حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أنجزت «الثمن» بشخصية جديدة

صلاح الملا: سعيد بلقب «أبو البنات»

عبدالستار ناجي

أعرف الفنان القطري القدير صلاح الملا منذ اكثر من ثلاثة عقود، بالذات في مسرح السد حيث كانت انطلاقته المسرحية والفنية، ورغم تلك النجاحات والمكانة الا انه ظل كما هو ذلك الانسان الودود، والفنان الاصيل الذي يحمل (قطر) بين ضلوعه، والتزامه الحقيقي بحرفته يظل بوصلة يستدل من خلاله على طريقه الى النجومية التي يعيشها امام الشاشة كنجم حقيقي، وفي حياته اليومية كانسان متميز، يختار بعناية، يصرح بالتزام، يتواصل بعذوبة، حالة نادرة من الوفاء هكذا هو الفنان القدير صلاح الملا، الذي يحط الرحال بيننا هنا في الكويت، حيث انجز المشاهد الاخيرة من مسلسل «الثمن» مع مسرح السلام، ويستعد لمواجهة ينتظرها ويترقبها، حيث الثقة المتجددة من قبل الفنانة القديرة حياة الفهد، والاستعداد لتعاون جديد من خلال مسلسل «الجليب» الذي لاتزال تُكتب حلقاته الأخيرة.

نتوقف معه لنسأله عن الأخوة والاهل والاصدقاء في دوحة الخير فيأتي الجواب: الجميع بخير، والدوحة دائما عامرة ومتجددة وتحقق قفزات كبيرة صوب المستقبل بقيادة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

·         قلة الذين يعرفون ان الفنان صلاح الملا يطلق عليه «أبوالبنات»؟

سعيد بلقب «ابوالبنات» وهو ام يسعدني ويشرفني، لان بناتي الاربعة حفظهن الله كن دائما بمستوى المسؤولية وحققن نجاحات وتفوقا علميا، وهن اليوم يمارسن حياتهن الوظيفية والاسرية بنجاح افتخر به واتشرف.

·         تمثل اليوم احد الاقطاب الفنية البارزة في دوحة الخير، بالاضافة الى رفاق دربك امثال الفنانين غانم السليطي وعبدالعزيز جاسم وغازي حسين ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟

اتشرف بان اكون احد سفراء بلدي في المجال الفني، وهو امر يزيدني مسؤولية، واتشرف ان يكون اسمي الى جوار تلك الاسماء المتميزة في بلدي، فنحن نكمل بعضنا بعضا من اجل تقديم الوجه الابداعي المتميز لقطر، وهنا مسؤولية الفنان ومن قبله الانسان القطري الذي يعيش في سباق وتحدٍ للذات من اجل ان تظل قطر نقطة اشعاع وتميز وفخر.

ويستطرد: سعيد بان يقترن اسمي بتلك الاسماء الكبيرة، ودعني اعود بك الى مراحل البداية، لقد بدأت مشواري حينما كنت في نادي السد الرياضي، وفي اطار ذلك النادي العريق الذي اشجعه كان هنا مكان لتجمع عدد من الشباب حملوا اسم مسرح السد، كنت معهم وكان من عناصر تلك المرحلة الفنانون غانم السليطي وفالح فايز ومحمد البلم وعدد آخر من الزملاء الفنانين، كما ان علاقتي مع تلك المجموعة تعود الى فريج «النجمة» وكان ضمن ابناء الفريج في تلك الفترة الفنان غانم السليطي والفنان سعد بورشيد ومعهم كانت البدايات، واحمد الله على اننا نسير في ذلك الركب والعطاء الفني.

