المشاكس يوسف شاهين (11-15)
نار الغيرة
هبة الله يوسف
تعلم شاهين أن الحياة لا تعطي الإنسان كل شيء، فهي تمنح بيد وتأخذ بالأخرى،
فإذا كان تلقى صدمة عاطفية إلا أنه حقق نجاحا جماهيريا بفيلمه «صراع في
الوادي»، وفي نفس الوقت احتفت «الدولة» به وبفيلمه من خلال المقال الذي
كتبه أشهر «جورنالجي» في تاريخ الصحافة المصرية الأستاذ محمد حسنين هيكل.
فهل سينجح في استثمار النجاح ومواصلة الطريق؟ وماذا عن الخطوات المقبلة؟
شارك فيلم «صراع في الوادي في مهرجان «كان» مثل {ابن النيل»، بل نال
استقبالا أفضل على عكس ما توقع شاهين وفقاً لاعترافاته، وقد أتاح له الفيلم
أن يفهم «شوية سياسة»، كان ذلك أمراً ضرورياً في مرحلة تدور كل الموضوعات
فيها حول السياسة، لكنه فضل الاهتمامات الفنية، كما أكد، واللعب بالكاميرا،
والسعى إلى التجديد ومقاربة موضوعات وأشكال جديدة للسينما، ما دفعه، على حد
توصيفه، إلى أن يخوض سريعاً تجربة تقديم فيلم تاريخي بعنوان «شيطان
الصحراء»، وهو فيلم غريب، على حد تأكيده، تجاهله النقاد وسقط من ذاكرة
الناس بسرعة، لكنه أحبّه واعتبره فيلماً مظلوماً، لافتاً إلى أن ذلك يحدث
في الفن كثيراً، وأنه بذل فيه جهداً، لكنه ظل فيلماً منبوذاً ولم يهتم به
أحد، لا الناس ولا النقاد.
الخلطة السحرية
الفيلم الذي يتحدث عنه شاهين كتبه حسين حلمي المهندس بأسلوب أفلام الصحراء،
التي تجمع بين دراما «الكاوبوي» وبين الملحمة التاريخية، في أجواء من
المغامرات حول بطل شعبي يتمكن من الانتصار على الظلم والفساد. شارك في
بطولته عمر الشريف في ثاني تجربة على التوالي مع شاهين، واعتذرت فاتن حمامة
عن الدور فحلت محلها مريم فخر الدين في أول تعاون لها مع شاهين.
أما أسباب اعتذار فاتن فظلت تدور حول التخفيف من الشائعات التي بدأت
تطاردها بعد ارتباطها بعمر الشريف، لكن شاهين أوضح أن «فاتن اعتذرت لأن
الدور لا يناسب المكانة التي وصلت إليها كنجمة تعمل في أفلام تكون شخصيتها
محور الدراما فيها، ذلك أن موضوع الفيلم كان «ذكوريا»، فرفضت فاتن أن تكون
مجرد استكمال لقصة البطل».
أضاف: «من جانبي لم أهتم بإقناعها لأنني كنت أراها مخطئة (ربما كنت أشعر
بالغيظ منها)، وكنت طوال وقت التصوير، أعتقد أن فاتن خسرت دوراً ستندم
عليه، وأن الفيلم سيحقق نجاحاً كبيرا، فهو يتضمن خلطة سحرية تعجب الجمهور
(مغامرة ومرح واستعراض وأجواء اكشن)، لكن النتيجة كانت «وحشة خالص» والفشل
الجماهيري هذه المرة كان خارج كل التوقعات، وعليه اضطررت إلى الانتظار
سنتين قبل أن أتمكن من تقديم فيلم جديد، باختصار كان الفيلم كارثة فنية
وجماهيرية، ولكنه ساعدني لاحقاً وكثيراً في إنجاز فيلم «الناصر صلاح
الدين»، بتعبير أدق كان أشبه بالبروفة لانجاز عمل أهم، فضلا عن أنني تعلمت
منه الكيفية التي أبلور بها فكرة ما».
زواج مفاجئ
هكذا كان شاهين يسعى دائما إلى الاستفادة من أخطائه ولا ينكرها، فقد تعلم
كيف يصنع من الفشل نجاحاً، وتعلم أن نجاحه لن يتحقق إلا بتحمل مزيد من
الفشل في تجارب جديدة سيتعرض لها خلال مشواره الفني، والأهم عرف كيف يصبح
قوياً في مواجهه الفشل، لقد أصقلته خبرة الحياة ونجح في كسر صورة الطفل
المهزوز، والمراهق المرتبك الخجول التي أثرت في شخصيته في الفترات السابقة.
