حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حمل الدراما اللبنانية الى مستويات عالية

حداد لـ «النهار»: سأدافع عن الأعمال التي حققت النتائج

بيروت - النهار

المنتج اللبناني مروان حداد صاحب شركة «مروى برودكشن»، قد ترك الكثير من البصمات الايجابية في مسيرة الدراما اللبنانية، وهذا بفضل الأعمال والمسلسلات التي قدمها للشاشة الصغيرة وكانت على مستوى كبير من الأهمية، وهذا بشهادة كل من عمل في هذا المجال، حتى أن الامور وصلت الى حدّ خلق تواصل بين جيلين من الممثلين اللبنانيين من خلال أعمال ومسلسلات جمعت بين الدراما والكوميديا، وتخللتها محاولات بارزة لأعمال تاريخية حقق من خلالها النجاح، فكانت خطواته متماسكة وواثقة في اطار لا مكان فيه الا للقوي والأكثر جرأة، رغم تعرضه لحملات متعددة حاولت النيل منه وحتى تشويه صورته، الا أنه ظل صامداً وكان يرد بمزيد من الأعمال والتألق، رافعاً مستوى التحديات الى حدّها الأقصى، مؤكداً مواصلة المشوار مهما بلغت الصعوبات.

من هنا يعتبر مروان حداد، واحداً من أبرز المساهمين في رفع شأن الدراما في لبنان، وقد رد في لقاء مع «النهار» على كل ما قيل ويقال بحقه، وهنا أبرز في جاء في ردّه:

·        ما حقق مروان حداد في الدراما اللبنانية؟

ما تحقق في الدراما اللبنانية ليس جهداً فردياً لمروان حداد، بل هو نتيجة عمل لفريق متكامل اشرفت عليه وقدمت له الدعم المطلوب، وحين تتوافّر الظروف المناسبة في كل المجالات، لابد أن تكون النتيجة ايجابية...

فالدراما هي مجموعة من العناصر التي تكمّل بعضها، ومنها الانتاج والاخراج والقصة والسيناريو، الى جانب نخبة من ابرز الممثلين القدامى والجدد، فشكلنا معاً العناصر المفترضة لنجاح الدراما اللبنانية وأنا سعيد جداً لما تحقق.

·        رغم كل ما قدمته هناك انتقادات كانت تصدر بحقك؟

هذه من وجهة نظري طبيعة المنافسة، وبطبيعتي لم أكن يوماً ضد النقد البنّاء لأنه يساعدني على تقديم المزيد، وهذا دليل نجاح بشهادة الناس ونسبة المشاهدة للمسلسلات التي كانت تحمل شعار «مروى غروب».

أما بالنسبة للنقد السلبي، فهو لم يكن يوماً الا بهدف الاساءة والتجريح لذلك قررت ألا أرد على مثل هذه الانتقادات لأن هدفها بات واضحاً، لكنني أطمئن اصحاب النوايا السيئة، أن مثل هذه الامور تزيدني اصراراً على تقديم الأفضل والأحسن، لأنني من الاشخاص الذين يؤمنون بالدراما اللبنانية لتكون على مستوى الدراما العربية بشكل عام، وإن كانت هناك بعض الخطوات التي مازالت تنقص ونعمل على تصحيحها ضمن الاطر المتعارف عليها.

·        هناك عناصر معروفة تبقى دائماً مرجحة في أعمال «مروى غروب»، فما الاسباب؟

كما سبق أن ذكرت، فإن الشركة تضم فريق عمل متكاملا من ضمنه اسماء برزت، وقدمت الكثير في سبيل نجاح أعمال الشركة فلماذا نستبعدها؟

·     هناك على سبيل المثال تعاون دائم وناجح مع الكاتبة كلوديا مرشليان التي حققنا معها نجاحاً باهراً، فهل نعمل على التغيير فقط لمجرد التنويع؟

أما بالنسبة للمثلين القدامى أو الشباب الجدد، فقد اختبرنا هذه الاسماء في عدة مسلسلات وكان الانسجام واضحاً، فلماذا نسعى الى التغيير طالما كل شيء يسير وفقاً لما هو مخطط ؟ ... لا بل أكثر من ذلك سبق أن تعاملنا مع عدة اسماء ونجحت الأعمال، ثم غابت هذه الاسماء عن التعامل معنا لتعود بعدها في اطار جديد. وكل ذلك يتم تحديده من خلال الشخصيات المقترحة ونوعية الأدوار، وهذا ربما يدفعنا الى التغيير لاعتبارات عملية ومهنية بحتة، لأن هدفنا في الاساس هو العمل الناجح، وليس فرض اسماء على حساب أخرى لحسابات شخصية صغيرة وضيقة، وباختصار اذا كان التغيير ضرورياً فلما لا؟!

