حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كانت

طبقا لاستفتاء الـart.. كندة علوش أفضل ممثلة عربية في 2010

 

اختار مشاهدو شبكة راديو وتليفزيون العرب (art)، الفنانة كندة علوش كأفضل ممثلة عربية في عام 2010، عن أدائها لشخصية الصحفية في مسلسل "أهل كايرو" مع الفنان خالد الصاوي والمخرج محمد علي والسيناريست بلال فضل.

وفاز في الاستفتاء أيضا كل من سوسن بدر كأحسن ممثلة سينمائية عن دورها فيلم "الشوق"، وماجد الكدواني كأحسن ممثل سينمائي عن دوره في فيلم "678"، وغادة عبد الرازق كأحسن ممثلة في الدراما التليفزيونية عن دورها في "زهرة وأزواجها الخمسة".

وتصور كندة حاليًّا أولى بطولاتها بمصر في فيلم "برتيتة" مع المخرج شريف مندور، وفكرة وإنتاج وائل عبد الله، وسيناريو خالد جلال، وتستعد أيضًا مع مطلع العام الجديد لمشاركة الزعيم عادل إمام مسلسله الجديد "فرقة ناجي عطا الله"، وتلعب فيه دور فتاة فلسطينية هي العضو النسائي الوحيد في الفرقة التي ستساعد الزعيم عادل إمام في عملية السطو على بنك إسرائيلي.

المسلسل كتبه يوسف معاطي، ويخرجه رامي إمام، ويلعب بطولته النجم عادل إمام، وبجواره كل من: كندة علوش، ومحمد إمام، وأحمد السعدني، ونضال الشافعي، وخالد سرحان، وعمرو رمزي، وأحمد تهامي، وتشارك في العمل أيضًا الفنانة أنوشكا، ومعهم السوري سلوم حداد كضيف شرف في العمل، وتدور أحداث المسلسل حول لواء متقاعد يقرر السطو على أحد البنوك الإسرائيلية، فيقع في قبضة حزب الله، ويتم نقله إلى سوريا، ومنها إلى العراق.

هذا وقد عبرت كندة عن سعادتها بنتيجة الاستفتاء، خصوصًا أنه استفتاء جماهيري للعام كله، ويكمل سعادتها بالنجاح النقدي الذي تلقاه مسلسل "أهل كايرو" سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري في رمضان.

الشروق المصرية في

03/01/2011

 

طريقة جديدة لترويج المسلسلات لموسم 2011

إيناس عبد الله

 

شهدت الأيام الأخيرة فى الساحة الدرامية طريقة جديدة لترويج المسلسلات ابتكرها عدد من منتجى الدراما فى مصر لجذب القنوات المختلفة لشراء أعمالهم التى يتم تنفيذها لعام 2011 بعد أن انتشرت شائعات تؤكد توقف إنتاج أكثر من عمل بعد انسحاب التليفزيون المصرى من شرائها أو الدخول شريكا فى تمويلها احتجاجا على ارتفاع أجور الفنانين.

لجأ بعض المنتجين الى طريقة جديدة لتسويق أعمالهم حينما قرروا تصوير عدد من المشاهد،وليس الحلقات، لإثبات جدية موقفهم وعدم تراجعهم عن إنتاج المسلسلات التى أعلنوا عنها لإغراء القنوات المصرية بشراء هذه الأعمال ولإنقاذ أنفسهم من هذه الأزمة الكبيرة خصوصا أن السوق العربية لم تعد قادرة على استيعاب كل المنتج المصرى فى ظل منافسات قوية من الدراما السورية والتركية والإيرانية ومؤخرا بدأت الدراما الهندية تحتل مكانا بجانب الدراما الخليجية.

ومن المسلسلات التى سعى أصحابها لترويجها بهذه الطريقة مسلسل «ابن البلد» أو «آدم» الاسم المقترح له مؤخرا بطولة تامر حسنى ومى عز الدين ودرة حيث تم تصوير عدد من المشاهد لم تستغرق سوى بضعة أيام قليلة ثم توقف التصوير تماما حتى نهاية شهر فبراير المقبل، كما أعلنت الشركة المنتجة، مبررة ارتباط بطل العمل، تامر حسنى، بعدد من الحفلات خارج مصر!

