يملك الدكتور
محمد عبد القادر حاتم, تاريخا مجيدا, ومشرفا في خدمة مصر, بمجالات
عدة لاسيما
الإعلام المرئي.
إذ يكفيه منه انه صاحب فكرة ومؤسس التليفزيون المصري قبل نحو50 عاما,
ولولا
جهوده وكفاحه وعمله الدءوب ما كان بمقدورنا ان نعيش اليوم عصر الفضائيات.
وعلي
الرغم مما تحفل به ذاكراته من أحداث وحكايات كثيرة ترجع للإرهاصات الأولي
من ثورة
يوليو المجيدة وما أعقبها من مراحل مرت بها مصر إلا أن لحكاية التليفزيون
ونشأته
مكانة خاصة في قلبه وعقله معا.. يتحدث عنه بعاطفة الاب الذي لم تفارق
مخيلته صوره
ابنه البكر في المهد كيف كان قبل أن يصبح ذلك الفتي الذي يفخر به الآن
لذا و
العالم يحتفل هذه الأيام باليوم العالمي لنشأة التليفزيون كان لنا لقاء مع
هذا
الاعلامي الكبير الذي كرمته مصر بمنحه قلادتها مرتين من قبل فأخذ يروي لنا
في حديث
شيق وممتع للغاية كيف خرج التلفزيون إلي النور من رحم معركة العدوان
الثلاثي علي
مصر قائلا: كنا قد خرجنا من معركة العدوان الثلاثي, وانتصرنا علي
حوالي12
إذاعة معادية في ذلك الوقت بربع مليون جنيه فقط في مواجهة تمويل بريطاني
لآلتهم
الإعلامية بلغ نحو25 مليون جنيه إسترليني, وهو ما دعانا إلي ضرورة
التفكير في
إنشاء نافذة إعلامية جديدة كضرورة ملحة استوجبت إنشاء التليفزيون,
بالإضافة إلي
وجود مطلب سياسي قومي جعلنا نفكر في إنشاء هذا الجهاز الجديد من أجل معركة
التنمية
في مصر, لتعليم الشعب وتثقيفه
, وهو أمر ضروري لانجاح للتنمية بدونه, لذلك
كان التليفزيون المصري أول تليفزيون في العالم من أجل محو الأمية, وجعلت
له شعارا
هو االتليفزيون يجب أن يكون مثقفا ومثقفا.
ويتوقف د. عبد القادر حاتم,
للحظات استعاد خلالها ذكريات شتي من حياته العملية في مجال
الإعلام والتي من اجلها
اختارته اللجنة العليا للموسوعة الدولية
لكبار المفكرين في العالم بجامعه كمبريدج
ضمن500 مفكر عالمي قدموا للعالم إنجازات فكرية وجاء في أسباب هذا
الاختيار أن
د. حاتم يعتبر مؤسس الإعلام في الشرق الأوسط وأردف بعدها قائلا: فكرت
في الأمر
جيدا وقمت بعرض فكرة إنشاء التليفزيون علي مجلس الوزراء و فوجئت بمعارضة
شديدة من
الجميع وقد كان لكل وزير حجته ومبرراته في ذلك, فمثلا وزير التعليم
قال: الأفضل
أن نبني مدارس جديدة للتعليم حتي تكون أجدي وأنفع مما سوف يقدمه
التليفزيون.
وقال وزير الزراعة: هدفنا هو الأمن الغذائي, وهو أمر يتوقف
علي الفلاح الذي ينام بعد العشاء ويصحو الفجر, حتي يمكنه أن يقوم
بعمله, ودخول
التليفزيون سيلهيه عن النوم وتأدية واجبه, وتكون النتيجة ضياع الوقت فيما
بعد
وتدهور الزراعة, في حين قال وزير الأوقاف: نحن بلد إسلامي حسب
الدستور, ويجب
أن نعمل علي نشر المبادئ الإسلامية والأخلاقية, وهو ما سوف يتعارض مع
يقدمه
التليفزيون من ملاه وغناء ورقص وتمثيل, وتعلل وزير الصناعة قائلا: ليس
لدينا
مصانع لتصنيع التليفزيون. كذلك فعل وزير الاقتصاد بقوله: من أين نأتي
بالمال
اللازم لتمويل إنشاء التليفزيون؟, وبقية الوزراء كل في مجاله يقدم أسباب
اعتراضه, حتي جاء الدور في الحديث لمندوب الاتحاد الاشتراكي في مجلس
الوزراء وكان
رجلا يحب الخطابة ويجيد تنميق الكلام فقال وأفاض: لا نريد أن نرفع من
آمال
المواطن لأننا لا نملك المال لتحقيق آماله, فماذا يحدث إذا رأي
التليفزيون وشاهد
فيه القصور والفيلات والسيارات, وهو علي حاله الذي نعرفه, نحن بذلك
نعطي
المواطن آمالا كاذبة, وفي نهاية الأمر سيثور ويتمرد.
