حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

'الخبز الحرام' يستلهم الحضيض...

وفنانون فاشيون يطالبون بمحاسبة الرأي الآخر!

محمد منصور

تعيد قناة (الدنيا) السورية حالياً، عرض حلقات المسلسل الرمضاني (الخبز الحرام) الذي كتبه مروان قاووق... وأخرجه وساهم في كتابة السيناريو له تامر إسحاق.

ومن يرى حلقات هذا المسلسل الذي يفترض أنه يتناول شريحة من شرائح قاع المجتمع السوري، سيظن أن ما يطلق عليه باللغة العربية الفصحى (الحضيض) هو تسمية ملطفة جداً لما يرى... فالعمل الذي يستلهم مادته من هنا، تجاوز الحضيض بأشواط، وعبارة يوسف وهبي الشهيرة (ما الدنيا إلا مسرح كبير) يجب أن تستبدل بـ (وما الدنيا إلا ماخور كبير) حتى تلامس شيئاً من هذا الواقع المزري... ذلك أن صورة المجتمع السوري كما تتبدى في هذا العمل، صورة محزنة جداً... فهي لا تدعو إلى التعاطف بمقدار ما تثير الاشمئزاز.... وهي لا تقدم لنا تشريحاً للواقع، بل تركيباً انتقائياً لصورة غارقة في الانحلال الأخلاقي، الذي يشعر المشاهد إزاءه بانسداد الأفق وانهيار الأمل وموت الإيمان بالشرف... إذ لا شيء يمكن أن يُنقذ هذا البناء المتداعي الغارق في العار، سوى طوفان أو زلازل، أو غضب إلهي يمكن أن يطهر هذه البؤرة من نماذجها وانحلالها وفسادها، حتى لو ذهب الصالح بجريرة الطالح!

بطل (الخبز الحرام) رجل خمسيني مدمن كحولياً، وغارق في تعاطي الحشيش وصحبة بنات الهوى، يتعرض للاستغلال من قبل أولاد الحرام الذين يسعون من خلاله للإيقاع بابنتيه الجميلتين... وفي لحظة سهو وسكر وتحشيش يتحول هذا الأب من دون أن يدري إلى قوّاد على أهل بيته... ونماذج العمل تتوالى على النحو التالي: تاجر بناء يدير جلسات قمار ودعارة وصفقات مشبوهة... سائق ميكرو باص متورط في جرائم قتل وسرقة والإيقاع بالنساء وتدبير أحط أنواع المكائد... شاب يمثل دور العاشق الوسيم، لكنه يدير بيت دعارة، يشّغل فيه الفتيات اللواتي وثقن به، أو تقطعت بهن السبل... وصاحبة 'بوتيك' يبدو عملها مجرد ستار من أجل استدراج الفتيات الصغيرات وتقديمهن لأثرياء كبار خارج الحدود، ووسيطها رجل أعمال سوري يقدم الضحية باعتبارها سكرتيرته التي ستوقع العقد مع البيك الكبير الشره لافتراس العذراوات... ناهيك عن فتيات مراهقات يدمن على مشاهدة أفلام البورنو... ومقاطع دعارة تنتشر عبر الموبايلات في المدارس!

طبعاً نحن ذكرنا النماذج ولم نأت على ذكر الوقائع... إذ أخشى لو أسهبت في ذكرها، أن ترمي إدارة تحرير 'القدس العربي' بزاويتي هذه بين أخبار الجرائم والإثارة وأخبار الجنس، التي لم أجرب أن أكتب بها من قبل!

وقد نقل لي أكثر من صديق أن كثيراً من الأسر السورية، باتت تخجل من مشاهدة هذا النوع من المسلسلات مع أبنائها وبناتها من المراهقين والمراهقات، الذين لا يسمح لهم وضعهم الفيزيولوجي ـ على الأقل- بأن يميزوا بين الموضوعات المثيرة المطروحة من أجل التوعية، وبين الموضوعات المثيرة التي تثيرهم بالفعل، وتفتح في خيالاتهم وأحلام يقظتهم نوافذ واسعة على عالم، سواء أكانوا يعرفونه أم لا يعرفونه فهو سيشغلهم ويأخذ بهم إلى مناطق ليس من المفيد في هذه السن أن يتخيلوها!

