حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الدراما المصرية:

الرؤية مشوشة والمستقبل مجهول

محمد عبد الرحمن

القاهرة| «من النهاردة ما فيش حكومة... أنا الحكومة». لا شكّ في أن هذه العبارة الشهيرة التي قالها أحمد السقا في فيلمه «الجزيرة» (2007 ـــــ إخراج شريف عرفة) بقيت محفورة في أذهان الجمهور العربي، وخصوصاً المصري منه. وقد أدى السقا في هذا الشريط دور تاجر مخدرات، يعدّ نفسه المرجعية الشرعية، ويتعامل مع المحيطين به على هذا الأساس. السيناريو نفسه ينطبق على سوق الدراما المصرية التي تعاني اليوم غياب الإنتاج الحكومي لأسباب عدة. وما زاد الطين بلّة غياب أيّ بديل للمموّل الرسمي. وبالتالي، فالموسم الرمضاني سيتأثر هذا العام بعوامل عدة، أبرزها القائمة السوداء بأسماء الممثلين الداعمين للنظام المخلوع، على رأسهم إلهام شاهين ويسرا وغادة عبد الرازق، إلى جانب غياب جهات إنتاجية تقف خلف أعمالهم، علماً بأنّ الشركة التي كانت تتولّى إنتاج مسلسل شاهين «قضية معالي الوزيرة» توقّف نشاطها بعد تجميد أرصدة الشركاء المساهمين فيها، أوّلهم منير ثابت شقيق سوزان مبارك.

هكذا يمكن القول إن جميع النجوم (المدرجين ضمن اللائحة السوداء أو... البيضاء) سيعانون في الأشهر المقبلة، وسيغيب قسم كبير منهم عن شاشات شهر الصوم، إذ إنّ السوق تعاني غياباً كاملاً للإنتاج الحكومي. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن سبب تراجع الدولة عن دعم الدراما لا يعود فقط إلى قرار يقضي بضبط الإنفاق في هذا المجال، بل لأنّ رموز هذا القطاع الحكومي مهددة بالتساقط. وبخلاف وزير الإعلام السابق أنس الفقي، ورئيس «اتحاد الإذاعة التلفزيون» أسامة الشيخ الموقوفَين حالياً بتهمة إهدار المال العام، فإن المسؤولين الجدد لـ«ماسبيرو» لن يتمكّنوا من التصديق على خطة إنتاج رمضان 2011 في المرحلة الحالية. وبالتالي، لن يجد المنتجون الشريك الذي كان يسهم في تحمّل ربع الكلفة على الأقل ويدعم عرض المسلسلات على الشاشات الوطنية.

الأمر نفسه ينطبق على «مدينة الإنتاج الإعلامي» التي طاولتها انتقادات متتالية خلال المرحلة السابقة بسبب إنتاج مسلسلات دون المستوى إلا في حالات نادرة. وهو ما سيدفع رئيسها سيّد حلمي إلى الامتناع عن إعلان خطته الدرامية لهذا العام إلا بعد أن يتأكد من أن الأعمال التي سيشارك في إنتاجها ستروق الجمهور والصحافيين والنقّاد على حد سواء. والجميع يذكر طبعاً كيف كانت المدينة تتجاهل في السنوات السابقة الانتقادات التي أطلقها الصحافيون ضدّ مسلسلات عدة، وخصوصاً تلك التي تجاهلها الجمهور بسبب تدني مستواها. لكن الوضع الآن تغيّر وكل عمل لن يحقق إقبالاً جماهيرياً سيعدّ وسيلة لإهدار المال العام. السيناريو نفسه يتكرر مع شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات». ورغم أن هذه الأخيرة هي شركة حكومية وتابعة لـ«التلفزيون المصري» اتُّهم وزير الإعلام السابق بإعطائها الضوء الأخضر لاستغلال الحقوق الإعلانية للدعايات التي تبثّ على قنوات التلفزيون الرسمي بسعر يقل عن ذاك الذي عرضته شركات أخرى، وبما لا يناسب مكانة شاشة الدولة. ويرأس هذه الشركة حتى الآن إبراهيم العقباوي ابن شقيقة صفوت الشريف، الرجل القوي في نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

