حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لن أسمح باستمرار أي خطأ واتمني وقف الشائعات

نهال كمال الرئيس الجديد للتليفزيون: سأعيد شاشة التليفزيون إلي أبنائها

حوار: عماد عبدالرحمن

فور اعلان تولي الاعلامية نهال كمال رئاسة قطاع التليفزيون بقرار من مجلس الوزراء كانت »الاخبار« هي اول من اتصلت بها لابلاغها بهذا القرار قبل الجميع فكان معها هذا الحوار:

·         > المنصب في هذا التوقيت هل كانت تنتظره نهال كمال؟

- لم اسع يوما لاي منصب وما حدث مسئولية كبيرة وثقة فاتمني ان اكون علي قدر تحملها في الظروف الصعبة من تاريخ مصر واحمل كل التقدير والاعزاز للاعلامية نادية حليم وارجوا لها التوفيق لانها تركت بصمات لن تنسي خلال فترة رئاستها لقطاع التليفزيون.

·         > الجميع في انتظار الشعور بان حصولك علي منصب رئيس التليفزيون اعاد لهم حقوقهم؟

- اول شيء افكر فيه حاليا ان تعود ساعات ارسال القناة الاولي الي ابنائها لان هناك عددا كبيرا من العاملين بها لديهم افكار وامكانيات ولكن لا توجد المساحة الزمنية الكافية لتحقيق طموحاتهم وافكارهم.

·         > لكن المعتصمون كانت لهم مطالب ايضا؟

- سأتعامل بشفافية شديدة مع كل الناس دون محاباة لطرف علي حساب آخر وتحقيق العدالة بالقدر الذي اتمكن منه وفقا للامكانيات المتاحة سيكون اول اهدافي كما انني لن اسمح باستمرار اي وضع خاطئ ومكتبي مفتوح للجميع وهو ما حرصت عليه منذ تولي اشرافي علي القناة الاولي ولا قرارات فوقية ليكون الامر شوري بيننا جميعا وارفض اي استبداد للرأي.

·         > ماذا عن اعادة ترتيب البيت »قطاع التليفزيون«؟

- الهدف هو توظيف كل واحد حسب امكانياته لتوفير فرص الابداع للجميع بعيدا عن الصراعات وسأعمل علي عودة الدورات البرامجية بحيث يستمر البرنامج الناجح ولكن بفريق عمل آخر يكون لديه القدرة علي التطوير ووقف البرامج التي لا تحقق نجاحا حتي لا يستحوذ فريق واحد علي برنامج لفترة طويلة.

·         > الشائعات في ماسبيرو هل ستتوقف بعد اعلان حركة ترقيات رؤساء القطاعات؟

- اتمني ذلك بعد ان اصبحت الشائعات وسيلة لاثارة حفيظة البعض ضد الآخر وادعو من لديه معلومة يلجأ الي المصدر للتأكد منها او يعود لي للتأكد من صحتها حتي يعرفوا الحقيقة.. قبل ان تكون تلك الشائعة وسيلة يستغلها البعض لتعطيل العمل.

·         > هل ستختلف طريقة عملك كرئيس للتليفزيون عنه كرئيس للقناة الاولي؟

- ستظل كما هي واتعهد بأن اسمع لكل الناس واخصص وقتا يوميا للاستماع الي شكاوي العاملين.. كما سأذهب اليهم في اماكن عملهم دون انتظار لحضورهم.. وهي نفس طبيعة عملي في الاولي حين ذهبت الي ادارات الشباب والمرأة والرياضة في مكاتبهم للاستماع إليهم.

أخبار اليوم المصرية في

02/04/2011

 

لميس الحديدى :

مظاهرات ماسبيرو لم تطالب بإيقاف من قلب مصر

حاتم جمال الدين 

لميس الحديدى إعلامية مثيرة للجدل، ليس فقط بطريقة أدائها على الشاشة والذى يميل أحيانا إلى الاستفزاز للحصول على المعلومة، ولكن أيضا باختيارها دائما لقضايا شائكة، وضيوف تحوم حولهم الكثير من علامات الاستفهام، طاردت لميس طيلة فترة عملها بالتليفزيون المصرى العديد من الشائعات عن علاقاتها بالكبار والحزب الحاكم، وحكايات عن هبوطها بالباراشوت على ماسبيرو، وما أتيح لها من مساحات حرية فى التناول والحوار لم تتح لكبار المذيعات فى تاريخ التليفزيون المصرى، وبنفس الصخب الذى أثارته برامجها على الشاشة كانت نهاية علاقتها بالتليفزيون صاخبة، حيث شهدت نزاعا على الهواء مع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون على القناة الرسمية فى واقعة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ الإعلام المصرى.. وهنا كان يجب أن نقف ونسأل ماذا حدث لتتحول المواقف بهذه الطريقة؟، وهل كانت هناك علاقة بين استبعاد برنامجها من على الشاشة علاقة وتغيير النظام؟، وما هى الأسباب التى تدفع مذيعة لها اسمها لخرق تقاليد المؤسسة التى قدمتها ومنحتها أهم الفرص فى حياتها؟

 تروى لميس الحديدى واقعة إلغاء برنامج (من قلب مصر) من وجهة نظرها فتقول: «إنه جاء بشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار، ورغم تأكيد الدكتور سامى الشريف رئيس الاتحاد أنه لا نية لإلغائه»

