حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«مس بيل» في الصحراء العربية

قيس قاسم

يستعيد البرنامج التلفزيوني الكندي «نساء مغامرات» تاريخ أشهر النساء الأوروبيات اللواتي تحلين بروح المغامرة والإقدام. ومنهن المؤرخة والسياسية البريطانية بيل جيرتروود، التي عرفت في منطقتنا باسم «مس بيل»، وكان لها دور مهم في كثير من أحداث الشرق الأوسط وعُرفت بمغامراتها الشهيرة في قطع الصحراء العربية والكتابة عنها ووضعها خرائط جديدة لتضاريسها الطبيعية والسكانية، ولعبت دوراً في تحقيق السياسة البريطانية في المنطقة مطلع القرن العشرين. حدث هذا، مع اشتداد الصراع بين القوى الاستعمارية للسيطرة على المنطقة وعلى مصادرها الطبيعية الغنية، وتزامن مع بدايات تبلور الوعي الوطني والرغبة عند شعوب المنطقة وقادتها في التخلص من السيطرة العثمانية التي امتدت قروناً.

مفردات السرد التاريخي لشخصية «مس بيل» في العمل التلفزيوني تتشكل بالأساس من مجموعة الصور الأرشيفية التي التقطتها بنفسها، وبعض المقاطع الحديثة المُعادِ تمثيلُها لمراحل من حياتها، خصوصاً رحلتها إلى منطقة حائل لمقابلة بعض قادة قبائلها وسط الصحراء، ومحاولتها استمالة بعضهم إلى جانب دولتها في صراعها مع الأتراك. يُضاف إلى ذلك نصوص من رسائلها الشهيرة إلى صديقها الضابط تشارلز دوغثي - وايل الذي ربطتها به علاقة عاطفية معقدة، بل «مستحيلة» -وفق وصفها-، ما دفعها للتفكير في السفر بعيداً خارج بلادها تخلصاً من عذاباتها. وبسبب حبها المغامرة، ودراستها التاريخ في جامعة أكسفورد، وعشقها الشرق قبلت بالمهمة التي كلفتها بها «الجمعية الجغرافية الملكية في لندن» لوضع خريطة تفصيلية للمنطقة.

وشكّلت رحلة بيل إلى منطقة حائل البداية لعلاقة ستمتد بين تلك السيدة المغامرة التي اقتحمت عوالم يصعب على أشد الرجال الخوض فيها، وبين منطقتنا العربية ودورها في تسجيل جزء من تاريخها في وقت لم يعرف العالم الكثير عنها، بل كان قادة الغرب يتعاملون معها وفق تصورات «استشراقية» مسبقة. لكنّ تجربة بيل الحية ساهمت في تغيير تلك الصورة والتعامل مع القادة، من رؤساء قبائل وعشائر، كرجال يتمتعون بقدرات قيادية ويعرفون مصالحهم جيداً، بخاصة أن بيل وصلت في وقت كانوا يستعدون لإطلاق ثورتهم «العربية»، ولهذا اكتسبت رحلات بيل أهمية في تلمس مزاج رجال القبائل ومعرفة توجهاتهم وتحالفاتهم، وهذا ما يفسر حرصها على الوصول إلى منطقة حائل ومقابلة رؤساء قبائلها.

وستُشكل يومياتها وانطباعاتها المكتوبة المادةَ الأساس لـ «نساء مغامرات»، الذي أخذ طابع السرد التاريخي، وأيضاً حاول الوقوف على دورها كمستكشفة علمية، في تدوينها ملاحظات مهمة كالتي أوردتها عن «برج برقة» وحصن المدينة التي وجدت على أسواره كتابات قديمة تعود إلى القرن الأول الهجري وقد كتبت بالخط الكوفي، إلى جانب الصخور المليئة بكتابات تعود إلى مرحلة ما قبل الإسلام. وسيتطور تعاونها مع مساعدها الشاب توماس أدوارد لورنس إلى وضع خرائط تفصيلية مهمة للمنطقة. أما تسجيلاتها وانطباعاتها عن البدو الذين رافقوها في رحلاتها وتعاملت معهم، وتدوينها طبيعة المنطقة جغرافياً، فأخذت الجزء الأكبر من البرنامج، ومن خلالها يتعرف المشاهد إلى صعوبة المغامرة التي دخلتها وكيف أنها ولمرات كثيرة كادت تتراجع عن الاستمرار فيها، لقسوة الظروف التي وجدت نفسها وسطها، لكنّ تعاون الآخرين معها سهّل عليها مهمتها، وأقربهم إليها كان مساعدها وخادمها الأمين «فتوح»، الذي مثّل لها نموذجاً تجاوز حدود المهنة إلى مستوى الصداقة المخلصة. وعلى رغم عدم مقابلتها قادة قبائل كانت خططت رحلتها بالأساس من أجل الوصول اليهم ومقابلتهم وجهاً لوجه، فإنها استفادت من التجربة، وسنرى أن نجاحها في المهمات التي ستوكل إليها في العراق لاحقاً تعود بالدرجة الأولى إلى مقدار استفادتها من رحلاتها الميدانية، التي تعرفت من خلالها إلى مزاج الناس وطيبتهم، ما أوجد في نفسها تجاههم ودّاً سيدفعها إلى البقاء بينهم حتى مماتها في بغداد عام 1926، من دون نسيان الأهداف السياسية التي جاءت من أجلها، وصبّت في خدمة بلدها بالدرجة الأولى.