·         للكويت كما اعرف مكانة كبيرة في نفسك؟

نحن في الخليج، وفي دول مجلس التعاون الخليجي نكمل بعضنا بعضا، فللبحرين مكانتها وموقعها الخاص في نفسي، وهكذا بقية دول المنطقة، وانا شخصيا نشأت وترعرعت على حب الفن الكويتي ونجومه، والكويت بالذات كان لها الدور الحقيقي في اعادةة تقديمي خليجيا وعربيا. من خلال عملي مع الفنانة القديرة حياة الفهد، وانا استعد للتعاون معها من جديد من خلال مسلسل «الجليب» الذي ستبدأ في تصويره في غضون الايام القليلة المقبلة. وانا اشكرها على تلك الثقة الكبيرة، واشعر بالسعادة للوقوف امامها، والتعاون معها، واثمن لها اختياراتها الذكية للشخصيات التي اقدمها، فمعها اشعر بأمان، لانني اعرف بأنها تكتب بتميز وتختار باحتراف، كما انها حريصة اشد الحرص على تقديم حالات درامية تدعونا الى الحوار والتفكير والتأمل.

·         ماذا عن الجديد؟

انجزت منذ ايام قليلة مسلسل «الثمن» مع مسرح السلام من تأليف الفنان عبدالعزيز المسلم وبطولته، ويتصدى للاخراج الفنان الاردني احمد دعيبس، ومشاركة عدد بارز من نجوم الوسط الفني منهم منصور المنصور ومشاري البلام ولمياء طارق واميرة محمد وليلى السلمان وعدد اخر من الفنانين.

وكما اشرت لاحقا، بعدها نبدأ بتصوير «الجليب» امام القديرة حياة الفهد.

·         قدمت العديد من التجارب الدرامية المتميزة مع المخرج محمد دحام الشمري، كيف ترى تلك التجارب. والعمل مع الشمري؟

محمد دحام الشمري فنان حقيقي، مبدع يطور ملكة الابداع عند الفنان، وانا هنا لا اتحدث عن الشمري من خلال تجربة، بل كم من التجارب، وفي كل مرة، اراه ذلك الفنان الواثق من حرفته، الذي يعي دور وامكانات كل فنان، حتى اولئك الذين يقفون خلف الكاميرا، يعمل على تفجير طاقاتهم.

ويستطرد:

في كل مرة، يكون بها عمل مع الفنان المخرج محمد دحام الشمري، اعرف أنني سأكون امام نقلة جديدة في مسيرتي.

وفي اسلوب ادائي. وهو لا يجعلني ادور في فضاء ما هو مكرر وعادي.. بل يطلق لي العنان لاحلق عبر شخصيتي التي اقدمها.

·         بصراحة.. انت قريب من الدراما الكويتية.. بعيد عن الدراما القطرية؟

وبصراحة ايضا.. انا فنان قطري.. خليجي.. اعمل حيث يكون هنالك الحراك الفني والانتاج، واخر تجاربي في الدوحة كانت عام 2008 من خلال مسلسل «جدار الصمت» وبعدها لم اتلق اي دعوة من جهة انتاج قطرية، لان الانتاج قليل بشلك عام، وعموما حيث نكون يكون الفنان القطري والخليجي، واعتقد ان المرحلة المقبلة من تاريخ قطر، على صعيد الانتاج الفني والدرامي، ستكون امام نقلة كبيرة، ونحن دائما جاهزون لخدمة الفن في قطر.. واي مكان من خليجنا الحبيب.. وعالمنا العربي الكبير.

·         هل تفكر في الانتاج؟

الانتاج وجع رأس.. وانا في غنى عن ذلك الوجع الكبير.

·         كلمة اخيرة لجمهورك؟

كل المحبة للجمهور الحبيب، على ثقتهم.. ودعمهم.. ومتابعتهم، واهتمامهم وكل الشكر للاسرة الفنية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. وايضا كل المحبة للصحافة الفنية في الكويت على دعمها ومتابعتها الدائمة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

26/01/2011

 

أكد أن الممثلين السعوديين سبقوا السوريين في الدراما المصرية

خالد سامي: عملي المقبل عن مؤسس الدولة السعودية الأولى

جنة أحمد نور - mbc.net 

أكد الفنان السعودي خالد سامي أنه يستعد لتقديم مسلسل "محمد علي" خلال العام المقبل 2012، وهو مؤسس الدولة السعودية الأولى، والعمل ما زال قيد التحضير والإعداد حاليا، وقال إن هذا العمل سيكون من أهم الأعمال في حياته.

وقال سامي في تصريحات خاصة لـmbc.net: "إذا كان في المسلسل المصري نجوم سعوديون تكون له ميزة في تسويقه لقنوات سعودية لعرضه في رمضان، والفنان السعودي كان سباقا في المشاركة بالدراما المصرية عن الفنان السوري".

