حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

عملت كموديل من أجل تأمين مصاريفها الدراسية

مونيكا بيلوتشي.... من المحاماة... إلى نجومية الموضة والسينما

عبدالستار ناجي

أيقونات السينما العالمية

ماذا يعني ان تترك صبية شابة مهنة المحاماة التي درستها وتخصصت فيها، الى مهنة التمثيل السينمائي، هذا السؤال والاجابة عليه، يجعلنا نتعرف على هذه النجمة، ونعني الايطالية - مونيكا بيلوتشي.

صبية باهرة الجمال، وهي من الحين ذاته، ممثلة ذات امكانات عالية، ولكن جمالها في كثير من الأحيان يطغى على موهبتها كممثلة، فتظل الجميلة، وايضا الممثلة، وهي تقترن نجوميتها بحرفتها... وجمالها بأسلوبها الرفيع في التمثيل.

قبيل ان أكتب هذه الاطلالة على مونيكا بيلوتشي، كنت قد توقفت منذ أيام في فرنسا مع المخرج الايراني بهمن قبادي، الذي كان قد أنجز في نهاية العام الماضي 2012 فيلمه «موسم الكركدن» بمشاركة مونيكا التي قال عنها:

«نموذج حقيقي للالتزام... ومقدرة رفيعة على التفاعل مع الشخصية والاندفاع العالي المستوى مع أدق التفاصيل الخاصة بالشخصية والتطور الدرامي الذي تعيشه....».

ويتابع بهمن قيادي: «التقينا مرة واحدة قبل الاتفاق، شرحت لها الدور فكان ان ذهبت الى مفكرتها الخاصة، وقالت انا جاهزة في الفترة من والى وهذا ما كان... قمة الالتزام».

مونيكا بيلوتشي من مواليد مدينة تشيتا أي كاتيلو ضمن اقليم «أومبريا» في الوسط الايطالي، ولدت في عام 1964، عاشت طفولة أكثر من هادئة وسط عائلة ايطالية متوسطة، ظلت بوصلتها الانسانية تشير دائما صوب مهنة المحاماة، وهذا ما جعلها رغم جمالها لا تفكر في الشهرة او النجومية بل في الالتزام للانخراط في الدراسة والعمل في سلك المحاماة.

خلال فترة دراستها عرضت عليها احدى صديقاتها ان تعمل كموديل من أجل تحقيق شيء من الدخل، لتأمين تكاليف دراستها المرتفعة.

ومنذ اليوم الاول لدخول عالم الازياء والموضة، وجدت الصبية مونيكا نفسها تنجذب الى ذلك العالم المليء بالأضواء والنجومية والمال.

حتى رغم تخرجها من كلية الحقوق، ولبسها روب المحاماة، في العام الاول بعد تخرجها، الا ان أضواء عالم الموضة ظل شاغلها... ما دفعها الى تطوير عقودها مع كبريات الوكالات التي راحت تعمل معها وهذا ما جعلها لاحقا لان تتخلى عن مهنة المحاماة، رغم حصولها على شهادة الحقوق.

فور تلك النقلة، والتفرغ كليا لعالم الموضة، راحت تقفز الى المقدمة، في ايطاليا على وجه الخصوص، لتصبح وبسرعة قياسية احدى أهم نجمات وكالات عروض الأزياء العالمية وبالذات وكالة «ايليت» التي جعلتها على رأس لائحة نجومها، وباتت تتجول في انحاء أوروبا والعالم للمشاركة في اسابيع الموضة وتتقاضى أعلى الأجور.

وتأتي النقلة الاولى في عام 1990حينما اتجهت الى السينما لتقدم الفيلم الايطالي «فيتا كوا فيجليم» وتزامن حضورها السينمائي مع دورات مكثفة في فن التمثيل على يد كبار أساتذة التمثيل في ايطاليا.

وظلت مونيكا تسير في خطين متوازيين، عروض الموضة وايضا التمثيل، حيث انتقاله الجديد مع الفيلم الاميركي «براح ستوكر دراكولا» على 1992 والذي يعتبر بمنزلة المنصة الحقيقية التي ساهمت في ان تنطلق بعيدا في فضاءات النجومية، مشيرين الى أن تلك التجربة بالذات كانت من انتاج وتوزيع ميركي وهذا يعني الانفتاح على اسواق عالمية جديدة.

وتمضي المسيرة عبر مجموعة من الأعمال السينمائية التي رسخت حضورها كممثلة.. بل كممثلة جميلة بالذات في افلام «جوزيف» 1995، و«ماتريكس» 2003، وهذا الفيلم دفع باسمها ليذهب بعيدا وإن ظل المحور الاساسي الذي كانت تشتغل عليه هو الجمال، الذي يبهر المخرجين.. وايضا الجمهور. حتى ضمن مجموعة الادوار المركبة التي قدمتها، ظل جمالها هو المفتاح الحقيقي للشخصيات التي كانت تقدمها، بل اننا نستطيع التأكيد، ومن خلال قراءة متأنية لجملة نقاد السينما الايطالية والفرنسية والاميركية، الذين ما أن يورد اسم «مونيكا بيلوتشي» حتى تأتي مفردة الجمال الطاغي مقرونة باسمها.

