حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

النقد جزء من شخصيته ويرفض الوقوف في مناطق رمادية

يوسف الحسيني: لا أحد يستطيع إسكاتي

حوار - مصطفى عبد الرحيم

عندما تجلس مع الإعلامي المصري يوسف الحسيني مقدم برنامج “السادة المحترمين” على قناة “أون تي في” المصرية، تشعر أنك أمام إعلامي مشاغب متمرد يحتفظ بكثير من الطفولة في ملامحه وشخصيته، يرفض الانصياع أو التطويع إلا إذا اقتنع بما يفعل . وما إن يصل إلى قناعة يتمسك بها ويدافع عنها بما أوتي من قوة . كفل صوته الرخيم مروره إلى قلوب مستمعي إذاعة “نجوم أف أم” التي كان من مؤسسيها، وعلى الرغم من نجوميته التي أصبح يتمتع بها كواحد من أبرز الإعلاميين في مصر، إلا أنه مازال وفياً لجمهوره الإذاعي عبر برنامجه الأسبوعي “نقطة لقاء” على نفس الإذاعة . هجر التلفزيون المصري لافتقاره الإبداع من جهة ولرفض الحسيني “القولبة والتطبيل” لمواقف بعينها، وبحث عن رئة يتنفس منها الحرية، فكان تعاقده مع قناة “أون تي في” ليطل عبر برنامج “صباح أون” الذي تعود التحليق فيه .

التقينا الحسيني فتحدث ل “الخليج” عن رؤيته للمشهد الإعلامي المصري في هذا الحوار . .

·        عملت في التلفزيون المصري ثم هجرته مع الكثير من الإعلاميين لماذا؟

- دخلت التلفزيون المصري مع مجموعة من الإعلاميين عام ،1998 وكانت فترة يمكنني القول إنها مناسبة لانضمام أي إعلامي إلى هذه المؤسسة، حيث كان الأجر مناسباً والإبداع متاحاً . لكن بعد سنوات تبدل الحال لأسباب عدة أهمها ظهور فضائيات عربية ومصرية خاصة، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام التلفزيون، وكان من أهم أسباب هجرة الإعلاميين عدم قدرة القائمين على هذا الصرح تقبل أفكار العاملين فيه، ليس على الصعيد السياسي أو النقدي فحسب، ولكن كل ما هو إبداع كان يلاقي تجاهلاً وعدم اهتمام . هذا بالإضافة إلى الانهيار المالي الذي حدث للتلفزيون المصري، فما كان منا إلا الفرار من بيئة غير صالحة للعمل والإبداع .    

·     تنقلت بين الكثير من القنوات، لكنك لم تحقق الشهرة إلا عند انتقالك إلى “أون تي في”، فما السبب؟

- السبب الأهم هو تمتعي بنسب المشاهدة العالية التي تتمتع بها القناة، وهو ما أعطاني فرصة عظيمة لتتابعني شريحة كبيرة من المجتمع المصري، من خلال البرنامج اليومي “صباح ON”، الذي كنت أشعر من خلاله أنني لست في برنامج تلفزيوني، بل كنت أجلس بين أصدقائي وأهلي، وفوجئت أن معظم آرائي في القضايا المصرية التي نناقشها كل يوم، يشاركني فيها نسبة عريضة من المجتمع . أضف إلى ذلك المهنية الكبيرة والروح الجميلة التي يتمتع بها العاملون في القناة، التي تعتمد كلها على قلب الشباب النابض في مختلف قطاعاتها . كما أعتقد أن أحد أهم أسباب شهرتي هو سقف الحرية الشبه منعدم في المحطة، حيث إنني معروف بالتعبير عن آرائي التي لا يمليها عليّ إلا ضميري المهني ولا ترسمه سياسة قناة أو برنامج .

·        لكن تعبيرك بحرية يجعلك في مرمى التحقيقات والمساءلة القانونية، ألم تقلق؟

- على الإطلاق، فما دمت أمتهن الإعلام يجب أن أعمل بحرية، وإذا كانت للحرية ضريبة فعلي أن أدفعها، ولماذا أخاف وأنا أسهم في توعية البسطاء، وأكشف لهم الحقيقة في زمن أصبح الزيف هو السمة الغالبة؟

·        تقدم حالياً برنامجاً بعنوان “السادة المحترمين” من تقصد بهؤلاء؟

- هم الفئة التي تحترم نفسها وتحترم الآخرين، وأشير في بداية كل حلقة إلى أننا نوجه هذا البرنامج لأصحاب العقول والنفوس المحترمة، لكن ذلك لا يمنع أن نتحدث في أغلب الحلقات عن أشخاص غير محترمين في أفعالهم وتصرفاتهم ومواقفهم، من لصوص، ومفسدين، وقتلة، وأشخاص خانوا مصر والشعب المصري . والمضحك في الأمر أن أغلب هؤلاء يعتبرون أنفسهم محترمين ويشاهدون برنامجي، لذلك أصبحت أدير الدفة لأخاطبهم كغير محترمين .

·        لماذا لجأت إلى اللهجة النقدية بينما يمكنك تقديم ألوان أخرى من البرامج؟

- عرفني الجمهور من خلال النقد السياسي في برنامج “صباح أون”، و”السادة المحترمين”، لكنني كنت أفعل ذلك في الفضائية المصرية، حيث أوقفت عن العمل 32 مرة، وكذلك فعلت في إذاعة “نجوم FM” وتسببت لهم في العديد من المشاكل، كما كنت أنتقد السلبيات التي تحدث في المجتمع منذ بداية عملي في مجلة “روز اليوسف”، وتعودت على ذلك منذ أن كنت رئيس اتحاد طلاب مدارس مصر، ويبدو أن النقد جزء من شخصيتي، والتعبير الحر عن الرأي جزء من تكويني، ولا يمكن لأحد إسكاتي أو توجيهي سوى خالقي، وما دام في الجسد قلب ينبض لن أتحدث إلا بضمير الناس ولن أطبل لأحد . أما عن تقديمي للألوان الأخرى، فلا مجال لها الآن لأن الشعب المصري كله مشغول بالوضع السياسي، وهناك شريحة كبيرة منه بحاجة إلى فهم الوضع على الأرض، وما دمنا نعكس نبض الشارع فلابد أن ندخل معترك السياسة .

·        برأيك هل تأثر الإعلام المصري بالمشهد السياسي، وحالة الاستقطاب الموجودة على الأرض؟

- الاستقطاب موجود، والشعب المصري منقسم بين فريقين، لكن المفزع أن تصل حالة الاستقطاب إلى الشاشات، وأعتقد أن الإعلام في مصر على الرغم من حالة الانقسام الشديدة، مازال منوعاً . فلديك إعلام ثوري الذي تدعمه “أون تي في”، ولديك إعلام “إخواني” بحت، وهناك إعلام يمسك العصا من النصف، ويدعي الحيادية والمهنية، بينما الحقيقة أن أصحابه يخفون مواقفهم، ويحرصون على عرض كل وجهات النظر، بينما لو تركت للمذيع حرية التعبير عن قناعته الشخصية لأظهر العكس .

