حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اروي جودة: ماحدث في التحرير لن يتكرر

حوار: أحمد سيد

كانت في رحلة استكشافية في قلب الصحراء، ولكنها لم تكمل رحلتها وعادت لتشارك ثوار التحرير وقفتهم من أجل الحرية، ولأنها خرجت من أسرة تقدس الحرية وتقبل الرأي الآخر، لم يمنعها أحد من التعبير عن رأيها فنزلت الي الميدان، تباركها دعواتهم بالنجاح.

أروي جودة التي انضمت لصفوف الشعب لتطالب بحياة كريمة عادلة، وتشارك في صناعة مستقبل لمصر، بدأت تتضح بالفعل معالمه الأولي.لم تكتف أروي بمشاركة الثوار في ميدان التحرير بل واصلت دورها السياسي عبر برنامج »علي فين« الذي تقدمه علي قناة »٥٢ يناير« وتقول عنه:

هو برنامج سياسي نقدم من خلاله بعض الملفات السياسية بطريقة مبسطة وسهلة حتي يستوعبها الجمهور واستضيف فيه عددا من السياسيين الذين يقومون بتحليل المشهد السياسي الحالي الذي تمر به مصر بشكل مبسط وسهل إلي جانب بعض أساتذة القانون الذين يقومون بتفسير المصطلحات الغامضة حتي يكون الجمهور علي دراية وعلم بكل ما يدور حوله، وقد استضفت في هذا البرنامج حتي الآن ما يقرب من ٥١ شخصية سياسية وكل ضيف أنا شخصيا استفيد منه معلومات جديدة.

·     هناك بعض الأحداث التي وقعت مؤخرا وجعلت البعض يفقدون جزءا من تفاؤلهم مثلما حدث في مباراة الزمالك والافريقي التونسي وغيرها، فكيف تقيمين ما حدث؟

- أنا اتصور أنها نوع من تشتيت الانتباه أو »التمويه« عن قضيتنا الرئيسية ،لآن هؤلاء الجموع الذين اقتحموا الاستاد كانوا موجودين من البداية لكن هذا لا يعبر عن طبيعتنا كمصريين، واعتقد أن هؤلاء البلطجية تم تسليطهم حتي تسود حالة من الذعر والخوف وعدم الثقة في الآخر والشعور بعدم الأمان وهذا كله يدفعك الي ترك القضية والحقوق التي كانت الثورة تنادي بها وننشغل في تأمين عائلاتنا من البلطجية. وأنا أري أننا قمنا بانجاز كبير ولابد أن نتمسك به.

·         ما رأيك في فكرة تصنيف الفنانين في قوائم سوداء وبيضاء؟

- أنا لست معها لأن من حق أي شخص أن يعبر عن رأيه حتي الذي كان يؤيد النظام السابق ولكن مع الفرق بين من كان يقول رأيه ومن كان يعبر عن رأيه بألفاظ خارجة تتجاوز كل الحدود فهناك من دعت لحرق من كان داخل الميدان وأنا اتصور أنني لن اتعامل مع هؤلاء بالاضافة الي أنني اذا رأيتهم فلن اتعامل معهم وهذه هي الطبيعة البشرية للانسان.

·         ولكن هناك بعض الآراء تقول أن الزمن قادر علي النسيان؟!

- أتصور أن هذا ليس حقيقيا لانه لو كان في وسع البعض أن ينسي لنسي هزيمة الاهلي للزمالك بنتيجة »٦/١«.

