حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صناع الدراما:

نحتاج لوقت حتي نؤرخ لثورة 25 يناير ونطالب بإلغاء الرقابة

بقلم : سهير عبدالحميد

ثورة 25 يناير مثلما كانت ثورة علي الفساد في مصر فإن شباب الدراما وصناعها يعتبرونها أيضا ثورة فنية علي كل ما هو تافه بعد أن اثبتت هذه الثورة مدي وعي الشعب المصري وانه لن يقبل بالاعمال التافهة وبالطبع هذا سيقلب موازين الدراما المصرية والعربية، لكن هذا التغيير لن يكون هذا العام ولكن بعد سنوات حتي تكون ملامح التغيير قد اتضحت وإلا ستكون مجرد سبوبة لركوب الموجة لذلك بدأ صناع الدراما من منتجين ومؤلفين ومخرجين في إعادة حساباتهم حتي لا ينفصلوا عن الواقع، كما اتفقوا علي مطلب واحد وهو الغاء الرقابة علي أعمالهم. «القاهرة» رصدت في هذا التحقيق وجهة نظرهم تجاه مستقبل الدراما. السيناريست عبدالرحيم كمال يقول إنه طول عمره قلمه حر بغض النظر عن أي شيء وأعماله تشهد علي ذلك، حيث قدم في أعماله اسقاطات سياسية علي الوضع الراهن سواء في مصر أو في العالم العربي، وكان آخرها مسلسل «شيخ العرب همام» ويضيف: إذا كنت سأتناول ثورة 25 يناير في أعمال درامية فإنني لن اتعامل معها كسبوبة حتي اركب الموجة بالإضافة إلي أن أي حدث تاريخي لا يمكن التعبير عنه في وقته وإنما لا بد أن يمر عليه فترة حتي تعبر عنه بموضوعية شديدة وأن يكون للكاتب وجهة نظر فيما يكتبه وإلا المشاهد سيغير مؤشر التليفزيون لأي قناة إخبارية هذا بجانب أن يكون العمل ذات طابع إنساني حتي يمس قلوب الناس. ويضيف كمال أنه علينا ألا نفعل مثلما حدث بعد ثورة يوليو ونقدم أفلاما تشتم في الملك علي طول الخط وتخون ناس وتمجد ناس لكن علينا أن نقول كلمة حق ولا نتبع أسلوب التخوين ويتفق مع وجهة النظر السابقة السيناريست عمرو سمير عاطف، حيث أشار إلي أن الثورة لم تسفر عن نتائج واضحة حتي الآن بخلاف سقوط النظام ورئيسه أما المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فلا نستطيع أن نشعر بها ونستوعبها إلا بعد مرور سنوات. ويري عاطف أنه لابد من الغاء جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية التي تتصدي لأي فكر جاد وأن تحل محلها تضيف جهة الأعمال الفنية ولا تتحكم فيها لأن هذا عقبة في طريق أي مبدع وأعتقد ان هذا مطلب شعبي لكل المبدعين. ويري السيناريست أيمن سلامة أن ثورة الشباب تخرج منها خطوط كثيرة تقوم عليها عشرات الأعمال الفنية، قائلا: نفسي أعمل مسلسلاً عن الأشخاص المنافقين الذين ركبوا الموجة والذين كانوا أمس يشيدون بالرئيس ونجله يقفون في أول صفوف المعارضين وهؤلاء المتلونون هم الذين يسيرون اشمئزاز أي شخص. ويضيف قائلا: قضايا الفساد التي تنكشف لنا كل يوم هي مادة خصبة لأي مؤلف لكن علي الجانب الآخر لن نستطيع أن نتناول شخصيات بعينها مثل أحمد عز وجمال مبارك خاصة وهي موجودة لكن قد يكون هذا متاحاً بعد «15» سنة في ظل أن هناك حقائق لا تزال غائبة وطبيعي أن أي حدث