حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

توقع أن يكون «الفاروق» نقلة في الدراما العربية

غازي حسين: عواطف البدر تذهب بعيداً في «وهج الشموع»

عبدالستار ناجي

توقع الفنان القوي الكبير غازي حسين ان يشكل المسلسل التاريخي الجديد «الفاروق» والذي يروي حياة ثاني الخلفاء الراشدين «عمر ابن الخطاب رضي الله عنه» نقلة في تاريخ الدراما العربية من حيث الشكل والمضمون.

وشدد الفنان غازي حسين على ان يختار بعناية، وهذا ما يجعله مقلا قياسا ببقية الفنانين، وفي حديث مع «النهار» اشار الى عدد من مشاريعه الدرامية الجديدة، التي يستهلها بقوله: من النادر ان ارتبط بعملين في وقت واحد، لانني اشدد على لغة الاختيارات الفنية، حيث المسؤولية الحقيقية والامانة الفنية امام الجمهور والنقاد على حد سواء.

واستطرد:

اخر الاعمال التي انجزتها كان مسلسل «وهج الشموع» مع الكاتبة الكويتية عواطف البدر والمخرج حسين ابل، استطيع القول، بأن الكاتبة عواطف البدر تذهب بعيدا في وهج الشموع من حيث العرض والتحليل والعمق في كتابة الشخصيات ودراساتها، وهو امر يفرح كثيرا، اولا فريق العمل وقبلهم المشاهد. واشير الى ان العمل الجديد يتعرض لموضوع، الزهايمر واعتقد بانها المرة الاولى التي تتصدى بها الدراما الخليجية والكويتية على وجه الخصوص لهذا الموضوع الانساني والاجتماعي المهم.

ويقول: هذا ويضم العمل عدداً بارزاً من الفنانين من بينهم سلمان الياسين وابراهيم الحربي وصلاح الملا وكماً آخر من النجوم.

ويتابع الفنان غازي حسين:

قبل الكويت كنت قد توقفت في مملكة البحرين، حيث صورت عدة حلقات من مسلسل «قصة هوانا» مع المخرج الفنان محمد القفاص، وحينما اقول عدة حلقات، فانني اشير ايضا الى ان هذا العمل يتكون من (30) حلقة منفصلة متصلة، بحيث تكون كل حلقة عبارة عن قصة وموضوع وقضية متكاملة، وهو امر يعمل على تكثيف الاحداث ومنحها زخماً فكرياً وانسانياً، واستطيع القول، بان العمل شارك في بطولته اكبر حشد من نجوم الدراما الخليجية ومن اجيالها.

ويقول:

وهذه الايام اشد الرحال الى العاصمة السورية، حيث يتم الاعداد لتصوير عمل درامي جديد بعنوان «الفاروق» وهو انتاج مشترك بين تلفزيون قطر ومركز تلفزيون الشرق الاوسط «ام. بي. سي» سيتصدى لإخراج حلقاته الفنان حاتم علي.

وعن دوره يقول: اقوم بتجسيد شخصية - امية بن خلف.. وهو كما هو معروف تاريخيا. احد اسياد قريش.. وبمعنى ادق كان سيدنا بلال بن رباح «رضي الله عنه» مملوكا له كعبد.. وقام بتعذيب سيدنا بلال وهي شخصية بلا ادنى شك «مدانة» ومن هذا المنطلق حرصت كل الحرص على دراستها وقراءتها والعمل على تقديمها وفق صيغ درامية.. توازي تلك الشخصية والشخصيات التي تحيط به، وايضا موقفه العدواني للاسلام والمسلمين.. وكما اشير الى ان هذه الشخصية شأنها شأن بقية الشخصيات كتبت بعمق وتحليل وموضوعية تاريخية.. واستطيع ان اقول ان مسلسل «الفاروق» سيشكل نقلة نوعية في الدراما العربية والتاريخية والاسلامية والامر هنا لا يقتصر على الجوانب المادية البحتة في الانتاج بل وايضا على صعيد الطروحات الفكرية والابداعية التي تسلط الضوء على عظمة التاريخ الاسلامي والمسلمين من خلال شخصية ثاني الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة والشخصيات التي كانت تحيط به وايضا الفتوحات الاسلامية العظيمة التي تمت في عهده.