·     لكنك تجهر برأيك وموقفك، ألا يعني ذلك أنك غير محايد وبرنامجك موجه، ويتبنى وجهة نظر واحدة؟

- هذا يتوقف على تعريف المهنية والحيادية والكلمات الفضفاضة التي اشتهرت في الأيام الأخيرة، فإذا كانت تعبيراً حراً عن الرأي، موقفاً يتسق مع جموع الناس فأهلاً بها، أما إذا كانت تكميماً للأفواه وتحفظاً مستتراً على ما نعانيه من أخطاء، فلتذهب المهنية إلى الجحيم إذا كان الإعلام لن يقوم بدوره في مرحلة مهمة من تاريخ مصر، يحتاج فيها رجل الشارع البسيط إلى توعية وتوضيح، بعدها يختار بنفسه مع من يكون .   

·        إذاً أنت مع المذيع الذي يتخذ موقفاً ويدافع عنه؟

- نعم، لكن هذا لا يعني أنني أملي رأيي وموقفي على أحد، فقط أحب ألا أقف في المنطقة الرمادية مجهولة الهوية، وأتبنى موقفاً واضحاً وأجهر به من دون خشية أحد . وأعتقد أنها طبيعة المرحلة التي يمر بها الإعلام المصري، التي يجب فيها على أصحاب الرأي الحر الدفاع بوضوح عن وجهة نظرهم المستقاة بالأساس من نبض الشارع ووجهة النظر المجتمعية .  

·        ما رأيك في الهجمة الشرسة على الإعلام، واستهداف بعض الإعلاميين وأنت منهم؟

- الهجمة مبررة ومتوقعة، لأن الأنظمة الفاشية والدكتاتورية الفاسدة تكره تتبع مساوئها وفشلها وخطاياها، وبالتالي تهاجم الإعلام المناهض لها، وتشكك في توجهاته، ولاسيما الأفواه التي تتبنى وجهة النظر المعارضة .   

·        هل “التهديدات” تؤثر في مضمون البرنامج أو الضيوف الذين تستضيفهم؟

- بالعكس يكون لها تأثير إيجابي على مضمون البرنامج، لأنها تزيدني إصراراً على المضي في تنوير الناس، فما يحدث معي ومع زملائي الإعلاميين ويشبه شخصاً يأتي من خلفك ويقيد حركتك، فيكون رد الفعل هو محاولة التحرر من القيود التي دفع الشعب والإعلام على مدى سنوات ثمناً باهظاً لها .

·        برأيك إلى متى سيعيش الإعلام المصري حالة “الحرية الإعلامية” والتعبير عن الرأي؟

- إلى الأبد، فكما كنا نتوارى في المجتمعات الديمقراطية كإعلاميين مصريين، نفتخر اليوم أمام الجميع أننا اكتسبنا حريتنا، وأصبحنا نعبر بمنتهى الحرية عن آرائنا، وهي ليست منة يمنها علينا أحد، لكن حرية الإعلام والشعب مكتسبة حصلنا عليها بالدم، ولا مجال للرجوع إلى الهوان الذي عشناه طويلاً .

·        هل هناك نية لتطوير برنامجك أو الانتقال إلى محطة أخرى؟

- أنا سعيد بتجربتي مع قناة “أون تي في”، ولا أنوي تركها، لأنها من القنوات التي تتمتع بمهنية وحرية عالية، ورغم المضايقات والضغوط التي تتسبب فيها برامجها، إلا أنني باق ومثابر ومرابط  في خندقي الإعلامي مع زملائي حتى الرمق الأخير .

عين على الفضائيات

عباقرة زمانهم

مارلين سلوم 

اختر المقعد الذي تشاؤه واجلس عليه مطمئناً، فالزمن يسير في الاتجاه المعاكس، وكل شيء متاح ومباح، وغير المتوقع يصبح واقعاً وما يتحقق هو أغرب من الخيال نفسه .

اجلس على كرسي المذيع حتى ولو لم يكن لك أي علاقة بعالم الإعلام، ولو لم تقف يوماً أمام المرآة تحدث نفسك متخيلاً ذاتك المعكوسة في الزجاج هي الجمهور الذي يشجعك ويصفق لك إعجاباً . اجلس نكاية بكل حاملي شهادات الإعلام وبكل من تعب ودرس في تلك الكلية، وتخرج فيها وهو يحلم بالعمل مذيعاً، وأهله منوا أنفسهم في رؤية فلذة الكبد يمسك ميكروفون ويتحدث ويحاور ويسأل ويقدم فناناً مشهوراً أو شخصية مرموقة . فالفنان المشهور احتل الكرسي ليحاور نفسه وزملاءه، ويقوم بكل الأدوار على الشاشة، ومن كنت تراه حتى الأمس القريب ممثلاً وكان فخوراً بموهبته المتوائمة مع مهنته، أصبح مذيعاً “وحبة مسك” كما تقول أمي، لأنه لم يحتل مقعد المذيع فقط، بل قبض ثمن شهرته باعتباره فناناً، فتقاضى أجراً مضاعفاً أو أكثر مما كان سيتقاضاه المذيع “الإعلامي” العادي .

هل عَصَر الممثل أفكاره فأنجبت برنامجاً عبقرياً لم تعرف الفضائيات العربية مثيلاً له فاستحق أن تتبناه القناة الفلانية، لتغدق عليه الأموال والدعاية الضخمة والديكور الرائع؟ طبعاً لا، فهو إما مجرد متلق لعروض القنوات التي تنهال عليه وعلى زملائه هذه الأيام من أجل تقديم البرامج “غير الفنية”، وإما من المتحمسين لركب الموجة والساعين إلى القنوات من أجل “تفصيل” برنامج على مقاسهم . وهنا نستثني كل من سبق هذه الموجة وقدم برنامجاً يليق به وبمجاله الفني، مثلما فعل في الماضي نور الشريف حين قدم برنامجاً عن السينما حكى فيه كواليس الأعمال وفصل لنا مواهب المخرجين وأساليبهم في تقديم أعمالهم .

ماذا حصل كي يهبط علينا الممثلون بمجموعة من البرامج دون أن تستدعي الحاجة لوجودهم؟ ما الذي تسعى إليه القنوات من خلال “إغراء” النجوم للعب دور المذيعين؟

قبل أن نبحث عن الإجابة، لا بد أن نقدم تحية احترام للفنانين الذين اعترفوا بأن برامجهم مفصلة على مقاسهم، مثل سمية الخشاب التي قالت صراحة إنها ترغب في تقديم برنامج وجلست مع إدارة قناة لتدرس ما يناسبها وطبيعة البرنامج الذي تفضله . كما نحترم الفنان هشام سليم الذي شعر بأنه غريب عن كرسي المذيع، وخاف من التجربة حين عرضتها عليه قناة “سكاي نيوز عربية”، وكل التقدير له لأنه يكرر دائماً بأنه يقول ما يفكر فيه وأمثاله من الناس، وبأنه ليس مذيعاً بل شخصاً يسأل الضيف باسم الناس، وتزداد قيمة النجم حين يقول لك: قبلت بهذا العمل كي لا أجلس في البيت .