وأضاف "قدمت عددا من المسلسلات المصرية، وبخاصة أعمالي مع المخرج الكبير محمد فاضل مثل: "النوة"، و"بابا ملياردير"، ومع المخرج الراحل فؤاد عبد الجليل مثل "بوابة المتولي" و"سور مجرى العيون" و"الورطة اللذيذة" و"لا للزوجات" و"الدنيا حظوظ".

وتابع "هناك نقاط مضيئة في حياتي من خلال نقلات مهمة مع الدراما المصرية مثل مسلسل "الضابط والمجرم".

وكشف سامي أن تجربته كممثل كوميدي في "طاش ما طاش 17" كانت ناجحة، وقال: "أنا سعيد بالمشاركة في عمل ناجح ينتظره الجمهور سنويا، وقد ضرب هذا العمل الرقم القياسي في عدد الأجزاء كأطول المسلسلات العربية".

وشدد الفنان السعودي على أن الهدف من تجاربه الفنية هو الوصول للنجومية العربية ثم العالمية، وقال: "أن تكون وجها معروفا فهذا شيء، وأن تكون وجها معروفا ومحبوبا فهذا شيء آخر، لكن أن تكون وجها معروفا ومحبوبا ومشهورا فهذه هي النجومية العربية التي أحلم بها".

وقال خالد سامي: "لقد حققت شهرتي وعملت في كثير من الدول العربية مثل الكويت والأردن وسورية ومصر والإمارات، فضلا عن أعمالي في المملكة العربية السعودية واليونان التي صورت فيها بعض أعمالي".

وأوضح بقوله: "لكن الطموح لا ينتهي عند خطوة محددة، وأحلم وآمل في الخطوة المقبلة أن أدخل مجال السينما المصرية الذي أجلته كثيرا، وهناك مشاريع جديدة مع مخرجين وممثلين مصرين مثل المخرج نادر جلال، والفنان نور الشريف، ثم أطمح فيما بعد للعالمية".

وحول تجربته في الإنتاج قال: "توقفت عن الإنتاج لأنني خسرت ماديا برغم أنني مدرك للعملية من الناحية الاقتصادية، لكن كنت منتجا بإحساس الفنان فأوفر كل شيء جيد للعمل؛ إلا أنني عندما نفذت مسلسلا كمنتج منفذ لم أخسر فيه".

وعن موهبته كمؤلف، قال خالد سامي: "إنها موهبة ولكن ليس لدي الجلد ولا أملك الانتظار، فعندما كتبت مسلسل "لا للزوجات" جلست عاما ونصف العام متفرغا لكتابته، وتعبت أعصابي".

وتابع: "أحب كثيرا من المؤلفين، ويعجبني جدا وحيد حامد في التأليف السينمائي والتلفزيوني؛ لأنه كاتب جريء ومثقف جدا".

الـ mbc.net في

27/01/2011

 

يجمع نجوم الأردن ويصور في 'أغواره' ويعرض في رمضان المقبل:

'بيارق العُربا' يعكس ارتباط البدوي بالأرض بعيدا عن الصورة النمطية السابقة

عمان من سميرة عوض

بين المخرج الأردني إياد الخزوز أن مسلسل 'بيارق العُربا' في مسلسلات سابقة الأغوار الأردنية ، كان يتم التركيز على قصص الحب والرومانسية مما حول صورة البدوي المقاتل والفارس إلى عاشق محب فقط في هذه الحياة.'

وعبر الخزوز الحائز على جائزة الإخراج في مهرجان القاهرة للإعلام العربي، عن سعادته بالعودة لإخراج الدراما الأردنية 'بيارق العُربا'، وهي إنتاج تلفزيون أبو ظبي، بعد أن حقق نجاحات ملحوظة مع الدراما الخليجية والعربية، موضحا أن جملة أسباب دعته للعودة، أهمها النص المميز الذي كتبه الشاعر الإماراتي رعد الشلال، ويقدم رؤى تختلف كليا عما قدم في المسلسلات البدوية السابقة، و'بيارق العُربا ' يناقش قضية الأرض، وهذه الفكرة لم تطرح من قبل في الدراما البدوية خاصة وان السائد ان الشخصية البدوية ظهرت في الاعمال السابقة غير مرتبطة بالارض لان طبيعة هذا المجتمع قدمت على انهم رحل من منطقة لاخرى الا ان الطرح هنا مختلف وجديد وهذا ما يسعى إليه الخزوز دائما في أعماله، مبينا أن المسلسل في الوقت نفسه يظهر العادات البدوية الأصيلة.. النخوة والرجولة والشهامة والاحترام والتقدير.

