حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ولادة الـ «سينيفيزيون»

إبراهيم العريس

حين زارت الزميلة فيكي حبيب، مسؤولة هذه الصفحة في «الحياة»، لوس أنجيليس في بدايات العام المنتهي، بدعوة مزدوجة من شبكة «ام بي سي» العربية واستوديوات «وارنر براذرز» الأميركية، عادت من هناك وفي جعبتها بعض الأسئلة القلقة حول مستقبل السينما، ذلك أن أهم ما لاحظته في عاصمة السينما الأميركية، هوليوود، كان ان الفن السابع بدا لها جزءاً من تاريخ مجيد (عبر تحوّل الاستوديوات الى متاحف، ومشهد عجائز يجرّون كلابهم في بيفرلي هيلز إن حدقت بهم ستكتشف انهم بقية ما تبقى من نجوم السينما في أزمانها الغابرة)، فيما بدا لها النشاط التلفزيوني مفعماً بالحياة والحيوية، مزدحماً بالشباب والمشاريع. الأسئلة القلقة لدى الزميلة كان ملخصها واحداً: هل صارت السينما جزءاً من التاريخ لا أكثر؟

خلال العام كله كان الحدث الأساس في عالمي السينما والتلفزيون هو الإجابة التي تكاد الآن أن تبدو قاطعة حاسمة على هذا السؤال. صحيح انه كان ثمة دائماً أجوبة ونشاطات فعلية تقول ما يحدث بكل وضوح. غير ان الأسئلة كانت تتجدد دائماً والسجالات تشتعل. ثم في الربيع من هذا العام كان هناك «كارلوس»، وتأرجحه بين السينما والتلفزيون. أهمية «كارلوس» لمخرجه اوليفييه السايس كمنت أساساً في القسمة العادلة بين بُعده السينمائي وبعده التلفزيوني. كان يبدو بالأحرى وكأنه في مشاركته في مهرجان «كان» يبرر تلفزيونيته سينمائياً. أما في بقائه خارج مسابقتها، فبدا وكأنه لا تزال تخجله تلك التلفزيونية.

النقاد يومها – بمن فيهم السينمائيون- كانوا أكثر وضوحاً: حيّوا ما فيه من ربط بين الوسيطين، الشاشة الكبيرة وأختها الصغيرة.

وبعد «كارلوس» بأسابيع، كان لا بد من أن يبرز أخيراً الجواب الأكثر حسماً: مع مسلسلات شبكة «اتش بي او» التي راحت تحمل تواقيع سكورسيزي وسبيلبرغ وسودربرغ وغاس فان سانت.. وغيرهم عشرات من كبار أهل السينما ومن غلاة المدافعين عنها، تبدّلت الصورة جذرياً. ولكن ليس في الاتجاه الذي كان طوال عقود أثار مخاوف كثر وأرعبهم أن يُسفر ذلك كله عن «موت السينما». بل في اتجاه معاكس تماماً، اذ في الصراع الذي دائماً ما جرى الحديث عنه، لم تكن النتيجة ان التلفزيون هو الذي خرج منتصراً كما يبدو في سطح الأمور، بل السينما و... بالتعادل إذا شئتم. ذلك أن الواقع كما بات في الإمكان رصده اليوم، لا يقول لنا إن التلفزيون يرفع رايات النصر وقد استقطب أساطين السينما، بل يقول لنا إن الشاشة الصغيرة باتت تقدم نفسها مجرد وسيط منتشر وكلّي الحضور لإيصال إبداع السينمائيين الحقيقي الى كل بيت ومكان.

في الحقيقة كانت الشاشة الصغيرة تفعل هذا بالنسبة الى ذاكرة السينما وها هي تفعله الآن لحاضرها ومستقبلها من دون أي غموض.

أوليس من حقنا ان نعتبر اليوم ولادة «السينيفيزيون» الحدث الأكبر بالنسبة الى الشاشتين خلال عام؟

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

جرأة سورية وسط مشهد عادي

دمشق - إبراهيم حاج عبدي 

لدى الحديث عن أداء التلفزيون السوري خلال السنة المنقضية، يصعب العثور على محطات نافرة تربك الإيقاع العادي السلس والهادئ لهذه التلفزة التي انطلقت مطلع ستينات القرن الماضي، وظلت مثابرة على دورها ومكانتها من دون أن تشهد تغييراً يمكن وصفه بـ «الجذري». لكن هذا الإيقاع البطيء والخافت لا يمكنه أن يلغي، في كل الأحوال، التطور التدريجي الطبيعي لهذه الوسيلة الإعلامية سواء على المستوى التقني - الفني أو على مستوى المضامين والأداء، ومع ذلك ثمة في كل سنة مساحة للجديد وإن كان قليلاً.

