حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الأم التي تزين الدراما السورية قاطعت مهرجان أدونيا للدراما

ضحى الدبس: أجور الفنانين في سورية وهمية

دمشق ـ من أنور بدر

ضحى الدبس وجه لا يمكن أن ينساه المرء، إنسانة وفنانة دافئة، عشقت التمثيل صغيرة وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دفعاته الأولى، وتألقت على خشبة المسرح في الكثير من العروض، أهمها: 'يرما، مغامرة رأس المملوك جابر، كل شيء في الحديقة، الزير سالم، قصة موت معلن، فضيحة في الميناء، الميراث، سندريلا...' كما شاركت بفيلمين في السينما السورية هما: 'نسيم الروح'، 'زهر الرمان'.

وفي الدراما التلفزيونية مازالت تتألق منذ 25 سنة تقريبا، شاركت فيها بأكثر من خمسين عملا، لازالت بعضها تعيش في ذاكرتنا وبشكل خاص في أدوار الأمومة التي وسمت شخصيتها منذ سنوات، بدأت بمسلسل 'الوصية' وتابعت حتى 'وراء الشمس' آخر أعمالها، من دون أن تكرر ذاتها أبدا.

واليوم تنضم الفنانة ضحى الدبس إلى أسرة المسلسل الجديد 'تعب المشوار' مع المخرج سيف الدين السبيعي عن نص لفادي قوشقجي، حيث تلعب دور 'غيداء' المليئة بالأنوثة والأمومة والحنان، إمرأة بسيطة وغير متعلمة إلا أنها مدبرة في شؤون الحياة وتعيش علاقة سعيدة مع زوجها وأولادها.

'القدس العربي' التقت الفنانة ضحى الدبس على هامش مشاركتها الاخيرة في لجنة تحكيم المهرجان الوطني لمسرح الشباب، وكان لنا هذا الحوار الجميل:

·         رأيناك غالباً في دور الأم، من دون أن تتشابه أدوارك؟

* لأنني لا أكتفي بحفظ الدور المرسوم في السيناريو، بل اشتغل عليه، أحلّق بالشخصية، أكتشف دائماً ما هو خاص بكل دور، فأنت عندما تقرأ السيناريو تلاحظ التشابه في أغلب الشخصيات، وعلى الممثل أن يمنح كل شخصية الروح الخاصة بها. نحن جيل يُوصف بأنه محير في عالم الدراما، وأنا استغرب عندما أشاهد شخصيات تتهرّب من ذكر العمر الحقيقي لها، وبشكل خاص في ما يتعلق بنا نحن النساء، حتى أنّ هذه الثقافة انعكست على كتاب الدراما لدينا، فأضحوا يخجلون من تناول هذه الفترة العمرية المهمة، وأصبح هنالك نوع من 'الفوبيا' أو الخوف في ما يتعلق بشخصية المرأة في هذه السن، خوفا أو ابتعادا عن الغوص في تفاصيل حياتها، لأنّ المرأة في ثقافتنا السائدة هي أم ورمز أيضاً، وبالتالي لا يجوز الحديث عن سلبياتها، المرأة ما بين 40 سنة إلى 50 سنة هي أم حنون ومعطاء فقط، لا أحد يهتم بمشاعرها الحقيقية، تناقضاتها، أحاسيسها العميقة، انعكاس سن اليأس في حياتها مثلاً، لذلك تبدو الكثير من أدوار الأمومة متشابهة ومسطحة بآنٍ معاً. وأنا أعتقد أنّ هذه السن هي الأغنى درامياً بالنسبة للمرأة في العقد الخامس من عمرها، فإذا وقفت المرأة في هذه السن على أطلال تاريخها وماضيها، يمكن أن تكتشف هي ونكتشف نحن معها كم كانت صادقة وحقيقية في حياتها، وكم كانت متوازنة في شخصيتها، ولكن عندما ترفض أن تتقبل هذه المرحلة المفصلية في حياتها، نكتشف عجزها عن الصدق مع نفسها أولاً، ومعنا بالتالي.

