حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

Arab Idol

دعاء سلطان تكتب من «آراب آيدول» وتحاور «راغب علامة»

أسئلة تترد على لسان الكثيرين، وهى مشروعة تماما

تخيل أننا نحتاج إلى الغناء، ونحتاج إلى «أراب آيدول» وتحديدا فى هذا الوقت العصيب.. إما نغنى أو نموت.. إما نتراقص طربا على أنغام أغنيات الأقدمين أو ننفجر كمدا من هراء الموجودين على الساحة سياسيا وفنيا.

أن يكون الغناء مسابقة، فتلك مسألة سهلة، فعلها من قبل برنامج «ستار أكاديمى» وأخرج لنا محمد عطية ذلك المطرب شائه الصوت عديم الموهبة.. أن يكون الغناء حلما فذلك أمر مهم.. إكس فاكتور أخرج لنا هذا العام مطربا شديد الحضور غائب الحس والمعنى اسمه محمد الريفى، لكن أن يكون الغناء مسابقة وحلما ونموذجا وأملا ينتظره عشاق الطرب، فأنت الآن تتحدث عن نجم «الأراب آيدول».. سيخرج البرنامج كما يؤكد القائمون عليه، النجم الذى يحبه أحدهم ويشجعه بعضهم ويسعى إليه القليلون، بينما يسانده ويتعاطف معه الملايين.

كثيرة هى برامج المسابقات، كما ذكرنا، التى تختبر أصوات المغنين وتسحب التصويت منا نحن المشاهدين كى نختار الأجود.. فعلها برنامج «ستار أكاديمى» و«إكس فاكتور» وحتى برنامج «The voice» فعلها من قبل، لكن برنامج «أراب آيدول» بجدية مسابقته واحترامه لعقلية مشاهديه وأهمية المتنافسين فيه احترم عقول من يصوتون ومن يشاهدون.

أعترف أننى، بحكم عدم متابعتى لمشهد برامج مسابقات الغناء بشكل مدقق، لم أشاهد، بتركيز يوما برنامج مسابقات غنائية سوى بعض حلقات من برنامج ستار أكاديمى وThe voice بشكل متفرق.. ثم تابعت بعضا من حلقات برنامج رخيص اسمه «صوت الحياة» وبعدها تابعت «إكس فاكتور» ثم «أراب آيدول».

كما تقرؤون بالضبط.. أنا الآن مجرد مشاهدة حديثة العهد بكل ما يقدم لكم.. بعد مشاهدتى لعدة حلقات من «إكس فاكتور» و«أراب آيدول» و«The voice» وستار أكاديمى.. حلقات قليلة تفتح أبواب المنافسات بين الأصوات على مصراعيها.. نلهث خلف الأصوات وخلف التصويت لها، لكن برنامج «أراب آيدول» طرح موقفا بديلا فى مجال سباق الشباب والشابات على الفوز بلقب أو إنتاج ألبوم وتعاقد مع شركة كبرى.

تلك هى المعادلة التى صنعها «أراب آيدول»، كما يؤكد القائمون عليه، كل المتسابقين رائعون أصواتهم مبهرة.. حضورهم يستعصى على تقييم لجنة التحكيم ومتروك للجمهور وتصويته. يضعك برنامج «أراب آيدول» فى اختيار صعب بين الجيد والأكثر جودة.. جميع الأصوات المتسابقة فيه مميزة ورائعة.. أصوات المتسابقين التن تمت التصفية بينها تستأهل الفوز جميعها باللقب.. البرنامج اسمه «أراب آيدول».. أى الصوت النموذج والأجود والأهم والأكثر حضورا وقبولا بين كل الأصوات المتسابقة.

«أراب آيدول» جعل سباقه على أصوات وحضور وقبول، وليذهب اللقب إلى الجحيم.. من خرجوا فى تصفياته كانوا أهم من مطربين يصدعون أدمغتنا بأصواتهم ليل نهار، ومن بقوا تحت رحمة التصويت لا يستأهلون أن يكونوا فى موضع اختبار لأصواتهم وحضورهم وقبولهم.. لا مجال للمقارنة إذن بين كل برامج مسابقات الأصوات والغناء وبرنامج «أراب آيدول».. الفارق أن البرنامج الأخير يتقدم له الأفضل، ويحمل بعضا من التنظيم وقليلا من اللطف فى التعامل مع المتسابقين، وكثيرا من احترام مواهب شابة سيحكم الجمهور على مدى جدارتهم بلقب المطرب العربى النموذج.

الجمهور هنا جمهور عشوائى بحق.. فريق البرنامج غير قادر على السيطرة على انفعاله.. حكى لى أحد المخرجين من منسقى التعامل مع المسرح والجمهور أن مشكلة هذا البرنامج أن جمهوره غير متوقع، وغير مدفوع الأجر، ولهذا فالسيطرة عليه خيال بعيد المنال!

أتاحت لى قناة «MBC» فرصة حضور ليلتى عرض من برنامج المسابقات الغنائى «أراب آيدول»، وأتاحت لى الصحفية اللبنانية المهمة رحاب ضاهر، فرصة لقاء رئيس لجنة تحكيم برنامج أراب آيدول، وكانت المقابلة هى أهم ما صادفته فى أثناء تغطية حلقتى برنامج «أراب آيدول» خلال الأسبوعين الماضيين.. مع راغب علامة كان لنا هذا اللقاء. سألته:

ما الفارق بين «أراب آيدول» الموسم الأول والموسم التانى؟

- رد بإجابة مباغتة: الأراب آيدول فى السابق، ما كان فيه كنتاكى، «هلأ» فيه كنتاكى، فى إشارة لكلمات المطربة الإمارتية إلى ما فعلته المطربة الإماراتية أحلام منذ أسبوعين فى حلقات «أراب آيدول» وكلماتها عن «الكنتاكى» وخلافه.

سألت راغب علامة: الجميع يقول إنك رئيس لجنة التحكيم، لكن المطربة أحلام زميلتك فى لجنة التحكيم ترفض الاعتراف بهذا الأمر حتى على مواقع التواصل الاجتماعى، ما قولك؟

- قال راغب: هى حرة.. هى ممكن ما تعترف بأى حاجة، لكنها اعترفت وقالت إننى رئيس بلا صلاحيات.. Which Is True يعنى رئيس فخرى، مثل رئيس حكومة فى دولة ديمقراطية.. صوته مثل أى صوت آخر.

