حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الأول في تاريخ دراما الشبكة العنكبوتية عربيا ومرشح لجوائز عالمية

'شنكبوت': مسلسل درامي تجري احداثه على الانترنت

زهرة مرعي ـ بيروت

'شنكبوت' اسم تمّ ابتكاره من كلمتي الشبكة والعنكبوتية، ومن ثم صار مسلسلاً درامياً تمر أحداثه على الإنترنت من خلال العنوان www.shankaboot.com.

صار لهذا المسلسل آلاف المشاهدين، ويبلغ عمره السنة في 12 آذار/ مارس الحالي. المسلسل اللبناني هو الأول في تاريخ دراما الإنترنت العربية مرشح لأعلى الجوائز العالمية عن فئة الأعمال الرقمية 'إيمي'، وهي جائزة تعادل جوائز 'الأوسكار' للأفلام، وجوائز 'جرامي' للموسيقى. كما سبق لهذا المسلسل أن نال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي 'الجائزة الذهبية' لأفضل مسلسل 'ويب دراما' في مهرجان جنيف الدولي، مع العلم أن الأعمال التي شاركت في هذا المهرجان كانت من أوروبا والولايات المتحدة.

لماذا دراما على الإنترنت؟ وما هي خصوصيات الكتابة والإخراج لهذا النوع من الدراما؟ وأسئلة أخرى وجدنا إجاباتها لدى الكاتب والمخرج والممثلين. هنا التفاصيل:

يذكر الكاتب باسم بريش أن دراما الإنترنت بدأت تنتشر عالمياً في السنوات الأربع الأخيرة ولا زالت محدودة جداً. نسأله عن تخصصه الدراسي فيقول: درست في بريطانيا 'ميديا بروداكشن' وكذلك حصلت على ماجستير في الكتابة الدرامية. عشت لفترة خارج لبنان وعدت للعمل بـ'شنكبوت'، بعد أن كتبت فيلماً قصيراً شارك في مهرجان كان، وكذلك كتبت فيلماً طويلاً. 'شنكبوت' هو مولودي الأول على صعيد الدراما.

·         هل من اختلاف بين دراما الإنترنت ودراما شاشة التلفزيون؟

* الدراما هي نفسها سواء كانت في فيلم سينمائي، أو على شاشة التلفزيون أو شبكة الإنترنت. أساس الدراما القصة. في مسلسل التلفزيون تفتتح الحلقة بما هو محوري وجاذب، وتنتهي الحلقة بما هو مشوق لجذب الجمهور للحلقة المقبلة. هذا ما يحصل كذلك في الفيلم السينمائي. زمن الإنترنت محدود، وعلينا تقديم القصة في أربع أو خمس دقائق، وتعتمد ذات شروط الحلقة التلفزيونية لجهة التشويق. إذاً مبدأ القصة هو نفسه تبقى المعالجة مختلفة لأن الإنترنت أكثر سرعة ولن يكون لها مشاهدون مع قصة طويلة، خاصة إذا كان المشاهد مقيماً في بلد عربي، حيث الإنترنت تعاني من بطء قاتل. من المؤكد هناك صعوبة في جذب الناس إلى موضوع يكون جديداً ومشوقاً في دقائق معدودة. وهذا عبء لا يشعر به الكاتب للدراما التلفزيونية أو في السينما. إذاً القصة هي نفسها مع اختلاف في الـ'فورما'.