ويستطرد د. عبد
القادر حاتم قائلا: بعد أن أدلي مجلس الوزراء بدلوه في الاتجاه
المعارض, أعطاني
الرئيس عبد الناصر الكلمة للتعقيب وقال لي: رد علي هذا الكلام, فقلت:
سأقول
لكم عبارة واحدة وهي: من أجل ما قاله الأخوة الأفاضل في شأن الاعتراض علي
إنشاء
التليفزيون في مصر, يجب أن ننشئ التليفزيون لأنه سيعلم الشعب ويثقفه
ويعمل علي
محو الأمية بين فئات الشعب وطبقاته, من خلال توزيع أجهزة التليفزيون في
الشوارع
والأندية والقهاوي, وسأجعله في متناول كل مواطن, وسنقدم من خلاله
النماذج
الصالحة للأخلاق والسلوكيات, وسأبدأ إرساله بالقرآن الكريم وأنهيه به
كذلك,
وأذيع الأذان, وأنقل صلاة الجمعة والأعياد, وكذلك بالنسبة لأخوة
المسيحيين,
وأقدم تفسيرا للقرآن من كبار العلماء, بدلا من الدعاة في الجوامع, وهم
أحيانا
يقدمون الإسلام بطريقة خاطئة, أما بالنسبة للفلاح فهو ينتج ستة أرادب قمح
في
الفدان, بينما إذا عرضنا عليه الأساليب الحديثة في الزراعة الحديثة
فسينتج25
أردبا, وكذلك إذا نبهناه بأساليب الري بالتنقيط وزراعة البنجر الذي لا
يستهلك
مياها كثيرا بدلا من فدان القصب الذي يستهلك20 مترا مكعبا من المياه,
فإننا
نكون قد حققنا زيادة في الإنتاج, ويمكننا أن نبدأ بتجميع التليفزيون
أولا,
وطالما زاد عدد المقتنين لهذا الجهاز تصبح هناك صناعة كبيرة للتليفزيون في
بلادنا, أما التمويل فأي مبلغ تحدده الدولة فانا كفيل أن اعمل به, أما
آمال
المواطن موجها كلامي لمندوب الاتحاد الاشتراكي فليس حراما أن يحلم بتحسين
أحواله
وندعوه ليعمل ويجتهد لتحقيق أماله وأحلامه هذا فضلا عن أن هذا المشروع
سيكون مبعث
فخر لنا في العالم العربي, والعالم كله, لأننا سنكون الدولة رقم8 في
العالم
التي لديها محطة تليفزيون, فقال عبد الناصر سنعطيك200 ألف جنيه وسألني
هل
ستكفيك ؟
فقلت: ستكفيني لأبدأ مشروعا صغيرا سأعمل علي استكماله, وسلكت طرقا
عدة لتوفير المال اللازم دون أن أرهق ميزانية الدولة, اذكر منها انني
خلال رحلة
السعي لتوفير الأموال لشراء أجهزة التليفزيون, اتصلت بثلاثين شركة لتصنيع
التليفزيون, وقلت لهم نريد التليفزيون بمصر من القاهرة للإسكندرية,
وحتي أسوان
والشعب المصري يتزايد سكانه, وسيقبل علي شراء التليفزيون, وطلبت من كل
شركة أن
تعطيني أربعين جهازا علي سبيل التجربة, لكي يمكنني اختيار الجهاز المناسب
وقمت
بوضع هذه الأجهزة في الميادين الكبري, مثل ميدان التحرير, وعينت عسكريا
علي كل
جهاز, وأوصلت هذه الأجهزة بلاسلكي محطة إرسال في أعلي مجمع التحرير,
وقدمنا
الفيلم وبرامج المرأة, والطفل وكرة القد, ووقفت البلد كلها أمام أجهزة
التلفزيون, وأعلنا أنة يمكن لاي مواطن أن يكون لديه تليفزيون بمقدم حجز
خمسة
جنيهات, عن الجهاز الذي يتراوح سعره ما بين15 و20 جنيها, ويقسط
الباقي علي
الشهور التالية, ووجدت في أول يوم طوابير ممتدة وأصبح لدينا80 ألف
جنيه,
حصيلة يوم واحد لدرجة أن احد المنتظرين لدورة في الحجز, مات من الزحام
فاحتفلت
بأولاد هذا المواطن, وقدمت لهم جهاز تليفزيون مجانا وإعانة من التليفزيون
الجديد, في خلال شهر واحد استطعنا أن نجمع4 ملايين جنية وبنيت أستوديو
وعملت
معهدا للسينما واشرف علية صلاح أبو سيف واستعنت بنجيب محفوظ لدفع عملية
إنتاج100
فيلم مصري ومدينة السينما كما استعنت بخريجي الإعلام ومعهد التمثيل.
