|
على الرغم من تركز
الأنظار في تركيا أمس الأول على المؤتمر الخامس عشر لحزب الشعب الجمهوري،
أوردت
جميع الصحف التركية خبر حادثة مقتل مخرج «الكليبات» اللبناني يحيى سعادة في
صفحاتها
الأولى، مع صور له وللمغنية اللبنانية مايا دياب ومحطة القطار
في أزمير.
لكن
اللافت جداً أن العناوين الرئيسية لكبريات الصحف التركية الكبرى، مثل «ميللييت»،
و«صباح» خصصت مانشيتاتها الرئيسية لحادثة مصرع سعادة، بمعزل عن المؤتمر
المذكور.
وقد أوردت بعض الصحف التركية عنوان خبر الحادثة على الشكل التالي:
«كليب الموت» (يني
شفق، صباح) «جاء الى تركيا ومات بـ 25 ألف فولت» (بوست). «الموت المفجع
للمخرج» (حرييت). «الموت ناداه» (تقويم). «موعد مع الموت في المحطة» (ميللييت).
«حريق
حيدر باشا قتله في أزمير» (أقشام).
وذكرت صحيفة «صباح» أن سعادة كان
اختار محطة قطارات حيدر باشا في اسطنبول لتصوير كليبه الجديد،
لكن الحريق الذي نشب
في المحطة في 28 تشرين الثاني الماضي دفعه الى التفتيش عن مكان آخر
للتصوير، فكان
اختيار محطة قطارات «السنجق» القديمة في أزمير.
وانتقل فريق العمل المؤلف من
عشرة أشخاص الى أزمير، ونزلوا في فندق «هيلتون» وذهبوا
لاستطلاع مكان التصوير، حيث
قرر سعادة أن يتم ذلك في الرصيف رقم ثلاثة، وعند القاطرة التاريخية التي
كانت متصلة
بالمقصورة التي كان يستقلها أتاتورك نفسه. وكان أن صعد سعادة الى ظهر
القاطرة. لكن
وجود كابل توتر عال يشكل خطراً دفع بالعمال الأتراك لتنبيهه ودعوته الى
النزول.
وفيما كان يهمّ بالنزول فقد سعادة توازنه فحدث انفجار كبير صعقه بتيار بقوة
25 ألف
فولت وسقط أرضاً. وسرعان ما جاءت سيارة الإسعاف التي حملته الى المستشفى
الحكومي في
«السنجق»،
وبذلت جهوداً لإنقاذ حياته من دون جدوى».
قال مدير تصوير»الكليب»
يوكسيل فارول في الصحيفة، إن سعادة حذرهم قبل يوم أن هناك خط توتر عال في
المكان
الذي تم اختياره. ويقول فارول إن سعادة اختفى أثناء التحضير، وسمعنا صوت
انفجار،
ظننا بداية أنه انفجار قنبلة، وما إن سمعنا عويل المساعد، حتى
هرعنا الى مكان
الصوت».
وذكرت الصحيفة أنه لم تكن توجد في مكان العمل أية لوحة بارزة تحذّر من
الخطر الناجم عن خط التوتر العالي.
ونقلت صحيفة «ميللييت» عن سادات غولشين رئيس
فرع أزمير لغرفة المهندسين الكهربائيين، «أن شريط التوتر
العالي هناك يصعق من يقترب
منه على مسافة متر ونصف المتر الى مترين. وهو ما حصل مع سعادة».
كما نقلت
الصحيفة عن المطربة مايا دياب أن «سعادة فكر فوراً بتركيا عندما تقرر أن
يتم
التصوير في محطة قطارات. وأثناء التحضيرات الأولية للعمل حصل حريق في محطة
حيدر
باشا في اسطنبول». وقلت له «إن الحريق إشارة الى أنه يجب
التخلي عن التصوير في محطة
قطارات. لكنه لم يسمعني، ومن بعدها اقترح أزمير. ولم أرد أن آتي، لكنه أصرّ
علي..
إننا حزينون جداً».