·         نحن حالياً مع 'شنكبوت4' ما الذي يجمع بين الأجزاء الأربعة؟

* 'شنكبوت' هو عبارة عن Delevery boy لبناني. هذا الولد يدخل إلى كل بيت تقريباً في بيروت، وهو يعرف أخبار البيوت وأخبار الشارع الذي يرابط فيه وكذلك يسير فيه. وهكذا تكون حكاياته 'ململمة' من الشوارع. نحن في سردنا نتتبع قصته وهي في خط درامي واحد، وفي الوقت نفسه نقوم بأبحاث على قصص نهتم بها كشباب لبنانيين في الدرجة الأولى وكشباب عربي بالدرجة الثانية. مثلاً في الجزء الثالث عالجنا موضوع العمالة الأجنبية في لبنان. نحن طرحنا السؤال عن أسلوب التعامل مع العاملات الأجنبيات اللواتي يأتين إلى لبنان من سريلانكا وأثيوبيا والفلبين وغيرها. سألنا عن حياة هؤلاء الفتيات. وهذا كله يتم عبر الـDelevery boy الذي يساعد تلك الفتاة على التخلص من القهر الذي تسببه لها صاحبة المنزل.

·         أنتم تبحثون عن إشكاليات إنسانية من ضمن الواقع اللبناني؟

* هذا صحيح، لكنها في مكان قد تلتقي مع إشكاليات مماثلة لدى بيئات عربية أخرى. ففي الجزء الثاني عالجنا قضية المخدرات المنتشرة في بلدنا. لكن أحداً لم يعالج أساس المشكلة التي تبدأ برأينا من واقع المنزل والعائلةن ومن ثم المشاكل العاطفية وغيرها. كما عالجنا في الجزء الأول حلم الفتاة اللبنانية التي ترغب بأن تكون مغنية. دخلنا إلى المراحل التي تمر بها وصولاً لتحقيق حلمها. فمن الممكن أن يتم بيعها وشراؤها قبل أن تصل لتحقيق حلمها. كذلك عالجنا قضية العنف المنزلي. هذه قضايا مطروحة في مجتمعنا عالجناها بالتوازي مع حكاية البطل سليمان التي هي أساس لكل القصص المتتالية.

·         وماذا عن الجزء الرابع الذي انطلق مؤخراً؟

* نحن نعالج قضية السلاح الموجود بين أيدي الأطفال في لبنان. هناك عصابات من الأطفال تمتلك سلاحاً. نحن نشاهد 'أولاداً' يحملون مسدسات في كافة أحياء بيروت، حتى وإن كانوا في عمر النضوج فلماذا سيكون معهم مسدسات يظهرونها على الشارع؟ ثقافة السلاح الموجودة لدينا تظهر حساسية الوضع في بلدنا، وكم نحن نحتاج للتربية.

·         هل تخطى جمهور 'شنكبوت' النطاق اللبناني إلى الدول العربية؟

* الجمهور الأكبر بطبيعة الحال هو لبناني لأن هذه الدراما قائمة على حكايات لبنانية وتنفذ في لبنان، ومن ثم وصلنا لجمهور كبير في مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، عُمان، فلسطين والأردن. جمهورنا إلى اتساع لأن الـ'فورما' جديدة وسريعة وتمّ تصويرها بأسلوب يماثل السينما. والموضوعات التي نطرحها تجد صداها عند جمهور عربي آخر. وقريباً سنكون كدراما في صلب التغيرات والثورات الحاصلة في الوطن العربي، وكلها موضوعات تتم عبر سليمان. نحن نطرح الإشكاليات ونتركها للنقاش.

·         النقاش مفتوح عبر موقعكم؟

* أكيد. وهذا ما يفرِّق الإنترنت عن التلفزيون. مع الأولى التواصل والنقاش مستمران. يمكن للمشاهد أن يقول لنا على سبيل المثال 'أنتم طرحتم أمراً خاطئاً'. ويمكن للمشاهد أن يقول الطريقة المثلى بنظره للمعالجة. ونحن نسأل بدورنا المشاهدين ورأيهم بالطريقة المثلى. الحوار مفتوح فالحوار التفاعلي هو الذي يميز الشبكة العنكبوتية، في حين يختفي أو ينتفي دور الجمهور مع التلفزيون فقط هو يتحكم بالريموت كونترول. في الجزء الثاني على سبيل المثال مرّت جملة حيث يتحاور سليمان مع تاتا لطيفة وفي السياق تسأله إن كان مسلماً أو مسيحياً؟ فيأتي جوابه: أنا 'شنكبوتي'. هذا التعبير أدى لنقاش امتد لإجل طويل، بين الكفر والإيمان والعلمانية، والـ'شنكبوتي'.