تاريخي لا يتم تناوله في نفس اللحظة مع تضارب الحقائق. أما موقف المسلسلات التي كتبت بالفعل ويتم التحضير لها وبدأت في تنفيذها فإن الأمور تعقدت بالنسبة لها وأي مسلسل لم يتم بيعه لقنوات فضائية سواء مصرية أو عربية فسيكون مصيره التوقف خاصة مع عدم وضوح رؤية الفضائيات للأيام المقبلة. ويعتبر السيناريست فايز رشوان أن ثورة 25 يناير ليست ثورة سياسية ولكنها ثورة فنية علي الأعمال الهابطة خاصة أن الناس أصبح لديها وعي سياسي ولن تقبل بالتفاهات في المرحلة المقبلة ودورنا كمؤلفين شباب أن نواكب هذا الوعي وأن نقدم أعمالاً تناسب وعي الناس خاصة الشباب. ويضيف رشوان أن الدراما ستشهد تغييرًا كبيرًا في الأيام المقبلة وستختفي الاسقاطات السياسية علي الشخصيات بمعني يكون الكلام واضحًا ومباشرًا لكن دون الإساءة. ويقول: التغيير الذي اتحدث عنه سيكون مرتبطًا بإلغاء الرقابة علي الدراما وفي المقابل تفعيل القوانين التي تحاسب المبدع إذا أخطأ وأساء لسمعة البلد أو أحدث فتنة طائفية وأي بلد ديمقراطي يحارب الفن بالفن وقد تضرر في وقت سابق من الرقابة علي الدراما في قطاع الانتاج حيث رفضت أعمال كثيرة لي منها مسلسل «وادي القمر» والذي يتناول البلطجة السياسية وقضايا غسيل الأموال وذلك من خلال صعود رجل أعمال حتي وصل لقمة العمل السياسي لذلك لن أنشغل هذه الأيام بتقديم عمل درامي عن الثورة وإنما سأكتفي باخراج أعمال مركونة في درج مكتبي والتي سبق ورفضتها الرقابة أما أعمال الثورة فلن أكتب شيئاً عنها الآن. ويحضرني مقولة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة والذي يقول فيها إن الفن ليس صفحات جرايد تواكب الأحداث الجارية. ويقول المخرج محمد النقلي إن تأثير ثورة 25 يناير لن يكون فقط علي نوعية الأعمال الدرامية ولكن أيضًا الموضوع سيكون مرتبطاً برءوس الأموال التي تقدم هذه الأعمال فمثلما أثرت هذه الثورة فينا وغيرتنا فإنها أيضا أثرت علي الاقتصاد وأحدثت خسائر مالية واقتصادية وأخشي أن تؤثر هذه الخسائر في سوق الدراما التي هي في النهاية عرض وطلب، ويضيف النقلي أنه فور انتهائه من مسلسل سمارة سوف يبحث عن ورق جيد مكتوب عن الثورة التي اصبحت مادة ثرية لأي مؤلف الذي لن يحتاج لاسقاطات سياسية وقد استغل الكثير من زملائنا المظاهرات وسجلوا مادة تسجيلية جيدة حتي يتم استغلالها في أي عمل درامي لاحقا. المنتج محمود شميس يقول إنه من الصعب تقديم عمل درامي عن 25 يناير الآن وإلا سيتم «سلقه» أما الأعمال التي كانت جاهزة قبل هذه الأحداث فأعتقد أنه من الصعب ادخال أحداث جديدة لمجرد مواكبة الثورة مثل مسلسل «آدم» لتامر حسني «وكيد النساء» لسمية الخشاب وفيفي عبده وكليهما احداثه بعيدة عن الثورة. وأضاف شميس أن هذه الثورة ستؤثر علي امكانية تقديم أعمال درامية بفكر جديد دون الارتباط بالمحازير الرقابية مؤكداً أنه في الفترة المقبلة ستختفي مسلسلات السير الذاتية التي انتشرت في الآونة الأخيرة بسبب قلة الأفكار.