·        البعض يعتبر أنك تدافع عن الدراما اللبنانية بهدف التشهير بمنافساتها العربية؟

هذا ليس صحيحاً، فأنا أدافع عن الدراما اللبنانية التي حققت نتائج ايجابية ونافست العديد من الاعمال العربية المهمة، وليس لمجرد النيل من تلك المسلسلات فقط، فهناك مسلسلات عربية محترمة وتضم نخبة من الاسماء الكبيرة، فيما نعمل نحن منذ سنوات معدودة على اعادة احياء الدراما اللبنانية لتستعيد مكانتها السابقة، فتشرق مجدداً وتنطلق لتحلّق في سماء الشاشات والقنوات الفضائية العربية.

·        كان لافتاً تشجيعك لجيل الشباب في الكتابة وتحديداً بعض الممثلين؟

قد تكون الكتابة أحياناً موهبة، وهي ليست حصرية لشخص دون آخر والتقييم يتم وقفاً للعمل بشكل عام، وليس من خلال اسم الكاتب فقط...

ومن خلال تجربتي في الدراما قد تكون هناك فكرة بسيطة و«مهضومة»، والناس تحب العمل وعندها فقط يمكن القول ان نجاح العمل كان صائباً أم لا؟!

فالاسماء الكبيرة تبقى حاضرة دائماً، لكن المهم هو نوعية العمل ومدى تقبّل الناس للفكرة والشخصيات التي تقدمها على الشاشة.

·        ما تقييمك للعمل الناجح؟

العمل الناجح هو العمل الذي يحبه الناس، والذي يدخل الى القلوب من دون استئذان وهذا ما قد يدفعني الى المغامرة ببعض الأعمال، والحمد لله كانت مغامراتي ناجحة ومميزة الى حدّ كبير، وتقبّلها الناس بكل رحابة صدر.

·        ماذا عن آخر أعمالك؟

آخر أعمالي بعنوان «الحياة دراما»، وهناك تعاون جديد مع الكاتبة كلوديا مرشليان من خلال مسلسل بعنوان «حب مجنون»...

كما كانت لي تجربة جيدة مع المخرج السوري سيف الدين السبيعي، في مسلسل «المراهقون» الذي يعرض على شاشة تلفزيون «المستقبل» حالياً. وهناك أيضاً عمل جديد مع الممثل والمقدم طارق سويد، بعنوان «اميليا» وسيعرض قريباً.

النهار الكويتية في

17/01/2013

 

صورت أغنيتها الخليجية في لبنان وسجلتها في مصر

ميس حمدان: أخوض منافسة شرسة مع نفسي

القاهرة - حسام عباس:  

على مدى يومين، صورت الفنانة ميس حمدان كليباً جديداً في بيروت بعنوان “ما أريده”، باللهجة الخليجية مع المخرج اللبناني فادي حداد .

“ما أريده” أغنية سجلتها ميس منذ عدة شهور في ستوديو ماجد المهندس بالقاهرة، من كلمات أحمد علوي وألحان ناصر الصالح في ثاني تعاون بينهما بعد فيلم “كيف الحال” الذي كان أول تجربة سينمائية لميس منذ عدة سنوات، وكانت أغنيته أيضاً باللهجة الخليجية والتوزيع لهشام السكران .

التقينا ميس أثناء وجودها في القاهرة لتتحدث عن “ما أريده” الأغنية والكليب . .

·        ما سبب حماسك لتصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب في هذا التوقيت؟

بين الحين والآخر أحب أن أقدم أغنية لأذكر الجمهور بأن لدي موهبة الغناء وأغنية “ما أريده” باللهجة الخليجية، وأنا أجيد هذه اللهجة بحكم تجربتي السابقة في فيلم “كيف الحال” الذي تعاونت خلاله أيضاً مع الملحن الكبير ناصر الصالح ملحن أغنية “الأماكن” لفنان العرب محمد عبده .