إذن ما معنى أن تكون رئيسا للجنة تحكيم «أراب آيدول»؟

- عن هذا السؤال أجاب راغب علامة: رئيس لجنة «أراب آيدول» هو رئيس فخرى.. يدير اللعبة كلها.. أنا من يدير اللعبة، وأنا من يوزع الكروت ويعطى حق الكلام لمن يقول ومتى يقول.

وهو ما يعنى أنك الرئيس؟ قال: ما فارقة معى، هلأ ده معناه أننى مطرب أقول رأيى عن مطربين سيكونون مهمين من خلال «أراب آيدول».

المناوشات الكلامية بين راغب علامة وأحلام، وصلت إلى قمتها، حينما سخرت أحلام من راغب، وقالت إنه «يبيض طناجر»، فى إشارة إلى أنه ينافق إحدى الأصوات المتسابقة، سألته: سمعنا أن مديرى «MBC» حضروا إمبارح من دبى وسعوا لحلحلة هذه المناوشات بينكما، فأكد راغب أنه ليس هناك مشكلات بينه وبينها، ولكنه قال: «بس أنا المزح بحبه.. لما المزح يقلب جد فإنه يبعد عن المزح».

إذن بدأ الموضوع بهزار متبادل بينكما؟

- قال: طبعا عندما يصل الأمر إلى أن تقول: «طناجر وأرجوزات وفشختينى»، فهذا ليس تهريجا، فالبرنامج يحمل فى اسمه كلمة «Idol»، وبالأحرى لا بد أن يكون أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم «Idol» قدوة للناس.. حقيقة أنا أستاء من «ها التعابير».

ألا تعتقد أن هناك تحيزات للجنة التحكيم ضد متسابق ومع آخر؟

- قال راغب علامة: لا توجد أى شخصنة فى أحكام لجنة التحكيم على الإطلاق.

المصريون مهتمون برأيكم فى المتسابق المصرى أحمد جمال، فما رأيكم فى صوته وحضوره؟

- هنا أكد راغب بمنتهى الحسم: ليس من المفترض أن يهتم المصريون بالمتسابق المصرى فقط ولا أن يهتم السوريون بالمتسابق السورى فقط.. فأنا كلبنانى وأتصور أننى أتحدث بلسان كل اللبنانيين مهتمون بالمتسابق المصرى واللبنانى والسورى والفلسطينى وجميع المتسابقين بنفس القدر، وأضاف راغب علامة: «إحنا «أراب آيدول» بنهتم بكل واحد على قد ما بيساهم.. وهذا ما نطلبه من الجمهور العربى من الخليج إلى المحيط.. أنا بحب المصرى يصوت للمصرى ولغير المصرى، مشيرا إلى أن نانسى عجرم عضو لجنة التحكيم مثلا كانت تحب وائل جدا، ولكنها لم تعطه كارت الإنقاذ، لأنه لم يغن جيدا، وأحلام أيضا كانت معجبة بصوت فارس على الرغم من خلافى معها إلا أننى أعطيته كارت الإنقاذ.. لا توجد أى شخصنة فى أحكام لجنة التحكيم، ولذلك أطلب من الجمهور الذى يصوت أن لا يعطى صوته إلا لمن يحب.. «ما المفروض نحكى مصرى ولبنانى وخليجى، فقط نحكى عربى».

سألته: أحيانا أشعر أنكم أنتم كأعضاء لجنة تحكيم تسيِّسون البرنامج، وتتحدثون فى السياسة، بينما تطالب أنت الجمهور بعدم الحديث فى السياسة؟!

- أكد راغب علامة ردًّا على هذا السؤال، أنه هو شخصيا تحدث فقط عن الإجرام الذى يرتكب فى حق العراق وسوريا وشعب البلدين.. كنت أود أن أذكر شعب البلدين، إننا جميعا كعرب نتعاطف مع الأطفال والنساء والشيوخ، وبالتالى هذا موقف يجب إعلانه، قلت لمتسابقى البلدين أنتما سفيران حقيقيان لبلديكما، وليس الساسة الذين يرتكبون المجازر، فالمطربون هم سفراء السلام والمحبة.

انتهى الحوار مع المطرب اللبنانى راغب علامة، ولم ينته الجدل حول أهمية الغناء فى عالم عربى يغلى بالأحداث السياسية المحزنة.

لكن الحقيقة المشرقة فى كل ما يحدث، هى أن السياسة تفرق والغناء يجمع شمل العرب نغمات وكلمات يحفظها الشعب العربى من خليجه إلى محيطه.

حضرت «أراب آيدول» فى ليلة كان يحييها الملك محمد منير، الذى أشعل مسرح البرنامج بحضوره وصوته وأغنياته قديمها وجديدها.. غنى «الليلة يا سمرة» من ألبوم «شبابيك» كلمات الراحل العظيم فؤاد حداد، قال منير يومها إنه غنى هذه الأغنية للأرض العربية! لم أستسغ الجملة من منير، رغم عشقى للأرض العربية! لكن هذه الأغنية كتبت لمصر، وغناها منير لمصر.. استغربت هذا الحس القومى الذى نما لمحمد منير فجأة، وقلت ربما الكلمة ليست نفاقا، وربما أنه حسن النية يرغب فى توحيد العرب تحت راية الغناء، كما يفعل «أراب آيدول»!

ملف خاص.. «آراب آيدول»

من يفوز فى مسابقة السياسة والغناء؟

كتبت- حميدة أبو هميلة:

أحلام كانت تعبّر بتلقائيتها المعتادة التى تصل غالبا إلى حد التهور عن حبها الجارف للمتسابقة برواس حسين: «أنا ضد أن تنسب برواس لكردستان وأنا أبغى أن يكون اسمك من اليوم برواس من العراق».. ومن هنا تحولت ساحة برنامج «arab idol» إلى ملعب للسياسة، أو بمعنى أكثر دقة البرنامج جعل الحكومات العربية تنزل من فوق وتجلس فى صفوف المشجعين تصفّق وتنحنى وتقطع عشرات الأميال لتحجز مقعدا مميزا تتابع منه تلك المواهب غير المعتادة التى تفوقت هذه المرة وببساطة على أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم، هناك من يخلطون السياسة بالغناء، وعلى أرض مصر يخلطونها بالدين، ماذا سيفعل المواطن العربى؟