والمشكلة بالنسبة لنا ليس في إظهار صورة إيجابية مشرقة عن المجتمع السوري بطريقة كاذبة وسطحية ومزورة... فالدراما لا شك معنية بتشريح الواقع، وإظهار مشكلاته وتسليط الضوء عليها... وهذا أمر لا نختلف عليه مع أحد... لكن المشكلة هي في تنميط هذا الواقع... فكما باتت لدينا مسلسلات تصور الواقع الإيجابي بشكل منّمط، نجد أن هناك مسلسلات تستعير أنماطا جاهزة للحديث عن الجوانب السلبية في المجتمع. فالشر هنا مصنوع على طريقة أفلام الميلودراما المصرية القديمة، التي كانت تصور سقوط الفتيات في الرذيلة باعتباره قدر الفقراء، وخلاصة قسوة المجتمع، وشهوانية الرجال الشبقين لافتراس الجمال بلا رحمة!

والحق أن من يعرف كاتب مسلسل (الخبز الحرام) وهو رجل بسيط بدأ حياته الفنية المتأخرة بكتابة قصص بيئة شامية من حكايات جده، سوف يدرك أنه مع احترامنا لجهده في الكتابة- أبعد ما يكون عن أن يمتلك رؤية فكرية معمقة تجاه واقع اجتماعي مزرٍ يسعى لتناوله... أما مخرج العمل السيد تامر إسحاق، فقد بدأ حياته الفنية قبل سنوات كمصور فوتوغراف، ونحن لسنا ضد أن يجتهد ويرتقي فلكل مجتهد نصيب... لكنه في هذا الموسم اخرج مسلسلين: الأول هو (الخبز الحرام) والثاني هو (الدبور) وقد ورد اسمه في شارة (الخبز الحرام) باعتباره كاتباً للسيناريو. وأنا أتساءل: كيف استطاع السيد إسحاق أن يكتب أو يصلّح سيناريو مسلسل في ثلاثين حلقة، ثم يقوم بإخراجه، ثم يخرج مسلسلاً آخر معه في أقل من عام؟! هل أصبحت الكتابة في عمل يتناول المحرمات ويدخل إلى مناطق شديدة الوعورة تمس صورة المجتمع السوري سهلة إلى هذا الحد؟! وهل أصبحت عملية الإخراج أيضاً سهلة إلى هذا الحد؟!

إنني أسأل ألم يشعر الممثلون بالاشمئزاز وهم يصورون كل هذا (الانحطاط الأخلاقي والاجتماعي) الذي تنطوي عليه دراما لا تشرح ولا تغوص في العمق، بل تذهب إلى الإثارة بسطحية فجة، وتقدم صورة عن المجتمع الذي ينتمون إليه، لا يسرنا بالتأكيد أن يأخذها أحد على محمل الجد!

لقد قدمت الدراما السورية الكثير من الأعمال الجريئة التي تغوص في مشكلات الواقع على مر تاريخها القديم والحديث... ولعل آخرها كان مسلسل (العار) الذي عرض العام الماضي، وتناول مفهوم العار الأخلاقي بكثير من العمق والجرأة ولقي الكثير من الاحترام والتقدير... ولهذا فليست مشكلتنا مع (الخبز الحرام) وأقرانه، هي الصورة السلبية أو الإيجابية التي يقدمها عن المجتمع، بل أنه يعيدنا إلى أجواء أفلام السينما السورية الخاصة في سبعينيات القرن العشرين، حين كانت قصص الدعارة والسقوط والاتجار بالرقيق الأبيض مجرد إثارة همها اجتذاب الجمهور، لا تصوير مشكلات الواقع الاجتماعي أو نقدها... مع فارق بسيط أن تلك الأفلام كانت تقدم لجمهور في صالات يدخلها الجميع باختيارهم، ولا تقتحم عليهم بيوتهم!

هل تصبح الدراما السورية خطاً أحمر؟

والآن... هل هذه هي الدراما السورية التي يجب أن ندافع عنها باعتبارها (منجزا وطنيا) يقوم بمهمة وطنية؟!

