار نفس المواعيد التي كنت تظهر فيها في برنامج »مصر النهاردة«.. فما السبب؟

بابتسامة.. هذه مواعيدي وليست مواعيد »مصر النهاردة« وكان هدفي عند اختيارها عدم تشتيت الجمهور وخصوصا أنهم تعودوا علي رؤيتي في تلك الأيام فعدت لهم بها من جديد، فأنا أظهر يوم السبت والأربعاء أما الاثنين فهو يوم استثنائي أقدم فيه الحلقة لمدة ساعة واحدة أعرض فيها أهم الأخبار فقط ووافقت علي ذلك بعد إلحاح كبير من القائمين علي البرنامج والقناة.

·         تعرضت لهجوم شديد من السلفيين علي صفحتك الخاصة بالفيس بوك الأسبوع الماضي بسبب انتقادك لهم في احدي حلقاتك.. فما تعليقك؟

أنا لم أهاجم أحدا علي الاطلاق وكل ما حدث أننا خلال الحلقة كنا نناقش قضية امبابة فقلت للسلفيين: ميصحش كده وفكروا في قضايا كبيرة واتركوا هذه القضايا الصغيرة مثل كاميليا  وغيرها فنحن الآن نقوم ببناء وطن بأكمله ولسنا بصدد حل مشكلة فرد أو فردين، ففوجئت بشتائمهم علي الصفحة التي أنشأتها علي الفيس بوك ولكنني لم أحزن لأن هذا طبيعي في ذلك الوقت فأنت تقول رأيك وقد يعجب الكثيرين مرة أحيانا لايعجب أحدا ولكنك في النهاية لابد أن تعلن عن رأيك ومن حق الآخرين الموافقة أو الاعتراض عليه وأنا مثل أي شخص قد أصيب أو أخطيء في آرائي ولكنني أتحمل نتيجة اختياراتي.

·         وهل كنت متوقعا رد فعل الجمهور علي البرنامج خصوصا بعد تأثر شعبيتك بسبب آخر مكالمة لوزير الاعلام السابق أنس الفقي لك علي الهواء مباشرة في برنامج »مصر النهاردة« والتي أعلن فيها أجرك الذي تتقاضاه؟

أنا لا أعلم رد فعل الجمهور لانني أفضل في تلك الفترة الابتعاد عن الحياة بما فيها من ضجيج بقدر المستطاع والناس منقسمون انقسامات ضخمة جدا والآراء مشتتة حيث يمكن ان تغير رأيك في اليوم عشرين مرة في نفس القضية وذلك لأن معلومات الموضوع الواحد أصبحت متغيرة وليست ثابتة، ولهذا لم أتابع رد فعل الجمهور علي البرنامج.

·         وهل تري أن مكالمة وزير الاعلام السابق قد أثرت علي شعبيتك؟

الجمهور البسيط الذي استفز من المبلغ بعدما اعلنه الفقي علي الهواء مباشرة له كل الحق في ذلك، فبالفعل الرقم يستفز الطبقة البسيطة والمتوسطة من الشعب ولكن أنس الفقي لم يعلن الرقم الحقيقي لأن أجري كان أقل من ذلك، ولو كنت أعلم أن الناس داخل التليفزيون المصري منزعجون من وجودي بهذا الشكل  ما دخلته أبدا، فأنا لا أحب الجلوس في مكان يرفضني أصحابه، ولذلك أقسمت ألا أدخل التليفزيون المصري مرة أخري مهما حدث، لانني الآن تفهمت أن زملائي أبناء ماسبيرو أحق به مني وهذا ما لم أكن أعرفه من قبل ولم أكن أتصور أنني أمنع أشخاصا من الظهور علي الشاشة حيث أنني عملت في التليفزيون مع برنامج »البيت بيتك« وهو انتاج خاص »إيهاب طلعت ومحمود بركة وليس له أي علاقة بالتليفزيون المصري في شيء، وكل ما تقاضيته من التليفزيون المصري هو أجر عام واحد فقط لاغير وهي المدة التي قضيتها في برنامج »مصر النهاردة«.