رأْى أحلام غير المحسوب فى الحلقة العاشرة من الموسم الثانى من البرنامج الذى تبثه «إم بى سى» فى حلقتين مباشرتين أسبوعيا، كانت له توابع، وربما كانت تلك التوابع ضغطا من إدارة الشبكة التى أدركت أنها وقعت فى ورطة ما «من ضمن تلك الورطات التى تسببها أحلام لهم دومًا»، حيث حاولت القناة إصلاح ما يمكن إصلاحه، «طبعا دون تصريح مباشر بالاعتذار أو الرد كما هى عادة المحطة السعودية». فقد عادت أحلام واعتذرت وحيَّت إقليم كردستان العراق فى الحلقة التالية، ثم جاءت حلقة الجمعة الماضية «31/ 5/ 2013» لتشهد مصالحة أكراد العراق مرة أخرى، عن طريق استضافة ممثل حكومتهم وزوجته فى الصفوف الأولى، وتوجيه التحية لهم من قِبل اللجنة أكثر من مرة، وذهاب أحلام إلى مقاعدهم والتقاط الصور الشخصية معهم، معبرة عن امتنانها لهم. ما يحسب للبرنامج هنا أنه جعل الجمهور العربى يتعرف أكثر على ثقافة إقليم كردستان لدرجة أن لجنة التحكيم بالغت فى تحيتها ونطقت بالكردى لأجل عيون برواس، وتزايد مشجعو المتسابقة الكردية التى تبذل جهدا كبيرا فى تعلم العربية من العرب يوما بعد آخر، هى تتعلم العربية وجمهورها الكردى أيضا يحاول أن يفهم ماذا تقول ابنتهم التى تمثلهم، وهذه نقطة أخرى تُحسب للبرنامج.

السياسة أيضا كانت عنوانا لرحلة المتسابق الفلسطينى الأوفر حظًّا فى نسبة التصويت والجماهيرية محمد عساف بدءًا من مشاركته الاستثنائية فى السباق، حيث تأخر بسبب معاناته فى مغادرة غزة، مرورا بانتشار معلومات وفيديوهات توضح أشكال دعمه لحركة فتح، وزعيمها الراحل ياسر عرفات، الأمر الذى جعل من الطبيعى أن يهاجمه من ينتمون إلى حركة حماس، وأصبحت المقاهى الفلسطينية مكانا يمتلئ بمشجعى عساف كل جمعة وسبت، حيث يشاهدونه فى شاشات عملاقة، ومؤيدى حماس يمتنعون ويهاجمهونه، بل هناك من قال إنهم سيحاولون منعه من العودة إلى منزله فى غزة وهى الأخبار التى تم نفيها فى ما بعد، أيضا إسرائيل التفتت إلى ظاهرة عساف وقدم تليفزيونها تقريرا مفصلا عن سيرته.

البرنامج بالطبع انحاز إلى من يشجع مشتركه واستضاف ياسر محمود عباس نجل الرئيس الفلسطينى فى حلقة الأسبوع الماضى، وجلس فى الصفوف الأولى أيضا، واهتم بتشجيع عساف، خصوصا أن الرئيس الفلسطينى كان قد سبق واتصل بالمتسابق، وقال له: «نحن ندعمك لأنك ثروة قومية»، لم تنسَ المحطة أيضا أن تشير بأكثر من وسيلة إلى معاناة أسرة المشترك الفلسطينى فى السفر من غزة إلى بيروت لمشاهدة ابنها وهو يحقق نجاحا تلو الآخر على الهواء مباشرة. معاناة الفسلطينيين نقلتها شاشة «arab idol»، كما نقلت الهمّ المصرى أيضا من خلال استضافة محمد منير الذى استطرد فى الحديث عن ضرورة لَمّ الشمل، وعن الأمل فى تحسن الأوضاع، حتى إنه قال إن أغنيته الشهيرة «الليلة يا سمرة» كانت عن الأرض العربية، فلم تخلُ طلّته من السياسة. نصيب سوريا من البرنامج كان فى معظمه بكاء، فرح يوسف تبكى، وعبد الكريم حمدان يبكى وجمهورهما يتأثر ولا يجد وسيلة لمواساتهما سوى التصويت، معروف أن تليفزيون الشرق الأوسط «mbc» يدعم الثورة السورية بشكل أو بآخر، وربما كان هذا سببا فى تسليط الضوء على معاناة المشتركَين السوريَّين اللذين يتمتعان بموهبة حقيقية، حتى إن القناة دائما ما تستعين بالعبارة التى قالتها نانسى عجرم لعبد الكريم: «هيدى الأصوات اللى بدنا نسمعها مش أصوات المدافع» فى الفواصل، كما تعرض فى حلقات الكواليس بشكل مستمر بكاء عبد الكريم الذى يتقن أداء القدود الحلبية، والمواويل الدمشقية الحزينة، شوقًا إلى أهله خصوصا أن شقيقه متطوع فى الجيش السورى الحر، وهو هنا يحصد التعاطف الإيجابى غير المشكوك فيه من قِبل الجمهور، بغض النظر عن نيات المحطة سواء كانت طيبة أو لها هدف سياسى بحت، فالبرنامج تحوّل إلى ما يشبه جامعة الدول العربية، الكل يعرض مصيبته، ويتسابق فى إظهار معاناته، وعلى الجمهور فقط أن يرسل برقم المشترك الذى يختاره فى رسالة قصيرة لرقم بلده الذى يظهر على الشاشة... فمن يفوز؟!

فرح يوسف.. متعددة المواهب والاهتمامات

كتب- رامى المتولى:

مواهب السورية فرح يوسف واهتماماتها يؤكدان أنها استغلت سنواتها الـ23 استغلالًا أكثر من جيد، فهى لا تركز فقط على المجالات الفنية بل تتخطى ذلك إلى ممارسة عدة رياضات، لكن تظل الموسيقى هى شاغلها الأول، فمنذ صغرها تسافر وتغنِّى، علاقتها بالمسرح والجمهور تمتد لسنوات عمرها الأولى، بعد أن توسطت المسرح فى مركز دبى الثقافى منذ 16 عامًا لتؤدى أغنية «ست الحبابيب» أمام الجمهور، والاستحسان الذى لاقته جعلها تسعى وراء رغبتها فى أن تصبح فنانة شاملة تعمل على نفسها وتطور مواهبها، وتمارس كل ما يمكن أن يخدم هدفها سواء فى الدراسة أو الرياضة. غناؤها فى أبو ظبى لم يكن سوى خطوة أولى فى طريق ما زالت تسير عليه فرح وتعزز خطواتها من خلال اشتراكها فى برنامج «أراب آيدول».