إذا كانت هذه هي مهمة وطنية فلنقل لصناع هذه الدراما الفاضحة: شكراً من الأعماق. ولنقل لبعض الفنانين الذين يطالبون الجهات الوصائية على الإعلام في سورية بإصدار توجيه يعتبر: نقد الدراما السورية خطاً أحمر... شكراً أيضاً. ولنقل لبعض المخرجين الصغار الذين قالوا بأنه (يجب محاسبة كل من انتقد الدراما السورية في الصحف والمواقع الإلكترونية) كم أنتم كبار... ولنقل لمخرج رائعة (أبو جانتي) الذي قال في ندوة تلفزيونية: (يجب أن تكون هناك رقابة على ما يكتب عن الدراما في الصحف) كم أنت ديمقراطي وواثق من فنك وإبداعك؟!

فما هؤلاء الفنانون الذين لا يحتملون رأياً في مسلسل صنعوه؟! ترى لو حكموا أو تسلموا سلطة كيف سيتصرفون؟! أي جرائم ومجازر سيرتكبون، أي كوارث سيصنعون وهم الذين يتحدثون عن الفن والإبداع والمزاج والأحاسيس المرهفة؟!

من المعيب أن يتورط أي فنان بالتحريض على قمع رأي آخر مهما كان مغالياً... ومن العار على صحافي مستفيد في صحيفة حكومية أن يخوّن زملاءه الذين يكتبون نقداً، لأنه اعتاد في كل المواقع التي شغلها في حياته أن يكون بلا رأي... أما نحن الذين اعتدنا أن نقول رأينا في فن لا معنى له إن لم يثر جدلاً أو يحرك رأياً أو يخلّف سجالاً... فنفهم جيداً أن شرف المهنة في صفنا، وأن القارئ الحقيقي في صفنا، سواء اختلف أو اتفق معنا، لأننا في كل الأحوال نحترم عقله، ونحترم حقه في أن يقرأ رأياً مختلفاً في دراما ستموت وتنزل إلى الدرك الأسفل إن سعينا لحمايتها من الرأي الآخر بحجة أنها (منجز وطني يستحق التشجيع)... وجعلنا منها خطاباً مقدساً لا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه!

حوار الأقوياء والأسوياء!

على مدى حلقتين متتاليتين استضاف الزميل عمرو الليثي في برنامج (واحد من الناس) على قناة (دريم) كاتب مسلسل الجماعة، السيناريست وحيد حامد لمناقشته فيما أثاره ويثيره هذا المسلسل الخلافي، الذي أشعل معارك الفن والسياسة في الدراما المصرية هذا الموسم.

للوهلة الأولى يظن من يشاهد عمرو الليثي وهو يحاور ضيفه، بأن الرجل قد انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين فجأة، وان ثمة من عينه ـ في الخفاء على الأقل- ناطقاً إعلامياً باسمهم، كي يدفع بكل اعتراضاتهم ومآخذهم الكبيرة والصغيرة على مسلسل (الجماعة) في وجه وحيد حامد، ويصر على طرحها ومناقشتها بكل إلحاح وإصرار... وحتى عندما يحاول وحيد حامد أن يستميله الى صفه عبر طرح أسئلة استنكارية عليه، يفترض أن يكون جوابها: لا، من قبيل: (انت تصدق يا عمرو إن مسلسلا تلفزيونيا يمكن أن يؤثر في انتخابات) يرد عليه عمرو الليثي بعناد: (آه... أصدق... أصل إحنا شعب عاطفي)!

لقد كان عمرو الليثي في حواره مع وحيد حامد، نموذجاً للمذيع التلفزيوني الذي يتمتع بحرفية عالية، يذهب في حواره إلى أقصى درجات الاختلاف مع ضيفه، كي يدفعه لقول كل ما لديه... ينطق باسم الطرف الغائب، كي يقوي حجة الطرف الحاضر.

إنه الإعلام الحقيقي... فن السجال الحي، والحوار الحي، لا فن المجاملات والأسئلة الخجولة، وطلاب الاستماع السياسي!

