حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عزت العلايلي:

«الجماعة» وثيقة مصرية قد تساهم في فك الالتباس والغموض لدي المشاهد

بقلم : أسامة فودة

الكثير من عمالقة التمثيل يخفت بريقهم بمرور الزمن وبفعل منظومة الإنتاج التي تتحكم في عملية الإبداع ذاتها- هؤلاء العمالقة تنزوي عنهم الأضواء وتنحصر ولا يتبقي لهم فيض من المشاعر الثرية بالحب وليصبحوا ذكري بعملهم الخالد.

قليل منهم من يحتفظ بالقدرة والموهبة علي تحدي كل العقبات التي يصارعها الإبداع الجيد في هذه المرحلة و(عزت العايلي) واحد ممن استطاعوا الإمساك بثنائية «التألق والتأثير» وليؤكد أن للأصالة والمعاصرة ومهما مر الزمن «سمت للخلود»..

وحين أدهشنا في رمضان هذا العام بحالة من الإشراق والامتاع بعملين اجتمع فيهما كل عناصر الإبداع والمتعة والرقي والتميز كان لابد من هذا الحوار عن الجماعة وموعد مع الوحوش وعن الدراما المصرية وعن عودة الجمهور والمشاهد المصري إلي شاشته وحين تكون الدراما قاطرة للتنوير والإبداع عن تلك الأسئلة وغيرها كان هذا الحوار.

·         منذ فترة لم يقدم عزت العلايلي عملين في آن واحد وفي رمضان تحديدًا واللافت مدي الجودة والاتقان وسط الكم الهائل من الأعمال الهابطة، ما تفسيرك؟

- المسألة التي تخص العرض في رمضان لا تخصني أما عن الجودة والإتقان فهذا أمر أشكر الله عليه فالعمل الإبداعي جهد جماعي ودوري فقط أن أمارس عملي بحب وإتقان وبكل طاقة لدي والمؤكد أن الصورة علي الشاشة هي المرآة التي تعكس الحالة الجماعية إما عمل جيد يبقي أو خلاف ذلك «فيندثر»!

رحلة طويلة

·         حدثني عن «الجماعة» واختيارك له وإلي ماذا يرمز المستشار (كساب) في المسلسل؟

- «الجماعة» كما أراه ومن خلال رحلتي الطويلة ليس مجرد عمل للمتعة والترفيه بل يمثل لي وثيقة بصرية قد تساهم ولو بقدر في فك رموز حالة الالتباس والغموض لدي أجيال عديدة لم تعاصر تلك المهمة من تاريخ مصر بكل موضوعية وبعيدًا عن الأهواء لذا كان قبولي مباشرة ودون أي شروط للعمل بهذا المسلسل أما عن رمزية المستشار (كساب) فهو بالنسبة لي وبعيدًا عن تلك الرمزية هو الحالة الوسطية التي تمثل غالبية المصريين بكل ما تحمله من  سمات شخصية تحوي قيم العدل والاستنارة والإيمان والتسامح.

·         المستشار (كساب) عاشق للتاريخ والفلسفة إضافة إلي كونه (قاضيا) كيف انعكس هذا علي طريقة طرحه لتاريخ «الجماعة» وبالوثائق ودون تحامل؟

- الطرح يأتي في سياق درامي وتاريخي ولا تنسي أن المستشار (كساب) كان علي تماس مع الجماعة في بدايته وقد كان أحد أعضاء الجماعة بمرحلة مبكرة ولكن حين تأكد من طريقة دعوتهم وخلطهم للدين بالسياسة وظهور الأجهزة السرية التي تدعوا إلي العنف داخل الجماعة إثر الانسحاب لكن دون كراهية أو ضغينة وهذا انعكس علي سياق الأحداث فكان بمثابة شاهد علي أحداث لا يختلق دقائقها ولا يلوي عنق الحقيقة حتي ولو كان علي خلاف جذري معهم كما أن عشقه للتاريخ والفلسفة جزء من تاريخه ونشأته لذلك فالحرص علي تحقيق العدالة والوصول للحقيقة جزء أصيل من تكوينه عوضًا عن طبيعة عمله (كقاض).

تفاهم وانسجام

·         الملاحظ وجود حالة من (التفاهم والانسجام والانفتاح) في علاقة الجد والحفيد هل هناك رسالة أو مغزي؟

- في نص عبقري لـ (وحيد حامد) وإخراج مدهش لـ (محمد ياسين) لم يكن هناك أي تفصيلة دون مغزي في هذا العمل وشهادتي قد تكون مجروحة لكن الأمانة تقتضي القول إن تلك الثنائية بين الجد والحفيد قد تكون نقطة العبور الكاشفة لأزمة وطن عبر انقطاع كامل في لغة الحوار والتفاهم بين الأجيال لذلك نفقد الكثير من تاريخنا بفعل حالة غريبة لا ندرك كيف تلبستنا فصرنا نهيل التراب علي كل قيمنا وجذورنا ورموزنا فتلك العلاقة جزء من  محاولة لإعادة مياه التفاعل والتواصل بين الأجيال إلي مجري النهر الذي يمثل الوطن بكل روافده فلنعتبرها دعوي للتواصل بين الأجيال مع تلك الثنائية بين الجد والحفيد.