·         من هو سليمان الذي يبدو أنه يحمل عبء الـ'شنكبوت' بقوة؟

* هو حسن عقيل شاب عمره 18 سنة، لم يسبق له ممارسة التمثيل.

·         لماذا تمّ اختيار اسم 'شنكبوت'؟

* الاسم كان من أكثر المحطات التي عانينا منها. كنا نبحث عما يشبهنا ويشبه الإنترنت. شبكة العنكبوت كانت الحل بعد شهر من البحث. فخلقنا اسماً 'مغوغلاً'.

الممثلة سميرة قواص تلعب دور البطولة النسائية مقابل البطل حسن عقيل. تقول: 'شنكبوت' هو أول تجربة لي في التمثيل. درست الإخراج السينمائي وأعمل في تخصصي. دخولي إلى التمثيل تمّ بالصدفة أو بالغلط إن صح القول. إنه الحظ. فمديرة التصوير في 'شنكبوت' صديقتي أخبرتني بالكاستنيغ وسألتني إن كنت أرغب بتجريب الـ Web sirieus دار رأسي عند سماعي 'الخبرية' التي لا أفقه ألفها من بائها. لكني في اليوم التالي خضت الاختبار، وبعد أيام تلقيت اتصالاً للقيام بدور رويدا. وحتى الآن وقعت معهم أربعة عقود. وهكذا كانت 'كل الخبرية' حلوة. وهكذا ألعب مع حسن عقيل الشخصيتين الرئيسيتين في المسلسل، ونحن معاً مبتدئان ولسنا محترفين.

·         هل أسس لك 'شنكبوت' جمهوراً كما يحصل مع ممثلي التلفزيون؟

* في 12 اذار/مارس يحتفل 'شنكبوت' بميلاده الأول. المعجبون ليسوا كثراً، لكن في أيام يستوقفني أحدهم ليقول: أنت 'الشنكبوتايي'. البعض يلاحظني ويعرفني.

·         أي جزء من 'شنكبوت' ترك أثره بنفسك؟

* لكل جزء طعمه وموضوعه. قد أكون أكثر تأثراً بالجزء الأول لأنه الأول في حياتي. خاصة أني في هذا الجزء 'تبهدلت' ووقعت عليَ القهوة حقيقة. كافة الأجزاء عالجت قضايا مهمة للغاية في مجتمعنا. كما أن شخصية رويدا في أحد الأجزاء الخاص بمعالجة العنف المنزلي وجدت الويلات على يد زوجها.

·         هل يختلف التمثيل للشبكة العنكبوتية عن التمثيل التلفزيوني؟

* هو التمثيل نفسه، إنما الإخراج هو المختلف. وعلى الممثل أن يبرز أحاسيسه في مكانها.

·         هل ستتمددين إلى التمثيل التلفزيوني والسينمائي؟

* لست أدري وليس عندي عروض. لكني اهتم بالعمل في تخصصي وهو الإخراج الذي لا أزال أعمل به الآن. إن عرض علي نص جميل ربما أوافق.

نسأل الممثل حسن عقيل عن حاله وأحواله مع شخصية سليمان التي يلعبها منذ حوالى السنة فيقول: الكل يناديني شنكبوت حتى كدت أنسى اسمي. فيما جاءتني هذه الفرصة بالصدفة بعد مشاركتي في الاختبار. أن أكون شنكبوت فهذا يفرحني. لقد أحببت التمثيل وانسجمت سريعاً مع شخصية سليمان.

حسن يرغب بالتخصص بالإخراج، و'شنكبوت' زادت من حماسه لهذا الهدف. أما الشهرة فليست بهذا الهدف العظيم الذي يسعى إليه. لكنه بحسب قوله يجد من يعرفه أينما ذهب في بيروت.

