حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

أصابتها شظية في الحرب العالمية تحت ذقنها

صوفيا لورين.. الإيطالية الأكثر شعبية

عبدالستار ناجي

أيقونات السينما العالمية

تشرفت بلقاء السيدة صوفيا لورين أكثر من خمس مرات، من بينها مرة واحدة في الكويت، والبقية كان أغلبها في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفي كل مرة، اكتشف بان ما تحمله هذه النجمة من خلق وتواضع، يفوقان بكثير جمالها الأخاذ، الذي تظل تحافظ عليه، حتى وهي تقترب من الثمانين من عمرها، فكيف حينما كانت في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمرها، الذي اقترن بنجاحات كبيرة، وايضا استقرار أسري، لحبها الكبير لزوجها المنتج كارلوبونتي، الذي يعود الفضل اليه في نجوميتها وشهرتها ونجاحاتها.

صوفيا لورين، ليست مجرد نجمة ايطالية، بل هي احد العناوين البارزة لايطاليا، فحينما نذكر ماركوبولو او ليوناردو دافنشي، او ميخائيل انجلو، او حتى المعكرونة أو البيتزا، فاننا حينها نتذكر دائما صوفيا لورين الايطالية النجمة الاكثر شعبية في العالم، بل ان كثيرا من الناس يعرفون صوفيا ولا يعرفون اسم رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء الايطالي، ومن هنا سر خلود هذه النجمة، التي عرفت بان جمالها في نوعية الاعمال التي تقدمها، وايضا مقدرتها على تجسيد الشخصية الايطالية، او المرأة الايطالية الجميلة والمذهلة.

ولدت صوفيا لورين في 20 سبتمبر 1934، وكانت تحمل يومها اسم صوفيا فيلاني سكيتشلوني، وكانت ولادتها في روما، حيث نسبت الى فيلاني سكيتشلوني الذي تبناها بعد ان تزوج بامها معلمة البيانو، ولهذا فان صوفيا وأخواتها عاشوا طفولتهم بدون دعم من اب، وقد عادت صوفيا، كما تقول في مذكراتها التي نشرتها عام 1990 الى بوتندوولي بالقرب من نابولي لتعيش هي وشقيقتها ماريا مع جدتها التي كانت تنفق عليهن.

وتقول: خلال الحرب العالمية الثانية، كان ميناء بوتزوولي هدفا لقصف متكرر من قبل الحلفاء، وخلال احدى الغارات وكنت في طريقي الى الملجأ، اصبت بشظايا في الذقن، لاتزال آثارها تحت ذقني، لننتقل بعدها الى نابولي حيث اقمنا عند احدى الاسر القريبة.

وتقول صوفيا ايضا في مذكراتها: «بعد الحرب عدنا الى بوتزوولي، وقامت الجدة بافتتاح حانة ومطعم في المنزل، يبيع المشروبات الكحولية المصنوعة محليا من الكرز، في حين قامت امي روميلدا بالعزف على البيانو، وشقيقتي ماريا بالغناء وكان عليّ خدمة الطاولات، وغسل الصحون».

كل شيء في حياة صوفيا، كان يمضي بهدوء، وبلا أدنى مقدمات لان تكون تلك الفتاة التي تعود اصولها الى نابولي، هي نجمة ايطاليا الاولى، ونجمتها الاكثر شهرة عالمية.

حينما بلغت صوفيا الرابعة عشرة من عمرها، اشتركت في مسابقة للجمال في «نابولي» وبلغت التصفيات النهائية، لكنها لم تفز، وهذا ما جعلها تذهب الى دراسة التمثيل، ليتم اختيارها لدور صغير «جدا» في فيلم «كوفاديس» لميرفن ليروي، لتحقق شهرة كبيرة رغم صغر الدور.

في ذات الفترة، بدأت علاقتها مع المنتج الايطالي كارلوبونتي، الذي كان يومها عضوا في لجنة تحكيم مسابقة الجمال التي لم تفز بها، والذي قدم للسينما الكثير من النجمات ومن بينهن «جينالولوبريجيدا»، بدأت خطواته الحثيثة لدعم مسيرة صوفيا والاخذ بيدها عبر بعض الادوار الصغيرة، التي راحت تكبر وتتطور.

بدايتها الفنية كانت تحت اسم «صوفيا لورونزو» لتتحول لاحقا الى صوفيا لورين.

ومن ابرز اعمال البداية فيلم «عايدة» 1953، و«ليلتان مع كليوبترا» 1953، و«ذهب نابولي» 1952، اخراج فيتريودي سيكا، ويأتي فيلم «بقدر السوء هي اسوأ»» أمام ماسيليو ماستروياني ليحصد ذلك الفيلم كثيرا من النجاح المادي.

وفي خط متوازٍ، كان كارلوبونتي يخطط لنقلها الى اميركا حيث شاركت في عدة افلام ومنها، «العروس والعاطفة» امام كاري غرافت، وفرانك سيناترا.