لن نسرد قائمة الممثلين والمغنين الجالسين على كراسي المذيعين، ولعل الأسهل أن نسرد أسماء المكتفين بأدوارهم الأصلية . . ولنذهب مباشرة إلى المسؤولين عن القنوات العربية، لنسألهم عن أحوال الإعلاميين العرب والمذيعين تحديداً، فهل هناك من مواهب جديدة؟ نفهم أن يكون هناك استثناءات، وأن ينجح ممثل بدور مذيع، لكن أن يصبح الاستثناء قاعدة، فهو ما لا نجد مبرراً له . ولولا الاستعانة بالفنانين في البرامج الفنية، لما دغدغ حلم التقديم خيال الفنانة أحلام فدفعها للتصريح في منتدى الإعلام العربي بأنها تسعى إلى تقديم برنامج خاص بها على غرار أوبرا وينفري . وإذا سعت أحلام بعد كل شهرتها إلى التشبه بأوبرا، ماذا يبقى للإعلاميات الصغيرات أن يفعلنه؟ هل سيكون سقف طموحهن التشبه بأحلام؟ أم المفترض أن تغلق كليات الإعلام أبوابها وليتوجه الطلبة إلى الغناء والتمثيل طمعاً في كرسي مذيع؟

في منتدى الإعلام في دبي ناقش بعض من أهل الفن هذه الظاهرة، في جلسة “أهل الفن في حلبة المنافسة مع أهل الإعلام”، لكن أحداً لم يتطرق إلى أن إعلامنا لا يتسع للكثير من الإعلاميين كي يأتي الفنانون لينافسوهم في عقر دارهم . ولم نسمع شيئاً عن “صناعة المذيع” ليصبح نجماً في مهنته وتخصصه . مع كل الاحترام للفنانين، فهم كسبوا شهرتهم من نجاحهم في نطاق تخصصهم، وليس المطلوب من الفنان أن “يسبّع الكارات” ويفهم في كل شيء، ويلعب كل الأدوار طالما أن هناك كاميرا واستديو وكرسي . هناك من يدافع عن الظاهرة أيضاً بحجة أن الفنان يثري الشاشة بظهوره، وهنا أيضاً اسمحوا لنا أن نشيد بإعلاميين عرب مميزين قادرين على إثراء الشاشة، علماً أن الفنانين لا يقدمون دائماً برامج لها علاقة بمجال عملهم . فهل البرنامج الذي تقدمه دوللي شاهين - على سبيل المثال لا الحصر - تعجز أي مذيعة مبتدئة أن تقدمه، وكل دورها أن تسأل الفنانين بضع أسئلة كتبها فريق الإعداد، ضمن برنامج ألعاب ترفيهي؟

من حق البعض أن يجرب، والموهبة تفرض نفسها أينما كانت وتقفز إلى المقدمة رغماً عن الجميع، لكن يستحيل أن يكون كل هؤلاء المغنين والممثلين “عباقرة زمانهم” في التقديم، بل هم يؤدون أدواراً ويلبسون شخصيات جديدة “لزوم الحاجة” وتماشياً مع الموضة .

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

24/05/2013

 

الشارع المصري أعار لسانه للشاشة

 محمد عبد الرحمن/ القاهرة 

لم يقاوم أهل الفن والإعلام التعابير التي يطلقها السياسيون ورجال الدين للإفادة منها جماهيرياً. ها هم يستوحون عناوين أعمالهم من المفردات التي يتداولها الناس هذه الأيام

«من واحد لستة» فيلم انطلق تصويره قبل أشهر في مصر يدور حول مجموعة من العلاقات المتشابكة بين شبان وفتيات. الفيلم من بطولة أحمد الفيشاوي، ويسرا اللوزي، وشريف رمزي وآخرين، لكنّه سيطرح في الصالات تحت اسم جديد هو «هاتولي راجل». يظهر هذا الأمر مدى تأثر الفن والإعلام في مصر بما جرى ولا يزال يجري في الشارع السياسي. وإذا كان نشطاء الفايسبوك وتويتر يستخدمون التعابير السينمائية التي يلجأ إليها مشاهير النجوم للتعليق على مواقف السياسيين، فإنّ أهل الفن لم يقاوموا المد السياسي في مصر والتعابير التي يطلقها السياسيون ورجال الدين للإفادة منها جماهيرياً، وخصوصاً إذا ظهر هذا التعبير في برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، كما حدث مع «هاتولي راجل» للشيخ محمود شعبان صاحب فتوى قتل قيادات «جبهة الإنقاذ».

الفيديو الشهير كان يدور في الأصل حول اعتراض الداعية على قبول الرئيس محمد مرسي التحاور مع إعلامية، فقال إنّه تعرّض للموقف نفسه وصاح وقتها بفريق العمل «هاتولي راجل». وعندما أبرز باسم يوسف المقطع المنقول من قناة «الحافظ» السلفية، بات التعبير على كل لسان، حتى إنّ شعبان نفسه قرر تقديم برنامج يحمل الاسم نفسه يدور حول أبرز رجال الإسلام، لكنّ الملاحقات القضائية التي طاردته أبعدته أخيراً عن الشاشة. سريعاً، استفاد المخرج محمد شاكر خضير من التعبير واستخدمه عنواناً لفيلمه الأول. من عند باسم يوسف أيضاً، انطلق الفيديو الشهير الذي يهمس فيه مرشد الإخوان محمد بديع في أذن الرئيس مرسي عندما كان لا يزال مرشحاً رئاسياً. يومها، همس بديع لمرسي بكلمة «القصاص» ليدفع ذلك الرئيس إلى تكرارها أمام الميكروفونات. حدث ذلك قبل عام كامل، ثم اصطاد فريق باسم يوسف اللحظة واستخدمها لتصل إلى محمد سعد والمخرج سامح عبد العزيز. كرر الأخيران الموقف نفسه في مشهد جمع بين سمير غانم ومحمد سعد في فيلم «تتح». أما فيلم «سمير أبو النيل» لأحمد مكي، فانطلق من حجم الفوضى الإعلامية التي شهدتها مصر بعد الثورة، ووجّه إلى الجمهور رسالة بعدم تصديق كل ما يقال عبر الفضائيات. واقترب من «ستايل» المذيع توفيق عكاشة صاحب قناة «الفراعين»، فيما قرر الإعلامي عمرو الليثي تقديم برنامج جديد بعنوان «إعلامي محرّض» سيُعرض في رمضان المقبل، حيث يستضيف إعلاميين من كل الأطياف السياسية، منطلقاً من التعابير التي يطلقها النظام على معارضيه مثل الإعلام الفاسد والإعلام المحرض، وجاء اسم برنامج الليثي ليعكس بشكل غير مباشر مدى تغيّر المناخ السياسي والإعلامي في مصر بعد عامين ونصف عام على الثورة. قناة «التحرير»، التي انطلقت بعد أسابيع على رحيل مبارك، كانت برامجها الأساسية هي «الشعب يريد» و«في الميدان».