·         هل يُفسر ذلك اهتمام الدراما عموماً بقضايا الشباب والمراهقين؟

* أنا مع الاهتمام بالشباب وقضاياهم، ولكن من هم الأقدر من الأهل (الأب/ الأم) على الاهتمام بقضايا الشباب؟ فهؤلاء الأهل أو الشخصيات كانت شابة وخاضت تجاربها الخاصة، وربما أخطأت أو أصابت حتى وصلت إلى هذه المرحلة، حيث النضج والمعرفة اللتان تؤهلانهم ليكونوا مرجعية لجيل الشباب، وسنداً لهم، وكم يُحزنني إصرار بعض النساء على لعب أدوار الشابات والمراهقات! من أين لنا بهذه العقدة التي لا تعترف بأنوثة المرأة إن لم تكن شابة وجميلة ومرغوبة جنسياً، وإلا تكون قد انتهت كامرأة. أنا أعتقد أنّ الأنوثة هي مسألة روحية وشخصية عند المرأة، ولا ترتبط بسن مُعيّنة، وأعتقد أيضاً أنّ تلك الثقافة السابقة تمثّل عنفاً ضدّ المرأة، فكيف الأمر عندما يأتيك هذا العنف من نساء يدّعين الاستقلالية، وينظّرن ضدّ العنف الممارس بحق النساء. الأنوثة روح وليست جسدا، وتلك المفاهيم المغلوطة حول الأنوثة التي تتعلق بالإنجاب والجنس والعنف، تشكّل الجانب السيئ من موروثنا وعاداتنا الاجتماعية التي يجب أن نتجاوزها لنبقي على ما هو جميل وإنساني ورائع في موروثاتنا الثقافية وفي عاداتنا الاجتماعية أيضاً. دعونا نعمل جميعاً، مثقفين وفنانين، للتعريف بتلك المفاهيم المغلوطة وتجاوزها، وهذا ما يُعذبني حقيقية في عملي، عندما اشعر بأنني أسبح أو أحلق في غير المكان المُخصّص لي.

·     تابعناك العام المنصرم في دور إشكالي وغني وجميل في مسلسل 'وراء الشمس' الذي حاز المرتبة الأولى في اهتمام الجمهور ومتابعته؟

* عندما تقرأ تلك الشخصية في السيناريو 'أم نضال' ستكتشف أنها تشبه أي شخصية في السلوك والحوارات، والعبارات التي نكررها بشكل مستمر في حياتنا اليومية، فكانت مهمتي تخليص الشخصية من هذه التكرارات، وإعادة قراءة المشاهد لأكتشف في مشهد أو عبارة أو حركة، في كلمة أو فعل صغير، ما يمكنني اعتباره مفتاحا لهذه الشخصية، لأنطلق من هنا مجدداً في بناء كامل الشخصية بما يخدم حضورها وتميّزها. وأنا في 'وراء الشمس' لم أكبر هذه الشخصية، إذ اكتشفت أنها تشبهني في الحياة، فاكتفيت بجعلها أنا فقط، مع بعض اللعب على موضوع اللباس والأزياء مثلاً كي أحافظ على حالة الإقناع، لأنّ لباس البنطال مثلاً يمكن أن يمنحني عمراً أصغر، لذلك اعتمدت على لبس التنورة والفساتين، وبشكل خاص في البيت. وأنا أحاور مصمم الأزياء في العمل إن وجد، أو المخرج في هذه التفاصيل لأنني أعرف ما يُناسبني وما يخدم الشخصية، وقد تستغرب إذا قلت لك انني أبدأ في بناء الشخصية من الخارج لأتمكن من الدخول في أعماقها، وأنني أبدأ من اختيار الحذاء أو الأحذية التي تناسب هذه الشخصية. حتى عندما اشتغلت في مسلسل 'الحصرم الشامي'، طلبت من المخرج تغيير الكثير من التفاصيل وعملت 'مريولة' من وجه مخدة لألبسها أثناء العمل، لأنّ الفقر لا يعني القذارة أو الإهمال، لذلك لبست 'المريولة' و'قمطة' للرأس واللتين صنعتهما بنفسي، وهذا جزء من ذاكرتي البصرية والمعرفية للشخصيات ونمط الحياة في تلك المرحلة.