وعن اصراره على لعب الشخصيات المركبة قال: اميل الى الشخصيات المركبة تدهشني، تدعوني الى التفاعل وتقمصها، لا اميل الى الشخصيات الهامشية او المقررة وفي الشخصيات المركبة اجد ضالتي في ان افجر طاقاتي، رغم ان طبيعتي الانسانية الهادئة تختلف عن جملة ما قدمت وتقمصت من شخصيات خلال مسيرتي الفنية.

ويختتم الفنان القطري الكبير غازي حسين حديثه لـ «النهار» قائلا: اليوم الدراما العربية مطالبة بكثير من التغيير، من اجل ان تكون اكثر قربا من المتغيرات التي يعيشها العالم العربي والمواطن العربي.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

30/03/2011

 

فضيحة مهنية على شاشات التليفزيون

بقلم: السيد الغضبان  

أبدأ بالفضيحة الكبرى أو الكارثة المهنية المركبة، التى تابعها مشاهدو حلقة «مصر النهارده». كان السيد خيرى رمضان يقدم فقرة يناقش فيها مع ضيفيه موضوع «الدولة الدينية والدولة المدنية»، وفجأة أوقف الحوار ليتلقى «مداخلة» هاتفية من زميلته السيدة لميس الحديدى. وفوجئ المشاهدون بأن «المداخلة» لا علاقة لها بالموضوع الذى يناقشه البرنامج، فقد كانت المداخلة هجوما عنيفا على قرار لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإلغاء برنامج تقدمه السيدة «لميس» على إحدى شاشات التليفزيون الرسمى للدولة. وترك السيد خيرى رمضان السيدة لميس تصول وتجول فى التنديد بالقرار بعبارات بالغة العنف والتحدى، وكانت تعقيبات السيد خيرى تؤيد بقوة رفض السيدة لميس للقرار. وبعد أن أنهت السيدة لميس مداخلتها التى استمرت فترة طويلة عاد السيد خيرى ليواصل حواره مع ضيفيه حول موضوع الحلقة. ولم تمض ثوان حتى قطع سيادته الحوار مرة أخرى ليذيع «مداخلة» هاتفية للدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

حاول الدكتور الشريف التعقيب على هجوم السيدة لميس ورفضها قراره بإلغاء برنامجها. وبدا الرجل مضطربا ومرتبكا إلى أبعد حد. وتدخل السيد خيرى رمضان معنفا رئيس الاتحاد بعبارات خشنة وقاسية، وتداخلت السيدة لميس مرة أخرى مهددة ومتوعدة، وفى مواجهة هذا الهجوم الشرس كان رئيس الاتحاد يحاول جاهدا استرضاء خيرى ولميس ويبحث عن عبارات اعتذار ترضيهما؟!! وبعد أن أتم السيد خيرى والسيدة لميس «مرمطة» رئيس الاتحاد وتوبيخه بأعنف العبارات، أنهى خيرى رمضان المداخلتين.

من شاهد هذه «الفضيحة المهنية» لم يستطع أن يصدق أن هذه المهزلة الكبرى تحدث على شاشة التليفزيون الرسمى للدولة المصرية. فهذه الفضيحة غير مسبوقة على الإطلاق، ولا يتصور من يعرف الحد الأدنى من الالتزام المهنى أن يشاهد مثل هذه الكارثة المهنية على شاشة تليفزيون خاص، مهما بلغت تفاهته، فما بالنا بتليفزيون دولة بحجم مصر؟!

ويرى خبراء الإعلام أبعاد هذه الفضيحة المهنية على النحو التالى:

أولا: قطع الحوار حول الموضوع الذى يناقشه البرنامج لإذاعة مداخلة لا صلة لها بموضوع النقاش «سقطة مهنية» بكل المعايير.

ثانيا: عندما تكون «المداخلة» متعلقة بموضوع «شخصى» لصاحب المداخلة تكون السقطة المهنية أكبر، فإذا كان مقدم البرنامج له هو الاخر نفس المصلحة الشخصية لمن أذيعت مداخلته، فإن السقوط المهنى يصبح كارثة ومهزلة كبرى. وهذا ما حدث فعلا، لأن مداخلة السيدة لميس تتعلق بإلغاء برنامج تقدمه على شاشات التليفزيون.