السفير اللبنانية في
20/12/2010
عبارته الأخيرة
لشقيقته: «ما حاسس بجسمي.. ما تتركيني»
مايا دياب: «ثمة
إشارات سلبية ربما كانت تنذر بالحادث»
فاتن قبيسي
مساء أمس، وصل جثمان
المخرج اللبناني يحيى سعادة، من أزمير الى مطار رفيق الحريري في بيروت.
الشاب الذي
لا يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين عاماً، خرج من مدينته وهو يضجّ بالحياة،
حاملاً
في مخيلته فكرة إبداعية جديدة لعمل فني مرتقب، فعاد اليها
محمولاً، بعدما قضى بصعقة
كهربائية، مخلفاً وراءه سيرة حسنة وعدداً من «الكليبات» التي تجاري توثبه
نحو
التميز.
كثيرون جاؤوا أمس بلباسهم الأبيض لاستقبال إبن ذوق مكايل. بناء على
دعوة
المغنية اللبنانية مايا دياب، فيما تعتبره أخته إيمان «عريس الإخراج»،
وكلاهما
رافقتاه في رحلته الى تركيا. غصت قاعة المطار بالأهل والأصدقاء
والأحباء وعدد من
الفنانين الذين أذهلهم الخبر، وأوجعهم الغياب بعدما كانوا اختبروا الفقيد
عن
قرب.
وتقول مايا دياب أمس لـ«السفير» عبر اتصال من أزمير: «أردت أن يحتفل
الجميع
بيحيى سعادة. أن يستقبلوه بالأبيض بدلاً من الأسود. لقد كان أساساً يسير
بعكس
التيار. هكذا يجب أن نجتمع حوله بعيداً عن الحزن والندب. ويهمنا أن نرضيه
في وقت لم
يعد موجوداً بيننا».
ودياب إحدى فتيات فريق «الفور كاتس»، كانت تستعد الى سلوك
طريق فني منفرد، عبر أول كليب غنائي، كان من المفترض أن تصوره مع سعادة في
أزمير،
وذلك لباكورة أغنياتها «إبن اليوزباشي». وقد رافقهما في
رحلتهما كل من أخت الفقيد
إيمان، ومساعده ديميس قبلان، فيما كان يستعين بفريق عمل تركي.
وبحرقة كبيرة تروي
دياب كيف «حذّرنا يحيى من الاقتراب من وجود كابل في مكان التصوير، ثم يقرر
فجأة
اختباره بنفسه، فيحاول ملامسته واضعاً يده في كم قميصه، فيرديه قتيلاً».
وفي حضن
شقيقته إيمان قال عبارته الأخيرة: «أنا ما حاسس بجسمي.. ما تتركيني».
ورداً على
سؤال تشير دياب الى وجود إشارات مسبقة كانت تنذر بالحادث الأليم. ومنها
تعرض محطة
قطارات حيدر باشا في إسطنبول، الذي كان ينوي سعادة التصوير فيها، الى حريق
في 28
تشرين الثاني الماضي. ربما كان ذلك بمثابة إنذار. فقلت له
بأنني لم أعد أنوي
التصوير في محطات مماثلة، سيما وأن «حيدر باشا» هي الأجمل. ولكنه رفض.
وعندما اختار
محطة أزمير، طلبت منه العودة عن قراره وقلت له: «صار بدنا نستقل طائرتين
بدلاً من
واحدة، وهناك صعوبات عدة، وكل القصص معرقلة».. الا أنه أصرّ
على موقفه».
وتضيف: «حتى
أنني طلبت منه منذ يومين فقط، تأجيل التصوير الى بداية السنة الجديدة. الا
أنه
رفض أيضاً»!