● كيف تكون مفاجأة فى حين أعلن اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ فترة أنه سيستغنى عن كل العاملين من الخارج؟

ــ قرار الاستغناء عن المتعاملين من الخارج أصدره أسامة الشيخ رئيس الاتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، وتم استثناء العاملين فى برنامجى «مصر النهارده» و«من قلب مصر»، وبموافقة اللواء طارق المهدى الحاكم العسكرى لماسبيرو فى تلك الفترة، وكان الاستثناء على اعتبار أنهما من البرامج الجماهيرية والتى تحقق دخلا من الإعلانات، والمتعاملون من الخارج لم يتم فصلهم بل كان هناك إعادة تقنين لوضعهم سواء بالتعيين أو إبرام عقود لهم، ولكن أنا وخيرى رمضان لنا وضع خاص لأن عملنا الأساسى أننا صحفيان من خارج التليفزيون، وفى ضوء هذا وتقديرا للظروف التى يمر بها التليفزيون المصرى وتراجع الإعلانات قرر خيرى العمل بدون أجر، وقمت أنا بتخفيض ميزانية البرنامج بنسبة 30%، كما تنازلت عن 50% من اجرى كمقدم للبرنامج، ولم يطلب منا أحد هذا بل كان بمبادرة منا، وسارت الأمور خلال الشهر الماضى على هذا النحو، وعرضنا الميزانيات على اللواء المهدى، ولكن الدكتور سامى الشريف كشف عن اتجاهه لإغلاق البرنامجين لأنه لا يستطيع توفير أجور العاملين، وعندما اتصلت به لاستطلاع الأمر أفادنى بان هذا الكلام غير دقيق، وانه سيخرج فى قناة الحياة ليوضح الصورة ويصحح الخطأ، ولكن فوجئت بزملائى بعد انتهائى من حلقة البرنامج الذى كان يذاع على الهواء يخبرونى بأن الشريف قال فى الحياة إنه سيتم وقف البرنامج اعتبارا من الأسبوع القادم.

● أليس من حق رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إيقاف البرنامج فلماذا الغضب والثورة على قراره؟

ــ من حق الدكتور سامى بصفته رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يوقف أى برنامج، ولكن لماذا يوقف برنامجا يحظى بجماهيرية كبيرة، ويعد ثانى أهم برنامج يحقق دخل فى التليفزيون المصرى؟، ولماذا لم يخبرنى بقراره ؟ فعندما سألته طالما قام بدراسة الأمر ووجد أن البرنامج يجب أن يتوقف واتخذ قرارا بذلك، وإن كانت أزمته مادية لماذا لم يطرح علينا الأمر لنحاول إيجاد مخرج له، خاصة وأننى طرحت فكرة أن يتم إنتاج البرنامج من خلال شركة صوت القاهرة التى أبدت استعدادها لإنتاج البرنامج وتمويله عبر عقود إعلانية، وإهداءه للتليفزيون نظير حصوله على نسبة من الإعلانات، ولكن رئيس الاتحاد أصر على إنتاج البرنامج فى ماسبيرو.

● يرى كثيرون أن طرحك للمشكلة فى مداخلة ببرنامج «مصر النهارده» يعد كسرا للأعراف المهنية، وسابقة هى أولى فى الإعلام المصرى.. فكيف تبررين هذا التصرف؟

ــ أعترف أن ما فعلته لا يحدث فى التليفزيون، ولكنه موجود فى بعض القنوات الأمريكية، وما دفعنى له هو حالة الاستفزاز التى أنتابتنى بعد أن علمت بأن رئيس الاتحاد أعلن خبر إيقاف البرنامج على الهواء فى قناة خاصة، وهنا شعرت بحالة من الغليان، والأمر هنا لم يكن من منطلق أننى وقع علىّ ضرر، لأننى استطيع أن اعمل فى مكان آخر، ولكن لأننى شعرت بالمسئولية تجاه فريق العمل من الشباب الذى أرى أن ذنبه فى رقبتى، وواجبى الدفاع عنه، فلا يعقل أن يفاجأ الناس بقرار قطع أرزاقهم فى برنامج على الهواء بينما هم يقومون بعملهم فى الأستوديو، ورأيت فى ذلك مهانة يجب الرد عليها وبشكل فورى، وكان يجب أن يتم توفيق موقف العاملين فى قبل اتخاذ مثل هذا القرار الذى سينعكس على أسرهم.

● يتردد بماسبيرو أن سامى الشريف كان مدفوعا بمطالبة العاملين فى التليفزيون برحيل الوافدين من الخارج؟

ــ لا أعتقد أن العاملين فى ماسبيرو كانوا يهتفون مطالبين برحيلى، لأننى لم آخذ مكان أحد فى التليفزيون، وما أقدمه على الشاشة لا يقدمه غيرى من العاملين فى ماسبيرو، وبرامجى «أتكلم» و«من قلب مصر» ليس لهما شبيه فى التليفزيون، ومن هنا لم أكن فى منافسة مع أحد كى تشتعل الغيرة أو منافسة التى تدفع للمطالبة برحيلى، ثم إننى قدمت برامج ناجحة على المستوى المهنى والاقتصادى ولم تكن برامجى عالة أو عبئا على التليفزيون، وأؤكد لك أن مطالبة العاملين بوقف برامج أخرى لمتعاملين من الخارج لم تحقق صدى عند المشاهد ولم تجذب الإعلانات.