·         ما أصعب المشاهد في الجماعة؟

- لن تصدقني لو قلت لك إن كل المشاهد كانت صعبة وكانت تأخذ مني مجهودًا ضخمًا لأؤدي الشخصية بكل تفاصيلها، الغريب أن الجميع يحدثني عن دوري في هذا المسلسل رغم أن المشاهد التي ظهرت بها قليلة بالقياس لعدد حلقات المسلسل وهذا يؤكد لك أن التأثير ليس بالكم..

·         في مسلسل «موعد مع الوحوش» تغيير جذري وفيه تؤدي شخصية «جعفر العرباوي» ذلك النائب القاسي الطاغية ذو النفوذ كيف أمكنك الخروج من أسر المستشار (كساب) إلي «جعفر العرباوي» وفي تلك البيئة المغايرة تمامًا وبهذه القدرة رغم أن التصوير كان يتوافق في العملين معًا؟

- المفترض في الممثل أداء أي شخصية بإتقان فتلك النوعية من الأدوار الصعبة تستهويني وتحرك مشاعر التحدي «فجعفر العرباوي» كان التحدي المقابل لشخصية المستشار (كساب) ولكن لم أدخل في غمار الشخصية إلا عند انتهائي من تصوير الجماعة لهذا استمتعت بتقمصها رغم المتاعب والمعاناة رغم أن ظل المستشار (كساب) ظل يطاردني في أجواء (اللوكيشن) طوال الوقت.

مباراة في الأداء

·         هناك مشاهد عديدة ومباراة في الأداء بين نجوم «موعد مع الوحوش» خاصة أحد المشاهد لك وأنت تصارع تلك الرغبات المكبوتة بداخلك بين الشعور بالقوة والإحساس بالذنب الدفين تجاه ابنتك وهو يرجو منها الصفح وهي ترفض؟

- حين يضم عمل ما عناصر مميزة في الأداء التمثيلي لابد وأن يكون الناتج ممتعًا ومتميزًا لـ «أحمد خليل» و«خالد صالح» و«سهير المرشدي» و«حجاج عبدالعظيم» والوجه الجديد «ريم هلال» التي أتنبأ لها بمستقبل واعد كذلك «أحمد عزمي» و«فرح» والممثل الرائع «طارق عبدالعزيز» في دور (بدير) وأتنبأ بأن يكون «صلاح منصور» قادم للشاشة المصرية أما عن هذا المشهد الذي ذكرته فلا أخفيك سرًا أنني شعرت بالمعاناة الشديدة أثناء التصوير ولم أتخيل حين شاهدته بعد ذلك أني عشت تلك الحالة، باختصار العمل ليس مشهدًا واحدًا بل هو مباراة وسيمفونية مع ممثلين عظام وقبل كل ذلك كان هناك النص الممتاز لـ «أيمن عبدالرحمن» وقد كان جهده واضحًا أما المخرج «أحمد عبدالحميد» فهو مخرج قادم من عالم السينما بتكنيك رائع والعمل معه كان متعة إضافية بسلاسة القطع والانتقال والتكوين وحجم اللقطة حقيقة لقد سعدت مع هذا المخرج والمؤلف وتلك الكوكبة من نجوم الأداء التمثيلي..

·         كيف تري المنافسة علي الشاشة هذا العام ولأي درجة نجحت في جذب المشاهد؟

- هناك تطور نوعي هذا العام ورغم الزحام والتكدس الظاهر إلا أن هناك عددًا من الأعمال الجيدة التي جذبت الجمهور إلي الشاشة المصرية ولا يفوتني في هذا السياق أن أبعث رسالة شكر خاص للمهندس «أسامة الشيخ» علي جهده الملحوظ وأتمني أن يؤسس علي هذا الجهد فالشاشة المصرية لديها إمكانيات هائلة فقط أتمني علي من حوله أن يساعدوه لتحقيق هذا الهدف الجميل وهو استعادة الجمهور إلي الشاشة المصرية مرة أخري.

·         هل نجحت الأعمال المعروضة في التعبير عن هموم ومشاكل المواطن؟

- بعضها فعل ذلك والغالبية لا تزال تقدم أعمالها من أجل الاستهلاك وبمنطق السوق والسبوبة والارتزاق وفي النهاية نحن نحصد ما نزرع.

·         ماذا عن الأعمال القادمة وأين السينما في خريطة عزت العلايلي؟

- ما أقرؤه هو بعض السيناريوهات المعروضة  ولم أستقر بعد علي ما أقدمه خاصة بعدما حملني الجمهور من مسئولية بعد «الجماعة» و«موعد مع الوحوش» أما عن السينما فأنا بصدد عمل سيراه الناس قريبًا إن شاء الله.