'شنكبوت' شخصية فتحت أبواباً أمام حسن، وهو تلقى عروضاً لتجسيد أكثر من دعاية، لكن إنشغاله بـ'شنكبوت' وأمور أخرى يستغرق كل الوقت. ويقول: صديقي مخرج من المكسيك ونحن معاً أنجزنا فيلماً من 30 ثانية يتمحور حول اقفال الخليوي خلال العرض السينمائي، وقد كان لنا حظ بيع هذا الفيلم إلى هوليوود، حيث سيعرض في كل الصالات الامريكية وربما يتمدد إلى صالات العالم أجمع. وهكذا نحن معاً نعمل لدخول عالم الإخراج بثبات وهدوء ونسعى للحصول على تمويل.

المخرج أمين درّة الذي يوقع اسمه على مسلسل 'شنكبوت' بأجزائه جميعاً حتى الآن، في تاريخه الفني أفلام قصيرة، وعمل في باب الإعلانات، وصولاً إلى أول مسلسل إلكتروني عربي هو 'شنكبوت'. رغبته بـ new media دفعته للإقبال بفرح على إخراج 'شنكبوت'. ويقول جذبني إلى 'شنكبوت' خوض تجربة القصة الطويلة، وتجربة مناقشة الموضوعات التي تحمل أبعاداً إنسانية واجتماعية. فـ90 بالمئة من الأفكار التي تتم مناقشتها في 'شنكبوت' لا نجدها في الدراما العادية على شاشات التلفزيون. كما جذبني إلى 'شنكبوت' أنه يتواصل مع شريحة الشباب ولهذا فضلته.

·         بين 'شنكبوت1' وشنكبوت 4' ماذا أضفت إلى مهماتك كمخرج؟

* في كل جزء من 'شنكبوت' هناك إضافات. كما أن 'شنكبوت' لا يضعنا في أي شكل من الروتين. هو دائماً يبث فينا الشغف لتقديم الجديد على كل الصعد. هذا الشغف يفرض أن يستمر في 'شنكبوت' لذلك أجرب في كل جزء الحفاظ على روح شنكبوت، مع إضافة بعض التفاصيل على صعيد تقديم السيناريو، وكذلك فيما يمكن تسميته 'تفينكات' الإخراج. كما حدث تطور على صعيد الشخصيات، وصار التعامل مع الممثلين جزءاً مني. فطرياً صرت أعرف كيف تتجاوب تلك الشخصية مع ذلك الموقف، أو أي نوع من المواجهة من ضمن السيناريو. حتى أن التواصل الفكري مع الممثلين صار سريعاً جداً.

·         هل نقول أن مشاهدي 'شنكبوت' إلى ازدياد؟

* أكيد.. هي ليست قفزة صاروخية، لكن في كل شهر نجد من يدخل إلى الأسرة الشنكبوتية، مثلاً على صفحة الفيسبوك يبلغ عدد الـ 20 Fans ألفاً. وعلى اليوتيوب بلغ المجمل العام للمشاهدين الذي تابعوا الحلقات حوالى الـ500 ألف مشاهد. الملاحظ أنه بين كل حلقة وأخرى هناك بين8 و10 آلاف شخص مواظبين على متابعة 'شنكبوت' بكل حلقاته.

·         هل تفرحك النتيجة كمخرج؟

* طبعا كبداية. لأننا في لبنان أمام عائق الإنترنت الذي تبدو الدولة عاجزة عن إصلاحه. يردد المعنيون رغبتهم بالوجود على اللائحة العالمية للإنترنت. العالم يعيش على الشبكة العنكبوتية ولا تزال عندنا بدائيا. والواضح أن أحداً من المسؤولين لا يجني أرباحاً من الإنترنت فلا أحد مستعد لإصلاحه. وهذا هو العائق الأساسي أمام المشاهدين في لبنان. فعلى كل مشاهد في لبنان أن ينتظر حوالى الساعة لانتهاء الـ Loding بينما العدد الأكبر من مشاهدي الشنكبوت هم خارج لبنان.