ولكن دياب عاشت لحظات صعبة وقاسية مع تضارب الأقاويل لدى وصول
الخبر المؤلم اليها فتقول: «تعذبت كتيراً. اتصلت أولاً بشخص من شركة
الإنتاج كانت
مهمته إيصال زوجي من المطار الى الفندق حيث نقيم. فأخبرني بلغة انكليزية
«مكسرة»
بأن زوجي تعرض لحادث خطير وهو راقد في المستشفى. ثم أُخبرت بأن زوجي ويحيى
سعادة
توفيا معاً. وفي المرة الثالثة وصلني الخبر اليقين. وقد مررت عبر هذه
المراحل
بصدمات كبيرة. فصرت أمسك كل من أراه أمامي في ردهة الاستقبال
وأهزه بحركة انفعالية،
وقد كسرت كل ما طالته يداي.. لقد فقدت توازني».
وتضيف: «يا ريت لو زوجي تعرّض
لحادث فعلاً وكسر إيده مثلاً.. ولا يموت يحيى». ثم توضح: «على
الأقل، زوجي بهالحالة
بظل قدامي.. وحالته قابلة للعلاج. بس وينو يحيى هلق؟».
وتؤكد إتمام إجراءات
الخروج من المستشفى في أزمير، ومن البلد، بمساعدة قنصل لبنان في أزمير هاني
شميطلي.
وعرض أمس الأول موقع «اليوتيوب» شريطاً مصوراً عن الحادث الذي وقع في
محطة قطار «أزمير». فشوهد الوميض القوي للصعقة الكهربائية وهروب بعض المارة
لحظة
كان الفقيد يحاول وبكم قميصه لمس الشريط. وهو الشريط الذي عرضه
برنامج «للنشر» عبر
قناة «الجديد».
السفير اللبنانية في
20/12/2010
مايا دياب: اتمنى على الناس ان يخففوا من الشائعات ويتركوا
الراحل يرتاح
وفاة المخرج اللبناني المتميز يحيى
سعادة بصعقة كهربائية في تركيا
بيروت ـ من زهرة مرعي:
إلى مدينة أزمير حمل
القدر المخرج اللبناني المتميز يحيى سعادة
فقضى أثناء تصويره فيديو كليب بصعقة
كهربائية، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي.
رحيله المفاجئ أصاب الوسط الفني بالذهول
والصدمة، خاصة أنه لا يزال في مقتبل العمر. درس سعادة الهندسة الداخلية في
الجامعة
اللبنانية، ومن ثم عمل راقصاً وعارضاً للأزياء، ومن ثم تحول إلى الإخراج
فترك
علامات مميزة منذ أول توقيع له، تمثلت بالجرأة والتمرد والفوضى المنظمة.
كان
يحيى سعادة في تركيا بصدد تصوير أول فيديو
كليب خاص بنجمة الفوركاتس السابقة مايا
دياب، وكان مقرراً أن يعود الفريق كاملاً
إلى لبنان مساء السبت الماضي. لكن الفريق
كاملاً بقي في تركيا إلى حين إنهاء الإجراءات القانونية للعودة بجثمان
سعادة، الذي
حال دون عودته السريعة أن الحادث الصاعق وقع عشية العطلة الأسبوعية. ومن
المتوقع
وصول الجثمان يوم الاثنين إلى بيروت.
يذكر أن يحيى سعادة يوصف بالمخرج المثقف
والمبدع الكبير فهو تعاون مع الكثير من الفنانات، ونادراً ما لم يترك
توقيعه لفيديو
كليب جدلاً حول الجرأة ووصفه البعض بتخطي الحدود المسموح بها. تعاون في
حياته
القصيرة مع العديد من الفنانات، منهن هيفاء، أمل حجازي، نوال الزغبي، نجوى
كرم،
ميريام فارس، سمية خشاب، التي تناولته كثيراً بالسوء عبرالصحافة، لكن عاد
وفاز
عملها المصور بجائزة أفضل فيديو كليب في أحد المهرجانات المصرية، الأمر
الذي اعتبره
سعادة رد اعتبار له. كذلك تعاون مع نيكول سابا وكان آخر إنجاز له قبل حوالى
الأسبوع
فيديو كليب خاص بها لم يعرض بعد.