جريدة القاهرة في

05/10/2010

 

فريال يوسف:

جائزة عروس البحر وسام علي صدري

بقلم : وسام النقاد 

تألقت في شهر رمضان المبارك في مسلسلي "ملكة في المنفي" و"أزمة سكر" فعلي الرغم من قصر مساحة دورها في المسلسل الأول والذي قدمت فيه دور الملكة نازلي في المرحلة الأولي الا انها نجحت في لفت الانتباه الي موهبتها، كما ساعدت مشاركتها في أزمة سكر بدور ماجي في زيادة تعرف جمهور الشاشة الصغيرة بها، فازت مؤخراً بجائزة افضل ممثلة بطلة ثانية من مهرجان الاسكندرية السينمائي وتستعد للمشاركة في بطولة المسلسل الديني التاريخي الشيماء، انها الفنانة الجميلة فريال يوسف التي كان معها هذا الحوار:

·         ما شعورك بعد فوزك بجائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي؟

>> أنا سعيدة جداً لفوزي بجائزة أفضل ممثلة بطلة ثانية من مهرجان الاسكندرية السينمائي عن دور ليلي في فيلم بالألوان الطبيعيةإخراج أسامة فوزي ضمن الاستفتاء الذي اجرته جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان للأفلام المصرية لعام2010 وأعتبر هذه الجائزة وساماً علي صدري لانها تمثل اعترافاً من اهم نقاد وكتاب صحفيين في مصر بالمجهود الذي بذلته في "بالألوان الطبيعية" ومن أكثر ما يسعد الفنان العربي هو ان يكرم في مصر أرض الحضارة والعراقة والفن وخاصة حين يأتي التكريم من مهرجان عريق مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي فهذا يعني اعترافاً بموهبة هذا الفنان من جهة متخصصة هي جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان واعترافاً بجهد الفنان الذي بذله في اداء دوره مما يعطي الفنان دعماً معنوياً لايوصف وثقة بنفسه وبموهبته ويحفزه علي ان تكون إطلالته القادمة علي نفس المستوي ان لم تكن أفضل فالجوائز تعني لي اعترافاً بما بذلته من جهد في أعمالي الفنية وتقديراً لهذا الجهد مما يعطيني الشحنة المعنوية لأقدم الأفضل في المستقبل.

·         علمنا انك تم تكريمك في نفس يوم المهرجان من احد نوادي الليونز برئاسة الفنان سمير صبري عن دورك في " ملكة في المنفي"؟

>> بالفعل ولقد كانت فرحتي مضاعفة بأن يتم تكريمي في يوم واحد في مكانين القاهرة والاسكندرية ولقد كنت اتمني حضور تكريمي ضمن أسرة مسلسل " ملكة في المنفي " عن تقديمي لدور الملكة نازلي في المرحلة الاولي الا ان ارتباطي بحضور حفل ختام مهرجان الاسكندرية حال دون ذلك واود ان اشكر اعضاء نادي الليونز الذين اختاروني من ضمن باقة كبيرة من الفنانين المشاركين في المسلسل ليتم تكريمي.

عرش الإيرادات

·         وماذا عن ردود الفعل حول فيلم " الرجل الغامض بسلامتة " الذي تشاركين في بطولته؟

>> انا سعيدة جداً بتربع الفيلم علي عرش الإيرادات في موسم عيد الفطر المبارك ولقد استفدت من القاعدة الجماهيرية الكبيرة للنجم هاني رمزي واعتقد انه بلا شك مشاركتي في هذا العمل ستعرف الجمهور المصري والعربي بي بشكل أكبر واتمني ان ينال الفيلم إعجاب المشاهدين والنقاد ولقد وصلتني حتي الآن ردود فعل إيجابية جداً عن دوري في الرجل الغامض بسلامته سواء من اصدقائي او من الجمهور او من الصحفيين.

·         حدثينا عن تجربة التعاون مع النجم هاني رمزي؟

>> هاني رمزي انسان علي خلق عال وفنان متعاون جداً ولا يبخل بالنصيحة علي من هم حوله ويريد ان يظهر كل المشاركين في العمل بافضل صورة ممكنة وهو فنان محترف جداً ويهتم بكل تفاصيل العمل.

·         لكن نوعية " الرجل الغامض بسلامته " نوعية تجارية مختلفة عن تجربتك الاولي في "بالألوان الطبيعية "؟

>> انا فنانة محترفة ولابد ان اقدم كل نوعيات السينما سواء التجارية او سينما المهرجانات وان كنت ارفض تلك التصنيفات والمسميات الا ان الفنان بطبيعته يحب ان يجرب كل النوعيات السينمائية ليقدم نفسه للجمهور كل مرة في رونق جديد ومختلف.

> لكن الم تترددي في قبول دورك في " الرجل الغامض بسلامته " نظراً لصغر مساحته؟

>> أنا لا أقيس الدور بحسب مساحته او عدد مشاهده ولكن بحسب مدي تأثيره في أحداث الفيلم ودور سميرة في "الرجل الغامض بسلامته" دور مهم ومحوري فهو يقلب احداث الفيلم بنسبة مائة وثمانين درجة.

لا مقارنة

·         نعود للحديث عن أعمالك الرمضانية " ملكة في منفي " ودور نازلي و"أزمة سكر " ودور ماجي ايهما تشعرين انه حقق لك نجاحاً اكبر؟

>> لايمكن المقارنة بين العملين فالأول " ملكة في المنفي " ينتمي للنوعية التاريخية بينما الثاني " أزمة سكر " ينتمي للنوعية الكوميدية الخفيفة التي تعتمد علي كوميديا الموقف، ولكني اعتبر ان دور نازلي في المرحلة الاولي والذي قدمته علي مدار الثلاث حلقات الاولي من المسلسل دور مهم جداً وكانت به مساحة تمثيل كبيرة ومشاهد مكثفة ونجاحي في الدور كان يعتمد علي تركيزي في دقة تقديمي ملامح شخصية نازلي بالشكل المناسب لتفاصيل تلك الشخصية وخلفياتها النفسية والاجتماعية والتاريخية لتتسلم الدور نجمة الجماهير نادية الجندي، اما بالنسبة لمسلسل ازمة سكر فلقد اسعدني النجاح الساحق لهذا المسلسل وتحقيقه لمراتب متقدمة من حيث نسبة المشاهدة علي القنوات الفضائية العربية المختلفة وأري أن دور ماجي الذي قدمته علي مدار ثلاثين حلقة ساعد في تعريف المشاهدين بي بشكل اكبر في مصر والوطن العربي ولا انكر انني استفدت من القاعدة الجماهيرية الكبيرة للنجم احمد عيد.