وأنا أتكلم عن اللباس لأنه ليس شيئاً خارجياً فقط، بل هو جزء أساسي من الشخصية، ويجب أن يتناسب مع الملامح والشكل والعمر الذي ألعبه، وأنا متصالحة مع ذاتي في الحياة، أسعى نحو ما هو جميل وأفضل، لكنني على الشاشة أسعى للإقناع من خلال الشخصية، وليس للاهتمام بجمال طلتها، والماكياجات التي قد نستخدمها في حياتنا اليومية.

في 'وراء الشمس' عملت على هذه المقاربة، وحاولت أن أمنح الشخصية شيئا من الطفولة، اشتغلت على تفاصيل الحياة اليومية للأم، فأنا أحياناً نزقة، وأحياناً أعيش التناقض، وأحياناً أمنح الحنان، كي أقدّم شيئاً مؤثراً للمشاهد. كما اشتغلت على لحظات احتواء دافئة أو قبلة عابرة مع زوجي، لأنّ الحياة اليومية تسير بهذه المتناقضات مجتمعة، وبهذه التفاصيل الغنية، ولذلك حاولت أن أنوّع في الانفعالات، بين الأنانية حيناً والحكمة حيناً آخر، بين الطفولة لحظة وبين الرومانسية العاطفية في لحظات أخرى.

·         في حين كانت شخصيتك في 'قيود الروح' مختلفة تماماً؟

* لأنني اشتغلت على شخصية مكتئبة، لا لون ولا روح لها. وقد أردت لتفاصيل التعاسة أن تظهر في بشرة الوجه... في الملامح، هناك امرأة عاشت عمراً مع شخص آخر بدون حب، فكيف يظهر الإحباط؟ وكيف يتجلّى الاكتئاب؟ أنت ترى امرأة فقدت الروح أو الحيوية في الوجه وفي الحركة وحتى في النظرات، هل لاحظت أنها قلّما كانت تنظر مباشرة إلى زوجها؟ إنها امرأة فقدت القدرة على التواصل مع الآخرين.

·         ضحى الدبس وسواها من الفنانين والإعلاميين وحتى أعضاء في لجنة تحكيم جوائز 'أدونيا' قاطعوا هذه التظاهرة؟

* بداية نشكر القائمين على هذا المشروع لأنهم فكروا ولو متأخرين بتكريم الدراما والدراميين، ولكنني مع زملائي نتساءل ما هو الناظم الذي يتم العمل وفقه في ترشيح الأعمال والفنانين، وبناءً على أي معيار يتم ذلك، فعندما نفقد المعيار ونفتقد الاحترام، يجب أن تقاطع. وأنا منذ سنتين لم أذهب إلى حفل 'أدونيا' ليس من باب الغيرة، فالموضوع أبعد من ذلك، ولا يتعلق بي شخصياً قدر ما يتعلق بالكثير من الزملاء الذين وجدوا أنفسهم في خلفية المشهد، بينما جيء بأشخاص وأولاد لا علاقة لهم بالدراما أصلاً ليحتلوا المقدمة. حدث هذا مع فنانين، ومع لجان تحكيم، ومع كل شيء.

أنا أصنع دوري في الحياة وفي الفن ولن أقبل من أيٍّ كان أن يُقصيني عن موقعي. أنا أعرف معيارهم ولا أرغب بالحديث عنه، لكن ما يحصل في جوائز 'أدونيا' يُسيئ للدراما عموماً. وعلينا أن نلاحظ أنّ هذا الفن مازال بدون رقم أو هويّة بين الفنون. فأنت تتحدّث عن الفن الأول والثاني، والسابع، ولكن الدراما التلفزيونية ظلت بلا رقم أو هوية واضحة، أي ما زالت خارج التصنيف، لأنها فن الاستهلاك اليومي، أنا أصنع الدراما اليوم، ولكن المسلسل يذهب مع زمنه، لا يؤرّخ للفنان ولا يُوّثق له. ولكن، وربما لأنه فن الاستهلاك اليومي، نجده أكثر تأثيراً في الحياة، فكم شخصاً يشاهد العرض المسرحي وهو أبو الفنون، وكم من الملايين يتابع الدراما التلفزيونية؟ من هنا أقول انه بات مطلوباً من هذه الدراما أن تقدّم وجبات من الفكر والمشاهد الجمالية ليس بالمعنى المثالي، ولكن بما يتناسب مع أثره في حياتنا، وفي ثقافة شبابنا. فالدراما التلفزيونية أجدها بذلك أخطر من السينما ومن المسرح، وباقي الفنون البصرية، وعلينا الاهتمام بها كحامل ثقافي، فالتلفزيون حامل تجاري لمنتجات يجب أن تحمل رسالة مفيدة.