برنامج 'للنشر' الذي يعده ويقدمه طوني خليفة من
قناة 'الجديد' مساء كل سبت اتصل بمايا دياب التي كانت لا تزال في تركيا
للوقوف على
تفاصيل الحادث، وكانت لا تزال تحت وقع الصدمة وترفض تقبل العزاء بيحيى
وقالت
لخليفة: لا أقبل أي كلمة مما قلته عن يحيى. وأجهشت بالبكاء. ومن ثم دار هذا
الحوار
بينهما:
·
لماذا عرقلة تخليص المعاملات
لعودة الجثمان إلى بيروت؟
*
لقد انتهى
تحقيق الشرطة، وتقرير الطبيب الشرعي وتقرير
المستشفى ونحتاج لورقة واحدة من وزارة
الخارجية، لكننا في العطلة الأسبوعية ومع ذلك تم تسهيل مهمتنا وإنجاز
الكثير من
الأوراق المطلوبة. كما أن القنصل اللبناني في أزمير هاني شميطللي لم يتركنا
للحظة،
وعندما يغيب يتصل كل خمس دقائق.
·
ما هو سبب الوفاة؟
*
لقد تكهرب يحيى وهذا
ما أكدته الكاميرات الموجودة في المحيط وقد وضع فيلمها على اليوتيوب. وفيه
يظهر
فريق العمل يقوم بمهماته بشكل عادي وفجأة يظهر وميض قوي. وهنا تجهش مايا
بالبكاء
وتعود لتذكر اللحظات الأخيرة لها مع يحيى وتقول: كنت في غرفتي قبل ساعة من
الحادث
مع يحيى نتحاور في العمل. ثم قال لي سأسبقك إلحقي بي. وأنا في غرفتي اتصلت
بأحدهم
من فريق العمل فلم يجاوب. اتصلت بإيمان شقيقة يحيى فردت على هاتفها آنسة
تركية
لتقول لي أن حادثاً كبيراً حدث مع زوجي. وفي الحقيقة كنت أنتظر حضور زوجي
إلى أزمير
لكن الفتاة التركية لغتها الإنكليزية بسيطة جداً. جنّ جنوني ونزلت إلى
اللوبي أطلب
المساعدة. وهناك تلقيت الخبر الصعب والصاعق. قضى يحيى.
·
هل عرفت كيف حصل
الحادث؟
*
طوال يوم العمل كان يحيى يحذر الشباب من شريط كهربائي عار. وفي
لحظة
قرر اختبار وجود كهرباء فيه أم لا فأنزل كمه إلى إصابعه ومسه
وكانت الكارثة. وفي
هذه الأثناء كانت شقيقته إيمان ترجوه أن
ينتظر إطفاءها للساعة الكهربائية لكن القدر
كان أسرع منها في خطف يحيى.
·
ماذاعن وضع شقيقته؟
*
لا تستطيع الوقوف على
قدميها وتستمر على المهدئات فقد لفظ يحيى أنفاسه بين يديها، وهو قبل رحيله
كان
يرجوها أن لا تتركه لأنه لا يشعر بجسمه. من جهتي أتمنى أن أرى والديه وأقبل
أياديهما.
·
وماذا عن الشائعات التي تلاحق
وفاته؟
*
أتمنى على الناس ان تخفف
من التركيب على الحقيقة الموجودة على اليوتيوب، وأن يتركوا يحيى يرتاح حيث
هو.
·
وفي كلمة أخيرة؟
*
هو مخرج مختلف ومبدع. فنان كبير. كان لديه الكثير ليقوله. لا
زال صوته في أذني. أشعره قربي. أحبه أكثر مما يتخيل.
القدس العربي في
19/12/2010
يحيى سعادة مخرج موته كما حياته:
إذا فارقت الحياة
سأنتقل إلى مكان أفضل
بيروت - ربيع عواد
صدم المخرج يحيى سعادة الوسط الفني والجمهور العربي على السواء في
الأيام
الأخيرة ليس عبر كليب صوّره، إنما برحيله المبكر قبل أن يحقّق أحلامه
وينفّذ أفكاره
التي تتمتع بمستوى عالٍ من الإبداع، وذلك على أثر صعقة كهربائية أصابته
صباح أمس
الأول الجمعة أثناء تصويره كليباً للفنانة مايا دياب في تركيا.