إياد الخزوز: التصوير بطريقة سينمائية

وأوضح الخزوز انه سيتم تصوير العمل بطريقة سينمائية راقية المستوى من حيث المعدات والتجهيزات بأحدث الوسائل التقنية الكاملة والمؤثرات، مشيرا أن المسلسل إنتاج تلفزيون أبو ظبي، والإنتاج التنفيذي شركة القرم للإنتاج الإعلامي، الخدمات الفنية للعمل في الأردن تقدمها شركة أرى الإمارات للإنتاج الفني، الإشراف الفني خلدون أبو مسلم مع طاقم فني رفيع المستوى يضم المخرج الفني احمد إسماعيل، المخرج المنفذ احمد الحلوح، مدير التصوير محمود مهيرات، الموسيقى التصويرية للفنان الأردني وليد الهشيم، إدارة الإنتاج هزاع الطورة، وسيتم التصوير ثلاثة أشهر في منطقة الأغوار الأردنية، وسيعرض المسلسل على شاشة تلفزيون أبو ظبي في شهر رمضان المقبل.

وبين الخزوز أن 'بيارق العربا' يجمع نجوم الدراما الاردنية في بطولة جماعية، وبادوار رئيسية، بعد أن نجح كل منهم في البطولة لوحده، حيث تألق كل منهم في الاعمال التي قدموها بالسنوات الاخيرة على المستويين المحلي والعربي، وأصبحوا نجوما يشار اليهم بالبنان، ففي هذا العمل يجتمع ياسر المصري، منذر الرياحنة، عبير عيسى، شايش النعيمي، محمد المجالي، جميل براهمة، خالد الغويري، شاكر جابر، هيام الجباعي، حابس حسين، ريم بشناق، كما يشارك في العمل النجم العربي اللبناني محمود سعيد، والفنانة الإماراتية سلامة المزروعي، ويقدم المسلسل العديد من الوجوه الشابة منهم 'منية' ابنه النجمة عبير عيسى، إضافة إلى إيمان ياسين ونور البريحي.

ياسر المصري: عودتي بعد انقطاع سنتين

يقول النجم الأردني ياسر المصري: 'جاءت موافقتي واختياري هذا المسلسل والمشاركة به نظرا لرفعة وجمالية الكلمات والحوار والمواقف الموجودة فيه، فهو محبوك بشكل جيد من أول مشهد حتى آخر مشهد فيه.

وعن دوره في المسلسل قال: 'أقدم شخصية الشيخ خالد في هذا العمل الذي يسلط الضوء على الوضع الذي يعيشه العالم من حيث علاقة الانسان بالارض والاحتلال في كل مكان، فخالد شيخ من قبيلة البيارق التي تواجه ازمات وتحديات مع القبائل الأخرى، وتحديدا تلك التي تغتصب ارض غير ارضها، وبالتالي يكون هناك موقف لخالد وقبيلته ضد هذا الاحتلال والاغتصاب للارض مع تمسكه في نفس الوقت بالعادات والتقاليد والدفاع عن أرضه'.

ويحاول المصري في كل شخصية يقدمها على الشاشة 'أن تكون'مختلفة وان شاء الله سيشكل هذا الدور إضافة لي، وان أضيف له في نفس الوقت'، وزاد المصري: 'أتوقع أن يضيف لي هذا العمل بعد انقطاعي سنتين عن الاعمال البدوية، وقد جاءت عودتي بعد دراسة النص، وما لاحظته وأحسست به من امكانيات انتاجية ضخمة وفرت له، إضافة إلى الكوكبة المميزة من الفنانين الاردنيين المشاركين في المسلسل، خصوصا وأنه يمتاز بالبطولة الجماعية، فالشخصيات فيه متقاربة من حيث عدد المشاهد، وكل شخصية لها خطها الدرامي المختلف وتتقاطع مع الخطوط الدرامية الأخرى، وكل شخصية لها بداية ووسط ونهاية'.