جريدة القاهرة في

12/04/2011

 

«مصر النهارده» يعرض ماسبيرو لخسائر مليونية

بقلم : هشام زكريا 

«اذا اردت ان تري الصورة الحقيقية لأحوال مصر المحروسة عليك ان تنظر الي احوال مبني ماسبيرو» هذه المقولة يرددها البعض داخل ماسبيرو منذ سنوات فعندما تتحدث الي أي من المخضرمين داخل المبني العريق عن مصر في العهد السابق لم يكن غريبا ان يقول لك اذا انتهي الفساد في ماسبيرو سيكون هذا عنوانا لنهاية عصر الفساد وينظر هؤلاء الي اتحاد الاذاعة والتليفزيون علي انه صورة مصغرة للدولة والناظر الي مصر قبل الثورة يستطيع ان يرصد هذه الحقيقة ويتيقن منها اذا ما قام بعمل مقارنة بين سوء الادارة علي مستوي الدولة وسوء الادارة في ماسبيرو وايضا عمليات النهب والفساد في الدولة وايضا في ماسبيرو وما حدث من انتهاج اسلوب الخصخصة (المهجنة) في مصر ومثلها في ماسبيرو حتي طريقة اختيار القيادات واسلوب ادارتها تلك الادارة المركزية حيث تنصب كل الشئون الادارية والقرارات في شخص واحد وبالتالي لم يكن غريبا ان ينهار الاعلام الرسمي المرئي والمسموع في نفس التوقيت الذي انهار فيه النظام ويصل الي مرحلة الاحتضار. الطبقية في دولة ماسبيرو داخل (دولة) ماسبيرو قبل الثورة لم يكن غريبا ان تكون هناك فروق طبقية بين العاملين فيه مثلما هو الحال في الدولة ولم يكن عجيبا أن تختلف ظروف العاملين فيه في القنوات الاقليمية عن العاملين بمبني كورنيش النيل وتوابعه مدينة الانتاج الاعلامي وشركة صوت القاهرة وان تري احتلالا منظماً للقطاع الخاص بشركاته ورجاله لهذا الجهاز الاعلامي وهو مايشبه ما حدث مع وزارة رجال الاعمال او ان تستشعر بعشوائية القرارات وعنجهيتها وان تشاهد التحيزات والوساطة تحكم كل الامور وتلمح علي الملأ خططا منظمة لتربح البعض دون الاخرين الناظر للامور داخل ماسبيرو خلال هذه الفترة سيري ايضا صورة مصغرة لما يحدث في مصر بعد الثورة حيث ان هناك رغبة حقيقية من جانب ابناء المبني الاصليين في ان يحصلوا علي حقوقهم كاملة وان يطاردوا الدخلاء عليه وان يفضحوا كل من تسبب في اهدار المال العام او حصل علي حقوق لا يستحقها ومثلما اسقط ثوار التحرير النظام لايزال سكان ماسبيرو يتمسكون بثورتهم في اسقاط نظامهم ايضا دون الخضوع للوعود وللاغراءات المالية المتمثلة في اللائحة فعقب رحيل الفقي والشيخ عن طريق المستندات التي قاموا هم انفسهم بتقديمها للنائب العام عقدوا العزم علي اسقاط النظام داخل المبني بجميع فئاته فقامت ثورتهم وعندما تولي د. عصام شرف رئاسة الوزراء باختيار ثوار التحرير قادتهم الامال في ان يقوم شرف بمساندة ثورتهم ومنحهم فرصة الاختيار ولكنهم فوجئوا بأن الاختيار لا يزال مفروضا عليهم بعد ترشيح سامي الشريف الذي جاء الي منصبه قبل يوم واحد من تشكيل حكومة شرف فسعوا الي اسقاطه وهي صورة تشبه ما حدث مع الفريق احمد شفيق الذي تولي المسئولية في البداية بتكليف من الرئيس السابق مبارك وضمت مجموعة كبيرة من الوجوه القديمة وهو نفس الحال مع د0سامي الشريف الذي تولي المسئولية وسط