حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

من أشهر الزيجات الفنية في الجيل السينمائي الثالث

«حسين فهمي وميرفت أمين».. الرومانسية على الشاشة والحياة

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

ينتمي الفنان والنجم حسين فهمي للجيل المتمرد الذي ظهر على ساحة السينما في نهاية الستينيات، والذي كان يحمل آنذاك راية التغيير في التعبير السينمائي بعد ان اثبت النظام الاشتراكي الثوري فشله في تحقيق الطموحات التي وضعها على كاهله وسقطت الشعارات الرنانة الجميلة التي كانت ملء السمع والابصار ذات يوم.. هذا الجيل الذي درس السينما في الستينيات وظهرت أعماله طوال السبعينيات وحتى منتصف التسعينيات والقليل منهم مازال مستمرا في عمله وابداعه حتى اليوم.. هذا الجيل الذي تناولنا مسيرته وأهم نجومه وصناعه ورموزه طوال 26 حلقة قدمناها على صفحات «النهار» في رمضان الماضي

وتمثل مسيرة الفنان حسين فهمي السينمائية رحلة صراع خاصة ومثيرة، فهو لم يكتف بدراسة السينما في مصر فقط بل استكمل دراستها في أميركا وتخصص في الاخراج السينمائي وعندما عاد الى مصر كان يحمل طموحات هائلة لتغيير شكل السينما عما كان سائدا وشجعه على ذلك أبناء جيله من الشباب.. لكن حسين وجد نفسه داخل صراع هائل ما بين هذه الطموحات التي تحملها شخصية وأفكار المخرج في داخله الذي درس وتعلم، وما بين الاقبال السينمائي الهائل من جانب منتجي ومخرجي السينما عليه «كممثل» حيث توافرت فيه كل المقومات والمقاييس الشكلية التي تؤهله ليكون نجما سينمائيا أمام الكاميرا وليس خلفها وكان عليه ان يصارع النظرة السطحية اليه كفتى وسيم أشقر ذي عيون ملونة وقامة رشيقة وحضور جذاب، كان عليه ان يصارع أيضا بين هذه النظرة وبين ما يملكه بداخله من موهبة فنية حقيقية وانتصر حسين في هذا الصراع لكن بعد جهد ومثابرة فعلى مدى ثلاثة عقود كاملة كان واحداً من نجوم الصف الأول في السينما المصرية واضافة الى هذه النجومية الهائلة كان ولايزال يؤدي أدوارا اجتماعية وسياسية فاعلة في مجتمعه وهو من الفنانين والنجوم الذين لهم مواقف واضحة في هذه الجوانب وكان أول فنان في الشرق الأوسط يتم اختياره سفيرا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة والمهام الانسانية

كان لابد من هذه المقدمة السريعة عن الفنان حسين فهمي دون الدخول في تفاصيل كثيرة عن مشواره الفني ومسيرته السينمائية والفنية بشكل عام وهو ما سنفعله مع الفنانة ميرفت أمين التي يكفي ان نشير سريعا الى أنها تنتمي لنفس الجيل الثالث- الذي اشرنا اليه- وكانت مع زميلات جيلها من النجمات مثل نجلاء فتحي وسهير رمزي ونبيلة عبيد ومن سبقهم بقليل نادية لطفي وسعاد حسني ونادية الجندي ومن لحق بهن مثل بوسي وليلى علوي ويسرا هن آخر النجمات الجميلات ذوات الجاذبية والحضور الطاغي على شاشة السينما المصرية