● ولكن هناك اعتقاد لدى الكثيرين فى ماسبيرو بأنك من الذين هبطوا بالباراشوت على التليفزيون المصرى بدعم من نظام الحزب الوطنى.. فما ردك؟

ــ هذا كلام غير صحيح بالمرة لان ترشيحى من قبل رئيس الاتحاد السابق أسامة الشيخ تم بناء على أساس مهنى، فتاريخى الصحفى يتحدث عنى سواء من خلال عملى فى العالم اليوم أو كمراسلة لنيويورك تايمز الأمريكية، وعملى فى القسم الاقتصادى بالقناة الإخبارية العربية، ولو كنت قد تلقيت دعما من النظام السابق لما أدركت النجاح الذى حققه البرنامج، وهذا النجاح ليس مجرد كلام، وتشهد به استطلاعات الرأى التى تجريها صحف قومية ومستقلة وتمنحنى جوائز باعتبارى أفضل مقدمة برامج.

● وبما تبررين تمتع برنامجك بمساحات من الحرية لم تتح لغيرها من البرامج؟

ــ الحرية فى برامجى انتزعتها انتزاعا.. والذى لا يعرفه الكثيرون أننى كنت فى معارك دائمة بسبب ما أقدمه فى برامجى، وكثيرا ما تعرضنا لضغوط من جهات مختلفة لوقف حلقات من البرنامج، وتم قطع الهواء على البرنامج أكثر من مرة، ولكنى كنت أعالج الأمور بمهنية وأحرص على تقديم ما أريده بشكل أو بآخر.

● وما هو ردك على من يقول بأن برنامجك كان يمثل نافذة لرموز بالنظام السابق؟

ــ لم يكن برنامجى نافذة لأى مسئول، وصحيح أنى استضفت وزراء وشخصيات من الحزب الوطنى ولكن فى سياق أحداث محددة، وهذه هى المهنية، وفى نفس الوقت قدم البرنامج شخصيات أخرى من خارج النظام بل وان كثيرا منهم كان عليه تحفظات أو رفض من الأمن، واذكر هنا أننى كنت أستضفت الدكتور البردعى وكان الخلاف قد دب بينه وبين مؤسسة الرئاسة فى هذا وقت، كذلك استضفت رجل الأعمال أحمد الريان وكان ذلك ضد رغبة الأمن، وتم قطع التيار عن الأستوديو أكثر من مرة، وكذلك حلقة وزير المالية السابق محيى الدين الغريب والتى تم تشويهها على الشاشة وخضت معركة لإذاعة تسجيل كامل لها بعد ذلك، وغيرها حلقات كثيرة.

● تحديدا من هى الجهة التى كانت تمارس تلك الضغط على البرنامج؟

ــ أمن الدولة طبعا، فلم يكن خافيا على أحد فى ماسبيرو تدخل رجال هذا الجهاز فى الكثير من التفاصيل، وهم من كانوا يعترضون على ضيوف البرامج، والموضوعات التى تطرحها، ولكنى كنت أتحايل على هذه الممارسات.

● كان هناك هجوم على الحلقة التى تم تقديمها خلال الثورة والتى تم اعتبارها ترويجا للنظام المنحل؟

ــ يجب أن يعلم الجميع بأننى طوال عملى بالتليفزيون رفضت أن أكون بوقا لأحد، وفى تلك الحلقة تحديدا قلنا إن ما يحدث هو انتفاضة شعب على الأمور الخاطئة وتزوير الانتخابات، ورفضت ما كان يملى علينا من وصف للثورة والتى كانوا يريدون تحجيمها فى لفظ مظاهرة، وأكدنا على ضرورة الاستماع لمطالب الناس فى الشارع، وحاولنا طوال الوقت أن نلتزم بمهنية، وهذا هو دور الإعلام.

● وبعد انتهاء علاقتك بالتليفزيون.. هل تنتقلين ببرنامجك «من قلب مصر» إلى محطة أخرى؟

ــ لم أفكر بعد فى الخطوة القادمة، وأعتبر نفسى فى استراحة محارب بعدها سأقرر ماذا أفعل، وكنت قد رفضت الكثير من العروض التى تلقيتها لأتفرغ للبرنامج، والآن الأمر يحتاج للتفكير وبعض التريث قبل اتخاذ قرار الخطوة التالية، ولكنى علمت بأن الدكتور سامى الشريف طلب من شركة ضوت القاهرة إنتاج البرنامج بدونى، وكان رد المسئولين هناك بأن «من قلب مصر» ليس له وجود ولا معنى بدون لميس الحديدى

الشروق المصرية في

02/04/2011

 

فوضى التوك شو.. غير الخلاقة!

كتب اسلام عبد الوهاب 

رغم التحول المثير الذى شهده الإعلام المصرى «المرئى والمسموع والمقروء» وارتفاع سقف الحرية بصورة غير مسبوقة فإن بعض برامج «التوك شو» كشفت سريعًا خللاً واضحاً وعورات أصبح وجودها غير مقبول يمكن وصفها «بالفوضى الإعلامية».