الحياة اللندنية في

05/05/2013

 

مـــلتقــــى الإذاعـــة يحتــفــل بعيدالتلفزيون الـ 57

قحطان جاسم جواد  

احتفل أهل التلفزيون العراقي بالعيد السابع والخمسين لتأسيس التلفزيون يوم 2 أيار 1956.

تحدث الدكتور صالح الصحن عن أهمية التلفزيون ومكانته وتجربته خلال السنوات الماضية. واستذكر الصحن أهم الأسماء التي زرعت البذرة الأولى في بناء هذا الصرح الثقافي الذي غير وجه العالم والبشر.

كما عرج على قضية مهمة هي إن الاحتفال برموز ورواد هذا الصرح هو من باب الاعتزاز وليس من باب الترويج الدعائي . وكما قال : نحن نعتز بهذه المناسبة باعتبارها خلقت أجيالا مهمة في المشهد الثقافي العراقي .

كذلك أشار الى توصيف هوية ملتقى الإذاعيين والتلفزيونيين وتوصيفاتهم في العمل بإخلاص مهني لتوثيق واستذكارات الأجيال السابقة والحالية التي أسهمت في بناء صرح التلفزيون. وأكد إن الجيل الرائد عليه ان يتفاعل مع جيل الشباب لمواصلة البناء والتقدم.

ثم جرت فعاليات فنية تضمنت الغناء الجميل من المطربين جمعة العربي وجواد محسن وعبد الرحمن علي  والطفل احمد أكرم عبدالله وعلي جودة. وجرى قطع أكثر من كيكة قدمت في المناسبة من الشيخ فيصل عبدالله وأخرى من أزهر العباسي مدير إذاعة المؤتمر وشارك بقطعها الإذاعي القدير خالد العيداني والصحن وعلي جودة. كما قرأت الشاعرة سعاد الشاهين قصيدة جميلة حيت فيها المحتفلين.كذلك قرأت فتاة أخرى قصيدة بالمناسبة. وحضر الاحتفال مجموعة من الأدباء وفناني التلفزيون يتقدمهم الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر ألفريد سمعان.

المدى العراقية في

08/05/2013

 

زمن “الحصري” انتهى وبدأ التعاون

الفضائيات تتحالف بعد نهاية صراع الإعلانات

القاهرة - المعتصم بالله حمدي

يبدو أن صراع الفضائيات على الاستحواذ على أكبر قدر من الإعلانات ألقى بظلاله على التحالفات بين عدد منها لشراء وإنتاج برامج عالمية تحظى بنسب مشاهدة عالية، إضافة إلى التعاقد على عدد من المسلسلات التركية التي يهتم بها المشاهد العربي . ملامح هذه التحالفات بين الفضائيات ظهرت مع برنامج “إكس فاكتور”، الذي اتفقت فضائيات CBC  المصرية وروتانا خليجية وMTV اللبنانية على عرضه في توقيت واحد، وجاء هذا الاتفاق بسبب عدم قدرة أي فضائية على تحمل تكلفة البرنامج المادية التي تصل لعشرين مليون دولار .

واللافت في الموضوع أن الشركة العالمية المالكة لحقوق عرض البرنامج فتحت المزاد على شراء البرنامج للفضائيات العربية وارتفع سعره فجأة بما يقرب من خمسة ملايين دولار ليصل إلى ثمانية ملايين دولار، وظهر برنامج “آراب أيدول” في مواجهة “إكس فاكتور” وتحالفت MBC  مع تلفزيون الحياة ليعرضا البرنامج ويقتسما سوياً أرباحه وتكلفته .

برنامج “صولا” الذي تقدمه الفنانة السورية أصالة عرض في أربع فضائيات عربية هي “الحياة”، و”دبي”، و”أبوظبي” وأخيراً “النهار”، التي تحاول أن تعوض عدم قدرتها على شراء حقوق عرض برنامج عالمي لاكتشاف المواهب في عرض برامج منوعات حصرية على شاشاتها .