في عام 1974 التقى حسين وميرفت فنيا وانسانيا ففي هذا العام تقاسما بطولة الفيلم الشهير «الاخوة الأعداء» الذي أخرجه حسام الدين مصطفى والمأخوذ عن الرواية الشهيرة «الاخوة كارمازون» للروائي الروسي الكبير «ديستوفسكي» وكان الفيلم دراما اجتماعية ونفسية عاصفة وشاركهما بطولته نادية لطفي ونور الشريف ويحيى شاهين وسمير صبري وعدد كبير من الفنانين وحقق الفيلم نجاحاً فنيا وجماهيريا هائلا وعلى المستوى الانساني كانت قصة الحب الرائعة التي جمعت بين حسين وميرفت والتي توجت بالزواج في العام نفسه ليكون هذا الزواج واحداً من أهم وأشهر الزيجات الفنية في الجيل الثالث من عمر السينما المصرية وهو أحد أهم ثلاث زيجات في هذا الجيل حيث سبقه زواج محمود ياسين وشهيرة وسبقه أيضا زواج نور الشريف وبوسي وكان هؤلاء الثلاثة محمود ونور وحسين يتصدرون قائمة نجوم السينما ونجوم الشباك في حقبة السبعينيات والثمانينيات كما كانت زيجاتهم الفنية هي أهم وأشهر الزيجات الفنية- ربما- في الأربعين عاما الأخيرة .

وربما بعضها من أطول الزيجات الفنية عمرا في تاريخ الفن المصري فمازال زواج محمود ياسين وشهيرة قائما حتى اليوم- بلا حسد- ونتمنى له دوام الاستمرار والسعادة، واستمر زواج نور وبوسي ما يقرب من 30 عاما متواصلة قبل ان ينفصلا بالطلاق بشكل مفاجئ في السنوات الأخيرة، أما زواج حسين وميرفت فهو أيضا استمر فترة ليست بالقصيرة حيث استمر على مدى 12 عاما وهي مده غير قصيرة بالنسبة لزيجة فنية اذا عرفنا ان هناك زيجات فنية لم تستمر أكثر من شهر أو شهرين وبعضها لأيام.

ونتوقف هنا قليلا لنعرض للحالة الفنية والانسانية لحسين فهمي وميرفت أمين وقت زواجهما لنرى ان حسين فنيا في عام زواجه 1974 كان قد وصل الى قمة النجومية فبعد عروض الأفلام القليلة التي قدمها في بداياته، نهاية الستينيات وبداية السبعينيات كان فيلمه الشهير «خلي بالك من زوزو» 1972 مع المخرج حسين الامام والسندريللا سعاد حسني هو انجح الأفلام جماهيريا في تاريخ السينما المصرية حيث استمر عرضه 52 أسبوعا متواصلة أي ما يقرب من عام كامل بنجاح منقطع النظير وفنيا اختير هذا الفيلم ضمن القائمة الذهبية لأفضل 100 فيلم مصري وهذا النجاح دفع حسين ان يكون من نجوم الصف الأول على شاشة السينما

أما ميرفت التي كانت بدايتها في نهايات الستينيات فقد شاركت في بطولة عدة أفلام لكن هناك فيلمين وضعاها في مقدمة نجمات السينما المصرية أولهما الفيلم الشهير «أبى فوق الشجرة» 1969 مع المخرج حسين كمال والذي وقفت فيه أمام عبدالحليم حافظ لتشاركه بطولته وهو آخر أفلام العندليب وما قلناه عن «خلي بالك من زوزو» ينطبق تماما على هذا الفيلم من ناحية النجاح الجماهيري الهائل حيث استمر عرض الفيلم لسنة كاملة وايرادات غير مسبوقة وأيضا النجاح الفني واشادة النقاد لدرجة ان بعض النقاد اعتبره أفضل أفلام عبدالحليم حافظ على الاطلاق وكان الفيلم الثاني الذي أكد نجومية ميرفت هو «انف وثلاث عيون» مع المخرج حسين كمال أيضا وهو من الأفلام الناجحة أيضا جماهيريا وفنيا وكانت بطولة الفيلم جماعية حيث شاركت ميرفت في هذا الفيلم مع عدد كبير من النجوم محمود ياسين- ماجدة- نجلاء فتحي- صلاح منصور.