«روزاليوسف» فتحت ملفاً حول الأداء الإعلامى فى فترة ما بعد الثورة وهل ستكون هذه «الفوضى الإعلامية» التى ظهرت بوادرها فعلاً ستتصدر المشهد بعدما حولت عبود الزمر- قاتل السادات- إلى بطل قومى مرورًا بالاستفتاء على التعديلات الدستورية حيث لعبت دور الوصى على المشاهد من خلال توجيهه بنعم أو لا، إلى ظهور للدعاة السلفيين ومنهم أسامة القوصى الذى ظهر فى أكثر من 6 برامج خلال 4 أيام فقط تحدث فيها عن كل ما يتعلق بالجماعة السلفية من آراء وأحكام سياسية وشرعية، وما هو السيناريو الأفضل للأداء الإعلامى خلال الفترة القادمة للارتقاء بالمادة الإعلامية؟

 * خلل وتخوين

الإعلامى جابر القرموطى اعترف بوجود خلل وعدم اتزان فى منظومة الإعلام يعكس الخلل الموجود فى المجتمع كله، وأضاف: للأسف الشديد ظهرت فكرة التخوين بين الإعلاميين وبعضهم البعض فكما كنا نرى فى ميدان التحرير السؤال الشهير هل أنت مع الثورة أم خاين لمصر؟ فهناك برامج احتفت بعبود الزمر واستضافته باعتباره بطلاً ثم عادت وهاجمته فى الحلقات التالية فأصبحت تستضيف شخصيات يتحدثون عن مساوئه وقامت بانتقاد الصحف التى صورت خروجه من السجن بعودة البطل إلى وطنه!!

وأعتقد أن السبب فى ذلك هو «الصدمة الثورية» لأننا كنا نعيش طوال 30 عامًا من الحكم الفردى وكنا فى منظومة مغلقة لها عدة إطارات أهمها أن رئيس الجمهورية لا يمكن التعامل معه على أنه شخص زائل، كما يوجد سبب آخر هو «التلون» الشديد الذى يصيب العديد من الإعلاميين خصوصًا فترة ما بعد الثورة حيث غيروا جلدهم عدة مرات حتى بعد نجاح الثورة.

القرموطى اقترح للخروج من هذه الفوضى الإعلامية إقامة حوار إعلامى على غرار الحوار الوطنى ليظهر من بيننا الخائن الحقيقى ويظهر أصحاب الأجندات لأن ما نشاهده اليوم هو أن كلاً منا فى جزيرة منعزلة ولا يمكن استمرار هذه الحالة لأنها تنعكس سلبًا على صاحب الرسالة الإعلامية

* صورة النظام

أما د. صفوت العالم فقال: لا شك أن الإعلام ينقل صورة النظام السياسى القائم وبالتالى فهو يعكس الصورة المطلوبة منه ولذلك فسابقًا كان يعكس صورة النظام طوال 30 عامًا، وهو أمر متبع فى دول نامية عديدة ولذلك عندما قامت الثورة تحول معها، ولكن المشكلة الحقيقية التى تواجهه أنه لابد من وجود تحول مؤسسى وأن توجد بوصلة يتحول من خلالها الإعلام وبالتالى طالما لم تتحقق الرؤية ولم تتحدد حتى الآن أهداف الثورة ولا توجد حكومة مستقرة، فأمر طبيعى أن يحدث هذا التخبط، كما أنه يوجد تحول سريع لوسائل الإعلام بوصف النظام السابق «بالنظام البائد» بسبب تعاظم الفساد خلال الفترة الماضية من تاريخ مصر والبطانة السيئة لرجال الأعمال أيضًا كان لها يد فى وصف النظام بذلك، وبالتالى كان دور الإعلام خلال الأسابيع الماضية هو ملاحقة الفساد ومحاولة استعادة أموال الدولة التى نهبت، وبالتالى هناك تحول سريع ولكنه متخبط فى نفس الوقت، فالحرية التى منحت مؤخرًا للإعلام جعلته غير قادر على التمييز لأنه كان إعلاماً مسجوناً طوال 30 عامًا، وبالتالى كان لديه العديد من الأخطاء مثل الاحتفال غير المبرر بالسلفيين ورموز الإخوان أيضاً ظهر ذلك فى الاحتفاء بعبود الزمر وظهور الداعية السلفى أسامة القوصى مرات عديدة متتالية وكان هذا فى رأيى نوعاً من التخبط الشديد.

وبسؤاله حول تأثير ذلك على المشاهد أجاب: الأثر سيكون استفهامياً لأن بعض المشاهدين سيعتقد أنه نوع من النكاية فى النظام السابق والبعض الآخر سيذهب إلى أنهم هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون باعتبار أن كل من كان ضد النظام السابق هم أبطال، وكما أن هناك فريقاً آخر سيذهب إلى أنها نوع من اختلاف الرؤى فى عرض وجهات النظر وللخروج من هذا النفق علينا أن نستعيد ميثاق الشرف الإعلامى وأن نكون حياديين قدر المستطاع

* نتيجية طبيعية

فى حين أكد الكاتب سعد هجرس أنه لا يمكن اختزال الإعلام إلى برامج الـ«توك شو» فقط لأن الإعلام أوسع من ذلك، وإذا نظرنا إلى تلك البرامج سنجد أنها لا يوجد بها حرية بالمعنى الحقيقى ولكن بها حرية «الفضفضة» ولكى يوجد لدينا حرية حقيقية فى الإعلام لابد أن يوجد حق لإصدار الصحف وحق لامتلاك القنوات حتى نرى الرأى والرأى الآخر، وإذا عبر أحد الإعلاميين عن رأى خاص به يكون هناك رأى آخر لكى يطرح وجهة نظر أخرى ولنترك للمشاهد حق التصويت على القضية المثارة، أعتقد أن الأهم الآن هو إتاحة حرية للأشخاص أنفسهم ولكن حرية مشروطة بالقيم الإعلامية المتفق عليها.