·        معروف أنك بدأت مشوارك الفني بالتقليد، هل هذا أفادك في مسألة الغناء باللهجة الخليجية؟

بكل تأكيد فأنا منفتحة على كل اللهجات العربية، خصوصاً أنني أردنية في الأصل وحياتي كانت متفرقة بين العديد من الدول .

·        عندما تقومين بالغناء تدخلين في منافسة مع شقيقتك مي، ماذا يكون موقفها؟

مي شقيقتي وحبيبتي، ولا يمكن أن أفكر في منافستها، لأنها هي المطربة بالأساس وإن جاءت إلى مجال التمثيل مؤخراً أيضاً، وعلاقتي بها ممتازة، وهي أكثر من يشجعني على استغلال إمكاناتي الفنية في الغناء وتساندني كثيراً، فأخوض منافسة شرسة مع نفسي في الغناء من حين لآخر .

·        ماذا عن حصاد تجربتك في تقديم برنامج “سيسترز سوب” مع شقيقتيك مي ودانا حمدان؟

تجربة مميزة ومختلفة وصداها لدى الجمهور في الوطن العربي مشجع جداً، والبرنامج دمه خفيف ومتنوع ويقدم الترفيه والمعلومة المفيدة أيضاً .

·        هل البرنامج هو تعريب لفكرة برنامج “كردشيان فاميلي”؟

هذا غير حقيقي لكن التشابه الوحيد هو أننا شقيقات من عائلة واحدة، نقدم البرنامج، لكن الشكل والمضمون مختلفان .

·     نأتي إلى الدراما والسؤال عن مسلسلك المؤجل منذ أكثر من عامين بعنوان “العنيدة” الذي أحاطته المشكلات؟

بالفعل أنا لست محظوظة في هذا العمل الذي كنت أعتبره بطولة مهمة وتجربة كبيرة في مشواري، وقد أعتذر عن عدم استكمال تصويره المخرج عادل الأعصر، ثم اعتذر المخرج رائد لبيب، والمشكلة ليست عندي، ولكن لدى الشركة المنتجة، وأتمنى أن نستكمل تصوير المسلسل ويخرج للنور .

·        قدمت دور “جواهر” الصعيدية في مسلسل “النار والطين” ألم تكن مغامرة؟

المغامرة كانت من المخرج أحمد عبد الظاهر الذي تحمس لترشيحي للعمل ودور “جواهر” الغازية التي ترتبط بعلاقة حب مع البطل ياسر جلال، ويحدث الفراق وقد سألته عن المغامرة، فقال لي إنه يثق في قدراتي على الجمع بين التمثيل والرقص والغناء وتقديم اللهجة الصعيدية بشكل جيد، لأن لهجتي الأردنية قريبة من اللهجة الصعيدية .

·     هل فوجئت بالنجاح الكبير لمسلسل “طرف تالت” الذي شاركت في بطولته وعرض في شهر رمضان؟

أولاً، أنا سعيدة بالتجربة جداً، والنجاح الذي حققه المسلسل كان أكثر من المتوقع، لكن لأنه بطولة جماعية وضم مجموعة متميزة من الشباب الموهوب الذي سبق أن حقق نجاحات كثيرة، وكذلك المخرج الواعد محمد بكير والورق المتميز، كل هذه كانت عناصر نجاح مهمة .

إبهار

ميس حمدان تقول عن كليبها الجديد “ما أريده”: تم التحضير لهذا الكليب على مدى شهرين قبل التصوير ما بين إعداد الفكرة ومرحلة التنفيذ، وأظهر في الكليب بأكثر من “لوك” مختلف، وقد استعنت بمصمم الأزياء العالمي فؤاد سركيس الذي اختار لي باقة من الفساتين تجمع بين العصرية والكلاسيكية، ولا أنكر أنه كان هناك اهتمام بعنصر الإبهار في الملابس والديكور .

الخليج الإماراتية في

18/01/2013

 

المرأة في الدراما...

هل حان وقت تغيير صورتها النمطية؟

لم تنصف الدراما المرأة العربية حتى اليوم، فرغم تعدد القضايا والمشكلات التي تطرحها فإنها ترسم صورة نمطية للمرأة، ما خلا استثناءات قليلة، فتبدو إما زوجة جميلة يرتبط بها الرجل عن حب وسرعان ما يسود فتور بينهما بسبب مشاغل الحياة ومن ثم يبحث عن غيرها، أو مهمومة بتربية أبنائها تبذل في سبيلهم الجهد، أو امرأة لعوباً تسعى إلى الارتباط بمديرها أو يحاول هو الإيقاع بها لجمالها... أما معاناة المرأة الحقيقية فيغفل عنها كتّاب الدراما لسبب...