ولعل الملح الأبرز للتلفزيون السوري خلال السنة المنصرمة هو احتضانه أعمالاً تلفزيونية أثارت جدالاً واسعاً، مثل مسلسل «ما ملكت أيمانكم» لنجدة أنزور الذي طرح قضايا حساسة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالدين، ما أدى إلى ظهور تباينات حادة في التعاطي مع هذا العمل، وسط ظهور دعوات لمنع عرضه، وأخرى تؤيده. وتكرر الأمر ذاته، وإن بدرجة أقل، مع مسلسل «لعنة الطين» لأحمد إبراهيم أحمد الذي خاض في مسائل سياسية مرتبطة بالوضع السوري، الأمر الذي خلق لدى المتابع انطباعاً بأن الرقابة بدت متساهلة أكثر مع أعمال جريئة تطرح قضايا شائكة كان الاقتراب منها يعد خطاً أحمر. ويندرج تحت هذا الإطار، كذلك، مسلسل «تخت شرقي» للمخرجة رشا شربتجي، الذي استطاع، بدوره، أن يبوح بمكنونات الأنثى ورغباتها على نحو بدا متجاوزاً لما هو معتاد.

ولم يكد ينقضي العام حتى أعلن أخيراً، عن بدء البث التجريبي للقناة الإخبارية السورية التي جرى الحديث عنها طويلاً، لكنها لم تر النور إلا مع نهاية هذه السنة. «الإخبارية السورية»، وبحسب التعريف الرسمي، «قناة مستقلة تبث من دمشق، تتمتع بالموضوعية والانحياز للناس كأفراد وأمة ولا تنحاز للحكومات إلا بمقدار تبنيها للمصالح وحقوق الناس كأفراد وأمة».

بمعزل عن هذه التعابير الطنانة، فإن إطلاق هذه القناة يعد، بكل تأكيد، إنجازاً لوزارة الإعلام السورية، غير أن الحديث عن الموضوعية والاستقلالية يضع هذه القناة الوليدة في وضع حرج، ذلك أن مثل هذا الطرح يبدو ساذجاً في ظل تمسك كل القنوات، وخصوصاً الإخبارية، بتوجهات سياسية معينة تتناغم مع وتكرّس توجهات الممول ذاته سواء كان دولاً أو حكومات أو شركات أو أحزاب أو حتى شخصيات. لا يمكن، إذاً، هذه القناة الإخبارية السورية أن تشذ عن هذه القاعدة التي تتحكم في اللعبة الإعلامية على مستوى العالم على رغم وجود بعض التفاوت، وأي حديث مفرط في التفاؤل بما يوحي بأن هذه القناة ستحقق قفزة إعلامية تعد سابقة، سيدحضه أداء القناة سريعاً. ولعل أقصى ما يمكن التعويل عليه هو التقيد بالمهنية، والحرفية والاعتماد على كوادر إعلامية ذات خبرة في هذا المجال. فنجاح القناة التلفزيونية لا يتوقف على «المنحى السياسي» فحسب بل يمكن التغلب على هذا الشرط عبر الاهتمام بجوانب أخرى كثيرة قد تساهم في جذب المشاهد.

باستثناء القليل الذي سبق، فإن التلفزيون السوري بدا، في هذه السنة والسنوات السابقة، أميناً لصورته العتيدة كتلفزيون «رسمي موجه» يعبّر عن السياسة السورية الرسمية كما حال التلفزيونات الرسمية العربية قاطبة. ولم ينس القائمون على هذه التلفزة تكرار النغمة القديمة الجديدة المتمثلة في النوايا الجادة نحو التطوير والارتقاء بأداء الإعلام السوري، وخصوصاً التلفزيون الذي يعكس صورة البلاد للآخر. لكن اللافت أن هذه النوايا الطيبة والطموحات الكبيرة لا تترجم عملياً على أرض الواقع، فهي تبقى في إطار الأماني العصية على التحقيق، وفي سياق التنظير الطموح الذي لا نرى ما يماثله على الشاشة الوطنية، التي تشكو من هروب مشاهديها المفترضين نحو أقمار وقنوات أخرى، بحثاً عن مادة إعلامية تتمتع بالجاذبية وتزخر بالمعلومة في آن. ويبدو أن الجمع بين هذين متعذر في التلفزيون السوري حتى إشعار آخر.

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

تجديد ضعيف وانتظار متواصل في المغرب

الدار البيضاء - مبارك حسني 

لم تكن سنة 2010 مغايرة لما سبق من سنوات من حيث التجديد في عمق ما يمس الإرسال التلفزيوني في المغرب، وذلك باستحداث قنوات خاصة أو حرة، كما كان مأمولاً عند تحرير القطاع السمعي البصري من قبضة الدولة، وتأسيس هيئة عليا مستقلة تتكفل بمراقبة القنوات القديمة وهي رسمية، والترخيص للقنوات الجديدة، ما كان سيعني تغيراً جذرياً لمجال كان متميزاً باحتكار خطاب واحد والنمطية في الشكل والمضمون.