إلا أن أحد المصادر من أسرة المسلسل رفض ذكر اسمه أكد أن الجهة المنتجة شددت على مخرج العمل، محمد سامى، بالإسراع بتصوير بعض مشاهد المسلسل ببطل العمل لكى يتم نفى كل الشائعات التى أثيرت مؤخرا حول تأجيل تصوير المسلسل لحين انفراج أزمة التسويق الأمر الذى يؤثر على فرص ترويجه للقنوات.

وقال إنه يجرى حاليا إقناع القنوات بأهمية العمل الذى يقوم ببطولته نجم صاحب الشعبية الكبيرة بين الشباب وعلى إثر اقتناع القنوات وتعاقدها فعليا سيتم استكمال تصوير العمل مشيرا إلى أنه لو كانت هناك نية حقيقية لاستكمال التصوير لما توقف لانشغال تامر حسنى بحفلات وكان من الممكن أن يتم تصوير المشاهد التى لا يشارك فيها تامر.

على الجانب الآخر كان المنتج تامر مرسى أكثر وضوحا حيث أعلن أنه كان حريصا على الإسراع فى تصوير مسلسله «مسيو رمضان مبروك» لنفى كل ما أثير حول توقف العمل خصوصا أن هذا المسلسل كان أول المتضررين من قرار أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالتراجع عن شراء أى عمل درامى فى الوقت الراهن وقبل أن تتحدد هويته خصوصا أنه كان هناك عقد مبرم بين تامر والشيخ حول هذا المسلسل لكن تمت الإطاحة بهذا التعاقد وعليه سارت مخاوف ألا يتم استكمال العمل فقرر مرسى أن يخطو خطوات جادة بأن يتم سفر كل من سامح عبدالعزيز، مخرج المسلسل، ومعه فريق العمل وفى مقدمتهم محمد هنيدى ونسرين أمام بطلى العمل لتصوير بعض مشاهد رمضان مبروك فى فرنسا حيث يذهب الى هناك فى منحة تعليمية لكن أيضا التصوير توقف بمبرر أنه يجرى حاليا بناء ديكور قرية «رمضان مبروك» بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى لبدء تصوير مشاهد القرية.

ومع حرص الفنانة غادة عبدالرازق على تخفيض أجرها من 11 مليون جنيه إلى النصف تقريبا ليتم تنفيذ آخر مشروعاتها «سمارة» حتى لا يتأثر بأزمة التسويق قامت الشركة المنتجة بتصوير بعض المشاهد وأقامت حفلا دعت اليه عددا كبيرا من وسائل الإعلام لتصوير أبطال العمل وهم يرتدون ملابس الشخصيات التى يلعبونها فى أول يوم تصوير والإعلان للجميع عن جديتهم فى تصوير المسلسل.. وسرعان ما حقق هذا نتيجة طيبة حيث إنه لم تمر سوى أيام قليلة وأقامت الشركة المنتجة مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تعاقد قناة دبى على شراء المسلسل حصريا!

الشروق المصرية في

03/01/2011

 

فنون / راديو وتلفزيون

العرب لا يتواجدون بمكانٍ واحدٍ إلاَّ ويختلفون

صفوان نعمو: يحيا سعادة شهيد الفن

عامر عبد السلام من دمشق

 

في حديث لـ"إيلاف" نعى المخرج صفوان نعمو زميله الراحل  يحيا سعادة، كما تحدَّث عن مسلسله الجديد "صايعين ضايعين".

دمشق: قال المخرج السوري صفوان نعمو إنه صدم بخبر رحيل زميله المخرج والفنان اللبناني يحيا سعادة، واصفًا الخبر بإنه من أسوء الأخبار التي تلقاها في العام 2010، معتبرًا في الوقت نفسه إن العزاء الوحيد في رحيله هو موته شهيدًا للفن حيث رحل وهو قائم على رأس عمله.

وأشاد نعمو باللبناني يحيا سعادة وقال أن علاقته به كانت شخصية، واصفًا إياه  بالمخرج المبدع حيث أعطى للأغنية العربية المصورة صورة مختلفة ومتجددة وجميلة، وعلى الرغم من دخوله منذ فترة قصيرة إلى عالم الإخراج إلا أنه ترك البصمة المميزة التي ساهمت بنجاح أغلب الفنانيين الذين تعاونوا معه.