ويتوقف
د. عبد القادر حاتم, للحظات كأنما يعود من خلالها إلي ذلك الزمان,
وتلك
اللحظات الفارقة في نشأة اماسبيرو, حينما اقترح البعض إقامة مبني
التليفزيون
بميدان التحرير, في حضن مجمع التحرير, وقال: بالطبع رفضت هذه الفكرة
بإصرار, وقلت يومئذ: انني أريد أن أقيم التليفزيون علي شاطيء النيل
ليكون هرما
ثقافيا فنيا رائعا لمصر, واقتنعوا بما قلت وبدأت بعدها الإعداد والتنفيذ
وجئت
بتصميم التليفزيون الفرنسي الذي يأخذ الشكل الدائري الذي نراه الآن وبنيته
علي
مراحل حسب ما يتوفر لنا من أموال واذكر أننا حتي10 يناير من عام1960,
لم تكن
هناك طوبة واحدة للمبني قد وضعت, ولكن بالعمل والعلم والصبر, والتخطيط
السليم, استطعنا أن نختصر عمل5 سنوات في سبعة شهور, ونبدأ الإرسال في
موعده
في ذكري عيد الثورة.
يضحك د. عبد القادر حاتم, وهو يتذكر تلك اللحظات
الأولي من البث التليفزيوني, قائلا:
مازلت اذكر حين وقفت داخل كشك خشبي لألقي
كلمتي والعمال من حولي يستكملون أعمال البناء ولقد وصلت إلي هذا الكشك
بواسطة ثقاله
قبل أن أقول: بسم الله الرحمن الرحيم, نفتتح اليوم التليفزيون العربي
في
القاهرة, ودمشق وحلب, وسنذيع بثلاث لغات, وسيصير هذا التليفزيون
عملاقا,
وستكون مهمتنا نشر الثقافة والأدب, والفن والبرامج الدينية والإخبارية
والرياضية.. وهكذا بدا التليفزيون الذي افتخر به عبد الناصر وقال: كنا
جميعا
نعارض إنشاء التليفزيون إلا واحد فقط هو د. حاتم الذي كان يقول لابد من
إنشائه
وكان أول تليفزيون في العالم العربي يبدأ بهذه القوة رغم انه كان بلبنان
تليفزيون
يعمل ساعة أو ساعتين, ثم أفلس وأغلق أبوابه ويتوقف د. عبد القادر
حاتم, أمام
إحدي العقبات المهمة التي واجهته في نشأة التليفزيون, وهي توفير العمالة
المدربة
التي تعمل في هذا الجهاز الحيوي الخطير, فقال: كما لم يكن في مصر شخص
واحد دارس
لهندسة التليفزيون, وفتحنا الباب لبعض الشباب من خريجي المدارس لتعلم
هندسة
التليفزيون, وإصلاحه وكان علينا أن نقيم محطات لتقوية الإرسال.
التليفزيوني
كل50 كليومتر, فأقمنا محطات للتقوية في طنطا ودمنهورا, والإسكندرية
وأيضا
بطول خط وجه قبلي حتي أسوان وأيضا في حمص وحماه بالنسبة للتليفزيون السوري
ولم يكن
لدينا مخرجون للتليفزيون فكان لابد من توفير عدد كبير منهم لتغطية كل أنواع
البرامج, وكذلك إيجاد مخرجين للتسجيلات, وكان لابد أن يعرف العاملون
بالتليفزيون أن الخطاب من خلاله يختلف عن الإذاعة, ولهذا عندما أسندت
للكابتن
لطيف مهمة الإشراف علي البرامج الرياضية, وإذاعة مباريات كرة القدم,
ووضعت ورقة
عمل من6 نقاط ليستنير بها في مهمته عند تقديمه للمباريات حيث يختلف نقلها
تليفزيونيا عن الإذاعة
كما أرسلت البعثات إلي انجلترا وأمريكا وألمانيا وروسيا
لتعلم الإخراج والتصوير واستعنا بالخبراء
للحصول علي الأنظمة المختلفة للتليفزيون
وحاولت كل دولة أن يكون لها فضل السبق والسيطرة ولكننا حرصنا علي أن نستفيد
دون أن
نجعل من أنفسنا مجالا للاحتكار.