اخترق المشهد بتدشين القناة الأمازيغية في آذار (مارس) الأخير. هذه القناة التي راوحت مكانها منذ الإعلان عنها قبل أربع سنوات، وتجاذبتها شتى القرارات والتأجيلات والتخوفات، رأت النور أخيراً، وصارت جزءاً من القنوات الوطنية التي تقدم خدمة عمومية. وها هي تقدم برامجها بتنويعات اللغة الأمازيغية الثلاث المعروفة في البلد، وتقدم برامج متنوعة. وقد اختطت هامشاً عادياً لدى المشاهد ويرجو مسؤولوها أن يوسعوه أكثر. فهي لم تقدم أكثر من «ترجمة»، في جل الأحيان، لما هو موجود سلفاً في القنوات السبع الأخرى على رغم تخصص بعضها، كالرياضية والدينية السادسة والقناة السينمائية. كما حوّلت قناة «ميدي 1 سات»، المشتركة التأسيس والتمويل ما يبين المغرب وفرنسا، إلى قناة تنتمي إلى القطب العمومي وتقدم الخبر المغربي أولاً من دون التخلي عن التوجه المغربي الذي يشكل تميزها وفرادتها في الأصل. وقد جاء هذا التحول المهم بعد مشاكل مادية وصعوبات في التواجد في ميدان التنافس فيه قوي وعلى أشده من طرف قنوات عربية قوية وقنوات فرنسية أقوى.

ولا بد من التذكير هنا بإغلاق مقر «الجزيرة» القطرية من طرف الحكومة، هذا المكتب الذي كان يعد من أكبر مكاتب القناة وكان يضم تجهيزات وطاقماً صحافياً كبيراً ونوعياً.

وعلى رغم قياس المشاهدة المتوسطة بالمقارنة مع تلك التي تحظى بها قنوات أجنبية، فقد عرفت القناتان الأولى والثانية لحظات تميز. وهكذا كان لمسلسل «حديدان» النسبة الأكبر من المشاهدة والمتابعة والتعليق إلى حد أنه صار ظاهرة مجتمعية تستحق الدرس. في المنحى ذاته يمكن وضع برنامج التوعية الحقوقية «مداولة» الذي يتناول قضايا الناس في مجال المحاكم والعدل، والذي يقدم في قالب حكائي درامي يشارك فيه كل الممثلين المغاربة المعروفين، بحيث صار موعداً للترفيه والمعرفة في الوقت ذاته. والأمر ذاته يقال، وإن بدرجة أقل، بالنسبة الى برنامج «الخيط الأبيض»، فهو أيضاً يقدم قضايا الناس والعائلات التي تعيش مشاكل غريبة وغير مألوفة، ويحاول من خلالها توعية المشاهد بما يجب فعله واتباعه في مجال السلوك العام. وأيضاً برامج «تحقيق» و «مختفون».

والملاحظ مما سبق أن ما يثير شهية المشاهد المغربي، هي البرامج الاجتماعية والحقوقية والإنسانية التي تتعرض لمشاكله وهمومه وطموحاته، بخاصة إذا قدمت في نسيج حكائي، أو تضمنت نقاشاً وجدالاً حراً وبلا مراقبة.

وفي مجال الجديد، قدمت القناة الثانية أحد برامج الواقع الجديد. ويتعلق الأمر بـ «صنعة بلادي»، وهو برنامج ينقب على أحسن الصناع التقليديين في المغرب، ويتابع يومياتهم في محلاتهم ومنازلهم، ويتتبع ما ينتجونه في النسيج والخشب واللباس والأواني وما شابه ذلك... وقد تكفلت لجنة من أساتذة الفن الحرفي التقليدي الكبار بتقويم منجزاتهم واختيار الأفضل. وقد شكل البرنامج صورة عن الإبداع المغربي المحلي الذي يلقى قبولاً في الداخل والخارج.

كل هذا لم يعف المشهد السمعي البصري المغربي من النقد اللاذع في أحيان متكررة، وذلك لعدم التمكن من الدفع بالقنوات الوطنية نحو مهنية أكبر والتواجد أكثر لدى المواطن، بخاصة في الشق الخبري كي تكون مصدراً لا يمكن تجاهله في كل ما يتعلق بالبلد.