·         من خلال هذه الرؤية، كيف تنظرين لمستقبل الدراما السورية؟

* أعتقد أن شركات الإنتاج ستحافظ على كم العمل المطلوب كساعات بث، لكن على حساب النوعية، فقد بدأنا منذ سنتين تقريبا دخول سوق الدراما بشروط المحطات التي تطلب الأعمال الأرخص بغض النظر عما تقوله تلك الأعمال وسويتها الفنية. دعني أخبرك أن أغلب ما تسمعه عن أجور الفنانين السوريين مجرد وهم، حتى لو كُتب ذلك في العقود، لأن ما يقبضه الفنان شيء آخر وأقل بكثير مما تسمع به، وهذا العام أنا اعتذرت عن خمسة أعمال لم أجد نفسي بها، أما النسخة الجديدة من 'يوميات مدير عام' فأنا اعتذرت عن المشاركة بعدما قرأت النص، وهو لا يزال في بيتي، بسبب الخلاف مع الشركة المنتجة حول الأجر، وليس كما قيل من أسباب أخرى. مع ذلك أعود هذا العام للمشاركة في 'مرايا' ياسر العظمة، كما أشارك مع سيف الدين السبيعي في مسلسل 'تعب المشوار' للكاتب فادي قوشقجي، وقد استهوتني فكرة العمل التي تحكي عن علاقتنا بالآخر، فكل ما يأتينا من الخارج نحترمه ونؤمن به على حساب تبخيس موروثنا الاجتماعي والبيئي والثقافي، ونربي أولادنا على ما يأتينا من الخارج فقط، ونرفض عاداتنا وتقاليدنا بحجة أنها متخلفة، وهذا خطأ، أعتقد أنه يوجد لدينا شيء مهم في حياتنا وثقافتنا يجب استعادته وغرس قيمه في أولادنا، وهذا ما يحرضنا العمل عليه.

القدس العربي في

10/01/2011

 

افلام عادل امام تزعم اختراق محرمات الجنس والدين لكنها عمليا تعزف سيمفونية السلطة:

صورة الإرهابي في الدراما العربية

احمد عمر  

هل قلت العصر؟ لم يحدث لنا، عبر التاريخ والجغرافيا أن عُصِرنا كما نعصر الآن. المرحوم ناظم حكمت قال: عصري شجاع وبطل، عصري أنا عصر جبان ونذل.. عصر 'اناكوندا' الهويات، عصر 'بوا' الحصار، عصر غوانتنامو وأبو غريب وأبو زعبل.. نحن معصورون مرتين بين ظلم هنا وظلم هناك.. والعصر.. إننا لفي خسر.

يعتبر النقاد أن عادل إمام لا يزال نجم الكوميديا في مصر. لم يحدث أن تبوأ نجم كوميدي عرش الكوميديا خمسة عشر سنة متواصلة! السبب في النجاح يعود إلى أن عادل إمام اختار في السنوات الأخيرة نصوصا كتبت بإكسير النجاح الذي يحتوي على خلطة المحرمات والمكبوتات الثلاثة: الدين والجنس والسياسة. لكن لطفا، نرجو عدم تجاوز السرعة، توجد منعطفات ومطبات، فعادل إمام يخترق محرمين فقط، الجنس.. اه.. اه.. الرجل ينتقم لمكبوتاتنا الجنسية، إلى درجة أن عائلة إمام احتجت على المشاهد الجنسية المبالغ بها في أفلامه وكأنها تقول: ده مش تمثيل بقى.. ده بحق وحقيق. يعني هذه ليست بطولة.. البطولة أن تقف في وجه الوحش وتقتله أو تحاول قتله لا أن تطعمه الفراولة. أما الدين، فالرجل يعزف سيمفونية السلطة، وهذه أيضا ليست بطولة، فهو يقف مع الطرف الأقوى، أما السياسة يا سادة يا معصورين، فهو يحصل على موافقات أفلامه من السيد الرئيس محمد حسني مبارك ذات نفسه! فماذا أفعل أنا بمقالاتي، فأنا ـ يا دوب ـ يسمح لي خفير الجريدة بدخولها بعد إبراز البطاقة والتفتيش بعد الاقعاء والقرفصة وتفريغ الجوف من القلم، والقلم من الحبر، والحبر من الدسم.

