أطل الفنان الشاب شريف سلامة علي جمهوره بأكثر من وجه من خلال عدة أعمال
درامية عرضت مؤخراً فكان الشاب البسيط في "حرب الجواسيس" والشخصية الشريرة
في "ملكة في المنفي" وكان رجل العدالة والقانون في "العار" وقد قرر بعد
نجاح هذه الاعمال أن يرتدي ثوب "الجاني" في الفيلم السينمائي الجديد "إذاعة
حب" الذي تشاركه بطولته الممثلة الشابة منة شلبي مع مجموعة من النجوم
الشباب وحول نجاحاته الأخيرة في الدراما.. وأحلامه في السينما كان لشريف
هذا الحوار مع شاشتي.
·
بعد ظهورك الخاص في مسلسل "حرب
الجواسيس" توقع البعض أنك مقبل علي البطولة المطلقة لكنك لم تفعل وظهرت من
خلال عملين اعتمدا علي البطولة الجماعية هما "العار".. "وملكة في المنفي"
فما السبب في نظرك؟
* العمل الفني عمل جماعي في المقام الأول يقوم فيه كل فرد بواجبه وفي رأيي
أن البطولة المطلقة ليس لها قيمة اذا كان العمل غير جيد لأن الفشل هو
النتيجة الطبيعية في هذا الحالة.
مولد رمضان
·
لكن البعض من النجوم يخشي الظهور
في عملين في وقت واحد ويكتفي بعمل خاصة اذا كان سيعرض في مولد رمضان.. فهل
فكرت بهذا المنطق؟
* في الحقيقة أنا لم استطعع الاعتذار عن المسلسلين لان ورقهما كان مكتوبا
بشكل جيد وجذاب .. ثم انني شعرت بأنني في مرحلة فنية تؤهلني لذلك دون خوف
أو قلق.
·
ألم تخش من وقوع جمهورك في فخ
الملل من مشاهدتك في عملين في التوقيت نفسه؟
* اطلاقا أنا لم أفكر بهذه الطريقة خاصة أن كل شخصية قدمتها تختلف تماما عن
الأخري في طبيعتها وفي طريقة تقديمي لها.. وقد ظهر هذا في رد فعل الجمهور
تجاه الشخصيتين.
·
كيف جاء ترشيحك لشخصية رياض التي
قدمتها في "ملكة في المنفي"؟
* اتصل بي الدكتور محمد زهير المخرج وأخبرني أنه يجهز لعمل تاريخي جديد.
وأنني مرشح لأداء أحد الادوار فيه فوافقت مبدئيا حتي قبل أن أقرأ
السيناريو.
عمل تاريخي
·
لكن الاعمال التاريخية لها طبيعة
خاصة.. ألم تقلقلك المشاركة في هذا العمل؟
* اطلاقا بل كنت طوال الوقت أتمني أن اشارك في مثل هذه النوعية من
الاعمال.. لذلك جاءت موافقتي الفورية .. ولو كان لدي شك في عدم قدرتي علي
تقديمها لاعتذرت فوراً.
·
وكيف تفاعلت مع شخصية الضابط
أشرف الذي اضطر لبيع ضميره وقبل المال االحرام.. في مسلسل "العار"؟
** لقد كان أشرف مضطراً لذلك وظل صامداً حتي خارت قواه بسبب ظروف مرض ابنه.
ولم يفعل ذلك عن قناعه.
إذاعة حب
·
حدثنا عن طبيعة دورك في فيلم
"إذاعة حب" الذي تعود فيه للسينما أمام منة شلبي؟
** إذاعة حب فيلم رومانسي يشاركني البطولة فيه منة شلبي ويسرا اللوزي
وإدوارد وانتصار ومني هلا ولطفي لبيب ويقوم بإخراجه أحمد سمير فرج. وأقدم
فيه دور ممثل دوبلاج يقدم التعليق الصوتي علي أفلام الكارتون والمسلسلات
المكسيكي.
·
ولكن يبدو أن الدور مختلف عما
تعود عليه الجمهور منك.. فما الذي دفعك لقبوله وما الجديد فيه؟
** كانت لدي رغبة شديدة في الخروج من دائرة الأدوار الجادة التي قدمتها في
الفترة الأخيرة ووجدت أن هذا الفيلم من نوعية الأفلام الكوميدية الرومانسية
التي تعكس واقع المجتمع.. والجديد في الدور أنه لشاب يعمل في التعليق
الصوتي ويعشق فتاة تحول الظروف بينهما.
تميمة الحظ
·
وما سر وجود منة شلبي؟.. هل
أصبحت تميمة حظ بالنسبة لك خاصة بعد ظهوركما سوياً في حرب الجواسيس؟
** منة ممثلة موهوبة وصاحبة كاريزما خاصة ونحن أصدقاء منذ سنوات وأعتز
بصداقتها.. وكانت من أهم أسباب نجاح حرب الجواسيس.. كما أن الناس تحب أن
ترانا سويا.
·
وهل من الممكن أن يؤثر ظهورك
المكثف في الدراما التليفزيونية علي حجم نجوميتك في السينما؟
** أنا لا أري ذلك فالنجاح في الدراما بالتأكيد لابد أن يسهم في زيادة
النجاح في السينما. خاصة أن أدواري في الدراما لم تفشل.