رفض واضح ومثلما فعل شفيق فعل شرف من حيث الوعود بحل المشكلات والمطالبة بمنحه وفريقه القديم الفرصة للعمل ثم سرعان ما يضطر لإحداث تغييرات بناء علي الثورة التي لم تنته بعد ورغم ذلك تظل المطالبة برحيله مطلبا اساسيا وفي ظل الاحداث يظهر ايضا ما يطلق عليه الثورة المضادة داخل ماسبيرو والتي يتردد ان القائمين بها هم المستفيدون من النظام القديم وان من يديرها كما يرددون هو رئيس احد القطاعات بماسبيرو الي جانب بعض رؤساء القطاعات الذين ذهبوا لجمع التوقيعات التي تطالب ببقائهم وفي المشهد ايضا يظهر هواة ركوب الموجة ليظهروا كأبطال علي الشاشة ليختلط الحابل بالنابل وتسوء الامور ليصل الانتقاد مداه الي القول بأن شرف و د. يحيي الجمل لا يريدان ان يحققا مطالب ثوار ماسبيرو المشروعة في تحقيق هدفهم الاول وهو رحيل الشريف والقيادات القدامي بالكامل دون استثناء. ويصل المشهد الي قمة التشابه بين الوضع الاقتصادي علي مستوي الدولة وعلي مستوي دولة ماسبيرو ففي الوقت الذي توقفت فيه عجلة الانتاج داخل الدولة وتزيد الخسائر يتعرض مبني ماسبيرو بكل كياناته الي نفس الموقف حيث توقفت خططه البرامجية القادرة علي التسويق وتوقفت خطط الانتاج الدرامي وزاد الامر سوءاً ما يتردد عن توقف الدوري العام لكرة القدم وبالتالي توقف الاعلانات لكن يأتي الاختلاف واضحا ومتمثلا في ان الدولة بدأت تتحرك لاستعادة عافيتها عن طريق وزارة شرف الجديدة بالكامل في حين يواصل ماسبيرو تعثره في ظل وجود قياداته القديمة ليكون المشهد القادم المتوقع هو رحيل قيادات ماسبيرو وعلي رأسهم سامي الشريف ليعود التشابه من جديد بين الدولتين. أجر رئيس الاتحاد ورؤساء القطاعات لم تفلح تغييرات ماسبيرو الاخيرة في تهدئة الامور داخل المبني وإن كان هناك احترام واضح لبعض القيادات التي تولت المسئولية ولكن النظام من وجهة نظر الغاضبين لا يزال مستمرا في موقعه ولا تزال اوجه التشابه كما هي فعقب الاعلان عن التغييرات وما اعقبها من تسريب اللائحة المالية الجديدة (المغرية) التي جاء تزامنها مع التغييرات بهدف واضح وهو التشويش علي التغييرات نظر البعض للامر علي انه رشوة مقنعة ورغم ذلك كان السؤال الغريب وغير المتوقع من البعض هو كم سيكون الاجر الذي سيحصل عليه رئيس الاتحاد ورؤساء القطاعات ومكتب رئيس الاتحاد لتنتشر بعدها اقاويل تشير الي ان رئيس القطاع سيحصل علي 180 الف جنيه شهريا ثم سرعان ما ينتشر ما يفيد بأن رئيس الاتحاد اوكل الي سمية زغلول رئيس الادارة المركزية مزيداً من الصلاحيات ومنها التوقيع علي كثير من القرارات الدارية عن طريق تفويض رئيس الاتحاد لها وهو ما اثار الغضب بشكل اكبر حيث فسر البعض الامر علي انه عناد من جانب الشريف لمطالب الثوار بضرورة رحيل سمية زغلول عن موقعها وليس منحها مزيداً من الصلاحيات وفي نفس التوقيت كانت مشكلة العاملين في قطاع المتخصصة تتزايد حيث طالبوا بالحصول علي اجورهم المتأخرة قبل المعركة الطاحنة مع امن ماسبيرو بعد ان فشل سامي الشريف في تهدئتهم في الوقت الذي كان يجلس