نطلق صفة الإسلامي على المتدين، وهو المسلم الملتزم بنهج حياة للتفريق بينه وبين المسلم بالولادة. كانت صورة الإسلامي فاضلة في أفلام الأسود والأبيض. في احد أفلام شكري سرحان يهمّ الأخير بقتل طفل، لينال الميراث، كما أتذكر، ويتبعه إلى الجامع لكنه ما ان يسمع الآيات المبينات حتى يهتدي وينتهي الفيلم بالآية في مشهد الختام. هل يمكن للمسلم الضال في هذا العصر الاناكوندا أن يهتدي بآية؟ آيات هذا العصر هي: المال، العصا.. النساء. لكن عادل إمام في فيلم ا'لإرهابي' تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، يهتدي من ظلام 'الإسلامية' إلى نور 'الحداثة'؟ هل هذه فزورة؟ لقد قدم صناع الفيلم الصورة التي يريدونها للإسلامي، لكنهم تجنبوا أن يقدموا مشهدا واحدا للإرهابي الإسلامي وهو يصلي. المشهد 'مشفر' حفاظا على أخلاق الجيل، لم يفعلوا خشية أن يتعاطف المشاهد مع الإرهابي. الإرهابيون (الكفار بلغة العولمة والحداثة) قوم يؤمنون بالتفسير الحرفي للنصوص ومتشددون جدا في التمسك بالشعائر، وأعتقد أنهم يمكن أن يستبيحوا دم أعدائهم أو يحرقوا أموالهم، لكني لا اعتقد أن هذه هي صورتهم، شهادات غوانتنامو تقول عكس هذا.

يستشهد الإرهابي علي على أعتاب قصر الارستقراطي العلماني مهتديا، وقد عرف العاطفة الحقيقة والحب الحقيقي، أما الوطنية الحقة فهي في الكرة التي يلفظها المصريون: كووورة. يلفظونها هكذا حتى يقنعونا بحركة الشفاه المضمومة أنها مدورة... وتدور.

26 سنة تفصل بين فيلمي 'الإرهابي' وفيلم 'أنا مش معاهم' الكوميدي أيضا، تمثيل احمد عيد بطولة: أحمد عيد ـ بشرى إدوارد وإخراج احمد البدري.. لقد كانت نساء البلاد العربية جميعا نساء متحجبات حتى 'فتح' الاستعمار بلادنا 'المتخلفة الظلامية' بالمدافع و.. السيقان، ثم مرت وصار السفور هو الأصل والحجاب طارئا ومستوردا من بلاد الخليج 'الأجنبية'. لكن فيلم 'أنا مش معاهم' يبتعد عن فيلم الإرهابي من جهة التكفير الحداثي (تكفير التكفير) ويقترب منه وطنيا بجامع الكرة. انه فيلم بطلته امرأة بريئة، متورطة في عملية إرهابية بسبب حماسها الديني، ملتزمة، يعجب بها شاب غير إسلامي ويسعى لإرضائها بالتدين الكاذب، والمفارقة الكوميدية تحدث بسبب التباين الحاصل بين الواقع الكونيالي الثقافي المستدام والدين 'المغترب'. مهما يكن فالفيلم يقبل بصورة المتحجبة، بل ويصفق للعائلة الإسلامية لكنه يجتمع مع الإرهابي في إعلاء دين الكرة على الأديان السماوية كجامع وطني. يقول الفيلم بعظمة كلاكيته: الأديان السماوية تفرق والكرة تجمع! بل تقول: لا جامع وطني سوى الكووورة.

والمشكلة، انه على الرغم من معاهدة السلام المصري الإسرائيلي فإنّ الفريق المصري لم يلعب مباراة حتى الآن مع الفريق الإسرائيلي، لو لعب لاستطاعت الكرة أن تدور قليلا على وجه وطني ولو لساعتين، لكن الفريق المصري لا يلعب سوى مع الأشقاء، وقد سمعت تصريحات لفنانين كبار مثل يسرا وطلعت زكريا معادية للجزائريين يندى لها أخمص القدمين.