شاشتي المصرية في
09/12/2010
إعادة إحياء مشوار الفنانة اللبنانية تمثيلا وغناء
صباح تعود إلى الشاشة من خلال كارول سماحة..
وإلى الغناء عبر جانين فغالي
بيروت: فيفيان حداد
يبدو أن الأسطورة صباح، عكس زميلاتها وزملائها على الساحة الفنية،
سينصفها الزمن وهي على قيد الحياة بعد أن تقرر إعادة إحياء مشوارها الفني
تمثيلا وغناء من خلال مسلسل تلفزيوني سيعرض في موسم رمضان 2011، وفي شريط
غنائي يحمل توقيع إحدى قريباتها.
فقد وافقت صباح أو «الشحرورة» كما يلقبونها في لبنان على عرض قصة
حياتها عبر الشاشة الصغيرة، وتقوم المطربة كارول سماحة بتجسيد دورها الذي
كتبه للتلفزيون المؤلف المصري فداء الشندويلي بعنوان «الشحرورة» ويخرجه
أحمد شفيق.
وسيتناول المسلسل على مدى 30 حلقة قصة حياتها بتفاصيلها المملة، بدءا
من احتضانها فنيا في مصر، ومرورا بتعدد زيجاتها، ووصولا إلى شهرتها
العالمية ومسرحياتها التي استمرت في تقديمها حتى سن متأخرة.
وسيصور المسلسل، وهو من إنتاج مصري - لبناني مشترك (Cedars
art production وscreen
2000)، بين لبنان ومصر وفرنسا، ويطل فيه أكثر من مائة وخمسين ممثلا
سيجسدون أدوار الفنانين الذين عاصرتهم صباح في أيام العز أمثال عبد الحليم
حافظ ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي وفريد الأطرش وبليغ حمدي وغيرهم، وصولا
إلى أزواجها السبعة، وكان آخرهم فادي، لبنان.
وتعتبر المرة الأولى التي يتم فيها تجسيد دور فنانة كبيرة وهي على قيد
الحياة، وقد اطلعت شخصيا على السيناريو ووافقت عليه.
وستستعين كارول سماحة ببعض الأشياء الخاصة التي تملكها صباح كالفساتين
التي ارتدتها في بعض الحفلات والمسرحيات والإطلالات التلفزيونية وهي من
توقيع مصمم الأزياء وليم خوري الذي كان قد أعلن عن نيته إقامة متحف خاص يضم
أجمل ما ارتدته صباح في مشوارها الفني.
وتؤكد كارول سماحة التي التقت صباح أكثر من مرة للوقوف عن كثب على أهم
مراحل حياتها والتعرف إلى الوجه الآخر لصباح كأم وأخت وزوجة أنها فخورة
بقيامها بهذا الدور، خصوصا أن شخصية صباح غنية بالمواقف والمحطات غير
المألوفة والمميزة التي جعلت منها أسطورة بكل ما للكلمة من معنى. ومن
المنتظر أن يبدأ تصوير المسلسل بداية العام المقبل فور الانتهاء من وضع
اللمسات الأخيرة على القصة والسيناريو واتخاذ القرارات الأخيرة بشأن أسماء
الممثلين المشاركين فيه وبينهم يوسف حداد ومجدي مشموشي ووجيه صقر.
من ناحية ثانية أعلنت جانين فغالي وهي ابنة أخت المطربة صباح أنها
تسعى لإصدار ألبوم غنائي يضم عددا من الأغاني المعروفة لخالتها والتي
ستؤديها بروح صباح وبتوزيع موسيقي جديد، خصوصا أن صباح شجعتها شخصيا على
القيام بهذه الخطوة، لا سيما أن جانين تربت في منزل صباح التي كانت تشاركها
السكن فيه والدتها نجاة (الأخت الصغرى للمطربة صباح) بين الحين والآخر.
وتقول جانين التي اختارت «جانو» اسما فنيا لها تيمنا بخالتها صباح
واسمها الحقيقي جانيت فغالي وكانوا يدعونها به أخواتها أنها درست الموسيقى
منذ صغرها فتابعت حصصا بالسولفيج والهارمونيكا والبيانو. كما كانت تؤدي
الأغاني منذ صغرها على مسرح المدرسة.
وتروي جانين أن إطلالتها الأولى عبر الإعلام كانت من خلال برنامج
تلفزيوني يعرض على شاشة الـ«Mbc»
اسمه «آخر من يعلم» وكان يستضيف الشحرورة صباح فاتصل بها أحد معديه وهو
شادي معلوف طالبا منها أن تهدي خالتها أغنية من أغنياتها بصوتها فتكون
بمثابة مفاجأة تقدم لها في البرنامج. فوافقت وغنت «يانا يانا» و«مسيناكم».