في مكتبه كل من طاهر ابو زيد وعلي ابو جريشة وتردد حينها انهما يلتقيان الشريف للحصول علي مستحقاتهم المالية التي تصل الي مئات الآلاف من الجنيهات ووسط اقاويل تشير الي ان فريق ستاد النيل حصل منذ فترة قليلة علي شيك بـ 5 آلاف جنيه ليتأزم الموقف بشكل اكبر. أخطاء الشريف بملايين الجنيهات داخل دولة ماسبيرو كما يحلو للبعض ان يطلق عليها وقع الشريف في اكثر من خطأ كلف خزائن الاتحاد خسائر بالملايين حيث انه لم يدرس كيفية الاستغناء عن مقدمي برنامجي «مصر النهارده» و«من قلب مصر» بصورة صحيحة تفاديا للسقوط الاعلامي والاعلاني فالبرنامجين هما الاكثر جذبا للاعلانات وتوجد تعاقدات مع المعلنين وبالتالي كان من الضروري ان يتم استبدالهما بطريقة حرفية سواء عن طريق عمل برنامجيين جديدين الي جانب «مصر النهارده» و«من قلب مصر» يتم خلالهما استعراض الوجوه المرشحة لـ «مصر النهارده» و«من قلب مصر» كي يألفهم المشاهدون والمعلنين قبل تسكينهم في «مصر النهارده» وقد تحدث المفاجأة وينجح البرنامجان الجديدان ويجذبان اعلانات ويتم الاستغناء نهائيا عن مصر النهارده ودون ان تحدث هذه الهزة العنيفة لبرنامج مصر النهارده او ان يقوم الشريف بطلب السيرة الذاتية لكل مقدمي البرامج في ماسبيرو كي يتم الاختيار من بينهم للبرنامج 0كما انه ايضا لم يذهب لخطة اخري كان من الممكن ان تقي ماسبيرو شر هذه الخسائر الاعلانية للبرنامجين وتتمثل في اختيار المشهورين من داخل ماسبيرو ليكونوا هم البدائل من امثال دينا رامز وهويدا فتحي مع امكانية الاستعانة بوجوه من ابناء التليفزيون امثال مي الشربيني او مني الحسيني او التفاوض مع معتز الدمرداش الذي ترك المحور 0ومع الغياب الاعلاني غاب عن البرنامجين ايضا النجاح الاعلامي. إعلام وانتقام اذن الصورة تشير الي ان دولة ماسبيرو بدأت تختلف عن الدول الكبري، مصر التي حدثت فيها ثورة مدوية اذهلت العالم في حين لا تزال الدولة الماسبيروية تتراجع للخلف وغير قادرة علي اللحاق بالثورة ووصل الامر الي حد القول بأن د عصام شرف رئيس الوزراء لم يدرك حتي الآن خطورة هذا الجهاز العريق وضرورة النهوض به وهو ما يدعونا لضرورة مطالبته بالتدخل السريع للاهتمام به خصوصا وان هناك من يقول ان دعصام شرف لديه نوايا مبيتة للانتقام من هذا الجهاز علي اساس انه كان معاديا للثورة اثناء تغطيته لها بل ان البعض ذهب لاكثر من هذا وبدأوا يرددون ان هناك من يحيط بشرف من الاعلاميين البارزين المشاركين في الثورة وانهم يسعون لتجميد نشاط ماسبيرو وتركه غارقا في مشكلاته حتي لا يكون مصدر خطورة اعلامية ومساندا للثورة المضادة ولا شك ان هدف هؤلاء اذا كان الامر صحيحا هو الرغبة في الوصول الي الكرسي الكبير في ماسبيرو. مما سبق يتضح ان مشكلات ماسبيرو تحتاج الي الحسم السريع للحفاظ علي المال العام وعدم اهداره ولانقاذ دوره الاعلامي الوطني خصوصا وان الفضائيات الخاصة من الصعب السيطرة عليها اذا ماخرجت عن الحياد اثناء الانتخابات فهواء بعض الفضائيات قد يتم عرضه للبيع اثناء الانتخابات