لم يكن سعادة يعلم أن سفرته الأخيرة إلى تركيا ستضع حداً لحياته، هو
الذي عُرف
بطموحه الكبير وتفاؤله بالحياة وتعليقه آمالاً كبيرة على المستقبل، لكن
القدر شاء
أن يسدل الستار على آخر فصل من حياته وهو بين الكاميرات وتحت الأضواء، كأنه
أخرج
موته كما أخرج مراحل حياته بحلوها ومرّها.
كان سعادة واقعياً إلى أبعد الحدود في أعماله لدرجة أن البعض اتهمه
بالغرابة.
كان المجنون حيناً والثائر والمتمرد حيناً آخر. رفض عيش مثاليات كاذبة
وفضّل
التأقلم مع واقع حقيقي مهما بلغت درجة قساوته... لذا تميّز
وأحدث نقلة نوعية في
عالم الكليب أخرجته من نمطية الأميرة والأمير والهيام والفراق وأدخلته في
حقيقة
مجردة اسمها الواقع.
أما على الصعيد الشخصي فكان سعادة متصالحاً مع نفسه، يعرف نقاط قوّته
وضعفه
وطالما أراد أن يعيش حياته كما يريد هو وليس كما يريد الآخرون. يصفه مقربون
بأنه
طيّب إلى أبعد الحدود ولا يميز بين إنسان وآخر بل يحترم الجميع على اختلاف
جنسياتهم
وطوائفهم وعرقهم... آمن بأن الأمور التي تبكيه اليوم لا بد من أن تضحكه في
المستقبل
وأن الأحداث الحزينة تمده بالقوّة وتعزز شخصيته.
على أثر انتشار الخبر عمّ الخزن الوسط الفني وسارع أهل الفن إلى نعي
سعادة على
مواقعهم الخاصة على الـ{الفيسبوك» ووصفه بأجمل العبارات، في ما يلي بعض ما
جاء على
لسان هؤلاء:
الشاعرة السورية سهام الشعشاع: «إنما الدنيا بلاء ليس في الدنيا ثبوت،
إنما
الدنيا كبيت نسجه العنكبوت، كل من فيها لعمري عن قريب سيموت، إنما يكفيك
منها أيها
الراغب قوت، رحمة الله على المخرج يحيى سعادة، صلوا لأجله واطلبوا له
الرحمة».
كانت الفنانة هيفاء وهبي وجه الخير على سعادة، كما كرر في أكثر من
مناسبة،
ووصفها بأيقونة الفن بعدما أخرج لها مجموعة من الكليبات، لذا من الطبيعي أن
تتأثر
بوفاته وأوردت على صفحتها الرسمية: «يحيى سعادة... أرقد بسلام»، وأرفقت هذه
الكلمات
بصورة لهما نشرت تحتها إحدى مقولاته: «حياتك من اختيارك، فتمتع بها»، وكتبت
بعدها:
«بأسف
وصدمة تلقينا خبر رحيلك أيها المبدع يحيى، هيفاء وهبي وجميع معجبيها
يتقدمون
بخالص التعزية إلى أسرة الفقيد والعالم أجمع. يحيى سعادة، كنت تنقل أحلامنا
في صورة
فأصبحت صورة في أحلامنا لن تُمحى».
بدورها، كتبت كارول سماحة على صفحتها الخاصة: «أنا مدمرة نفسياً بسبب
خبر وفاة
صديقي المخرج يحيى سعادة، أتمنى أن ترقد روحك في سلام، سأفتقدك بشدة، كارول».
كذلك كتب المخرج سعيد الماروق على صفحته الخاصة: «حبيبي يحيى، سنفتقدك
بشدة يا
صديقي العزيز، أتمنى لروحك أن ترقد بسلام»، وأرفق هذه الكلمات بصورة
تجمعهما وهما
يمزحان سوياً.