ويبدو أن الخسائر التي تكبدها عدد من الفضائيات العربية في الفترة الأخيرة بسبب تراجع نسبة الإعلانات بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعض البلدان العربية ومنها مصر بسبب توتر الأوضاع السياسية جعلت الفضائيات ترفض المخاطرة وإنتاج أو شراء حقوق عرض برامج عالية التكلفة .

حرب الفضائيات العربية لم تقف عند حد البرامج فقط، ولكنها امتدت إلى الدراما التركية، إذ ارتفع سعر المسلسل التركي بشكل قياسي بسبب اهتمام الفضائيات به . وبعد أن كانت الحلقة الواحدة تصل إلى أربعة آلاف دولار قبل عامين أصبح سعرها 15 ألف دولار، ورغم هذه التكلفة العالية، إلا أن المسلسلات التركية مازالت أقل تكلفة من المصرية التي مازال أبطالها يصرون على تقاضي ملايين الجنيهات مما يزيد من سعرها .

شهر رمضان المقبل سيشهد مزيداً من التحالفات بين عدد من الفضائيات المصرية والعربية في عرض المسلسلات، ومن المتوقع أن ينتهي مصطلح “الحصري” من شاشات التلفزيونات العربية في رمضان، خلال العامين المقبلين، وهذا ظهر بوضوح مع مسلسل “العراف” لعادل إمام الذي سيعرض على أكثر من ثماني فضائيات وستدفع كل منها ما يقرب من 11 مليون جنيه لشراء حق عرض العمل .

د.صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، يرى أن منافسة الفضائيات على كعكة الإعلانات يدفعها لتطوير نفسها والتعاقد على عرض أكبر البرامج والمسلسلات، كما أن التكلفة الإنتاجية الضخمة لهذه الأعمال لا تتحملها فضائية واحدة، وبالتالي يتفق أكثر من فضائية على شراء حق عرض برنامج مثل”إكس فاكتور” أو المسلسل التركي “فاطمة” .

ويرى العالم أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من المنافسة بين الفضائيات العربية التي زاد عددها في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ والإنفاق المادي على هذه الفضائيات هو الذي يحدد قدرتها على المنافسة، ولكن لابد في الوقت نفسه من توازن بين حجم الإنفاق وجودة مضمون الأعمال التي تعرضها الفضائيات العربية .

الخبير الإعلاني طارق نور مالك فضائية “القاهرة والناس” يعترف بقوة المنافسة بين الفضائيات العربية ولا يرفض التحالفات بين أكثر من فضائية من أجل تقديم منتج إعلامي ضخم يستقطب المشاهد والمعلن . ويشير إلى أن الدراما التركية أصبحت مسيطرة على الشاشات العربية لأنها تحقق مشاهدة عالية وأسعارها أقل مقارنة بالمسلسلات العربية، وتحديداً المصرية التي يغالي بعض منتجيها في طلباتهم المادية التي لا يقدر عليها أصحاب الفضائيات الخاصة .

ويؤكد طارق نور أن الإقبال على شراء حق عرض المسلسلات التركية لايعني أنها ستكون بديلاً للمصرية التي لا غنى عنها، ولكن لابد من تغيير السياسة الإنتاجية المتبعة حالياً حتى تزدهر صناعة الدراما التلفزيونية المصرية .

ولا يمانع طارق نور في التحالف مع أي فضائية عربية لشراء حقوق عرض برامج عالمية بشرط أن تناسب ثقافتنا .

الموسيقار حلمي بكر يطالب الفضائيات العربية بالتحالف لمصلحة المشاهد العربي وعرض برامج قوية بعيداً عن تقليد الغربية التي لا تصلح في كثير من الأحيان للعرض على الشاشات العربية، ويقول: برامج اكتشاف المواهب تتكلف ملايين الدولارات بسبب مبالغة بعض نجوم الغناء في أجورهم، وبالتالي فمعظم الفضائيات العربية لا تستطيع أن تتحمل واحدة منها القدرة على عرض برنامج يكلفها الكثير من المال ولا يمكن أن تعوض هذه التكلفة من خلال الإعلانات، ولهذا ظهرت تحالفات بين بعض الفضائيات في مصر والخليج ولبنان والمغرب العربي لعرض هذه البرامج .