وعلى مستوى صفحات الفايسبوك، ظلّ التأثر موجوداً. بعد حملة «حازمون» الداعمة للمرشح الرئاسي المستبعد حازم صلاح أبو اسماعيل، كرّرت مجموعات أخرى الأسلوب نفسه. مثلاً بعد الهجوم على باسم يوسف، انطلقت مجموعة «باسمون». ووصل تأثير الشارع السياسي إلى الإعلانات: نشاهد حملة جديدة للفنان ماجد الكدواني لأحد أنواع الجبن حيث يقول لموظّف الأمن في المطار «هو في بروبليم إنّي اشيل جبنة وأنا ترافلينغ؟ في مشكلة أشيل جبنة وأنا مسافر؟»، مقلّداً فيديو محمد مرسي الشهير الذي ختمه بعبارة «دونت ميكس».

الأخبار اللبنانية في

24/05/2013

 

قراء إيلاف وجمهور مواقع التواصل إختاروا أدهم النابلسي

فوز محمد الريفي يشكّك في مصداقية "أكس فاكتر"

أحمد عدلي 

تعرّض برنامج "إكس فاكتر" في ختام موسمه الأول لحملة من الإنتقادات الواسعة بسبب فوز المغربي محمد الريفي في الموسم الأول منه مقابل خروج أدهم النابلسي.

القاهرةبينما كان يتوقع أن تكون الحلقة الاخيرة من برنامج "إكس فاكتر" في موسمه الأول مميزة على جميع المستويات، لكن الإستثناءات والتعديلات المتعددة التي قامت بها إدارة البرنامج في حلقتي الخميس والجمعه أطاحت بمصداقية البرنامج وضربت بها عرض الحائط.

إستثناءات ضربت المصداقية

وعلى الرغم من الإعلان عن أن المنافسة مستمرة بين المتسابقين الثلاثة أدهم نابلسي، ومحمد الريفي، وإبراهيم عبدالعظيم على اللقب في نهاية الحلقة ما قبل النهائية إستثنائياً، لكن مقدّما البرنامج أعلنا في بداية الحلقة النهائية التي استمرت على مدار 140 دقيقة بشكل استثنائي أيضاً، أن أحد المتسابقين سيغادر في منتصفها بعدما أغلق باب التصويت، وإعادة فتحه مرة أخرى بعد إعلان خروج ادهم نابلسي آخر من تبقى في فريق وائل كفوري.

قراء إيلاف منحوا أدهم نابلسي الـ "أكس فاكتر"

وفي إستفتاء "إيلاف" الاسبوعي توقّع القراء فوز أدهم نابلسي بنسبة 45%، بينما حل الريفي ثانيا بنسبة 28%/ وإبراهيم عبد العظيم في المركز الرابع بـ10% بينما كان 16% من القراء قد منحوا أصواتهم لفريق "يونغ فاروز" الذي غادر في الأسبوع قبل الأخير من البرنامج.

مواقع التواصل تشتعل بالنقد بعد إعلان النتيجة

وجاءت آراء قراء "إيلاف" بفوز أدهم متماشية بشكل كبير مع آراء متابعي البرنامج عبر صفحاته على مواقع التواصل حيث شنوا حملة إنتقادات بعد إعلان إستبعاد أدهم الذي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير خلال الأسبوعيين الماضيين - وتمنت اليسا صراحة فوزه ووعدته بحضور أول حفله له - حيث إتهموا إدارة البرنامج بالتضحية بالمتسابق الأردني لإعلان فوز الريفي.

ووصف الكثير من متابعي البرنامج في تعليقاتهم ما حدث باللعبة التي أفقدت البرنامج مصداقيته، مستغربين فكرة إستبعاد أحد المتسابقين في منتصف الحلقة، وإعلان الفائز في نهايتها، بينما ذهب البعض إلى أن إدارة البرنامج لم ترد الإعلان عن إستبعاد أحد المتسابقين مساء الخميس كي لا تخسر تصويت الجمهور الأردني والفلسطيني لصالح أدهم نابلسي.

ومن ضمن التساؤلات التي طرحها جمهور أدهم هو وصول المتسابق إبراهيم عبدالعظيم لنهاية الحلقة على الرغم من أن إمكانيات صوته أقل من إمكانيات أدهم، إضافة الى عدم وجود تصويت الجمهور الليبي، حيث لا يستقبل البرنامج تصويت الليبين على خطوط الجوال المحلية وإنما على الخطوط الدولية.

وجوم لجنة التحكيم أوحى بأنها غير مقتنعة بالنتيجة

وسادت حالة من الحزن والوجوم على وجوه أعضاء لجنة التحكيم بعد إعلان إستبعاد أدهم نابلسي فيما بكى المتسابقان ابراهيم والريفي على فراقه، ما جعل الريفي غير قادر على الغناء لاحقاً فاحتضنه الجسمي بعد نزوله عن خشبة المسرح، بينما كان ابراهيم أكثر هدوءاً خلال إطلالته الغنائية الأخيرة.

وائل كفوري خبأ مشاعره خلف نظارة شمسية طيلة الحلقة

أثارت إطلالة وائل كفوري في الحلقة بنظارة شمس إستغراب الحضور، بينما كانت المفاجاة في مشاركة جميع المشتركين الذين وصلوا الي التصفيات النهائية في تقديم استعراض ببداية الحلقة بينما دخلوا على المسرح بعد إعلان فوز محمد الريفي وحملوه فرحاً بفوزه.

وأعلنت إدارة البرنامج عن بدء تلقي طلبات التسجيل للاشتراك في الموسم الجديد المتوقع بدء تحضيراته بعد عدة أشهر، وذلك عبر الموقع الالكتروني للبرنامج حيث تسجّل البيانات.