إذاً يبدو واضحاً أن مواقف كل هذه الجهات من دراما العام الحالي لن تتحدد إلا بعد تغيير مسؤوليها أو صدور قرار رسمي بإبقائهم، وهو الاحتمال الأضعف بسبب ثورة التغيير التي تجتاح مصر حالياً، وترفض أي وجوه تعاملت مع النظام السابق، لكن حتى المنتجون المستقلون الذين قد يغامرون بدخول هذا القطاع، ستواجههم صعوبات عدة: أولاها انهيار سوق التوزيع داخل مصر بسبب عدم الإقبال المتوقع من «التلفزيون المصري» والقنوات الخاصة على شراء حقوق البث كما كان يحصل في الأعوام الثلاثة الأخيرة. والجميع يدرك حالياً أن السوق الخليجية وحدها لم تعد تكفي لتعويض نفقات الإنتاج إلا في حال خفض النجوم لأجورهم بنسب كبيرة، وهو أمر غير متوقع حتى الآن حسب تصريحات معظم الممثلين.

يضاف إلى كل ما سبق عنصران فاعلان أوّلهما التوقيت، لأن إنجاز أي مسلسل يتطلب ثلاثة أشهر على الأقل من التصوير، إضافةً إلى عمليات المونتاج والتسويق. ولا تزال معظم الاستوديوهات المصرية متوقفة عن العمل، باستثناء بعض المسلسلات والأفلام التي بدأ تصويرها قبل الثورة، أو التي يغيب عنها النجوم. أما العنصر الثاني، فهو المزاج العام للشارع المصري المشغول حالياً باستعادة الأمن ودوران عجلة الاقتصاد. وهو الأمر الذي يجعل التفكير في مسلسلات رمضان رفاهية تثير الاستفزاز. وأخيراً وهذا هو الأهم أن الاستحقاقات البرلمانية ستكون قبل شهر الصوم، والانتخابات الرئاسية بعدها، وبالتالي لن تتوقف برامج الـ«توك شو» التي تعدّ المنافس الرئيسي للمسلسلات خلال رمضان.

الزعيم v/s هنيدي

رغم أن النجمَين كانا ضد الثورة، إلا أن عادل إمام ومحمد هنيدي قد يكونان الرابح الأكبر في سباق رمضان المقبل. والسبب انطلاق تصوير مسلسليهما «فرقة ناجي عطالله» (بطولة عادل إمام)، و«مسيو رمضان مبروك أبو العلمين» (بطولة محمد هنيدي) قبل اندلاع «ثورة 25 يناير» التي عطّلت معظم المشاريع الفنية، وخصوصاً الدرامية منها. ويستكمل النجمان تصوير عمليهما في سرية تامة لضمان اللحاق بشهر رمضان المقبل. وبالتالي هناك فرصة كبيرة ليعرض المسلسلان مصرياً وعربياً على أكثر من شاشة بسبب قلة الأعمال المتوقع تصويرها هذا العام، لكن طبعاً لا بد من الإشارة إلى أن اسمي «الزعيم» وهنيدي موجودان على القائمة السوداء... فهل يؤثر ذلك في نجوميتهما؟ الجواب في رمضان 2011.

الأخبار اللبنانية في

10/03/2011

 

... والدراما السورية أيضاً دخلت النفق

وسام كنعان  

لم تستفد الدراما السورية من تعثّر نظيرتها المصرية. ها هي تشهد انفضاض المنتجين الخليجيين عنها، وانحسار عدد المسلسلات ليصل إلى 12 حتى الآن

دمشق | منذ عام 2008 حتى اليوم، يشهد قطاع الدراما في سوريا تراجعاً ملحوظاً. انخفض عدد المسلسلات الرمضانية من 31 عملاً (2008)، إلى حوالى 18 في عام 2010. أما هذه السنة، فلم يتجاوز عدد الأعمال التي بدأ تصويرها حتى الآن 12 مسلسلاً، مما ينذر بتراجع درامي كبير لناحية الكمّ. مع ذلك، لا تزال «شركة عاج» تحافظ على شراكتها مع تلفزيون «دبي»، فيقدمان في الموسم الرمضاني مسلسل «دليلة والزيبق».