ناقد فني من سورية

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في

28/09/2010

 

جولة في الدراما السورية 2010:

أزمة ضبط سيناريو المسلسلات والسرعة بطاقة للحاق بقطار رمضان..!

دمشق ـ من عمر الشيخ  

المحصول البصري للدراما السورية هذا العام تجاوز إنتاجياً عدد المسلسلات التلفزيونية التي عرضت العام الماضي، حيث وصل عدد الأعمال الدرامية عام 2009 إلى حوالي 20 عملاً، أما هذا العام فوصلت إلى 32 عملاً، رغم ذلك لم تتقدم هذه الصناعة البصرية الرائدة خطوات مقنعة إلى الأمام حالياً، ولو اتفقنا أن مفهوم (الأمام) هو الجرأة، فهي لم تكن جريئة إلا بألفاظ حوارات أبطالها، أمّا إذا اعتبرنا أن (الأمام) هو تعريف نمطي لتنوع القضايا التي جاءت عليها الدراما فيمكننا الجزم بأن التنوع كان سطحياً من ناحية الطرح، اختلفت عناوين الأعمال وتشابهت معظم الشخصيات مع بعضها، الأمر الذي حوّل شهر رمضان إلى مهرجان درامي عريض يحشر فيه ما لذ وطاب من المسلسلات حتى تلك التي وجدت قبل مطلع رمضان بأيام وأثبتت حضورها بشكل أو بآخر، ولكن السؤال: هل انحدرت الدراما السورية في طبعتها الأخير لعام 2010؟

الاعتناء بالصورة

بدا واضحاً ذهاب كبار المخرجين السوريين مثل نجدت أنزور في مسلسل (ما ملكت أيمانكم) إلى اللعب على الإقناع البصري، وذلك بإظهار الملامح الإنسانية للدور المجسد على الشاشة، بحيث أضاف إلى النص المكتوب تفاصيل صورية ساعدت في إغناء أكثر المشاهد الإنسانية تأثراً مثل مشهد الفتاة الفقيرة (ديمة قندلفت) التي تصرف على والدها العاجز (بسام لطفي) وتفاجأ بعد عودتها للمنزل أن أمها التي تعمل خياطة في نفس المنزل قيدت الوالد العاجز وأغلقت له فمه حتى لا يزعجها، هنا جاءت الفتاة الفقيرة وتلمست علامة القيد على معصمي أبيها وبات الحوار بين الأصابع والنظرات أبلغ من أن يقال، أضف إلى ذلك قيادة أنزور الماهرة للكاميرا بتكنيك دراماتيكي خاص، محوره الرئيسي إثقال الشخصيات بتفاصيل أزياء وردات فعل متكاملة مع الطباع الاجتماعية المتخيلة.

من ناحية أخرى نجد أن الطبيعة والتفاصيل المنتمية لأحقاب زمنية بعيدة قد ساهمت في تركيب حالة بصرية ممتعة تعتمد إخراج الأحاسيس الباطنة من الملامح والمحيط المادي، كما في تجربة المخرج أحمد إبراهيم الأحمد عندما تصدى لإخراج مسلسل (لعنة الطين) حيث راعى بشدة الاعتناء بإظهار حقبة زمنية تعود للثمانينيات، وذلك من خلال خبرته في الإضاءة والتصوير، الأمر الذي سمح له بحركة كاميرا ذكية تدمج بين وضعين نفسيين لشخصيتين تعيشان في بيت واحد، كما في مشهد قلق الوالد (فايز قزق) وتأمله بمصائب عائلته في غرفة نومه وزوجته (سمر سامي) تجلس في باحة البيت تنتظره بنفس كمية القلق، هنا تأتينا كاميرا المخرج لتقول حوارها النفسي والإقناعي من خلال التزاوج بين المشهدين عبر نافذة الغرفة المطلة على ساحة البيت الريفي الساحلي الذي يشكل محوراً درامياً رئيسياً في مسلسل (لعنة الطين).

