عندما أعلن تلفزيون «المستقبل» عن عمل تلفزيوني يعرض لأول مرة للممثلة
الراحلة هند أبي اللمع يجمعها بالممثل عبد المجيد مجذوب التقط اللبنانيون
أنفاسهم ينتظرون المفاجأة، خاصة أن الراحلة مضى على غيابها عشرون عاما.
والمعروف أن هذا الثنائي أسهم في إيصال الدراما اللبنانية في
السبعينات وأوائل الثمانينات إلى عصرها الذهبي من خلال عدة مسلسلات
تلفزيونية بينها «حول غرفتي» و«عازف الليل» و«الانتظار»، و«لا تقولي وداعا»
الذي جسدت فيه هند أبي اللمع دور الحبيبة التي تعاني من مرض عضال فأسدلت
يومها الحلقة الأخيرة ستارها وهي بين يدي حبيبها عبد المجيد مجذوب جثة
هامدة، فشاء القدر أن يكون مصيرها مطابقا لقصة المسلسل؛ إذ لم تمض فترة
طويلة حتى اكتشفت وبعد صراع مع المرض أنها ستغادر الحياة حقيقة وهي في
ريعان الشباب.
وكان الإعلامي زافين قيومجيان قد كرس حلقتان من برنامجه «سيرة
وانفتحت» الذي يعرض على قناة «المستقبل» للتحدث عن هند أبي اللمع كتحية
تكريمية لها بمناسبة مرور عشرين عاما على رحيلها، فاستضاف في الحلقة الأولى
الممثل عبد المجيد مجذوب، في حين حل إلى جانبه في الحلقة الثانية ابنها
الجراح د. ساسين ريمي ضيفا من أهل البيت فأبكى المشاهدين بعدما استرجع
ذكرياته مع والدته.
وبالفعل أفرجت قناة «المستقبل» عن المفاجأة، فكانت بمثابة «تيليفيلم»
بعنوان «الليل الطويل» وهو من إنتاج التلفزيون الأردني في السبعينات (1976)
ومن إخراج زوج الممثلة الراحلة أنطوان ريمي وقد شاركها فيه باقة من
الممثلين اللبنانيين. ولم تدفع «المستقبل» مبلغا معينا من المال مقابل
الحصول على العمل؛ بل تم الوصول إلى اتفاق ضمني بينها وبين التلفزيون
الأردني الذي أخرج من أرشيفه «الليل الطويل» الذي، حسب ما صرح به الممثل
عبد المجيد المجذوب، قد كان هو شخصيا نسيه بعد أن مر وقت طويل على تصويره
دون عرضه. وفي حديث لـ«الوتر السادس» وصف عبد المجيد مجذوب الراحلة بأنها
كانت زهرة على صدر زمنها تفوح بالحنان والرقة واللطف وأنهما في الكواليس
كانا زميلين بامتياز فلم يحاول مرة أن يُظهر لها أنه أكثر خبرة أو هدوءا؛
بل كانت تتقبل منه أي ملاحظة بامتنان، كما كان يتقبلها راضيا هو نفسه من
زوجها الراحل أنطوان ريمي. وقال: «كان فيها الفرح والطفولة وكثير من الحزن،
وكانت تستخرج من هذا الحزن الصدق في مواقفها التمثيلية التي تتطلب هذا
الشعور النابع من قلب يعرف الحزن».
ونفى كل ما يتردد عن عدم انسجام ساد التعاطي بينهما، مشيرا إلى أن
الزمالة كانت العنوان العريض لعلاقتهما ولا شيء أكثر أو أقل كان يربطهما
أحدهما بالآخر.
يذكر أن الممثل عبد الجيد مجذوب يحضر حاليا لمسلسل تلفزيوني يتألف من
ثلاثة أجزاء بعنوان «الغالبون» وهو إنتاج لبناني - سوري - إيراني مشترك
ويتحدث عن حقبة الأحداث التي لفت لبنان منذ اجتياح إسرائيل للعاصمة بيروت
وصولا إلى إغلاق «بوابة فاطمة» على الحدود اللبنانية في الجنوب.
وكانت الممثلة الراحلة قبل دخولها عالم التمثيل تعمل كملاحظة سيناريو
مع زوجها المخرج أنطوان ريمي وكانت تصف هذه المرحلة بأنها أعدتها تدريجيا
لتصبح ممثلة. وبسبب طبيعة عملها كريبورتر في إحدى الإذاعات في تلك الفترة
التقيت «الأميرة» هند أبي اللمع ريمي أكثر من مرة، وكان الجميع يسمونها
«الأميرة» لأنها من آل أبي اللمع وهي عائلة لبنانية عريقة توارثت الإمارة
أبا عن جد.