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

حروب إعلامية عنوان الدراما السعودية

الرياض - عادل العيسى 

رفض عام 2010 إلا أن ينتهي كما بدأ في الوسط الدرامي السعودي بخلاف جديد تناقلت تفاصيله الفضائيات والصحف. فبعدما عاش الوسط بداية العام على وقع التصاريح الهجومية التي تبادلها الثنائي حسن عسيري وفايز المالكي إثر الخلاف الذي نشب بينهما بعدما قرر الأخير فسخ عقده مع عسيري كمنتج والعمل على إنتاج أعماله الخاصة التي كان أولها مسلسل «سكتم بكتم» الذي عرضته القناة السعودية الأولى خلال رمضان، توالت الخلافات. ولا مبالغة في القول ان هذه السنة شكلت الحروب الإعلامية فيها السمة الأبرز، إذ عادت إلى السطح القضية القديمة الجديدة في الخلاف بين ثنائي بطولة «طاش ما طاش» من جهة ومخرج العمل السابق عامر الحمود من جهة أخرى. فبعد الأحاديث الإعلامية التي أطلقها الحمود طوال الأعوام الـ13 الماضية حول كونه صاحب فكرة العمل والقائم على انطلاقته، جاء القضاء ليدعم أقواله، بصدور قرار قضائي يمنع ثنائي «طاش» وشركة «الهدف» التي يملكانها من استخدام اسم العمل أو جزء منه، ما يعني أن المخرج الذي كسب القضية أخفى للأبد اسم العمل ليجبر نجومه على البحث عن مسمى جديد ربما يضطرون معه إلى تغيير المضمون، وهي الرغبة التي وضحت معالمها في أكثر من حديث إعلامي.

ومن بطولة فايز المالكي للمرة الثانية يأتي الخلاف الأخير لهذا العام إذ أدى رفضه عملاً جديداً إلى جوار مخرج العمل ومنتجه عبدالخالق الغانم إلى خلاف مع الأخير الذي أكد بأن المالكي رفض العمل بعدما أبدى استعداده التام لخوض التجربة، الأمر الذي أجبر معه الغانم على تحمل أعباء مادية من دون أية عوائد في ظل رفض القنوات عرض العمل بسبب تغيير أبطاله.

واللافت أن الخلافات بين أقطاب الدراما السعودية لم تترك أثراً إيجابياً على قيمة المنتج الدرامي، على عكس ما تشهده الدراما العالمية وبعض الأوساط الفنية العربية التي تنبع خلافاتها غالباً من واقع التنافس المحتدم على خطف أعمال ذات قيمة فنية عالية. فالمتابع للمشهد الدرامي هذا العام يلاحظ أن الأعمال الكثيرة المنتجة لم تحظَ بالقبول المنتظر. فعلى صعيد الكوميديا عاش العمل السعودي الأبرز «طاش ما طاش» وباستثناء بعض حلقاته نقداً حاداً طوال فترة عرضه بينما لم تخدم الفكرة الجديدة للمسلسل الكوميدي «بيني وبينك» في جزئه الرابع أبطاله أو منتجه إذ جاء بعيداً من المنافسة. الحال لم تكن مختلفة كثيراً بالنسبة للفنان فايز المالكي الذي لعب بطولة مسلسل «سكتم بكتم»، وعلى رغم ما حظي به العمل من قبول إلا أن آراء مختلفة وجدت بأنه لم يقدم جديداً على صعيد الأفكار أو الأداء.

وبعيداً من الكوميديا اختفت سريعاً التجربة الأولى لعمل درامي سعودي مطول على طريقة «السوب أوبرا» الأميركية، بعدما لم تتمكن تجربة مسلسل «أيام السراب» من مواجهة النقد الحاد الذي تعرضت له طوال مدة العرض. وبعدما أكد منتج العمل حسن عسيري الانتهاء من تصوير أكثر من 160 حلقة إلا أن قناة «إم بي سي» صاحبة العرض الحصري أوقفت العمل بعد عرض أقل من نصف حلقاته. وربما تحضر في هذا الموقف واحدة من أبرز أحداث العام الحالي إذ شهد تفاعلاً واضحاً من الجماهير التي أقامت للمرة الأولى حملة على شبكة الإنترنت طالب من خلالها عدد كبير من المتابعين بوقف العمل وهو الأمر الذي استجابت له «إم بي سي».

الحال لم تكن مخالفة للواقع على صعيد الجوائز إذ اكتفت الأعمال الدرامية بجائزتين فضيتين في جوائز الخليج للإذاعة والتلفزيون، الأولى ذهبت للمسلسل الكوميدي «طاش ما طاش» في جزئة الـ17 بينما ذهبت الثانية لمسلسل «الساكنات في قلوبنا» عن فئة الدراما الاجتماعية.

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

نهاية المشاهدة الحية للتلفزيون!

محمد موسى 

تلفزيون في الهواتف الذكية. تلفزيون في أجهزة «الآي باد» وأجهزة الكمبيوتر اللوحية الأخرى. غوغل تطلق خدمتها التلفزيونية وشركة «آبل» تحسن خدمة التلفزيون بحسب الطلب التي بدأتها قبل عام في الولايات المتحدة. شركات الأجهزة الكهربائية العالمية تعد بأن كل أجهزة التلفزيون الجديدة التي ستنتجها في المستقبل ستكون قادرة على الاتصال بالانترنت. أي يمكن من طريق أجهزة التلفزيون المنزلية مشاهدة موقع الفيديو «اليوتيوب»، والذي يعرض في ما يعرض مقاطع تلفزيونية. وبذلك تعود تلك المقاطع الى «التلفزيون العادي» ومن طريق الانترنت هذه المرة، وهو الأمر الذي قد يعني أن جهاز التلفزيون العادي والذي يتصدر غرف الجلوس حول العالم ممكن أن يبقى أحد اللاعبين الكبار في عصر التنافس الإعلامي الشديد.