إيلاف في

25/05/2013

 

عين فرنسية على «الكتيبة الثالثة» في حرب ليبيا

قيس قاسم 

بذهابه إلى مدينة مصراتة الليبية بعد أشهر على اندلاع الصراع المسلح ضد القذافي، كشف معد ومقدم البرنامج التلفزيوني الفرنسي الخاص بالصم والبكم «العين واليد» دانيال أَبوالى وجود كتيبة مسلحة مكونة من متطوعين ليبيين من الصم والبكم أصروا على مشاركة غالبية الشعب صراعه ضد الديكتاتور. وعبر جولاته الميدانية وأحاديثه مع قسم منهم باللغة التي يتفاهمون بها، لغة الإشارة، جمع حقائق متعلقة بظروف تأسيس كتيبتهم الخاصة التي أطلقوا عليها اسم «الكتيبة الثالثة» وتَعَرف من خلالهم إلى الكيفية التي أقنعوا بها قادة الفصائل المسلحة بإمكان مشاركتهم المعارك كبقية المتطوعين ما يعد أمراً نادر الحدوث في الحروب والصراعات الداخلية. وهذا ما نبّه إليه البرنامج في مقدمته حين ذَكَرَ بأنه لا يوجد جيش في العالم كله يسمح للصم والبكم بحمل السلاح، إلا في ليبيا، فكان الأمر مختلفاً حين أخذ هؤلاء المبادرة بأنفسهم.

أما الذين لا يتحدثون لغة الإشارات، فقامت الترجمة المكتوبة بدورها في نقل الأحاديث الدائرة بين مقدم البرنامج الذي لعب دور الصحافي الميداني وبين منتسبي «الكتيبة الثالثة» ليتيسر عليهم فهمها، والتفاعل مع الأحداث التي تدور حولها، فهم بحاجة إلى توضيحات إضافية تتعلق بالخلفية التاريخية لأسباب نشوب الصراع وتطور الحراك الذي تصاعد بطريقة دراماتيكية دفعت قطاعات كبيرة من الشعب للانخراط فيه من دون الاستعداد كفاية من الناحية العسكرية كما هي حال أعضاء «الكتيبة الثالثة». فهؤلاء لم يتلقوا من قبل تدريباً عسكرياً ولهذا اكتسبت حكاياتهم بعداً مشوقاً ودرامياً كما جاء في حديث أحد منتسبيها عن ظروف قبولهم في صفوف المتطوعين على رغم معارضة قادة الوحدات في بادئ الأمر. يقول أحدهم: «رفضوا مشاركتنا كمقاتلين في بادئ الأمر فكلّفونا بتوفير الذخيرة ونقل المعدات وبعد تعرفهم إلى قدراتنا الحقيقية تشجعوا وطلبوا منا التدريب على السلاح. ثم بعد مدة اعترفوا بكتيبتنا وسمحوا لنا بالاشتراك في معارك تحرير سرت». ويعترف كثر منهم بالصعوبات التي واجهتهم والظروف القاسية التي حاربوا فيها وكيف عانوا من الجوع وقلة النوم. «أيام كثيرة لم ننم فيها سوى ساعات قليلة، كنا في حركة دائمة بين توفير الذخائر وتنظيف السلاح والمشاركة في المعارك، لكننا في نهاية المطاف استطعنا الصمود وأسقطنا القذافي».

خلال الوقت الذي جاء به دانيال إلى مصراتة كانت البلاد تمرّ بمرحلة انتقالية، فالقذافي لم يعد موجوداً، لكنّ الخوف من مؤيديه وأتباعه كان حاضراً، ما ألزم «الكتيبة الثالثة» بالاستمرار بأعمال مراقبة الحواجز وتأهيل السلاح القديم بأيدي عمال مهرة كانوا بينهم. أما زيارته إلى مقرهم فأخذ جانباً آخر غير الحرب، فمقدم البرنامج أراد معرفة تأثيرها فيهم، وسأل بعضهم إن كان قد قتل أحداً بنفسه وكيف كان إحساسه وهو يطلق النار للمرة الأولى، وهل سيسلم سلاحه حال استتباب الأمن؟ أسئلة أوصلته إلى نتائج مهمة تتعلق بوضع ليبيا ومستقبلها، فغالبيتهم رفضت فكرة تسليم السلاح مفضلة الانتظار وترقب تطور مسار الأحداث، كما أن قسماً من مراكز استخبارات النظام السابق التي سيطر عليها أعضاء «الكتيبة الثالثة» ظل يستقبل سجناء ولكن هذه المرة ليس من صفوف المعارضين بل من مؤيدي القذافي الذين راحوا يُستجوبون فيها ويعذبون بطريقة «خفيفة» على حد قول أحدهم، ما دفع معدّ البرنامج لسؤالهم عن جدوى الانتقام وعن جدوى مضي عجلة العنف في دورانها؟

بعيداً عن الدوافع التي جرتهم إلى الصراع المسلح، ومنها قسوة النظام السابق وإذلاله فئات الشعب، بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، يأمل كثر من أعضاء «الكتيبة الثالثة» في حياة أفضل مستقبلاً، متأملين من التغيير المنتظر أن يوفّر لهم فرص عمل جيدة ودراسات تأهيلية في الخارج وأن تؤمن الدولة البديلة لأولادهم تعليماً لائقاً ولعائلاتهم حياة كريمة أفضل من تلك التي عاشوها تحت سلطة القذافي.

إعلام الأزمة وإعلام الغضب

ماجدة موريس 

هل يختلف «إعلام الغضب» عن «إعلام المواجهة» وعن «إعلام الأزمة»؟ السؤال هنا ضروري في ضوء ما حدث لجهة اختلاف أداء عدد من القنوات المصرية عقب الإعلان عن خطف «جماعات جهادية» 7 جنود مصريين في شبه جزيرة سيناء قبل أن يحررهم الجيش. وعلى الفور كرّت المعلومات وانقسمت بين «البيانات» و»التحليلات» وأيضاً «التوقعات». لكنّ «إعلام الأزمة» اختلف بعدما عرضت قناة «سي بي سي» الأحد «شريط الفيديو» الفظيع الذي أرسله الخاطفون للمخطوفين.

لم يكن هناك ما هو أقسى على ملايين المشاهدين من المصريين من هذا الشريط الذي أثبت لهم أي مهانة وصلت إليها «سيادة الدولة». بكى كثيرون، وربما الملايين، وأمامهم مقدمة البرنامج لميس الحديدي تبكي بدموع ساخنة تمسحها وهي تقول لهم «مش هنبكي» و»مش هننهزم»، وهي في الحقيقة تعبّر عن هزيمة حقيقية للدولة المدنية في مصر وقد أصبح جزء منها مرتعاً لعصابات القاعدة والتكفير والهجرة وغيرها من الجماعات المسماة «الجهادية»، والتي دأبت على الحركة بسهولة بسيارات الدفع الرباعي الفاخرة والأسلحة الثقيلة، تمارس نشاطها علناً بعدما كانت تختبئ منذ سنوات في الجبال الوعرة.