الأمر الذي لفت الحضور حتى صباح نفسها وكذلك الموسيقي المصري وجدي حكيم
الذي طالبها فيما بعد بأن تتسلم جائزة تكريمية قدمت لصباح في الإسكندرية
بسبب اعتذار صباح عن تسلمها شخصيا لأسباب صحية. وفي حفل التكريم أدت جانين
أغنية «سلمولي على مصر» فصفق لها الجمهور إعجابا، حتى أن البعض تأثر وبكى
متذكرا صباح التي لطالما رددت أن لمصر الفضل الأكبر لنجاحها في العالم
العربي. وبعدها قررت جانين دخول المعترك الفني وبدأت في تحضير ألبوم غنائي
قد يشارك فيه عدد من الممثلين اللبنانيين والمصريين بينهم إيلي شويري وحلمي
بكر الذي كتب ولحن «تجنن» و«والله سألي» من ألحانه وكلمات بهاء الدين محمد،
إضافة إلى عماد حسن ونقولا سعاد ونخلة وغيرهم.
وتؤكد جانين أنها تحلم بالغناء يوما ما في حفل خاص بها يتقدمه في
الحضور وفي المقاعد الأمامية خالتها صباح. كما تتمنى أن تصدر أول «كليب»
غنائي لها مع ابنة خالتها كلودا عقل ابنة الممثلة الراحلة لمياء فغالي.
يذكر أن جانين متزوجة من رجل أعمال مصري، وعاشت لفترة في إسبانيا ومن
ثم استقرت في القاهرة.
أما النصيحة التي تزودها بها صباح دائما فهي أن تحافظ على طبيعتها
وعلى روحها الجميلة، وهي متأثرة تأثرا كبيرا بشخصية خالتها، وتجدها رمزا
للأناقة والأمومة والفرح.
الشرق الأوسط في
10/12/2010
لماذا يتطور مستوى
أداء الممثلين اللبنانيين في الأعمال غير المحلية؟
رفيق علي أحمد وبيار
داغر: «العبرة في الإنتاج»
محمد
خضر
في كل مرة نواكب فيها
مشاركة ممثلينا اللبنانيين في عدد من الأعمال العربية المختلفة، نفاجأ
بوجود طاقات
هامة لديهم، ونتساءل عما إذا كان هؤلاء فعلاً هم أنفسهم الذين نتابعهم في
مسلسلات
لبنانية، ونسجل عليهم الكثير من الملاحظات، ثم نتحوّل الى
سواها، للبحث عما هو جدير
بالمتابعة أكثر.
نقول هذا ورصيدنا التلفزيوني ينم عن مرحلة عزّ كان شهدها
الإنتاج اللبناني، إبان فترة الستينيات وحتى أواسط السبعينيات، الى حد أن
القيمين
على بعض المحطات العربية كانوا يدفعون به الى البث الفوري،
لثقتهم بالمصنّف الفني
الذي كان ينجز آنذاك في القناة 11 في «تلفزيون لبنان» في الحازمية.
لكن ماذا
نفعل اليوم وكل الفضائيات تشترط على المنتج اللبناني حلقة «بايلوت»، أي أن
يقدّم
عيّنة من عمله الذي يريد تسويقه، فإذا كان ثمة قبول، ينطلق التصوير على
أساس أن
هناك «شارياً» مضموناً، ومن حسناته أنه قد يقدم دفعة على
الحساب لدعم المنتج،
والتخفيف من أعباء الميزانيات المرصودة أصلاً، أو التي تطرأ خلال التصوير.
ولأن
الأعمال السورية هي الأكثر استعانة بفنانينا، نلاحظ سريعاً، كمشاهدين،
الفارق
الكبير في حضور هؤلاء الممثلين، وفي مستوى أدائهم للأدوار. ففي مسلسل «قيود
الروح»
مثلاً، حل الفنان اللبناني بيار داغر كضيف شرف بإدارة المخرج ماهر صليبي.
وقد أدى
داغر دوره بدقة بالغة، فيما كنا نراه غير مقنع في المسلسلات اللبنانية.
وحين سألنا
داغر عن سبب الفرق في مستوى أدائه في كل من الأعمال اللبنانية
والسورية، كان جوابه:
السبب هو «الإنتاج». ثم شرح قائلاً : «منذ فترة لم أعد أشارك في الأعمال
المحلية،
كي لا أحرج بسبب ضعف الإنتاج. فالفنان يحتاج الى أجواء مريحة، فلا يظل يسمع
بأن
الميزانية محدودة «وبدكن تطوّلوا بالكن علينا».
أما الفنان رفيق علي أحمد، الذي
لعب باقتدار شخصية خالد بن الوليد في: «القعقاع» للمخرج السوري
المثنى صبح، فجاء
كلامه في السياق ذاته. وقال: «أشرت في لقاء عبر التلفزيون القطري عن سبب
ضعف
المسلسل اللبناني، الى أن كلفة الحلقة بالعادة تبلغ 15 ألف دولار. وسألت
زميلي باسل
خياط المشارك في اللقاء، عما إذا كان يقبل بالمبلغ أجراً له عن
الحلقة الواحدة،
فأجابني لا».
وأردف علي أحمد: «لدينا طاقات كبيرة كفنانين، نعتز بها جداً،
بدليل أن تأمين أجواء إنتاجية راقية يجعل من أدائنا محط تقدير واحترام.