أخبار عام 2010 هذه تزيد من التباس مستقبل التلفزيون، لكن العام حمل مؤشرات جدية بأن عصر المشاهدة الحية المعروفة للتلفزيون في أوروبا في طريقه الى الانتهاء. لا يتعلق الأمر فقط بالساعات التي يقضيها الأميركيون، مثلاً، على الانترنت، والتي وصلت في بحث لمؤسسة «فورريستير» الى معدل يساوي تلك التي يقضونها أمام أجهزة التلفزيون، أو ملايين البريطانيين الذين يتابعون برامج «بي بي سي» من طريق خدمة «اي بلاي» على شبكة الانترنت. لكن التحدي الكبير سيكون من طريق خدمة تلفزيون بحسب الطلب والتي تقدمها غالبية شركات تجهيز خدمة التلفزيون الأوروبية والتي توفر إمكان متابعة برامج عرضها التلفزيون في أوقات سابقة وبحسب رغبة المستخدم. كذلك تحظى أجهزة تسجيل البرامج التلفزيونية والتي توفرها تلك الشركات بإقبال أوروبي كبير. وهي الأجهزة التي انطلقت في الولايات المتحدة قبل أعوام وتنتشر الآن على صعيد كبير في أوروبا، وتتميز بخدمات أكثر من مجرد تسجيل البرامج، إذ تسجّل اختيارات المستخدم من البرامج التلفزيونية، وتقدم بعدها النصائح لمشاهدة برامج معينة تشبه تلك الاختيارات.

وإذا حظيت خدمات «غوغل» وشركة «آبل» التلفزيونية التي تقدم فرصة مشاهدة برامج تلفزيونية بحسب الطلب مقابل مبالغ معينة، بالنجاح ذاته الذي جنته خدمات أخرى للشركتين العالميتين في السنتين الأخيرتين، فهذا يعني تضييق فرص البقاء لعدد من القنوات التلفزيونية الأوروبية وبخاصة القنوات التجارية، ويزيد من قدرة شركات تجهيز خدمات التلفزيون، والتي قد تتجه لإنتاج برامج تلفزيونية لتقدم ضمن خدماتها المتعددة، وكما يحدث حالياً حيث تقدم هذه الشركات برامج ومسلسلات كاملة كجزء منفصل عن ارتباطها بنقل بث برامج القنوات الأوروبية.

وبعيداً من مستقبل التلفزيون في شكله الحالي، واصل عدد من القنوات الأوروبية في عام 2010 خططه لتقليل الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. فبعدما استغنت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2009 عن مجموعة من أشهر وجوه القناة من المقدمين التلفزيونيين، وصل الدور على مديري القناة، والذين التفت الإعلام البريطاني الى رواتبهم العالية، بخاصة أن بعضهم يتلقى مبالغ أكبر كثيراً من تلك التي يحصل عليها رئيس الوزراء البريطاني. «بي بي سي» التي ردت بأن المديرين هؤلاء مهمون جداً في عصر التنافس التلفزيوني، وجدت نفسها مرة أخرى محل انتقادات الصحافة البريطانية بسبب قرارها تجميد جزء من الأموال التي تحصل عليها من دافعي الضرائب البريطانيين لثلاث سنوات مقبلة وعدم صرف تلك الأموال في إنتاج برامج جديدة بسبب الأزمة الاقتصادية.

وعلى رغم أن كثيراً من برامج تلفزيون الواقع التي توقفت في عام 2009 لم تعد الى شاشات القنوات الأوروبية في عام 2010، إلا أن برامج واقع أخرى، وبخاصة برامج اكتشاف المواهب واصلت حضورها القوي في عدد من الدول الأوروبية، وبخاصة في بريطانيا وهولندا وبلجيكا. واللافت أن تصويت الجمهور في هذه البرامج بدأ يتجه الى اختيار الأكثر شعبية لأسباب بعيدة عن الموهبة، وهو الأمر الذي يزيد من أزمة تلك البرامج التي تنتقد بأنها لم تقدم مواهب قادرة على الصمود لسنوات. وانضم في عام 2010 برنامج مواهب هولندي بأسلوب مختلف، هو «صوت هولندا» الذي لا يسمح فيه للمحكمين برؤية المشتركين، وبالتالي الاكتفاء بأصواتهم.

ولسنة جديدة تواصل البرامج الإنسانية ذات التكاليف القليلة نجاحها الكبير في عدد من الدول الأوروبية. فـ «بي بي سي»، مثلاً، قررت أن تنقل وقت عرض برنامج «ملف الريف» الذي يتناول حياة أبناء الريف، من الفترة الصباحية الى توقيت مسائي مهم بسبب النجاح الذي حظي به. كذلك يحقق برنامج «فلاح يبحث عن زوجة» وهو برنامج مواعدة يحاول أن يعثر على زوجات لفلاحين هولنديين، على نجاح كبير، حتى أن أولى حلقات موسمه الجديد، والتي بدأت قبل أيام كانت من أكثر البرامج مشاهدة لعام 2010 كله.