الفيديو لطم الملايين من «الحالمين» بأن الأخبار غير السارة عن سيناء مجرد إشاعات مضللة أو مضخمة، كما قدم - ربما للمرة الثانية في تاريخ مصر الحديث - عدواً أشرس بعدما رأيناه العام 1967 عقب النكسة. اليوم نرى أثار عدو جديد، ولكن هناك من يحرص على إخفاء هويته ودفعها في مسارات مراوغة. أما الإعلام الذي أصبح غاضباً وتعدى حالة الأزمة فقام بجهد كبير في تتبع ما يحدث على أرض سيناء، والبحث عن مسؤول يخبره بالخطوات المقبلة، ثم البحث عن عائلات الجنود المخطوفين، وليصبح هؤلاء نموذجاً للتعبير عن رأي المواطن المصري العادي الآن، ولسان حالهم جميعاً يسأل السؤال ذاته الذي يطرحه الناس والإعلاميون على كل الشاشات: وهو إلى متى يستمر الموقف كما هو من دون أن تحسم الدولة الأمر؟ وليتحول «إعلام الأزمة» إلى «إعلام الغضب» حين تتفتح كل القضايا التي طال إهمالها أو السكوت عنها، مثل «إهمال سيناء» وتعميرها الذي أغرى المتطرفون والجماعات الجهادية إلى اختراقها. أما الأكثر تأثيراً فكانت قضية المواطنة وذلك الاعتقاد الذي كان كامناً لدى بعضهم وخرج من مكمنه ليصبح اتهاماً علنياً للدولة بأنها غير عادلة، تميز بين مواطنيها. وفي هذا لخّص إبراهيم الحسيني شقيق الجندي كريم (أحد المخطوفين) الموقف في رسالة بعثها من خلال برنامج «الحياة اليوم» مساء الاثنين الماضي إلى الرئيس محمد مرسي قائلاً: «لو كان شقيقي ابن الرئيس أو والده وزير الدفاع لكان الأمر اختلف، والاهتمام بحل المشكلة أصبح سريعاً»... وهكذا أصبح الإعلام المرئي اليوم، بكل آفاقه، الوعاء الذي يحمل ما لا يقدر غيره على حمله.

الحياة اللندنية في

25/05/2013

 

بعد إخفاقه في تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة

«إكس فاكتور» ينهي موسمه الأوَّل بفشل

إيمان إبر اهيم

انتهى الموسم الأوَّل من برنامج «إكس فاكتور» بخيبة أمل كبيرة، شعر بها محبو الفنانين إليسا وكارول سماحة ووائل كفوري وحتى حسين الجسمي رغم فوز المشترك محمد ريفي من فريقه باللقب.

فالبرنامج كان دون التوقّعات، حصد نسبة من المشاهدة لا تقارن ببرنامج «أراب آيدول»، رغم تسابق القنوات على عرضه، بحسب الإحصاءات التي تؤكّد أن البرنامج لم ينجح حتى في إثارة الصحافة، باستثناء الاهتمام الذي حظي به مع إعلان الفنان وائل كفوري الانسحاب من البرنامج ثم عودته إليه، بغض النظر ما إذا كان الفنان قد انسحب وعاد لهذا الغرض أصلاً.

فقد خرجت النسخة الأولى باهتة رغم كل عوامل الإثارة، من ميزانية ضخمة وحملة إعلانية كبيرة، وأربعة من أهم نجوم العالم العربي، إلا أن الثغرة الكبيرة كانت في اختيار المواهب، التي بدت الحلقة الأضعف، وهو ما برز في الحلقة الختامية، عندما وقف كل المشتركين على المسرح لأداء أغنية جماعية، فبدت الأصوات الضعيفة التي كانت عنوان البرنامج، الذي توّج مشتركاً يعتبر من أضعف المشتركين صوتاً وأداءً.

خدعة البرنامج

منذ الصباح الباكر أي قبل ساعات من عرض الحلقة النهائية، كان فوز المشترك المغربي محمد الريفي الخبر المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الإلكترونية، وهو ما وضعه البعض في خانة الإشاعات، إلا أن تحليلات صحفية أكّدت أن اللقب سيذهب إلى الجسمي، الذي لم يقبل بتوقيع العقد مع إدارة البرنامج، إلا بعد أن وعده القيّمون عليه بأنّ اللقب سيؤول إليه، خصوصاً أنّ الجسمي أنقذ البرنامج من ورطة بعد أن انسحب نجم كبير من اللجنة قبيل توقيع العقد معه.

ولم تكذّب النتيجة الإشاعات، بل جاءت لتؤكدها، ما أثار غضباً جماهيرياً بدا بارزاً على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً «تويتر»، حيث اعتبر المتصفحون أنهم خدعوا بمشاهدة البرنامج على مدى أشهر ليفوز في النهاية محمد الريفي.

عاصفة احتجاج

وكانت الحلقة الختامية قد أحدثت بلبلة داخل استديو التصوير، إذ كان معظم الحضور يراهن على فوز المشترك الأردني أدهم النابلسي، إلا أنّ إقصاءه في المرحلة نصف النهائية دفع بالجمهور إلى الاعتراض، وهو ما لم تتمكن الكاميرات من إخفائه.

ولدى بدء الفاصل الإعلاني، قام عدد من الشباب بمغادرة المسرح، إلا أن مدير المسرح منعهم، وأقفل الأبواب خوفاً من أن تبدو المدرجات شبه فارغة.

وما إن أعلن فوز الريفي، حتى سرت عاصفة احتجاج في الاستديو وصلت إلى أسماع الفائز، فوجّه تحية الى أكثر من بلد عربي استثنى منها لبنان، على اعتبار أنه أهين في عقر داره من اللبنانيين.

وقد عرف عن المشترك الفائز حساسيته الزائدة من النقد، اذ انه انسحب في احدى الحلقات بسبب نقد وجه إليه من اعضاء لجنة التحكيم، ما دفع بالجسمي الى استرضائه.

ويبقى السؤال كيف لفنان شاب بهذه الحساسية ان يستمر وسط هذا الكم من الانتقادات؟ والأهم كيف للبرنامج أن يستمر لمواسم مقبلة وسط فضيحة إعلان اسم الفائز قبل ساعات من فوزه؟

القبس الكويتية في

26/05/2013

 

لماذا يزاحم الفنانون الصحفيين على تقديم البرامج التلفزيونية؟

ميدل ايست أونلاين/ لندن

إعداد: حسن سلمان 

الفضائيات تستغل شهرة الفنانين في تحقيق الكسب المادي ورفع نسبة المشاهدين، والإعلاميون يخشون على مستقبلهم المهني.

ظاهرة تقديم الفنانين لبرامج تلفزيونية ليس جديدة في الإعلام العربي، لكن انتشارها بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة بدأ يثير قلق صناع الإعلام، حتى أن بعضهم أخذ يحذّر من بطالة الصحفيين وتسطيح الإعلام العربي.

وتشير صحيفة "القبس" الكويتية إلى أن الفضائيات العربية الساعية بالدرجة الأولى للكسب المادي، وجدت في الفنانين (الممثلين والمغنين) فرصة جيدة لتحريك الركود الإعلاني ورفع نسبة المشاهدين في ظل الكساد الذي يعانيه الإعلام العربي.