واذا لم يكن
الممثل مرتاحاً للأجواء المحيطة به، فلن يقدم شيئاً من مهاراته».
ويتفق الفنان
جورج شلهوب مع زميليه. فيستذكر أيام «العز» الدرامي في لبنان. ويعود الى
مسلسل «مذكرات ممرضة»، حيث كان الإنتاج كريماً في
تلبية احتياجات النص. كان ينفق بسخاء،
لكن بوعي ومعرفة جعلا من المصنّف اللبناني مطلوباً بإلحاح
عربياً.
والسؤال هنا:
هل الإنتاج السخي وحده هو المشكلة؟ والجواب قطعاً لا. فهناك خطأ محوري
يتمثل في
عنصر «الكاستنغ» الذي يعتبر ركيزة أساسية في الفنون المرئية عالمياً. وتشرف
عليه
مؤسسات متخصصة تضم خبراء، مهمتهم تقديم تصور كامل لأسماء
الممثلين المناسبين لكل
شخصية من شخصيات العمل، ويأخذ بها المخرج والمنتج بكل ثقة.
قال الفنان المصري
نور الشريف ذات مرة: «الغنا للبنانيين، السينما للمصريين، والتلفزيون
واخدينو
السوريين ويبقى المسرح للتونسيين». ونحن نعتبر أن هذا التوزيع واقعي، لكنه
لا يمنع
أن يتقدم أي فريق من مملكة الآخر، وربما يفوقه إبداعاً في ظروف
معينة.
السفير اللبنانية في
10/12/2010
«فكـّر
فيهـا»
(*)
سحر مندور
هي تجربة فريدة على
شاشات التلفزيون في لبنان: كاتب صحافيّ، يواجه الناس عبر الشاشة، يحدّد
لنفسه
موضوعاً عاماً أو ظرفياً، يشهر الرأي، بلغة عربيةٌ محكية، وتلتزم الفقرة
بمجموعة
ثوابت هي: مدة اللقاء (دقيقة واحدة قبل نشرة الأخبار المسائية)، خفّة الروح
(ليست
كوميديا تستجدي الضحك، وإنما مقاربة مبسّطة أحياناً تكون مرحة،
لمواضيع معظمها
خانق)، شخصية شريكٍ غائبٍ دائماً عن الصورة («قال لي صاحبي»)، وجملة ختام
توحّد
إيقاع الحلقات («فكّر فيها»).
اسم البرنامج هو جملته الختامية: «فكّر فيها».
صاحب الزاوية التي بات يعرفها اللبنانيون جيداً، من مؤيدين لحلف الرابع عشر
من آذار
أو معارضين له، هو الكاتب الصحافي فيصل سلمان. ويستضيف دقيقة «الشأن العام»
تلك،
تلفزيون «المستقبل».
هوية التلفزيون تفرض نفسها على كل ما تعرضه شاشتها.
والصحافي صاحب رأي، حرّ في اتجاهه، ويكتبه
في جريدة «المستقبل». إلا أن «فكّر
فيها»، وإن مالت بوضوح ناحية الأزرق الكبير، فإنها تسعى، بوضوح أيضاً، إلى
حجز
مسافة لنفسها، بمنأى عن الهتاف الحزبي.. كأنها تختبئ أيضاً من صراع الديوك
على
شاشات 8 و14 آذار، لتفترض علاقة خاصة تبنيها مع المواطن
المشاهد، باعتمادها لغته في
الأوقات التي يسكن فيها الناس إلى بعضهم، فيحزنون على الحال، ولا يهتفون
لزعيم.
للدلالة أكثر على الخط المذكور، يقول فيصل سلمان، في الحلقات الأولى
من
برنامجه: «واحد من المعارضة وواحد من الموالاة ماشيين، شايفين قدامهن قشرة
موز،
قلّو واحد للثاني: يا لطيف ملاّ زحطة رح نزحطها بعد شوي».
يدخل فيصل سلمان إلى
إطار الصورة، كمواطن جوّال. يقف مواجهاً رواد المنازل، يتخذ وضعية البدء
بالكلام،
قبل أن يخوض مباشرة في موضوعه. فهو صاحب زاوية «اختصر» في «السفير» والقول
المأثور
عنه، لا يطيل، يتفادى السأم، ومثلما قال في الحلقة الأولى من
«فكّر فيها»: «فكرة
بتنقال بدقيقة بس. يعني شي ما بيزهّق حدا».
عادةً، يدور النقاش خلال الدقيقة
المذكورة بين سلمان و«صاحبي». فـ«صاحبي» أكثر منه كفراً
بالحال، وأقل منه التزاماً
بالخروج بنصيحة للغد. فيسخر «صاحبي» من سلمان أحياناً، ويسخر من الواقع
دائماً، لكن
بسوداويةٍ يجعل منها سلمان في عبارته الختامية منبعاً لفكرة، ليست بالضرورة
وردية،
لكنها إشعار.
أما على مستوى الشكل فلا تبدو على سلمان «حنكة» التعامل مع
الكاميرا، كمحترفي التلفزيون، ولا تبدو عليه الرغبة بامتلاك حنكةٍ شبيهة.