وأذكر مرة في أحد لقاءاتنا ما قالته عن بداياتها عندما ذكرت أنها كانت
شخصا لا يعرف التعبير عن مشاعره من خلال ملامح الوجه، إلا أن عملها في مجال
التمثيل علمها كيف تظهر خوفها أو فرحها أو لا مبالاتها. وقبل رحيلها بفترة
قصيرة روت لي كيف تلقت خبر نتيجة مرضها وهي موجودة في إحدى العيادات الطبية
المشهورة في لندن والمتطورة في معالجة مرضها وقد نقلتها إليها يومها
المطربة سميرة توفيق فروت متذكرة: «كنت في غرفتي في المشفى أنظر من خلف
النافذة إلى الحديقة في الخارج عندما دخلت علي الطبيبة تشرح لي حقيقة مرضي
ثم أنهت بالقول: (سيدتي يؤسفني أن أعلمك أنه لم يبق لك سوى أشهر قليلة
وتغادرين الحياة لأن مرضك لم يعد يتفاعل معه أي علاج)». وتنهدت هند أبي
اللمع وهي تسترجع هذا الموقف الحرج ثم نظرت إلي وقالت: «كنت أظن أنني أحلم
فأنا غارقة في اللوحة الطبيعية أمامي في الحديقة فلم أصدق ما قالته لي
الطبيبة، وعندما استوعبت الحقيقة وعدت إلى لبنان رحت أفكر ماذا بإمكاني أن
أفعل في الأيام القليلة المتبقية لي فلم أستطع أن أصل إلى برنامج معين».
وكانت «الأميرة» تتحدث إلي وهي متعبة، فمرضها كان ينمو في قلبها وأي
جهد تقوم به يظهر جليا عليها وكانت مقتنعة أن ما حصل لقلبها هو نتيجة لفحة
هواء أُصيبت بها في أحد أيام الصيف الملتهب؛ إذ جلست مقابل المروحة
الهوائية فغفت وهي تشعر بالحر وتتصبب عرقا. فكانت تبحث دائما عن سبب وقوعها
في هذا المرض الذي لا يصيب إلا قلة نادرة من الناس. ويومها زودتني بنصيحة
فقالت لي: «تذكري أن لا شيء في هذه الحياة يضاهي أهمية صحتك فلا تدعي دمعة
تسقط من عينيك إلا لهذا السبب، وأي شيء آخر يبقى ثانويا، فأنا (التهيت)
بأمور كثيرة وأمضيت معظم أوقاتي في المنزل ولم أتوقع يوما أنني سأندم لأنني
لم أغرف من الحياة وبكميات كبيرة ما كان باستطاعتي أن أغرفه. فلا تحزني على
شيء واغتنمي فرصة الحياة بكل جوارحها ونبضها ولحظاتها، فلا تأسفي إلا على
صحتك إذا أصيبت بأي سوء».
ورحلت «الأميرة» في الخامس عشر من سبتمبر (أيلول) عام 1987 عن عمر
يناهز الخمسين عاما وبقيت في ذاكرة الناس أجمل وجه تلفزيوني وصاحبة
الابتسامة الرقيقة والأداء العفوي المفعم بالحيوية، وقد أخذت معها سر الحزن
الذي كان يسكنها ويلمسه فيها كل من تعرف إليها عن كثب.
الشرق الأوسط في
17/12/2010
مطلوب رجال لمواجهة الدراما التركية
القاهرة ـ من محمد
الحمامصي
الممثلة السورية جومانا مراد سعيدة بردود الفعل المصاحبة لعرض مسلسلها الذي
أنتج على غرار المسلسلات الأجنبية الطويلة.
أعربت الفنانة السورية جومانا مراد عن سعادتها بردود الأفعال التي
صاحبت عرض مسلسل "مطلوب رجال" على محطة "ام بي سي دراما" المشفرة، وقالت
"على الرغم من عرض المسلسل على شريحة قليلة لكون القناة مشفرة، إلا أن ردود
الأفعال كانت متميزة، مما يشير إلى النجاح الكبير الذي يمكن أن يحققه
المسلسل عند عرضه في قنوات ام بي سي المفتوحة بعد ذلك".
وأضافت "أنا سعيدة أيضاً بالمسلسل كتجربة مختلفة في سياق الدراما
العربية، سواءً من حيث عدد حلقاته التسعين؛ التي يتحدى بها الأعمال
التركية، أو من حيث اجتماع عدد كبير من الممثلين العرب، وكذلك طريقة تنفيذ
العمل الجديدة التي فرضتها طبيعة هذا النوع الدرامي".