تصمت لفترة وتعود بذاكرتها لما حدث أيام الثورة ثم تقول : كنت خارج القاهرة أثناء قيام الثورة وبالتحديد في رحلة جيولوجية في الصحراء الغربية حيث أنني أعشق مثل هذه الرحلات كنوع من التثقيف ورغبة في تغيير أفكاري السابقة تجاه الصحراء والتي أراها من المناطق الخلابة في مصر وكانت الرحلة في الوقت العادي تستغرق عشرة أيام ومع الأيام الأولي فوجئت بانقطاع الارسال ولكني لم أعر الامر اهتماما ولكن في اليوم الرابع ومع عودة الارسال وصلتني أنباء عن قيام بعض البلطجية بمهاجمة الأهالي في منازلهم ومع متابعتي للأحداث وبالتحديد في شارع جامعة الدول العربية حيث تقطن أسرتي  قررت العودة سريعا الي القاهرة حتي أكون معهم وبالفعل توجهنا في الصباح الباكر الي القاهرة وتسلحنا ببعض الأسلحة البيضاء مثل الشوم والعصي لمواجهة أي هجوم من البلطجية وأنا في طريقي الي المنزل ورغم هدوء المنطقة وجدت اثار وبقايا الدمار الذي شهدته الشوارع خلال »جمعة الغضب« ومن هنا قررت الانضمام الي زملائي سواء من خارج الوسط أو من داخله لمحاربة الفساد واسقاط النظام وبالفعل ذهبت الي ميدان التحرير لكي أنادي بما يطالب به الجميع.

·         عندما شاهدت كل هذا الدمار ما الذي دار في مخيلتك أثناء هذه اللحظة؟!..

عندما اصطدمت بهذا الواقع المرير وما وصلت اليه مصر من خراب يوم جمعة الغضب كان أول ما فكرت فيه هو اصرار الثوار علي أن ينادوا »سلمية.. سلمية« رغم وجود ضحايا وارتكاب جرائم وخروج مجرمين وبلطجية يهددون الأهالي ليزرعوا الذعر والخوف في قلوبهم، فلم أتصور أبدا أننا وصلنا الي هذه القسوة.

الأمر الثاني هو أنني اتصلت بأهلي وأقاربي وزملائي للاطمئنان عليهم.

·         وما هو رد فعل أسرتك تجاه فكرة ذهابك الي ميدان التحرير؟!

أخبار النجوم المصرية في

14/04/2011

 

دراما مرئية

عودة مسلسلات ريما لعادتها القديمة

بقلم: د.حسن عطية 

تكلمنا العدد الماضي عن صيغ الدراما التليفزيونية، وطالبنا بأهمية العودة لصيغة السباعية في المرحلة القادمة، لما لها من مزايا ضغط الانفاق للعمل الواحد، وامكانية الكشف عن كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين جدد من الشباب المبدع والباحث عن فرصة لتأكيد مواهبه، بدلا من الاقتصار علي عدد محدود من العاملين - متميزين وغير متميزين - منذ زمن طويل بحقل الابداع التليفزيوني المحصور في عدد معين من مسلسلات المسير الطويل الممتد لأكثر من ثلاثين حلقة، فضلا عما تتيحه السباعية من امكانية المتابعة الانسانية والنقدية الدقيقة لحلقاتها محبوكة البناء، وموضوعاتها مكثفة الوقائع، وأهدافها المركزة الرسائل.

وككل نظام يهتز بنيانه، لا يتهاوي بسرعة، بل يحاول أن يرمم من نفسه، وأن يعيد طلاء جدرانه الخارجية، بما يتناسب - نفاقا - مع العهد الجديد، لأنه ببساطة لا يستطيع أن يغير من قواعده الأساسية، وإلا انهار تماما، ولذلك بدأ الانتاج الدرامي يعود لعاداته القديمة، وانشغلت بعض الاستوديوهات باستقبال المسلسلات التي كان متفقا علي انتاجها قبل الثورة، وبنفس المضامين المتخلفة، والموضوعات المتكررة، دونما ادراك لما أسميناه هنا بالمزاج الجديد للمجتمع، وهو مزاج نابع من تفجر أحلام التغيير، وانتقالها من الأفئدة لميدان الواقع العملي، مع تبدل في سقف المطالب، بعد أن ارتفع من مجرد الاستقرار وتوفر لقمة العيش والاكتفاء بالحديث عن الفساد، إلي العمل علي اجتثاث هذا الفساد من جذوره، وربط لقمة العيش بالحرية الفردية والجماعية وحرية الوطن وكرامة الجميع، والمطالبة بتجاوز الحديث عن الأمر الواقع، الذي بدأ قبل الثورة وكأنه أمر غير قابل للتغيير، والعمل علي تنمية الوعي بهذا الواقع، وطرح الأفكار الصحيحة لتغييره، فالبلطجية في الشارع هم أبناء هذا الوطن، بعد أن تم تضليلهم وتغييب وعيهم وتربيتهم علي الانصياع لمن يملك لقمة عيشهم، ويستغل قوتهم معطلة العقل في الفتك بكل الشرفاء.