النجاح الذى تعيشه فرح إثر مشاركتها فى البرنامج الذى دخل عامة الثانى، لم يكن ضربة الحظ، أو الخطوة السهلة التى مكَّنَتها من قلوب محبيها من جمهور البرنامج والعالم العربى، بل نتاج خطوات أخرى صغيرة حاولت من خلالها فرح أن تحقق حلمها، عانت بعد رفضها من برنامج «ستار أكاديمى» فى نسخته الثامنة، لكن هذا لم يجعلها تتخلى عن الحلم وما سعت لتحقيقه، هذا الصوت القادر على التشكل بكل الألوان، يغنى بعديد من اللهجات التى يضمُّها اللسان العربى، وكذلك الغربى.

رحلة طويلة قضتها فرح، بعد قصف تَعرَّض له منزل عائلتها فى سوريا جعل فى العاصمة اللبنانية بيروت منزلهم الجديد، فرح نفسها لم تستقر ولم تهدأ، سعت للحصول على منحة للدراسة فى إيطاليا ونجحت، لتضيف إلى خبراتها الغناء الأوبرالى، وتتعمق أكثر فى دراسة الموسيقى والغناء بطابعه الغربى، إضافة إلى الغناء الشرقى الذى تجيده وتَربَّت عليه منذ صغرها. صاحبتها فى هذه الرحلة أيضا الرياضة التى تحرص فرح دائما عليها كمكمل لها، فهى تمارس السباحة والجودو وحصلت فيه على الحزام الأسود، وكذلك تعشق الرقص، مما يجعلها فنانة شاملة وليست فقط مطربة، ويؤكد معرفتها لحلمها منذ البداية وإصرارها عليه وتحقيقه مهما قابلت من صعاب وكبوات.

برواس حسين.. ملكة التحدِّى

كتبت- فايزة هنداوى:

برواس حسين.. تلك الفتاة العراقية الكردية التى نجحت فى تحدى الانتقادات والهجوم التى تعرضت له، لتتمكن فى النهاية من الوصول إلى نهائيات «أراب آيدول» مع ستة متسابقين آخرين.

برواس من مواليد 1988، وهى ما زالت طالبة فى معهد الفون الجميلة، متزوجة بالفنان الكردى كوران صالح ولها ابنة تُدعَى «غونا». المرّة الأولى التى وقفت فيها على المسرح كانت فى مهرجان كلية الفنون الجميلة فى حفل كردى فلكلورى حيث غنّت أغنيات تراثية عديدة ونالت استحسانًا لدى الجمهور. اكتشفت برواس موهبتها من خلال زوجها، الذى كان خلال فترة الخطوبة يقول لها دائمًا إنّها تمتلك صوتًا جميلًا ويُشجّعها على المضىّ فى المجال الفنى،

وكانت أصولها الكردية سببا فى الهجوم عليها من قِبل بعض الجماهير الذين اعتبروها غير عربية، رغم أن البرنامج مخصص للمواهب العربية، وقد حاولت التغلب على ذلك من خلال تقديم عدد من الأغانى العربية القديمة ومنها أغنية سيدة الغناء العربى أم كلثوم «بعيد عنك» التى تألقت فى أدائها بلغة عربية ممتازة، مؤكدة أنها تعشق الفن العربى والأغانى العربية القديمة، كذلك غنت فى إحدى المرات «مقادير» لطلال المداح، وتميّزت فيها أيضا.

وتعرضت برواس لحملات عنيفة من بعض رجال الدين أبرزها ما ورد فى شريط فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى لرجل دين يشنّ فيه هجومًا عليها وينعتها بأوصاف مُخِلَّة. لكنّ محبى برواس حسين شنّوا حملات مضادة للدفاع عن «نجمتهم» وأصدروا بيانا جاء فيه «إذا اعتبرنا أن التشهير جريمة، فلا جريمة من دون عقاب، وهذا ينظَّم بقانون، لكننا فى الإقليم نفتقر إلى هذا القانون الذى ينظم كيفية إدارة المنابر العامة أو منابر المساجد واستخدامها، وهذا هو أساس المشكلة. لا نملك رادعًا للحد من هذه الحالات».

زياد خورى.. غازى القلوب

كتب- رامى المتولى:

هو الأول.. الفاتح، فعلى الرغم من تصوير حلقات برنامج «أراب ايدول» فى لبنان، وأن اثنين من لجنة التحكيم يُعَدَّان من أهم الأصوات فى العالم العربى لبنانيان أيضا، فإن الموسم الأول من البرنامج لم يضم بين جنباته صوتا لبنانيا. قد يكون هذا ما أثار حفيظة زياد خورى، المشترك اللبنانى الأول فى البرنامج بموسميه، للسعى بكل جهد للاشتراك فى البرنامج فى نسخته الثانية، بعد أن تابع الموسم الأول متعلقا بكل تفاصيله، ويرى فى نفسه القدرة والموهبة للوصول إلى القمة، متسائلا: هل غابت شهرة لبنان ولم يعُد يُخرِج أصواتًا جبلية؟ تلك الخامة من الصوت التى تتميز بالقوة والجمال والمساحات الصوتية العريضة بمواويلها وكلمة «أوف» التى تعادل «يا ليل» فى مصر. هذه الثقة دفعت زياد المنحدر من عائلة فنية بالأساس لكنهم هواة، أن يترك عمله كمحاسب ويقرر الذهاب لـ«أراب آيدول» ليحقق حلمه ويصبح اللبنانى الأول الذى يشارك فى البرنامج واللبنانى الأول الذى يقتنص اللقب خصوصًا أن المنافسة تبلغ من القوة أنه حتى الأصوات القوية ستخرج، بعد أن يصبح الجمهور هو الحكم، ويخرج الصوت الجميل من معادلة الفوز ليحل محله الجمهور وتفاعل المتسابق معه. زياد يعرف ذلك جيدا، وبينه وبين جمهوره جسور وطرق، لا يخشى أن يصحب معه صوته إلى أى منطقة من بلاد العرب، شاديًا بلهجته ضامًّا أهلها إلى جمهوره بكل سهولة، تساعده موهبته على هذا التنويع، لذلك ستجد له جمهورًا فى العراق ومصر ولبنان وسوريا ومختلف البلاد العربية، على الرغم من وجود متسابقين من هذه الدول ينافسونه.