وربما لهذا السبب خرج من صدمته العاطفية بقرار الزواج السريع، ولم يستسلم
طويلا للاحباط والاكتئاب، إذ فوجئ الوسط الفني بخبر الزواج الذي نشرته
الصحافة بصياغة مندهشة: «فجأة وبدون مقدمات تزوج المخرج يوسف شاهين»، كان
الخبر قصيراً ومقتضباً يتضمن معلومات بسيطة لا تزيد عن اسم العروس ومكان
إقامة الزفاف، ونماذج من الأصدقاء والفنانين الذين حضروا الحفلة وكان بينهم
فاتن وعمر الشريف.
على أية حال، تزوج شاهين من كولييت أو كوكو كما راح يناديها، وهي من أصول
فرنسية، ولدت بالإسكندرية الأمر الذي فرض أسئلة أخرى حول قصة الزواج وكيف
تمت، وهل كان زواجاً تقليدياً أم نتاج قصة حب خاطفة ملكت قلبه فرفع «الراية
البيضا» مستسلما أمام «كيوبيد»، خصوصاً أن زواجهما دام أكثر من نصف قرن .
لماذا حرص شاهين على إخفاء كل ما يتعلق بحياته الشخصية حتى عن أقرب
الأصدقاء، وكيف لم يلحظ أحد أنه كان يتحضر للزواج وكل التفاصيل التي تسبق
خطوة الإعلان، خصوصاً أنه كان دوماً مشغولا بالعمل، فما إن ينهي تجربة
سينمائية ويطمئن إلى عرضها حتى يشرع في البدء بأخرى، فكيف وجد الوقت ليخوض
تجربة حب قبل أن يخطط لإتمام الزواج؟
أم أن المسألة جاءت بسرعة ومن دون ترتيب، أو كما يذهب البعض في تفسيره
للأمر بأن شاهين ضاق ذرعاً بالوحدة، ومن ثم استجاب للإلحاح العائلي وعليه
قرر أن يتزوج ، فيما فريق آخر رأى أن قصة زواج شاهين المفاجئة، ليست إلا
«رد فعل»، على فشل قصة حبه «السري» لفاتن حمامة، لذلك أراد التخلص من
الأزمة نفسياً وواقعياً بطريقة «داوها بالتي كانت هي الداء» فعالج الحب
بالحب الرسمي المعلن أي بالزواج.
على الجانب الأخر، وفي لعبة التشابكات بين الواقع والسينما، لو فتشنا عن
تفاصيل هذه الزيجة، كيف بدأت واستمرت وطبيعتها، من خلال أفلام سيرته
الذاتية، لا نجد إلا صورة عابرة و ثانوية وغير مؤثرة، فمرة هي ترداد لصورة
الأم البرجوازية التي تتمنى لو أن زوجها كان أكثر اهتماماً بالمال، ولكنها
على استعداد لمساندته والتضحية من أجله، كما جسدتها منحة البطراوي في
«اسكندرية كمان وكمان»، و تارة هي غير راضية عن حياتها معه كما تخبرنا
نظراتها التي تشعره بالذنب كما جسدتها يسرا في بعض مشاهد «حدوتة مصرية»،
لكنها دوماً حنونة تستوعب كل نزواته وشطحاته العاطفية، كما قدمتها لبلبة في
«اسكندرية نيويورك».
الفشل مرة أخرى
لو كان «علي الحجار» نجماً للغناء في الخمسينيات، لظل شاهين يردد طوال
عامين مقطعاً حزينا من أغنياته يقول فيه «انكسر جوانا شيء»، ليس بسبب صدمة
ضياع الحب الصامت، ولكن بسبب الحالة التي تعرض لها بعد فشل فيلم «شيطان
الصحراء»، فقد عادت مقولة «يوسف شاهين خارب بيوت المنتجين» تتصدر أجواء
النميمة في الوسط الفني، وعاش فترة عزلة وحصار امتدت إلى قرابة العامين.
شعر شاهين بالحزن فلقد انكسرت أحلامه وتوقعاته في فيلم «شيطان الصحراء»،
لكنه لم يفقد خياله وانهمك في كتابة فيلم «صراع في الميناء»، على غرار
فيلمه الناجح «صراع في الوادي»، ونجح في إقناع نفس المنتج جبرائيل تلحمي،
الذي كان يتفهم شطحات شاهين، وعليه بدأت كتابة الفيلم من محمد رفعت في
السيناريو، والسيد بدير في الحوار، واكتملت تميمة الحظ بنجاحه في اقناع
فاتن لبطولة الفيلم الذي سيجمعها مع زوجها عمر الشريف فنياً مجدداً، ومن
خلال دور يمنحها فرصة للتألق، سواء من ناحية المساحة والأهم من ناحية
التأثير، إضافة إلى «طزاجة» الشخصية المختلفة عما سبق وقدمته من قبل ، أيضا
شارك في الفيلم النجم الصاعد الذي ظهر مع شاهين لأول مرة أحمد رمزي.