كذلك يعود سامر المصري إلى تعاونه مع «روتانا خليجية» ليقدم الجزء الثاني من «أبو جانتي... ملك التاكسي»، أيضاً، تمكّن الممثِّل فراس إبراهيم من تأمين ممولين من خارج سوريا لمسلسله «في حضرة الغياب» الذي يروي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. ويرجّح أن ينفّذ بسام الملا مسلسلاً شامياً هو «خان الشكر» لمصلحة مجموعة mbc. مع ذلك، لا شكّ في أن الدراما السورية في مأزق صعب بعدما بدأ بعض المنتجين بالعزوف عنها.

والمؤكد حتى الساعة أنّ تراجع الإنتاج على مستوى الكمية، يأتي كنتيجة منطقية لزوال بعض الشراكات بين المنتج السوري والمنتج الخليجي. ويبدو أن هذا الأخير بدأ يركز اهتمامه على دراما بلاده التي تسجل تطوراً ولو بطيئاً، ويبتعد عن المسلسلات السورية «التي تنفّذ خطط المنتج الخليجي فقط لا غير» كما سبق أن صرّح المنتج والممثل حسن عسيري، الذي يُعدّ أحد أبرز الممولين السعوديين. أمام هذا الواقع، اتخذت الحكومة السورية قراراً صائباً بإنشاء مؤسسة عامّة للإنتاج التلفزيوني، وخصوصاً أن هذه المؤسسة تعمل بميزانية كبيرة ورأس مال يخوّلها إنجاز مجموعة كبيرة من المسلسلات. وقد أعلنت نيّتها إنتاج خمسة أعمال لتتفوق بذلك على «شركة سوريا الدولية» التي تنتج هذا العام أربعة أعمال فقط، لكن يبدو أن العوائق البيروقراطية تؤخّر عمل المؤسسة التي لم تعلن سوى أمس إطلاق أول مسلسل لها سيخرجه أحمد إبراهيم أحمد بعنوان «سوق الورق»، وهو يضيء على نمط حياة الطلاب والفساد في قطاع التعليم الجامعي الرسمي.

من جهتها، أنجزت «شركة بانة» مسلسلها الأول «تعب المشوار» لفادي قوشقجي وسيف الدين السبيعي بمال سوري خالص، دون الكشف عن الجهة التي ستشتري العمل، وها هي تستعدّ لتصوير جزء ثالث من مسلسلها الكوميدي «صبايا» رغم تعرضه لانتقادات عدة في الموسم الفائت.

الأمر نفسه ينطبق على «شركة كلاكيت» التي تنتج هذا العام «الولادة من الخاصرة» للكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي، إلى جانب المسلسل الخفيف «شوكولا». أما «شركة قبنض» فتموّل «مرايا 2011»، بينما ينتج محمود المصري مسلسل «صايعين ضايعين». كذلك تعود «غولدن لاين» إلى الدراما الشامية مع الجزء الثاني من «الدبور»، لتستمر «سوريا الدولية» في إنتاج أعمالها بأموال سورية.

وفي الوقت نفسه، يرى كثيرون أن «ثورة 25 يناير» ستؤدي إلى إيقاف تصوير الأعمال المصرية، وبالتالي بإمكان المنتجين السوريين الاستفادة من ذلك للترويج لأعمالهم، والتحكم في سعر المسلسل السوري المطلوب بكثرة في المحطات العربية، ورفع أسعار إنتاجاتهم لتصبح قريبة من أسعار المسلسلات المصرية، لكن يبدو أن ذلك لن يحصل. على العكس، يؤكد قسم كبير من المراقبين أنّ ثورة النيل ستفتح الباب واسعاً أمام المنتجين والمخرجين المصريين لتنفيذ أعمال تتناول هذه الأحداث بالذات. حتى إن هذه الظاهرة وصلت إلى سوريا، وأول المستفيدين منها هو الكوميديان السوري ياسر العظمة، الذي يقدم في «مرايا 2011» لوحات كوميدية ناقدة ستتناول الثورتَين المصرية والتونسية.