وفى رأيى والكلام «لهجرس» أن المشكلة التى نراها الآن من فوضى إعلامية هى نتيجة طبيعية لحالة التردى الإعلامى فى عهد الرئيس مبارك ومن قبله السادات لأنه كان إعلامًا قائمًا على الولاء المطلق لشخص الرئيس، وبالتالى تراجعت المعايير المهنية، أما بعد ثورة يناير تحتاج مصر إلى خطة إعلامية لها معايير محددة تبنى عليها أفكارك وخططك المستقبلية، وبدون ذلك لا نتوقع أكثر مما نشاهده الآن من مشاهد سيئة ظهرت عندما تم تحويل قاتل بمعنى الكلمة إلى بطل.

وينقلنا الكاتب سعد هجرس إلى سبب آخر هو نقص المهنية لدى العديد من مقدمى برامج التوك شو ويوضح أكثر بقوله: هؤلاء اعتقدوا أن التحول المفاجىء فى طريقة تناولهم للأحداث فى مصر ستبنى لهم رصيداً جديداً مع عهد الثورة، ولكن حدث العكس بسبب نقص مهنيتهم وتعودهم على تقديم قالب واحد من الخط السياسى فى برامجهم، وسيكون أثر ذلك على المتلقى بالطبع أثراً سلبياً ولكن يمكن معالجته بإتاحة مزيد من الحرية المسئولة وليست الحرية الفوضوية.

أما الكاتبة لميس جابر فقد اعتبرت أن الإعلام المقروء يصنع تاريخًا «خيالى» للتاريخ الحقيقى وانتقدت بشدة ما ينشر فى العديد من الصحف بأنه يضلل الرأى العام وغير موضوعى بوصف فترة حكم مبارك بأنها كلها سيئة، وأضافت: لابد أن تكون هناك حيادية فى التناول لأن النغمة المسيطرة الآن على الجميع هى أننا عشنا 30 عامًا فى فساد والصدق هو أن فترة حكمه- الطويلة- من المفترض أن تقسم خصوصًا آخر عشر سنوات عندما ظهر ما يسمى بالفكر الجديد الذى قاده جمال مبارك وهو ما أساء لأبيه بشكل مباشر، وأعتقد أننا نعيش فى حالة إعلامية «مسفهة»، فالإعلام المرئى أصبحت لغته متدنية حتى فى فترة ما بعد الثورة ولا أعرف كيف يقال على الهواء فى قناة الفراعين أن «شورى المرأة تجيب ورا» فى إشارة لحرم الرئيس السابق وهى لغة لم نعهدها من قبل وللأسف كل ذلك يتم وضعه تحت مسمى الإعلام الحر الذى فى رأيى إعلام غير مسئول.

وهنا تتساءل د. لميس: ما سر الاحتفاء بعبود الزمر والاحتفاء بالسلفيين وكأنهم دعاة الأمة الحقيقيون وهل يعقل أن يتم تسريب أوراق من أمن الدولة تدين العديد من الشخصيات البارزة فى المجتمع ومنهم شيخ الأزهر أحمد الطيب ولا يتم المساس بأى قيادى فى جماعة الإخوان؟

عمومًا أعتقد أن هناك شبه مؤامرة مدبرة لا نعرف أبعادها خصوصًا بعد الاحتفاء الذى نشاهده يوميًا لرموز السلفية فى مصر لأننى غير قادرة على تفسير ما يحدث حولى من مشاهد تستحق التحليل الآن.

مجلة روز اليوسف في

02/04/2011

 

صراعات المحجبات وغير المحجبات على تقديم برنامج زينة

كتب مصطفى ماهر 

اشتعلت الثورة، وطالت نيرانها شعب ماسبيرو حتى وصلت إلى الغرف المغلقة ليفتح ملفا خطيرا وهو المذيعات المحجبات الممنوعات من الظهور على شاشة التليفزيون المصرى حفاظا على هوية التليفزيون وعلى مناخ الحياد الإعلامى بعيدا عن الحساسية الدينية التى تتمثل فى الحجاب كزى إسلامى صريح.

الشواهد تقول إن الأيام المقبلة تحمل تغيرا كبيرا فى معايير التليفزيون بعد أول ظهور شرعى للمذيعات المحجبات على الشاشة، والمفاجأة أنه لم يكن هناك قانون صريح يمنع ظهورهن بالحجاب، ويقال إن المنع كانت له أبعاد سياسية أخرى تخص فترة النظام السابق.