ملاحظة: شنكبوت من إنتاج شركة أفلام 'بطوطة' ومقرها بيروت، وبمشاركة من 'الصندوق الإنمائي العالمي' التابع لـ'بي بي سي'.

القدس العربي في

07/03/2011

 

لواء طارق مهدي :

انتهي عصر أسياد وعبيد ماسبيرو

رضا الشناوي 

بالرغم عن أن الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات الفئوية بدأت تأخذ طريقها في الانحسار في بعض الأماكن إلا أن الأحداث شهدت تجمهرا واحتجاجات داخل مبني ماسبيرو بعد توالي نشر قضايا الفساد في قطاعات التليفزيون وإلقاء القبض علي أنس الفقي وزير الإعلام السابق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتوجيه نيابة الأموال العامة إليهما اتهامات بإهدار 434مليون جنيه .

وعلي إثر تطور هذه الأحداث سارع اللواء طارق مهدي القائم بأعمال تسيير العمل داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون وإعادة الاستقرار داخل قطاعاته والبدء في دوران عجلة الإنتاج في كل المواقع لضمان إعادة واستمرار ريادتنا الإعلامية علي الساحة العربية والعالمية بعد القضاء علي كل جذور الفساد بمختلف أشكالها.

جاءت البداية بطلب اللواء طارق مهدي الاجتماع بعشرة من كل قطاع باتحاد الإذاعة والتليفزيون. ولكنه فوجئ عند حضوره بوجود عدد ضخم من العاملين بالاتحاد في قاعة بالدور التاسع.. وكان قد سبق اللواء طارق مهدي في الحضور للقاعة عميد من القوات المسلحة.. وأشار لوجوب حضور عشرة فقط من كل قطاع ويتم إدراج أسمائهم.. ولكن حدثت ثورة عارمة من جموع الحاضرين.. ومع تصفيق الجميع بحضور لواء طارق مهدي وتقديمه التحية العسكرية لجموع الحاضرين مؤكدا أنه قادم لحل كل مشاكل الاتحاد.

كما أشار لعلمه التام بأن القطاعات مليئة بالفساد وسيتم اقتلاع جذوره بالكامل وأنه لا يوجد أحد فوق القانون بدليل القبض علي أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون حيث وجهت لهما نيابة الأموال العامة اتهامات إهدار 434 مليونا في قطاعات التليفزيون المختلفة.

وأشار اللواء طارق مهدي لمسألة وجود أسياد وعبيد داخل مبني ماسبيرو مما أدي لظهور أمراض مزمنة داخل ماسبيرو وهروب القيادات من مواجهتها مما أدي لحدوث إضرابات ومظاهرات شديدة خلال الفترة الماضية بماسبيرو.

وبعد أن أوضح الكثيرون للواء طارق مهدي عن فقر المنظومة الإعلامية وتأخر صرف الأجور وإهدار المال العام وخسائر بالجملة وأزمات مالية لم تنته حتي الآن.. بخلاف التفاوت الصارخ في الأجور.. هناك من يحصل علي أجور فلكية تصل للملايين ويحصل زملاؤهم بنفس الأقدمية علي 600، 700جنيه شهريا، هذا بالإضافة لاتباع مسئولي التليفزيون السير وراء نغمة التطوير المنشود في البرامج رغم غياب الكثير من آليات التطوير وهي التمويل الذي يعادله التسويق والإعلانات.. فكيف تتم عملية تطوير في جهاز يحقق خسائر بسبب قلة الإعلانات عليه وذلك لسوء مستواه الإداري والمهني في الوقت الذي تهدر ميزانيته علي مكافآت قياداته والتي تصل ل700، 800 ألف جنيه في الشهر الواحد لبعض القيادات علي الرغم من فقر الكاميرات ووحدات المونتاج وسيارات النقل لفرق العمل لمقار التصوير.