أزواج وزوجات

لقد تم تعطيل عقل الكثير من قطاعات المجتمع خلال العقود الماضية، عبر وسائل الإعلام التابعة للنظام السابق وعيا من بعضها بهذه التبعية، أو بوعي منقوص ومزيف من بعضها الآخر بها، وكذلك عبر وسائط الفنون المختلفة، وفي مقدمتها المسلسلات الدرامية المخدرة للوعي، والتي أغرقت وجدان المجتمع في الحكايات الميلودرامية للصعود الفردي للنابهين مستغلي الفرص لقمة المجتمع، فكرست فكرة الحل الفردي، وأطاحت بأي فعل جماعي، وشغلت العقل بزوجات الحاج »متولي« وأزواج الحاجة »زهرة« وبلاهة »ديدي ودوللي«، ودعمت مفاهيم الانتهازية والفهلوة والاكتفاء بالشحاذة باسم التكافل الاجتماعي، وضرورة أن يعطف الأغنياء علي الفقراء في المناسبات دون أي تغيير لبنية المجتمع التي تكلست زمنا، وعبرت عنها هذه الدراما المسالمة، ومازالت بكم المسلسلات التي يتم الآن تصويرها في الاستوديوهات المختلفة.

ودون استباق لبث المسلسلات الجديدة انتاجا، والتي تحاول جاهدة الوصول لشهر رمضان القادم بنفس سفنها القديمة، فكريا وفنيا، نشير فقط لنموذج يبشر بالكثير غيره مازال مختبئا بجراب صناع الدراما المستهلكة، وصيغ بعقل ما قبل ثورة الوطن الشبابية الشعبية، وعاد أصحابه للإسراع في انتاجه وتقديمه دون أي اهتمام بمزاج ما بعد هذه الثورة، وهو يدور حول شخصية رجل أعمال دخل السجن بتهمة سرقة أموال الشعب في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن استغل الدين ستارا لشركات توظيف الأموال، ويؤكد صناع هذا المسلسل اعلاميا علي أنه سيرة ذاتية لهذا الرجل، وقد قبل صاحبه الأصلي ظهور شخصيته مقابل مبلغا كبيرا من المال، أو ربما العكس هو الذي حدث، فالمسلسل حتما سيكون في صالحه، ولن يدينه في شيء وإلا لرفضه، خاصة أن القائم ببطولة هذا المسلسل، وهو ممثل متميز، وإن كانت الحاجة لمال المسلسلات وللتواجد أمر في غاية الأهمية للممثل، والذي صرح علانية بأن هذه الشخصية »كانت لديها مشاريع مفيدة للمجتمع«، هكذا وقبل انتاج المسلسل!! كما أن اظهاره كرجل حملة تدينه العميق وذكاؤه غير المحدود للصعود اجتماعيا واقتصاديا، وتحوله لمنافس قوي للدولة ومؤثر علي الاقتصاد الوطني، وتقديمه بحيث لا تخلو مفردات كلامه من ذكر الله، يحبب الناس فيه يميل بهم نحو مشاريعه، في زمن فتح كل أبواب التعبير أمام الجماعات الملتحفة بالدين للتعبير عن أفكارها، ويبعث المسلسل بالتالي من تحت الرماد الحكايات القديمة عن تعنت النظام السابق »المدان« معه، ووقوف رجال الأعمال »الفاسدين« ضده، مما يحوله لبطل قومي، ويدفع الناس للتعاطف معه ضد الحكومة المشبوهة التي خافت منه وأفسدت علي الناس أرباحها، وهاجمت الاسلام في شخصه، كما يروج بين العامة حتي اليوم، فضلا عن إلهاء الناس بزوجاته الثلاث عشرة لتمرير أفكار الصعود الاجتماعي الفردي علي أكتاف أفراد المجتمع المجتهدين.