يتحرّك
كشخص واعٍ لوجود كاميرا أمامه، وتلك حقيقة، فالكاميرا أمامه. يقطّع سرد
فكرته،
كمتحدث يسعى للوضوح من دون إطالة. ومن دون ادّعاء عفوية
التفكير «لايف»، يخبر قصةً
يعرفها. ومثلما يدخل من لا مكان، يخرج إلى لا مكان، بعدما يكون قد قضى
دقيقة أمام
منبر صغير خافت الحضور، في محيط بصري معتم بلا معالم، يلغي حدود المكان
والزمان
والهويات.
فيطلّ في البيوت كضيف استثنائي، يقول «هيدا رأيي»، ولا يطلب أكثر من
أن تـ«فكّر فيها».
هي تجربة فريدة على التلفزيون في لبنان: أن يخرج صحافي من
مكتبه، ليطل عبر الشاشة لا كطرف في حوار ولا كمدير لحوار،
وإنما كضيف في البيوت،
يتوجه إلى المواطنين ولا يبعث الرسائل المستترة إلى المسؤولين. يكشف عن
وجهه وصوته
وحركة جسمه، ويتخلى عن فصحى الكلام، ليقول فكرة واحدة، تلمع اليوم، وتتجاور
مع عادي
الأيام غداً، لكنها تستمر، فتبنى العلاقة على أسس شخصية،
وبودّ.. تلك علاقة نادرة
على شاشات لبنان التلفزيونية.
(*) يوقّع فيصل سلمان كتاب «فكّر
فيها»
الذي يجمع مضمون حوالى ألف دقيقة من دقائق البرنامج، يومي السبت والأحد، ما
بين
الخامسة والسادسة مساء، في جناح «دار الكتاب العربي»، ضمن فاعليات معرض
بيروت
العربي الدولي للكتاب في مركز «بيال».
السفير اللبنانية في
10/12/2010
رحلة حج تلفزيونية هولندية الى
القدس
أمستردام - محمد موسى
يتجه الكثير من المحطات الأوروبية التلفزيونية الرسمية الى البحث عن
اشكال
تلفزيونية مختلفة ومخففة لتحمل المحتوى الجاد لموضوعاتها. فمثلاً عوضاً عن
برنامج
يتناول بأسلوب تاريخي رحلة الحجاج المسيحيين الأوروبيين في القرون الوسطى
الى الشرق
الأوسط او بالتحديد الى الأماكن المقدسة في القدس، اختارت القناة الهولندية
الأولى
ان تجمع في برنامج واحد صرامة الموضوع التاريخي مع روح برامج
المسابقات، وتلفزيون
الواقع، مع الإثارة التي يمنحها حضور المشاهير
!
وإذا كانت الإعلانات التي سبقت عرض برنامج «سفرة الحج»، نوهت بأن
المشتركين
العشرة من المشاهير الهولنديين سيسلكون الطريق نفسه الذي قطعه حجاج
اوروبيون الى
الشرق الأوسط، الا ان رحلة الحج بدأت بالحقيقة من مدينة انطاكيا التركية،
كما أن
المشتركين قطعوا اغلب المسافات بين المدن التي كانت وقتها
مراكز للحجاج بالسيارات
الحديثة، ولم يضطروا إلى ان يناموا على جوانب الطرق او في خانات عامة كما
كان يفعل
الحجاج وقتها!
وبدل ان يترك البرنامج المشتركين فيه ليستمتعوا بالمدن الصغيرة
والكبيرة التي
يمرون بها من الأردن الى سورية، والأردن وفلسطين، اختار ان يشغلهم بمسابقات
ستأخذ
الكثير من وقتهم وجهدهم، ويجعلهم يتعرقون بشدة، بخاصة ان البرنامج تم
تصويره العام
الماضي، في اكثر اشهر صيف الشرق الأوسط حرارة.
على رغم العنوان الديني العريض للبرنامج، الا انه لا يمر الا نادراً
على موضوع
الدين، فغالبية المشتركين من المشاهير الهولنديين اعلنوا في بداية البرنامج
أنهم
ليسوا متدينين، فيما أعلن بعضهم أنه اعتنق البوذية او ديانات آسيوية صغيرة،
وإحدى
المشتركات وهي اعلامية هولندية من اصول عربية، ترتدي الحجاب،
وبدت اكثر المشتركين
سعادة بوجودها في الشرق الأوسط.
وتعتمد المسابقات على نظام التصويت بين المشتركين العشرة، تنتهي كل
حلقة
باستبعاد مرشح، لكي يكمل الآخرون طريقهم من دونه، ليصل في النهاية مرشح
واحد الى
القدس ويحصل على الجائزة التي تنتظره هناك والتي تقترب من
العشرين الف دولار اميركي
تذهب الى احد المشاريع الخيرية التي يختارها الفائز.