وقرار الإلغاء يشمل أيضا استبعاد السيد خيرى رمضان من تقديم برنامج «مصر النهارده» والإلغاء يحرم كلا منهما من الحصول على مبالغ فلكية أثارت احتجاجات صاخبة من جموع العاملين بالتليفزيون.

ثالثا: إلغاء برنامج السيدة لميس تم فى إطار مبدأ عام يقضى بعدم الاستعانة بمقدمى برامج من غير العاملين بالاتحاد، وهم الذين بنوا بجهدهم هذا الصرح الإعلامى، ثم وجدوا أنفسهم محرومين من حقهم الطبيعى فى أن يتولوا تقديم البرامج على شاشات التليفزيون الذى يعملون به. وكان هذا القرار استجابة لمطالب جموع العاملين بالاتحاد. وأظن أن السيد خيرى رمضان يعرف أن بديهيات المهنة تحتم عليه عند التعرض لقضية خلافية أن يقدم وفى نفس الوقت من يمثلون وجهات النظر المختلفة وبشكل متوازن، وقد تجاهل السيد خيرى هذه البديهية المهنية، فلم يقدم مداخلات لبعض العاملين الممثلين لمن طالبوا باستبعاد غير العاملين بالتليفزيون وإلغاء برامجهم وهذه سقطة مهنية مشينة.

رابعا: كشفت مداخلة الدكتور سامى الشريف عن مدى الارتباك والضغط والتخبط الذى يدير به رئيس الاتحاد هذه المؤسسة الإعلامية الحساسة والضخمة. ومجرد مناقشة قرار أصدره رئيس الاتحاد على الهواء مع أحد العاملين بالاتحاد وبالطريقة التى ظهر بها رئيس الاتحاد مستجديا الرضا السامى والعفو ممن أصدر القرار بإلغاء برامجهما، بل ومحاولة إيجاد مخرج للتراجع عن القرار؟!!

الحوار على النحو الذى رأيناه، يؤكد أن الدكتور الشريف لايتمتع بالحد الأدنى من القدرة على إدارة الاتحاد بكفاءة ومقدرة.

وتأتى واقعة برنامج «الحياة اليوم» المذاع فى نفس اليوم لتؤكد أن شخصية الدكتور الشريف وإمكاناته لا تمكنانه من القيام بمهام القيادة العليا لجهاز إعلامى بحجم ومكانة الإعلام الرسمى للدولة المصرية.

فقد فاجأنا السيد شريف منير مقدم «الحياة اليوم» فى نهاية البرنامج بتصريح أكد فيه أن البرناجح رفض إذاعة مداخلات كثيرة حاول أصحابها التعقيب على أقوال الدكتور الشريف. وبرر مقدم البرنامج رفض إذاعة هذه المداخلات، بأن الدكتور الشريف اشترط للمشاركة فى البرنامج عدم إذاعة أية مداخلات؟!

وهذا الشرط يكشف عن خشية الدكتور الشريف من مواجهة المختلفين معه فى الرأى أو المعترضين على أسلوب إدارته.

يبقى أن الفضيحة المهنية هنا تلحق بمقدم برنامج «الحياة اليوم» الذى قبل أن يتخلى عن أحد أهم القواعد المهنية وهى إتاحة الفرصة المتكافئة لكل الآراء المختلفة بالتعبير الحر عن نفسها عند مناقشة أى موضوع. وهذا التخلى عن هذه القاعدة المهنية الجوهرية يعتبر بكل المعايير «فضيحة مهنية» ولا يخفف من حجم الفضيحة أن ضيف البرنامج فرض شروطه. فمقدم البرامج الذى يحترم مهنته والذى يحترم نفسه يرفض بحسم أى شرط يلزمه بتجاهل القواعد المهنية المحترمة.

المؤسف أن هذه الكوارث مرشحة لمزيد من التكرار نتيجة لحالة الارتباك والتخبط التى تترك اتحاد الإذاعة والتليفزيون نهبا لمناخ فوضوى رهيب، وتردد المسئولين فى اتخاذ قرارات حاسمة تطمئن المحتجين، إلى أن خطوات جادة قد بدأت على طريق حل المشكلات المعقدة.