وأشارت الفنانة السورية إلي تميز التعاون بينها وبين المخرج حاتم على
والذي أشرف علي العمل الذي أخرجه سامي جندي وسامر برقاوي في مجموعتي عمل
منفصلتين ـ مشاهد العمل الموزعة على أماكن متعددة داخلية وخارجية ـ يشرف
عليهما علي.
وأرجعت وجود ثلاثة مخرجين للعمل إلى ضخامة حلقاته؛ مما يعني أنه مسلسل
يحتاج إلى جهد مكثف، لذا أيدت الجهة الإنتاجية فكرة أن يقوم بإخراجه حاتم
علي بالاستعانة بمخرجين آخرين للإشراف المشترك.
وقالت "هذه المسلسلات التي تجمع النجوم العرب تلقى رواجاً من الجمهور
في أنحاء الوطن، حيث يشارك في المسلسل عدد كبير من النجوم من جميع الجنسيات
العربية ومن مصر سامح الصريطي، رامز أمير، فاطمة عادل، جلال شموط، وائل
نجم، عدنان أبو الشامات، جهاد عبدو، يحيى بيازي، جمال قبش، أنطوانيت نجيب،
نجوى علوان، رنا جمول، هبة نور، فيصل العمري، جعفر غريب".
وعن دورها قالت "أجسد شخصية 'هالة' وهي مصرية محور العمل هو صالون
التجميل الذي تمتلكه 'هالة' ومن خلال هذا المكان أتقابل مع سيدات كثيرات
ويعرضن مشاكلهن لي".
وأضافت يستعرض المسلسل قصة حياتي مع زوجي وهو سامح الصريطي كما يستعرض
حال الأسرة المصرية وما طرأ عليها من تغيرات فرضتها طبيعة الحياة ومصاعبها
وآمالها، ويطرح المسلسل سؤالاً مهماً هو هل يمكن للحب أن يحل مشكلات
العالم؟ أم أنه مجرد بوابة للعبور إلى عالم وهمي لا يخلو بدوره من مصاعب
وآلام؟".
وحول قصة المسلسل قالت "كانت السيناريست لبنى حداد وجيهان الجندي قد
قامتا بتحويل النص الفنزويلي الأصلي والمكوّن من 250 حلقة إلى سيناريو عربي
في تسعين حلقة تحكي قصص ربات المنازل وتدور أحداثها في مدينة دبي التي تجمع
شرائح عربية مختلفة نظراً لتكوينها الخاص، ويحكي قصة نساء يلتقين دائماً في
أحد صالونات التجميل، لكل واحدة منهن قصتها مع رجل، تبحث عنه أو تهرب منه،
وتدور الأحداث في إمارة دبي لأشخاص وعائلات تنتمي لجنسيات عربية مختلفة".
كما دافعت عن طول عدد حلقات المسلسل نافية أن يكون ذلك سبباً في ملل
المشاهد، واستشهدت في هذا الصدد بتعلق الجمهور العربي بالدراما التركية
التي تتجاوز حلقاتها 100 في كثير من المسلسلات وقالت "إن الجمهور العربي
كان يحزن حينما ينتهي المسلسل التركي من شدة التعلق بهذه النوعية من
الدراما، موضحة في الوقت نفسه أن 'رجال مطلوبون' لا يسير على نهج رومانسية
الأتراك، وإن كان يتسم بلمحات من الرومانسية، لكن الإطار العام له اجتماعي
في الأساس".
ميدل إيست أنلاين في
17/12/2010
تعب المشوار: انكسارات كثيرة وأحلام ضائعة
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
سيف الدين سبيعي يرصد حالة التعب وغياب الرؤى في العلاقات المتشعبة بين
أفراد مجتمع أنهكته الهزائم.
وصل المخرج سيف الدين سبيعي إلى المراحل الأخيرة في تصوير مسلسله "تعب
المشوار" وهو من تأليف فادي قوشقجي وإنتاج شركة "بانا" للإنتاج الفني.
وأوضح سبيعي أن المسلسل يتناول حالة "التعب" التي تعتري العلاقات
المعاصرة بين أفراد مجتمع ينهكه ما تراكم على كاهله من انكسارات جعلته
يفتقد إلى حلم واضح، وتحقيق أمال كبيرة على مختلف المستويات لتنحصر في أمور
صغرى سبق أن أهملها من أجل هذه الأحلام.
وقال مخرج "تعب المشوار" أن العمل يتحدث عن شبكة واسعة جداً من
العلاقات الاجتماعية الشديدة المعاصرة التي تدور بغالبيتها في إطار الطبقة
الوسطى فنشاهد عبر عملنا شخصيات من أجيال متعددة، ونراقب نوعية أحلامها
وتطلعاتها في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والصراعات التي
تخوضها هذه الشخصيات في كفاحها من أجل إثبات الوجود، والاستقرار النفسي
والعاطفي.
