أراد استثمار مكانة المدينة فأتى ذلك السيناريو المفبرك

فيلم «الأمر».. القدس في أفلام المغامرات!

عبدالستار ناجي

قبل ان نذهب الى فيلم الامر استذكر ما قاله المخرج شيلدون ليتيتش اثر النتائج المخيبة للفيلم في الاسواق وايضا الكتابات النقدية حيث قال: 

أردنا أن نصنع فيلمًا في سياق أفلام المغامرات الممتعة مثل أفلام إنديانا جونز وأفلام هيتشكوك مثل نورث باي نورثويست. أحد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبناها مع The Order هو أخذ النغمة في اتجاه أكثر جدية في الفصل الثالث. لو حافظنا على النور طوال الطريق حتى النهاية، أعتقد أن الفيلم كان سيحقق نجاحًا أكبر بكثير. بالنسبة لي، فإن أبرز ما في هذا الفيلم هو مطاردة المدينة القديمة في القدس، حيث يتنكر فان دام في صورة يهودي هاسيدي يركض ويقاتل مع الشرطة الإسرائيلية. كان الأمر غريبًا جدًا وغاضبًا للغاية، وحتى يومنا هذا مازلت مندهشًا من أنني أقنعت جان كلود بالقيام بذلك.

فيلم الامر او الطلب يستحضر مدينة القدس اعتبارا من الوستر الخاص بالفيلم مروراً بعدد كبير من المشاهد من بينها مشهد المطاردة في مدينة القدس القديمة بالاضافة الى عدد من المشهديات التى تتحرك بين زمنين في المرحلة الاولى من الفيلم. 

النص الروائي افتراضي اقترحه النجم البلجيكي جان كلود فان دام وتعاون في كتابته مع ليس ويلدون بمعنى نحن امام نص يأتى كمجرد ذريعة لما هو قادم من احداث تجري في مدينة القدس. يلعب فان دام دور رودي الذي كان والده أوسكار عالم آثار. يذهب والده إلى إسرائيل. وحينما يعلم رودي بان والده قد اختفى، يذهب إلى إسرائيل للعثور عليه. يدعي قائد الشرطة أن والده لم يدخل البلاد قط، لكن صديقًا قديمًا لوالده كان يتوقعه وقبل أن يخبره المزيد، بدأ بعض الناس يطلقون النار عليهم. إنه قادر على الفرار، وعندما يعود إلى قائد الشرطة، لايزال يرفض الاعتقاد بأن جريمة قد ارتكبت. ثم قام بترحيل رودي، لكن رودي يقنع سيدة الشرطة المكلفة بإحضاره إلى المطار بعدم مساعدته في العثور على والده.

بشكل مفاجئ يبدأ الفيلم عام 1099 في نهاية الحملة الصليبية الأولى، حيث يصور الصليبيون المسيحيون وهم يحتلون القدس ويذبحون السكان المحليين. أصبح فارس مسيحي فلمنكي يدعى شارل لو فيلانت (جان كلود فان دام) محبطًا بسبب أهوال الحرب ويقرر إنشاء نظام ديني جديد. يجمع هذا النظام الجديد أعضاء من الديانات الرئيسة الثلاث في المنطقة - المسيحيون واليهود والمسلمون. كزعيم وأعلن المسيح نفسه، تشارلز يكتب النصوص المقدسة للنظام. أثناء السفر إلى سورية، يتعرض معسكره للهجوم من قبل الفرسان المسيحيين الذين يقتلون لو فيلان. يُفقد الفصل الأخير من نصه الديني، الذي دفنته لو فيلان في مكان سري، في الصحراء بعد الهجوم.

وفجأة ننتقل الى العصر الحديث، اقتحم رودي كافير (جان كلود فان دام)، وهو لص ومهرب من القطع الأثرية التاريخية القيمة، مبنى مشدد الحراسة ويسرق بيضة فابرجيه الثمينة. يُطلق إنذارًا أثناء العملية ويُجبر على الخروج من المبنى، ولا يجد أي سيارة لمقابلته لأن السائق المهرب، يوري، اضطر إلى المغادرة من قبل الشرطة. تتفاقم مشاكله عندما يحاول مشتر محتمل سرقة البيضة ويسقط عليها ويدمرها.

تبين أن والد رودي هو عالم الآثار ومنسق المتحف أوسكار. يسافر أوزي إلى إسرائيل بحثًا عن سر اكتشفه وخطفه أثناء اتصاله هاتفياً مع رودي، الذي يسافر إلى القدس لإنقاذه. يمنح الأستاذ والت فينلي (أستاذ تشارلز هيستون) العزيزي رودي مفتاح صندوق الودائع الآمن في القدس الشرقية قبل أن يقتله مهاجمون مجهولون. يفتح رودي صندوق الودائع الآمن ويجد خريطة قديمة تُظهر سلسلة من الأنفاق وغرفة كنز أسفل القدس.