الشروق المصرية في

30/03/2011

 

نجوم الدراما السورية بيان «تحت السقف» (المطلوب)

وسام كنعان  

دمشق | عشية انطلاق الثورة المصرية، وقف نجوم الدراما السورية على الحياد، مفضّلين «عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية». ومع وصول الحركة الاحتجاجية إلى سوريا، التزم معظم الفنانين الصمت إلى أن توضحت الصورة شبه النهائية.

هكذا، صدر أول من أمس بيان بعنوان «تحت سقف الوطن» يحمل تواقيع عدد من النجوم، بينهم دريد لحام، وجمال سليمان، وبسام كوسا، ورشيد عساف، وباسم ياخور، وباسل خياط، وأمل عرفة، وأيمن زيدان، والليث حجو، ونضال سيجري، وسلافة معمار، ويارا صبري. وقد وجّه الموقعون تعازيهم إلى أسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة المواجهات في مختلف المحافظات السورية، مطالبين بإعلان الحداد الوطني ثلاثة أيام، و«محاسبة كل من تسبّب بإراقة تلك الدماء الغالية، وكشف الملابسات التي أدت إلى هذه الاضطرابات». وأيّد الفنانون المطالب الشعبية التي نادى بها المتظاهرون، معارضين كل أشكال التجييش «الذي من شأنه أخذ البلاد إلى الفوضى». كذلك أعرب الموقّعون عن تفاؤلهم بالخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية باتجاه الإصلاح.

لكن لماذا تأخّر صدور موقف عن الفنانين؟ يقول جمال سليمان لـ«الأخبار» إن الموقّعين لم يريدوا «القفز إلى المجهول... وكان لا بد من الانتظار كي نتمكّن من تحليل ما يحدث، وخصوصاً أننا أمام مشهدَين: الأول لمتظاهرين خرجوا بمطالب مشروعة وصحية، والثاني مرتبط بالتجييش والنزاعات الطائفية». ويضيف: «أنا مع أي تظاهرة سلمية من دون غايات طائفية، وهدفنا كفنانين توحيد الصفوف لتحقيق رحلة الإصلاح التي تحتاج إليها سوريا، ثم الوقوف ضد أيّ تدخل أجنبي أو أجندة مذهبية». سليمان الذي طالب سابقاً بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تفرض «حزب البعث» حاكماً للدولة، رفض وصف الفنانين السوريّين بالمحابين للنظام، مؤكّداً أن نجوم الدراما «ليسوا كتلة متجانسة، بل يعبّرون عن أطياف متعددة». ولا ينسى الإشارة إلى أن المسلسلات السورية انتقدت سابقاً «التشدد الأمني، والانفلات القانوني، وغياب التوزيع العادل لثروات البلاد...».

من جهته، يؤكّد أيمن زيدان شرعية المطالب التي رفعها المتظاهرون «لكن لدي تحفّظ على الوسائل المستخدمة لإيصال الصوت. هناك من يستغل التظاهرات ويسير بها إلى أعمال شغب واعتداء على الممتلكات العامة. يجب أن نقف بحزم ضد كل أشكال التخريب، والطائفية». وعن تأخّر الفنانين السوريين في التعبير عن موقفهم من الأحداث الأخيرة، يقول النجم السوري «نحاول تنظيم أنفسنا في بيان نطرح فيه آراءنا ونؤثر من خلاله في من هم حولنا، ونوصل وجهات نظرنا، كما أننا نخوض نقاشات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فالفضائيات ليست السبيل الوحيد للتعبير عن موقفنا». ويلفت زيدان إلى أنّ القيادة السياسية اعترفت بشرعية المطالب المرفوعة، لذلك سارعت إلى تنفيذها «على نحو لم نعتده في سوريا وبإيقاع مختلف».