حكاية للهو المزيف

وإذا كان المسلسل الجاري تصويره اليوم، كما يبدو من معالجة السيناريو الدرامية، ومن التصريحات المعلنة لصناعة في مؤتمرهم الصحفي، سيدور حول عشق هذا الرجل لثلاثة أشياء شكلت منحني مهما في حياته هي »الدين والثراء والجنس«، مع تجاهل تام للحديث عن شركات توظيف الأموال التي تعاظم دورها وإفسادها للاقتصاد الوطني وقتذاك، وعن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي سهلت لمثله وغيره الظهور كرجال أعمال يتربحون باسم الدين ، وتبجحهم قولا بأنهم كانوا يمثلون دولة داخل الدولة، فإن هذا المسار لو ظهر بالفعل علي الشاشة، سيعاود خداع المجتمع، ويعيد الحديث عن أفكار توظيف الأموال في شركات ترفع شعارات دينية، وذلك ضد البنوك التي يكفرها السلفيون وباهتزازها يهتز اقتصاد الوطن الذي يعاني اليوم من تعثر اقتصادي رهيب.

الدراما التليفزيونية ليست مجرد حكاية نلهو بها ونتسلي بمواقف بطلها الجنسية، بل هي وجود مؤثر علي وجدان المشاهد، ومؤثر فاعل علي عقله، ومروج لرسائل نحن في أمس الحاجة اليوم للايجابي والمتقدم منها، وليس للسلبي والمتخلف الذي يفسد ثورتنا العظيمة، ويعيدنا سنوات للوراء، بل وقد يؤدي لخلخلة كاملة لبنية مجتمع مازالت صراعاته الداخلية تقلقل استقراره، وتغيم الطريق الصحيح أمام تقدمه، وتفتح المجال لانتاج مسلسلات عن »عبود الزمر« وزيارة »خالد الاسلامبولي« له في المنام، مبشرا اياه بخروجه من السجن عقب خروج الملايين إلي ميدان التحرير لتحريره.

أخبار النجوم المصرية في

14/04/2011

 

الفضائيات الليبية والسورية واليمنية واخواتها:

تلفزيونات كافية لتثور الشعوب على حكامها!

توفيق رباحي

ما زلت مواظبا أتحمل مشاهدة الفضائيات الليبية واليمنية والسورية والجزائرية وأخواتها في هذه الأيام الاستثنائية. هذا وحده جهاد! أتناول ما أستطيع من منشطات وحبوب هلوسة تورّدها شركة 'القاعدة' العالمية للقتل والترويع مما فاض من مخزونها في ليبيا.

1

في الفضائية الليبية ما يزال الدكتور يوسف شاكير وحيدا ضد الجميع. هذا الرجل لم يتعب ولم يكل بعد. كأنه يتحداني، كلما انتظرته أن يغيب أو يعتذر، أطل عليّ ملوحا بمسبحته. أصمد وأقاوم من أجل أن أتمكن من مشاهدة شيء مختلف، فيزداد هو إصرارا وعنادا على الظهور في الفضائية الليبية الى ساعة متأخرة من كل ليلة. وكل ليلة تشبه سابقتها إلا من حيث لون ربطة العنق التي يلبس.

في كل ليلة يأتي الدكتور يوسف شاكير بربطة عنق جديدة. عندما بدأت كتائب العقيد معمر القذافي والعائلة تسترجع بعض المدن والمناطق من الثوار، قال إنه كلما سقطت بلدة في أيدي الكتائب اشترى ربطة عنق جديدة. مرة خاطب المشاهدين قائلا: 'الدنيا فلّ ومئة في المئة، وشوفوا هاذي الكرافته الجديدة هي الدليل'.