وأضاف "من خلال عرض أزمات وتعب العلاقات المعاصرة، فإن المسلسل يمر
على عدد كبير من الأزمات التي يعاني منها المجتمع".
ويشارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية أبرزهم عباس النوري
ونجاح سفكوني وزهير عبد الكريم وسيف سبيعي وجيني إسبر وضحى الدبس وتولاي
هارون وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب وغيرهم.
وحول خطوط العمل المتبعة في العمل أشار سبيعي إلى أنها تتمثل في ثلاث
قصص رئيسة "أولاها قصة بيت زوجي يتداعى تحت وطأة صراع القيم هذا رغم أن
طرفي الزواج على مستوى علمي عالٍ جداً، وفي لحظات تداعيه يطرأ في حياة
الزوجة رجل تنمو قصتها معه أو تتراجع على إيقاع أحداث هذا البيت الزوجي وما
يحدث فيه من حالات انفصال وعودة، وارتباطاً بهذه القصة يطرأ صراع كبير بين
زوج تلك المرأة وشقيقها اللذين يعملان في هيئة علمية ما حول أبوة بحث علمي
خلاق ويبدو ذا فوائد جمة، ما يجعله محط أنظار جهة خارجية تحاول الاستحواذ
عليه أو عرقلته عبر وسيط سوري يدرس في الغرب".
اللامبالاة كسلاح للهروب من الواقع
وأضاف "أما القصة الثانية فتدور حول حب يجمع بين شاب يطمح إلى الهجرة،
وفتاة تنتمي لأسرة تقليدية جداً ستعارض بشدة ارتباطها به لأسباب متعددة".
وتابع "بينما تتحدث القصة الثالثة عن حب يجمع بين خال الشاب أعلاه،
وهو رجل من عصر الأحلام الكبرى بفتاة تصغره بستة وعشرين عاماً تأتي إلى
دمشق بين الحين والآخر في إجازات محددة لتعود إلى حيث تنجز رسالة دكتوراه
في الآثار".
بدوره أوضح الفنان عباس النوري أنه يجسد شخصية سعيد وهو إنسان عازف عن
الزواج بشكل أبدي وفقا لمبدأ يعيش عليه أنه لا يمكن الاستقرار في هذا
المجتمع وهو شخص متنور لديه الرغبة في إيجاد الحلول للكثير من مشاكل
المجتمع.
وأضاف أن شخصية سعيد تواجه صراعات كبيرة بينها وبين المجتمع إضافة إلى
انه شخصية ساخرة وميالة إلى اللامبالاة والعبثية وما يجعله يتعلق في هذه
الحياة هو حصوله على جائزة مالية كبيرة وتعلقه بفتاة تصغره 26 عشرين سنة.
أما الفنان نجاح سفكوني فأشار إلى انه يلعب شخصية ظافر وهو رجل في
أواخر الخمسينات من عمره يعمل على مشروع فكري هام في قالب عصري يأخذ بعين
الاعتبار ما مر بتلك الأحلام من انكسارات ويتعامل مع أسرته بطريقة فيها
الكثير من الحرية.
فيما أشارت الفنانة ضحى الدبس التي تلعب دور غيداء إلى أنها تجسد
شخصية زوجة ظافر وهي امرأة متميزة ومقاربة جداً لزوجها في أفكاره وداعمة له
في كل ما يفعله، وهي امرأة غير متعلمة لكنها تحمل الكثير من الأفكار
المتحررة التي لا تحملها الكثير النساء المتعلمات.
وبين الفنان زهير عبد الكريم أنه يلعب في العمل دور بسام وهو شخص نجده
دائماً يسخر من طريقة تعامل ظافر مع أولاده في منحهم الكثير من الحرية لأنه
حازم في هذه الأمور، أو أنه يدعي ذلك.
فيما أشارت الفنانة جيني اسبر إلى أنها تلعب شخصية سوزان وهي ممثلة
حصلت حتى الآن على أدوار صغيرة جداً "لكنها فتاة تأخذ الفن على محمل الجد،
أي أنها ليست عاشقة له بهدف الشهرة والنجومية فقط، بل إنها تملك الموهبة
بالفعل".(سانا)
ميدل إيست أنلاين في
17/12/2010
هالة دياب: تركنا منابر المساجد لرجال الشرق، فاتركوا
الدراما لنسائها
ميدل ايست أونلاين/ لندن
–
خاص
الكاتبة الشابة تقول انها امرأة متصالحة مع أخطائها ومشاكلها إن وجدت، ولا
تخشى منْ يهدر دمها.