وكشف الاهتمام العالمي الواسع بوثائق موقع «ويكيليكس» عن «قدم» التلفزيون كوسيلة إعلامية مكبلة بالقوانين والعراقيل. فعلى رغم أن التلفزيون قام بتغطية قصص الوثائق المذكورة، إلا أن الانترنت هو الذي كسب الجولة المهمة.

تراجع التلفزيون الاستقصائي يتأكد هذا العام مع الانتقادات التي وجهت لبرنامج «بانوراما» البريطاني والذي كشف في إحدى حلقاته الأخيرة عن فساد أعضاء من منظمة «الفيفا» المالي، ما أدى الى تعرضه الى انتقادات كبيرة في بريطانيا نفسها، وجعل مهمة تحقيقات مماثلة عسيرة في المستقبل.

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

الغليان السياسي في العالم العربي يُنعش الفضاء ... ويفتح شهية المستثمرين

فيكي حبيب 

يحتار المرء من أين يبدأ في رسم المشهد التلفزيوني لعام 2010. هل من الاستقالات الجماعية التي جسّدت أدوار البطولة فيها مجموعة من مذيعات قناة «الجزيرة»؟ ام من الاستقالات الفردية لوجوه بارزة في الملعب الفضائي العربي (على رأسهم مدير قناة «العربية» عبدالرحمن الراشد الذي عاد وأرجأ قرار استقالته)؟ ام من الإيقاف الجماعي على قمر «نايل سات» لقنوات («الناس» و «البدر» و«الحافظ» و «الصحة والجمال» و «الخليجية») تمارس «الدجل» و«الشعوذة»؟ ام من خبر عزم التلفزيون السوري إنهاء خدمة ألف موظف؟ ام من قرار حرمان 5 مليون مشاهد عربي متعة القنوات المشفرة؟ أم من إغلاق مكاتب بالجملة لقناة «الجزيرة» (في المغرب والكويت والبحرين) أو إغلاق مكاتب قناة «البغدادية» في العراق، او إيقاف المجلس الفرنسي الأعلى للإعلام بث قناة «الأقصى»؟

غليان اختصر عاماً من التجاذبات وشدّ الحبال بعد توقعات بأن يكون «الأصعب» على الفضائيات نتيجة تفاقم تأثير الأزمة المالية العالمية على الإعلانات. لكنّ الصعوبة لم تكن هنا، إنما في تشابك المصالح السياسية - الاجتماعية وتضاربها، ما انعكس بوضوح على التلفزيون، استقالات وتهديدات وإغلاق مكاتب.

«صندوق العجب» الذي لا يزال يتربع على عرش «وسيلة الإعلام الأكثر شعبية في العالم»، يثبت يوماً بعد يوم انه لم يعد بإمكانه ان يقف بمنأى عما يحدث من حوله في العالم العربي من حراك سياسي واجتماعي... لا بل اكثر، لم يعد مبالغاً فيه القول انه بات محرّك الأحداث في أحيان كثيرة. وما التجربة اللبنانية والعراقية إلا نموذج ساطع لدور الشاشات في إشعال فتيل الأزمات، بل الحروب.

حروب من نوع آخر، كان من المفترض ان تعيشها الفضائيات مع عصر الإنفاق نتيجة الأزمة العالمية. ولكن، وإذا كان شهر رمضان هو المعيار في العالم العربي للوقوف عند تأثر الفضائيات بالأزمة أم لا، فإن تقريراً لـ «الجزيرة» يشي بالكثير مع «وصول كلفة إنتاج الدراما العربية الرمضانية إلى رقم هو الأضخم من نوعه في تاريخ قطاع القنوات التلفزيونية العربية: أكثر من 200 مليون دولار».

وبموازاة هذا الارتفاع، شهدت سوق الإعلانات هذا العام، وخلافاً للتوقعات، انتعاشاً مقارنة بالعام 2009، بحسب ما نُقل عن «الجمعية الدولية للدعاية والإعلان». وفي دراسة صادرة عن «مجموعة المرشدين العرب»، حظيت القنوات الفضائية الإخبارية بأعلى معدل لسعر الإعلانات، (وصل معدل سعر الإعلان لمدة 30 ثانية خلال وقت الذروة الى 5211 دولاراً)، تليها الإعلانات على القنوات الفضائية العامة، في حين كان أدنى معدل للأسعار على قنوات الموسيقى والأغاني.