وفي أغلب الأوقات يطلب من المخرجين تأجير سيارات من الخارج علي أن يستردوا ما دفعوه فيما بعد.. وفي كثير من الأحيان لا يسترد المخرجون مستحقاتهم الخاصة مما دفعوه لتأجير السيارات والمثير أيضا أنهم يعجزون عن صرف مستحقاتهم من أذونات لدرجة أن الإجمالي في قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقنواته الفضائية وصل ل30 مليونا متأخرات وهذا بالطبع عجز كبير جدا والمسئولون بالتليفزيون يتحدثون عن التطوير.

كما أوضح القصور الشديد في أوضاع المخرجين المهينة أصحاب الخبرة الطويلة ومعاناتهم من عدم صرف مستحقاتهم المالية رغم كونهم من أصحاب الرواتب الصغيرة في الوقت الذي يفوز فيه أصحاب الحظوة والمحاسيب بصرف أذوناتهم وميزانياتهم الضخمة وقد يصل الأمر إلي أن منهم من يحصل علي 15 و20 ألف جنيه في الشهر الواحد في حين نجد آخرين لا يحصلون إلا علي 500جنيه فقط وبعد معاناة، والأغرب أن مسئولي القنوات سعوا لتحويل أغلب المخرجين لمساعدي إخراج.

وأشار آخرون لطلب نقلهم من مواقعهم مثلا في قطاع الأخبار حتي لا يكونوا طرفا في المخالفات المالية بعد رفضهم مثلا للتوقيع علي شراء أجهزة مستوردة بمبلغ 30مليون جنيه وهي مجهولة الهوية من حيث الماركة وبلد الصنع.

وأشار البعض للمبالغ المليونية التي تم صرفها علي تجديد ستوديو 16 وأنه سيتم الاستغناء عنه بعد الاتجاه لتجديد ستديو 11. الذي سيتكلف 40مليون جنيه.. ليكون ستديو النشرات.. وأشاروا  لتكلفة ستديو 31 الذي كان يبث فيه برنامج صباح الخير يامصر ووصلت  ل35مليون جنيه وهي برامج لا يراها أو يشاهدها الكثيرون وبالطبع هذا يندرج ضمن قضية إهدار المال العام.

وأشار آخرون أيضا لاستبعاد الكفاءات المهنية من المونتيرات والمصدرين والمخرجين وتحولوا لطاقات معطلة بلا عمل بعد أن تحولت مقاييس الأمور للمعاملة للاهتمام بالمحاسيب والمعارف والواسطة والمعاملة بمبدأ الخيار والفقوس.

وبعد تداول الآراء والاستماع لشكاوي العاملين أكد لواء طارق مهدي أن أول قراراته هي منع الأجور الفلكية المتمثلة في أجر المذيعين محمود سعد وتامر أمين وخيري رمضان ولميس الحديدي ويسرا وإيناس الدغيدي وشافكي المنيري وطاهر أبوزيد.

كما أشار أيضا إلي أن الصحفيين الرسميين يعملون بالتليفزيون.. والإذاعة أمثال إبراهيم حجازي وعمرو عبدالسميع وغيرهم محترمون. ولكن عليهم العودة لكتاباتهم الصحفية وترك التليفزيون لأبنائه.. كما أشار لواء طارق مهدي في دعابة للمذيع خالد لطيف قائلا: »خد بالك وأنت بتذيع«..

لازم تأخذ بالك لأني أنا والمشير محمد حسين طنطاوي أهلاوية وهنا تعالت الضحكات والتصفيق في القاعة.

وبعدها سأله الكثيرون سؤالا هاما وهو:

طالما خزينة الاتحاد خاوية فمن أين ستأتي بالمال الذي سنبدأ به العمل.