الأخبار اللبنانية في

10/03/2011

 

ينوي تقليد القذافي قريبا

مقلد رئيس تونس المخلوع: ظلم بن علي حفزني على السخرية منه

نجلاء محمد – mbc.net 

أكد الممثل ياسين عبد الله؛ الذي اشتهر بتقليده للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، أن ظلم وطغيان بن علي ضد التونسيين دفعه للسخرية منه، وكشف كذلك عن نيته تقليد الزعيم الليبي معمر القذافي قريبا.

ولاقت الفيديوهات الساخرة من رئيس تونس المخلوع؛ التي نشرت على موقع "فيس بوك"، رواجا وشعبية بين أوساط الشباب الذين تجاوز عددهم نحو 20 ألف مشاهد.

وأعرب ياسين -في تصريح لـmbc.net- عن سعادته لرواج فيديوهاته على "الفيس بوك"، مشيرا إلى نيته تقليد الرئيسين الجزائري والليبي قريبا.

واعتبر الشاب التونسي -23 عاما- أن التشابه في نبرات الصوت بينه وبين الرئيس التونسي المخلوع كان عاملا من عوامل نجاح فيديوهاته، وتداولها عبر الهواتف المحمولة.

وعن أسباب تقليده بن علي دون غيره من السياسيين، قال عبد الله: "إن الحضور الظالم والطاغي للرئيس المخلوع على المعيشة اليومية لكل التونسيين جعلني أحمل هذه الرغبة في انتقاده والسخرية منه من خلال تقليده، وهي موهبة وهبني الله إياها وبدأت في ممارستها منذ سن العاشرة".

وأضاف ياسين بن عبد الله أن تشجيع عائلته وأصدقائه المقربين خلال أيام الثورة للكشف عن موهبته كان السبب في ظهور فيديوهات تقليده بن علي إلى العلن.

ولفت ياسين -الطالب في كلية الهندسة- أن عائلته كانت إحدى ضحايا نظام بن علي، قائلا: "آراء عمي السياسية المعارضة لسياسة الرئيس التونسي المخلوع أثرت على العائلة؛ فشوهت سمعتها ولفقت لها التهم، هذا إلى جانب الخسارة المالية الكبيرة".

وأضاف ياسين أنه يسعى في الفترة القادمة لتقليد شخصيات أخرى، على غرار الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والعقيد الليبي معمر القذافي والإعلامي جميل عزار.

من جهة أخرى نفى مقلد الرئيس المخلوع نيته احتراف الفن، مدرجا مسألة تقليد السياسيين في خانة الهواية، على رغم تعاقده مع الفضائية المغاربية الخاصة "نسمة تي.في" وتقديمه إسكتشات صوتية في أحد برامجها.

وقال ياسين في هذا السياق: "دراستي تحتل أولوية اهتماماتي، كما أن مجال اختصاصي الهندسي يستحق العناء، وأنا مهتم جدا بمستقبلي العلمي".

وعن منافسته لوسيم الحريسي المعروف بــ"سايس خوك"، القادم هو الآخر إلى النجومية في تونس من عالم "الفيس بوك"، أعرب ياسين عن إعجابه بأفكار وسيم في فن التقليد، ووصف أعماله بالمحترفة. وأشار إلى أن "سايس خوك" يفوقه تجربة، كما أن اختياره التفرغ للفن على عكسه يجعله يتجاوزه بمراحل في مجال التقليد.

على صعيد آخر أكد مقلد بن علي مساندته للحكومة المؤقتة في بلاده، آملا في أن يكون قادة تونس في المستقبل من الشباب.

وقال في هذا الإطار: "لم لا يكون بعض وزرائنا من شباب ثورة 14 يناير، فهم مثقفون ومتعلمون، ومن أفضل الكفاءات في بلادنا، كما أنهم يستحقون هذه المناصب عن جدارة".