يوفر البرنامج بخاصة في الحلقة السورية مشاهد رائعة للحياة اليومية
هناك، وبخاصة
لمدينة حلب، والتي لا تحظى التغطيات التلفزيونية الأوروبية نفسها التي تحصل
عليها
مدينة دمشق. كذلك يقدم البرنامج مشاهد طريفة للقرى الصغيرة والريف وبخاصة
في
الحلقتين اللتين صورتا في سورية، ويقدم حياة الفقراء المبتهجين
الكرماء، والذين
يقدمون الفواكه والخضروات للمشتركين، ويشاركونهم احياناً قصص حياتهم
وأحزانهم. كما
يشرك البرنامج الكثير من ابناء المدن التي يمر بها البرنامج في المساعدة في
المسابقات.
وعلى رغم ان البرنامج اختار ان يضيف طابع الإثارة إلى حلقاته من خلال
المسابقات
المبتكرة احياناً، الا ان افضل دقائق البرنامج كانت عندما تقاطع المشتركون
مع ابناء
المدن الشرق الأوسطية، وكيف تحقق تلك اللقاءات المزيد من التفهم لحياة
الناس هناك،
ليس فقط للمشتركين ولكن للمشاهدين.
الحياة اللندنية في
10/12/2010
«ست
مطلقات» في الدراما السورية
دمشق - غيث حمّور
تستعد شركة «شاين» للإنتاج الفني للبدء بتصوير مسلسل درامي جديد
بعنوان: «مطلقات
ولكن» وذلك مع بداية العام الجديد. والعمل الذي كتبه الممثل الشاب باسل
خليل سيقوم
بإخراجه فيصل بني المرجة، ومن المتوقع أن يضم في أدواره الرئيسة نخبة من
نجوم
الدراما السورية والعربية. أما على صعيد البطولة فهناك عدة
ترشيحات لم يتم تأكيدها
أو التعاقد مع أحد حتى الآن، ومن الأسماء المرشحة للأدوار النسائية كاريس
بشار،
فاديا خطاب، صفاء سلطان، صفاء رقماني، ناهد الحلبي، والإماراتية هدى
الخطيب. أما
بالنسبة لأدوار الرجال فالأسماء المرشحة عبّاس النوري، باسل
خيّاط، وقصي خولي.
وسيدور العمل كما أكّد كاتبه باسل خليل حول ست مطلقات، يتطرق من خلال
شخصياتهن
وما يحصل معهن من أحداث ولقاءات إلى نظرة المجتمع لهذه الظاهرة، وأسباب
الطلاق،
وسلوك المطلقات. كما سيقارب العمل عدد من الظواهر الجديدة التي بدأت تغزوا
مجتمعاتنا العربية. ومن المتوقع أن يبدأ التصوير في النصف
الثاني من شهر كانون
الثاني (يناير) المقبل، أو مع بداية شهر شباط (فبراير) وسيمتد إلى 90
يوماً، وسيتم
التصوير في سورية.
يذكر أن مسلسل «مطلقات ولكن» سيكون التعاون الثاني بين المخرج «بني
المرجة»
وشركة إنتاج «شاين» لهذا الموسم، حيث يقوم المخرج بتصوير المشاهد الأخيرة
من
المسلسل الكوميدي «بومب أكشن» الذي تنتجه «شاين».
الحياة اللندنية في
10/12/2010
«حرب»
فرنسية
ندى الأزهري
حرب من نوع جديد شغلت وسائل الإعلام المرئية في فرنسا، حرب قوامها
الجمال والمال
والانتقام. ففي أمسيتين متتاليتين حصلت فرنسا على ملكتي جمال وتابع
الفرنسيون حفلتي
انتخاب، الأولى ضخمة نقلت مباشرة على
TF1
واستقطبت 8 ملايين مشاهد والثانية متواضعة
اكتفت BFM
المحطة الإخبارية الفرنسية، بنقل مقتطفات منها.