وجمال مونيكا لا يقتصر على جمال وجهها، ذي الملامح الشرقية بل ايضا في تفاصيل جسدها.. وجسمها الأنثوي.. وإن ظل هذا الجانب يمثل بالنسبة لها شيئا من القلق، لأنها لا تريد أن تكون مجرد (أنثى) بقدر رغبتها أن يظل حضورها في ذاكرة الحرفة.. كممثلة.

خلال عملها كموديل، مثلت عددا بارزا من دور الازياء والجمال ومنها «ديور» و«غابانا» وغيرها.. حتى انها كانت في الفترة من 2006 و2010 وجه ديور وسفيرة تلك الدار العريقة للازياء والجمال.

وخلال مسيرتها تعرضت لشيء من النقد بالذات حينما ظهرت على غلاف مجلة «فانتي فير» عارية وهي حامل، ومرة ثانية شبه عارية وهي حامل، ما يخالف قوانين في ايطاليا بالذات فيما يخص الحمل والاثارة، ولكنها تبرعت بعوائد تلك الصور الى حملة خاصة بدعم الطفولة ومرضى الايدز.

مشوارها السينمائي كما اسلفنا ترشح اولا في فيلم «دراكولا» وفي عام 1996 ترشحت لجائزة سيزار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «الشقة».

وتأتي نقطة التحول الاساسية في مسيرتها كممثلة ذات امكانات عالية المستوى، من خلال فيلم «مولينا» عام 2000، و«طفولة الذئب».

ثم يأتي دورها في فيلم «غير المستعاد» 2002، والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي، حيث المشهد الأكثر اثارة للجدل، عن حادث اغتصاب مدته 8 دقائق، تقوم بتجسيده، عن امرأة تتعرض للاغتصاب في احد الانفاق على يد مجرم.

بعدها راحت مونيكا تعمل في العديد من الاعمال السينمائية الاوروبية والاميركية لمقدرتها العالية واجادتها التمثيل بعدة لغات هي الايطالية والفرنسية والانكليزية بالاضافة الى الاسبانية، وشيء من الفارسية بالذات اثر تجربتها الاخيرة مع المخرج الايراني بهمن قبادي عن دورها في فيلم «ماتريكس» وعن شخصية «بريسفون» حصلت على العديد من الالقاب، من بينها المرأة الأكثر اثارة في السينما، حسب استبيان مجلة «امبير» السينمائية البريطانية.

وفيما يخص الجانب الشخصي في حياتها، فإن مونيكا متزوجة من النجم الفرنسي فنسنت غاسيل، والذي ظهرت معه في عدة افلام، وهما يقيمان في مونتي كارلو عاصمة موناكو، ولديهما ابنتان وهما (ديفا 2004) و(ليوني) 2010.

القراءة المتأنية لمقدرة مونيكا بيلوتشي في الاداء، تترسخ في عدد من الافلام، وإن كانت نقطة التميز الاكثر ظهورا تأتي من خلال دورها في فيلم «موليفا» مع المخرج الايطالي جوزيبي تورنتوري الفائز بالاوسكار عن فيلمه التحفة «سينما براديسو».

خلال مسيرتها عملت مونيكا مع عدد بارز من المخرجين ومنهم فرانسيس فورد كابولا في فيلم «دراكولا» والمخرج الأسمر سبايك لي في فيلم «وقالت انها الكراهية» كما عملت مع المخرج والنجم ميل غيبسون في فيلم «آلام المسيح» 2004، وأخيرا تجربتها مع المخرج الايراني بهمن قبادي في فيلم «موسم الكركدن» 2012.

ونذهب الى جانب اساسي في شخصية مونيكا، حيث اعلنت منذ ايام أن اهم جزء في شخصيتها هو «الأمومة» حيث تقضي جل وقتها مع بناتها وزوجها.

وحول جمالها قالت في تصريح للتلفزيون الفرنسي: «لا أرى نفسي بهذا الجمال.. اغلب الناس يرونني جميلة لأنهم يرونني على اغلفة المجلات والصحف وهذه الصور تظهر جزءا وجانبا من جمالي ولكنني لا أبذل جهودا لابدو جميلة هذه طبيعتي.

ويبقى أن نقول..

لقد استطاعت مونيكا بيلوتشي ان تكون العارضة الجميلة.. والممثلة المقتدرة.. وايضا الزوجة الرائعة.. والأم التي استطاعت ان تنجب في الرابع والاربعين من عمرها لتعيش الأمومة.. وتعيش جميع الاحاسيس التي تريدها.. وهي تخطط لمرحلة ما بعد غياب الجمال بقدراتها الانسانية.. وابداعها كممثلة تجيد ادوات حرفتها.

النهار الكويتية في

17/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)