الـ mbc.net في

10/03/2011

 

ديكتاتور

إبراهيم العريس 

قبل سنوات عدة، حين سقط رئيس العراق السابـــق صدام حسيــــن وســـقط معه نظامه القمعي الدموي، خُيّل لكثر أن الباب صار مفتوحاً أمام ضروب إبداعات شعبية (أي تلفزيونية إذ يكاد الإبداع «الدرامي» التلفزيوني ينفرد اليوم بالنتاج الفني الشعبي، الى جانب الأغنية والرديء من الفن السينمائي)، للخوض في موضوع الديكتاتور الذي كان قبل ذلك من المحظورات في الحياة الفنية العربية، إلاّ في حالة واحدة: ان ينتَج العمل من قبل نظام ما، للتنديد بنظام آخر. بعد ذلك مرت السِّنون ولم تحدث تلك الاندفاعة التي كانت متوقعة، ليس فقط لفضح ممارسات صدام نفسه، بل كذلك لفضح فكرة الديكتاتورية سواء أكانت في السلطة السياسية العليا، أم في أدنى درجات السلم الاجتماعي: في البيت مثلاً. لم تحدث على رغم ذلك التجديد في الفكر العربي الذي راح يرى في وجود المستويات الديكتاتورية المتدرجة سبباً يكمن في خلفية ما نعتبره تخلّفاً عربياً.

هل كان وراء غياب الاندفاعة خوف، أم إهمال، أم رقابة سياسية؟ لسنا ندري. بل ندري فقط انه حين ذُكرت أخبار قبل فترة تتحدث عن مسلسل يدور حول صدام حسين، سارع أصحاب الأسماء التي رُبطت بإنتاج المسلسل الى التأكيد أن عملهم لا يتحدث عن صدام كديكتاتور، بل عن شيء آخر تماماً.

اليوم، وبعد سقوط حاكمَيْن فاسدَيْن في تونس ومصر، وفي وقت يبذل فيه الشعب الليبي جهوداً رائعة للتخلص من واحد من أسوأ نماذج الديكتاتوريين. وإذ يحدث تجديد مدهش في الأذهات العربية بفضل ما حدث في البلدان الثلاثة المعنية بالأمر حتى الآن، وما قد يحدث في بلدان عربية أخرى، يعاد طرح المسألة من جديد. ولكن، وعلى حد علمنا، من طريق أعمال وبأقلام لا تبدو واعدة وجذرية في هذا المجال. ذلك ان ما هو مقترح الآن هو - بين أمور أخرى - مسلسلات تصف ما حدث، من موقع بطولي يريد أن يؤسطر بعض جوانب المعركة في تونس ومصر، وربما في ليبيا أيضاً. أما ما هو مطلوب في الحقيقة فيتعدى هذا كثيراً: المطلوب هو أعمال تفكر حقاً، ليس في ما فعله الدكتاتور وفعله مناوئوه، بل في الظروف والأحوال التي تجعل الديكتاتور ممكناً، وفي التفاصيل التي تدفع مفكرين جادين وجذريين، الى تحري وجود الديكتاتور في كل مكان وموقع من حياتنا العربية.

في اختصار، يُعتقد أن هذا هو المطلوب، وإلا فإن الفرصة ستفلت، تماماً كما أفلتت قبل سنوات فرصة مدهشة لخلق أعمال تساند محاولات قامت للتقريب بين الأديان والمعتقدات بغية القبول بالآخر وبالاختلاف... في ذلك الحين علت أصوات تطالب بمثل تلك الأعمال كي يتحول الموضوع من مؤتمرات نخبوية ونوايا طيبة، الى إعادة خلق الأذهان في محاولة لوأد التعصب والصراع الدينيين. فهل يكون مصير الدعوة الجديدة أفضل من مصير تلك؟

الحياة اللندنية في

11/03/2011

 

كاميرا بريطانية ترصد «جنون» المستوطنين في الضفة

محمد موسى 

في مقابلة مع البرنامج الصباحي على قناة «بي بي سي» الأولى، كشف المقدم التلفزيوني لويس ثيروكس ان حلقة عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، كانت ضمن خطط البرنامج التسجيلي الذي يقدمه منذ سنوات، لكنه كان يخشى ان تتحول اي حلقة عن هذا الموضوع الحساس الى تقرير إخباري عادي، يشبه عشرات البرامج التلفزيونية التي قدمت عن الموضوع ذاته، وفي قنوات مختلفة. لكنّ الحلقة التي عرضتها أخيراً القناة البريطانية الثانية، ورافق فيها ثيروكس، وكعادته في برامجه السابقة، مجموعة من الشخصيات الصانعة او المؤثرة ضمن محيطها الاجتماعي، او تلك التي تملك وجهات نظر حادة عن القضايا التي تتطرق اليها حلقات البرنامج، لم تكن عادية.