أثار مسلسل "ما ملكت ايمانكم" وكاتبته الشابة د. هالة دياب زوبعة في
الشرق الاوسط في الاونة الاخيرة، لا يبدو انها تهدأ حتى تثار من جديد. أخر
هذه الزوابع كان
ربط الشيخ محمد سعيد البوطي شح
الأمطار بالمسلسل.
لم تتوقف بعض الصحف عن الكتابة عن كاتبة المسلسل والتنقيب وراءها في
محاولة لالتقاط ما يساعدهم في اسكات قلمها الجدلي.
عندما تلتقي هذه الكاتبة الشابة لا تصدق ان امرأة في نعومتها وانوثتها
وعمرها تثير هذا الجدل. أو، للطرافة، يمكن ان تكون مسؤولة عن منع المطر
لدولة بكاملها. وتقول بسخرية واضحة "كيف أمنع سقوط المطر وأنا التي سقط
اسمي سهوا في تكريم محمود عباس للمشاركين في المسلسل رغم انحدار جدي من
اصول فلسطينية من جماعة 48 وكذلك عدم دعوتها الى معظم حفلات التكريم التي
احتفت بالمسلسل في الاردن."
ورغم النعومة الظاهرة لهذه المرأة، إلا انها ما ان تفتح فمها حتى
ينفجر بركان ثائر لامرأة تتباهى بتمردها وبثورتها على كل ما كان يأسرها.
تقول د. هالة "ثورتي هذه تتجسد في الدراما وستمهد الطريق للجيل الجديد
للعمل على التغيير والتحرر من القيود الاجتماعية البالية التي تشل حركة
المرأة العربية في الشرق الاوسط."
وتضيف "انا امرأة تربيت في الشرق الاوسط كأي فتاة شرقية. ولكن كان
دائما في داخلي بذور الرفض لما يحدث حولي والشك في ماهية الاشياء التي نعيش
في اطارها. إلا أن صغر عمري ووجودي في الشرق الاوسط عملا على عدم اكتمال
ملامح تمردي هذه. ومن خلال دراستي في الغرب وابتعادي عن الشرق الاوسط، بدأت
أرى الاشياء عن بعد وبدت الصورة أوضح الي. وصقلت خبرتي الاكاديمية والعملية
ملامح تمردي الذي تجسد من خلال الدراما التي أكتبها والاعمال الوثائقية
التي انتجها."
وترى الكاتبة الشابة أن المجتمع الشرقي "هو مجتمع ذكوري معاد للمرأة
ويحاول ارهاب النساء اللواتي قررن رفض الايدلوجيات الجبرية في المجتمع
وقذفهن اما بالتشكيك بعقيدتهن أو ولائهن لأوطانهن أو بالتشهير بحياتهن
الخاصة أو باقامة الحد عليهن."
وتضيف "كل هذا يحدده الرجل الشرقي لان اليد العليا هي للرجل في الشرق
الاوسط. والنساء اللواتي يطرحن نفسهن كجسد ويهززن اجسامهن ويكشفن عن صدورهن
هن المقبولات في هذا المجتمع. اما النساء اللواتي طرحن انفسهن كعقل ويطالبن
بالتغيير وبحقوق المرأة فأن الامر ينتهي بهن مجلودات بسياط العيب والحرام
وتشوه شخوصهن لانهاء شرعية ما يتحدثن عنه."
ود. هالة دياب حاصلة على الدكتوراه من جامعة ليستر في بريطانيا في
الدراما ودرست علاقة الاقليات بعلم النفس والنوع والعرق والمكان ودرست
النوع والعرق في الماجستير.
رفض الايدلوجيات المورثة
وتقول "أنا امرأة لا أخاف من أحد على هذه الارض ولا يهمني أحد ولا
يهمني كل هذا الهجوم الذي لا يستنجد إلا باستغباء عقول الناس. ولا يهمني ما
اتعرض له من تهديدات ومن تشويه لاسمي ولشرعية تمردي. فأنا متصالحة مع
سلبياتي واخطائي ومشاكلي وعقدي ايضا ان وجدت. وحياتي ملكي ولا احد وصي
عليها الا نفسي. وانا تمردت على كل المنظومات الاجتماعية البالية التي تقهر
المرأة وتقيدها وهي لا تعني لي شيئا. واكتب الدراما لأغير الوضع الراهن
للشرق وليس لأصنع أصدقاء أو مؤيدين. وقرائي ومشاهدي يجب ان يقبلوني كما انا
او لا يقبلوني."
وتضيف "مشوار حياتي كان طويلا ومليئا بمحطات تمرد ومنعطفات تراجيدية.
انظر الآن الى الوراء واعتقد ان كل ما حدث لي بحياتي جعلني المرأة التي أنا
عليها الآن" أكثر تصالحا مع نفسي واكثر قوة واكثر حرية."