وترى الفنانة سمية الخشاب أن موضة إقبال الفضائيات العربية على عرض مسلسلات تركية ستنتهي قريباً، لأن المشاهد العربي بدأ يمل من هذه الأعمال المتشابهة في مضمونها، وأنه لابد من أن تتعاون شركات الإنتاج المصرية والفضائيات العربية لإنتاج مسلسلات مصرية قوية تدعم بها صناعة الإنتاج الدرامي التي تحتاج لمساندة في الفترة الحالية ولامانع لأن تعرض أكثر من فضائية مسلسلاً واحداً في وقت واحد بعيداً عن العرض الحصري الذي أصبح مخاطرة لأي فضائية . ويرى الفنان هاني رمزي أن المنافسة بين الفضائيات العربية جاءت في مصلحة الإعلام التلفزيوني العربي الذي يتضمن برامج منوعة وأعمالاً فنية مختلفة، ولكن لابد من التركيز على الأعمال ذات الطابع العربي لأنها تكون مناسبة أكثر للذوق الشرقي .

هاني رمزي يرفض المبالغة في شراء حقوق عرض برامج أجنبية بأسعار عالية، لأنه يمكن للعقول العربية أن تقدم برامج من أفكارها وتناسب ثقافتنا الشرقية .

الخليج الإماراتية في

09/05/2013

 

في الذكرى السابعة والخمسين على تأسيسه

تلفزيون بغداد الأقدم في الشرق الأوسط لكنّه بلا حضور مؤثّر

عبدالجبار العتابي 

استذكر العراقيون تأسيس تلفزيونهم قبل 57 عاماً باعتباره أول تلفزيون عربي، لكنهم مع عذوبة الشعور بحلاوة الماضي فهم لا يجدون في حاضر التلفزيون ما يمنحهم فكرة أن السنوات الـطويلة كانت امتدادًا واحدًا.

بغدادفي مطلع شهر آيار/مايو من كل عام تأتي ذكرى تأسيس تلفزيون بغداد لتفتح اوراقًا قديمة وعتيقة تجعل اهله من العاملين فيه والناس الذين ارتبطوا به يعودون الى ايامه، ولهذا فقد وجد ملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين المناسبة فرصة للاحتفال بالاسماء التي كان لها حضور، وبالتالي هي فرصة لجمع ما يستطيع جمعه من ذكريات عاشها العديد من اعضائه، فأتوا بعدد من (كيكة) الميلاد واحتفلوا بمسيرتهم.

فيما وجدنا المناسبة فرصة للسؤال اذا ما كانت القناة التي تحمل اسم (العراقية) امتدادًا لذلك التلفزيون أم أن الصلة بينهما انقطعت، ومن المؤسف أن تكون الاجوبة أن لا حضور للتلفزيون على الصعيد العربي، وأنه ما زال يدور في فضاء المحلية وأن القناة العراقية التي وجدت نفسها تمثل البديل له لم ترتقِ الى مستوى ما كان عليه التلفزيون حتى في سنوات الاسود والابيض.

الراعي الاول لكل القنوات الفضائية

في الاحتفالية تحدث المذيع احمد المظفر قائلاً: نحن نحتفل بالذكرى السابعة والخمسين لتأسيس اول تلفزيون عربي في الشرق الاوسط هو تلفزيون بغداد الذي لا يرتبط بأية حكومة أو نظام سياسي، لأنه تلفزيون الشعب، عندما نحتفل بتلفزيون بغداد نحتفل بزمن الاغنية السبعينية الجميلة وزمن البرامج الرائعة التي كانت تقدم بالاسود والابيض، وعندما نحتفل بتلفزيون بغداد نحتفي بالاسماء الكبيرة التي ظهرت على شاشته منذ تأسيسه، تلفزيون بغداد هو الراعي الاول لكل القنوات الفضائية الموجودة الآن في الساحة العراقية .

واضاف: مرة سألني احد المشاهدين وانا اقدم برنامجًا من خلال (البغدادية) قائلاً: انت كنت مذيعًا في تلفزيون بغداد وفي اذاعة بغداد، فقلت له اتشرف أنني تخرجت من المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون.

