يعتبر فيلم مملكة سليمان أو ملوك

«مملكة سليمان» إنتاج إيراني يحتكم إلى النص القرآني

عبدالستار ناجي

سليمان كما في العنوان الرئيسي اكبر إنتاج سينمائي إيراني بلغت كلفته الإنتاجية 5 ملايين دولار. وفي وقتها كان الإنتاج الاضخم عام 2009 2010، والفيلم سبقة كثير من الانتظار والتحضير وهو يفترض ان يتكون من ثلاثية سينمائية إلا أن الجهات المنتجة لم تحقق سوى الجزء الاول . وتم انجاز جميع التحضيرات للجزء الثاني بانتظار التمويل . 

في النصوص القرانية وفي الانجيل والتوراة جملة الاحداث تتم في مدينة القدس الشريف، ونظرا لصعوبة أو استحالة تصوير عمل سينمائي إيراني بهذا الحجم في القدس في ظل الظروف السياسية الراهنة، عملت الجهات المنتجة علي الاكتفاء بتصوير مشاهد الفيلم في عدد من المدن الإيرانية ومنها رستم اباد وجيلان وشهريار وغيرها . 

الفيلم تحمل ثقلة الأساسي المخرج شهريار البحراني بل انه تفرغ لهذا العمل على مدى ستة اعوام . من بينها ثلاثة اعوام لكتابة النص معتمدا على مجموعة من النصوص من بينها الكتب السماوية الثلاثة . وبعد عدة مراجعات تمت العودة إلى النص القراني الذي يأتي على حكاية النبي سليمان . 

في اطار النص الروائي للفيلم نتوقف عند حكاية النبي سليمان عليه السلام الذي طلب، وهو النبي والملك، من الله أن يعطيه مملكة مثالية لم تُعط لأي شخص من قبل، قيل له أن يعد نفسه ورعاياه مع مخلوقات شريرة ومكتشفة تطارد الرجال.

فيلم مملكة سليمان هي سلسلة أفلام دينية - تاريخية إيرانية من إنتاج مجتبى فارافارديه وإخراج شهريار البحراني الذي صنع القديسة ماري من قبل وحصد كثير من الاهتمام والاقبال الواسع، ويتم إطلاق مملكة سليمان دوليًا في نوفمبر 2010 بعد عرضه في إيران.

وتأخر اطلاق الفيلم دوليا بسبب بعض الجوانب الفنية، حيث تم ارسال الفيلم إلى عدة جهات من أجل تطوير المعالجات اللونية والصوتية والمؤثرات وغيرها. 

يأخذنا الفيلم إلى حيث قصة حياة النبي سليمان ملك إسرائيل. عبر احداثيات تعتمد في الغالب على الروايات الإسلامية للحياة النبوية لسليمان المستخرجة من القرآن ولكنها تعتمد أيضًا على أوجه التشابه الموجودة في بعض النصوص اليهودية وهذا ما جعل بعض الجهات الدينية في ايران تتحفظ بل وتعترض على الفيلم ما جعلة يبقى في العلب لفترة غير قصيرة تجاوزها لاحقا بعد اجراء مجموعة من التعديلات والحذف . 

سليمان هو نبي حكيم اختار ولي العهد من قبل والده الملك داود (داود في النصوص القرآنية الاسلامية) عندما كان في التاسعة، بعد وفاة النبي داود، نجح سليمان في حمل التاج والله اختاره نبيا. 

طلب من الله إنشاء مملكة إلهية، سليمان يأخذ الريح تحت قيادته والجن والشياطين تحت سيطرته. بدعوة من حكام الأراضي المجاورة لدين التوحيد، يواصل النبي سليمان مهمته الإلهية بقدر بلقيس، ملكة سبأ تعلن التوحيد، في النهاية، بينما يرتكز سليمان على قصبته، يودع سليمان العالم، وتخرج الجن والشياطين من عهدهم ويعودون إلى عالمهم الخاص .

انه سليمان، النبي وملك يهوذا، يطلب من الخالق العظيم أن يمنحه مملكة مثالية وجنة موعودة بعدم منحها لأي شخص حتى نهاية العالم. لكي يتحقق هذا، يجب عليه مواجهة عالم الشياطين (الجن والشياطين)، تجسيدهم، وحرب وشيكة وقاسية معهم. يملأ رؤساء القبائل المختلفة للإسرائيليين، المليئين بالكفر والتجديف، دعوته للمساعدة، عندما تضرب الكوارث ويصبح الناس شياطين ومجانين، بالكاد يستطيع سليمان السيطرة على الأزمة، ولكن بمجرد أن تتخذ المخلوقات شكلاً ماديًا، يصلي بعون الله ويفضل التغلب على هجومهم، الله يساعده والشياطين يخافون من النبي سليمان. 

هكذا هي مسارات الخطوط الدرامية التي صنعت ونفذت باحترافية فنية عالية المستوى . رغم الظروف المادية التي أحيطت بإنتاج الفيلم . 

والذهاب إلى حكاية النبي سليمان من اجل استيضاح الكثير من الأمور التي تتعلق في بنى اسرائيل ومشاكلهم المتعددة مع جميع الأنبياء الذين بعثوا اليهم . ومن بينهم الملك داود وابنه سليمان وصولاً إلى موسى وهارون - عليهما السلام -.