فأجاب إن وزارة المالية ستساعدنا علي البدء في الأعمال الجيدة وأشار لواء طارق مهدي لأنه منذ توليه المهمة نجح في توفير 125مليون جنيه من الأجور الفلكية التي كان يتقاضاها المذيعون من خارج وهذا بخلاف أننا في طريقنا لاستعادة الأموال التي نهبت من اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحت مسميات كثيرة والبداية استرداد الأموال التي أعادها أنس الفقي وزير الإعلام السابق وقيمتها 5ملايين جنيه و2000جنيه ذهب.

وكان مسك الختام في الاجتماع هو إبداء جموع الفنانين الكبار أمثال نور الشريف ويحيي الفخراني ومحمود عبدالعزيز ورياض الخولي وأحمد عبدالعزيز ومحمد رياض وعهدي صادق والمخرج محمد فاضل وفردوس عبدالحميد وإسماعيل عبدالحافظ ود.خليل مرسي والكثيرين للاجتماع مع لواء طارق مهدي وإبداء رغبتهم في الوقوف مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون والعمل علي الخروج به من أزمته المالية واسترداده للصدارة الإعلامية ودوره الرائد في المجال الدرامي بعد أن فقد جزءا منها بسبب الفساد داخل مواقعه.

آخر ساعة المصرية في

08/03/2011

 

أخيرا عدت إلي بيتك ياعمرو

بقلم : إيريس نظمي 

أول مرة أشاهد  فيها عمرو أديب  من خلال الشاشة الصغيرة في بيت أبيه المرحوم الصديق عبدالحي أديب.. جلست مع والدته أتابع البرنامج.. وأعجبت كثيرا بمقدم  هذا البرنامج »القاهرة اليوم«.. بعدها مباشرة اشتركنا في قناة الأوربت.. واشترينا تليفزيونا جديدا لنري فيه  البرنامج بوضوح.. فعمرو يتمتع بكاريزما غير موجودة  عند الكثيرين  باستثناء مفيد فوزي.. تحس إنه يجلس معك في منزلك.. بل إن المشاهدين  ينادونه باسمه دون  أن يسبقها كلمة أستاذ ويتحدث بتلقائية شديدة كأنه أحد أفراد  العائلة.. وفي نفس الوقت ينتقد بعض أخطاء الحزب  الحاكم وكبار المسئولين.. كان يتابع  باهتمام الأحداث الجارية في بلدنا  ويذهب إلي مواقع الأحداث نفسها.. وفي نفس التوقيت  الذي تحدث فيه.. من ضمنها مثلا قضايا الساعة  وماحدث في الصعيد من أحداث دامية.. وتحدث يومها إلي محافظ  المنيا ليسأله »أين أنت الآن؟« فقال المحافظ  في مكتبي.. فرد عمرو بدهشة شديدة »لسة في مكتبك؟« »المفروض أن تكون الآن  في مكان الأحداث والتقي عمرو لأول مرة مع أحد المسئولين من كبار رجال الدولة  في منتجع »مارينا«.. وحذره المسئول  لكي يقصر لسانه.. لكن عمرو لم يسكت فأحرقوا  له عربته.. ويظهر علي الشاشة  ليقول لنا عن حرق السيارة  علي أيدي مجهولين.. لكننا نعرف  تماما  من هم المجهولون  وحين تحدث مرة  في إحدي  حلقات البرنامج عن أحداث مؤسفة  حصلت في الصعيد وأنهاها بجملة »أين كان الأمن؟« وأعتقد  أن هذه الجملة  هي التي قصمت ظهر البعير.. وأوقف  البرنامج.. بل وقناة الأوربت.. فافتقدناه  كثيرا.