سنواته الخمس والعشرون ضمَّت 13 سنة من الفن، فوالد زياد وجدته المتوفاة كانا يشجعانه دائما، ومع ملاحظة والده صاحب الموهبة أيضا قوة صوت زياد ليسعى إلى تنمية هذا الصوت والاهتمام به.

أحمد جمال.. ملك السلطنة

كتب- رامى المتولى:

خطوات أولى واثقة، حاملا عوده مع وجه أسمر وابتسامة مميزة واثقة هى الأخرى من نفسها ومن صاحبها، يجيب عن أسئلة الحكام الأربعة، مانحا إياهم معلومات بسيطة عنه، ليعرف جميع من يتابع البرنامج الشهير «أراب آيدول» وحكامه من هو «أحمد جمال.. عندى 24 سنة»، يجلس ويضرب أوتار عوده، حاملا نغمات موال «أشكى لمين الهوى» الذى احتكره الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، السهولة التى خرجت بها «يا ليل» أساس «السلطنة» عند المصريين، عززت من الثقة وحسمت خيار الحكام بالموافقة على تأهل أحمد، ليصعد ويدخل فى منافسات البرنامج حتى قبل أن ينهى غناءه، وكما دخل بثقة خرج بها ومعه بطاقة تأهله، وبدء رحلة المنافسة مع أصوات لا تقل عنه جمالا وموهبة. الشاب الذى اختار التخصص فى مجال الصيدلة، مفضلا إياه على الطب، على الرغم من أن مجموعه يسمح بدخوله كلية القمة فى مصر -كما يرغب والده- لكنه فضل أن يكون صيدلانيا إرضاء لفضول قديم تجاه هذا المجال دفعه إلى العمل صغيرا فى إحدى الصيدليات، لكن هذا التفوق الدراسى لم يكن بعيدا عن الموسيقى، فمنذ اللحظة التى أبدى فيها ميلا ناحيتها، لم يتردد والده فى أن يضمه إلى معهد الموسيقى العربية، منذ إن كان فى العاشرة من عمره، ولم تمض أربع سنوات حتى بد أعوده يصاحبه، فى أغنياته السبع التى أنتجها بمشاركة أصدقائه.

سلمى رشيد.. سلطانة «أراب آيدول»

كتبت- فايزة هنداوى:

المغربية سلمى رشيد هى أصغر متسابقة فى «أراب آيدول» 18 سنة ومع ذلك دائما ما تظهر عليها الثقة عند ظهورها وغنائها على عكس عدد من المتسابقين، رغم أنها لم تغنِّ قبل أمام ذلك لجمهور أو على المسرح، حيث كان يقتصر غناؤها لأصدقائها وأهلها فقط، إلا أن ثقتها بموهبتها وبصوتها مكنتها من الوقوف أمام لجنة التحكيم والجمهور والغناء دون اهتزاز أو خوف رغم وقوفها فى مرحلة الخطر أكثر من مرة.

سلمى «المشتركة المغربية الوحيدة بعد خروج يسرا سعوف، كانت تتميز طيلة البرنامج باختيار الأغنيات التى تمثل تحديا كيرا وهى أغانى الطرب الأصيل، وقد أعلنت إعجابها أكثر من مرة بالمطربة المغربية أسماء لمنور التى قالت عنها إنها مثّلت المغرب خير تمثيل.

الغناء ليس الهواية الوحيدة لسلمى، من ضمن هواياتها أيضا، تصميم الأزياء، إلا أنها كانت حريصة فى أثناء البرنامج أن تؤكد موهبتها فى الغناء، وعدم التركيز على الظهور بأزياء مميزة، تركت مهمة تصميم الأزياء لمصمصم الملابس الخاص بالبرنامج.

وكان محبو سلمى قد اتهموا قناة «إم بى سى» بتهميشها وعدم الاهتمام بها مثل زملائها وخصوصا محمد عساف وفرح يوسف وبرواس حسين، واعتبروا أن المحطة تفضل هؤلاء المتسابقين على سلمى رغم أنها تمتلك صوتا مميزا وكتبوا بيانا طالبوا فيه بتوقف تهميش سلمى التى أطلقوا عليها «سلطانة أراب آيدول» وقالوا إن المحطة تتجاهل سلمى فى التقارير التى تعرضها على مواقع الإنترت وموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

وتعرضت أحلام لهجوم شديد من معجبى سلمى بسبب سخريتها فى بعض الأحيان من أدائها، وأكدوا أن سبب سخرية أحلام من سلمى هو أن راغب علامة يدعمها بقوة، وكان السبب فى بقائها فى المسابقة، بعد أن وصلت إلى مرحلة الخطر، حيث منحها بطاقة الإنقاذ، مشيرين إلى الخلافات الدائمة والمتكررة بين راغب وأحلام فى أثناء الحلقات، مما جعل الأخيرة تنتقم من راغب من خلال السخرية من سلمى رشيد وأدائها.

محمد عساف.. يوحِّد الشعب الفلسطينى

كتبت- فايزة هنداوى:

رغم الأزمات التى يعيشها الفلسطينيون، بين نار الاحتلال الصهيونى، ونار الانقسام الفلسطينى، إلى تابعين لفتح وآخرين تابعين لحركة حماس، فإن محمد عساف، المتسابق الفلسطينى فى برنامج «آراب آيدول»، يوحِّد هذا الشعب لتشجيعه ودعمه بشتى الطرق.

عساف شارك فى البرنامج بالصدفة، بعد أن تأخر على موعد «الكاستنج»، وكان على وشك العودة إلى غزة يجر أذيال الخيبة، لولا أن رمضان أبو نحلة الفلسطينى الذى يعيش فى السعودية ويدرس فى كلية الهنسة جامعة 6 أكتوبر، تنازل له طواعية عن بطاقته ليشارك بدلا منه، وذلك لإيمانه به، لأن عساف معروف جيدا للفلسطينيين.

خان يونس هى البلد التى يعيش فيها عساف والتى اعتاد أن يمارس فيها هوايته بالغناء التى ورثها عن والده ووالدته وإخوته الذين يتمتعون جميعًا بصوت مميَّز، فبدأ يمارس الغناء فى الحفلات المدرسية والمخيمات الصيفية والحفلات العائلية.