هكذا إذاً جاءت الصورة في مكانها التخديمي المناسب، وبرع عدد لا بأس به من المخرجين السوريين في صناعة صورة درامية تحمل هوية بصرية مختلفة من حيث التقنية والألوان وترتيب كتل الكادر بما يخدم المشاهد إلى جانب النص، ولكن هل ثمة نصوص مماثلة لتلك الاحترافية في الإخراج؟

نصوص متفاوتة

في مسلسل (تخت شرقي) للكاتبة يم مشهدي نجد تميزاً حقيقياً جعل من النص علامة فارقة تقابل عملية الإخراج التي راحت المخرجة رشا شربتجي تستعرض ضمنها قدراتها على التجريب في رفع زوم كاميراتها الدرامية، للخروج من رتابة المألوف البصري في المسلسلات السورية، كما فعل حاتم علي في مسلسل (أحلام كبيرة-2005) هزة الكاميرا المستمرة تيمناً بحركة المشاهد أمام أي مشهد تقع عيناه عليه.. إذاً لجأت رشا شربتجي للعب على (زووم إن) مفاجئ للقطات العامة والشخصية، مظهرة تكنيكها المعروف كما في (زمن العار- 2009) وهو اعتمادها الشديد على ملء الشاشة بوجه الممثل والتقليل من إظهار اللقطات العامة، وهكذا ظهرت قدرة النص في (تخت شرقي) بالتغلب على الضرورة الإخراجية، لنجد بالمحصلة مجموعة حوارات مرتبطة مع عدة خطوط درامية تعيش بنمو أفقي يلقي الضوء على أحداث تصادف مجموعة من الشباب أثناء دراستهم في الجامعة، استقبالهم للمسؤولية بعد الدراسة ليظهر أمامنا الحب والصداقة وصراع الأنا كمفاهيم رئيسية تحكمت من خلالها يم مشهدي بأبجدية نص مسلسلها القائم على الحوارات الفلسفية والجدلية العابثة والمستفزة للواقع اليومي المعاش، والحيوية بجدية طرحها.

بينما عانت بعض المسلسلات من رتم بطيء للغاية أفقدها حساسية نصها، وذلك بسبب سوء المعاملة الإخراجي والاستعجال لإنجاز العمل بأسرع وقت ممكن، كما حدث في مسلسل (بعد السقوط) الذي ازدادت جرعة السواد والشحوب في صورته إلى درجة أفقدت متعة فكرته التي تدور حول صراع أناس مفقودين تحت أنقاض أحد الأبنية العشوائية، هذه الفكرة بكل ما تحمله من تفاصيل إنسانية وتفرعات درامية مختلفة قدمتها ورشة سيناريو أدارها الكاتب غسان زكريا ليقدم بعد ذلك رؤيته الشمولية للعمل حيث يتولى سامر برقاوي مهمة إخراجه، وعلى الرغم من سمعة البرقاوي كمخرج هادئ يبني تجربته ببصمة خاصة إلا أننا في (بعد السقوط) لم نتلمس ذلك الوعي الإخراجي لضرورة الإضاءة وحبك التفاصيل البصرية بهوية أخرى تبتعد قليلاً عن تشويش سينما الكوارث التي أقحمت العمل بمزيد من الفوضى البصرية، ما أدى لضياع متعة النص..

بالنسبة لتلك الأعمال التي اعتمدت على نتاج روائي مثل مسلسل (أسعد الوراق) عن رواية صدقي إسماعيل (الله والفقر) حيث سبق أن قدمت كسباعية في منتصف السبعينيات ولكنها الآن استنزفت العمل إلى ثلاثين حلقة أودت بحيويته إلى الاحتمالات المفتوحة على التخييل الدرامي.. ومسلسل (ذاكرة الجسد) عن رواية بنفس العنوان لأحلام مستغانمي، حيث كنا نعتقد أن وجود عشر حلقات كافية لتقديم هذا العمل بنفس شدة الإغواء التي اقتحمتنا عندما قرأناه كرواية.. ومسلسل (الهروب) عن رواية الهدنة لماريو بنيدينتي.. وقع في مطب الرتم البطيء والطويل لسد ثغرة الزمن، أي من أجل قطار رمضان، والسؤال هنا: لماذا لحقوا بقطار رمضان واستسهلوا صناعة بعض الأعمال بسوية دون المقبول عن سوية الدراما السورية المعروفة بامتيازها؟