معلومات عن يوم افتتاح التلفزيون

ثم وجد من المفيد أن يذكر معلومات عنه قائلاً: تأسس تلفزيون العراق عام 1956 ، وبدأت القصة قبل ذاك بعام، حين حضرت احدى الشركات الالمانية للمشاركة في معرض تجاري للاجهزة الالكترونية في بغداد وصادف أن من بين معروضاتها مرسلة للبث التلفزيوني باللونين الاسود والابيض مع ستوديو صغير مجهز بلوازم التصوير وعدد من الاجهزة التلفزيونية التي شدت انتباه العراقيين واصابتهم بالدهشة، وبعد انتهاء المعرض قررت الشركة اهداء تلك المعروضات الى حكومة العراق الملكية انذاك، واول مدير للتلفزيون هو عندنا احمد راسم النعيمي واحتل هذا المنصب بعد عودته من الولايات المتحدة الاميركية وحصوله على شهادة الدبلوم في السمعية والبصرية، والماجستير من جامعة انديانا الاميركية، اول مذيع قال: هنا  تلفزيون بغداد هو محمد علي كريم، تزينت سماء بغداد هذا اليوم بسارية كهربائية جديدة ترتفع في الفضاء الى علو 140 قدماً وتسجل صفحة جديدة في تاريخ العراقي ترمز لتقدمه وتطوره، إنها سارية التلفزيون العراقي التي افتتحها جلالة الملك فيصل الثاني وأصبح العراق بها اول دولة في الشرق الاوسط لها محطة تلفزيون، وفي اليوم الثاني من شهر ايار وفي ذكرى ميلاد جلالة الملك فيصل الثاني جرى حفل الافتتاح في ساحة رحبة من ساحات دار الاذاعة العراقية تحف بها اشجار كثيرة تدلت منها عناقيد زاهية من مصابيح ملونة اضفت على المكان جمال وروعة، وامام وحول بناية المحطة احتشدت جموع كبيرة من الناس ينتظرون حفل الافتتاح، وقد استحدثت الحكومة مديرية خاصة بالتلفزيون مهمتها الاشراف على امور المحطة واعداد البرامج .

الخبرات ضعيفة وتقنيات هائلة 

من جانبه قال الاذاعي خالد العيداني، رئيس اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين: الف تحية وألف شكر والف تقدير واجلال للعاملين في التلفزيون من ذلك الوقت الى حد الآن، لأنهم رواد المهنية والحركة التلفزيونية والاذاعية في العراق عمومًا، بدأ تلفزيون بغداد بتقنيات متواضعة لكن خبرة، هناك عملية عظيمة تدرب عليها اجيال، واليوم توجد تقنيات عظيمة وهائلة جدًا، ولكن الخبرة ضعيفة، فأرجو من الذين يعملون حاليًا في القنوات الفضائية أن يعلموا أنهم امتداد لتلفزيون بغداد وأن يتركوا بصمة للأجيال القادمة لكي يبقى تلفزيون بغداد والقناة العراقية منارًا يقتدى به في جميع الفضائيات العراقية والعربية.

وبعيدًا عن الاحتفالية، كنا نقف متسائلين عن حال الواقع التلفزيوني العراقي، لاسيما قناة العراقية المنبثقة من العنوان الكبير لتلفزيون العراق وعلى مكانه في منطقة الصالحية وفي بنايته.

دائرة عثمانية 

يقول الفنان مقداد عبد الرضا: على الرغم من أن تلفزيون بغداد اقدم تلفزيون في المنطقة العربية لكنه لم يستطع أن يجد له هوية صحيحة بسبب الانقلابات والثورات التي حدثت، هذا اولاً، وثانيًا كان حظ التلفزيون العراقي اوفر قبل الاحداث لأن كان ينفرد على المشاهدين وليس هنالك غيره من القنوات الأخرى، الآن فلتت الزمام منه ، ولا احد في الوطن العربي يشاهد القنوات العراقية بدليل أن الممثل العراقي ظل حبيس القناة العراقية ما عدا واحداً أو اثنين بسبب الظروف ، قسم سافر الى سوريا، وانتشار القنوات العراقية غير جيد ، واعتقد أن قناة العراقية من الممكن أن تكون افضل ولكنها حولت الى دائرة حكومية وبالتالي اصبحت تشبه الزمن العثماني ، أي دائرة عثمانية لا اكثر ولا اقل ، فالبرنامج المراد عمله بعد ستة اشهر ينفذ أو اذهب وتعاب، وكتابنا وكتابكم، والمالية صرفت والمالية ما صرفت، فلا توجد هكذا قناة في العالم ، انا اعتقد أن على الدولة أن تبيع قناة العراقية الى قطاع خاص ، وإن كان ليس هنالك قطاع خاص بسبب أن القنوات الآن مدفوعة الثمن ، يعني لأجندات إما سياسية أو دينية ، واذن انا اشك في اداء القنوات جميعًا .