عندما طال تعادل الفريقين في مباراة اجدابيا والبريقة منذ عدة أيام بلا غالب ولا مغلوب، اعتقدت أن تجار ربطات العنق 'أكلوها' لأن الدكتور شاكير سيتوقف عن التبضع عندهم طالما تعرقلت الانتصارات. لكن يحدث أن الدكتور يأتي يوميا بربطة عنق جديدة مختلفة!

ليس هناك جديد مع الدكتور شاكير.. قاموس الشتائم والقذف والتجريح هو ذاته، إلا من هذا الأمر اللافت للانتباه: منذ أشاهده لا أذكر أنه انتقد أو هاجم وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا رغم الصفعة التي شكلها انشقاقه عن عائلة القذافي. بترتيب الأهمية والخطورة، وقياسا بما طال السفيرين عبد الرحمن شلقم وعلي الأوجلي والمعارضين محمود الشمام وجمعة القماطي وخليفة حفتر وغيرهم، من اتهامات وشتائم وبذاءات على لسان شاكير، بترتيب الأهمية يجب أن ينال كوسا نصيبا أعظم من الشتائم آناء الليل وأطراف النهار. لكن لسبب ما، لا يجرؤ الدكتور صاحب اللسان السليط الذي يرتل ترتيلا عن الهرج والمرج وينتظر الريح الصفراء والطير الأبابيل (والذي ينصب بعلى ويرفع بإلى كأن يقول وهو يقرأ من ورقة: نحن في حربُ، وليبيا عصية على التخريبُ، والعار للإرهابيون)، لا يجرؤ على ذكر اسم كوسا الذي لا مبالغة في وصفه بمكتبة الأسرار المتحركة أو الصندوق الاسود للنظام الليبي.

ربما يجب التوجه بالسؤال الى القائمين على برنامج 'عشم الوطن' في المخابرات ودوائر سيف الإسلام. أما شاكير فمجرد منفذ مطيع و'عشم الوطن' هو السلاح البديل عندما ارتبكت الأجهزة العسكرية وانهارت الآلة الدبلوماسية.

وددت أيضا أن يدلني القراء هل تعرضت البطلة المغوارة هالة المصراتي الى كوسا منذ إعلانه التخلي عن القذافي والعائلة، فقناتها لا تصل بيتي لأن 'الهوائي المقعّر' الذي بحوزتي لا يسحب نايل سات وعربسات حيث تبث 'الليبية'.

2

ـ في سورية لا يختلف الأمر كثيرا عن ليبيا. هؤلاء السابقون وأولئك اللاحقون! عندما تخلت ليبيا عن أسطوانة العدو الخارجي والقاعدة والإرهابيين، استلمتها الفضائيات السورية، مع فارق أن عند سورية قائمة الأعداء جاهزة ولا يحتاج الأمر لعناء كبير أو تشبث مفرط بشماعة القاعدة. هناك شماعة الإخوان. وإذا لم تنفع هناك اسرائيل. وإذا لم تنفع هناك لبنان أو فصائل لبنانية.

يبدو هامش التحرك أوسع قليلا عند الفضائية السورية من نظيرتها الليبية بسبب قائمة الأعداء هذه. يتضح ذلك من 'خزّان' المتحدثين الذين يستعين بهم التلفزيون السوري وأغلبهم لبنانيون يبدو أنهم أدرى بسورية من السوريين وأحرص على مصلحة الشعب السوري من الشعب السوري!

ومثل ليبيا، الأشرطة المسجلة جاهزة والاعترافات كذلك، وما على المشاهد الطيب إلا الانتظار في بيته لحظة بدء الاعترافات التاريخية والكشف عن المخططات العالمية لضرب استقرار آخر حصن عربي في مواجهة اسرائيل.