وأضاف نعمو لـ"إيلاف" أنه تلقى الخبر وهو يصوّر عددًا من المشاهد  لمسلسله الجديد "صايعين ضايعين" فلم يستطع أن يكمل ذلك اليوم من التصوير وبعث فورًا برقية عزاء لعائلة سعادة في بيروت متمنيًا لهم الصبر والسلوان، وخصوصًا لشقيقته إيمان التي كانت معه أثناء رحيله وتمنى لها أن تبقى على تماسكها وللراحل الرحمة والجنان.

وأشار نعمو أنه قدم أكثر من عمل فني في مجال الفيديوكليب، معتبرًا نفسه الآن في مرحلة انتقالية لإقتحام عالم الدراما، لافتًا الى أنّ هذه المرحلة لا تنفي هجرته لعالم الفيديو كليب، وقال "لو جاءني كليب جيد سأقوم بإخراجه ولا توجد عندي أي شروط مادية أو آخرى، ولكن تبقى مهمة تنفيذ الكليبات في سوريا تلاقي صعوبات كبيرة مرتبطة أصلًا بشركات الإنتاح، وهناك الكثير من الأصوات السورية الجميلة التي تنافس الأصوات العربية ولكن للأسف ليس هناك شركات قادرة على تسويقهم كنجوم".

وعلى صعيد آخر تحدث المخرج السوري عن عمله الكوميدي "صايعين ضايعين" وقال إن التجربة تعد الثالثة له وليس كما أشيع بالإعلام على أنها التجربة الأولى حيث تصدى العام الماضي لإخراج العمل العراقي "حب في الهند" كما تعاون مع المخرج السوري نجدت آنزور في مسلسل "ما ملكت أيمانكم".

وأضاف أن العمل عبارة عن كوميديا اجتماعية قريبة من الناس، وخصوصًا من الطبقة الفقيرة، ولهذا فقد تم اختيار إحدى المناطق الشعبية في دمشق ليتم تصوير معظم المشاهد فيها، كما أنه سيصور لاحقًا في مصر ولبنان. وهو عمل يتحدث عن مشكلة البطالة ويعالجها من خلال الكثير من المواقف الطريفة التي تقع في طريق الباحث عن العمل وسبب فشل معظم الناس في وجود العمل الملائم لهم.

وعن القدرة على ضبط أكثر من 120 ممثلاً جاء بهم نعمو لتمثيل عمله، قال إن عملية ضبط الفنانين لا تأتي بالديكتاتورية بل نتيجة التفاهم مع الفنانين أنفسهم، ووجود هذا الكم من الممثلين جاء نتيجة تعاون شركة الإنتاج "غراند بروداكشن" التي لم تصنف العمل كدرجة ثانية كما تعامل معظم الشركات أعمالها الكوميدية بل تعاملوا مع العمل بجدية أكبر واستقطبوا الكثير من النجوم المكملة للعمل من مختلف أنحاء الوطن العربي.

وأضاف أنه في هذه المرحلة لا يستطيع الكشف عن الأسماء المشاركة بالعمل، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من النجوم المصريين واللبنانيين الذين سيتواجدون في العمل عدا كل من حسن حسني، وطلعت زكريا، والنجمة رولا سعد، الذين صوروا بعضًا من مشاهدهم.

ونفى المخرج السوري ان يكون وجود العنصر المصري في عمله هدفه الجذب والتسويق فقط، وقال إن الدراما السورية بالأساس لم تعد سورية بحتة وإنما عربية الطابع، وبما أنّ العرب لم يستطيعوا التواجد بمكان واحد إلا واختلفوا، فإن الفنانين قادرون على عمل خلطات عربية مع بعضها البعض بأعمال مشتركة وبالنهاية الكل يتكلم لغة واحدة.

وأضاف أنه مرتاح جدًا بالعمل مع نجوم مصر خصوصًا أنهم يشكلون مدارس فنية في الكوميديا ومن الجميل خلق هذا التمازج خصوصًا أنّ النص مكتوب أصلًا بتقسيمة تواجد الممثلين من مصر ومشاهدهم ليست مكتوبة بطريقة مبتذلة ليتم اقحامهم على العمل. 