جريدة القاهرة في

12/04/2011

 

أنس الفقي أغلق المكتب حتي لا تفتضح الممارسات الأمنية في ليلة 28 يناير

بقلم : أحمد علي كامل 

بعد صمت طويل جاء هذا الحوار، ليحكي فيه عبدالفتاح فايد مدير مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة عن خمسة عشر يوما قضاها بعد غلق المكتب وتوقف البث منه، والمكالمة الهاتفية التي دارت بينه وبين انس الفقي وزير الإعلام السابق ليلة 28 يناير، كما يروي تجربة اعتقاله من ميدان التحرير وقــضاءه لـ 17 ساعة قيد الاعتقال والتحقيق، كما يرد علي الاتهامات التي وجهت للجزيرة اثناء تغطيتها لأحداث ثورة 25 يناير من تلفيق ومبالغات وادعاءات بأنها تعمل علي اثارة الفتن ولم تنقل الاخبار والاحداث بصدق وموضوعية الامر الذي افقد مشاهديها المصداقية فيما كانت تقوله.. > لماذا بدأت تغطية احداث 25 يناير بشكل متأخر؟ نحن بدأنا التغطية الصحفية لاحداث هذا اليوم بعد الظهرحيث كان هناك العديد من الاحداث المهمة مثل كشف الجزيرة عن وثائق المفاوضات الإسرائيلية والفلسطينية كذلك الانباء المتلاحقة عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، ونحن تعاملنا مع الحدث أن كل ما هوسابق ليوم المظاهرة ليس بخبر، فلم ننشر شيئا عن الدعوات التي كانت علي الفيس بوك، إن هذه دعوات لمظاهرة لم تحدث بعد، وبعد أن قامت المظاهرة فوجئنا بقطع جميع وسائل الاتصال من هواتف وانترنت ومن يوم 25 حتي 28 يناير، ويبدو أن وزير الإعلام السابق تضايق من أننا نبث بالرغم من انقطاع وسائل الاتصال عنا، لكننا اعتمدنا علي وسائل أخري للبث، وتم قطع البث نهائيا يوم جمعة الغضب واتصل بي أنس الفقي في ليلتها وقال لي "هقفلك المكتب" فقلت له "مهو فعلا انت قافله وقاطع عننا الاتصال من كل ناحية" ، فسألني "أنتم شغالين ازاي" فقلت له "إحنا شاغلين بطريقتنا" ولدينا أدوات أخري نعمل بها، فالفقي كان يتصور أنه بإغلاق مكتب الجزيرة في القاهرة سيمنعنا من البث، وهذا فهم خطأ، فغلق المكتب لم يمنعنا من التغطية، ثم إن الجزيرة تغطي الأحداث في دول كثيرة ليس لديها فيها مكاتب ومع ذلك تغطي الأحداث فيها، فهناك وكالات أنباء تبث صورا والفضائيات تأخذ عنها، فضلا عن وجود المواطن الصحفي الذي يقوم بالتصوير ويضع تصويره علي اليوتيوب، وهذا الذي صنع ثورة ليبيا وتونس، ولذلك فإن وجود اي مكتب هو ضمان للبلد وليس للقناة، فالقنوات اليوم تستطيع أن تحصل علي اي صور ومعلومات من اي مكان بعد انتشار ظاهرة الصحفي المواطن وأدوات التواصل الاجتماعي بشكل قوي، وبذلك تستطيع القنوات أن تحصل علي الأخبار والصور من مصادر عديدة اخرها الصحفي نفسه، فوجود المكتب بمراسلين وصحفيين من الدولة هو اكبر ضمان لتحقيق التوازن المطلوب بالاضافة الي درايتهم بتفاصيل الحياة السياسية عن غيرهم ولكن بإغلاقه ستلجأ القناة الي الحصول علي المعلومات من احد المصادر التي ربما تكون طرفا في الحدث. > لماذ شعر البعض أن الجزيرة في نقلها للأحداث لم تكن موضوعية ومنحازة؟ في ظل مقاطعة الطرف الحكومي للقناة وتحدث الطرف المعارض فقط، ذلك اشعر البعض أن الجزيرة منحازة وغير موضوعية، وهي علي عكس ذلك تماما، فلو كنا فعلا منحازين لطرف دون الآخر ما كنا خاطبنا الطرفين، وليس من شأن الجزيرة أن يصمت طرف ويرفض الحوار ويتحدث الآخر "ودا مش ذنبنا".. > حدثنا عن إغلاق المكتب وتجربة الاعتقال؟ في صباح يوم 29 يناير تم بالفعل غلق المكتب وسحب بطاقات الاعتماد من العاملين واخرجونا من المكتب، فالغلق لم يحجب معلومة، فهناك آليات أخري تمكننا من متابعة الشأن المصري من خارج القاهرة وكان علي افضل ما يكون، وانا التزمت بالقرار وكنت متوقفا عن العمل ، وطوال هذه الفترة لم يكن هناك مصورون أو مراسلون لمكتب الجزيرة من القاهرة، ثم عاد البث مرة اخري فور إعلان تنحي الرئيس مبارك، أما بنسبة لاعتقالي يوم الثلاثاء 1 فبراير، كنت في طريق الخروج من ميدان التحرير وتم ايقافي بحجة وجودي هناك ولم اكن احمل اي معدات تصوير او ما يشير لعملي كصحفي، وسألني الضابط عن سبب وجودي فقلت له انا هنا كأي مواطن مصري، فقال لي "هو مش مكتب الجزيرة مقفول؟" فقلت له "ايوة انا وجودي هنا ملوش علاقة بالمكتب، انا إعلامي ولست شخصية مجهولة ومن حقي المجيء للميدان "ويبدو أن ردي لم يعجب الضابط، فقام بتقييد يدي للخلف وعصبت عيناي وعوملت بمنتهي السوء، ومكثت في الشارع لمدة 6 ساعات حتي تم ترحيلي من الميدان إلي جهة أمنية قامت بالتحقيق معي وقضيت طوال الليل في ذلك المكان للتحقيق لمدة 17 ساعة ثم بعدها تم الإفراج عني. > وماذا عن باقي العاملين بالمكتب، هل تم اعتقالهم؟ نعم صدرت قرارات باعتقال عشرة مراسلين من بينهم ستة يعملون بالجزيرة الانجليزية والغريب انهم اعتقلوا اثناء تواجدهم في فندق هيلتون رمسيس بعد غلق المكتب، وصودرت أدوات التصويرالخاصة بهم وجميع الأشرطة والتي لم نحصل عليها الا منذ ايام، ثم اننا حتي بعد الافراج عنا تعرضنا للسب والشتم وملاحقة البلطجية لنا، وتلقينا للعديد من التهديدات والاتهام بالتخوين والعمالة من يوم 28 يناير وحتي 11 فبراير، كما أننا لم نستطع الاقتراب من المكتب فالبلطجية كانوا محاصرينه وجاءت لنا تهديدات باقتحام المكتب وتكسير محتوياته، ومع كل ذلك نحن التزمنا بقرار الاغلاق وكنت اتصور أن التعامل بالمقابل سيكون ارقي، لكن للاسف كان التعامل سيئا جدا خاصة في ظل نغمة الإعلام المصري بتخوين كل الناس وشباب الثورة، وهذا التخوين لم يطال الجزيرة وحدها، ثم إنه بعد أن تطورت الاحداث اتضح من الذي كان علي حق فيما كان ينشر وقتها، فالصحف المصرية اليوم تكتب اكثر مما قلناه قبل اغلاق المكتب ونحن منعنا عن البث قبل انتهاء الثورة، ونحن اغلقنا يوم 28 ولم نكن قد قلنا شيئا بعد عن الثورة، وهذا يؤكد أن قرارالاغلاق كان مبيتا ولم تكن المسألة انهم يعاقبوننا علي شيء معين، فنحن يوم 28 لم نقل أن الشرطة اطلقت الرصاص الحي علي المتظاهرين لأنه لم يكن احد يعلم بها بعد حتي اننا قلنا إنها قنابل غاز ودخان، لم نقل إن عدد القتلي بالكم الهائل، وقتها كان معروفا أن هناك 4 قتلي في السويس ومجندا في القاهرة، ثم تكشف بعد الاغلاق في اليوم