شاشة عرض للملابس والمكياج

أما الخبير الاعلامي  مصطفى نعمان الذي عمل في التلفزيون منذ عام 1963 ، فقال : قناة العراقية والقنوات الأخرى امتداد لتلفزيون بغداد ، ولكن إن حسبت النوعية فأنا أراها الآن متخلفة ، كخبير اعلامي وكممارس ومرافق لكل مسيرة التلفزيون بجميع اقسامه ، نعم متخلفة، فلا تدريب ولا دورات ولا ثقافة ولا يتعبون على أنفسهم ولا يبحثون على كتب ولا يحاولون الاطلاع ، والكثير منهم يأتي لا أعرف من اين ولمجرد أن عنده هواية ومن ثم يصبح مقدماً أو معد برامج أو تصبح مقدمة أو معدة برامج ، ففي السابق كانت هنالك لجان فحص كلها تحت اشراف اساتذة ، واللجان تتغيّر بتغيّر الادارات ، ولكنها كانت تحاسب حسابًا دقيقًا ، حتى على الكلمة ، لذلك فإن اي كاتب سواء معد البرامج أو مؤلف الدراما يحسب حساب اللجان ، فحين يمسك القلم ويكتب تجده خائفًا وكأنما الايادي فوق يده ، اما عمل المذيع فكان أرقى عمل ، فالواحد منهم متسلح بالثقافة والقابلية والقدرة والاطلاع والمعلومة، لذلك ظهر مذيعون كبار مثل محمد علي كريم وحافظ القباني ورشدي عبد الصاحب ومقداد مراد وصباح الربيعي واكرم محسن الله يرحمه وموفق السامرائي ومن المذيعات امل المدرس وكلادس يوسف وغيرهما، لذلك فليس من السهل أن يكون اي احد مذيعاً .

 واضاف : الآن مهمة التلفزيون مجرد شاشة عرض للملابس والمكياج ، فلا لغة ولا معلومات ولا خبرة مهنية مع الاسف ، وحين نتابعهم نتألم ، والمذيع أو المذيعة لا يستطيع أن يحاور ايًا كان وللأسف لا توجد دورات لهم قبل ظهورهم على الشاشة .

الفرق كبير بين الماضي والحاضر 

الى ذلك قال المخرج عزام صالح : تلفزيون بغداد يختلف اختلافًا تامًا عن قناة العراقية ، رغم أن الاثنين مسيسان ولكن في السابق كان اكثر مهنية وقد انتج ذلك التلفزيون برامج مثل الرياضة في اسبوع والعلم للجميع ، والدراما فيه كانت محسوبة حيث لا يوجد منتج منفذ يأخذ اعمالاً بهذه السهولة التي عليها الآن ، وإن كانت اعلامية الا أنها تؤدي غرضاً اجتماعياً ومستقبليًا ، فكانت الدراما اكثر التزامًا مما هي عليها الآن حيث توجد محددات ، مثلاً .. في السابق اذا ما ارادت الدراما أن تقدم شخصية سيئة فإنها تقدمها فالآن لا ، ويجب أن لا تظهر هذه الشخصية السيئة ، واذن كيف يمكنك أن تخلق صراعاً بين الخير والشر إن لم تظهر ذلك .

 واضاف : الآن داخل المؤسسة لا توجد مديريات ، في السابق كان هناك قسم مستقل للدراما، وكذلك قسم للرياضة وباقي الاقسام اما الآن فاختلط الحابل بالنابل ، الآن فترات المنوعات والاطفال والدراما قليلة وحتى الرياضة وكأنهم حين اسسوا قناة رياضية يريدون الناس أن يذهبوا اليها ، وكل شيء اصبح مسيّساً ، اما الاهتمام بالفنان العراقي ففي السابق كان اكثر من الحالي ، ففي سهرة الخميس حاليًا يقدمون لك ممثلاً مصريًا لا نعرفهم والسبب هناك مراسل ذهب الى مصر وهو يستقطب الفنانين المصريين ، فلماذا لا يعملون دعاية للفنانين العراقيين ؟ ، وانا اسأل العراقية من خلالكم : هل أن الفنان العراقي غير مهم لكي تذهبوا الى المصري وتأتون به وتفضلونه على العراقي ؟هل القنوات المصرية تقدم حوارات مع فنانين عراقيين ، لذلك اقول : والله ما دام العراقية خاضعة للتسييس وكل مسؤول يأتي بجماعته وهناك صراعات بين المسؤولين فإن أي منتج جيد لا يظهر  .

امتداد في الادلجة فقط 

اما الفنان سعد مجيد فقال : انا اعتقد أن انسحاب الكثير من الكوادر التي كانت تعمل قبل عام 2003 في تلفزيون بغداد اثر بشكل سلبي على الصورة التي نشاهدها وعلى التقنيات ، على الرغم من أن الاجهزة الآن احدث بكثير من الاجهزة الموجودة في السابق، ولكن هذا الجهاز يحتاج الى بشر ، وإلا سيبقى صندوقًا متروكاً ، فالآن العراقية التي يفترض أنها امتداد لتلفزيون بغداد، تركز على ايفاد ناس تستحق واستقطاب خريجي كلية الفنون الجميلة والمعهد وارسالهم في دورات الى دول تجيد هذا الفن وهذا افضل من كميات كبيرة من الناس ، حيث أن كل مدير يجلب معه عدداً كبيرًا ويقوم بتعيينه، وبالتالي تجد الاغلبية منهم فائضين والقلة منهم يشتغلون ، فمن الممكن أن  تستقطب طلبة الثالث والرابع في الكلية واعتبرهم متدربين واصرف لهم مبالغ بسيطة بعد مرور مدة فيكون لديهم درسهم العملي في القناة افضل من أن يكون في الكلية بجهاز واحد أو جهازين ، وتدريجيًا ابدأ استغني عن الذين لا يعرفون كيف يوازنون كادرًا ، حيث نجد احيانا نصف المذيع مقطوعًا .

