حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

ولدت في السويد من أسرة فقيرة وعملت في الإعلانات

غريتاغاربو... ملكة هوليوود غير المتوجة!

عبدالستار ناجي

أيقونات السينما العالمية

ذات يوم في عام 1941 قررت النجمة غريتاغاربو ان تعتزل وان تبتعد على الاضواء والسينما وحياة المجتمعات بشكل نهائي حتى ان اخر صور تعرف لها، كان تاريخها عام 1941 يوم اعتزالها وهي في قمة النجومية، بعد مشوار حافل بالانجازات والبصمات، بدأت مع السينما الصامتة حتى الناطقة، التي رسخت حضورها ومكانتها وايضا جمالها الاخاذ، لقد كان اعتزالها وهي في السادسة والثلاثين عن عمرها، بمثابة المفاجأة للجميع، وكانها اكتشفت في ذلك اليوم سر الخلود، وهي ان تبقى المرأة الجميلة في ذاكرة الفن والسينما والزمن.

ونعود الى الوراء، حيث ولدت غريتاغاربو وكان اسمها يوم ولادتها «غريتا لويزاغوستافسون»، في ستوكهولم «السويد» 1905، من اسرة فقيرة، جعلت والدها امام الفقر الشديد، يجعلها تخرج من المدرسة، بل وتعمل بشكل مبكر جدا من طفولتها.

كانت جميلة بشكل لافت، وهذا ما جعل احدى الشركات تستعين بها للعمل في مجال الدعاية، ولطالما ساهمت في تقديم من الاعمال الدعائية لعدد من البضائع الاستهلاكية دون ان تمتلك القدرة لامتلاك تلك البضائع.

وحينما بلغت السابعة عشرة من عمرها، نضجت وتفجر جمالها بشكل لافت حيث رسخت للعمل في السينما، وكان دورها الاول في عام 1922 في فيلم «لوفار بيتر» وهذا ما جعلها تنخرط في مدرسة الدراما في ستوكهولم، حيث تعرفت على المخرج موريس ستيلر الذي سرعان ما ابدى اعجابه الشديد بها، ودعاها الى بطولة عمله الجديد بل ومنحها اسمها الذي عرفت به وهو «غريتاغاربو».

لقد حول عشقه الكبير بها، الى الاهتمام بتصويرها، ومنحها كل الفرص لتكون نجمة جميع افلامه، الا ان الظروف لم تسنح امام ستيلر لن يمنحها النجومية المطلقة، وهذا ما جعلها تتجه الى العمل مع المخرج الدانماركي بابست في فيلم الشهير «شارع لايوجد به سرور «فرح» عام 1925 في المانيا، الى جوار النجمة الالمانية الشهيرة اسسكابنلسن.

بعدها قرر ستيلر الهجرة الى الولايات المتحدة، حيث رافقته في تلك السفرة «غريتا».. وهناك وجدت الفرصة الذهبية.

وبناء على العلاقات التي يجمعها ستيلر مع عدد من اقطاب ورموز ستديوهات «مترو غولدن ماير» استطاع ان يحصل على عقد له وعقد لها بالعمل مع تلك الاستديوهات العريقة.

وتذكر جملة الكتب التي صدرت عن «غريتاغاربو» الى حادثة في غاية الاهمية، هي انها حاولت ان تشترط بعض الشروط خلال العقد، فكان ان رد عليها لويس ماير «احد اقطاب ستديوهات (غولدن ماير) بجملة اصبحت خالدة في التعريف بها حيث قال يومها الى ستيلر «ارجوك ان تقول لهذه السيدة ان الجمهور الاميركي لايحب النساء السمينات وتجرعت «غريتا» كأس الألم، وهي تقول في نفسها انها سترد الصاع صاعين، حينما تصل وتتألق وهذا ما حدث فعلا حيث كانت غريتاغاربو تبتكر الاساليب التي تذل بها الستديوهات واصحابها، بما فيها لويس ماير الذي جعلته ذات يوم ينتظر امام شقتها لاكثر من ربع ساعة بحجة انها لم تسمع قرع الباب.

وحينما بدأت العمل في هوليوود، كان اول من تخلصت منه هو «ستيلر» الذي حملها الى هوليوود وفتح لها ابواب العمل.

اول اعمالها السينمائية في اميركا كان فيلم «الاعصار» عام 1926 ويومها جسدت دور امرأة مغرمة باغواء الرجال الى عالم الجريمة وتدميرهم.

يومها تحول اسم غريتاغاربو الجميلة السويدية الى ما يشبه العاصفة التي هبت على هوليوود السينما، لتهدد عروش الكثير من النجمات، ومنذ تلك اللحظة باتت غريتا هي نجمة النجمات.

وقد يتصور البعض ان تلك النجومية منحت غريتا السعادة، رغم المال والثراء، الا ان غريتا ظلت تعيش حالة من الحزن، تتضح في صورها، وايضا اداء البالغ من الاعمال، والذي يعكس دائما مساحات الحزن التي كانت تخيم على ملامحها واحاسيسها.

ولتأكيد هذا الجانب راحت «غريتا» تختار تلك الاعمال التي تحمل ازدواجية الشكل والمضمون، حيث الملامح الجميلة مع الحزن، كما في افلام مثل «غادة الكاميلية» و«المرأة الغامضة» وقد تفجرت كل مفردات الازدواجية بين الجمال والحزن في تلك الافلام الثلاثة على وجه الخصوص.

ولكنها ظلت حزينة، ولا احد يعرف سر ذلك الحزن بل ان السينما الصامته حفلت بمفردات ونظره الحزن التي كانت تبوح بها، دونما ان تنطلق.