ويشير د.حاتم إلي تلك النقلة النوعية
الثقافية والفنية التي أحدثها التلفزيون في
المجتمع المصري قائلا: قامت علي أكتاف
التليفزيون نهضة فنية ومسرحية وثقافية في الستينيات فقمنا بتكوين15 فرقة
مسرحية
بمعاونة نجوم كبار مثل(توفيق الحكيم, نجيب محفوظ, يوسف إدريس,
السيد
بدير, وأنيس منصور, لطفي الخولي, وكمال الملاخ, زكي طليمات, صلاح
أبو
سيف, سمير سرحان), وحرصنا علي أن تخلو كل المسرحيات من الإسفاف أو اي
لفظ جارح
وأقمنا مهرجانا للسينما والتليفزيون ولم يكن لدينا مسرح غنائي فاشترينا
خيمة مسرح
البالون, وساعدنا يوسف وهبي علي تنفيذ هذه الفكرة, وشجعت القطاع الخاص
متمثلا
في فرقة رضا للفنون الشعبية وكانت قد أفلست, وخصصت لمحمود رضا وفريدة
فهمي راتبا
شهريا وعادت فرقة رضا إلي نشاطها وقدمت أروع أعمالها التي طافت بها إلي
أنحاء
العالم لتصبح خير سفيرة لمصر في الخارج, وأنشأنا مسرح البالون الذي قدم
الليلة
الكبيرة التي شاهدها أكثر من مليون متفرج واستطعنا بهذا النشاط أن نسترد
الفنان
المصري, الذي كان قد بدأ يهاجر خارج مصر, لعدم وجود نشاط أو مسرح
يستوعب طاقات
هؤلاء الفنانين, كما قدمنا نجوما جددا مثل عادل أمام ونور الشريف صلاح
قابيل,
وغيرهم ممن أصبحوا نجوما في سماء الفن.
الأهرام اليومي في
24/11/2010
راندة أبو العزم: قطع حوار جمال مبارك حدث رغما
عني
كتب- عثمان فكري
لم يكن مجرد حوار تليفزيوني,
هذا الذي دار بين السيد جمال مبارك, رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني,
وراندة
أبو العزم مديرة مكتب قناة العربية بالقاهرة قبل بضعة أيام.
وتحديدا-11 نوفمبر الجاري- فبالرغم من كون الحوار مسجلا, وقد نوهت
القناة
عن موعد إذاعته عدة مرات من قبل, فإن ما جري في أثناء
عرضه, من قطع مفاجيء
والانتقال لإذاعه حدث تشكيل الحكومة العراقية, قبل أن تعود القناة في
أوقات أخري
وتذيع الحوار كاملا-4 مرات- فتح شهية الكثيرين للتساؤل عن أسباب القطع
وهل
للأمر مغزي سياسي أم لا ؟! توجهنا بالسؤال إلي راندة أبو
العزم التي روت كافة
تفاصيل وكواليس تلك الحلقة المثيرة للجدل فقالت: طلبت من السيد جمال
مبارك أجراء
هذا الحوار منذ عامين, ولكن نظرا لكثرة وازدحام جدول أعماله تأخر الحوار
إلي أن
جاءني الرد بالموافقة قبل موعد التسجيل بساعات
وأردفت قائلة: كان من الصعوبة
بمكان التجهيز للحوار في مثل هذا الوقت القصير ولكن نظرا لأنني كنت مستعدة
من قبل
ومذاكرة كويس, فقد جري الحوار بشكل طيب وممتاز رغم أن مدته لم تتجاوز الـ40
دقيقة.