وحين أُلغي  برنامجه.. بل  أغلقت  الأوربت طلبت منه إحدي القنوات الفضائية  عمل برنامج فيها.. وحين رأيته  في هذا البرنامج أحسست أن عمرو ليس عمرا.. أحسست فيه بالانكسار.. لا يبتسم  وقد انخفض صوته »المجلجل«.. وقد قال وقتها إنه لايصلح أن يكون مذيعا.. وأن بيته  الحقيقي هو »القاهرة اليوم« كان يختار المواضيع التي تجذب المشاهد.. وكان أحيانا يتخطي الخط الأحمر.

كنت أعرف  والده عبدالحي أديب الصديق وكاتب السيناريو الذي أثري السينما المصرية بأعماله الغزيرة.. ويكفي أن أول فيلم له هو »باب الحديد« ليوسف شاهين الذي هوجم في البداية  من الجمهور ثم أصبح الآن  من أهم كلاسيكيات السينما المصرية.. أول ماعرفناه من خلال الجمعية المصرية  لكُتاب السينما.. وكان بالنسبة لنا الأب الروحي.

وفي أحد الأيام  كنت أوصله بعربتي من مدينة السينما إلي بيته.. حكي لي  عبدالحي قصة  حياته وكفاحه التي بدأت  من الصفر.. وذلك حين كان يدرس  في معهد السينما.. وحين تزوج لم يكن له دخل ثابت إلا  حينما يقدم سيناريو.. وكانت شريكة  حياته الفاضلة »بسيمة« تتولي مصروف البيت.. ليستطرد قائلا: فبالرغم من قلة المورد فقد صممت أن أعلم أولادي  أحسن تعليم.. ألحقتهم بأحسن مدرسة لغات »فيكتوريا  جوليچي« حيث بدأ يطلب  منه كتابة سيناريوهات وكان الأبناء الثلاثة  أذكياء نابهين.. أكبرهم الإعلامي القدير عماد الدين أديب.. والابن  الثاني عمرو أديب .

أما السيدة الفاضلة  أم الأولاد  وشريكة العمر.. فقد استطاعت أن تشارك زوجها كفاحه حتي أصبح  كاتب السيناريو المرموق.. كانت تحكي لي أحيانا  وأنا أجلس  معها علي »ترتوار« فندق الشيراتون أيام مهرجان الإسكندرية  كل مايخطر  ببالها ببساطة شديدة.. حينما قلت لها مرة إن عماد  إنسان جميل  وشخصية نادرة.. كانت تقول لي »بس تخين!«.

هؤلاء الشباب  الثلاثة يكنون كل الحب والوفاء لأبويهم فحين رحل عبدالحي  عن عالمنا.. حل الحزن فترة طويلة  علي الأسرة خاصة ابنه الأكبر عماد الذي بكي بحرقة.. ولم يستطع أن يقف  ليكمل أخذ  العزاء من الناس.. وقد حمل صندوق  أبيه  ليودعه بالبكاء الحار.. وأذكر  في مهرجان دمشق من ذلك العام.. وبعد وفاته بشهور أنه قام المهرجان بتأبينه  فقد كان يدعي للمهرجان كل عام.. وقد دعي عمرو والسيدة الفاضلة  شريكة حياته لحضور حفل التأبين.. وتحدث كل أصدقائه ومحبيه بإلقاء كلمة  خارجة من القلب.. فقد  قدم لنا العديد  من الأفلام الناجحة التي كتب  لها السيناريو حوالي..100 فيلم  كان أولها »باب الحديد«.. الذي أصبح  الآن من كلاسيكيات السينما.. وحين قامت ثورة  25 يناير  2011..عدت إلي بيتك كما كنت تقول ياعمرو وسعدنا كثيرا بعودتك.. وانت تهل  علينا بحضورك الذي تتمتع به وخفة ظلك  وصراحتك لتقدم لنا أهم الموضوعات لقد زال العهد الذي ظلمك.. وظلم  كثيرين غيرك وأخذ جزاءه.. فهو الآن  وراء القضبان أما أنت فعدت إلي بيتك.. إلي حريتك.

آخر ساعة المصرية في

08/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)