والمفارقة، ان من احتلّ الصدارة عند قياس سوق الإعلانات (القنوات الإخبارية) يجلس في ذيل القائمة عند قياس تنامي عدد الفضائيات، والعكس صحيح، فإن من يجلس في ذيل القائمة عند قياس سوق الإعلانات (القنوات الغنائية) يحتلّ صدارة الفضائيات العربية من حيث الكمّ. هذا ما يوضحه التقرير السنوي لإذاعات الدول العربية لعام 2009، الذي جاء فيه ان عدد القنوات الفضائية العربية 696 قناة متنوعة، واحتلت القنوات الغنائية الصدارة بين القنوات العربية المتخصصة بنسبة 23.4 في المئة (بلغ عددها 115 قناة). وجاء قطاع الدراما في المرتبة الثانية، أي بنسبة 13.8 في المئة، فيما وصل عدد القنوات الرياضية إلى 56 قناة من مجموع القنوات المتخصصة، أي بنسبة 11.4 في المئة، في حين بلغ عدد القنوات الدينية والعقائدية 39 قناة، أي بنسبة 8 في المئة، وبلغ عدد القنوات الفضائية الإخبارية 34 قناة، أي بنسبة 7 في المئة.

إذاً، ارتفاع في موازنات الدراما وفي سوق الإعلانات وفي عدد الفضائيات، يدحض التوقعات المتشائمة حول مصير الفضائيات العربية... ويُنبئ بمزيد من القنوات والقنوات طالما ان تسهيلات كبيرة تفتح شهية رجال الأعمال العرب للاستثمار في هذا الحقل، وأهداف سياسية تحكم توجه الحكومات الأجنبية لوصول صوتها إلى بيوتنا من خلال منابر تحمل اسمها.

لكنّ رجال الأعمال العرب وحكومات الدول الكبرى لن يبقوا وحدهم في هذا الفضاء المتنامي، إنما سيشاركهم أكثر فأكثر رجال أعمال أجانب. هذا ما أنبأنا به عام 2010 الذي انتهى من حيث بدأ. فإذا كان بيع مجموعة «روتانا» حصة تبلغ 9.09 في المئة من أسهمها لصالح شركة «نيوزكورب» المملوكة لرجل الأعمال الاميركي روبرت مردوخ، قلب أوراقاً كثيرة مطلع العام، فإن الإعلان الذي صدر نهاية العام عن «شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي» (أدمك)، وشبكة «بي سكاي بي» البريطانية، حول إطلاقهما لقناة تلفزيونية إخبارية ناطقة باللغة العربية تعتمد نهج «سكاي نيوز»، جاء ليعزز التوجه الفضائي العربي الجديد، ويطرح علامات استفهام حول ما اذا كان مثل هذه الإخباريات الوجه المقنّع لأجندات معروفة. هذا على الأقل ما اتهمت به قناة الوليد بن طلال المزمع إنشاؤها على نمط «فوكس نيوز». والسبب طبعاً الشراكة مع مردوخ المعروف بمواقفه المحابية لإسرائيل.

واضح ان سوق الشرق الأوسط التي تشهد نمواً متسارعاً ستجذب مزيداً من الرساميل للاستثمار... وستشرّع الأبواب امام حقبة جديدة في الإعلام العربي. فهل تكون هذه الشراكات البديل عن فشل محطات الحكومات الكبرى في إحداث خرق حقيقي في المشهد التلفزيوني العربي؟

الحياة اللندنية في

31/12/2010

 

حزم الفضائيات العربية مرايا للواقع و«منح ميسرة» للديموقراطية

أمينة خيري 

«هذه مجموعة القنوات الدينية، تليها القنوات الإخبارية، ثم الأطفال، وبعدها الدراما من أفلام ومسلسلات، ثم القنوات المنوعة، وبعدها الحكومية»... عبارة كلاسيكية يرددها فنيو تركيب الأطباق اللاقطة أثناء تسليم الريموت كونترول للعميل بعد انتهائهم من التركيب وضبط القنوات. وربما يضيف الفني على استحياء للعميل: «أما القنوات الـ «إكس»، فيمكنك مشاهدتها بالضغط على أرقام كذا وكذا حتى تكون بعيدة من متناول المدام والأولاد».

هذه هي تقسيمة الفضائيات العربية التي تتحكم في الجانب الأكبر من حياة المواطن سلباً أو إيجاباً، ترفيهاً أو أخباراً، تعبئة أو تهدئة. ما يزيد على 700 فضائية عربية مكثت خلال عام 2010 في كل ركن عربي من المحيط إلى الخليج تنتظر دقة بسيطة على الـ «ريموت كونترل» لتمارس عملها وتحقق هدفها الذي نشأت من أجله.

الساحة الدينية المنغمسة حتى أذنيها في غياهب السياسة تسمعها وتراها واضحة أثناء التجوال بين الحزمات المختلفة.

ولا تنأى السياسة بنفسها عن التدخل في الساحة الفضائية الدينية.