·         وهل توقعت أن يتطرق أنس الفقي في الحديث لهذه المسألة علي الهواء مباشرة؟

طبعا توقعته لانه قالها لي من قبل في مكتبه وهي »انتوا بتشتغلوا لأنكم بتقبضوا كتير« وقد رددت عليه وقتها، ولكن عندما اتصل علي الهواء مباشرة كانت المكالمة بعد خروجه من الوزارة بدقائق ولذلك كانت أعصابه مشدودة وقد تحدث وأغلق السماعة علي الفور ولهذا لم أستطع مناقشته، كما أنني لا أحب أن أرد بعنف علي شخص مجروح لأنه ترك الوزارة ويمر بظروف عصيبة ولكنني لم أشعر بالضيق وقتها من الفقي بل انني الآن اتمني له الخروج من محنته بسلام

·         وما رأيك في النهاية التي تعرض لها برنامج »مصر النهارد؟ .

أنا لم أشاهد الحلقة الأخيرة من البرنامج لكنني سمعت ان العاملين به قاموا بعمل احتفالية علي الهواء مباشرة، وأري أن التليفزيون المصري أراد ان يغير جلده وأن يعتمد علي أبناء ماسبيرو وهذا ليس عيبا علي الإطلاق، وعندما شعرت بذلك ووجدت أن ظروفي لا تسمح بالاستمرار طلبت فسخ العقد وقررت الرحيل وخصوصا بعد رفضي لمقابلة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق رغم أنني كنت أنتوي الاستمرار لسعادتي بالثورة، ووقتها لم أكن أتوقع أن ينتهي البرنامج في يوم من الأيام.

·         وهل شعرت بالحزن أو الأسي بعد قرار توقفه؟

لا لم يحدث ذلك، فقبل »مصر النهاردة« تم اغلاق برنامج »البيت بيتك« ولم أحزن عليه رغم المجهود الكبير الذي بذل فيه ليصبح في وقت من الأوقات من أهم برامج التوك شو في مصر والعالم العربي ولكنه توقف وانطلق برنامج آخر وتوقف والان سيخرج برنامج آخر لحافظ المرازي هو »بتوقيت القاهرة« وسيحقق النجاح لان المرازي مذيع جيد يستطيع عمل ذلك، فالمسألة ليست متوقفة علي برنامج معين أو علي اسم البرنامج بل إن البرامج تشبه المسلسلات في أنها تحقق النجاح في وقتها وبعد ذلك تنسي تماما ولايتذكرها أحد، كما أنني أرفض فكرة أن البرنامج أهم من مذيعيه بل إن البرنامج يرتبط باسم مذيعه ولانستطيع أن نفصله عنه، فمثلا هل يمكن أن نقول أن برنامج »علي الناصية« أهم من آمال فهمي؟، فهذا كلام عاطفي ساذج ليس له معني ولايوجد له أساس علي أرض الواقع.

·         وما رأيك فيما يحدث داخل ماسبيرو الآن؟

التليفزيون المصري يمر بأوضاع مشابهة لما يجري في البلد ككل، فمصر الآن مرتبكة ويعاد ترتيبها من جديد وكأنك في عيد وتقوم بتنظيف منزلك لاستقباله، والارتباك الذي يحدث الآن من مطالب قوية ومشاكل عديدة في معظم الهيئات والمؤسسات وخروج تيارات متعددة مثل السلفيين والاخوان المسلمين والتي لم تظهر من قبل لانها لم تأخذ فرصتها في ظل النظام السابق فهذا هو نتاج طبيعي للثورة، ومع الوقت سيمضي كل ذلك في الطريق الصحيح وتبدأ تلك التيارات  في الامتزاج والاندماج في المجتمع مع تقديم بعض التنازلات في الأفكار من الطرفين لكي نتقابل في فكر مشترك يخدم الوطن والبلاد.