تكرار الممثلين

سببت زحمة الموسم الرمضاني الدرامي تكراراً كبيراً في الممثلين، حيث لعب كل ممثل نحو ستة أدوار في عدة أعمال، الأمر الذي جعله شبه ضائع في فيض الشخصيات المركبة، حيث يقوم معظم الممثلين بتناول أقرب الأدوار لهم ومن ثم يعملون على تأدية باقي الشخصيات مجرد أداء، بعيداً عن الانسجام الروحي، في حال أمن لهم أحد المسلسلات جماهيرية ودخلاً مادياً مرضياً، تجدهم على استعداد تام لتخمة المشاهد بإطلالتهم أكثر من عشر مرات في اليوم من أيام رمضان، ما يؤدي إلى فقدان لمعة هذا الممثل أو تلك الممثلة.

إن نخبوية الظهور تساهم في إقناع المشاهد بالمجهود الفني والحرفي الذي دفع الممثل للعمل في عمل واحد أو اثنين على أكبر تقدير، ما يجعل مصداقيته معززة ومبنية وفق ثقة مهنية زرعها الممثل منذ ظهوره الأول على الشاشة مثل (تيم حسن وجمال سليمان وبسام كوسا.. وغيرهم) أولئك يكتفون بعملين ومنهم من يكتفي بعمل واحد، إذ إن خيارهم المبني على أساس أهمية العمل يأتي من تجربتهم الواسعة والعميقة في كار الدراما.

على عكس بعض النجوم الشباب والشابات الذي استهلكوا حضورهم في أعمال مختلفة وتركوا انطباعاً سلبياً شوّش المشاهد وجعله مصاباً بحالة ضياع مستمرة، هنا تأتي فكرة تحول الممثل إلى ماركة مسجلة تنتمي للعمل الدرامي بكل كيانها ومقدرتها على الإقناع، إلا أن معظم نجومنا لا يدركون ذلك وهذا ما أدى إلى الاستسهال بصناعة دراما موسمية وحسب الطلب..!

Omaralshaikh-sam@hotmail.com

القدس العربي في

28/09/2010

 

1.5 مليون دولار كلفة ديكورات العمل

يحيى الفخراني يُعيد 'محمد علي باشا' إلى مصر

القاهرة – من محمد الحمامصي  

الفنان المصري يجري معاينات لمسلسله الجديد من خلال الاطلاع على التراث الموسيقي والمعماري في فترة محمد علي.

بدأ الفنان يحيي الفخراني في إجراء المعاينات اللازمة لمسلسله الجديد "محمد علي باشا" الذي يبدأ تصويره أول نوفمبر القادم، حيث بدأ بمركز التوثيق الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية وصاحبه في الزيارة مهندس الديكور عادل المغربي، والمنتج هشام وعصام شعبان والمنتج الفني للمسلسل محمد سري بالإضافة إلى المؤلفة الدكتورة لميس جابر.

وقال الفخراني "الغرض من الزيارة لمركز التوثيق الحضاري والطبيعي الاطلاع على خريطة مصر في تلك الفترة ومعرفة التراث الموسيقي والمعماري بشكل واضح وأيضا الاطلاع علي المعلومات التاريخية التي قام بتوثيقها المركز، ولكي يقوم مهندس الديكور عادل المغربي بتصميم ديكورات الفترة الزمينة بدقة شديدة لاننا نهدف الي تقديم عمل رؤية فنية للدراما التاريخية تعتمد علي وقائع مثبتة ومؤرخة".

وأضاف الفخراني "كما قمنا بزيارة الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مكتبه منذ أيام قليلة، وقد أبدى اهتماما كبيرا بالعمل ووعد بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتصوير عدد من المشاهد في الاماكن التاريخية التي لم تطرأ عليها علامات التغيير مثل 'بيت حيدر".