وتعتبر د. هالة انها اقوى "لان التعليم والاستقلالية الاقتصادية هي
التي تجعل المرأة الشرقية اكثر قدرة على التحكم بقدرها وقيادة حياتها ورفض
الايدلوجيات المورثة التي يرفض المجتمع الشرقي ان يسأل عن ماهيتها وخاصة
اذا جاء السؤال من امرأة."
وتحاول الكاتبة الشابة أن تجد تفسيرا للعدائية ضد نساء في الشرق
الاوسط "يفسرها بعض محللي النفس ان هؤلاء الرجال المعادين للنساء هم شواذ
جنسيا ومعادين لجنسانية المرأة الانثوية. فالضرب والاعتداء على المرأة
الجسماني هو رمز للتمرد الذكوري والرفض الاواعي على جنسانية المرأة وعقابها
على انوثة جسدها. فالمجتمع الشرقي الذكوري يريد وضع المرأة تحت الشادور
واخراسها بحجة الدين ومفاهيم العيب والحرام وتحويلها الى كائن غير مرئي
ليسهل السيطرة عليها."
وتؤكد "أنا شخصيا لا اخاف من مفهوم العيب والحرام لأنني اسأل عن ماهية
هذه المفاهيم وانا تمردت على مفاهيم الذكورية الشرقية وسأستمر في معركتي.
أنا لا اخاف من هدر دمي فالاعمار بيد الله والموت حقيقة مثل الحياة تماما.
ويظن البعض ان بالهجوم علي وتشويه شرعية ايدلوجياتي وتشويه شخصيتي سأخبأ
رأسي مثل النعامة وسأغير توجهاتي في الكتابة. وأنا اقول لن استسلم. فأنا
امهد الطريق للجيل الجديد ليكون له لسان ويتمرد على ما يفرض عليه ليستطيع
الابداع والتحرر."
وتعتبر د. هالة انها عانت من قيود المجتمع الشرقي "وما ازال اعاني ولا
اريد للجيل الجديد ان يتعرض لكل هذه الضغوط. فلا بد لاحدنا من ان يدفع
الثمن ولا بد من بداية مع شخص ما. وانا لا امانع ان ادفع الثمن لمستقبل حر
ومشرق للجيل الجديد وانا الان مصمممة اكثر لمتابعة طريقي ورفع الحواجز
وتحديها وانا اتنفس الدراما وسأكتبها لاخر لحظة في عمري."
وكان مسلسل "ما ملكت ايمانكم" قد عرض في عدد من الفضائيات خلال شهر
رمضان وبعده ويتناول الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والفساد
الظاهر والمختبئ.
ميدل إيست أنلاين في
17/12/2010
أهلاً بك في آخر حلقة مباشرة من برنامج لاري
كينغ!
لندن – من كرم
نعمة
الموقف الوسطي الذي تأخذه 'سي ان ان' لم يعد جذاباً في عالم تحول لمشاهدة
قنوات منحازة لوجهات النظر المحافظة او الليبرالية.
خصص حاكم ولاية كاليفورنيا الممثل أرنولد شوازينيغر يوماً للمقدم
التلفزيوني لاري كينغ في آخر حلقة من برنامجه الذي قدم الخميس من شبكة "سي
ان ان" واستضيف به شوازينيغر نفسه.
وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج أعلن "يوم لاري كينغ"، بينما وصف
الرئيس الاميركي أوباما في تسجيل محضر سلفاً، كينغ بـ"أحد عمالقة" الإعلام.
وأضاف "تقول إن كلّ ما تفعله هو طرح الأسئلة ولكن بالنسبة لأجيال من
الأميركيين، الأجوبة على تلك الأسئلة فاجأتنا وقدمت لنا معلومات".
وقال كينغ في افتتاحية الحلقة الأخيرة من برنامجه "أهلاً بك في آخر
حلقة مباشرة من برنامج لاري كينغ، من الصعب قول ذلك" وانضم إليه إلى المسرح
الكوميدي بيل ماهر ومقدم البرامج راين سيكريست.
وبدا على كينغ علامات التأثر حيث صعب عليه إيجاد الكلمات ليعبر عن
مشاعره، وقال "لا يحصل كثيراً في حياتي ألا أجد الكلمات"، وشكر طاقم العمل
في البرنامج والمنتجين.
وأعلن أنه سيقدم بعض الحلقات الخاصة لـ"سي أن أن" بالإضافة على بعض
الأعمال الإذاعية، غير أنه لن يعود إلى برنامجه، وتوجه لجمهوره بالشكر وقال
لهم " بدل الوداع ماذا عن اللقاء؟"
وشارك في توديع كينغ، رجل الأعمال دونالد ترامب ومقدمو البرامج
الإخبارية كايتي كوريك ودايان سوير وبراين ويليامز.