شايش النعيمي: مسلسل بدوي مختلف

وقال الفنان شايش النعيمي: 'أقدم شخصية -طالوم - وهو إنسان معتدي يحتل ارض الغير، ويحاول السيطرة على الموجودين، وهذا إسقاط لكل محتل ولكافة قوى الشر، باغتصاب فرح وابتسام وحق الاخرين، فطالوم وهي شخصية مركبة ولها ابعاد وتقلبات نفسية، وانا سعيد جدا ان العب هذا الدور بقيادة المخرج اياد الخزوز، والمشاركة مع الزملاء نجوم الأردن المشاركين في المسلسل، منوها ' مسلسل 'بيارق العربا' يختلف عما قدم من مسلسلات بدوية في السابق حيث تعودنا في الاعمال البدوية الغدير والرومانسية والغدر وما شابه، لكن هذا العمل يركز على الأرض، وهي القضية التي تدور حولها قصة المسلسل واحداثه، فالمعروف ان البدوي ينتقل من ارض لأرض ولكن هذا الانتقال يكون ضمن حدود ارضه واذا ما احتلت هذه الارض فإنه يدافع عنها.. فالصراع بين الخير والشر ازلي خاصة بين المغتصب وصاحب الارض وحاليا هناك الاراضي العربية المحتلة هنا وهناك، وهذا ما يقوله المسلسل بان هناك دائما من يريد ان يستولي على ارض الغير، ومن الطبيعي ان أهلها يقاتلون من اجل استردادها.

القدس العربي في

27/01/2011

 

دراما مرئية

مسئولية الدراما عن مواجهة الواقع ٢ جماليا

بقلم : د. حسن عطية 

تقف بنا مسئولية الدراما الجادة في مواجهة الواقع والعمل علي تغييره هنا عند موضوع شائك وشديد الالتباس، حيث يجد الناقد والمشاهد الواعي نفسيهما امام اعمال درامية تطرح موضوعات جادة، وتتصدي لأفكار تنويرية فيتحمس لها، لكنه يفاجيء بصياغة هذه الموضوعات والافكار الجادة في أبنية درامية مهلهلة أو مباشرة تستفز وجدان المتلقي وتجعله يتوقف عن المتابعة ، وذلك لعدم قدرته علي تقبل هذه المباشرة التي تضعف البناء الدرامي، وتحوله لخطابات زاعقة وحوارات فجة تطيح بكل تنوير تود أن توصله للمتلقي.

والامر يزداد تعقيدا لدي المشاهد العادي، الذي تختل امامه الأفكار الثورية، وهو يراها غير مؤصلة في الثبات المهلهلة، وينشغل بمتابعة الحواديت التقليدية وينجذب للمواقف الميلودرامية، ويتعلق بالصدفة المحركة للاحداث، وتغيب عنه تماما أية أفكار جادة سابحة في سماء الدراما، وتختلط الصور امام عينيه، ويؤثر عليه الأداء التمثيلي السييء للممثل، والحركة غير المبررة للكاميرا، والركاكة البادية في  الميزانسين والماكياج غير المناسب لأعمار ومستوي الشخصيات الاجتماعية وحالاتهم النفسية ولحظاتهم الزمنية، والقطع المونتاجي غير المبرر من لقطة لآخري، والأغاني والرقصات والجنازات المحشورة حشرا في الاحداث، والثرثرات المكررة للكلمات الجادة بصورة جوفاء،