كما اشترك فى مسابقة مارسيل خليفة التى تقام فى فلسطين سنويا، وفاز عام 2008 بالمرتبة الأولى. بعد أن غنى أغنية «يا عينى على الصبر» للمطرب اللبنانى وديع الصافى، وقد حاز إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم فى كل ما يقدمه من أغانٍ، ودشن له الفلسطينيون حملات تصويت فى فلسطين وشاشات عملاقة فى الشوارع لمشاهدة حلقات البرنامج.

كارمن سليمان.. صاحبة التاج

كتب- رامى المتولى:

هى «أراب آيدول» رقم 1، محبوبة العرب ذات الـ18 ربيعا، الصوت الذى اقتنص اللقب فى الموسم الأول من البرنامج الشهير الذى قام على أنقاض برنامج «سوبر ستار» الذى كانت الفضائية اللبنانية تنتجه وتبثه عبر شاشتها، بعد الصراع مع المغربية دينا بطمة انتهى بتتويج كارمن سليمان، لتخرج الأخيرة من تجربة البرنامج بكل ما حوته من ضغوط عصبية وشد وجذب دائم، إلى ضغط عصبى من نوع آخر، حيث كانت مطالبة بالتركيز على مستقبلها الدراسى، فلم يكن يتبقى على امتحانات شهادة الثانوية العامة سوى شهر قضته كارمن فى الدراسة بعيدا عن الفن ومتطالباته.

كارمن التى أصبحت طالبة فى كلية الإعلام، شاركت زملاءها فى الموسم الثانى بنصائح تدعم استمرارهم فى منطقة الأمان بالبرنامج. مشاركة الحكام فى هذه المهمة التى تعد حاليا أهم ما يمكن بعد دخول البرنامج فى مراحله الأخيرة وغياب دعم الحكام ليبقى المتحكم الوحيد هو الجمهور الذى سبق ودعم اللقب وأوصله إلى كارمن، التى سارت على ذات الخطى التى سار عليها المتسابق المصرى أحمد جمال، فكلاهما تقدم للمنافسة فى برنامج «مودرن ستار»، لكن الأحداث السياسية حالت دون استمرار البرنامج، فذهب أحمد لأداء الخدمة العسكرية وذهبت كارمن إلى «أراب آيدول» لتحصد اللقب الذى ما زال حائرا بين المتنافسين الذين يحظون برضا وثقة الحكام بلا استثناء، كما كان الحال مع كارمن.

والدة كارمن صاحبة الصوت الجميل هى من انتبهت لموهبة ابنتها وسعت إلى تنميتها حتى وصلت إلى مكانتها التى أهلتها لحصد لقب أفضل صوت صاعد بجوائز «الميما» وتحظى أيضا بدعم كامل من أسرتها التى تساند مسيرتها الفنية والدراسية طوال الوقت، حيث لم تمنع أصولها المحافظة وانتماؤها إلى محافظة تقع ضمن نطاق ريف الدلتا أن يسهم حتى والدها بقدر ما فى نجاحها، حيث صمم لها فستانها التى ظهرت به فى أثناء تسلم جائزتها من «الميما» ولم يمنعه أيضا من الدفاع عن مصالح ابنته عندما سرت شائعة تقدم الإماراتى عبد الله بالخير لخطبتها، مؤكدا أنه يفهم جيدا المكانة التى وصلت إليها ابنته وأن الشائعات جزء أصيل من التطور الذى يحدث لها فى حياتها، واضعا مستقبلها الدراسى والمهنى على رأس أولويات عائلته.

الشائعات لم تكن السلاح الوحيد الذى تم توجيهه إلى كارمن الموسم السابق، بل شكك كثير ممن يتابعون البرنامج فى أحقيتها باللقب والتتويج بعد أن لعبوا على ورقة أنه لم يكن الظهور الأول لكارمن، بعد حصدها للقب أفضل مطربة تحت سن 16 سنة من مهرجان الموسيقى العربية، مؤكدين أن هذا هو الدليل على احترافيتها وكونها ليست هاوية تنافس هواة على الشهرة واللقب، لكن إدارة البرنامج أكدت أن الشهرة النسبية للمتسابق فى بلده لا تعنى احترافه، لتفتح الحادثة الطريق أمام متسابقين آخرين فى نفس حالة كارمن بالتنافس تحت مظلة البرنامج بأريحية، وفتح المجال لكارمن نفسها فى التعاون مع عدد من الموسيقيين العرب لتبنى شهرتها ونجاحها، دون النظر لما قد يشكك فى أحقيتها باللقب، وذلك دون أن ينقص من المواهب الصاعدة فى التألق، حيث سبقتها زميلتها المغربية فى إنتاج فيديو كليب، وتحقيق شهرة هى الأخرى.

التحرير المصرية في

09/06/2013

 

«صاروخ» محمد عساف

فجر يعقوب

يصف المغني اللبناني راغب علامة المتسابق الفلسطيني الشاب صاحب الرقم 3 محمد عساف في برنامج «آراب آيدول» بأنه صاروخ. الواقع أن الشاب الوسيم الآتي من مدينة غزة الذي أثبت جدارة واضحة في الغناء ليس بحاجة لهذا النوع من الألقاب. لا تكمن الاشارة بالطبع إلى أنواع معينة من «الصواريخ» التقليدية التي نقرأ عنها ونشاهدها عبر الفضائيات تطير فوق رؤوسنا وتنشر الرعب في الأمكنة التي تعبرها. ليس هنا مكان تعريف هذا النوع من الصواريخ، وبخاصة أنه يكثر الحديث عنها مع اشتداد بعض الأزمات التي تكاد تعصف بكل شيء من حولنا. حتى أن ما يدور يومياً من جدل حولها يكاد يجعل نوعية الحياة التي نحلم بها مستحيلة. بالتأكيد لا يريد راغب أن ينضم بأحكامه الى هذه النوعية من الصواريخ التي نقصدها، وليس عساف من هو مؤهل لها، فهو يجيء من مدينة عانت على الدوام من الصواريخ الاسرائيلية، والأكيد أنه ليس بحاجة لمن يذكره بها الآن على الأقل، وقد بات واضحاً أن هذا المغني الشاب يغيّر قليلاً في حياة الفلسطينيين عبر انتقالهم «افتراضياً» على الأقل من مناطق الخطر والحظر إلى مناطق ليست جديدة عليهم، فما هو محلل للآخرين هو كذلك محلل لهم، ولطالما عرفت الأراضي الفلسطينية أنواعاً مختلفة من الغناء عبر استضافة مغنين عرب ولم يخطر ببال أحد أن يقوم بتجديد المنع والتحريم إلا حين نجح «الصاروخ» محمد عساف.