وأثنى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون على عمل كينغ، وقال له "أنا
مثلك.. يجب أن أستمر في العمل، لا أعرف إن كان يبقيني ذلك شاباً ولكنه
يبعدني عن القبر".
وانضم إلى كينغ على المسرح زوجته شانون وولداه تشانس وكانون.
وكان الاعلامي البريطاني بييرز مورغان قد واجه تهكمات وحسد الصحفيين
الاميركيين بعد اختياره ليحل محل لاري كينغ في برنامجه الشهير من قناة "سي
ان ان"، بتساؤل يحمل مواصفات الاجابة.
وقال مورغان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عبر الهاتف، فيما يشبه
الاجابة على تساؤل أحد الصحافيين "كيف كانت تفكر (سي إن إن) باختيارها شخصا
(غير صحافي) لتولي هذه الوظيفة".
"تمهل قليلا! لا يمكنك أن تنعتني بغير الصحافي، لقد عملت صحافيا لمدة
25 عاما في فليت ستريت". في اشارة الى عمله في صحيفتي "ديلي ميرو" و"صن"
البريطانيتين.
وعدل السائل قوله عما إذا كان مورغان سيواجه مشكلات في اجتذاب
المشاهدين باعتباره شخصا "غير معروف" كصحافي داخل الولايات المتحدة. وأجاب
مورغان "سأواجه صعوبة بالفعل إذا أخبر صحافيون بارزون مثلك قراءهم أنني لست
صحافيا".
ولمح مورغان المولود في انكلترا عام 1965 من اصول ايرلندية والذي
اشتهر كصحافي قبل ان ينتقل الى عالم التلفزيون وقدم برامج في رحلات مثيرة
عن الثراء في في الولايات المتحدة ودبي، إلى أنه من الأفضل أن ينوه
الصحافيون بخلفيته قبل الشروع في الكتابة عن منصبه الجديد.
وشارك بييرز مورغان كحكم في برنامج "بريطانيا لديها الموهبة" وبرنامج
"أبرينتس المشاهير" من قناة "اي تي في" البريطانية، بالإضافة إلى مشاركته
كحكم في برنامج "أميركا لديها الموهبة" وتقديم برنامج "قصص حياة بييرز
مورغان".
وأعلنت "سي إن إن" أن الصحافي البريطاني بييرز مورغان، سيحل محل لاري
كينغ في برنامجه الذي كان يقدمه التاسعة مساء، وذلك بدءا من يناير/ كانون
الثاني المقبل.
الحلقة الاخيرة
وكان لاري كينغ قد فضل "ريان سيكريست" مقدم برنامج "أميركان ايدول"
ليحل مكانه على شاشة "سى ان ان" فيما أشارت بعض التقارير إلى أن "بييرز
مورغان" هو الأقرب للفوز بالبرنامج، وذلك باعتباره من أهم الأسماء التى
طرحها برنامج اكتشاف المواهب الأميركي، فضلا عن تعدد مواهبه كصحافي ومقدم
برامج، فيما رشحت كثير من التقارير الصحافية كاتي كوريك لاستكمال مسيرة
البرنامج وذلك باعتبارها مذيعة أخبار مرموقة وصاحبة قاعدة جماهيرية واسعة.
وعبر مورغان بعد قبول تعيينه عن انبهاره ببرامج "سي ان ان" بقوله
"كصحافي شاب في بريطانيا، شاهدت التغطية الحية المذهلة التي قدمتها (سي ان
ان) لحرب الخليج عام 1991، وافتتنت بشجاعة وذكاء صحافييها المشاركين في
التغطية".
وأضاف "بعد سنوات، شاهدت تقارير أندرسون كوبر العميقة من نيو أورليانز
في أعقاب إعصار كاترينا، وشعرت بافتتان مشابه تجاه بحثه المحموم والدؤوب
وراء الحقيقة. كما شاهدت (لاري كينغ لايف) على امتداد الجزء الأكبر من
الأعوام الـ25 الماضية، وراودني حلم أن أحل في يوم من الأيام محل هذا الرجل
الأسطوري الذي أعتبره أعظم مقدم برامج تلفزيونية على الإطلاق".
وقوبل إعلان المحاور الاميركي لاري كينغ توقفه عن تقديم برنامجه
المسائي "لاري كينغ لايف" من شبكة "سي ان ان" الاخبارية، بحزمة من
التساؤلات حول البرامج الحوارية التي تقدم شخصاً واحداً.