فإذا كان البرنامج التسجيلي الذي يقدم في شكل متقطع، يبحث كثيراً عن المواضيع المثيرة، وعن شخصيات متطرفة في تعاطيها مع واقعها، تطرفاً يصل أحياناً الى حدود الجنون، فإن الوضع الأمني الذي يحيط بالمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، سهّل المهمة على فريق البرنامج. فالجنون في كل مكان هناك. والأرقام التي يقدمها البرنامج البريطاني، مثلاً، عن اعداد قوى الأمن الخاصة بحماية مستوطنين معدودين يعيشون في قرى فلسطينية صغيرة، تؤكد أن الجنون ليس فقط بين متطرفين متدينين، يعيشون حياة غريبة هناك، بل هو ايضاً في صلب المؤسسة العسكرية السياسية والأمنية الإسرائيلية الرسمية، والتي تدعم هؤلاء المتطرفين وتوفر لهم الحماية.

يفشل المقدم، المحبوب عادة، في إجراء أية حوارات جدية مع المستوطنين، فأسئلته تثير غضبهم، وبعضهم هدد بوقف التعاون معه اذا استمر في طرح اسئلة، اعتبرها غير لائقة.

الحلقة ايضاً لم تحصل على اجوبة بخصوص الدعم الذي يتلقاه المســــتوطنون من منظـــــمات دولية خارج اسرائيل، والــــذي يــــســـتخدم لدفع اموال لشركات أمن خاصة لحمايتهم، او لشراء عقارات فلسطينية، ودعوة اسرائيليين آخرين للسكن فيها.

ومن المشاهد المؤثرة في الحلقة، تلك التي قدمت، لأثاث فلسطينيين تركوه على عجل، بعد بيعهم بيتهم، بسبب خوفهم من رد فعل عرب آخرين.

وليس صعباً تفهم أسباب بيع بعض العرب بيوتَهم، فالحلقة التي كانت تصور في شوارع بلدة فلسطينية عادية في الضفة الغربية، سجلت حادثة اعتداء مستوطنين متطرفين على سيدات فلسطينيات، تبعها بكاء مؤثر، يعتبر هو ايضاً من الحياة اليومية لكثير من القرى او المدن الفلسطينية التي يعيش فيها المستوطنون.

كذلك سجلت كاميرا البرنامج البريطاني جزءاً من الاحتجاجات اليومية لعرب على تصرفات المستوطنين، ومنها التظاهرة الضخمة التي انطلقت اثناء وجود الفريق البريطاني هناك، احتجاجاً على قتل شاب فلسطيني بنيران انطلقت من بيت احد المستوطنين، وما تبعها من غضب جيل الآباء الفلسطينيين، والذين تحدثوا بحرقة، عن خوفهم من ان تحول هذه الممارسات، ابناءهم الى قنابل تنتظر الانفجار.

تحظى الحلقات التسجيلية الخاصة التي يقدمها لويس ثيروكس باهتمام اعلامي اوروبي منذ خمس سنوات، اضافة الى شعبيتها في بريطانيا. فالمقدم الذي لفت الانتباه بحلقات عن ظواهر غريبة في المجتمع الأميركي، تحول الى احد الوجوه التلفزيونية الأوروبية المعروفة، بأسلوبه الذي يتضمن بعض الكوميديا، والتي تفجرها مشاركة المقدم نفسه أحياناً في «تجارب تلفزيونية» مع شخصيات الحلقات، في حياتها اليومية.

كذلك يحافظ المقدم على مقدار كبير من الصدق والشفافية، حتى في تعامله مع محتالين. فالحلقة التي قدمها عن محاولاته لإجراء مقابلة مع النجم مايكل جاكسون قبل وفاته بعام تقريباً، وعملية النصب التي تعرض لها من والد جاكسون، تحولت الى نموذج لبرامج التحقيقات التلفزيونية التي تنحرف عن اتجاهها.

الحياة اللندنية في

11/03/2011

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)