لا تكمن القضية في قبول المغني الشاب للقب أو عدم قبوله، لكنّ مجيئه في لحظة فاصلة وغامرة تعطي لحياة الفلسطينيين كل ما من شأنه أن يساهم بتغيير تلك اللحظات المتجهمة التي جرى تعريفهم من خلالها، وليست الحياة الصعبة التي عبروا من خلالها كل المضائق الصعبة التي وقفت في طريقهم إلا نوعاً من الامتياز الذي حصلوا عليه خلال السنوات التي عبرت من فوق رؤوسهم مثل كل الصواريخ التقليدية التي أطلقتها اسرائيل باتجاههم.

والأكيد أن راغب لا يقصد باللقب إلا «مديح» المغني الشاب وهو يقف على مسافة قريبة منه، ويقدم له الدعم الواضح في مسيرته الفنية المهددة حال عودته إلى مسقط رأسه. يظل أن ظاهرة «الصاروخ» محمد عساف لن تقف عند حدود الحظر الذي ستتعرض له حال الانتهاء من برنامج «آراب أيدول»، إذ تبدو مؤشراً على انطلاقة جديدة وحياة جديدة يحلم بها الفلسطيني في بعض عناوينها الكثيرة، طالما أنه ليس بحاجة الى قرار وصائي من هنا أو هناك، فالمنع الذي مورس ضده في العقود الماضية بحجة المحافظة على هويته يكاد ينتهي مع الانتشار «الديموقراطي» لوسائل الاتصال الشامل، واسألوا عساف نفسه عن حكمة أن يكون صاروخاً غنائياً في هذا الوقت.

الحياة اللندنية في

09/06/2013

«انفصام» مُشاهد التلفزيون العربي

بين رهافة «أراب آيدول» ومشهدية العنف

بيروت - مايا الحاج

يستوقفنا في هذه الفترة الحُبلى بالثورات والنزاعات والحروب، تعاطي المشاهد العربي مع كلّ ما يحدث من حوله. فلنتخيّل المشهد معاً. إنّه يرزح في بيته متسمّراً أمام شاشة التلفزيون أو الإنترنت. فلا شيء في الخارج يُشجّع على الخروج من المنزل. الحالة النفسية متدهورة والأوضاع العامة مُضطربة. يحمل بيده جهاز التحكّم ويتنقّل من محطّة إلى أخرى. يتابع صورة الهدم والدمار حيناً، والحياة والغناء حيناً آخر. الصورتان المتناقضتان تجذبان المشاهد نفسه. الأولى تنقل صور الأشلاء والرؤوس المقطعة، والأخرى تنقل مشاهد الرقص والطرب والغناء... «يترنّح» المشاهد العربي لا مبالياً بحالة الانفصام التي يُعانيها. يلتهم وجبته اليومية من مشاهد العنف، ليتحلّى بالوجبة الفنية «المُسليّة» عبر برنامج «آراب أيدول-2» الذي يُحقق نسبة مشاهدة عالية، على رغم كلّ ظروف عالمنا العربي. قد يبدو المشهد هذا سوريالياً في ظاهره، لكنّه مع كلّ غرائبيته، يبقى واقعياً. وهذا ما يضعنا أمام سؤال: أيّ شيزوفرينية يعيشها المشاهد العربي اليوم؟

ربما يعتقد بعضهم أنّ هذا التأرجح بين عالمين مختلفين حدّ التناقض ناتج من فكر عبثي يتخبّط فيه الإنسان العربي في لحظة مخاض يعيشها عالمه، وبعضهم الآخر يرى أنّ متابعة برامج الترفيه والغناء ليست إلاّ ردّ فعل ضدّ ثقافة الخوف والموت والدمار التي تجتاحه. ومع أنّ الأجوبة تنعدم في مثل هذه الحالة الضبابية، حاولنا إيجاد تفسيرات منهجية علمية من شأنها إيضاح الصورة. وحول هذه الظاهرة تقول المحلّلة النفسية أنيسة الأمين مرعي: «متابعة المشاهد لصورة الموت والدمار من جهة واللعب واللهو من جهة أخرى، تدفعنا إلى البحث عن موقع المشاهد وعن حالته النفسية في مثل هذه الظروف. وهنا أقول إنّ الإنسان، تتقاسمه طاقتان. الأولى هي طاقة العنف والموت والتدمير، والثانية هي طاقة الحبّ والجنس والحياة. أمّا مشروع الحضارة فيعمل على ترويض طاقة العنف والموت والهدم وتطويعها وتحويلها إلى طاقة بناء. هكذا تُمسك طاقة الحياة بطاقة العنف وتعمل على هدمها وإحلال فرح الحياة مكانها».

وتربط مرعي هذه الحالة النفسية بواقع المشاهد العربي «المُسلم»، وقصدت بالمسلم كلّ من تربّى في بيئة إسلامية ناطقة بالعربية أكان مؤمناً مُلتزماً أم علمانياً: «المشاهد العربي المسلم هو اليوم أمام مشهد إعلامي ينقل الفوضى والدمار والذبح... وهو في الوقت ذاته مدفوع عبر الإعلام للعمل على تنْقيَة طاقته العنفية باتجاه ما، لكونه مشاهداً منتمياً طبعاً. هكذا يوجهه الإعلام باتجاه تهديد العدو وتهديد الذات. وهنا تكون لهذه التنْقيَة (canalysation) وظيفة مزدوجة، علماً أنّ العدو قد يكون هو القرين والشبيه والقريب. ولها أيضاً وظيفة علاجية تساعد على تسييل العنف باتجاه ما، ووظيفة ثالثة هي التأثيم أو بمعنى آخر إنتاج القلق، لأنّ إنشاء العداوة مع الآخر هو علاج يُخلّص الإنسان من عنفه الداخلي وتوجهه باتجاه العدو الذي قد يكون هو الجار أو القريب أو الشريك في الوطن والثقافة والهوية. لكنّ هذا التشفّي يُخلّف لديه شعوراً بالذنب والإثم والقلق بسبب عداواته مع القريب الذي لا يختلف عنه شكلاً أو لغةً. وهذا القلق الذي يسكن الإنسان في ظلّ هذه الظروف هو ما يدفعه نحو الخروج من عالم الكره والعنف والدمار إلى عالم اللهو والضحك والفرح».