فى يوم 18 مارس الماضى شهد التليفزيون أول ظهور للمذيعات المحجبات من خلال برنامج «زينة» على القناة الثانية، وفوجئ المشاهدون بغياب المذيعتين «دينا رسمى» و«سها عامر» وقدم الحلقة بدلا منهما المذيعتان المحجبتان «منى الوكيل» و«نيفين الجندى»، كأول رد فعل للسماح للمذيعات المحجبات بالظهور على الشاشة.

لكن كيف حدث هذا التغيير المفاجئ، ومن الذى أطلق شائعات وجود مشاجرات وصراعات بين المذيعات المحجبات وغير المحجبات وإعلان أن الحجاب سيطر على ماسبيرو؟!

حاولنا أن نتعرف على حقيقة الأمر من أصحابه، فسألنا منى الوكيل فى وصفها للحظة دخولها البلاتوه لتعود للظهور من جديد على شاشة التليفزيون المصرى والتى أجابت بقولها: شعرت لحظة عودتى للظهور على الهواء من خلال شاشة القناة الثانية بأننى أدخل إلى عالم آخر بهوية وصورة مختلفة، وكلى توتر من تقبل الناس لى بشكلى هذا، رغم أننى ظهرت كمذيعة محجبة فى بعض الفضائيات، فإن هناك فارقا كبيرا عند ظهورى فى تليفزيون بلدى الذى حُرمت منه طيلة السنوات السبع الماضية منذ أن تحجبت.

وعن فترة غيابها تقول منى: تضررت كثيرا من منعى من الظهور، إلا أننى لم أدخل فى أى نقاش مع مسئولى التليفزيون طيلة الفترة السابقة، لأنه لم يكن مجديا وقتها، وكنت أعلم أنه لن يغير من الأمر شيئا، حتى إننى لم أسلك الطريق القضائى كما فعل بعض زميلاتى لأنه مجرد تحصيل حاصل.. لكن بعد ثورة 25 يناير شعرت بأننى ازددت قوة وجرأة، ربما كانت مكبوتة بداخلى وتفجرت فظهر منها الأمل الجديد.. ولابد أن يعلم الناس أنه لم يكن هناك قانون يمنع المحجبات من الظهور، وكان الأمر غاية فى الغموض خاصة أنه كلما سأل أحدنا عن السبب يكون الرد فى أن هذه هى الأوامر العليا! وعن إشكالية الحجاب كرمز دينى تقول منى: أرفض أن نقول على الحجاب أنه رمز دينى! والمحجبة تمثل شريحة كبيرة فى المجتمع، وأنا بحجابى لا أعبر عن طائفة دينية محددة، وكذلك لا أنتمى لأى جماعة دينية مع احترامى وتقديرى الشديد لكل الجماعات الدينية. أنا مذيعة دورى أن أعبر عن المشاهد فيما يتعلق بأفكاره ومعتقداته، وأرحب جدا بالعمل مع أى زميلة مسيحية، فالحجاب فى النهاية هو جزء من زيى الخاص لا يهم أحدا مادمت فى حدود الاحتشام وأرتدى الإيشارب على رأسى، وهذا لن يحجبنى عن تقديم أى نوعية من البرامج باستثناء برامج المنوعات والسهرات لأنه لا يجوز ولن يكون مقبولا.

وعن ضرورة ظهور المذيعة المحجبة على الشاشة تقول: ظهور المذيعة المحجبة على التليفزيون يدعم فكرة عدم الانفصال بين الشارع وبين ما يظهر على الشاشة، ومن وجهة نظرى فيما يخص القنوات المحلية، لابد أن تعبر عن هوية المكان الذى تبث فيه، فمثلا المذيعة فى أسوان يجب أن ترتدى الزى الأسوانى، وهذا الأسلوب لن يحدث تفرقة عند المشاهد.

أما ردود الفعل التى تلقتها منى الوكيل عقب ظهورها على الشاشة فتقول: بعد أن انتهيت من إذاعة برنامج «زينة» يوم 81 مارس الماضى خرجت أنا وزميلتى نيفين الجندى من أمام الكاميرات وسط تصفيق زميلاتى وفرحة عارمة، وعلمنا أن البرنامج تلقى مكالمات هاتفية عديدة أثناء تقديمنا للحلقة ومعظمها مكالمات مرحبة بوجودنا وعودتنا للظهور وكانوا يسألون «هو ده التليفزيون المصرى بجد»؟!

وجاءتنى مكالمة على هاتفى بعد الحلقة تهنئنى بالعودة، وكانت أهمها مكالمة رئيسة التليفزيون التى باركت لى وقالت: «نورتوا التليفزيون».

منى الوكيل أكدت أن وجودها كمقدمة فى برنامج «زينة» هو وجود مؤقت وأن لديها أكثر من فكرة برنامج عرضتها على قيادات التليفزيون وتنتظر الرد، والبرنامج الذى تتمنى أن تقدمه 8مع زميلتها نيفين سيكون ثقافيا إيجابيا يعتمد على أفكار وأهداف الشباب لأنهم فئة مهمة أعادت الثورة اكتشافهم.