أساليب الأداء

كل هذا يجعلنا نؤكد دوما علي اهمية الحرفة في الكتابة والاخراج والتمثيل والديكور والملابس وكل ما يتعلق بتحويل النص الكلامي (السيناريو) إلي نص مرئي او صور مرئية متكاملة ومضيفة للنص الكلامي وليست ناسفة له، وهو ما تفجعنا به الأعمال التي نراها علي الشاشة، حتي من كبار له، مخرجينا، والذين يفسدون نصوصا جادة ومواجهة بقوة لقضايا الواقع بعقل مستنير، ففي رمضان الماضي، باعتبار هذا الشهر هو بداية العام المسلسلاتي الذي نؤرخ به للأعمال القديمة قبله، والاعمال المعادة بعده، شاهدنا علي استحياء، وعبر قنوات مجهولة مسلسل اخرجه مخرج كبير، وكان باكورة ابداع كاتب جديد، ليس شابا، بل اختطفته الغربة زمنا طويلا، حتي عاد ليقدم عمله الاول للناس، وتحمست لجنة القراءة لنصه، وتصورت ان مخرجنا الكبير هو الاصلح والأقرب لفكر هذا المسلسل، بعد ان تألق أعواما مع مسلسلات من نفس العينة، وانتظر كاتبنا الجاد طويلا ليفرح بتقديم نفسه ويغزو افندة وعقول المشاهدين مع المخرج الكبير، غير ان امله وأملنا ضاع، بسبب الاخراج الركيك للسيناريو، والاستخدام التقليدي لزوايا الكاميرا، والانتقال المباغت والمنقض للكاميرا علي وجوه الشخصيات.. والاداء المتكلف من نجوم العمل، وغياب الادارة الجيدة والتوجيه لأساليب أو »سكك« اداء الممثلين لشخصيات المسلسل، والاختيار غير المسئول لابن المؤلف وأبن المخرج ليقوما بأهم ادوار المسلسل، وهما لا يملكان الموهبة ولا حرفة الأداء التي احيانا ما تخفي عيوب الموهبة، فضلا عن التركيز علي الكلمات الرافضة للفساد، لتبدو جوفاء علي ألسنة  الممثلين، سرعان ما يرفضها عقل المشاهد ، بدلا من ان تنساب بوجدانه لتؤثر في عقله دون ضجيج. الامر ذاته مع مسلسل اخر كتبه مؤلف جاد ومتميز، أفسده اختياره لنجم غير متسق فكريا مع الشخصية التي يجسدها في المسلسل، مما اطاح بالعمل نفسه، وهو الامر ذاته الذي يبدو واضحا في المسلسل الذي انتهت اعادته الأسبوع الماضي، وهو مسلسل (قضية صفية) للكاتب  »أيمن سلامة« والمخرج احمد شفيق، وكلاهما دارس للدراما، ويعرف اصولها جيدا، وهما معاً قدما العام قبل الماضي أول مسلسل جذب الانظار إليهما وهو (ليالي) ، كتجربة أولي في مجال الدراما التليفزيونية الاجتماعية للأول، وتجربة اخراجية اولي للثاني، اكدت امتلاكهما لحرفة الكتابة الداعمة لموهبتهما، والدافعة للمشاهد كي يجلس يوما امام شاشة التليفزيون ليتتبع علي مدي شهر كامل موضوعا ملامسا للواقع، وشخصيات تشابه ما كانت تهتم به الصحف وقتذاك، وذلك عبر بناء درامي يقترب من الاحكام، ويتنقل بين شواطيء الاسكندرية وفيلات القاهرة، دائرا حول واحدة من فتيات الزمن الراهن، تعيش حياتهما دون ثقافة، وتقتحم العالم بطموح فاقد للقيم، ولذا تسقط بسهولة في أول تجربة لها، تقودها لمزيد من السقوط في تجارب اعمق، حتي الموت.