وعن وجود كاتب النص رازي وردة أثناء تصوير العمل قال نعمو إنها نوع من الشراكة للعمل، ورازي هو شريك حقيقي حيث كتبناه معًا بعد الإتفاق مع شركة الانتاج، والكاتب يتواجد بشكل دوري ليكون مطلعًا عندما يطرأ أي تعديل على النص خصوصًا أنّ هناك مساحة كبيرة للممثل كي يرتجل ويخرج ما بداخله.

واختتم المخرج حديثه بالتعبير عن أمنيته في أن يلاقي العمل النجاح الذي يشدون إليه طاقم العمل من خلال منبر "إيلاف" ووصفها بالداعم الحقيقي في خطة نجاح المسلسل.

إيلاف في

03/01/2011

 

«في حضرة الغياب»

إبراهيم حاج عبدي

 

تستحق تجربة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش أن تخلد في الفنون المختلفة، فهو شاعر تحول رمزاً وغدا صوتاً شعرياً عزّ نظيره في مشهد الشعر العربي المعاصر، غير أن الأنباء المتضاربة حول مسلسل «في حضرة الغياب»، الذي يجسد سيرة حياته، لا تذهب في هذا الاتجاه، بل تدور حول الممثل اللائق لتجسيد شخصية الشاعر، وحول اعتراضات لأقاربه على السيناريو الذي كتبه حسن. م. يوسف، وحول محطات سياسية شائكة في تجربة درويش... وسواها من المسائل التي تتجاهل «القيمة الشعرية» لتجربة درويش لتركز على تفاصيل ثانوية بعيدة من رهافة الشعر التي مثلها صاحب «كزهر اللوز أو أبعد».

ولعل المؤسف في الموضوع هو ما نُقِل عن الفنان السوري فراس إبراهيم، منتج العمل وبطله، إذ قال: «لا يمكن لأي ممثل آخر أن يحقق مقاربة لهذه الشخصية على مستوى الأداء أكثر مني، وبات الأمر محسوماً بالنسبة لي، ولن أتنازل عن الدور لمصلحة أحد». لا يتعلق الأمر، وفقاً لهذا التصريح، بالحرص على تجربة شعرية غنية وحافلة بمحطات وإنجازات لا تحصى، بل يتعلق الأمر بأمجاد شخصية تهدف إلى استثمار تجربة وشخصية صاحب «الجدارية» لتحقيق شعبية وشهرة في مجال التمثيل، فحتى مارلون براندو، كمثال، لم يكن ليتجرأ على مثل هذا الكلام الذي يحتكر الموهبة والمهارة لصاحبه فحسب.

في تجارب مماثلة سابقة، لم ينجح التلفزيون في توثيق الصورة الصادقة لشعراء وفنانين كبار، كما جرى مع مسلسل نزار قباني الذي لم يرتقِ قط إلى المكانة التي يحتلها قباني في وجدان القارئ العربي. وكذلك الحال، ربما، مع مسلسل «أم كلثوم» وشخصيات أخرى كثيرة. والحال أن تجربة درويش هي من الرحابة والثراء والالتباس بحيث يصعب على التلفزيون الإحاطة بها، واختزالها إلى مجموعة حلقات ستفصل، بالطبع، على مقاس شهر رمضان، خصوصاً ان ثمة نبرة تصالحية بدأت منذ اللحظات الأولى، كأن يقول إبراهيم مثلا: «المسلسل تعامل مع علاقة الشاعر بالأنظمة العربية بمحبة...». وهنا لا بد من القول ان النيات الطيبة لن تفيد في رأب الصدع الذي سيظهره المسلسل بين شاعر مشاكس مرهف وإشكالي في دواوينه الكثيرة، وبين شاعر «نمطي»، كما سيظهره العمل المنتظر الذي بدأ المخرج نجدة أنزور تصويره فعلاً، أخيراً، هذا إن لم تستغل تجربة الشاعر لتسجيل مواقف وآراء آنية تخدم أجندات معينة.

قد لا تكون الصورة قاتمة على هذا النحو، فالمسلسل المنتظر سيذهب لحال سبيله إن تم انجازه، أما كل ما يتعلق بدرويش منذ خروجه من قريته البروة التي ولد فيها العام 1941، وحتى رحيله، فسيبقى غافياً بين سطور دواوينه. ولعلها من المرات النادرة التي سنكتشف فيها خطأ المثل القائل «صورة واحدة تعادل عشرة آلاف كلمة»، فمع درويش تغدو المعادلة على هذا النحو: جملة واحدة في قصيدته تفوق الحلقات الثلاثين من المسلسل المنتظر!