وعلى المستوى الانساني نجد ان زواج حسين من ميرفت كان الزواج الثاني في حياته بعد زوجته الأولى التي كانت من خارج الوسط الفني والتي انفصل عنها بالطلاق بعد ان أنجبت له «محمود ونائلة» في حين كان لميرفت قبل زواجها من حسين أكثر من تجربة زواج وكان زواجها الأول عام 1970 من المطرب السوري «موفق بهجت» الذي كان وقتها قد حقق الكثير من الشهرة في القاهرة ولم يستمر زواجهما سوى عام واحد طلبت بعدها ميرفت الطلاق بعد ان قبض على زوجها في بلده سورية واتهم في قضية مخدرات وتمت محاكمته وسجنه، وكان زواجها الثاني من الموسيقي والفنان الشهير «عمر خورشيد» ولم يستمر زواجها أيضا أكثر من عام وانفصلت عنه بعد ان اكتشفت علاقته مع اللبنانية جورجينا رزق ملكة جمال العالم وقتها

وهناك زواج ثالث - غير مؤكد- حيث أشارت بعض المصادر الى زواج سريع جمعها بالفنان محمود قابيل قبل سفره الى أميركا وابتعاده عن الفن في السنوات الأولى من السبعينيات وسواء كان هذا الزواج الثالث مؤكدا أو غير ذلك فالملاحظ ان هذه الزيجات الثلاث لميرفت أمين قبل ارتباطها بالزواج من حسين فهمي كانت كلها زيجات فنية وسريعة لم تستمر طويلا ولم تتجاوز أكثر من العام الواحد .

ونأتي الى زواجها من حسين لقد تم هذا الزواج في هدوء وبعيدا عن الأضواء وكان بعد قصة حب سريعة وعميقة بينهما والمؤكد ان كلا منهما قد وجد في الآخر استقراره النفسي والعاطفي الذي كان يبحث عنه فلم يجده حسين في زواجه الأول الذي كان زواجاً عاديا من خارج الوسط الفني ولم تجده ميرفت في زيجاتها الثلاث التي لم تستمر طويلا رغم ان جميعها كانت زيجات فنية من فنانين معروفين لكن الكيمياء الانسانية التي توافقت بين هذا الثنائي كانت مختلفة عن كل ما سبقه من ارتباطات لكليهما ويبدو هذا واضحا من استمرار زواجها لـ12 عاما متواصلة وأيضا من كم الانتاج الفني الرائع الذي قدمه هذا الثنائي على شاشة السينما.. هنا لابد ان نشير الى حالة الارتياح التي واكبت هذا الزواج وتحمست له وتجاوبت معه سواء من جانب العاملين في الوسط الفني والسينمائي بشكل أكثر تحديداً أو من جمهور النجمين الذي اقبل على أفلامهما أو من منتجي السينما ومخرجيها الذين اقبلوا على تقديم أفلام تجمع هذين النجمين وكان هذا يدل على الترحيب الواضح من جمهور وفنانين بهذا الزواج والحقيقة التي قالها وأكد عليها الجميع وقتها- ان كلا منهما يليق بالآخر فهي نجمة شابة رائعة الجمال وشديدة الجاذبية وتمتلك ملامح رومانسية هادئة تنم عن شفافية، وهو شاب ونجم وسيم وجذاب ومحط أنظار الفتيات والمراهقات بل اعتبره الكثير من النقاد من أكثر نجوم السينما وسامة - ربما- طوال تاريخها وبالاضافة الى كل هذا موهبتهما الشديدة وحالة الحب والرومانسية التي تجمعهما والتي أحسها الجميع

واذا كان هذا التلاقي الانساني بين هذا الثنائي الرائع قد أنتج انسانيا ابنتهما الوحيدة «منة الله» فانه أنتج أيضا عددا هائلا وكبيرا من الأفلام الجيدة والرائعة التي اشتهرت معظمها بالرومانسية وأيضا بالدراما الاجتماعية والحقيقة ان الرومانسية التي جمعت بينهما على الشاشة والتي كانا من خلالها من أهم الثنائيات السينمائية طوال السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات، أيضا انطبقت على كونهما زوجين يعيشان الحب والرومانسية في حياتهما الخاصة وقد اكسب هذا أفلامهما- خصوصا- الرومانسية الكثير من المصداقية فكان الجمهور يتفاعل بقوة مع كلمات ومشاهد ومشاعر الحب بينهما على الشاشة لأنه يشعر أنها مشاعر حب حقيقية بين زوج وزوجته