في عام 1958 وقعت صوفيا عقدا مع ستديوهات بارامونت، لبطولة خمسة افلام دفعة واحدة، ومنها رغبة تحت شجر الالمو، امام انطوني بيركنز.

ويأتي فيلم «امرأتان» مع فيتربو دي سيكا، ليحقق واحدة من اهم النقلات في مشوارها السينمائي عام 1961 عن علاقة بين امرأتين، ام وابنتها حيث تحاول الام انقاذ وحماية ابنتها.

وكان من المقرر ان تجسد صوفيا دور الابنة، ولكنها فضلت دور الام، لتقوم اليانورابراون بدور الابنة، وتحصد صوفيا عددا مهما من الجوائز، من بينها جائزة مهرجان كان السينمائي كأفضل ممثلة، وايضا جائزة اوسكار افضل ممثلة وهي اول ممثلة، غير ناطقة بالانكليزية، تحصل على هذه الجائزة ما شكل اضافة تاريخية الى رصيدها السينمائي وقد نالت 22 جائزة عن ادائها المذهل من فيلم «امرأتان».

خلال فترة الستينيات باتت صوفيا واحدة من اكثر النجمات والممثلات شعبية في العالم، وباتت تواصل عملها بلياقة فنية عالية بين الولايات المتحدة وايضا العديد من الدول الاوروبية وراحت تمثل بأربع لغات هي الايطالية والفرنسية والانكليزية والاسبانية، حتى انها حصلت على اعلى اجر وقتها، حينما تقاضت مبلغ مليون دولار عن دورها في فيلم «سقوط الامبراطورية الرومانية» 1965 وترشحت مجددا للاوسكار عن دورها فيلم «زواج على الطريقة الايطالية» في ذات العام.

ومن اهم الاعمال التي قدمتها نشير الى «المليونير» مع بيترسبلرز 1960، و«امس واليوم وغدا» 1963 مع ماستروياني وايضا كونتيسة في هونج كونج 1967 وهو العمل الذي اخرجه شارلي شابلن كآخر اعماله، ويومها شاركها البطولة مارلون براندو.

وتعتبر واحدة من القليلات اللواتي فزن بجائزة الغولدن غلون اربع مرات في الفترة من 1964 - 1977.

في النصف الثاني من السبعينيات بدأت تقلل من اعمالها وتختار بعناية، ومن ابرز اعمال تلك المرحلة فيلم «يوم خاص» مع ايتوري سكولا، والنجم القدير ماستروياني وفازت عن الفيلم بجائزة الغولدن غلوب وبجائزة سيزار وفي عام 1972 قدمت فيلم «رجل المانشا» امام بتراوتول.

في عام 1980 نشرت مذكراتها الاولى بعنوان «صوفيا لورين حياتها وحبها».

وفي التسيعنيات بات حضورها يقتصر على عدد من المناسبات الفنية مثل حفل تكريم يوم الاوسكار بمنحها الاوسكار الشرفية.

اما على الصعيد الشخصي، فان كارلوبونتي هو كل حياتها، كان لقاؤهما الاول في عام 1950 ويومها كانت في الخامسة عشر من عمرها وكان في السابعة والثلاثين، تزوجا في 17 سبتمبر 1957، ويومها كان لايزال مرتبطا بزوجته الاولى جوليانا، ما دفعه الى طلب اجراءات الطلاق، ليبدأ زواجه مجددا من صوفيا عام 1966، بشكل رسمي، وقد انجبت له كارلو بونتي، جي. آر» 1968، و«ادواردو بونتي» 1973.

وظلت صوفيا متزوجة من كارلو بونتي حتى يوم وفاته في 3 يناير 2007، وحينما سئلت عام 2009، هل ستتزوج من جديد قالت صوفيا «لا»، لن استطيع ان احب من جديد كما احببت كارلوبونتي، فهو دائما كل حياتي حتى بعد رحيله».

سيدة من الطراز الرفيع، ونجمة لا تقارن، وممثلة عالية الكعب مبدعة ومحترفة، عرفت ماذا تريد، فكانت النجمة، والزوجة والام وايضا النموذج.

وعلى الصعيد الشخصي، نشير الى ان صوفيا تعتبر من كبار مشجعي نادي «نابولي» ومن اكثر الداعمين له، وهي تحمل الكثير من الالقاب من بينها سفيرة النوايا الحميدة المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واليوم، وبعد اعتزالها وابتعادها عن السينما الا من بعض المناسبات، وحينما يتم الاستفتاء في ايطاليا عن اجمل النجمات، يأتي الجواب دائما، «صوفيا لورين».

حتى ضمن استفتاء اجرته القناة الايطالية الاولى «راي- اونو» حول اجمل نجمة في العام الماضي جاء جواب الجمهور، بعد صوفيا لورين تأتي مونيكا بيلوتشي!.

ومن هنا سر خلود صوفيا لورين، انها عرفت كيف تكون الايطالية الاكثر شعبية في العالم.

النهار الكويتية في

30/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)