كما انتقد «صراع في الوادي» الإقطاع، سعى شاهين في هذا الفيلم إلى انتقاد
الاحتكارات والدفاع عن حقوق العمال الفقراء.
يقول شاهين: «اعتبر هذا الفيلم من أهم أفلامي حتى قدمت «باب الحديد» بوعي
أكبر لقضية العمال، وضرورة تأسيس نقابات والحفاظ على حقوق الفقراء، كنت
مهتماً بمناصرة الضعفاء في مواجهة وحوش الاحتكار الفاسدين».
يضيف: {بعض النقاد أراد أن يضربني تحت الحزام فكتب أنني أحاول استرضاء
السلطة الاشتراكية، مع إني اشتراكي بالفطرة وقبلهم. المهم في هذا الفيلم
ليس الموضوع فحسب، لكن طريقة إيصال القضية، والجو الواقعي للميناء وحياة
العاملين فيه، لذلك قدمت جهوداً عظيمة في التصوير الخارجي بعيداً عن
البلاتوهات والتي كانت الأفلام تسجن فيها نفسها وبإصرار}.
ودعت حبك
نجاح «صراع في الميناء» دفع الجميع (الجمهور والنقاد وأهل الصناعة) إلى
التوقع بأن شاهين سيقدم مزيداً من الأفلام مع الثنائي العاشق فاتن حمامة
وعمر الشريف، لكن حدث العكس تماماً، وتعجب الناس من الانفصال الفني، وبدأت
الأسئلة تتوالى، هل شاهين هو الذي قرر الانفصال وعدم التعاون معهما مرة
أخرى، بتعبير أدق قرر أن يبتعد ليتمكن من النسيان و{لملمة» مشاعره،
والتركيز في مشواره الفني من دون «عثرات» لن تغير من واقع الأمر شيئا، أم
حدث العكس؟
الواقع يقول إن عمر الشريف لم يتعاون مرة أخرى مع المخرج الذي كشف موهبته
وفتح أمامه الطريق نحو العالمية، كذلك طارت حمامة بعيداً، ثم عادت في لحظة
عابرة خلال فترة «التيه والمنفى» عبر فيلم «رمال من ذهب» (1971) لكنها لم
تتعاون معه بعدها، ومن جانبه لم يقترب شاهين من الإجابة عن هذه الأسئلة
أبداً، فقط برر القطيعة بأسباب سطحية غير مقنعة قائلاً: {فاتن فنانة متميزة
وموهوبة جداً، وفي أفلامي بعد «صراع في الميناء» لم أجد دوراً يصلح لها كي
أعرضه عليها!»
لكن الحقيقة أن شاهين عرض عليها دور صديقة في «اليوم السادس»، وأدواراً
أخرى لم تقبلها حتى بعد الانفصال عن عمر، كذلك جاءت تصريحات الشريف أكثر من
مرة غاضبة وغير ودودة تجاه شاهين، أما الصحافة الفنية فتحدثت عن نيران
الغيرة والانتقام في كواليس تصوير الفيلم الأخير الذي جمع الثلاثي.
قيل إن شاهين حاول إفساد العلاقة بين الزوجين فأوحى لعمر الشريف بأن صديق
عمره أحمد رمزي يعاكس زوجته فاتن حمامة، وكان ذلك قبل مشهد اشتعال النيران
في المركب والمشاجرة بين رجب (عمر الشريف) وممدوح (أحمد رمزي)، حيث يعود
رجب بعد سفر طويل في البحر ليتزوج من حبيبته حميدة (فاتن حمامة)، لكن
ينتابه الشك في وجود علاقة بينها وبين صديقه المقرب ممدوح ابن صاحب شركة
النقل البحري، وفي المشهد انهال الشريف بضرب حقيقي على رمزي، وانصرف مع
فاتن بعد أداء المشهد ، وقيل إن خصاماً امتد بينهما لأكثر من 7 سنوات، لكن
الشريف ورمزي أنكرا الخصام تماماً عندما سئلا في سنوات الشيخوخة عن حقيقة
ما حدث، لتبقى القصة متداولة على ألسنة العاملين في الفيلم، وسجلتها الصحف
كوقائع حقيقية لم ينكرها أطرافها وقتها، ويبدو أن فاتن لم تغفر ذلك لشاهين
حتى لو كان السبب فنياً كي يخرج تصوير المشهد واقعياً.
للظروف أحكام
خلال تلك الفتره كان شاهين أنهى تصوير فيلمه «ودعت حبك» وهو تجربة جديدة مع
الكوميديا الموسيقية من بطولة وإنتاج الفنان فريد الأطرش وشادية. مجدداً
عادت «ذبابة النحس» لتحط على كعكة نجاح شاهين، فقد سقطت القنابل على
بورسعيد وانشغلت مصر في أخبار العدوان الثلاثي، وفشل الفيلم كما لو أن
شاهين موعود دائما بالفشل الجماهيري.