مساحة كبيرة... ولا إساءة إلى حواء

أحمد عبدالمحسن

فهد العليوة

«الرجل هو من يحتاج إلى الإنصاف في الدراما»، يؤكد الكاتب فهد العليوة (مؤلف سلسلة «ساهر الليل») معتبراً أن المرأة أخذت الكثير من الحقوق على مستوى الدراما، وربما بعضها لا تستحقه، لأن الحيز الذي احتلته في السنوات الأخيرة أكبر من الحيز الطبيعي.

يضيف: «تناولت الدراما خصوصيات المرأة سواء المطلقة أو الزوجة أو الفتاة الجامعية وغيرها، وأصبحت البطولات المطلقة نسائية، فيما يكون الرجل مسانداً لها، وقد تطوّر الأمر حتى وصلنا إلى بطولات جماعية نسائية».

يعزو العليوة سيطرة الدراما النسائية إلى ازدياد الشريحة النسائية بصورة تفوق الرجال في نسبة المشاهدة، لذلك أصبحت الأمور تسويقية بحتة ومن الطبيعي أن يرضي المنتج هذه الشريحة الكبيرة.

في ما يتعلق بصورة المرأة في الدراما، يوضح العليوة: «لا تسيء الدراما إلى المرأة، بل تخرجها بصورة صحيحة باستثناء قلة من الأعمال تميل إلى الجرأة غير المقبولة، عدا ذلك تفصّل الدراما القضايا الحساسة التي تخص المرأة، والدليل موجود في الصحف اليومية التي تتناول الأمور التي تعيشها النساء في الواقع».

غافل فاضل

«أخذت قضايا المرأة في الوطن العربي حيزاً على مستوى الدراما وباتت المسلسلات تخص هذه الشريحة من المجتمع ولعلها الأهم، وتناقش قضاياها المطروحة بصورة أكبر»، يقول المخرج غافل فاضل مشيراً إلى أن أكثر من عمل يعرض أمام المشاهدين شؤون المرأة بجدية.

يضيف: «لكن الدراما العربية أساءت إلى صورة المرأة من خلال طرحها قضايا تخصها ولم تنصفها، سواء قضائية أو سياسية أو اجتماعية، فيما تنبغي معالجة شؤونها بصورة صحيحة وآمل بأن تصبح الأمور أفضل في المستقبل».

شهد الياسين

{ثمة أعمال درامية كثيرة تخصّ المرأة ولكنها تدور جميعها في دائرة واحدة»، تلاحظ الفنانة الشابة شهد الياسين وتشير إلى أن الدراما العربية لم تنصف المرأة بصورة صحيحة، وتجاهلت قضايا سياسية واجتماعية تخصها.

تضيف: «بات من الضروري أن تخرج الدراما العربية من الرداء الذي غلفها لسنوات طويلة، وأن تناقش بعمق قضايا المرأة وتقدم لها الحلول، على سبيل المثال واقعها في الوطن العربي وما يستجدّ على أسلوب حياتها».

لا تعتقد الياسين أن الدراما العربية شوهت صورة المرأة أو أخرجتها بصورة غير جيدة، لأن ثمة الجيد والسيئ في المجتمعات كافة وهذا أمر يخص المرأة والرجل على حد سواء، لكنها تطرح الأمور كما هي في الواقع مع أن ثمة قضايا كثيرة تجاهلتها.

وضع الإصبع على الجرح

بيروت- ربيع عواد

منى طايع

«معالجة قضايا المرأة في أعمالي أمر لا بد منه، ذلك أن وضعها في المجتمع العربي عموماً واللبناني خصوصاً يشغلني على الدوام»، توضح الكاتبة منى طايع التي تؤكد أنه من الضروري تسليط الضوء على معاناتها ووضع الإصبع على الجرح، بحثاً عن حلول فاعلة تخرج المرأة من منطق الذكورية المتحكّم بها.

تضيف: «انتقدتني الصحافة في الفترة الأخيرة واعتبرت أنني أبالغ في تصوير معاناة المرأة في المجتمع اللبناني، فأجبت أن الجمرة لا تحرق إلا مكانها. لا تملك المرأة حقوقاً مدنية ولا حتى حق الوصاية على أولادها».