لافته, إلي أن ما جري من قطع تحت مسميBreaknews
س, عاديا يحدث في
القنوات الإخبارية كثيرا وبشكل عادي خصوصا في شأن مثل الشأن
العراقي وتشكيل الحكومة
يعد حدثا بارزا ومهما للغاية في ظل كون الوضع هناك متأزم وجميع وسائل
الإعلام تنتظر
تشكيل الحكومة العراقية وهذا ما حدث
واستطردت قائلة: حوار السيد جمال مبارك,
كان مقرر له أن يذاع في الساعة الخامسة والربع يومها, وموضوع تشكيل
الحكومة
العراقية حدث في أخر عشر دقائق من الحوار, والحقيقة أن قناة العربية عوضت
ذلك بأن
قامت بإعادة بث الحلقة أربع مرات بعد ذلك.. وتمت مشاهدته
بشكل كبير هذا بخلاف
موقع العربية نت حيث الخدمة الجديدة التي تمكن من مشاهدة الحلقة في أي
وقت.. لذا
فان ما جري لا يحتمل أن يصنف من قبل البعض بوجود مغزي سياسيي أو يتكهن أو
يتخيل أي
أحداث لا وجود لها.
الأهرام اليومي في
24/11/2010
حدث علي الشاشة الفضية
ســمير شحاتة
المواطن المراسل.. أصبح
المواطن العادي بإمكانه أن يتحول إلي مراسل صحفي لأي من تلك القنوات التي
تفضل ان
تستمد معلوماتها من الأبواب الخلفية.
وساعد علي انتشار هذه الظاهرة, سهولة استخدام التكنولوجيا التي أصبحت في
متناول الجميع بمن فيهم الأطفال, يتقنون استخدامها, كل ما
عليهم ان يبثوا
المعلومة او الفيلم المصور عبر الهاتف أو النت, وفي دقائق تجد أحداثا تقع
في
حواري مصر موجودة علي فضائيات الدنيا.. وبالتالي لن يجدي أي قرارات أو
وقوانين
إعلامية, حتي ذلك القرار الذي صدر لتنظيم البث المباشر
لمكاتب الخدمات الإعلامية
في مصر, والتي تمتلك وحداتSNG
للبث المباشر, بضرورة حصولهما علي تراخيص من
اتحاد الإذاعة والتليفزيون للعمل بهذه الوحدات مع نقل مقر
الوحدات إلي مدينة
الإنتاج الإعلامي. فعمليات البث المباشر أمكن تطويعه, بأبسط أنوع
التكنولوجيا, ولن نذهب بعيدا, فقد تم مثلا سرقة فيلم عادل
إمام الأخير'
زهايمر' في اليوم التالي لافتتاحه, رغم كل الاحتياطات والإجراءات التي
اتخذها
أصحاب الفيلم, فقد انتشرت أجهزة متناهية الصغر قادرة علي ان تسجل الحدث
صوت وصورة
نقية, ورأيت هذا الأسبوع أكثر من تقرير أخباري علي بعض الفضائيات تم
تصويرها بهذه
التقنية الشخصية, يحدث ذلك بينما القرارات والإجراءات الإعلامية التي
تتخذها
الجهات الإعلامية تتبع نفس الأسلوب الذي كان سائدا في الستينات
من القرن الماضي..
والأمر لا يتوقف فقط علي التسجيل والتصوير والنقل, ولكن الأخطر هو انتشار
محطات
إرسال أهلية تحت سمع وبصر عيون الرقابة, تبث لأهالي الحي أو المنطقة ما
يباح
لها, وتغمض عنها عيون المنطقة الإعلامية واتحاد الإذاعة
والتليفزيون.. ورغم كل
النوايا الحسنة للأشخاص الذين يقومون بهذا البث, إلا أن الخطورة في أن
تستغل هذه
المحطات أو القنوات' الأهلية', التي صنعت في' بير السلم' لأغراض
أخري,
يمكن أن تهدد سلامة وامن المواطن, بترويج أفكار وثقافات وفقا
للأهواء الشخصية أو
حتي وفقا لأهواء جماعات معينة, وليس ببعيد أن تجد محطة إرسال تباع علي
الرصيف,
ليجد الشخص نفسه ما بين يوم وليلة صاحب قناة تليفزيونية.
> اللعب
بالعواطف.. هل هي حالة من نكران الجميل, أن فنانا في حجم
المطرب الشاب تامر
حسني, والذي يتخذه الشباب الصغير قدوة لهم, ينكر وجود الأب في حياته,
وقد خرج
علينا في لقاء مع عمرو الليثي كاشفا عن طفولته في برنامج واحد من الناس
قائلا:
إنه عاش اليتم برغم أن والده علي قيد الحياة وكان يرتمي في حضن
أمه, وتحمل
المسئولية وصار رجلا قبل الأوان, فعمل في محطة بنزين وعامل بناء يحمل
الطوب
والزلط علي كتفيه وقال إن هذه المعاناة صنعت منه رجلا وأرضعته الصبر والجلد
كما
أرضعته أمه صفات أخري حميدة صنعت منه رجلا يتحمل الشدائد..