واضاف : انا لا اعتقد أن العراقية الآن امتداد لتلفزيون بغداد الا في قضية واحدة وهي قضية الادلجة ،اما في البقية فلا ، فكانت لدينا مذيعات من ابرز المذيعات في الوطن العربي ، والآن المذيعات لديهن (بلاوي) في اللغة العربية الى الكثير من الاشياء .

إيلاف في

09/05/2013

 

الوقت من ذهب

إبراهيم العريس 

يحدث المشهد على الشكل الآتي: المذيع (في الاستديو خلال برنامج الحكي السياسي): حضرة الضيف الكريم، هل لك خلال الأربعين ثانية التي تبقت لنا من الوقت ان تجيبني بكل اختصار عن السؤال الآتي... لقد صرح وزير خارجية الدولة الفلانية بأن على المعارضة العلانية في البلد الفليتاني ان تثق بأن النظام، عفواً الحكومة، ستشتغل من الآن وصاعداً – كما فعلت دائماً – على إحداث الكثير من الإصلاحات التي تتطلع اليها المعارضة، وتسعى منذ شهور الى تحقيقها، وهي من اجل ذلك تحرّض جمهورها على ان يقوم بتظاهرات، صحيح انها سلمية او هي بالأحرى تزعم ذلك، ولكنها في حقيقة أمرها تخفي جانباً مسلحاً، او هذا ما يقوله الوزير على أية حال، فما رأيك يا حضرة الضيف؟ ارجوك ان تجيبني بسرعة لأنه لم يبق لدينا سوى عشرين ثانية وأنت تعرف ان وقتنا هنا محسوب بدقة...

الضيف: (عبر الأقمار الاصطناعية، يفتح فمه ليحاول الإجابة) اعتقد ان...

المذيع: (مقاطعاً بسرعة وقد استدرك شيئاً)...علماً أن ما من أحد في الحكومة وافق على كلام السيد الوزير... ارجوك أجبني بأكبر قدر من الاختصار إذ لم يبق لدينا سوى عشر ثوان...

الضيف: (يفتح فمه من جديد محاولاً أن يجيب) في اعتقادي ان...

المذيع: (بسرعة مدهشة)... في اعتقادك او انك واثق مما تقول؟ اجبني بسرعة من فضلك، فلم يعد لدينا سوى خمس ثوان... وأنت تعرف ان الوقت محسوب علينا بدقة...

الضيف: (يفتح فمه مرة ثالثة ليحاول الإجابة) بل... انني...

المذيع: (مقاطعاً وقد رسم على وجهه معالم اليأس والأسف) عفواً سيدي... لقد انتهى الوقت المحدد لنا. على اية حال يبدو ان الفكرة وصلت الى السادة المتفرجين، ونأمل يا ضيفنا الكريم ان نستضيفك قريباً على شاشتنا من جديد كي تحدّثنا عن الأوضاع ورأيكم فيها... شكراً لك جزيل الشكر...

الضيف: (يفتح فمه مرة أخيرة في محاولة منه هذه المرة للرد – على الأقل – على الشكر الذي وجّهه اليه السيد المذيع، لكن الإرسال ينقطع)...

المذيع: وهكذا تنتهي الفترة المخصصه لهذه الفكرة المهمة وقد استمعتم خلالها الى رأي المعارض السيد علاّن في كلام وزير خارجية الدولة الفلانية... والآن الى فاصل اعلاني نواصل بعده تقديم بقية فقرات البرنامج.

تلي كلام السيد المذيع والمزيّن بابتسامته الأنيقة، موسيقى فاصلة يأتي بعدها إعلان للمحطة نفسها يثني على ما في برامجها من دقة وحصافة وموضوعية!