يقول شاهين: «لم يهزني فشل فيلم «ودعت حبك» فأنا قدمته «مضطرا»، لأن ظروفي
المالية في تلك الفترة كانت صعبة جداً، كنت قد تزوجت ومطلوب مني مصاريف بيت
لسيدة محترمة تربت على العز، بينما أنا لا أملك رصيداً في أي بنك، كنت
تقريباً «مفلس»، تمر أيام ولا يوجد في بيتي إلا «علبة سردين ورغيفين».
غير أن علاقة شاهين مع فريد الأطرش لم تتأثر بفشل فيلم «ودعت حبك» لأن
العدوان الثلاثي كان مبرراً كافياً لتراجع إيرادات كل الأفلام في فترة
الحرب، لذلك تم الاتفاق على فيلم جديد بعنوان «إنت حبيبي» الذي شاركت شادية
في بطولته أيضاً، وهو كوميديا عائلية مكنت «جو» من أن يكون على سجيته أكثر
في رسم «الجو العائلي» مستعيداً أجواء «بابا أمين».
وفي ذكرياته حول هذا الفيلم قال: «كنت قد انتهيت من «ودعت حبك» فإذا بفريد
يتصل بي ويطالبني بالذهاب لمنزله قائلا «عندي فكره فيلم تجنن»، وعندما وصلت
حكى لي عن «واحد بيجري والناس بتجري وراه، فيسألوه بتجري من البولس، لا، من
حماتك، يقول لا، طيب من إيه؟ يقول مش عاوز اتجوز»، كان يضحك بشده وهو يحكي
عن الفيلم، وعندما سألته عن باقي السيناريو أجابني بأنه سيكون جاهزاً خلال
أسبوع، وبالفعل في الاسبوع التالي كنا نحضر الأغنيات وبعد اسبوع آخر بدأنا
في تصوير الفيلم».
أضاف: «الطريف أن «ودعت حبك» والذي ظللت سنوات طويلة «مكسوفاً منه» مقارنة
بأعمالي الأخرى مثل «الأرض» أو{الناصر صلاح الدين»، إلا أنه عندما عرض في
فرنسا «سمعت عنه كلام كتير كويس يمكن أكثر من أفلامي الأخرى، وهو ما تكرر
عند عرضه في مهرجان آخر بنيويورك، حيث وجدت الناس تضحك من حولي، وذات مرة
عند عرضه بالتلفزيون ضبطت نفسي أنا كمان أضحك عليه، يومها تعلمت أن أحب كل
أعمالي ولا أخجل منها حتى لو لم تكن المفضلة لدي».
ولكن رغم هذا ظلت «غصة» عالقة في قلب شاهين بشأن تجربته مع فريد الأطرش؟
فما هي؟
نار شاهين تحرق رمزي والشريف
في «صراع في الميناء» مشهد احتراق مركب في داخله أحمد رمزي، والمطلوب أن
يتدخل عمر الشريف، ثم يحمله ويخرج به بعد أن يغمى عليه من دخان الحريق، وهو
المشهد الذي يتصدر ملصق الفيلم، وكان من الصعب تصويره في مركب حقيقي خوفاً
من غرق المركب بالمعدات والممثلين، فتم بناء ديكور على هيئة «كابينة
المركب» داخل أحد البلاتوهات على أن يستكمل بقية المشهد في مركب حقيقي. وفي
يوم التصوير داخل الاستوديو تم إشعال النيران وظل رمزي وسط الحريق يصرخ من
سعيرها، بينما عمر الشريف يتباطأ ويتردد في تصوير المشهد، ويوسف شاهين يصرخ
في الجميع لأن أي تأخير يؤدي إلى خسائر إنتاجية كبيرة، فليس من المعقول أن
يعيد حرق الديكور كل مرة يخطئ فيها ممثل، وبالفعل امتثل الشريف لتعليمات
شاهين وقفز داخل النيران لانقاذ رمزي، وكانت المفاجأة بعد انتهاء المشهد،
أن شاهين قرر إعادة تصويره مرة أخرى، لأن إحساس كل من رمزي وعمر لم يكن
مقنعاً بالنسبة إليه، ورفض أي محاولات لإقناعه بالعدول عن رأيه، وطلب رش
جسم رمزي بالماء البارد ليتحمل وهج النار، ووضع بعض الدهانات المرطبة على
جسم الشريف الذي تعرض بالفعل لبعض الحروق الخفيفة.
·
انتقدت الإقطاع بـ «صراع في الوادي» ودافعت عن حقوق العمال الفقراء بـ
«صراع في الميناء»
·
تعلمت أن أحب أعمالي ولا أخجل منها
·
{شيطان الصحراء» فيلم للتجريب و{ودعت حبك» للضرورة |