وفي السياق نفسه، يعبّر بسام كوسا عن تفاؤله بما حصل، ويقول «الأمور تسير في الاتجاه الإيجابي لكنّنا مدعوون إلى التأني والحكمة في التعاطي مع الأحداث والابتعاد عن ردود الفعل المتسرعة... الجميع مسؤول عما يحدث ومُطالب بإعادة حساباته وهذا ليس مخجلاً، لكن المهم يبقى الابتعاد عن عمليات الحرق والهدم». ويشير كوسا إلى الخطوات التي اتخذها النظام لتدارك الأوضاع «الأمور تتطور تطوّراً لافتاً والبلاد تأخذ جزءاً من حقوقها، والشعب السوري صنع إنجازاً تاريخياً عظيماً». وعكس الآراء المطروحة سابقاً، يرى الكاتب والسيناريست نجيب نصير أن النخب مطالبة بموقف واضح. لكنه يضيف إنّ ذلك صعب لأن هذه النخب نفسها كانت مرجومة بالحجارة خلال عشرات السنين الماضية، إذ كان الشارع يعدّها جماعة بيانات لا تنتج سوى الكلام... كذلك كانت السلطة تزدري المثقفين ولا تأخذ برأيهم. هنا يذكّر نصير ببيان أصدره المثقفون السوريون منذ سنوات طالب بالإصلاحات نفسها التي بدأت السلطة باتخاذها أخيراً... ويرفض السيناريست الشهير مقارنة ما حصل في مصر بما يحصل في سوريا. يقول «الأحداث هنا هي مجموعة حراك شعبي وحراك للسلطة في الوقت ذاته».

أما الممثلة والمنتجة لورا أبو أسعد، فأصدرت بياناً مستقلاً تميّز باللغة العاطفية، وبدا كأنه صادر عن إحدى المؤسسات الرسمية بسبب تبنّيه وجهة نظر السلطة السورية على نحو كامل.

إذاً نجوم الدراما السورية اختاروا أن يقولوا كلمتهم متأخرين، عملاً بمبدأ أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، لكن حتى الساعة، يبدو أن أياً منهم لم يتمتّع بالجرأة الكافية للحديث عن أسباب هذه التظاهرات، وعن التراكمات التي تحمّلها الشعب السوري طيلة عقود من الزمن.

طيف الأجهزة الأمنية

لم يتردّد تلفزيون «الدنيا» السوري (يطلق عليه المتظاهرون تسمية «بوق السلطة») ومعه المحطات الرسمية في تشويه صورة الاحتجاجات الشعبية. هكذا تابعنا هذه القنوات وهي تتحدّث عن «مؤامرات خارجية»، ووجود «مندسّين وغرباء». كذلك استضافت هذه المحطات عبر الهاتف مجموعة من الممثلات السوريات اللواتي أتحفن المشاهد بتحليلاتهن السياسية. حصل ذلك في وقت تجاهلت فيه هذه المحطات وضيوفها الحديث عن أسباب هذه التحركات الشعبية. يُذكر أن قسماً من الكتّاب السوريين رفضوا التعبير عن موقفهم من الأحداث الأخيرة تحسباً ربما لمساءلة الجهات الأمنية!

الأخبار اللبنانية في

31/03/2011

 

فنانو سوريا... قائمة العار تطول

وسام كنعان  

احتلّ أمس نجوم الدراما المحطّات المحليّة، وانهالت بياناتهم على وسائل الإعلام. وبينما اختار كثيرون إمساك العصا من المنتصف، أولهم نجدت أنزور، خرجت قائمة تسجّل كل المواقف وتحفظها على... «فايسبوك»

خرج نجوم الدراما السورية عن صمتهم دفعة واحدة، وتهافتوا على الشاشات المحلية ليتحفوا المشاهدين بآرائهم حول الأحداث التي تشهدها البلاد. ومقابل هذا الظهور المكثف، انهالت الاتصالات من الجمهور الذي طالب تلفزيون «الدنيا» بالكف عن استضافة الفنانين، إذا كان فعلاً يرفع شعار «صوت الناس». مع ذلك، ظهر قصي خولي على «الدنيا» ليتقاسم مع مذيعتها سلام إسحق توزيع العتب على الفنانين الذين وقّعوا بيان «تحت سقف الوطن» ويجاهر بأنه حتى لو وصله هذا البيان، لما وقعه! فيما طالبت اسحق الفنانين السوريين بعدم الخروج عن نطاق مؤسستهم الرسمية، ضاربة مثالاً عجيباً بنفسها لكونها لا تدلي بأي تصريح أو موقف بمنأى عن محطتها.