شعائر دين الكرة هي أن يجتمع أبناء الوطن الواحد المكون من أديان مختلفة في صعيد واحد هو معبد 'الإستاد' مدهونين بألوان الهنود الحمر في الحرب، وصيحات الهنود الحمر (في السينما الأمريكية وليس في الواقع) مناصرين وهاتفين للفريق الوطني، ومعادين اشد العداء للفريق الآخر حتى لو كان فريقا شقيقا، حتى لو كان لهم مليون شهيد، في هذه الحالة 'الوثنية' تغدو إسرائيل قريبة، وصديقة، وحبيبة، لأنها لا تدين سوى بدين الكرة النووية. وهذه كرة مسالمة غير عدوانية مثل كرتنا المملوءة بالهواء.

يقال ان لكل رجل من اسمه نصيبا؟ اضحك، أعتقد أن عادل غير عادل في تمثيله 'للإرهابي' أما الإمامة فهو إمام المضحكين العرب، لكني لن أأتم! اضحك، ولكني لا افرح، الضحك لا يعني الفرح أبدا. الفيلسوف برجسون عنى بالضحك الصحي الضحك السعيد، وليس كل ضحك سعيدا، في الهند ينظمون تمرينات ضاحكة لرجال البوليس بحجة أنها مفيدة، الضحك من غير سبب ضار بالصحة. اضحك من كوميديا عادل إمام وأتألم.. مرة ظهر على شاشة برنامج 'الاتجاه المعاكس' إبان حصار مكتب المرحوم ياسر عرفات وقال: تبرعت بمليون دولار؟ أنا عايز اعرف هي فلوسي راحت فين؟ فذكرني بمشهد في شاهد ما شفش حاجة يطالب فيه سرحان عبد البصير احمد سوكارنو بالربع جنيه بتاعه؟

وعرفت أمرين: ان عادل إمام رجل فيه خير لأمته، ثم عرفت أن هذا الخير ليس لوجه الله؟ فهو للتباهي وللاستعراض.. سخر الرجل من صواريخ حماس واعتبرها المسؤولة عما يحيق بشعب غزة؟ (هذه تبرئة للسفارة، وتشريع لإقامتها في العمارة..) دريد لحام لم تشفع له خبرته وتاريخه وحكمته عندما سئل عن سبب عدم رميه الإسرائيلي بحجر كما هي التقاليد عندما زار بوابة فاطمة فقال بكل 'حكمة': وهل ستصل حصاتي إلى الجندي الإسرائيلي.

لم تصل حصوة ادوارد سعيد إلى الجندي لكن إسرائيل أقامت الدنيا على تلك 'الجمرة'، إسرائيل ترتعب من 'مفرقعات' حماس التي تحتفل بها في الأعياد المستمرة في غزة، ومن مدفع رمضان ومن سعال الشيوخ وصرخات الأطفال فكيف لا تخاف من صواريخ حماس 'الكرتونية'.

عادل إمام في هذه الأيام ليس سوى 'الزعيم' وهو صديق الزعيم، وصديق ابن الزعيم ومع التوريث.. لو قال: بشرط أن تكون للمواطنين كلهم نفس الفرصة التي لابن الزعيم. لكن... الزعماء على أشكالها تقع.

أما بالنسبة إلى مسلسل 'وما ملكت إيمانكم' فيعتقد ضرّابو الرمل أنّ مسلسله الجديد، سيكون : 'غلمان مخلدون 'وربما 'كواعب أتراب'.. مخرجه يقول: ليس من نص ديني يمنع اقتباس نص قرآني عنوانا لعمل فني.. الرجل فقيه ما شاء الله . ويفهم في الفانتازيا التاريخية والفانتازيا الدينية واللعب بالبيضة والحجر.

تذوقت مشهدا عابرا من هذه البضاعة المغشوشة وسمعت احد بطال المسلسل يرطن باللغة السنسكريتية: يقول أبو سعيد الحدري (بالحاء) رضي الله عنه الممثل العظيم يقصد أبو سعيد الخدري (بالخاء).