التالي أن الاعداد اكثر بكثير، فنحن لم نقل شيئا عن الرصاص الحي ولا الاعداد الكبيرة للقتلي ودهس الناس بسيارات الامن، فنحن لم نقل الحقيقة كاملة بل نقلنا اقل منها بسبب الغلق فلماذا اذن اغلقت الجزيرة؟! وهذا اكد أن قرار الغلق جاء مقصودا ليس لأنها كاذبة او تثير الفتن وتعمل علي تأجيجها وانما جاء لحسابات اخري، واليوم ما ينشر عن الفساد يؤكد اننا لم نقل شيئا يستدعي الغلق والاتهام بالإثارة وعدم الموضوعية، كما أن النظام تناسي انه لا يمكن اخفاء شيء مهما كان وان قرار الغلق جاء كذريعة لاخفاء الجريمة النكراء التي قاموا بها يوم 28 يناير ولذلك اصدروا قرارا الغلق قبل أن يحدث اي شيء ، واعتقدوا انهم سيخفون الحقيقة ولم يعلموا انهم سيفتضحون مهما حاولوا اخفاءها، وهو الدرس الذي يجب أن يتعمله النظام والحكومات جميعا والأفضل أن تعلن الحقيقة ويقدم لها تبريرمنطقي وليس بالتعتيم عليها واخفائها.. > كيف واجهتم تهم اثارة الفتن ومحاولات تخويف الناس وهو الامر الذي ترك لديهم احساسا بعدم الثقة والمصداقية ، خاصة ان هناك اقاويل ترددت حول تحامل الجزيرة وسياستها علي مصر؟ نحن قوبلنا بعد الاغلاق بالترحاب وكانت ترسل لنا باقات الورود وشهادات تقدير من شباب الثورة وقالوا لنا إن الجزيرة هي التي عبرت عن ارائهم وليس التليفزيون المصري، ونحن لم نشكك يوما في وطنية هؤلاء الشباب ولم نقلل من شأنهم ولم نتهمهم بالعمالة، ثم إن فكرة اضطهاد مصر وكره الجزيرة لها هذا غير صحيح، وهذه هي اقاويل النظام بدليل أن الآن يقال إن الجزيرة تضطهد ليبيا ولذلك هي تشوش علي البث لدينا، فالنظام يقول ما يحافظ علي بقائه، وكذلك اليمن ، وذلك يحدث لأننا الاكثر مصداقية والاقرب للحقيقة والاعلي مشاهدة بالاضافة الي التاريخ الحافل للقناة والذي يمتلئ بمعارك كثيرة في مجال الحريات والدفاع عن حقوق الانسان ومقاومة الفساد وقدمت تضحيات كبيرة جدا في سبيل نقل الحقيقة، حتي أن المحطة فقدت العديد من ابنائها الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحقيقة مثل طارق ايوب الذي قتل في العراق وسامي الحج الذي اعتقل في جوانتنامو، وتيسيرعلون المعتقل في اسبانيا، كما أن الجزيرة لم يلتصق بها اي عار طوال تاريخها فهي ليست محسوبة علي اي جهة او اي نظام، وغير ذلك هو مجرد ذرائع وحجج لتهديد الثقة في القناة.. > بعد أن اعلن الرئيس تولي عمر سليمان منصب نائب الرئيس ظهر بشكل سريع جدا علي شاشة الجزيرة رفض قاطع لهذا القرار من قبل المتظاهرين مما دفع البعض أن يشكك في مصداقية القناة؟ عفوا كل من يقول ذلك غير صحفي فهذا هو الفرق بين الجزيرة واي قناة اخري لأننا في قلب الحدث بمعني أننا كنا متواجدين في الميدان لحظة إلقاء الخطاب، حيث تم تعليق شاشة كبيرة تبث عليها قناة الجزيرة وبمجرد إعلان القرار هتف المتظاهرون "يسقط، يسقط، يسقط"أي أن الأمر لا يحتاج إلي استفتاء فنحن هنا ننقل أمر واقع، ونحن نقلنا نبض الشارع لحظة بلحظة من قلب الشارع.

جريدة القاهرة في

12/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)