هذا الأسبوع فجرت
الفضائية الأردنية اللورد مفاجأة, باستضافتها الفنان حسني شريف والد تامر
حسني,
ليست المفاجأة في أنه والد تامر حسني ولكن أنه فنان له تاريخ عريق في عالم
الغناء
خارج مصر, فنان تنصل منه ابنه تامر, وفي الوقت الذي تهافت
فيه الفنانون علي
الاتصال بالفنان حسني شريف تليفونيا, اعتذر تامر عن عدم التحدث لأبيه,
قال
المذيع الأردني سمير رباح, أنه للأسف لن يتمكن تامر من التحدث لأبيه بسبب
نقله
للمستشفي لإصابته بآلام في الركبة إثر عودته من أداء فريضة
الحج, واعتذر تامر عن
عدم الاتصال, وقال المذيع, موجها كلامه علي الهواء لتامر حسني:
إنشاءالله
تتواصل مع أبيك! لم يعلق والد تامر علي عدم اتصال ابنه, بينما لم
تفارقه
الابتسامة طوال اللقاء, ولم يتوقف عن الدعاء أو الإشادة
بابنه.. مهما حدث في
الطفولة فلا تنس إن كل سلوكياتك يرصدها الأجيال الجديدة, فقدم لهم صورة
للتواضع
والتسامح.. وليكن أداؤك فريضة الحج دافعا لتقبيل يد أبيك, ولتتعظ من
الفنانين
الذين تكالبوا علي الاتصال به, وهم مدحت صالح الذي قال يا عم حسني انت
كنت نجم
المكان الذي غنيت فيه في بداياتي, وقال عنه محمد العزبي أنت زميل العمر
نحن
تعلمنا منك الغناء, وقال له الفنان نبيل الهجرسي: نسينا
الطرب لأنك بعدت عنا,
حسني شريف من الأصوات القوية العاطفية, صوت نسمعه بأذاننا وليس بوسطنا,
ومكالمة
من مظهر أبو النجا تؤكد علي أن الأماكن التي كان يغني فيها حسني شريف في
سوريا
دائما كاملة العدد, وطلب منه يتكلم ويفضفض, وذكره بأفلام
شاركه فيها مثل'
مسعود سعيد ليه' و'جدعان باب الشعرية' مع حسين فهمي وشكري سرحان
ومحمد رضا.
وطالبنا الفنان الكبير صلاح السعدني الرفق بحسني شريف, الذي
جعلته ظروف الحياة
والعمل يتزوج أكثر من مرة, وأنجب أخيرا طفلا جميلا, ثم عاد السعدني
بالذاكرة
ولقاءاته مع بليغ حمدي والإعلامي وجدي الحكيم وحسني شريف في مكان يسمي'
شاليه
القاهرة' بشارع عماد الدين, وعما يقال علي لسان تامر
حسني, قال السعدني:
تامر كان يتحدث عن معاناة عاشها, لم يكن أبوه سببا فيها, وأضاف أنا
أعشق أثنين
في الغناء, علي الحجار بامتلاكه حنجرة قوية ومتميزة, ومحمد منير
بأسلوبه
المتفرد, لكن اكتشفت من خلال أولادي معشوق آخر هو تامر
حسني, أحبوه ويحفظون
أغانيه.. وطلب المخرج مدحت السباعي, من الفنان حسني شريف العودة
للغناء,
ضاربا المثل بفنانين لم يوقفهم التقدم في العمر عن الغناء مثل فرانك
سيناترا وأم
كلثوم وعبدالوهاب, ثم غني شريف بصوته الأجش وأطربنا
بأغنية' من غير
ليه'
> المذيع الإنسان.. من الأشياء التي أوجعتنا علي الفضائيات تلك
الأم التي ألقت بابنها أمام دير سانت كاترين لأنها لم تستطع تحمل مصاريف
العلاج,
بسبب أعباء الحياة وهجر زوجها لها.. استطاع المذيع قاسم درمان من قناة'
إن بي
إن' معرفة مكان الأم بمصادره الخاصة, وأتي بها إلي
تليفزيون الجديد, وكان من
المتوقع إلقاء القبض عليها لأن ما ارتكبته يعد جريمة في القانون, ولكنها
راحت
تبكي وقالت إنها وضعت طفلها الرضيع مهدي أمام مكان تضمن له رعاية صحية
جيدة, لان
زوجها تركها مع أربعة أبناء آخرين, ثم طلب المذيع علي الهواء
تعهد من الأمن,
قائلا قبل أن تكون الأم نادمة علي فعلتها أن يكون هناك تعهد من الأمن بعدم
التعرض
لها.. كان التعهد شفويا بعدم القبض عليها أمام ما تقدمه من تبريرات..