أما الفنانة مايا دياب التي عاشت اللحظات الأخيرة لمبدع رحل قبل
أوانه، فكتبت: «تركت
تأثيراً كبيراً في حياتي وفي الوطن العربي أجمع، فأنت كنت ملهماً لنا كلنا
وأنت الآن ملاك، سيكون لك دوماً مكان كبير في قلبي، فلترقد روحك بسلام يا
صديقي،
سأفتقدك»، وغيّرت صورتها الشخصية بصورة له.
من جهتها، تعيش الفنانة ميريام فارس حالة حزن لا توصف، إذ لم يكن
سعادة مجرد
مخرج رافقها في مسيرتها الفنية، بل كان صديقاً مقرباً، تحبه كثيراً... كذلك
الأمر
بالنسبة إلى الفنانة نيكول سابا، التي حاولنا الاتصال بها مراراً إلا أنها
لم تردّ،
وعلمت مصادرنا أنها تعيش حالة من الحزن والألم لفراق سعادة الذي أخرج
أعمالها كافّة
وكان بالنسبة إليها بمثابة أخ حقيقي.
كليبات
أغنى سعادة الساحة الفنية بكليبات تميزت بالفرادة وشكلت مدرسة في مجال
الإخراج
من بينها:
- «مكانه وين»، {إلّي بيحصل}: مريام فارس.
- «خليني شوفك بالليل»: نجوى كرم.
- «أنا طبعي كده وبراحتي»، {كنت بحالي}: نيكول سابا.
- «عايزاك كده»، {كل ما بعقله راضي}: سميّة الخشاب.
- «قلبي اسألو»، «منى عينه»: نوال الزغبي.
- «بياع الورد»: أمل حجازي.
- «مش قادرة»، «استنى حاسه»، «ياما ليالي»، «ما بنا»، «في حاجة يا
ابن الحلال»:
هيفاء وهبي.
- «فانكي أراب»: جاد شويري.
- «وعد عرقوب»: شذى حسون.
لا أؤمن بالموت
منذ مدّة قصيرة التقت «الجريدة» سعادة وأجرت معه لقاءً تمحور حول
رؤيته للحياة
والموت. قد تكون الصدفة أدت دورها أو قد يكون سعادة شعر، بإحساسه المرهف،
أن ساعة
الرحيل باتت على قاب قوسين منه. مما جاء في الحوار:
·
هل أنت سعيد؟
مرتاح مع نفسي، ليس ثمة سعادة مطلقة، أعرف ماذا أريد وما يناسبني وما
يؤذيني...
يصنع الإنسان السعادة لنفسه ولا ينتظرها من الآخرين.
·
ألا تخشى الغد؟
بل أنتظره.
·
لكن المجهول يحمل أحياناً
أحداثاً سيّئة!
أؤمن بأن الأمور التي تؤلمنا وتبكينا هي الأكثر جمالاً في حياتنا
لأنها تنمّي
فينا التعلّق بالحياة وتجعلنا نقدّر قيمتها، في كل مرة يتخطّى الإنسان
مرحلة صعبة
ينظر إلى الواقع بطريقة مختلفة ويكتسب مزيدًا من القوة والخبرة، من هنا
أقدّر ما
يؤلمني أكثر من الأمور التي تفرحني.
·
متى تألمت آخر مرّة؟
منذ أشهر حين فقدت صديقاً غالياً على قلبي، وجدت نفسي أمام تحدٍّ
وحقيقة مرّة
عليّ مواجهتها وتعلمت الكثير منها مع أنها كانت صعبة إلى أقصى الحدود،
اختبرت فيها
قوّة إيماني وقدرتي على الصبر وفهم طبيعة الحياة أكثر وأكثر.
·
ألا تخشى الموت؟
لا أؤمن به، بل باستمرارية الإنسان، أعرف أنني في حال فارقت الحياة
سأنتقل إلى
مكان أفضل.
·
لمن تقول شكراً؟
للأيام والمراحل التي مررت بها في حياتي، لكل لحظة بكيت فيها، في
المقابل أهدي
قبلة لكل ابتسامة ابتسمتها في حياتي.
الجريدة الكويتية في
19/12/2010 |
