حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

تعلمت الإيطالية في السادسة عشرة من عمرها

كلوديا كاردينالي.. ولدت بتونس لتغزو العالم بجمالها

عبدالستار ناجي

أيقونات السينما العالمية

تشرفت بلقاء النجمة الايطالية كلوديا كاردينالي اكثر من خمس مرات، وفي كل مرة، تبادرني ببعض الكلمات العربية ذات اللكنة التونسية للتأكيد بأنها لاتزال تحن الى حيث ولدت وعاشت طفولتها وصباها.

فقد ولدت كلوديا كاردينالي بمدينة تونس (العاصمة) وفي ضاحية سيدي بوسعيد على وجه الخصوص، وكلما كان الحديث عن والدتها توقفت طويلا للحديث عن تونس.. وأيامها الجميلة.. ويوم ميلادها هو 15 ابريل 1938. حينما ولدت كلوديا كانت تحمل اسم كلوديا جوزفين روزه كاردينال.

وعلاقتها مع افريقيا، وشمال افريقيا على وجه الخصوص، يعود الى ذويها، حيث ولد والديها يولندا وفرانشيسكو في القارة الأفريقية، وهم أبناء المهاجرين من جزيرة صقلية (جنوب ايطاليا).

أهل والدها عملوا في التجارة، بين صقلية وتونس حتى كان الاستقرار قبيل الحرب العالمية الأولى في تونس، أما أجدادها من ناحية أمها يولندا، فكانوا يعودون الى مدينة تراباني (صقلية) وكانوا صناعا صغارا للمنتجات البحرية، لذلك كان استقرارهم في مدينة حلق الواد، وهو من الموانئ التي عمرت بحضور الجالية الايطالية.

ورغم تعلم الاجداد في المدارس الفرنسية إلا أن والدها فرانشيسكو الذي كان يعمل مهندسا للسكك الحديدية، فضل ان يحتفظ بجنسيته الايطالية، حيث واجه شيئا من الصعوبات ابان الحرب العالمية الثانية، وعلاقة ايطاليا مع المانيا، حيث العلاقة بين الفاشية والنازية، ادت الى الغضب على الايطاليين.. وهذا ما دفع لاحقا عناصر العائلة للانتقال الى فرنسا، مع المحافظة على جنسيتها الايطالية.

وكانت لغة العائلة، كما هو شأن كلوديا، العربية - التونسية والفرنسية، وقليلا من الايطالية بلهجة أهل صقلية، التي تعلمتها من والديها.

وحتى سن السادسة عشرة، لم تكون كلوديا كما ذكرت في كتاب صدر حديثا عن شيء من مذكراتها، بأنها لم تكن حتى تلك الفترة تجيد الحديث بالايطالية، بل انها تؤكد بأنها راحت تتعلم الايطالية، بعد ان فازت في مسابقة لملكات الجمال في تونس، وكانت هديتها السفر الى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وايضا الارتباط بأحد الأعمال السينمائية، وهذا ما جعلها تحرص على تعلم الاسبانية، وكانت شقيقتها (بلانكة) وراء تعليمها، وكانت يومها في مدرسة للراهبات تسمى «جوزيف دولابريشن» بمدينة قرطاج التونسية.

كما درست كلوديا في مدرسة بول كامبون، حيث حصلت على دبلوم لتصبح معلمة، إلا أن مشاركتها في مسابقة للجمال غيرت مسيرتها بالكامل.

تعتبر كلوديا الممثلة الايطالية الاكثر اهمية في مرحلة الستينيات وهي الوحيدة التي اصبحت لديها شهرة تضاهي صوفيا لورين.. كانت تتمتع بجمال خاص ومثير، يختلف عن صوفيا وايضا جينا لولو بريجيدا أو حتى آنا مانياني.

بدايتها الحقيقية في السينما كانت مع المخرج ماريو موينشيلي عام 1958 بعد عامين من فوزها بلقب الجمال وعام من رحلتها الى البندقية.

بعدها راحت تظهر في العديد من الأعمال السينمائية، ودائما المرأة الصقلية التي تحمل ملامح البحر الابيض المتوسط.

وتأتي نقاط التحول، مع افلام مثل «ثلاثة غرباء في روما» مع كلود بوكورا وفيلم «الليلة الأولى» مع البرتو كانالكاني، ومن هذا الفيلم هنالك حكاية، حيث كانت تخبئ على الجميع أنها حامل حتى وهي في الشهر السابع، ما جعلها تصاب بالكآبة، وتطلب أن يفسخ العقد، ولكن المنتج كريستالوي تفهم الأمر، وأنجز الفيلم، وأرسلها الى لندن لتلد هناك بعيدا عن ضجيج الصحافة الايطالية، وكانت الحجة انها تريد دراسة الانكليزية لفيلمها المقبل.

حتى انها اخفت خبر ولادتها لابنها «باتريك» وكانت تدعي حسب طلب المنتج انه اخوها، ونعني باتريك ابنها، حتى وصلت الى ذات يوم، لم تستطع خلاله ان تبقى صامتة، لتبوح بحديث مطول للصحافي اندوا بياجي في مقال طويل تاريخي.

وتأتي القفزات الكبرى، في مسيرة كلوديا كاردينالي، لتعمل مع لوتشينو فيسكونتي في أفلام «ال غاتو بارد ونجمة الدب الغامض»، ومع فيدريكو فيلليني في فيلم «8 ونصف» ومع بولونيني في «أنطونيو الجميل» ومع زورليني في «الفتاة وحقيبة السفر» ومع كوفيشيني في «الفتاة التي من بوبه» ومع سيرجيو ليوني في فيلم «حدث ذات يوم في الغرب» ومع المخرج لويجي زامبا في «عالم العرب» ومع داميانو دامياني في فيلم «يوم البومة».