متابع قال لي انّ هذه الأخطاء غيض من فيض. اعتقد أن المخرج يفهم في الدين والنصوص التي يستشهد بها، بقدر ما افهم أنا في الفانتازيات التاريخية!

قبل ايام كنت أتابع صديقين؛ وثنيا ومسلما يلعبان 'عشرتين طاولة' ، الوثني (يعبد رونالدينو) تشفى بالمسلم مازحا أو جادا، وقال: انتم إرهابيون ظلاميون.. دينوا بالحداثة.. اعتصموا بحبل الكرة ولا تفرقوا: انظر إلى صورتكم الدرامية.. هذا هو دم الغزال ورمى رمية دوشيش.. المسلم قال: يا أخي أنت تمسك زهر (يعني تغش في اللعب). هذه ليست صورتي.. الحقيقة. الكوميديا في فيلم الإرهابي كانت تخفف كثيرا من جرعة الايديولوجيا وهدير التعبئة وسخونة التحريض.. الأمر الذي لم يتوفر في مسلسل 'ما ملكت أيمانكم' الذي يصفه المعجبون 'بالجريء'.

احسب أن صناع هذه الدراما الضرار يمسكون زهر.

أنا مش معاهم..

ناقد من سورية

القدس العربي في

10/01/2011

 

قاطع مهرجان دمشق السينمائي بعد دعوة هيفا..

صباح عبيد لإيلاف: سأترشح للبرلمان جكرا

حاوره عبدالله الحسن:  

كشف الفنان ونقيب الفنانين الأسبق في سوريا صباح عبيد أنه سيرشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب السوري (البرلمان) المقبلة، علما أنه سبق وأن نال عضوية المجلس في دورة سابقة.

وقال عبيد لإيلاف أنه يريد " الترشح للانتخابات (جكرا) وحتى لو لم أحصل سوى على صوتي أنا فقط، لم أكن أريد الترشح سابقا ولكن الواقع الآن يدفعني إلى ذلك، فانا أبحث عن التغيير "، مضيفا أن ترشحه هو " (جكر) بمن يوقف عجلة الحياة وصناعتها، بمن يقف بوجه قوانين التطور ".

وأوضح عبيد أنه قاطع مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر بعد دعوة المغنية اللبنانية هيفاء وهبي وتكريمها علما أن " مدير مؤسسة المهرجان وهو مدير المؤسسة العامة للسينما في سوريا محمد الأحمد كتب مقالا آزرني فيه بعد أن منعت هيفاء وغيرها من الفنانات من الغناء في سورية عندما كنت نقيبا للفنانين ".

كما كشف عبيد أنه قاطع مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر الذي اختتم قبل فترة حيث " لم تصلني دعوة لحفل الافتتاح أو للمشاركة في المهرجان على الرغم من أنني شاركت بعشرات المسرحيات في سوريا وخارجها منذ مطلع ستينيات القرن الماضي وجلت مع مسرحية أبو الطيب المتنبي اللبنانية العالم "، وأرجع عبيد عدم دعوته إلى " شعور بالنقص اتجاهي ".

ولفت نقيب الفنانين الأسبق إلى أن " مدير مديرية المسارح والموسيقى الحالي ترجاني كي أدعمه كي يصل لهذا المنصب وبعدما استلم مهمته الجديدة لم يكلف نفسه بإرسال بطاقة لي وأصبح يتعامل بفوقية ".

وحول أسباب أزمة المسرح في سوريا قال عبيد إنه " لا توجد أزمة مسرح بل هناك أزمة إقدام على المسرح.. أزمة بحث.. أزمة نصوص حقيقية عربية، لدينا مئات المسرحيات العالمية التي تكفي لكي نعمل مسرح لمائة عام مقبلة، لكننا نبحث عن السهل والتقليد، يحضر أحدهم ممثل مدعوم فيعمل مسرحية متى شاء ويقيم وينظر بالمسرح ".

ويصور عبيد حاليا دوره في الجزء الثاني من مسلسل " الدبور "، إذ يلعب شخصية أبو ناجي الذي يعود من تركيا حيث كان يعيش فتبدأ المشاكل بالحارة، كما يستعد للمشاركة في عملين هما " الجرة "، " فذلكة عربية – الجزء الثاني ".