·         ماذا عن مشاركتك في بطولة المسلسل الديني التاريخي "الشيماء "؟

>> أشارك في هذا المسلسل بدور سلمي التي احترق قلبها بحب بيجاد والذي تركها ليتزوج من الشيماء وتحاول سلمي ان تفوز بقلب بيجاد مرة أخري وانا سعيدة جداً بمشاركتي في هذا العمل خاصة وانه يتناول فترة تاريخية محببة لكل المسلمين هي فترة بداية الدعوة الاسلامية وقصة حياة الشيماء اخت الرسول صلي الله علية وسلم في الرضاعة وانا حالياً اقوم بقراءة سيناريو وحوار المسلسل وسعيدة جداً به لأنني اشعر وكأنني انتقلت للمرحلة التاريخية التي تدور فيها الاحداث من فرط صدق وواقعية الكتابة لمحيي الدين مرعي، ولدي آمال كبيرة في نجاح هذا العمل لان الورق مبشر جداً والعمل سيكون تحت اشراف المخرج المتميز عصام شعبان.

·         لكن الا تخشين ان يكرهك الجمهور خاصة وانك تنافسين اخت الرسول صلي الله عليه وسلم الشيماء علي قلب زوجها بيجاد؟

>> أعتقد ان هناك مبررات درامية لشخصية سلمي تجعل الجمهور يغفر لها محاولتها الفوز بقلب بيجاد زوج الشيماء فهي تهيم به حباً ولا تتخيل ان يتركها ويتزوج من غيرها ومن جرب الحب وهجر حبيبة له سيقدر تماماً وربما يتعاطف مع شخصية سلمي كما ان في اي عمل درامي لابد ان تكون هناك شخوص سلبية وإيجابية ليحدث الصراع الدرامي المطلوب لاستمرارية الاحداث.

·         الا يقلقك ان تتم مقارنة مسلسلكم مع فيلم الشيماء الذي قدمته النجمة سميرة أحمد؟

>> لايوجد وجه تشابه كبير بين العملين لاننا في مسلسل "الشيماء قيثارة السماء" نتناول مرحلة تاريخية مهمة هي حالة قبيلة بني سعد قبل مجيء الرسول صلي الله عليه وسلم للقبيلة لترضعه حليمة السعدية وتلك الاحداث لم يتناولها اي عمل درامي من قبل وهناك احداث تاريخية كثيرة مشوقة لم تقدم في الفيلم سيشاهدها الجمهور في المسلسل وهذا طبيعي لان مدة المسلسل اطول بكثير من الفيلم.

·         وما توقعك لتجربة التعاون مع فنانين من جميع الدول العربية في مسلسل الشيماء؟

>> هذا شيء يسعدني ويفرحني واتوقع ان يثري العمل بشكل كبير فشيء جميل ان يكون المشهد الفني مليئاً بكل تلك الاسهامات الفنية العربية كما اري انها تجربة رائعة ان يكون هناك تبادل فني بين الممثلين العرب مما يضيف الي تجربتهم الفنية ويثري العمل بشكل عام.

·         لكن يلاحظ ابتعاد المشاهد عن متابعة المسلسل الديني والتاريخي بشكل عام في الفترة الماضية فما توقعاتك لمسلسل الشيماء؟

>> أعتقد ان الورق الذي كتبه محيي الدين مرعي مبشر جداً ويتناول فترة تاريخية مهمة تختص بشخصيات محببة لكل العرب والمسلمين هي شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم واخته في الرضاعة الشيماء مما يشكل عنصر جذب كبير للمشاهد المسلم والعربي كما ان المسلسل تتوفر له امكانات مادية كبيرة من شركة البحري وشركة ستار تي في اللتين رصدتا له ميزانية ضخمة تجعله يظهر- ان شاء الله- في افضل صورة ويجذب اكبر عدد من المشاهدين.