TF1
دأبت على نقل الحفلة السنوية لانتخاب الملكة الفرنسية التي
تنظمها لجنة خاصة
تحت إشراف جنفياف دو فونتني التي كانت أول من نظم انتخابات الجمال عام 1954
في
فرنسا. عرفت تلك بصرامتها وسيطرتها وتدخلها في كل ما يخص تصرفات الملكة
التي كانت
تعتبرها سفيرة لفرنسا لسنة كاملة. ثمة مشاكل بدأت تخرج إلى العلن حين ظهرت
منذ
عامين صور اعتبرتها دو فونتني «غير لائقة» بمن تمثل فرنسا،
وذهبت في رفضها إلى درجة
إعلانها نيتها خلع الملكة المنتخبة وتنصيب وصيفتها الأولى بدلاً عنها،
لكنها خسرت
المعركة. ثم جاء ما أثار الغضب الشديد لتلك السيدة حين ظهرت وصيفة الملكة
في حلقات
تلفزيون الواقع (نفس الشركة المنتجة لحفلة الانتخاب تنتج برامج
تلفزيون الواقع
وبرامج المنوعات)، ما دفع دو فونتني إلى التخلي عن لجنة الجمال وصفق الباب
وراءها
معلنة أنها ستنظم هذا العام انتخابات جمال فرنسية تتناسب مع «قيمها». لا
بذخ ولا
بخترة بالمايوه البيكني أمام المشاهدين، بل مايوه «محتشم»
واختيار صارم للجميلات
اللواتي يمثلن فرنسا بحيث لا يظهرن في صور خليعة أو برامج تلفزيونية لا
تليق. نظمت
إذاً من جيبها الخاص الحفل الأول لانتخاب «ملكة الجمال الوطني» بإمكانات
متواضعة
مقارنة بما يكرس سنوياً لانتخاب «ملكة جمال فرنسا»، وسعت لأن
تنقل إحدى المحطات
الفرنسية التي تحظى بنسبة متابعة عالية الحفل مباشرة. فحفلات كتلك تكتسب
أهميتها من
اهتمام الإعلام المرئي بها، والإعلانات التي يجلبها انتخاب مس فرانس واشراك
المشاهدين في التصويت عبر الرسائل النصية، التي تكلف كل واحدة
بالطبع أضعاف سعرها،
يغري أية محطة تلفزيونية بنقلها. لكن هذا الحفل المجهول، من سيغامر بنقله؟
على رغم الإعلان المسبق عن عزمها نقل النسخة الأولى لحفل ملكة الجمال
الوطني،
تراجعت BFM
واكتفت بنقل مقاطع وربما جاء القرار لإدراكها في اللحظة الأخيرة للفوضى
والعفوية التي قد تصاحب التنظيم الأول لهذا النوع من التظاهرات
مما لا يناسب النقل
الحي. لكن رغم تكريس أكثر من ساعتين تلفزيونيتين للحفل الأول ودقائق معدودة
للثاني.
فإن تلك الدقائق التي أظهرت مدى التلقائية
والعفوية في التنظيم وفي المرشحات
أنفسهن، جعلت المشاهد يتقبل أكثر هذه اللقطات المسلية التي شهد فيها
الخاسرات وهن
يقفزن فرحاً حين سماع النتيجة ويهرعن لتقبيل «الملكة الوطنية» برحابة صدر
وبهجة
طفولية، وذلك مقابل التصنع والحركات المدروسة التي لا مكان
فيها لدعسة ناقصة في حفل
«ملكة
فرنسا».
والآن يطرح في فرنسا السؤال - المعضلة: أي ملكة ستمثلنا؟
الحياة اللندنية في
10/12/2010
«النكتة»
المبتذلة
عبده وازن
برامج «التنكيت» - إذا جاز التعبير - التي باتت تحفل بها الشاشات
اللبنانية، اللبنانية تحديداً، أضحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها، لرواجها الشعبي
أولاً ثم للأثر الذي تتركه سواء في الجمهور أم في مفهوم «الصناعة»
التلفزيونية. فهذه البرامج التي تجعل من «النكتة» أو الطرفة، مبدئياً،
منطلقاً لها تخطت حدود «النكتة» هذه، جاعلة منها شرْكاً أو فخاً لإيقاع
الجمهور وجذبه وإضحاكه وإن بطريقة مبتذلة أو تافهة في أحيان. هذه البرامج
القائمة على «التنكيت» المباشر عرفت كيف ترث مسرح الشانسونييه أو القوالين
فتأخذ منه طابعه التنكيتي الإباحي وتسقط عناصره الأخرى المسلّية والهزلية.
انها اكتفت بهذه «الإباحية» الشعبية التي تغري الجمهور عادة.
لكنها بدلاً من أن تجعل منها ذريعة أو سبباً لتقديم البرنامج جعلتها
هدفاً
وغاية. فإذا بها تقع في أسر التنكيت للتنكيت، التنكيت الفاضح الذي لا
يتهيّب
الجمهور ولا فن النكتة بذاته. برنامج «لول» (تلفزيون أو. تي. في) كان هو
السبّاق
الى هذا النوع من «التنكيت» ثم تلاه برنامج «أهضم شي» (تلفزيون
أم.تي.في) وبدا
كلاهما من طينة واحدة على رغم الاختلاف في الشكل والتقديم. هناك يتولى
تقديم «المنكّتين» السمجين في أحيان، شخصان هما
هشام حداد وأرزه الشدياق، وهنا تتولّى
التقديم ميراي مزرعاني بـ «غلاظة تامة»، يعاونها فريق من
ممثلين و «كوميديين» مثل
انطوانيت عقيقي ومارون نمنم وإيلي أيوب...
يتسابق هذان البرنامجان على اجتذاب الجمهور بما توافر لديهما من نكات
اباحية
ونهفات فاضحة جداً، حتى ليسأل المشاهد نفسه: هل هو أمام الشاشة الصغيرة أم
في جلسة «تنكيت» خاصة ومغلقة؟ نكات ونهفات لا تحترم
الجمهور ولو انها تدغدغه وتثير ضحكه
وتضرب على «وتر» غرائزه. وان أحصينا «معجم» هذه النكات لأدركنا كم أن
المفردات
الهابطة كثيرة. فالنكات ذات الطابع الإباحي هنا تحتقر مفهوم الجنس والعلاقة
الزوجية
والحبّ وتنحدر بها الى أسفل درك، محتقرة الإنسان بدوره.