الحياة اللندنية في

09/05/2013

 

مستقبل التلفزيون في يد المشاهد

أمستردام – محمد موسى 

تبدو الخطوة التي أعلنتها الذراع التلفزيونية لشركة «أمازون» الأميركية، بإتاحة الفرصة للجمهور للتصويت على مستقبل المسلسلات الـ14 التي قامت الشركة بإنتاج حلقات تجريبية منها، وكأنها ستغدو السياسة الجديدة لشركات الإنتاج التلفزيوني لقياس شعبية نتاجاتها الجديدة. فبدل أن تتنظر أي شركة إنتاج أو قناة تلفزيونية أرقام المشاهدة لبرامجها، اختصرت «أمازون» كثيراً من الوقت والجهد والتكلفة، بطلبها من الجمهور التصويت إلكترونياً لما يُحب أن يراه مستقبلاً، من الحلقات التجريبية التي تقدمها من هذه البرامج.

الاعتماد على المعلومات الإلكترونية المتوافرة عن مزاج المشاهدين للمشاهدة، سيتحول قريباً إلى المصدر الأول المؤثر لقنوات التلفزيون وشركات تزويد المحتوى التلفزيوني عبر شبكة الإنترنت. فجمع هذه المعلومات عملية سهلة جداً، كما يمكن استخلاص إحصائيات دقيقة عن الأعمار وجنس المشاهدين ومستواهم التعليمي، من دون إزعاج أي منهم. فالمشتركون في أي عملية إحصاء، هم زبائن فعليون لمواقع تلك الشركات، وتكفي مراقبة عادات المشاهدة لديهم للحصول على معلومات مفصلة تستند إلى تلك التي قدموها عند اشتراكهم في خدمة تلك الشركات.

خطوة «أمازون» التي تعدّ أكبر شركة لبيع الكتب عبر الإنترنت في العالم - بدأت أخيراً بتقديم المحتوى التلفزيوني والأفلام في أميركا وعدد من الدول الأوروبية -، ستوفّر أموالاً كثيرة، كانت ستذهب لإنتاج أجزاء أولى كاملة، سيكون حظ معظمها للاستمرار ضعيفاً جداً. فهي وعوضاً عن إنتاج 15 حلقة من أي مسلسل جديد، وفّرت الحلقات التجريبية من هذه المسلسلات (البايلوت)، وطرحتها مجاناً، وطلبت من المشاهدين تقويمها، لتنتج، مجموعة منها في المستقبل.

وتنقسم المسلسلات الـ14 بين الكبار والصغار، منها مسلسلات كوميدية، بعضها من بطولة نجوم معروفين، مثل مسلسل «ألفا هاوس» الذي يقدم يوميات أربعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، يشتركون في العيش في بيت واحد، ويقوم ببطولته النجم التلفزيوني والسينمائي المعروف جون غودمان. كما تضم قائمة مسلسلات الكبار، مسلسلاً كوميدياً جديداً عن آكلي لحوم البشر.

وكانت شركة «نيتفليكس» لتزويد خدمة مشاهدة التلفزيون والأفلام عبر الإنترنت، كشفت نهاية العام الماضي أن خططها لإنتاج محتوى تلفزيوني خاص، اعتمدت على مراقبة سلوك المشاهدة لزبائنها حول العالم، حيث ستقدم جزءاً جديداً من مسلسل كوميدي، بسبب شعبية الأجزاء السابقة في خدمتها، كما أنها وبسبب شعبية مسلسلات «الزومبي» (آكلي لحوم البشر)، ستنتج مسلسلاً جديداً بهذا الاتجاه.

لم تكتف شركة «أمازون» بإعلانها الترويجي المهم عن المسلسلات الـ14 التلفزيونية، والتي أنتجت بسرية حلقات تجريبية منها. فهي مشغولة منذ فترة، وكما نقلت مصادر مقربة من الشركة، بإنتاج جهاز يربط التلفزيون المنزلي بالمحتوى التلفزيوني للشركة على شبكة الإنترنت، أي يقوم بمهمة جهاز «أي تي في» الخاص بشركة «آبيل»، ليدخل بهذا المنافسة مع شركات «الكيبيل» التقليدية وتلك التي توفر المحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت.

هذه الحركة المستمرة بين شركات تجهيز خدمة التلفزيون عبر الإنترنت أو عبر الأجهزة المنزلية الخاصة، تشير إلى الشعبية والجدوى الاقتصادية المنتظرة من هذا النوع من الخدمة، والتي عززتها شعبية أجهزة التابلد التي تستخدم بكثرة في مشاهدة البرامج التلفزيونية حول العالم. كما أصبح من العسير جداً تحديد أصناف الخدمات التي تقدمها الشركات تلك، فالشركة التي تقدم خدمة المشاهدة عبر الإنترنت، تنتهي بهذه الخدمة عند كثر على شاشاتهم التلفزيونية التقليدية، بربط الإنترنت مع أجهزة التلفزيون، أو بسبب شعبية أجهزة التلفزيون الذكية، والتي تملك إمكانية الاتصال بالإنترنت.

من مسلسل «ألفا هاوس»

الحياة اللندنية في

12/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)