صفية وقضيتها

وفي مسلسلهما الجديد، يطرحان نموذجاً لفتاة ريفية (جدعة) ترفض الالتفاف حولها لانتزاع أرضها وبيعها، ضمن عملية بيع كبيرة لأرض قرية (محلة بركات) لمستثمرين علي علاقة برجال اعمال اجانب مرتبطين بدوائر خارجية، ساعية لضرب الاقتصاد المصري، وتجريف أرض الوطن، وافقاد الفلاح المصري قدرته علي زراعة القمح والقطن اللذين كانت الارض المصرية تفخر بزراعتهما، وينطلق المسلسل عبر حبكة بوليسية تبدأ مع التترات لتقديم الفتاة »صفية« وقد حكم عليها بالاعدام لقتلها من أدعي انه شقيقها، مع اغفال درجات التقاضي المختلفة، وعدم وجود ادلة حاسمة ضدها، بل ومع تغيير جثة القتيل المدفونة وموضوع قتلها له، والمعترفة به، ومع ذلك فان المسلسل لم يهتم بمنطقية حكم الاعدام، وترك لها فرصة الهروب لاثبات براءاتها، ليظل اللهاث طوال الوقت خلفها، ويتم اختلاق مواقف غير مبررة لزيادة حجم المسلسل والوصول به للحلقة الثلاثين، وأيضا لزيادة حجم التفكك في المواقف وصياغة الشخصيات بصورة بلهاء، مع ظهور غالبية الممثلين في حالة عدم امتلاك لطبائع ونفسيات الشخصيات التي يقدمونها، فبدا »أحمد السعدني« في أسوء ادواره، وهو يجسد شخصية الضابط الملتزم بواجبه والمحب للقاتلة، وأصرت »مي عزالدين« علي اداء شخصية »صفية« في كافة احوالها بطبقة صوت واحدة، واكتفت بدموعها بديلا عن تقديم احساسها بالمأزق الذي تعيشه شخصية بريئة مدانة باعترافها، ولم يستطع طارق لطفي، ان يقدم لنا عمق الشخصية الممتزج داخلها الرغبة في الانتقام لوالدة الفقير والمطرود وأسرته من قريته، والطموح القافز به فوق كل قيم أخلاقية، والذي يجعله يبيع نفسه للشيطان، ويبدو أن مخرجنا الشاب لم يجلس مع ممثليه، ولم يوجههم لطرق الغوص في الشخصيات التي يجسدونها وتحليلها والامساك بأسلوب خاص لكل شخصية، وان فلت من عدم التوجيه اما لامتلاكه الموهبة والحرفة والدربة كلا من »سامح الصريطي« في دور المثقف الذي خدعته زوجته امامه لخطأ وقع فيه بأوروبا، و»محمد التاجي« العمدة الطيب ممزق النفس علي ابنه الوحيد، والفاقد بسببه القدرة علي مواجهة المكائد حوله، واما لموهبته المتميزة مثل »دنيا المصري« ومحاولتها الانعتاق من فقرها بأية وسيلة، فسقطت بسرعة في براثن من اغتال براءتها وعفتها، وظلت طوال الوقت تبحث عنه، وان وضعها المسلسل في مواقف مكررة وسخيفة مع »مجدي بدر« كما لفت الانظار الموجهين الجديدين »محمد نصر« و »وإبراهيم السمان« في دوري الضابطين المتابعين لقضية »صفية«. وذلك بقوة حضورهما علي الشاشة، وكان من الممكن للوجه الجديد »شريهان شرابي« ان تلفت الانظار بدور مغاير، لولا الالقاء بها في عمق الكادر دائما، رغم دورها الرابط بين رجل المافيا الاجنبي ورجاله في مصر.. التمثيل ليس مسئولية كل ممثل، بل هو مسئولية المخرج اولا وأخيرا، والصورة المرئية تقع علي عاتقة، وحتي النص الدرامي مسئوليته ايضا، فكان لابد وان يجلس مع صديقه لضغط الثرثرة في السيناريو، وخلق مواقف اكثر عمقا من هذه التي شاهدناها، وعدم الوقوع في غرام موقع علي الشاطيء، رأيناه بالاسكندرية في (ليالي) واعادة مع (صفية) بمرسي مطروح.

الدراما التليفزيونية هي الصورة المرئية الجمالية المعبرة، والكاشفة عن ابعاد الشخصيات، والمعمقة للمواقف، والمكثفة للدراما، حتي لا يبدو المخرج (المبدع) في النهاية مجرد مخرج (منفذ) لسيناريو مكتوب، وجدة اعادة صياغة الواقع في عمل فني، يتطلب جراءة النص وجراءة الاخراج معا وجهد ضخم من الفنانين والفنيين يريدون جميعا ان يغيروا المجتمع إلي ما هو أفضل.

أخبار النجوم المصرية في

27/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)