وهنا نشير الى أهم الأفلام التي قدمها هذا الثنائي معا خلال فترة تلاقيهما الانساني كزوجين لنرى أفلاما مثل «نغم في حياتي» 1975 من اخراج بركات «الدموع الساخنة» 1976 اخراج يحيى العلمي- «العيال الطيبين» 1976 لمحمد عبدالعزيز- «أسياد وعبيد» 1977 لعلي رضا- «رغبات ممنوعة» 1977 لأشرف فهمي- «الحب قبل الخبز أحيانا» للمخرج سعد عرفة- «حافية على جسر الذهب» 1977 لعاطف سالم- «أحلى أيام العمر» 1978 من اخراج حسن الصيفي- «سكة العاشقين» 1978 لحسن الصيفي أيضا- «أنقذوا هذه العائلة» 1979 من اخراج حسن ابراهيم- «انقاذ ما يمكن انقاذه» مع المخرج سعيد مرزوق عام 1984- «أسفه ارفض هذا الطلاق» 1985 وهو فيلم تلفزيوني من اخراج انعام محمد علي وغيرها من الأفلام التي لا يتسع المجال لحصرها.

وفي عام 1986 وقع الطلاق بين النجمين والحقيقة انه كما كان زواجهما وحياتهما معا رومانسية وهادئة وبلا خلافات- ولا اشاعات كان انفصالهما هادئا ومتحضرا واحتفظا بصداقة محترمة ورائعة خصوصا ان بينهما ثمرة زواجهما ابنتهما «منة الله» التي كررت تجربة والديها وتزوجت منذ سنوات قليلة مضت من الفنان الشاب شريف رمزي الذي ينتمي لعائلة فنية عريقة فوالده هو المنتج والموزع السينمائي المعروف محمد حسن رمزي وجده هو المنتج والمخرج السينمائي الشهير حسن رمزي .

وبعد انفصال حسين فهمي وميرفت أمين لم يلتقيا سينمائيا كثيرا خصوصا ان تواجدهما السينمائي قد تراجع كثيرا منذ نهايات التسعينيات عندما بدأت موجة أفلام الشباب والكوميديا أو «السينما الشبابية» كما أطلقوا عليها واكتفيا الاثنان في السنوات الأخيرة بالتواجد في الدراما التلفزيونية وجمعهما مسلسل تلفزيوني وحيد هو «الزوج آخر من يعلم» منذ سنوات عدة مضت

وعلى المستوى الانساني تزوج حسين فهمي مرتين الأولى من خارج الوسط الفني وكانت زيجته الثانية منذ عدة سنوات من الفنانة لقاء سويدان، فيما تزوجت هي أيضا مرتين المرة الأولى كانت من الوسط الفني عندما تزوجت المنتج السينمائي الفلسطيني الأصل: حسين القلا كانت الزيجة الثانية من خارج الوسط الفني من رجل الأعمال «مصطفى البليدي» وانفصلت عنه منذ عدة سنوات وفي حواراتها الاعلامية الأخيرة أكدت أنها تعيش حياتها الآن في هدوء ولا تفكر في الزواج وكل جهدها موجه لفنها، في حين أشار فهمي في حواراته الاعلامية الى انه أعطى الفن كل حياته وكان ذلك على حساب حياته الأسرية وقال لقد ربحت نفسي كفنان وخسرت نفسي كرجل كان يتمنى ان تكون لديه أسرة متماسكة وحياة عائلية سهلة وبسيطة ومستقرة.

النهار الكويتية في

14/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)