وبذلك، رجمت أي مبادرة مستقلة، وطالبت بالتزام مؤسسات لا تزال محكومة بروتين مكاتبها، خصوصاً أن النقيبة الحالية للفنانين فاديا خطاب أرادت أخيراً أن تصادر حق الفنانين السوريين بالاعتصام تضامناً مع شعوب شقيقة!

ومع ذلك، بدا موقف خولي ومذيعة الدنيا مقبولاً إذا قورن بالتصريحات التي أطلقها الممثل زهير عبد الكريم عند ظهوره على شاشة التلفزيون السوري ليصف من وقّعوا البيان بالخائنين، ويطالب السلطات بسحب الجنسية منهم. واعترض على اللغة التي ظهر بها البيان، مشككاً في وطنية الموقّعين، ومطالباً إياهم بدعم السلطة والعمل على تلميع صورتها. كل ذلك دفع أصحاب البيان إلى إصدار توضيح قالوا فيه إنّ بيانهم تعرّض للاجتزاء من بعض المواقع الإلكترونية، وصُوِّر على أنه يسعى لضرب الوحدة الوطنية في سوريا وإحداث فتنة. وجاء التوضيح ليضيف التأييد الواضح لقيادة الرئيس بشار الأسد. ثم ظهر كل من الليث حجو، وباسم ياخور، ونضال سيجري، صباح أمس على «الدنيا» للردّ على تحريف البيان قبل التوجه إلى محافظة اللاذقية للقاء الجمهور بعد عودة الهدوء إلى المدينة.

وبينما كانت الاتصالات تنهال من الفنانين السوريين على هذه المحطات، لتغلب عليها اللغة العاطفية، بادر تلفزيون «الدنيا» إلى قطع اتصالات المواطنين الذين أرادوا الابتعاد عن المديح والحديث بعقلانية، حتى إنّ إحدى المتصلات قُطعت مكالمتها لمجرد أنها حمّلت الحكومة مسؤولية ما حصل في سوريا!

ومع استمرار البرامج والتغطيات الخاصة، استضافت الفضائية السورية سلاف فواخرجي وزوجها الممثل وائل رمضان. خاطبت النجمة الشباب السوري وطلبت منه «الالتفاف حول الرئيس الشاب المؤمن» وأنهت حديثها بأنها لا تتخيل رئيساً سوى بشار الأسد، فيما كان مذهلاً ما أتحفنا به زوج النجمة السورية، عندما جاهر بأنه لا يريد للدولة أن ترفع قانون الطوارئ، وأن الوضع الأمني في سوريا لا يسمح برفع هذا القانون الذي يسمح للحاكم العرفي بإلقاء القبض على أي شخص، ويشرّع مراقبة المكالمات الهاتفية والرسائل وكل وسائل الإعلام، إلى ما هنالك من بنود يحويها وتقيّد الحريات بقبضة أمنية من حديد.

وفي هذا الوقت، توالت بيانات الفنانين، وأولهم المخرج نجدت أنزور الذي أمسك العصا من المنتصف، حيث رأى أنّ مطالب المتظاهرين محقة وعادلة، ثم أثنى على موقف مناصري بشار الأسد الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن دعمهم له. من جهتها، لم تستغرب نسرين الحكيم ما يحدث في سوريا «لأننا من أولى الدول العربيّة المستهدفة، فدمشق هي صاحبة الموقف العربي المشرف الوحيد بقيادة الرئيس الأسد وقبله القائد حافظ الأسد». ودعت الجهات الإنتاجية السورية إلى «مقاطعة كل المحطات التي عملت ضد سوريا». أما فراس ابراهيم فقد أدان التجييش الإعلامي الذي تمارسه القنوات و«تلفيقها أخباراً كاذبة عن الوضع في سوريا».