أما المذيعة المحجبة نيفين الجندى التى ظهرت لأول مرة منذ فترة طويلة فتقول: لم أغب عن شاشة التليفزيون إلا لعام ونصف العام وظللت مذيعة بقناة «اقرأ» الفضائية لمدة عشر سنوات، لكن ظل الظهور على شاشة التليفزيون المصرى هو الأهم، فأتذكر لحظة عودتى لبلاتوه القناة الثانية من خلال برنامج «زينة» ومدى سعادتى وفرحتى التى كانت تعبر عن لحظة فارقة بكل المقاييس، خاصة بعد ردود أفعال المشاهدين الذين لم يصدقوا عودتنا على الشاشة المصرية، واعتقد بعضهم أن هذه قناة فضائية وليست القناة الثانية، ربما شعروا بذلك لأنه لم يكن أحد يصدق ظهور المحجبات على التليفزيون المصرى.

وعن سيناريو عودة المذيعات المحجبات للظهور تقول: فى يوم 18 فبراير الماضى ووسط الصخب والمظاهرات، شعرت أن هذا هو الوقت المناسب لنطالب بحقوقنا كمذيعات محجبات ممنوعات من الظهور.. فكان علينا أن نطالب المسئولين بالنظر فى القضية، خاصة أنه لم يكن هناك أى قرار رسمى مكتوب ينص بمنعنا من الظهور، بل كلها قرارات شفوية، وأكبر دليل على ذلك أننا لم نرجع بقرار مكتوب، وكان من المستحيل أن يتغير الوضع قبل الثورة لأنه كانت هناك أوامر مباشرة من مسئولى النظام السابق بمنع ظهور أى مذيعة تتحجب، ورغم ذلك ارتديت الحجاب واتجهت لبرامج التعليق الصوتى وكنت ثانى مذيعة تتحجب بعد ليلى إبراهيم!

وعن إشكالية تأثير الحجاب على حيادية الإعلامى تقول نيفين: من يعمل فى مجال الإعلام عليه أن يكون حياديا سواء أكان يرتدى حجابا أو نقابا أو كما يشاء! وهذا شرف المهنة ومن يخالف هذه الحيادية لا يصح أن يكون إعلاميا.

وتضيف نيفين أن المذيعة المحجبة يمكن أن تقدم أى نوعية من البرامج، لكن بعيدا عن الابتذال وعن أى تصرف يكون مغالطة لتصرفاتها، وعن نفسها تفضل أن تقدم المذيعة المحجبة برامج المسابقات كنوع من المنوعات، وتقول: مافيش مذيعة فى التليفزيون تعمل غصب عنها، ولابد أن يكون لكل برنامج المذيعة المناسبة له.

وعن مفاجأة ظهورها فى «زينة» تقول نيفين: تم توزيعنا على برامج القناة الثانية من قبل رئيسة التليفزيون ورئيسة القناة بعد أن أصدر الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أوامره بعودة ظهور المذيعات المحجبات على الشاشة وقال إن الحجاب على الشاشة حرية شخصية!.. ثم تم توزيعنا على برنامج «يسعد صباحك» الذى كان قد بدأ فى الاستغناء عن بعض من يعملون به من خارج التليفزيون، لكن حدث رفض من بعض مقدمى البرنامج، ثم قال لنا د. سامى إن هذا البرنامج لن يناسبنا كمذيعات محجبات لضمه فقرات غير مناسبة لنا مثل فقرات «الباند الغربى»، وأكد أنه عندما أصدر قراره بعودتنا كان لنوعية معينة كبرامج المرأة والمجتمع والدين، فرشح لنا برنامج «زينة» واتفقنا مع زميلاتنا بأن وجودنا ببرنامجهمن سيكون مؤقتا لحين عمل برنامج خاص لنا، وهذا ربما يأخذ فترة ستة أشهر، لذلك كان علينا أن نستعجل تفعيل القرار.

ما سبق كان رأى المذيعتين المحجبتين وصورة ما حدث بوجهة نظرهما فيما يتعلق بإشكالية ظهور المذيعات المحجبات على التليفزيون والتى رأتا فيها ضرورة ظهور المذيعة محجبة على الشاشة، وأن هذا لن ينتقص من حيادية الإعلامى ولن يؤثر على توجهاته.. ورغم أنهما قالتا إن المذيعة المحجبة لا ينقصها شىء إلا أنهما تفضلان أن ينحصر ظهورهما فى شكل معين من المواد الإعلامية لتتناسب مع توجهات حجابهما.. وكان علينا أن نستمع أيضا للطرف الآخر والشريك فى واقعة يوم 18 مارس ببرنامج «زينة» وهما المذيعتان «دينا رسمى» و«سها عامر» التى بدأت حديثها قائلة: من المعروف أن أى برنامج له هوية خاصة به تمثل مقدميه وفقراته وشكله المحدد، لذلك اعترضنا على تغيير هوية البرنامج التى تكونت على مدار ثلاث سنوات، وليس من السهل أن نتنازل عن كل ذلك فجأة، مع العلم أن المذيعات الأخريات «فوق راسنا» سواء كن محجبات أو غير محجبات، فالأفضل لهن ولنا أن يكون لهن برنامجهن الخاص.

دينا رسمى أوضحت قائلة: لم يكن اعتراضنا على ضم منى الوكيل ونيفين الجندى لأنهما محجبتان، لكن اعتراضنا لأنهما جاءتا على برنامجنا تحديدا والذى به سبع مذيعات، ولا يحتمل أى عدد إضافى، على الرغم من أن هناك برامج يومية أخرى بها عدد مذيعات أقل من برنامجنا، لكنهم رفضوا ضم المذيعتين المحجبتين لبرنامجهم وقالوا: «على جثتنا»!