·         وما تقييمك لما يحدث الآن علي الساحة الاعلامية من ترك معظم المذيعين لبرامجهم أمثال معتز الدمرداش وغيره؟

الثورة قامت بعمل توزيعة جديدة للمذيعين، فهناك مذيعون عملوا في اتجاه واحد مثل مني الشاذلي ولذلك ظلت ثابتة في مكانها، وهناك مذيعون لم يفهموا أن ما يحدث في البلاد يعتبر ثورة فحدث لهم ارتباك كبير وأطلقوا تصريحات لا تناسب المرحلة ولذلك حدثت لهم مشاكل بعد ذلك، وهناك مذيعون أخذوا موقفا مع الثورة فنالهم الضرر في البداية مثلي، أما بالنسبة لمعتز الدمرداش فقد حدثت له مشكلة مع ادارة القناة وهو شيء وارد ان يحدث لاي مذيع في أي مكان، ولكن بشكل عام التغيير مطلوب وهو شيء إيجابي وليس سلبيا.

·         وكيف كنت تقضي وقتك خلال فترة ابتعادك عن الشاشة؟

كانت أسعد أيام حياتي لانني كنت أعيشها مع الثورة وكان ذلك ما يهمني، كما أن زملائي الإعلاميين قاموا بدورهم علي أكمل وجه، و عندما كنت أريد أن أقول شيئا ما أجد أن مني الشاذلي أو معتز الدمرداش أو عمرو أديب أو شريف عامر ولبني عسل أو دينا عبدالرحمن أو يسري فودة وريم ماجد أو غيرهم يقولونها في برامجهم، فلم أكن منزعجا علي الاطلاق بل كنت أجلس في المنزل »بالبيجامة« التي سخر مني بسببها أنس الفقي من قبل وأتابع ما يحدث في سعادة بالغة

أخبار النجوم المصرية في

19/05/2011

 

دراما مرئية

الديكتاتور في التلفزيون

بقلم: د.حسن عطية 

لا أريد - بداية - أن أعكر صفو السينما المصرية، وأعكنن علي فنانينا المتواجدين حاليا بمهرجان كان السينمائي، والسعداء بتواجدهم هذا داخل إحدي بؤر الاهتمام بالمحفل الدولي، هذا التواجد الذي هو ثمرة من ثمار ثورة الشباب الشعبية في يناير وفبراير الماضيين، وليس نتيجة لتميز فكري وفني لهذه السينما الكسيحة، التي نأمل لها، وبحكم تاريخها وعمق ثقافة مجتمعها، أن يكون تواجدها أولا مؤثرا وفاعلا في مجتمعها، بعيدا عن حجج الرقابة والسينما النظيفة وأجور النجوم، وأن يكون حضورها في المهرجانات الدولية حضور المتميز جماليا، وليس مجرد حضور بالمصادفة أو بالسياسة.

ولن أدخل في تشابك السينمائيين والنقاد حول معركة البيان الرافض لمشاركة البعض من مخرجي الفيلم متعدد الأجزاء »٨١ يوم« - ومعه فيلم »صرخة نملة« - في المهرجان الفرنسي، والذي أفردت له الصحف وفي مقدمتهم »أخبار النجوم« العدد الماضي صفحات انشغلت بما اسمته »حرب البيانات« ومنها البيان الذي صاغ مشروعه الناقد المخرج »أحمد عاطف« بعنوان »بخصوص اختيار مصر ضيف شرف مهرجان كان السينمائي ١١٠٢« وأرسله للجميع، ووقع عليه البعض، ثم انسحب بعض من هذا البعض واعتذر عن توقيعه، ولم أوقع أنا عليه لأنه عندي جاء في غير وقته اعتراضا علي المشاركة »المصرية« في المحفل الدولي مما يثير الغبار علي »مصر« وثورتها الشبابية التي هي السبب في هذه المشاركة »الدولية«، ولأنه أيضا تم توجيهه لغير صاحبه، فهو ليس موجها لوزارة الثقافة، المنوط بلجنة المهرجانات بها اختيار الأفلام ودفع نفقات سفر أصحابها، والتي سارعت وأكدت أن المشاركة غير رسمية ولا علاقة للوزارة بها، بل هي دعوة شخصية من ادارة المهرجان لصناع هذين الفيلمين، بتوجيه شخصي أيضا، ومن ثم فالبيان هو اعتراض من أجل الاعتراض وتبرئة الذمة، يشجب »سينمائيين ممن روجوا للنظام السابق وصنعوا حملات دعائية تجمل الديكتاتور وترسخ الظلم«، فضلا عن أن أحد ابرز أسماء الموقعين علي هذا البيان صنع فيلما تمجيدا لمؤسس النظام السابق »السادات« منذ مايو ١٧، وحصل من خليفته »مبارك« علي وسام العلوم والفنون من الفئة الأولي، ولذا لم أفاجأ بوصول رسالة »أحمد عاطف« الثانية، بعد يومين فقط من رسالة البيان الأول، والتي يتألم فيها من سحب البعض ممن وافقوا علي التوقيع علي البيان، واعلانه أنه لن يتصدي »لتوزيع أو استكمال الامضاءات علي هذا البيان الذي انهار مشروعه للأسف«. فقد سبق السيف العزل.