جريدة القاهرة في

04/10/2010

 

عابد كرمان يطلب حماية الرئيس مبارك من رقابة المصنفات

بقلم : ماجدة خيرالله 

فكرة عودة عيد الفن برزت مرة أخري في الآونة الاخيرة،بعد لقاء الرئيس حسني مبارك بمجموعة من نجوم مصر،ومثقفيها !وقد كان تقليدا ًمحببا ومثمرا وظل معمولا به،في سنوات حكم عبد الناصر ثم أنور السادات،ولكنه اختفي تدريجيا حتي تلاشي في عهد الرئيس مبارك،حتي قيل انه يدعم الرياضة ولايحب الفنون ولايستهويه متابعة إنتاجها،ولأن الناس علي دين ملوكهم،فقد أدي هذا الي انهيار مستوي صناعة السينما،والدراما التليفزيونية بشكل ملحوظ في السنوات العشرين الاخيرة،ثم حدث أن تنبهت الدولة لقيمة الفن في التصدي للافكار الرجعية المتطرفة وفي تنمية روح المواطنة،وفي إنعاش الروح الوطنية لدي جيل الشباب،وربما لهذا السبب فكر سيادة الرئيس في عودة التواصل بينه وبين نجوم الفن،وقد حدث ذلك في تزامن مدهش مع احتفالات نصر أكتوبر،وقد تكون هذه إشارة بدء علاقة جديدة وإيجابية بين الدولة ممثلة في رئيس الجمهورية وبين الفنان المصري،تسمح بحل الكثير من المعوقات التي تحد من انطلاق الفنون،في تفاعلها مع المجتمع وتعيد الثقة للفن المصري ليسترد مكانته كعنصر مهم من عناصر القوة الناعمة !

أجيال مختلفة

تم اختيار مجموعة النجوم الذين التقوا بالرئيس مع مراعاة أن يمثلوا أجيالا مختلفة،ولا اعرف لماذا لم يكن من بينهم مخرج أو كاتب سيناريو؟مع ان اصل اي عمل فني يبدأ بالكلمة وبالمخرج صاحب الرؤية،ولااعتقد أن ايا من افراد المجموعة المختارة للقاء الرئيس كان لديه المقدرة علي طرح مشاكل السينما والتحديات التي  تعرقل مسيرتها،وربما كانت فرحة النجوم بلقاء الرئيس قد ألجمت ألسنتهم،ولذلك لم يفكر اي منهم في افساد اللقاء بالحديث عن المشاكل التي لايتوقفون عن ذكرها في كل لقاءاتهم الصحفية والتليفزيونية! علي كل حال فمشاكل المبدعين كثيرة وملحة وأولها كثرة تدخل بعض الجهات "مؤسسات دينية وأمنية " في الاعمال الفنية،مما يجعلها تخرج للجمهور مبتسرة ومشوهة وقد لاتخرج مطلقا!

عشق السينما

كان جمال عبد الناصر يعشق السينما،حتي أنه كان يتابع كل الافلام الاجنبية والمصرية من خلال آلة عرض سينمائي يحتفظ بها في منزله،وكان حماسه للعمل فني بلا حدود،فكان يتدخل لحماية الافلام السينمائية من بطش رجاله الذين كانوا يحرضونه أحيانا علي بعض الافلام السينمائية، وحكايته مع فيلم «شيء من الخوف» أصبحت دليلا علي بصيرته النافذة واتساع صدره وفهمه لقيمة الفنون،وقد قيل له إن شخصية عتريس التي قدمها الفنان محمود مرسي هي إسقاط عليه وعلي عصره وأن الفيلم يتهمه بالديكتاتورية ويتنبأ بثورة شعبية تطيح به،وهي مجموعة من التهم تودي في داهية،وتلقي بصناع الفيلم وراء الشمس، ولكن عبد الناصر لم يستجب للتحريض وقرر مشاهدة الفيلم بنفسه، وأبدي إعجابه الشديد بمستواه الفني، وبمستوي أداء نجومه شادية ومحمود مرسي ويحيي شاهين،ومخرجه حسين كمال وسيناريو صبري عزت وحوار عبدالرحمن الأبنودي، واصبح فيلم «شيء من الخوف» ضمن أهم افلام السينما المصرية،رغم أنه كان مرشحا للخروج منها نهائيا!وهو ماتكرر حدوثه مع فيلم ميرامار الذي اخرجه كمال الشيخ ولعبت بطولته شادية وعماد حمدي مع يوسف شعبان،ويوسف وهبي وكان تقارير بعض الجهات الخاصة،تؤكد أن الفيلم يحمل تهكما شديدا علي الاتحاد الاشتراكي ورجاله،وأوكل جمال عبد الناصر مهمة مشاهدة الفيلم والبت في أمره للرئيس الراحل أنور السادات،وقد كان هو الآخر من عشاق السينما والفنون عامة، وكان يعرف قيمة العمل الفني وقوة تأثير السينما في حياة الشعوب،فانحاز لفيلم ميرامار وسمح بعرضه كاملا رغم مابه من عبارات تهكم علي القوانين الاشتراكية قيلت علي لسان يوسف وهبي الذي كان يقدم شخصية إقطاعي سابق تم انتزاع أراضيه الزراعية بعد ثورة يولية! وبعد حادث المنصة الذي انتهي باغتيال الرئيس السادات،كان فيلم  "الغول" أول ضحايا العلاقة المتوترة بين الرقابة الجديدة ومبدعي السينما،فيلم الغول من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف وبطولة عادل إمام وفريد شوقي ونيللي ،وسبق تقديم نفس الموضوع في مسلسل إذاعي ناجح باسم "قانون ساكسونيا"وحقق نجاحا كبيرا عند إذاعته،ولكن عندما تحول الي فيلم سينمائي أصرت الرقابة علي حذف مشهد النهاية،متعللة بأن النهاية بها بعض التشابه مع حادث المنصة!رغم أن هذا لم يكن صحيحا في مطلقه، عادل إمام كان يلعب شخصية صحفي شريف يتعرض للاضطهاد والتنكيل لأنه تصدي لجبروت رجل الاعمال فريد شوقي الذي كان يعيث في الارض فسادا دون حسيب أو رقيب ،ولايجد الصحفي وسيلة لرد العدوان علي رجل الاعمال الفاسد،سوي التصدي له وقتله ببلطة كان يحتفظ بها في ثنايا أوراقه،ولم يوضح أحد مدي التشابه بين الحادثين ،اغتيال الرئيس السادات في العرض العسكري الذي اقيم بمناسبة الاحتفال بذكري نصر أكتوبر،ومقتل رجل الاعمال الفاسد "فريد شوقي" كما جاء في فيلم الغول!لم يهتم أحد بالشرح والتحليل وتم فرض بتر النهاية علي مخرج الفيلم ومؤلفه وقررا الصمت والاستسلام،لتمرير عرض الفيلم بسلام،وكان الصدام التالي بين صناع السينما والرقابة الجديدة في فيلم البريء الذي كتبه ايضا وحيد حامد وكان المخرج هذه المرة عاطف الطيب،وكانت أحداث الفيلم تدور في احد المعتقلات السياسية،وكانت النهاية تحمل تمردا من أحد المجندين "أحمد زكي" وبعض المعتقلين علي إدارة السجن وضباطه فيقوم المجند أحمد زكي بإفراغ رصاصات رشاشه بشكل عشوائي في الجميع بعد مقتل صديقه وابن بلدته ممدوح عبد العليم نتيجة التعذيب الشديد،واعتبرت الرقابة أن هذا الفيلم يحمل نوعا من التحريض ودعوي لثورة شعبية،والغريب ان احداث الامن المركزي جاءت ممثالة الي حد بعيد لما جاء في الفيلم،وكأن مؤلفه كان يقرأ احداث المستقبل!وطبعا تم بتر مشهد النهاية بقسوة حتي يتم السماح بعرض فيلم "البريء"،وذلك بعد أن تكونت لجنه خاصة من خمسة وزراء للبت في أمره!