وأكد مهندس الديكور عادل المغربي أنه سيبدأ في بناء ديكورات المسلسل خلال الأيام القليلة القادمة بحيث يتم بناء الديكورات الخارجية للمسلسل بمدينة مدينة الانتاج الاعلامي على مساحة 20 فدانًا، وتضم قصر محمد علي ومحتوياته وقصور الأمراء، أما الديكورات الداخلية فسيتم بناؤها باستوديو المغربي وتشمل القصور والقاعات من الداخل وسيتم تنفيذ جميع هذه الديكورات بعمالة وخامات مصرية.

وأضاف "لجأنا للديكورات بسبب تعذر التصوير في الأماكن الحقيقية للأحداث في منطقة القلعة بسبب تغير معالم المنطقة واختفاء الطابع الأثري بها مؤكدًا أنه تم وضع ميزانية مبدئية للديكورات تقدر بحوالي 9 ملايين جنيه(حوالي 1.5 مليون دولار)".

وأشار المنتج الفني للمسلسل محمد سري إلى أن التصوير، سيبدأ منتصف نوفمبر المقبل مع بداية فصل الشتاء نظرًا لأن طبيعة شخصيات المسلسل تتطلب ارتداء ملابس تاريخية مصنوعة من خامات ثقيلة، بالاضافة لتركيب "لحية" لفترة طويلة وهذا سيكون مرهقًا وشاقا علي الممثلين إذا تم التصوير في الصيف بالاضافة إلى أن أجواء التصوير في فصل الشتاء تكون أفضل".

وأشار محمد سري إلي أنه لن تتم الاستعانة بأي عنصر اجنبي في المسلسل إلا في تصوير المعارك فقط، حيث سيتم التعاقد مع مخرجين أجانب لتنفيذها، وبخصوص الملابس، فقد قامت شركة كينغ توت بشراء الملابس من شركة غودنيوز التي كان من المقرر أن تقوم بانتاج فيلم "محمد علي" بمبلغ 2 مليون جنيه وهي ملابس تم تصنيعها بخامات من المغرب وسوريا، وقام بتصميمها الدكتور محمود مبروك وسيتم استكمال هذه الملابس نظرًا لاضافة شخصيات لم تكن موجودة في الفيلم.

وانتهت الدكتورة لميس جابر من كتابة 20 حلقة من المسلسل ومراجعتها تاريخيا وسيتم وضع الأسماء المرشحة لبطولة العمل مع الفنان يحيي الفخراني بعد استكمال الكتابة ووصول المخرج حاتم علي من سوريا.

ميدل إيست أنلاين في

28/09/2010

 

نقاد ونجوم يجيبون عن السؤال

هل نجحت ميريام فارس في الفوازير؟

رولا نصر - بيروت، مروة عبد الفضيل - القاهرة، دينا دياب - القاهرة 

أثارت فوازير «ميما» التي قدمتها الفنانة ميريام فارس على قناة «القاهرة والناس» العديد من ردود الفعل،  خصوصاً أن الفوازير ارتبطت في ذهن المشاهد لسنوات طويلة بالنجمتين نيللي وشريهان، مما جعل تقديم أي فنانة الفوازير مغامرة غير مضمونة العواقب. لكن ميريام فارس قبلت التحدي وقدمت الفوازير، ولهذا سألنا النقاد ونجوم الفوازير السابقين عن رأيهم في ما قدمته ميريام فارس.

في البداية تقول الفنانة نيللي: «الفوازير عمل شاق ويحتاج الى لياقة عالية، وهذا سر نجاح ميريام فارس في الفوازير التي عرضت هذا العام، فهي رشيقة ولديها قدرات استعراضية متميزة. كما أن الفكرة جيدة، حيث تعتمد على رقصات من كل دولة، وسبق لي تقديمها في فوازير «زي النهارده». لكن الأساليب التكنولوجية الحديثة، بالإضافة الى الإخراج والفكر الجديد جعلت الفزورة مقبولة ومختلفة لدي الجمهور. أيضاً ميريام لديها حضور جيد، ولكن الفوازير لا تعتمد فقط على الرقص أو الغناء أو الاستعراض، بل تحتاج إلى من يصرف عليها ببذخ لأنها مكلفة للغاية، فيكفي أن 4 دقائق تكلف أكثر من 5 ملايين جنيه، متضمنة الملابس والديكورات والأجهزة الجديدة التي يتم استخدامها، وهذا توافر في فوازير «ميما». وأدعو ميريام إلى الاستمرار».