التمثيل المشرف

والمسألة عندي ليست في اشتراك سينمائي من مروجي النظام السابق أو من »فلوله« بل في حضور مصر التاريخ والحضارة جنبا إلي جنب حضور دول لاحقة لها تاريخيا مثل الجزائر وتشاد والمكسيك في المسابقة الرسمية، وغيرها من دول العالم الثالث في جميع فعاليات المهرجان، وهي الدول التي تعيش حاليا أوضاعا مشابهة لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومع ذلك تقتحم سينماها هذه الاوضاع بقوة وجمالية مرتفعة، علي حين تدور غالبية أفلامنا في دوائر مغلقة، لا تعبر إلا عن فكر هابط، ووعي مغلوط، وجمالية غائبة، تنتجها شركات انتاج لا تنظر إلي أكثر من شبابيك تذاكر صالات سينما المولات التجارية، وتسويق هذه الأفلام علي الفضائيات التليفزيونية بعد أشهر قليلة من عرضها، ويصنعها مجموعة من الكتاب والمخرجين والممثلين الذين لا يعرفون الفرق بين الدراما والملحمة، ولا بين السينما وخيال الظل، فهم لا يقرأون ولا يتابعون اتجاهات السينما وتقدمها العلمي، ولا يعرفون شيئا عما يحدث في مجتمعهم، ولا رؤي لهم فيه وفي العالم، وهو ما جعل غالبيتهم يصمت أمام فعل الثورة الهادر، والبعض الذي تكلم نطق كفرا وسبا في شباب الثورة وفعلهم، والأقلية هي التي أدركت الحقائق بسرعة.

وإذا كانت هذه الأقلية النادرة هي التي قدمت لنا من قبل أفلاما قليلة ونادرة أيضا، مثل »بداية ونهاية« لصلاح أبوسيف ونجيب محفوظ، »البوسطجي« لحسين كمال ويحيي حقي »المتمردون« لتوفيق صالح وصلاح حافظ، »البريء« لعاطف الطيب ووحيد حامد، »الجوع« لعلي بدرخان ومصطفي محرم، »زوجة رجل مهم« لمحمد خان ورءوف توفيق »حين ميسرة« لخالد يوسف وناصر عبدالرحمن،، فأن الناتج الأكبر للسينما المصرية لا يمثل أية قيمة فنية، ولايلعب دوره في مجتمعه، حتي تحولت السينما إلي حكايات تافهة و»إفيهات« مصنوعة علي المقاهي ومداهنات للأنظمة القائمة والاتجاهات السائدة في أي وقت.