الحياة اللندنية في

03/01/2011

 

المسؤولية التلفزيونية

أمينة خيري

 

ربما لا تكون هناك فقرة ضمن مواثيق العمل الإعلامي تنص على المسؤولية التلفزيونية الفضفاضة، لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإنها باتت ضرورة حتمية! الجريمة التي شهدتها مدينة الإسكندرية المصرية واستهدفت كنيسة بمصلّيها ليلة رأس السنة ليست أزمة زيت أو ندرة سكر أو حتى مياه صرف صحي اختلطت بمياه الشرب. هي ليست ملفاً من تلك النوعية التي تسيل لعاب برامج الحوار لتجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين المصريين المشتاقين لرؤية مشكلاتهم الحياتية اليومية بالصوت والصورة بينما يخضع المسؤولون الحكوميون عنها لجلسات محاكمة علنية تلعب فيها المذيعة دور المدعي العام والقاضي ومنفذ الحكم، لكنها جمرة نار لا يمكن أن يستغلها بعضهم تلفزيونياً لبناء سمعة أو حشد نسبة مشاهدة أو دق على أوتار حساسة.

لعلها المرة الأولى التي تنتهج فيها القنوات المصرية مع اختلاف أهوائها وأجنداتها وانتماءاتها وملكياتها نهجاً وطنياً عقلانياً نابعاً من حرص بالغ على البلد. خرجت البرامج والحوارات والتنويهات والتغطيات التلفزيونية تركض وراء الحدث البشع باحثة عن تحليلات الخبراء ومنقبة عن خيوط أولية كل بطريقته، لكنها وقفت وقفة مواطن مصري واحد بصرف النظر عن عقيدته. وعلى رغم عدم وجود اتفاق مسبق بين القنوات التلفزيونية حول أسلوب تغطية الحدث، إلا أن الميل إلى عدم الاثارة كان واضحاً – على غير العادة - في الغالبية العظمى من البرامج الرئيسة ذات نسب المشاهدة الأعلى. الأكيد أن التعامل الإعلامي هذه المرة مع ما حدث في الإسكندرية صعب جداً. فمن جهة هناك مشاعر المسيحييــن المصــرييــن المتــأججـة غضباً وحزناً، وهناك شعور مصري عارم بالرعب من أن تتحول مصر إلى عراق آخر، ومن جهة ثالثة تجد هذه القنوات نفسها مضطرة إلى تغطية الحدث بأسلوب مهني، بالإضافة إلى الرغبة في منافسة بقية القنوات التي تغطي الحدث.

وعلى رغم أنه في مثل هذه المواقف يقفز بعضهم أحياناً على القواعد المهنية ركضاً وراء التميز وجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، لكن هذه المرة احتلت الرغبة في الاستحواذ على المشاهد المرتبة الثانية بعد الرغبة في الحفاظ على الوطن. إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الملاحظات التي تندرج تحت بند الأجندات السياســــية. فالقنوات الرسمية انتهجت نهـــج الشعارات الهادفة إلى «الحفاظ على نسيج الوطن» و «حماية لحمة الأمة»، بالإضافة إلى جرعة الأغاني الوطنيــة المعتادة. مثل هذه الشعارات والعبـارات الإنشائية التي تدور في فلك الوحدة الوطنية انتقصت من إقبال المشاهد اللاهث وراء متابعة الحدث نفسه وتطوراته وردود الفعل وتوابعه من تظاهرات وتعامل الأمن معها، وهو ما وفّرته القنوات الخاصة التي تعرف جيداً محتويات الخلطة المطلوبة في مثل هذه المواقف الصعبة.

وإذا كان وزير الإعلام المصري أنس الفقي ناشد الإعلام «التهدئة» في تناول الملف القبطي في أعقاب أحداث العمرانية قبل نحو أسبوعين، فإن المناشدة لم تؤخذ بكثير من الاهتمام في حينه. ويبدو أن مثل هذه الأحداث الجسام لا يحتاج إلى مناشدات، بل إلى حسّ وطني والتزام حقيقي بمعايير العمل الإعلامي الباحث عن الحقيقة والمعلومة المنزّهة عن الشحن العاطفي والتهييج الطائفي.

الحياة اللندنية في

04/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)