ارتبط للعمل مع المخرج فرانكو كريستالديني في عشرة افلام، كما قدمت الكثير من الافلام مع زوجها باسكوالي سكويتيري.

لقد كانت تنتقل كلوديا بين الأفلام والصناع، وترضى ان تقدم دورا صغيرا، في فيلم لمخرج كبير، كما في تجاربها مع فيدريكو ميكليتي وبازوليني وفيسكونتي الذي قدمت معه فيلم «ريكو وأشقائه».

وتنوعت الشخصيات التي قدمتها، وكانت دائما ثرية بالمضامين، ومن النادر في المرحلة الاولى من مشوارها، ان تكون كلوديا قد كررت شخصياتها لانها كانت أمام فرص عمل ثرية، وكانت صناعة السينما في ايطاليا يومها تشهد ازدهارا كبيرا، وحراكا متجددا، وأسماء عظيمة رسخت السينما الايطالية، وظلت تعتمد دائما على نجومها ومبدعيها، ومن بينهم كلوديا.

وان ظلت كلوديا في المرحلة الاولى من مشوارها، تلك الصبية المثيرة، التي كانت مصدر «الاثارة» في العديد من الاعمال السينمائية، وهذا ما كان يسبب لها الرغبة في الانعتاق من تلك الشخصيات، لانها تريد ان تكون كلوديا الانسانة... وليس الانثى فقط. علاقتها مع المنتج فرانكو كريستالدي أخذت ابعادا كثيرة، فهو من كان وراء تقديمها وتبنيها، ولكنه فرض عليها سيطرة وهيمنة وعلى جميع المستويات، حتى وصفت ذات يوم علاقتها مع «كريستالدي» بقولها:

«كنت كمن يعيش سجينة في قصر في الصباح» و«لقد كان بذاكرتي دائما بانه من صنعني... وانا أنتمي اليه».

ليس هذا فقط، انهم لم يعيشوا حياة الازواج وعاشوا حياة منفصلة اللهم اذا كان فقط أثناء الرحلات القصيرة... وظلت تتحمل حتى جاء الانفصال.

وتؤكد كلوديا في كتابها الذي حمل اطلالة على مشوارها، بان عام 1963 يمثل العام الحاسم، حيث عملت مع عدد من أهم كبار الصناع، وهما فيسلكونتي في فيلم «الفهد» وفيدريكو فيللني في فيلم «ثمانية ونصف».

وتقول كلوديا: «لقد عملت مع فيلليني فيلما واحدا، ولكنه جعلني بانني مركز الأرض... الأكثر جمالا والأكثر تميزا والأكثر أهمية».

ويصادف ان يعرض الفيلمان في مهرجان «كان» السينمائي الاول داخل المسابقة لفيسكونني والثاني لفيللني خارج المسابقة... وهذا ما شكل دعما اعلاميا... واكتشافا حقيقيا لموهبتها وقدراتها، وفرصا لمزيد من العمل سينمائيا في أنحاء العالم وتجاوز الحدود الايطالية.

وقد شهدت الستينيات ومطلع السبعينيات كامل ذروة مشوارها الفني وشهرتها العالمية، عملت لمدة ثلاث سنوات في الولايات المتحدة، حيث كانت تعيش هناك بشكل مستقر ستة أشهر من العام، ونجحت في ان تحافظ على نفسها باردة وان لا تترك نفسها للخرافات والأقوال والاشاعات وتعلق كلوديا:

«الميزة في هوليوود ان المبادرة لم تأت مني بل جاءت منهم، كانت هذه الفترة التي يدعون فيها الممثلات الأوروبيات ذات بعض النجاح، ليس بالطبع للانفتاح والسخاء، ولكن لان الاميركان يريدون احتكار النجوم، ويحتاجون الآخرين ويجعلونهم في الحال ملكا لهم...

في الواقع انها أحد أكثر المرات التي تدمرك اذهب الى أميركا وعد لن تعد شيئا او لا أحد، انا كنت أدافع عن نفسي، على سبيل المثال، أنا رفضت وبكل حزم عقد احتكار مع «يونيفرسال ستوديوز» وكنت أوقع من وقت لآخر في الافلام الفردية «المستقلة».

وكانت كلوديا لاحقا تعمل بين روما وباريس ولوس انجلوس.

ومن مرحلة الثمانينات، حيث التقيتها للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي، حينما قدمت فيلم «فيتز جيرالد» مع المخرج الالماني وارنر هيتروج، قدمت تحفة سينمائية جرت أحداثها في الأمازون، الى جوار النجم الالماني كلاوس كينسكي.

وفي بداية التسعينيات، انتقلت من روما للاستقرار في باريس، حيث راحت تعمل بين السينما والمسرح الذي اكتشفته للمرة الاولى، حينما عملت مع زوجها سكوتيري، والذين يعرفون المسرح في فرنسا، يعلمون بان مسرح «روند بواه» بات يمثل موعدا لعروضها التي تعتمد على نصوص ايطالية كأعمال لويجي برانديللو وغيره.

على الصعيد الشخصي، ترتبط كلوديا كاردينالي ومنذ منتصف السيتينيات مع المخرج باسكوالي سكوتيري وهي مستقرة في باريس، لديها اثنان هما باتريك من علاقتها مع المنتج فرانكو كريستالديتي وايضا كلوديا من سكوتيري... وقد أصبحت جدة 1979. ولكنها تبقى دائما الايطالية الجميلة حتى رغم تقدمها بالعمر... لانها حرصت على الانتقال بين الشخصيات وان تعيش عمرها الحقيقي والسينمائي بشكل متواز وعقلاني.

النهار الكويتية في

19/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)