 
وردا على الاتهامات بالشللية التي توجه لطاقم مسلسل " شاميات "، أوضح عبيد " نحن فريق عمل، كل الوسط الفني مليء بعصابات من النوع الرديء، أما نحن فعصابة من النوع الجيد والمحترم والذي يعمل بالمحبة بعيدا عن الفوقيات وبكل إنسانية ".

واعترف عبيد بأنه لم يشاهد أي عمل في رمضان الفائت كردة فعل على ما يجري في الوسط الفني، واصفا المسلسلات الجريئة التي بدأت تشهدها الدراما السورية بأنها " أعمال فيديو كليب تتوسل النجاح".

إيلاف في

10/01/2011

 

زهرة الخرجي: أُفضِّل قلَّة الأعمال إذا كان ذلك يُميِّزني

عبدالله الحسن من المنامة  

أكَّدت الممثلة الكويتيَّة، زهرة الخرجي، أنَّها لا تبحث عن أكبر عدد من الأدوار بقدر سعيها إلى تقديم أعمال ذات نوعية.

المنامة: تميَّزت الفنانة الكويتيَّة، زهرة الخرجي، بالأداء الراقي والمقنع، وحفرت في ذاكرة المشاهدين علامات لا تنسى، وعلى الرغم من قلَّة ظهورها إلاَّ أنَّها تمتلك مشوارًا فنيًّا متميزًا، فرصيدها في الدراما التليفزيونيَّة بلغ 23 مسلسلاً آخرهم "كريمو"، و"على موتها أغني"، في رمضان الماضي، وأشهر أدوارها على مدار 27 عامًا وهي عمر تاريخها الفني دور "حيزبونة" في "مدينة الرياح"، و"مها" في "يوم آخر"، و"نوال" في "جرح الزمان".

وأكَّدت زهرة الخرجي أنَّها انتهت من تصوير مشاهد دورها في مسلسل "خارج الأسوار"، والَّتي تجسِّد فيه شخصيَّةً تحاول أنّْ تكون مثاليَّة، ولكن سوء الأحوال الإجتماعيَّة لا تساعدها على ذلك، موضحةً أنَّها سعيدة بالمشاركة في العمل نظرًا لإختلافه في الشكل والمضمون عمَّا يقدَّم من دراما، كما أنَّ دورها جديد ومختلف.

وأضافت الخرجي أنَّها تشارك في الجزء الثاني من مسلسل "قصَّة هوانا"، ولكنَّها تفضِّل عدم الكشف عن تفاصيل دورها وتتكتم عليه، مبديةً سعادتها باشتراكها في عمل من إخراج البحريني، محمد القفاص، خصوصًا بعد النجاح الجماهيري للجزء الأوَّل من العمل.

وحول رأيها في قلَّة مشاركتها في الأعمال الدراميَّة، أكَّدت الخرجي أنَّها لا تنظر إلى كم الأعمال الَّتي تشارك فيها، بقدر ما تنظر إلى نوعيَّة الأدوار الَّتي تجسِّدها، مشيرةً إلى أنَّها تفضِّل أنّْ تكون مقلَّةً في أعمالها إذا كان ذلك يعطيها نوعًا من التميز في الظهور.

أما عن السبب في ذلك فأوضحت الخرجي أنَّ الأدوار الَّتي تُعرض عليها لا تناسبها فضلاً عن أنَّ الكُتَّاب الدراميين -على حد قولها- كثيرًا ما يكتبوا شخصيَّات لا تروقها ولا تفضِّلها، مضيفةً أنَّها اتجهت في الفترة الأخيرة إلى الكتابة وتحاول الانتهاء من عملين مؤخرًا وتعمل على تنفيذهما.

وكشفت زهرة أنَّها تعمل على تحقيق أهدافها الشَّخصيَّة من خلال خطَّة محدَّدة تقوم على التواصل مع الوسط الفني في الوطن العربي والعالمي، من خلال حضورها المهرجانات المحليَّة والعربيَّة والعالميَّة، مضيفةً أنَّ هناك عددًا من الأعمال الفنيَّة الَّتي في طور التحضير وستكشف عنها في الوقت المناسب.

إيلاف في

10/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)