وتنقل عن الإعلامية عذارى قربان قولها "في الآونة الأخيرة أصبح الإعلام مقرونا بشكل كبير بالتسويق والإعلان وهذا الأمر يتطلب نسبا عالية من المشاهدة، لذا تعتمد معظم الفضائيات على الوجوه الجاذبة للمشاهد، والتي تعمل على نجاح أي عمل تلفزيوني مهما كان نوعه أو توجهه".

وخلال السنوات الأخيرة، قدم عشرات النجوم العرب (أيمن زيدان، يسرا، عباس النوري، أحمد حلمي، هند صبري، مايا دياب، لطيفة وسواهم) برامج فنية ومنوعة وحوارية (توك شو).

ويوافق البعض على وجود الفنانين في البرامج الفنية على اعتبار أن "أهل مكة أدرى بشعابها"، ولكنهم يعترضون بشدة على تقديمهم لبرامج حوارية مختصصة (سياسية وثقافية واجتماعية) تحتاج لثقافة وحنكة لا تتوفر لدى الفنانين.

وتقول الفنانة سوسن هارون "لا بد من التفريق بين الاستعانة بالفنان في برنامج يستدعي وجوده، وبين برنامج يجمع الفنانين أو المطربين لمجرد عمل 'شو' فقط".

وتضيف "عملية انتاج أي برنامج تلفزيوني والرغبة في نجاحه ليستا بالأمر السهل لكونهما تعتمدان على عدة عوامل من أهمها التسويق ونسب المشاهدة وتفاعل الجمهور مع محتواه، لذا تبقى هذه العوامل مرتبطة بالكاريزما الخاصة بمقدم هذا البرنامج، ومدى شعبيته وإثارته لفضول الجمهور، وهذا في الغالب لا يتحقق إلا من خلال فنان أومطرب ناجح".

ولكن "كاريزما" الفنان لا تكفي لنجاح برنامجه الذي قد يكون مفرغا من أي مضمون، ولا يتعدى كونه "جلسة علاقات عامة" تجمع الفنان مع أصدقائه من الوسط الفني.

وتؤكد الناقدة ماجدة موريس لصحيفة "الأهرام" المصرية أن الحالة الفنية المتردية أدت لإقبال نجوم الفن فى الفترة الأخيرة على تقديم البرامج التي تؤمن شهرة دائمة للفنان و"مكسب قريب خير من انتظار طويل".

لكنها تحذر من أن هذه التجربة قد تكون "مخاطرة من الفنان إذا لم يدرس الموضوع جيدا لأنها تؤثر على مكانته لدى جمهوره ومن وجهة نظري لم يستطع الكثيرون من مقدمى البرامج من الفنانين ترك بصمة حقيقية لدى المشاهدين والدليل عدم الاستمرارية والوجود بقوة فى سوق المنافسة البرامجية، خاصة ان التمثيل يختلف اختلافا كليا عن تقديم البرامج".

ويعترض الفنانون على اتهامهم من قبل البعض بـ"السطحية والاستسهال" والبحث عن الشهرة عبر منافسة الإعلاميين في تقديم البرامج.

وتقول الفنانة سلمى سالم "مهنة التمثيل ليست سهلة ومن يستطيع أن يثبت وجوده على الساحة هو بالتأكيد من يمتلك موهبة عالية وحسا فنيا حقيقيا، وكذلك الأمر بالنسبة للتقديم التلفزيوني، فلكل منهما قواعده وأسسه التي تعمل على الارتقاء بالمجال الذي يعمل فيه هذا الانسان".

غير أن زحف الفنانين المتواصل على البرامج الحواريةأخذ يهدد عرش نجوم التوك شو في عدد من البلدان العربية كمصر مثلا، بل إن بعض الإعلاميين بات يخشى على مستقبله المهني مع تزايد اعتماد الفضائيات على الفنانين.

لكن بعض المراقبين يؤكدون أن الساحة الإعلامية تستوعب عشرات البرامج نظرا لكثرة الفضائيات التى أصبحت تستوعب الكثير من النجوم من الفنانين او لاعبى الكرة والصحافة والكل يتنافس فى قالب مختلف عن الأخر.

ويقول استاذ الإعلام د. صفوت العالم إن منافسة الفنان المذيع لمقدمي برامج التوك شو المعروفين تتوقف على قدرة الفنان الثقافية وقدرته على إجراء الحوارات مع عدد من الشخصيات وثقته بنفسه ووعيه بكل ما يجري في المجتمع ودرجة حضوره وقبوله على الشاشة.

ويضيف "لابد أن نعترف أن مقدمي برامج التوك شو أصبحوا نجوما مثل نجوم الفن وبرامج الفنانين فى معظمها تعتمد على البرامج الفنية والمسابقات".

ميدل إيست أنلاين في

28/05/2013

 

ولعانة على «المستقبل» والجمهور آخر من يعلم

باسم الحكيم 

غريب أن تتضمّن شبكة برامج تلفزيون «المستقبل» الحاليّة أكثر من سهرة تستحق المتابعة ولا تعرف القناة كيف تروّج لها. لا تبذل المحطة الزرقاء جهداً لإيصال برامجها إلى الجمهور والترويج لها. أوّل هذه البرامج النسخة اللبنانيّة من «Sing It غنّيها» (الثلاثاء 20:30) الذي أعاد ميراي مزرعاني حصري إلى المحطة آتيةً من mtv، حيث قدّمت برامج لا تشبهها.

ورغم استمرار برنامج ميراي على إذاعة «الشرق»، الوسيلة الإعلامية الشقيقة لـ«المستقبل»، كانت عودتها إلى الشاشة الصغيرة تستحق احتفاليّة بدلاً من أن يفاجأ الجمهور بإعلان البرنامج قبل أيّام من الحلقة الأولى. البرنامج الثاني هو «ناس وناس» (الأحد 20:30). اللافت أنّ مقدّمه ميلاد حدشيتي يعرف اختيار ضيوفه. أما الثالث فهو المسلسل اللبناني «الرؤية الثالثة» (الخميس والجمعة 20:30) الذي يمزج التشويق والمغامرة وقصّة حب معقّدة بطلاها ألين لحّود وبديع أبو شقرا.

أحسن تلفزيون «المستقبل» في اختيار «Sing It غنّيها» (إنتاج شركة sony وإخراج يوري تامر)، مبتعداً في ذلك عن البرامج التي تستنسخ بعضها على الشاشة. البرنامج الفني الترفيهي يمنح ثمانية مشتركين في كل حلقة فرصة التعبير عن آرائهم ومشاعرهم، معتمداً لحن أغنية معروفة، لكنّ كلماتها ستغيَّر لتحمل بعداً إنسانيّاً. يوجّه المشترك رسالة مغنّاة إلى فرد تربطه به علاقة طيبة ويعتبره صاحب فضل عليه سواء كان فناناً أو صديقاً. يقوم فريق البرنامج بالتحضير مع كل مشترك على حدة ليكون جاهزاً للوقوف على المسرح. ما ينقص البرنامج هو الطابع العربي، ففي عصر الفضائيّات لن تصل قصصٌ لبنانيّة خالصة إلى المشاهد الخليجي. وأكثر ما يحتاج إليه هو إيمان إدارة المحطة بأهميته وألاّ تبخل عليه في الترويج.