في هذه الأثناء، تواصل فرقة متمردة من أتباع لو فيلانت المعروفة بالأمر في ممارسة تعاليمه السلمية في إسرائيل. واحد من التلاميذ، سايروس (براين طومسون)، يدخل في صراع مع قائد الفرقة بيير جودت حول خطاب سايروس الملتهب فيما يتعلق بحرب مقدسة وشيكة. قتل سايروس بيار غوديت باستخدام سيارة مفخخة ويتولى السيطرة على الأمر.

ينظر قائد الشرطة الإسرائيلية بن نير (بن كروس) إلى وصول رودي مع العداء ويتخذ خطوات لترحيل رودي، وتعيين الملازم داليا بار (صوفيا ميلوس) لضمان عدم هروب رودي. الملازمة داليا تصطحب رودي إلى الطائرة، لكن بن نير يتصل ويطلب عودتهم، مدعيا أن رودي يهرب قطعة أثرية. الملازم أول داليا يعرف أن رودي قد تم تفتيشه وليس لديه أي قطع أثرية، لذا فهي تطلق أصفاد رودي وتسمح له بالهروب في صراع مصطنع، وتلتقي به مرة أخرى بعد أن هرب من المطار في مركبة. يكشف الملازم داليا أنها كانت ذات يوم تلميذاً للأمر وهى منظمة سرية، لكنها غادرت عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها. يزورون يوري معًا، الذين يترجمون الخريطة ويوضحون أنها تؤدي إلى الكنز، لكن اللصوص يقتحمون ويسرقون الخريطة ويطلقون النار على قتل يوري في هذه العملية. رودي يسرق دراجة نارية ويلاحق اللص الذي لديه الخريطة. أدركه وأطلق النار عليه، ما تسبب في إسقاط اللص على الخريطة، ولكنه أصيب أيضًا بالرصاص.

وتمضى الاحداث من اجل مزيد من المغامرات والمشاهد القتالية التى تعتمد على لياقة جان كلود فان دام قبل الاعتماد على مقدرته كممثل. 

في سراديب الموتى يجد رودي المخطوطات المتبقية وكذلك والده المسجون وقنبلة كبيرة. يصل بن نير ويشرح لرودي واللفتنانتور أنه انضم إلى الأمر عندما اكتشف الكنز. وصل سايروس وأجبر عوزي على قيادته عبر الأنفاق من أجل تفجير القنبلة تحت الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان لتعظيم الإصابات وجعل شهداء اللفتنانت الإسرائيلي بر والاميركي رودي كافمير من أجل إطلاق الحرب العالمية الثالثة. 

رودي ينقذ أفرام من الوقوع في فخ الحفرة قبل أن يصل إلى غرفة محملة بالكنز بجانب الغرفة تحت بئر النفوس. يحاول بن نير تأخير التفجير من أجل جمع المزيد من الكنوز، مما يؤدي إلى مواجهة مع أتباع سايروس. يستغل رودي واللفتنانت الفرصة للفرار لكن أوززي مصاب وقتل أفرام.

الملازم داليا بر تطلق النار على بن نير وتساعد أزي على الخروج من سراديب الموتى. رودي يمسك سايروس في غرفة الكنز ويقتله بأحد السيوف الموجودة هناك. يقوم رودي بنقل القنبلة من تحت بئر النفوس ويسقطها في فخ الحفرة. يقفز بن نير إلى رودي لكنه يمسك فقط ويمزق قميصه وهو يسقط في الحفرة. سباقات رودي بعيدا عن الحفرة أثناء انفجار القنبلة. المصلون أعلاه يسمعون الانفجار ولكن يواصلون الصلاة.

يظهر رودي فيما بعد وهو يزور مكتب والده الذي نشر كتابًا جديدًا. في المكتب، عثرت رودي على خريطة قديمة تدعي أوزي أنها تدل على موقع مدن الذهب السبع. رودي يمسك الخريطة وينفد من المكتب مع داليا. ينتهي الفيلم بمجموعة من المشاهد السريعة الحركة التى تفتح الباب امام افكار لاجزاء جديدة لكن مثل هذا الامر لم يتحقق لان الفيلم سرعان ما انتقل من صالات العرض الى توزيع نسخ الفيديو والسي دي في الاسواق التجارية مباشرة. 

منذ اللحظة الاولي نحن امام فيلم مغامرات وحركة تجري احداثه في مدينة القدس الشريف. عبر مشهديات تجمع بين السياحة وايضا السياحة الدينية والتأكيد على ان القدس مدينة الاديان السماوية الثلاثة ولكن كل ذلك يتم في سياق افلام المغامرات المفبركة والمصنوعة بمبرر تاره وبدون مبرر تارات عدة. 

ونشير هنا الى المخرج شيلدون ليتيتش قد قام باخراج النسبة الاكبر من افلان النجم جان كلود فان دام وتعاون في كتابة سيناريوهات هامة من بينها سيناريو الجزء الثالث من افلام -رامبو-. 

مشاهد الفيلم صورت بالكامل بين القدس وتل ابيب ومدينة صوفيا عاصمة بلغاريا. 

ونخلص.. باننا امام فيلم اراد استثمار مكانة مدينة القدس فأتى ذلك السيناريو المفبرك وكانت تلك المغامرات السينمائية من بطولة البلجيكي جان كلود فان دام.

النهار الكويتية في