جماعات متطرفة

وتفاقمت المواقف الصدامية بين رقابة الدولة وبين الافلام السينمائية،وفي فترة ما كانت الاشارة لاي أعمال ارهابية توجه للمجتمع من جانب الجمعيات الدينية المتطرفة خطا أحمر لايمكن لاي مبدع ان يقترب منه بالتصريح اوحتي بالتلميح،ولكن زيادة ظاهرة العنف باسم الدين وخاصة بعد مقتل رفعت المحجوب،أدي بالدولة الي إدراك دور الفن في التصدي لتلك الظاهرة وانه لايقل مطلقا عن المواجهات الامنية مع بؤر التطرف ،وتم السماح بعرض فيلم "الإرهابي"،الذي كتب له السيناريو لينين الرملي، ولعب بطولته عادل إمام وصلاح ذو الفقار ومديحة يسري وشيرين، وحقق الفيلم نجاحا كاسحا وتم عرضه الخاص وسط إجراءات امنية مشددة جدا،بعدها سمح وزير الاعلام الاسبق صفوت الشريف بعد تعرضه شخصيا لمحاولة اغتيال،بعرض مسلسل العائلة لوحيد حامد والمخرج اسماعيل عبد الحافظ ،وكانت المرة الاولي في تاريخ الدراما المصرية التي يقدم فيها مسلسل عن توغل الجماعات الدينية المتطرفة في الحياة الجامعية وتجنيد الشباب الفقراء ليصبحوا جنودا في جيوش الظلام!وبرز مع هذا المسلسل نجم طارق لطفي ورياض  الخولي ،ومحمد رياض وجمال عبد الناصر،وقام بدور البطولة الممثل الكبير محمود مرسي وليلي علوي اللذان ساندا التجربة بكل مايحملانه من إحساس وطني عميق وبضرورة تصدي الفن لمشاكل المجتمع!

محاذير أمنية

وفي الآونه الاخيرة زادت حساسية أجهزة الدولة وتربصها وبسط قبضتها علي كل  انواع الفنون،وزادت المحاذير الرقابية حتي اصبح لبعض المؤسسات "الدينية والامنية " يد طولي تمدها من حين لآخر لتقليص مساحة الحرية الممنوحه للمبدعين،في جميع المجالات واصبح اللجوء للرئيس حسني مبارك هو الحل الوحيد لهذا الاشتباك المزمن حتي أن الفيلم الكوميدي البسيط طباخ الرئيس ماكان له أن يظهر للنور لولا تدخل الرئيس شخصيا!