كمية من المؤامرات يقودها رؤساء القبائل في القدس من أجل التآمر على النبي سليمان منطلقين من كفرهم الأعمى وعصيانهم القدري للأنبياء والملوك الذين يولون عليهم . 

إن الاعتماد على النصوص القرانية جعلت الفيلم يذهب إلى العقلانية في الطرح بالذات فيما يخص السيطرة على الريح ونشاهد إعلان النبي سليمان في القرآن أن الله يتحكم في عناصر مختلفة، مثل الرياح، لاستخدامها لأغراض مختلفة بما في ذلك النقل، يسافر إلى عدة أقاليم ويبني الأبراج والآثار باستخدام قوة الجن. كما أقام قصرًا بلوريًا من المرمر النقي في القدس المقدسة . ثم يجتمع مع ملكة سبأ ويدخلها، حسب النصوص الإسلامية .

ودعونا نتحدث عن جوانب من حيثيات إنتاج هذا العمل السينمائي الكبير ففى عام 2004، وافق البرلمان الإيراني على ميزانية الأفلام الكبيرة الإنتاج، واقترح مجتبى فارافارده قصة حياة سليمان وقبلها ليكون أول فيلم إيراني كبير الإنتاج .

بعد سنتين من الأبحاث حول التاريخ والشهادات، قررت المجموعة كتابة السيناريو على أساس القرآن الكريم. لم تكن الأبحاث تدور حول قصة القصة فحسب، بل كانت تدور حول المجموعة والأزياء والتقنيات الحديثة في السينما الحالية، لذلك قامت المجموعة بالعديد من الرحلات إلى العديد من البلدان، وبعد كل شيء وجدوا أن ليو لو كان مشرفًا بصريًا وكينسون تسانج كمهدنس للصوت و كلاهما من هونغ كونغ، مرة أخرى العديد من الحجج بدأت لماذا لا المتخصصين الأوروبية والغربية؟ أجاب مجتبى فارافرده، الذي أصبح منتج هذا المشروع في ذلك الوقت: المشكلة الأولى هي العقوبات الغربية والثانية تتمثل في اختلافنا عنهم وعنهم في سليمان، والثالث هو كوادرنا الإيرانية الذي سيتم تدريبها. 

تم تصوير مملكة سليمان من مايو 2006 إلى سبتمبر 2007 في 9 أشهر ولكن مع 5 أشهر من الاستعداد لعدم وجود ميزانية. أمضت المجموعة سنة واحدة في مرحلة ما بعد الإنتاج وكان الفيلم في طريقه إلى مهرجان فجر السينمائي لعام 2009، لكن هذا لم يحدث لأن عطلات رأس السنة الميلادية وعطلة رأس السنة الصينية الجديدة أوقفت المجموعة الأجنبية من إنهاء المؤثرات البصرية، بعد تلك المحطة، أنهت المجموعة الفيلم وأرسلته إلى لشان وانغ وينغ، لتأليف الموسيقى الخاصة بـ مملكة سليمان
كان الفيلم جاهزًا الآن للعرض ولكن الانتخابات والفعاليات الرئاسية لعام 2009 بعد ذلك جعلت من المجموعة إرسال الفيلم إلى مهرجان فجر السينمائي عام 2010 وفيه تم ترشيح مملكة سليمان في 9 تخصصات سينمائية وحصلت على 5 كريستال سيمورج لأفضل المؤثرات البصرية، أفضل موسيقى، أفضل صوت ميكس، أفضل مكياج، وأفضل ممثل مساعد من مهدي فقيه الذي كان بمثابة آرا الساحر الذي جسده باقتدار فني رفيع المستوى.. لكن معظم النقاد السينمائيين الإيرانيين لم يكونوا راضين عن جودة الفيلم، لأنه بالنسبة لهم أول فيلم إنتاج إيراني كبير بميزانية قدرها خمسة ملايين دولار، كانت النتيجة مقبولة من قبل البعض الآخر.

قام شهريار البحراني الكاتب والمخرج ببذل قصارى جهده في الجزء الأول من ثلاثية سليمان كما فعل في فيلم سانت ماري (2001) من قبل. وعد بالقيام بعمل أفضل في صنع مملكة سليمان التالية للأجزاء. ولكن ذلك الامر لم يتم حتى الآن . 

تألق أمين زندغاني بتجسيد شخصية النبي سليمان ضمن مواصفات الرجل الشرقي الملامح في اختلاف واضح عمن سبقة من النجوم الذين جسدوا شخصيات النبي سليمان ومن قبلة النبي داود والذين كانوا في الغالب ذو ملامح أوروبية من الشقر ومن بينهم النجم الأميركي رتشارد غير أو غيره . 

جميع أحداث الفيلم تتم في مدينة القدس ورغم حضورها بصرياً إلان الإحساس بهذا الحضور كان رفيع المستوى في فيلم يستدعي شخصية النبي سليمان لدراسة وتحليل شخصية الإنسان اليهودي عبر التاريخ والأجيال وتبيان مكانة وأهمية المدينة المقدسة للأديان السماوية الثلاثة المحورية.

النهار الكويتية في