في مواجهة كل ذلك، استمرت دعوات التضامن على «فايسبوك» مع دماء الشهداء الذين سقطوا. وقد وُجهت دعوات افتراضية غداً للنزول إلى الشارع تحت اسم «جمعة التضامن المليونية». وعلى الطريقة المصرية، انتشرت «قائمة العار السورية ـــــ سوريون ضد الثورة» على موقع التواصل الاجتماعي وضمّت مجموعة أسماء نجوم الدراما والغناء بسبب مواقفهم من التظاهرات. وكان أبرز الأسماء التي ضمتها القائمة نقيبة الفنانين فاديا خطاب، وأيمن زيدان، ووفاء موصللي، وسحر فوزي، وروعة ياسين، ووائل شرف، ومصطفى الخاني، وفراس ابراهيم، وعبد المنعم عمايري، وجورج وسوف، وديانا جبور، وشكران مرتجى، وزهير رمضان، وسلمى المصري، ولورا أبو أسعد، وسوزان نجم الدين، ونسرين الحكيم، وعمر حجو، وباسل خياط، وروعة ياسين، ونقيب الصحافيين الياس مراد. ورأت القائمة أنهم يرقصون ويزايدون على دماء الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة.

الأخبار اللبنانية في

31/03/2011

 

المثقّفون السوريون بين ساحات التأييد وبيانات الإدانة

محمد الشلبي  

دمشق | استفاقت دمشق صباح أمس، على مسيرات مليونية مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ولنظامه الحاكم، متسببةً بشل حركة المرور. جاءت هذه المسيرات لتؤكد حجم المفارقات التي يعيشها الشارع السوري هذه الأيام، وامتدّت إلى صفوف الفنانين والمثقفين السوريين. من بين هؤلاء من خرج يهتف مع تظاهرات التأييد، وكان على رأسهم نقيبة الفنانين السوريين فاديا خطاب...

ومنهم من اكتفى بإصدار بيانات تقاطعت جميعها في الكثير من مضامينها. بيان حمل اسم «العهد الوطني» نشر على موقع «إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي» المحجوب إلكترونياً في سوريا، ووقّعته شخصيات معروفة بتاريخها المعارض مثل ميشيل كيلو، وعارف دليلة، وهيثم المالح، ورياض سيف، ومنتهى سلطان الأطرش، وغيرهم... سرعان ما تناقلته وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية المختلفة، وفيه طالب الموقّعون «بعدم استخدام العنف أو قبول استخدامه تحت أي ظرف كان، الآن ومستقبلاً»، كما أكدوا ضرورة «السعي المشترك إلى بناء الدولة الوطنية الديموقراطية المدنية الحديثة، التي تضمن المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وحرية الأفراد، واحترام التنوع المجتمعي ومعتقدات ومصالح وخصوصيات كل أطياف الشعب السوري»، كذلك طالب البيان بـ«مقاطعة وإدانة كل جهة تسهم سواء في الكلام أو الفعل في بث الفرقة وافتعال التناقضات بين المواطنين في المجتمع السوري، الذين يتعرضون جميعاً بلا استثناء للقمع والحرمان». بدوره، نشر السينمائي السوري أسامة محمد، على صفحته الشخصية على «فايسبوك»، بياناً قديماً حمل عنوان «بيان الـ 99 ... 2000 ـــ 2011»، كانت قد وقّعته 99 شخصية ثقافية وفكرية وفنية عام 2000. حركة أراد منها محمد على الأرجح، تأكيد صحة ما حمله البيان في ذلك الوقت. «رحل شعيب طليمات، وعبد المعين الملوحي، وأنطون مقدسي، وعبد الرحمن منيف، وممدوح عدوان... وعمر أميرالاي، لكن البيان كان ويبقى نصيحة خضراء من أجل الخلاص السلس من الماضي وآثاره، ومن أجل استقبال مستقبل أفضل». يومها طالب البيان السلطة السورية بإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وبإصدار عفو عام عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير والملاحقين لأسباب سياسية، وإرساء دولة القانون، وإطلاق الحريات العامة، والاعتراف بالتعددية السياسية والفكرية، وحرية الاجتماع والصحافة والتعبير عن الرأي.

وأمام «عجقة» البيانات هذه، تحولت تعليقات متصفّحي «فايسبوك» السوريين، إلى خطابات وبيانات مشابهة... لكن بلغة أكثر بساطة وصدقية. معظم التعليقات استهجن مظاهر الفرح والتأييد، داعيةً إلى الحداد على أرواح الشهداء السوريين الذين سقطوا في جميع المدن والمحافظات السورية.

الأخبار اللبنانية في

31/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)