أكملت دينا بقولها: ما حدث يوم 18 مارس أنهم قالوا لنا إننا لن نقدم هذه الحلقة، وسيظهر بدلا منا مذيعتان محجبتان، فتساءلنا عن السبب، وبعد نقاش وتوضيح للصورة قلنا لهما: أهلا وسهلا، وفى الحقيقة أنها لم تكن مفاجأة لأنه كان متوقعا خاصة بعد الاجتماع الذى عقده د. سامى الشريف مع مذيعات القناتين الأولى والثانية وقال إنه يرحب بظهور المذيعات المحجبات فى بعض البرامج وهذا قراره الذى أصدره شفويا دون مرسوم رسمى، وعلى الفور تم تفعيله، وهنا تؤكد سها ودينا أنه من العدالة أن يظهر كل أبناء القناة ورفع الحظر عنهن، لكن لا يعنى ذلك أن يكون رجوعهن على حساب ظلم أخريات، وعلى الرغم من ذلك تقبلنا الوضع لأنه مؤقت ولن يدوم ولم نفعل مثل البرامج الأخرى رغم أن حقنا أن نعترض بشدة على أى شخص يأخذ أماكننا، ورغم أن تفهمنا هذا يستحق التقدير إلا أننا صدمنا بعكس ذلك بما نشرته بعض الصحف من أكاذيب تقول إن هناك مشاجرات وصراعات بيننا وبين زميلاتنا المحجبات ولم يسع أحد إلينا ليصل للحقيقة.

وعن فكرة تعميم حرمان بعض المذيعات من الظهور توضح سها: الحظر لم يقتصر على المذيعات المحجبات فقط، لكنه ضم حتى بعض غير المحجبات.. فى وقت من الأوقات.

وعن أسباب منع ظهور المذيعات المحجبات على الشاشة المصرية تقول دينا: قوانين التليفزيون منعت هؤلاء المذيعات من الظهور لفترات طويلة فى العهد السابق لأن الحجاب يعتبر رمزا دينيا، ومثلما كان ممنوعا على المسيحية ارتداء أو الظهور بالصليب على الشاشة، كان أيضا ممنوعا على المسلمة الظهور بالحجاب.. أما المرحلة الحالية فأنا أرى أن هؤلاء المذيعات بشكلهن هذا يمثلن شريحة ليست بقليلة فى المجتمع، لكن علينا أن نراعى أيضا أن هناك شريحة عريضة من المجتمع من غير المحجبات لا يمكن أن نخفيها أو نستبعدها.. ففى وقت من الأوقات كانت فكرة التمييز الدينى مرفوضة على الشاشة، أما الآن فأصبحت هناك حرية أكثر للمذيعة فى ارتداء الحجاب أو الصليب.. على الرغم من أننى أفضل عدم ظهور أى رمز دينى على الشاشة فى حالة إذا كان هذا الوضع معمما على الجميع دون تمييز.

دينا لديها تخوف كبير من فكرة ظهور المذيعة بحجابها على الشاشة وتقول: لدى تخوف من ظهور المذيعة محجبة على الشاشة خاصة فى هذا التوقيت لأن المشاهد لم يعتد مشاهدة المذيعات محجبات على شاشته المصرية لفترة طويلة، والخوف أن يعتقد البعض أن غير المحجبات هن السبب فى منع ظهور المحجبات طيلة هذه الفترة، رغم أننا متعاطفون معهن فى محنتهن.. هذا قد يكون تخوفا فى غير محله إذا كنا نتعامل مع شعب معظم فئاته من المثقفين وعندهم وعى برسالة ومضمون الإعلام، لكن للأسف لدينا نسبة ليست بقليلة من الجهل وعدم الوعى فى مصر، فسيحدث تحفظ على كلامى كمذيعة غير محجبة وسيكون غير مصدق ليكون كلام المذيعة المحجبة هو المصدق.

عرضنا الصورتين ولاحظنا أن الطرف الآخر يرى أن ظهور الرمز الدينى الآن قد يكون سلبيا ويثير إشكاليات نحن فى غنى عنها خاصة أن الشارع المصرى يزداد حساسية يوما تلو الآخر على جميع الأصعدة، وجميع التيارات الدينية والمسيسة دينيا، فربما يدخل التليفزيون فى هذه اللعبة دون قصد!

د.سامى الشريف - رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون - فاجأنا بتعليق يقول فيه: القرار جاء بناء على حكم محكمة حصل عليه عدد من المذيعات المحجبات بأحقيتهن فى الظهور على الشاشة بحكم وظيفتهن التى تم تعيينهن عليها بالتليفزيون، وأنا شخصيا مقتنع بأحقية ظهور المذيعة المحجبة لأن نوع الملابس يجب ألا يكون عائقا لأداء المذيعة.. والحجاب على الشاشة ليس رمزا دينيا بقدر ما هو حرية شخصية، فى الحقيقة لم أكن أنا صاحب قرار عودة المذيعات المحجبات فقد تم اتخاذ القرار قبل مجيئى رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وصاحب القرار هو الرئيس السابق أسامة الشيخ!؟

مجلة روز اليوسف في

02/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)