هكذا في رمشة عين تحوّلت القلاع الحصينة المحصنة من كل خطر إرهابي أو أمني، نماذج الاستقرار والأمن، الى مرتع لأتباع تنظيم القاعدة ومدمني المخدرات وحبوب الهلوسة يجوبون الشوارع ويطلقون النار عشوائيا على جموع العزّل والشمس في كبد السماء.

3

ـ يعاني التلفزيون اليمني من محاولة اللحاق بالآخرين وإصلاح ما تفسده المحطات الفضائية الأخرى. لكن يبدو أن الذي يصفه الإعلام اليمني بـ'فخامة الرئيس الأخ علي عبد الله صالح' لا يسهّل مهمة الفضائية اليمنية، ففي كل خطاب أو تصريح علني يخرّب مربعا آخر من مساحته السياسية والإعلامية والدعائية حتى لم يعد ممكنا للفضائية اليمنية أن تصلح ما أفسده 'فخامة الرئيس الأخ' علي عبد الله صالح.

يبدو أن رحيل 'الأخ الرئيس' هو ما تبقى سبيلا للإصلاح وحفظ ماء وجه الشاشة اليمنية.

4

حسب السيد عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، لأن الصحافيتين أوكتافيا نصر وإيلين توماس فصلتا من عملهما في الإعلام التلفزيوني الأمريكي، فعلى الجزائريين أن يبقوا سجناء تلفزيون بوتفليقة وبلخادم وأبو جرة سلطاني.

سألوه في التلفزيون الجزائري عن رأيه في فتح الإعلام المرئي والمسموع الممنوع على الناس والمجتمع في الجزائر، فردّ بهذا الكلام الشنيع في التلفزيون الجزائري.

وقال أيضا إن الإعلام يتقاطع مع المال والنفوذ ومن شأن هذا أن يقود الى ما لا يحمد عقباه. وتحجج بأن ثلاث شركات أمريكية تحتكر 36 وسيلة إعلامية. لا أعرف هل هذا الرقم المهول صحيحا، لكن هل يفرق كثيرا عن زمرة تحكم بلدا منذ 1962 وتستولي على تلفزيون هو ملك لـ35 نسمة؟

لهذه الأسباب قرر سيادته أن التعددية الإعلامية والتلفزيونية لا تليق بـ35 مليون جزائري، أو هي أكبر منهم، ولذا عليهم جميعا أن يكتفوا ويرضوا بقناة تلفزيونية يتيمة وبائسة تعيش في زمن آخر.

قبل عشر سنوات قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الكلام نفسه. آنذاك حمدت الله في السر والعلن أن فخامته وصل الى الحكم متأخرا، في 1999، فكان مستحيلا أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء. ولو قدّر الله و'استلمنا' في 1989 أو 1990، ما كانت الجزائر لتذوق ذلك الهامش من حرية الصحافة المطبوعة. كان سيعتبرنا قاصرين ويستخسرها فينا، والحجة جاهزة: الخوف على استقرار البلد ووحدة الشعب. كان فخامته يقصد، عن حق أو باطل، الخوف من عودة 'البولحية' والحرب الأهلية وفتنة تقسيم البلد. واليوم يعيد واحد ممن ابتليت بهم الجزائر الكلام ذاته. ثم يقول إن الجزائر تختلف عن الدول العربية التي شهدت وتشهد ثورات!

أعتقد أن حالة التلفزيون الجزائري وحدها كافية لتسبب ثورة. وكلام السيد بلخادم كاف ليسبب ثورة أخرى. وطريقة تفكير هذه العصابة التي استولت على البلد كافية لتسبب ثورة. ورغم ذلك يقولون، والبلد يغلي، 'نحن لسنا تونس ولسنا مصر'.

أحسدهم على هذه الثقة في النفس وأتمنى أن يقولوا لنا ما هي مصر وما هي تونس المختلفتان عن الجزائر.

* كاتب صحافي من أسرة 'القدس العربي'

toufik@alquds.co.uk

القدس العربي في

14/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)