يعيش المخرج الفنان نادر جلال اياما سوداء،ولايعرف بمن يستجير لحماية مسلسله "عابد كرمان" من قبضة بعض الجهات التي قامت بالتنكيل بالعمل،رغم حصوله علي جميع التصاريح الرقابية والامنية قبل ان يبدأ بالتصوير،والحكاية بدأت عندما اختار قصة كنت صديقا لديان،المأخوذة عن رواية لماهر عبد الحميد،كتب لها السيناريو بشير الديك،وقامت شركة كنج تووت بإنتاج المسلسل الذي كان من المفترض عرضه في شهر رمضان، ولكن فوجيء نادر جلال اثناء تصوير أحداث المسلسل في سوريا ،باعتراض إحدي الجهات الامنية علي اسم المسلسل فتم تغييره بلانقاش الي عابد كرمان بدلا من كنت صديقا لديان،ولم يفكر نادر جلال ولاكاتب السيناريو بشير الديك في البحث في اسباب هذا التغيير،واستمر التصوير للحاق بفرصة العرض في رمضان،وجاءت الضربة الثانية عندما قيل للمخرج أن يحذف كل المشاهد التي يظهر فيها موشي ديان!! ورغم غرابة الطلب الذي سوف يخل بدراما المسلسل،الا أن المخرج اضطر لعمل مونتاج لانقاذ الموقف،ورغم ذلك لم يحصل علي الموافقة النهائية للعرض،وطلبت منه جهة الانتاج وهو لايزال يصور في سوريا بتقديم عشر حلقات مع المونتاج النهائي،فأوقف التصوير كي يقوم بنفسه بالاشراف علي عمليات الانتاج ،وإرسال الحلقات للقاهرة،للعرض علي لجنة المشاهدة التي أثنت علي الحلقات الاولي،ولكنه فوجئ مرة اخري بطلب الشركة ارسال بقية الحلقات فقام بعمل مونتاج قبل النهائي وإرسالها للشركة وعلم ان الشركة قامت بحذف بعض المشاهد تحاشيا للصدام مع الجهات الامنية،وكانت الشركة قد نشرت في الصحف عدة اعلانات مدفوعة تؤكد فيها أن أحداث المسلسل لاتمت للواقع بصلة بناء علي تعليمات بعض الجهات الامنية! ويفكر المخرج نادر جلال بصورة جدية للجوء لسيادة الرئيس لانقاذ مسلسله الذي يعتبره عملا قوميا يصور حرب المخابرات المصرية ودورها في حماية أمن الوطن،وخاصة وأن عملية عابد كرمان جاءت قبل حرب اكتوبر وكان لها دور في تضليل العدو الاسرائيلي،وهي بطولة جماعية تحسب للجانب المصري سواء كانت شخصية عابد كرمان  لها ظلال من الواقع او عملا متخيلا من قريحة المؤلف وكاتب السيناريو،إلا ان المسلسل كله من الاعمال الهادفة التي تدفع الاجيال الشابة لتعرف الكثير عن طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي فيزداد لديها مشاعر الانتماء والافتخار بإنجازات رجال وضعوا أرواحهم قربانا لكرامة الوطن وامنه! المخرج نادر جلال يطمح بفرصة للقاء السيد الرئيس فهو الوحيد الذي يمكن أن يتدخل لحماية عمله الفني الذي يضاف لسلسلة أعمال فنيه نفتخر بها جميعا مثل "دموع في عيون وقحة" و«رأفت الهجان» التي تذاع بشكل مستمر بمناسبة احتفالات أكتوبر!

جريدة القاهرة في

05/10/2010

 

هل من ميثاق شرف يحمينا من تجاوزات الإعلان التليفزيوني؟

بقلم : فريال كامل 

لابد شاهد الأغلبية مرارا وتكرارا خلال شهر رمضان تلك الطفلة الظريفة التي تدفع بصديقها ليسقط في مياه الشلالات من أجل كيس من البطاطس، وشاهد أيضاً اخصائيا في جلسة للعلاج الجماعي وهو ينصح شابا أن يوجه ضربة لصاحبه إن وجد نفسه متورطا في خناقة ولابد أن كثيراً من المصريين قد أسفوا لاهدار القيمة المعنوية لأحد الألحان التي ارتبطت بوجدانهم حين رددته الجماهير في فقرة إعلانية عن قالب من الجبنة، ذلك قليل من كثير مما طالعنا علي الشاشات خلال الشهر الكريم.. لقد رأي فيها البعض مدعاة للضحك ودافعاً للسخرية ورأي فيها الأغلب الأعم من المشاهدين هجمة شرسة فجرت لديهم حالة من الاستياء وصلت لحد الاستفزاز، إذ عصفت تلك الاختراقات الإعلانية بوحدة الدراما - من دون أدني اعتراض من رجالها بل وصل الأمر لحد المفاخرة بكثافة تلك الاختراقات التي قضمت أيضاً الرابطة الوجدانية بين المشاهد والمادة المعروضة علي الشاشة،لقد غفلت وكالات الإعلان كجهة منتجة وأيضاً القنوات كجهة عرض عن أن المشاهد يمثل ضلعاً أساسياً في العمل الإعلاني، والذي يقتحم حياته ويقتطع من وقته ويغذي فاتورة الكهرباء خاصة حين يعرض له سلعة هو في غير حاجة إليها أو خدمة فاقدة المصداقية لها من الآثار الجانبية ما يضر بالمشاهد وأولاده، وسؤال يطرح نفسه: كم وكالة إعلانية تبعت حملاتها بدراسة دقيقة لمردودها علي المشاهد صحياً واجتماعياً.

فن الإعلان

ومن البديهي أن الإعلان عن سلعة أو خدمة لابد وأن تتوفر به عدة أركان أساسية لكي يحقق الهدف منه، أولها المصداقية إضافة لدقة المعلومة واكتمال عناصرها فضلاً عن طرحها بتركيز كما الطلقة ومعالجتها بأسلوب جذاب لا يخلو من طرافة ومن الأهمية بمكان أن يخلو الإعلان من كل ما يضر بالمشاهد خاصة الأطفال أما عن سياسة العرض فينبغي أن تنتهج الحملة الإعلانية سياسة محسوبة في العرض علي المشاهد ضاربة عرض الحائط بالقول المأثور «الزن عالودان أمر من السحر»، لأن سياسة الضرب بالمطرقة علي دماغ المشاهد لابد وأن تصرفه عن المتابعة.