جلسات «التنكيت» التي يعقدها اللبنانيون في منازلهم وسهراتهم، قد تكون
جميلة
وعفوية. فاللبنانيون يألفون النكتة ويركّبونها أو يؤلفونها، ويروونها، وهم
قادرون
على قلب المآسي وجعلها هزلية وكوميدية، ولا يوفّرون سياسييهم وزعماءهم من
التنكيت.
اللبنانيون يحبّون الضحك حتى وإن كان على أنفسهم أو منها. أما أن تخرج هذه
الجلسات
الخاصة الى العلن والى الشاشة الصغيرة، فيجب أن يدرك أصحابها ان النكتة
الفاضحة لا
يمكن ان تتحوّل الى سلعة أو «طُعم» لصيد الجمهور. ليس المقصود
هنا احترام الأخلاق
بل احترام الشاشة الصغيرة والجمهور، وهذا ما يفترض الابتعاد عن الابتذال.
فالنكتة
الإباحية مسموح بها ولكن ما ليس مسموحاً به هو الإتجار بها واستهلاكها
إعلامياً
وفنياً.
الحياة اللندنية في
10/12/2010
«ويكيليكس»
ابراهيم حاج عبدي
خلال فترة قياسية تحول الموقع الإلكتروني «ويكيليكس» (تأسس عام 2007)
إلى أشهر
موقع في العالم، وغدا مؤسسه الصحافي الاسترالي جوليان اسانج، بين ليلة
وضحاها،
نجماً «استثنائياً» يردد العالم اسمه بلا ملل، سلباً أو إيجاباً، والأرجح
أن أخبار
الموقع وصاحبه مرشحان للمزيد من التصعيد والجدل خصوصاً بعدما
ألقي القبص على اسانج،
أخيراً، في لندن.
للوهلة الأولى، تبدو غالبية الوثائق السرية التي يسرّبها هذا الموقع
ويعلنها على
الملأ معروفة أو متوقعة أو عديمة الجدوى، لكن، من زاوية أخرى، يبدو الأمر
أعمق من
هذا الانطباع العابر، نظراً إلى التصريحات النارية المحتجة التي تصدر من
رؤساء دول
وزعماء وشخصيات سياسية مرموقة تسعى إلى التشكيك في صدقية
الموقع، وتتهم صاحبه بتهم
عدة، وكذلك تصريحات مماثلة تذهب في «الاتجاه المعاكس» تشيد بنزاهة الموقع،
وفي كلتا
الحالتين ثمة ما يبرهن على أهمية وحساسية ما يُسرَّب.
ليس هنا مجال الخوض في ملابسات هذه القضية، فما يعنينا هو التعاطي
التلفزيوني
معها، إذ تتصدر أخبار هذا الموقع صدر نشرات الأخبار في الفضائيات المختلفة
التي
تبحث عن أجوبة ينتظرها المشاهدون من دون جدوى. تحليلات وتعليقات ومكالمات
هاتفية
وبرامج حوارية للغوص في متاهات هذه الوثائق السرية التي أربكت
دولاً وحكومات فوجئت
بكشف ما اقترفت في الماضي البعيد والقريب.
المعضلة الرئيسة في هذه التغطية التلفزيونية هي الصورة الغائبة في
غالبية
الوثائق، فالصورة هي الركن الرئيس في أي خبر تلفزيوني، وعندما يتعذر دعم
الخبر
بالصورة، فإن هذا الخبر التلفزيوني يتحول إلى ما يشبه خبراً إذاعياً تتلى
مفرداته
على الأسماع، بينما تترصد العيون، بتمعن بالغ، الشاشة الخالية
من صور منتظرة!
والمعضلة هذه تتفاقم، كلما ركز التلفزيون على أخبار الوثائق المسربة.
واللافت أن
هذا التركيز لا يتراجع، وكأن إدارة الموقع تلعب مع الفضائيات
ومشاهديها لعبة «القط
والفأر»، فكلما خفت بريق وثيقة ما، سرعان ما تظهر وثيقة جديدة، بل إن هذه
الإدارة
تعد، لدى كل جديد، أن ثمة المزيد من الوثائق المقبلة.
وإزاء هذه الإمكانات التلفزيونية المحدودة في تسليط الضوء على الوثائق
المسربة،
فإن المتوقع أن يذهب بعض الفضائيات الجادة إلى أبعد من مجرد نقل الخبر
«إذاعياً»،
فغالبية الوثائق تتناول ملفات الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، والصفقات
المشبوهة
والاتفاقيات السرية والمعلومات العسكرية والاستخباراتية وسواها من الملفات
التي
يسيل لها لعاب الفضائيات الجادة التي ستبحث في هذه العناوين،
على أمل إنجاز مادة
تلفزيونية مشوقة، ورصينة في آن. قد تكمن أهمية «ويكيليكس»، إذاً، من منظور
التلفزيون، في انه يلمح وينبه وعلى كاميرا التلفزيون أن تغوص أكثر في
التفاصيل،
وتعيد تسريب الوثيقة مدعومة بالصور، الأمر الذي سيروي فضول
«المشاهد المتلصص» الذي
اعتاد أن يجد كل شيء مصوراً على شاشة!
الحياة اللندنية في
10/12/2010 |