الغريب أن
زوجها الهارب من المسئولية جاء الأستوديو ولم يدين الجرم الذي ارتكبته الأم
مبررا
ما فعلته بسبب حالة الفقر التي تعيشها ولعدم توفر الدواء لعلاجه, وجاء
اتصال من
وزير الصحة يتعهد بعلاجه, وأخذت الأم ابنها.. لا نعرف ماذا سيكون مصير
الطفل مع
أم بهذا الجفاء وأب يبرر جريمتها وكأنه شريك في فعلتها, ما الذي حدث في
دنيانا.. الابن ينكر أبيه والأم تلقي بابنها علي قارعة
الطريق بدون ان يرتجف لها
جفن.. سامحكم الله.
الأهرام اليومي في
24/11/2010
في اليوم العالمي للتليفزيون: ثلاثة أحداث تعدت
المليار مشاهد
احتفل العالم هذا الأسبوع باليوم
العالمي للتليفزيون الذي يواكب ذكري انعقاد أول منتدي عالمي للتليفزيون
عام1996
بمقر الأمم المتحدة, حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم21
نوفمبر من كل
عام يوما عالميا للإعلام التليفزيوني,
وذلك للأثر المتزايد بهذه الوسيلة الحيوية من
وسائل الإعلام علي عملية صنع
القرار من خلال تركيز الاهتمام العالمي علي المنازعات والمخاطر
التي تهدد السلم
والأمن ودوره المحتمل في زيادة التركيز علي مسائل رئيسية أخري, لآثارها
بالنسبة
للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وكان هناك اعتقاد أن اليوم العالمي
هو يوم اختراع هذا الجهاز العجيب( التليفزيون)1926, وعلي أية حال,
استوقفتنا
هذه المناسبة أمام أحداث تم بثها علي شاشة التليفزيون, جمعت العالم
ليشاهدوا
الحدث في وقت واحد صوت وصورة.. وإن كانت هناك أحداث كانت محط
أنظار الملايين,
مثل انهيار سور برلين القاسم بين الشرقية والغربية11 و12 نوفمبر1989,
وارتطام
الطائرة الثانية بالمبني الثاني في المركز التجاري الدولي في نيويورك
وانهيار برجي
المركز التجاري الدولي في نيويورك11 سبتمبر2001, والحكم
بالإعدام علي الرئيس
الراحل صدام حسين5 نوفمبر.2006
لكن هناك أحداث أجلست سكان العالم أمام
الشاشة الصغيرة, تعدوا المليار نسمة ولا نكون مبالغين إذا قلنا شهدها نصف
سكان
العالم, أو كل من يمتلك هذا جهاز تليفزيون, تسمر أمامها يتابعها
بشغف, وهي
تحديدا ثلاثة أحداث هي, أول إنسان يهبط علي القمر21
يوليو1969, وزيارة الرئيس
الراحل أنور السادات إلي القدس في19 نوفمبر1977, وعملية إنقاذ عمال
المناجم في
شيلي أكتوبر2010, ورغم الاختلاف الشديد بين تلك الأحداث إلا إنها تشترك
في بعض
الصفات هي: أنه كان هناك اعتقاد أنها جميعا رحلات ذهاب بلا
عودة, لن يكتب
النجاة فيها لأحد, بما يحمله كل منها من مخاطر, غموض القمر, وكراهية
السنين
بين العرب وإسرائيل وتوجس كل منهما من الآخر, والحياة المستحيلة في باطن
الأرض,
لذا كان هناك ما يشبه المعجزة, وقد غيرت من وجه التاريخ, ومازلنا نجني
ثمارها.
* هبوط الإنسان علي القمر: خطوة صغيرة للإنسان, لكنها قفزة
عملاقة للإنسانية, بهذه العبارة الشهيرة دخل رائد الفضاء
الأمريكي نيل أرمسترونج
تاريخ الإنجازات البشرية, بعد أن خطي أول خطوة للإنسان علي سطح القمر
في21
يوليو عام1969, وقد أشرف علي برنامج أبوللو11 الذي وصلت تكلفته الي24
مليار
دولار,400 ألف عالم ومهندس وتقني, ويقول رائد الفضاء باز
ألدرين الذي رافق
أرمسترونج في رحلته فرصنا للنجاح كانت لا تتجاوز الخمسين بالمائة...