يعاني «ناس وناس» مع ميلاد حدشيتي من التقصير في الترويج له أيضاً. يعمد حدشيتي إلى اختيار ضيوف معظمهم غير مستلكهين، ولا يتنقلون باستمرار على الشاشات ليعيدوا الكلام نفسه، منهم الإعلامي زياد نجيم والفنانة مادونا والمخرج باسم كريستو والكاتبة كلوديا مرشليان. يعطي حدشيتي ضيفه الوقت الكافي ليتحدث عن تجاربه وأعماله، ولا ينزلق إلى الكلام عن القيل والقال. لكن يمكنه تحقيق هذه المعادلة، ويحافظ برنامجه في الوقت نفسه على رقيّه، لأن بعض التشويق والإثارة هي لعبة الحوار الذكي. كما أن مضمونه مهما كان جذاباً، سيصعب إقناع المشاهد بمتابعة برنامج يفتقر إلى الحد الأدنى من الإبهار الشكلي، إذ يبدو ديكور البرنامج أقرب إلى ديكور برنامج سياسي جاف.

على مستوى الدراما، يواصل «المستقبل» تقديم «الرؤية الثالثة». عمل يلاحق حكاية ياسمين المصابة باضطرابات نفسيّة وتخيّل إليها صورة والديها المتوفيين، وتعيش قصة حب مع شاب هي الوحيدة التي تراه، ويحاول عمها وزوجته وولداه إيهام الجميع بأنها مجنونة للاستيلاء على ثروتها. للمرة الأولى، يسير الكاتب طوني شمعون وفق خط درامي واحد، وقد نجح في تقديم جرعة من التشويق مع المخرج نبيل لبّس. غير أن النص وقع في فخّ الاطالة المبالغ فيه، إذ تتكرّر الأحداث نفسها للدلالة على الأمور نفسها. ولعل خمس حلقات مثلاً، كانت كافية لتقديم القصّة من دون نقصان.

طبعاً، هناك أيضاً «عالأكيد» مع زافين قيومجيان (الاثنين 20:30) الذي يتعرّض فريقه لمخاطر فعليّة لإحقاق الحق، وتصحيح أوضاع خاطئة، ويقوم بمهام يفترض أن تنفذها الدولة. يلحق البرنامج إجحاف مماثل لكلّ ما يعرض على الشاشة الزرقاء، من تقصير في الترويج والإعلان.

الأخبار اللبنانية في

30/05/2013

 

ضائع في الإعلان

بشار إبراهيم 

يمكن المشاهد أن يتفهّم السعي المحموم بين القنوات التلفزيونية للحصول على الكمّ الأكبر من الإعلانات، فهي، من دون شك، أحد أهم موارد القنوات مالياً. والإعلانات، فضلاً عن ذلك، إشارة إلى مقدار الاهتمام والمتابعة واتساع المشاهدة الجماهيرية التي تحدو المعلنين لاختيار هذه المحطة دون تلك، وهذا البرنامج عن غيره، حتى باتت المعادلة تتلخّص في القول إن توافر إعلانات أكثر، إنما هو نتاج نجاح جماهيري أوسع للبرنامج، ومدعاة إلى استقرار مالي أعمق للقناة.

لكنّ هذه المعادلة، على ما فيها من بساطة ووضوح، سرعان ما تنعكس على المشاهد، بغير ما يتمنى، إلى حدّ يرهقه، وينفّره! صحيح أن مذيعين، ممن باتوا مدركين حقيقة هذا المأزق، لم يتوانوا عن تناول هذا الموضوع، بصيغة ساخرة، كما فعل باسم يوسف، ذات مرة. ولكن ما لا بدّ من الانتباه إليه، هو أن طغيان الإعلانات بات أكثر من مجرد فسحة، أو استراحة، بين فقرتين في برنامج، وفاض عن أن يكون مجرد فاصل، ليتحوّل البرنامج ذاته إلى أشلاء ضائعة في ما بين الإعلانات، التي باتت فقراتها لا تقل مدةً وحضوراً عن فقرات البرنامج.

يستضيف المذيع إبراهيم عيسى، في برنامجه «هنا القاهرة»، على قناة «القاهرة والناس»، بطلاً من أيام زمان، اللواء عمر البتانوني، أحد الذين شاركوا في الهجوم على إيلات، إبان حروب الاستنزاف، في عملية فدائية بحرية، كان للسينما المصرية أن حققت فيلماً روائياً عنها، وصيغت برامج وثائقية حولها.

كان يمكن هذا اللقاء أن يكون فرصة تلفزيونية نادرة. ثمة مذيع شاء لحضوره أن يكون قتالياً على شاشات مصرية عدة، برنامجاً إثر آخر، وإطلالة بعد أخرى، مشاكساً ومجادلاً وصارخاً في بعض الأحيان. وهذا ضيف من قماشة نادرة، رجل أدرك زمن النكسة، وما أدركته، فكان له شرف المساهمة في أعمال بطولية، سجلت بصماتها في تاريخ العرب الحديث، على قلّة ما في هذا التاريخ من هذا الطراز.

سيغرق برنامج «هنا القاهرة» في ورطة «هنا الإعلان»، وسيضيع البطل في ما بين فقرات الإعلانات، التي طالت واستطالت، إلى درجة يمكن المشاهد أن ينسى ما قيل في الفقرة السابقة، عندما يصل إلى الفقرة التالية! زمن مديد تأخذه الإعلانات، لن يخفف منها عبارة «سنعود»، ولا عبارة «عدنا»، إذ ستأتي هاتان العبارتان، أيضاً، مسبوقتين ومتبوعتين بسلسلة من الإعلانات المُكررة، تارةً كاملةً، وأخرى مُلخّصة، في شكل يبدو أنها لا تريد الانتهاء، ولا التوقّف.

يأخذنا البرنامج، إلى حضور البطل، ذكرياته وأحاديثه، ورؤيته لما كان في ما مضى، وما يكون الآن! وتعيدنا الإعلانات إلى زمن الـ«شيبس» والـ«شامبو» والـ«آيس كريم» والسمنة والألبان والأجبان!

لا جدال في الأهمية المالية التي تمثلها الإعلانات للقنوات. ولكن نتساءل: ألا توجد طريقة لإنقاذ المشاهد، وإنقاذ بطل «ضائع في الإعلان»؟

الحياة اللندنية في

30/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)