ممبوزيا

ولأن التليفزيون صار ناقلا للكفر وللأفلام الهابطة، شاهدنا مساء الجمعة الماضي علي قناة »ميلودي أفلام« فيلما اسمه »الديكتاتور« للمخرج »ايهاب لمعي«، الذي حاول أن يبهرنا في بداية مشواره الفني بفيلم ساذج اسمه »من نظرة عين«، كتب قصته والسيناريو والحوار الخاصين به وقام بتصميم الديكور وتنسيق المناظر له، ثم قدم فيلمين تقليديين هما »كان يوم حبك« و»علاقات خاصة«، يتدرجان في الهبوط في السذاجة ليصلا إلي السفح مع فيلم »ممبوزيا« الذي حمل فيما بعد اسم »الديكتاتور« والذي كتب قصته الرمزية الفجة الممثل »خالد سرحان« وبالطبع قام ببطولته مع حسن حسني بأداء مفتعل من الاثنين، ومعهما المغنية اللبنانية »مايا نصري« بأداء فاتر وغناء مقحم، ويقوم علي فكرة حاكم »جمهورية ممبوزيا« الزعيم الديكتاتور المهووس »شنن«، الذي ينجب طفلين توءم، أحدهما يكبر ليبيع كل ممتلكات الدولة بما فيها قصر الرئاسة نفسه، والآخر يكبر لكي يغرق في ملذاته الحسية مع النساء، فيرسله والده إلي الشقيقة مصر ليتعلم فيها، فيعيث فيها فسادا مع نسائها، ثم يقوم رجال جيش هذه الجمهورية الخيالية بالانقلاب علي الرئيس وحبسه والعمل علي شنقه، غير أنه يهرب وابنه من فوق منصة الاعدام المقامة بأحد الميادين بحيلة دخان خائبة وغير مبررة، حيث نجد منقذه رجلا مهووسا، خطفهما ليقتلهما بيديه، وحين يكاد أن يفتك بهما، يدخل عليه رجال الحكم السابق الذين نجحوا في القضاء علي انقلاب العسكر، واعادة الحاكم لكرسيه، والولدين لأبيهما، دون أن نعرف كيف تم هذا، وأن كانت مجرد حيلة لإنهاء الفيلم بنهاية تبدو سعيدة، أو علي الأقل تحل لصناع الفيلم المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه بالانقلاب العسكري علي الحاكم الشرعي.

هبوط إجباري

دون غض النظر عن عدم القدرة علي صياغة فيلم ينتمي لعالم الفانتازيا بسماته المعروفة والمثيرة للدهشة، وكذلك دون التجاوز عن حركة الكاميرا البليدة، والأداء التمثيلي الكاريكاتوري، والذي لا يجعل أي شعب في الدنيا يخشي سطوة هذا الحاكم وابنه الساذج، فإن الدودة تكمن في أصل الشجرة، أي في الفكر الذي يطرحه هذا الفيلم الباهت، فكل فيلم في الدنيا، ومهما كانت تفاهته، يحمل فكرا خلفه، وهنا نجد هذا الفكر متجليا في تغييب الشعب عن ساحة الصراع، وإظهار العسكر يجرون خلف الحاكم وحوله ببلاهة، ثم المفاجأة بقيامهم بالانقلاب ببساطة شديدة، لا يضاهيها غير بساطة استرجاع كرسي الحكم منهم، ولغياب صراع الحاكم مع أية قوية شعبية أو غير شعبية، يختل بناء الفيلم، ويصبح الأمر أشبه بحكايات الأطفال التي لابد أن ينتصر فيها الخير في النهاية لتنتهي الحدوتة والفيلم معا.

والمعضلة هنا هي أن الفيلم يقف في وجه الانقلاب العسكري، ليؤيد الحكم الديكتاتوري، ويغيب الشعب المفترض عن الصورة المرئية وهو يتصور أنه يدافع عن الشعب الصاخب في الواقع، ويقدم توليفة ساذجة وهو يعتقد أنه يصنع فيلما تجاريا ناجحا، والحصاد في النهاية سينما زائفة، تحتضن علي مدي أربعة عقود أفلاما من عينة »عوكل« و»حاحا وتفاحة« و»سيد العاطفي« ونتصارع في النهاية علي وجودها أو وجود غيرها في المحافل الدولية، فالكل باطل وقبض الريح.

أخبار النجوم المصرية في

19/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)