متابعة القنوات الدينية العربية خلال العام 2010 تجعل المشاهد يشعر وكأن مشكلاته اليومية تدور في فلك الطائفة التي ينتمي إليها، وهو الشعور الذي يتبدد في الهواء ما إن يبلغ المشاهد نهاية الحزمة الدينية، وينتقل منها إلى الإخبارية.

والحقيقة أن أخبار 2010 لم يكن فيها الكثير من التنوع المنشود، فالمشاهد العربي يتمتع بحصانة قوية تجاه كل ما يختص بـ «جهود إعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات» ثم «مباحثات في رعاية أميركا» وبعدها «تعثر المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلي»، وأخيراً عودة إلى «جهود لإعادة الجانبين إلى الطاولة»، وربما مقتل أربعة وإصابة العشرات في تفجير شمال بغداد»، ثم «سبعة قتلى و22 جريحاً في تفجير جنوب بغداد»، وبينهما «خمسة شهداء في هجوم صاروخي إسرائيلي على غزة» و «مقتل طفلين فلسطينيين في غارة إسرائيلية».

ويجب الاعتراف بأن القنوات الإخبارية لعبت دوراً لا يمكن إنكاره في بث التجديد والإثارة في حياة المشاهد التي تعاني الركود والجمود، وذلك من خلال بث أخبار وتحليلات موقع «ويكيليكس» والتي وجد فيها المشاهد العربي المكبوت فرصة ذهبية قلما تتاح له بالشماتة في كثير من الأنظمة حول العالم، بما فيها أنظمته التي يرزح تحتها. وهناك بالطبع الدور الحيوي الذي أنجزته القنوات الإخبارية في تغطية أخبار القلاقل الداخلية والانتهاكات الانتخابية والتظاهرات المحلية، وإن ظلت الوسيلة المثلى لمتابعة ما يحدث في دولة «ص» هو تحويل المؤشر لتردد القناة الإخبارية لدولة «س»، والعكس صحيح.

وتبدو عبارة «العكس صحيح» منطبقة تماماً على قنوات الأطفال العربية في 2010، فعشرات القنوات التي كان ينبغي أن تقدم مضموناً تربوياً ثقافياً عربياً للأطفال ما زالت محبوسة في سجن إما الدبلجة أو التغريب اللذين أهدر خبراء العرب ومثقفوهم ملايين الدولارات في اجتماعات ودراسات في سبيل مناهضتهما. أما المحلي منها، فغالبيته يكاد يقتل مشاهديه الصغار مللاً وسخافة.

وعلى رغم مرور عشر سنوات كاملة من الألفية الثالثة، إلا أن المشاهد العربي ما زال يعاني الأمرّين من سخافات فضائية عدة. فقنوات الدراما ما زالت متخمة بكم هائل من المسلسلات والأفلام التي يمكن اعتبارها نقطة الجذب الأولى لدى المشاهد الساعي إلى الهرب من مرارة الواقع إلى العلقم الافتراضي.

وبدلاً من الشد والجذب الذي كان يعانيه المشاهد من قبل بفعل الأحداث الدرامية المصنفة علمياً تحت بند المستحيل حيناً والمستفز أحياناً، بات مشتتاً درامياً بين شرق المعمورة وغربها.

ولم تعد القنوات الإخبارية وحدها هي التي تطرح نقاطاً جدلية حول اختياراتها وانتقاءاتها، إذ انضمت اليها الدراما المدبلجة لتفتح الباب أمام تساؤلات عدة. فالدراما التركية تغلغلت تغلغلاً شديداً في داخل البيت العربي، وصارت من تفاصيل الحياة اليومية.

ولعلها المرة الأولى التي يجد المشاهدون العرب أنفسهم وجهاً لوجه أمام دراما صناعة إيرانية. وسواء كانت هذه الدراما تاريخية أو اجتماعية، فإن هذا التواصل غير المعتاد، تكتنفه شكوك ومخاوف عدة.

لكن هذه الشكوك والمخاوف تسري كذلك إلى القنوات التركية والإيرانية الناطقة بالعربية والموجهة إلى العالم العربي، والتي تحوي نشرات أخبار وبرامج حوار وأغنيات ومسلسلات، وهي ما قوبلت برد عربي قوي متمثل في بث أفلام أجنبية مترجمة إلى الفارسية!

العام الفضائي العربي المنصرم إن عبر عن شيء فعن واقع عربي يموج بالأحداث، بعضها مزمن يعكس ظلماً قائماً منذ عشرات السنين، والبعض الآخر يهب عليه نتيجة وقوعه في منطقة تعد الأكثر سخونة. كما أنه يعكس فجوة متزايدة بين واقع سياسي يجاهد جهاداً شرساً لإبقاء الوضع على ما هو عليه من خلال التضييق وبين واقع إعلامي حديث لا تعترف تقنياته بكلمات على شاكلة «رقابة» أو «منع» أو حتى «منح»، وإن ظلت الفضائيات العربية عام 2010 على رأس المنح الميسرة للديموقراطية على رغم أنف الكارهين.

الحياة اللندنية في

31/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)