وتؤكّد مرعي أنّ انغماس المشاهد «المُنتمي» في أجواء العَداء والعنف والكراهية يخلق لديه حالة القلق التي لا يشفى منها إلاّ بمشاهدة الصور المُضادة التي تأتي دفاعاً ضدّ خوفه وقلقه. وتُضيف: «إنّ الانتقال من هذا المشهد إلى ذاك هو بمثابة لعبة إيجاد توازن نفسي. فمشاهدة العنف قد تكون شفاءً من طاقة العنف التي نختزنها، ولكأنّ اللهو هو شفاء من حالة القلق التي تُمزقنا. ولكن في الحالتين، لا يجد المشاهد شفاءه في أيّ من المشهدين، بل يُشبّه له بأنّه شُفي. ويبقى الحلّ الوحيد هو في الحبّ والرغبة في البناء الحقيقي من طريق العودة إلى إنسانيتنا والتفكير بعقلنا».

أمّا الناقد السينمائي التونسي خميس خياطي فيُحاول تفسير هذا التناقض انطلاقاً من نموذج المُشاهد التونسي، فيقول: «الانفصام في الشخصية هو من سمات المشاهد التلفزيوني المثالي، إضافة إلى ما يُمكن تسميته «البصبصة» أو التلذذ بمآسي الآخرين. فهو يُقبل على هذه النوعية من البرنامج ونقيضها التام وفق مؤسسات سبر الآراء - على المستوى التونسي على الأقل. إنّ البرامج التي يتابعها المشاهد التونسي المتوسط (وفق مؤسسة «سيغما كونساى» مثلاً) هي برامج من هذه النوعية المأسوية وعلى شاشات خاصة مثل «عندي ما نقلك» على قناة التونسية (34.7 في المئة) و «المسامح كريم» على قناة «حنبعل» (12.1 في المئة) وكلاهما للأخوين علاء وعبد الرزاق الشابي. علماً أنّ 1 في المئة يساوي مئة ألف مشاهد.

وتأتي الأخبار بنسبة 17 في المئة، وجميعنا يعلم ما نوعها وماذا تحمل في هذه الايام... وإن تركّز اهتمام التونسي الاساسي على قنواته المحلية – وهو أمر ما كان موجوداً قبل الثورة – مع هجرة للقنوات الإخبارية العربية («الجزيرة» و«العربية»)، فإنه لازَم متابعة قنوات الترفيه العربية مثل باقة «أم بي سي» التي تأتي بعد القنوات المحلية بنسب عالية... وبالتالي، نجد أنّ الالتحام بالترفيه بمشاهدة برامج من نوعية «آراب أيدول» أو تلك التي تعرض مآسي الآخرين ليست إلا ردّ فعل طبيعياً وهي من قبيل النقاهة الحسية... إنها باختصار ردّ فعل إيجابي ضد التآكل الذي يحركه الواقع العربي كما العالمي اليوم من دمار وقتل وانتفاضات وعدم أمان». 

«أراب آيدول» والتحكيم

راسم المدهون

لا يزال «أراب آيدول» برنامج المسابقات الغنائية الأجمل والأكثر نضجاً بين عدد من البرامج المشابهة التي تابعناها خلال العقد التلفزيوني الفائت. على رغم ذلك تظلُ نقطة الضعف التقليدية لهذا اللون من البرامج موجودة وواضحة للعيان مثله في ذلك مثل بقية تلك البرامج: لجنة التحكيم.

لا يتعلق الأمر هنا بهذا الإسم أو ذاك من الفنانين المعروفين، ولذلك لا نعتقد بأن تجاوز الخلل ممكن بتغيير لجان التحكيم واستبدال المشاركين فيها، إذ إن الأمر هنا يتعلق بدور لجنة التحكيم.

ما هو دورها بالضبط؟

إذا تجاوزنا المرحلة الأولى، أي غربلة الرَاغبين في المشاركة من بين أعداد كبيرة من الهواة، سنجد أن من العسير العثور على دور محدّد، أو حتى ملامح دور تلعبه اللجنة وتقنعنا من خلاله بأن وجودها يتجاوز الشكلية، ويشكل ضرورة للمشاركين أو المشاهدين.

لم يعد كافياً ولا مقنعاً حديث أعضاء اللجنة المتكرر لكل مشاهد عن «عربه الموسيقية» أو حتى «جواباته» في الغناء، فالتحكيم يتجاوز بالتأكيد هذا. سيقال رداً على هذا إن اللجنة ليس من عملها أن تقدم آراء تفضيلية بين هذا المشارك أو ذاك، وهي لهذا تلتزم بالتعليقات العامة، لكنّ هذا أيضاً غير مقنع ولا نعتقد بأنه يليق ببرنامج مسابقات غنائية لانتقاء أصوات سيكون لها شأنها في مستقبل حياتنا الفنية.

ضعف دور لجنة التحكيم في أدائها، يقود بالضرورة الى ممر إجباري هو وضع المتسابقين أكثر فأكثر في مهب التصويت، على ما في ذلك من ضياع البوصلة والاحتكام الى شروط اجتماعية واقتصادية لا علاقة لها بالأفضلية، وبالتأكيد لا علاقة لها بفن الغناء من قريب أو حتى من بعيد، فالتصويت ربما يزيح الأفضل الى خارج البرنامج، بل إنه يفعل ذلك غالباً.

هي معادلة بالغة الرهافة والحساسية، تحتاج بالتأكيد إلى صياغة أخرى تتمكن من «تفعيل» دور لجنة التحكيم على نحو يمنحها مساحة حريّة أكبر لتقديم آراء فنية تحمل موقفاً محدداً وواضحاً لا يجوز القفز عنه تحت وهم الحيادية الخاطئ.

ملاحظة نعتقد أنها ضرورة بعدما باتت سمة ترافق كل برامج المسابقات الغنائية ويحرص عليها الجميع كمبدأ ثابت.

الحياة اللندنية في

10/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)