ومازالت
الأبحاث العلمية الفضائية مستمرة, واكتشف مياها علي القمر مما يعني
إمكانية
الحياة ومزيد من الأبحاث العلمية, ولرحلات الفضاء فوائد عدة
منها اكتشاف150
كوكبا أبعد من نظامنا الشمسي. وقريبا من الأرض, حصد مواطنون في أنحاء
العالم
المختلفة فوائد هائلة من استكشاف الفضاء من خلال الأقمار الصناعية التي
تدعم
الاتصالات, والملاحة, ومراقبة الطقس وغير ذلك من علوم
الاستشعار عن بعد. كما
ساهمت التقنيات والمعارف العلمية المتعلقة بالفضاء في إنشاء أنظمة كمبيوتر
وروبوتيات عالية الأداء, وعدسات نظر مقاومة للخدوش, وتصوير سرطان
الثدي,
وأكثر من ذلك بكثير.
* زيارة السادات إلي القدس: في9 نوفمبر1977 أعلن
السادات انه مستعد أن يذهب إلي إسرائيل من اجل التباحث حول مفاوضات
السلام, في
الكنيست الإسرائيلي ذاته( البرلمان الإسرائيلي), بعد ذلك بعشرة أيام,
في ذلك
المساء البارد في مطار بن جوريون مساء يوم19 من نوفمبر1977, وصل الرئيس
أنور
السادات إلي إسرائيل.. قبل هذه الزيارة بثلاثة أيام, أعلن
مردخاي جور, رئيس
أركان الجيش الإسرائيلي, عن رفع حالة الطوارئ إلي الدرجة القصوي, بعد
أن سيطر
عليه هاجس خطير, يتسق مع الواقع آنذاك, فأعلن عن تحذيره لقادة الدولة
الإسرائيلية عن احتمال وجود خدعة قاتلة في هذه الزيارة, فقد
تهبط الطائرة
الرئاسية المصرية في مطار بن جوريون, وبدلا من أن يطل منها السادات,
يخرج أعضاء
فرقة كوماندوز مصرية فيفتحون النار علي كل الحاضرين لاستقبال السادات,
فيجهزون
علي كل القيادات الإسرائيلية, التي كان من الطبيعي حضورها
تلك اللحظة
التاريخية.. لكن الطائرة المصرية هبطت في مطار بن جوريون, ولم يكن بها
سوي
الرئيس أنور السادات بنفسه ومرافقيه, ليكتب بخطي قدميه أول شهادة ميلاد
رسمية
لاسرائيل, جاء السادات لا ليكسر ثلاثين عاما من الجمود
السياسي فقط, ولكن ليحطم
الجدار النفسي المبني علي الكراهية والعداء بين الجانبين, ويفتت صورة
العربي
المخادع, تلك الصورة التي تربي عليها كل الإسرائيليين, وإيمانهم
بالحكمة
الصهيونية التي تقول إن العربي الطيب هو العربي الميت اي لا
وجود له!!. كانت
للسادات نظرة ثاقبة للمستقبل لم يدركها وقتها باقي البلدان العربية التي
تغيرت
رؤاهم تماما فيما بعد, عادت سيناء كاملة ولكن ما ترتكبه إسرائيل من مجازر
واستمرار احتلالها لأرض فلسطين وجولان سوريا يعوق الوصول الي
سلام كامل
وعادل.
ـ ملحمة عمال تشيلي: بعد سبعة أيام من حدوث انهيار منجم سان خوسيه
للنحاس في شيلي وفي باطن الأرض33 عاملا, اعتبر أن فرص
العثور عليهم أحياء ضئيلة
جدا, لكن تحت ضغط عائلات العمال الذين اعتصموا في المكان عقب حدوث
الانهيار,
واصل رجال الإنقاذ جهودهم حتي تمكن جهاز من التقاط رسالة تحت الأرض كتبت
علي ورقة
تحمل عبارة أصبحت شهيرة( نحن بخير جميعنا الـ33 في الملجأ تحت الأرض)
تقشف
العمال في السوائل والطعام الذي كان بحوزتهم, واستطاعت فرق الإنقاذ شق
نفق أمدهم
بالماء والطعام إلي حين تصميم الكبسولة وبعد70 يوما من وجودهم في باطن
الأرض
انتشلتهم الكبسولة يوم13 أكتوبر عام2010 إلي سطح الأرض,
بعدما ظلوا محاصرين
لأكثر من شهرين علي عمق700 متر.
الأهرام اليومي في
24/11/2010 |