وأضافت نيللي: «الفنان الذي يقدم الفوازير مرة يعشق تقديمها طوال حياته الفنية لأنها تربطه بالجمهور، رغم أنها مرهقة لأي فنان، فهو يجهز لها لأكثر من 7 أشهر، ويشارك فريق العمل في تقديم أفكار جديدة ووسائل مختلفة يجذب بها الجمهور، بالإضافة الى الوقت الذي يختار فيه الفنان ملابس الشخصيات، وهو أكثر شيء مكلف ومرهق في عمل الفوازير. وأتمنى أن يتم تقديم الفوازير كل عام لأنها من سمات رمضان».

خفة ظل

الفنان سمير غانم الذي قدم الفوازير لسنوات طويلة واشتهر من خلالها بشخصية «فطوطة»، أكد أن ميريام فارس قدمت العمل بصورة متميزة، «وخفة ظلها كانت واضحة جداً على الشاشة، فمن الأشياء المهمة جداً في الفوازير أن يكون الفنان الذي يقدمها «كوميديان من الطراز الأول». وأضاف: «تقديم الفوازير في هذا الوقت بالذات توقيت خطير، نتيجة للمقارنة التي تكون بين الفوازير وبين الفيديو كليب الموجود الآن، لكنني أرى أن العمل تم إخراجه بصورة مميزة، خصوصاً في الاستعراض، والحق يُقال ان ميريام قدمت الاستعراضات بشكل جيد».

رشاقة
وتقول الفنانة  لوسي التي سبق ان قدمت فوازير «قيمة وسيما»: «منذ أكثر من 15 عاماً لم نشاهد أي فوازير ناجحة مثل فوازير نيللي وشريهان، لأنها كانت طفرة عند عرضها، بالإضافة إلى أنهما مثلتا نقلة في الاستعراض، فلم يكن الفيديو كليب معروفاً، ولم تكن الفضائيات قد انتشرت بالشكل الموجود الآن، وكان العمل الاستعراضي هو أخطر الأعمال، لأنه يحتاج إلى مجهود ووقت، فهو عمل شاق جداً ومرهق، ولا يمكن أن يقدمه أي فنان، بل يحتاج إلى ممثل من نوع خاص. أما بالنسبه لفوازير «ميما» فميريام فارس قدمتها بشكل متميز، لأنها فنانة رشيقة ومتميزة استطاعت أن تتألق في مشاهد كثيرة، بالإضافة إلى أن إخراج الفوازير كان رائعاً أيضاً، وكان من أسباب النجاح باعتماده على الإبهار المناسب للعصر، فتمكن العاملون من استخدام الأساليب التقنية الحديثة لصناعة صورة مبهرة للجمهور. ورغم أن ميريام لم تصل الى مستوى ما كانت تقدمه نيللي وشيريهان، فإنها في النهاية تستحق التشجيع».

مخاطرة
أما نيرمين الفقي فأكدت أن الفوازير «عمل يحرق شخصية الفنان، لذلك فهي مخاطرة من أي فنانة أن تقدم أكثر من شخصية في العمل الواحد. فكرة تقديم الفوازير مازالت تجمع الجمهور حولها، فما زالت هناك جماهير تريد حل الفزورة للحصول على الجائزة، فرغم المسابقات التي تعرضها الفضائيات، ما زال للفوازير مذاق خاص». أما عن فوازير ميريام فارس فتقول نيرمين الفقي: «أعتقد أنها حققت صدى جيداً مع الجمهور، وبالفعل منذ الحلقات الأولى نظر الجمهور إليها على أنها عمل مختلف ومتميز، وأعجبتني لأنها عمل متكامل من الفكرة والإخراج والإعداد. كما أن التقنيات الحديثة أخرجتها بشكل مبهر، وكان من الواضح أن ميريام بذلت مجهوداً جباراً».

مجلة لها في

28/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)