حتى مع الانتقال الى السينما الناطقة، حذر الكثير من النقاد وايضا صناع الانتاج في الستديوهات من تلك النقلة، لان غريتا غاربو كانت تتحدث بلكنه انكليزية «سويدية» خاصة، وهذا يعني انها ستفقد الكثير من جمهورها الذي كونته على مدى سنوات طويلة.

في عام 1930 قدمت فيلم «آنا كريستي» المأخوذ عن مسرحية بوجين اوينل «كتبها عام 1922» وهو ما يمثل اول ادوارها الناطقة، ليحقق الفيلم اعلى نجاحات في ذلك العام، وحقق استديو عوائد تجاوزت المليون دولار وهو رقم كبير في ذلك الوقت. وفازت يومها غريتا غاربو بأول ترشيح لاوسكار كأفضل ممثلة.

بعده قدمت شخيصة الجاسوسة الشهيرة «ماتا هاري» في فيلمها «جاسوسة الحرب العالمية» ليصبح الفيلم بمثابة ثالث اعلى فيلم دخلا في تاريخ السينما الاميركية، لتقدم بعدها فيلم «الفندق الكبير» حيث جسدت دور راقصة بالية روسية، كان معها في الفيلم جين كراوفورد وجون باري مور. وحصدت غريتا على افضل نقد عن افضل اداء في مشوارها الفني. وفاز الفيلم بالاوسكار. ومع (35) مليون دولار بعدها طلبت تجديد عقدها وبشروط واجر اعلى خمس مرات عن اجرها السابق، وكأنها «تنتقم» من الستديو.

ومن فورها قامت ببطولة فيلم «الملكة كريستنا» امام لورنس اوليفية.

ثم راحت تختار الروايات العظيمة لتقدمها وبمواصفات انتاجية، وكأنها تريد ان «تذل» الستديوهات وهذا ما حصل معها رواية «آنا كارتيننا» لتولستوي ثم «كاميلي» مع جورج كيكور. لتفوز بالترشيح الثالث للاوسكار.

وتأتي اللحظة الاهم بعد فيلم «المرأة ذات الوجهين» مع المخرج جورج كيكور عام 1941 حيث قررت بعدها الاعتزاز، ولم يصدق احد الخبر، حتى اقرب المقربين لها اعتقدوا بانها مجرد «مزحة» وانها ستعود الى السينما خلال ايام ولربما اسابيع، فهذه النجمة التي انطلقت كما السهم والتي انجزت حيث وصلت السادسة والثلاثين من عمرها ثماني وعشرين فيلماً هي التحف التي رسختها النجمة غير المتوجة على عرس هوليوود في العصر الذهبي بسينما الاميركية وهوليوود.

لقد جاء قرارها مع ايام الحرب العالمية الثانية، وتوقع الجميع بانها ستعود عن قرارها فور ان تضع الحرب اوزارها.. ولكنها ذهبت الى حيث لا ترى احداً الا القلة من الاصدقاء، لقد قررت ان تبقى صورتها في ذاكرة العالم، المرأة الجميلة.. والايقونة الخالدة.

ونشير هنا حسب المراجع الخاصة بذكرياتها، ان غريتاغاربو ومنذ بدايتها الفنية، لم تذهب الى اي من الحفلات العامة والسهرات والمناسبات، بل انها لم توقع في حياتها اي «اوتوغراف» او ترد على اي بريد او تتحدث في اي لقاء صحافي، بل انه لايوجد لها اي حديث صحافي.

بل انها كانت تشطب بيدها الشروط التي كانت تضعها الستديوهات والمتعلقة بحضور المؤتمرات الصحافية او حفلات الافتتاح. حتى انها لم تظهر في اي حفل من حفلات الاوسكار، حتى حينما ترشحت للجائزة مرات عدة.

وتقول كتب الذكريات التي نشرت عنها، ان اكثر عملية كانت ترددها هي «اريد ان اكون وحيدة» وقد جاء هذه الجملة في فيلم «الفندق الكبير» الذي حصل على الرتبة الثلاثين بين الافلام المئة الاكثر اهمية في تاريخ السينما الاميركية «حسب استبيان المعهد الاميركي» كما جاءت ذات الجميلة ولكن بصيغة مختلفة «اريد ان اكون وحيدة» افضل ان اكون وحيدة في فيلم «صباح 1927» وفي فيلم «حالة مفردة قالت من خلال الشخصية!!

أنا اسير لوحدي، لانني اريد ان اكون لوحدي.

وتكررت هذه الجملة مطولا في العديد من الافلام وعبر العديد من الشخصيات التي قدمتها وكانها كانت تشعر بوحدة حقيقية راحت تعكسها حتى على الشخصيات التي تقدمها.

غريتا لم تتزوج ولم يكن لها اي ابناء، العلاقة التي يشير اولها الكثير كانت مع شريكها في عدد من الافلام جون جليرت الذي ارتبطت به في الفترة من 1926-1927 لتفصل عنه. وتشير عدد من كتب المذكرات الى علاقاتها المثلية وفي احيان اخرى التقليدية، وهذا ما اضاف الكثير من الغموض الى شخصيتها.. الغامضة اصلا.

توفيت غريتاغاربو في 15 ابريل 1990 عن عمر يناهز «84» عاما في احد المستشفيات نتيجة لفشل كلوي.

وتبقى غريتاغاربو.. ملكة هوليوود.. الغامضة.

النهار الكويتية في

24/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)