وبدأت الاراء في الاوساط الاعلامية والتلفزيونية الاميركية تتناول
"أرث" كينغ التلفزيوني بشيء من النقد حيال بروز البدائل المعاصرة ووضع
الفكرة التقليدية للحوار في الارشيف.
وفتح أفق التلفزيون الجديد عبر كمية المعلومات المصورة والمقدمة بطبق
"غرافيكي" متحرك ذائقة المشاهد على الدهشة المستحدثة.
وتراجع الاهتمام بالبرامج الحوارية التي تقدم شخصاً واحداً وتحول
الاهتمام الى برامج الحوارات المفتوحة التي تستضيف اعداداً من المشاهدين.
وقدم كينغ خلال سنوات البرامج نحو 40 ألف مقابلة تلفزيونية مع آلاف
الضيوف، بدءا من الزعماء والرؤساء مرورا بنجوم هوليوود وحتى مشاهير
الرياضة، بنفس الطريقة التقليدية داخل الاستوديو وبهيئة تكاد لا تتغير مع
تغير الضيوف.
وانتابت كينغ مشاعر مختلطة حول قرار تركه البرنامج بعد كل تلك السنين.
وقال "أنا سعيد وحزين في وقت واحد..." مؤكداً أن زوجته تدعم تركه "سي
ان ان" "فهي تريد مني أن افعل أشياء أخرى وتشعر أن (سي ان ان) تضيق بي!".
ويرى المتابعون ان "سي ان ان" بحاجة الى التجديد بعد أن كانت قوة لا
يستهان بها في الخبر، الا ان بروز البدائل، القنوات او المواقع
الالكترونية، جعلها في وضع صعب اذ ان كثيرين لا يتابعون برامجها حتى وان
كانوا يتابعون اخبارها العاجلة.
وكسرت مغادرة كينغ "تابو" التقليد المتوارث وفتحت أمام أشهر القنوات
التلفزيونية التي عرفت في يوم ما بـ"امبريالبة البث الفضائي" اعادة رسم
الاستراتيجية الاعلامية للمؤسسات الكبرى بناء على المواقع الالكترونية التي
تقدم الكثير من التفاصيل والابتعاد عن نجومية المقدم الذي يرابط على شاشة
المشاهد لساعة او اكثر ولسنوات وسنوات، فلا مجال اليوم لهذه النمطية في
التقديم وطريقة الحوار ونوعية الموضوعات.
ولم يعد الموقف السياسي الوسطي الذي تأخذه "سي ان ان" جذاباً في عالم
مستقطب بشكل كبير وخصوصا الولايات المتحدة التي تحولت لمشاهدة قنوات أكثر
تشددا في انحيازها لوجهات النظر المحافظة او الليبرالية.
وكان كينغ قد أوضح الأمر عبر مؤتمر صحافي قال فيه وبكل بساطة: "الآن
ولعقود سابقة كنت أتحدث مع ضيوفي هنا في الـ (سي.ان.ان) وأقول لهم اليوم
اني اريد ان انهي حلقات (لاري كينغ لايف) في الخريف القادم وبموافقة كريمة
من المحطة وأرغب في ان يتحقق ذلك من أجل ان أمنح نفسي مزيداً من الوقت
لزوجتي ولي ولأتفرغ لأولادي والعب معهم ألعاب الكومبيوتر".
واشتهر كينغ بأسلوبه الهادئ مع ضيوفه كما اشتهر بارتدائه حمالات ملونة
للسراويل وقد علق على هذه الأخيرة بقوله: "حان الوقت لتعليق حمالاتي
الملونة الليلية على الرف".
وبدأ برنامج "لاري كينغ لايف" في العام 1985 وبعد سنوات قليلة على بثه
صار كينغ "سيد الميكروفون" حسب ما وصفته المجلات الاميركية، وهو حسب
احصاءات دقيقة ايضا: "يتكلم اكثر من 18 الف كلمة في اليوم الواحد" وقد تمكن
من اجراء مقابلات "مع اكثر من 40 الف شخصية".
وابتداء من العام 2004 وقع عقداً جديداً مع قناة "سي.ان.ان" بأجر
قيمته 58 مليون دولار سنوياً ليصبح بذلك "الصحافي الأعلى اجراً" في العالم
في صناعة الاذاعة والتلفزيون.
وقال رئيس "سى. ان. ان" جون كلاين أنه أصبح البحث عن بديل أمرا لا مفر
منه، وأنه ينبغي شغل الفراغ الذى يتركه كينغ فى أقرب وقت ممكن، وأنهم
سيبقون على فكرة البرنامج الحواري لأنهم يريدون أن يواصلوا المسيرة والنجاح
الذى وصلوا إليه.
ميدل إيست أنلاين في
17/12/2010 |