نماذج جيدة

لقد طالعتنا خلال الشهر الكيرم عدة إعلانات حالفها النجاح وحققت قبولا لدي المشاهد لطرافتها وخفة ظل الفنانين الذين عرضوها منها فقرة لتامر وشوقية عن التليفزيون ثلاثي الأبعاد وأيضاً فتحي وفوزية عن السيراميك وفي مقدمتها فقرة الحساب بالثانية والتي قدمها الفنان ماجد الكدواني وقد لاقت الحملة الإعلانية لإحدي شركات خدمات المحمول قبولا حين اعتمدت علي عرائس مصرية مائة في المائة لتقديم فواصل غنائية من التراث الشعبي وذلك كله في مقابل فقرات غفلت عن البنود الأساسية لميثاق شرف الإعلان من ناحية المعالجة والطرح وأيضاً منهج العرض، لقد وفقت إحدي وكالات الإعلان لاختيار طفلة ظريفة لبطولة حملة إعلانية برفقة صديقها الطيب للترويج لشرائح الباطس غير أن معالجة الفقرات لم تكن موفقة تربوياً، ففي كل فقرة كانت الطفلة لا تتواني عن الحاق الأذي بصديقها ولا تبالي برفع الأذي عنه كل ذلك من أجل كيس البطاطس ففي إحدي الفقرات تدفعه من القارب ليسقط في مياه الشلال وفي فقرة تالية لا تأبه لأوجاعه وقد سقط عليه لوح خشبي كبير من دور علوي فتسارع لانتزاع كيس البطاطس من يده وفي فقرة أخري تتجاهل ما يتعرض له صديقها من آلام ومخاطر بينما هو معلق بدراجة تندفع مسرعة علي الطريق كل ذلك لتنتزع من يده كيس البطاطس.

لقد غفل خبراء الحملة عن أن فعل العنف محذور في الأعمال الفنية الموجهة للأطفال وأن للأثر التراكمي للعنف تكريس له في سلوكياتهم وردود أفعالهم.

مفهوم الرجولة!

وفي حملة إعلانية للترويج لمشروب الرجولة يتساءل المرء عن خصائص الرجولة التي يدعمها المشروب؟ هل يدعم الإقدام والمثابرة أو قوة التحمل والتغلب علي الصعاب وهو الأمر الذي غاب تماماً عن الفقرة بينما يضيف خبراء الحملة خاصية حديثة للرجولة مفادها أن يوجه المرء ضربة لصاحبه ان وجد نفسه متورطاً في خناقة فهل تلك هي الخاصية التي تدعم الرجولة في مجتمع نامي؟!

وفي حملة إعلانية أخري غفل الخبراء عن أن عنصر المفارقة والمبالغة من العناصر المفجرة للكوميديا، فهل كان التأثير الكوميدي أحد متطلبات فقرتهم الإعلانية حين وظف الخبراء لحنا حماسيا مشهوراً ومحفوراً في وجدان الشعب ذلك للإشادة بقالب من الجبن وكأن المنتج العجيب صاروخ موجه أو طائرة بلا طيار؟

وفي حملة إعلانية عن بعض الأنشطة البنكية تفتقد الفقرة للمصداقية حين تسقط عن الفقرة قيمة الفائدة البنكية علي البطاقة والقرض وفي إعلان عن منتجع سياحي تتحدث إحدي سيدات المجتمع بدلال عن ميزاته بأن السينما بجوار المول وكأنه قد بات كل من الترفيه والتسوق من الاحتياجات الأساسية والحيوية للبشر غافلين عن جموع الصابرين في طابور العيش والصامدين في وسائل المواصلات، ويلفت النظر في حملة مكثفة لجمع التبرعات لصالح مستشفي شهير بمناسبة الشهر الكريم احتواء الفقرات علي لقطات قريبة للأطفال المرضي غافلين عن أن حماية خصوصية الأطفال حق من حقوقهم تكفله الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

تلك نظرة عامة علي المعالجة الدرامية للفقرات الإعلانية إلا أن ما يفوق الاحتمال هو السياسة التي انتهجتها الوكالات للدق بمطرقة علي أدمغة المشاهدين متناسين القول المأثور إن الشيء ان زاد علي حده ينقلب إلي ضده وأن كثرة السلام تقل المعرفة، فهل قدر الخبراء كمية الضجر التي أثقلت كاهل المشاهدين من جراء ملاحقتهم بعرض ذات الفقرات بفارق زمني لا يتعدي بضع دقائق أو ثوان علي مدار الليل والنهار حتي شاع بين المواطنين أن أحدهم سأل الآخر لماذا العيد فرحة فأجابه لأنه اعتقنا من الإعلانات ولو قليلاً، حقيقة الأمر أن سوق الإعلانات بات بلا ضابط فني أو اجتماعي مما يتطلب إصدار ميثاق شرف للإعلان.

جريدة القاهرة في

05/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)