وتشير إلى أن ثمة عائلات تميّز بين الأخ وأخته وتعطي الصبي امتيازات وتحرم الفتاة منها، وهو أمر عانت منه في طفولتها، من هنا تؤكد أنه لا بد من الثورة على هذه العادات والتقاليد البالية وتصحيح النظرة إلى المرأة التي أثبتت أنها عنصر فاعل في المجتمع أكثر من الرجل، وقالت: «أرفض أن ينظر اليّ المجتمع كإنسان في الدرجة الثانية».

كارمن لبّس

«أؤيد تقديم قضايا المرأة في الدراما بطريقة راقية وواقعية بعيدة عن الابتذال» تقول الممثلة كارمن لبس التي اعتبرت، في حديث لها، أن الكاتب شكري أنيس فاخوري هو المفضّل لديها، ليس بسبب انحيازه إلى المرأة فحسب إنما لكونه أوّل كاتب رجل يغوص في عمق قضاياها، ويقدّم نصاً يتميّز بالسلاسة والواقعية في آن.

نادين الراسي

«أحرص في أدواري على تسليط الضوء على قضايا المرأة، فالمجتمع الذكوري الذي نعيش ضمنه يعطي أولوية للرجل فيما يحرم المرأة من حقوق كثيرة يجب أن تتمتع بها من بينها مثلاً أن تعطي الجنسية لأولادها في حال كان الوالد أجنبياً وهذا أمر غير مقبول»، تقول الممثلة نادين الراسي مشيرة بأسف إلى أن ثمة أزواجاً يهددون زوجاتهم بحرمانهن من رؤية أولادهن في حال الطلاق.

 تضيف: «هل الرجل هو من حمل الطفل في أحشائه تسعة أشهر وأرضعه وأطعمه؟ ثمة قضايا تنبغي معالجتها، لذا أفضل أن يحمل الدور توعية للمرأة بضرورة تثقيف نفسها والتمتع بحقوقها ورفض الظلم، كذلك أن تعي ثقافة الحرية لأنها سيف ذو حدين».

ورد الخال

«أنا مع الدور الذي يتناول مشاكل وقضايا منتشرة في المجتمعات العربية، ما يفرض ضرورة معالجتها ومن بينها قضية المرأة»، تؤكد الممثلة ورد الخال التي ترى أن ثمة أعمالاً عربية تضع الإصبع على الجرح حول مشاكل كثيرة تواجهها المرأة العربية بسبب المجتمع الذكوري الذي تعيش ضمنه، ما يحرمها حقوقاً يجب أن تتمتع بها من بينها إثبات نفسها وتحقيق ذاتها.

كانت الخال سلطت الضوء على الظروف التي تجبر المرأة على سلوك الطريق الخطأ في الحياة من خلال تجسيدها شخصية مدام كارمن ومعالجة مشكلة الدعارة، مشيرة إلى أنها غير نادمة على تجسيد الشخصية لأنها جريئة وعميقة في محتواها وليست مبتذلة.

قضايا محدودة

القاهرة -  هيثم عسران

تبدي النجمة سميرة أحمد عدم رضاها عن مناقشة قضايا المرأة في الدراما، لا سيما بعدما اقتصرت على فكرة تعدد الزوجات وتصوير المرأة بأنها سيدة جميلة يقع في غرامها الرجال، موضحة أن التركيز على مثل هذه الجوانب يعبر عن قصر نظر لدى الكتّاب وعجزهم عن تقديم موضوعات تطرح قضايا متنوعة.

تضيف: «في السابق كانت الدراما المصرية تتعمق في مناقشة مشاكل المرأة، أما اليوم فتغلب السطحية عليها، لذا لم تحصل المرأة على حقها بشكل كامل في الدراما، نظراً إلى قلة الكاتبات المحترفات القادرات على طرح الأمور بجدية».

تشير النجمة إلهام شاهين بدورها إلى «أن المرأة حصلت على حقها بشكل جزئي في السنوات الماضية عبر المسلسلات التي تناقش قضاياها خلافاً للسينما التي نعاني فيها التهميش»، لافتة إلى أن الأمر مرتبط بالإنتاج وبالعائد المادي للمنتجين الذين يفضلون بطولات نسائية تلفزيونية لا سينمائية.

ترى إلهام أنه من الصعب أن يتطرق عمل يؤدي بطولته فنانون رجال إلى قضايا المرأة، وفي حال طرح قضايا مشتركة بينهما يكون التحيز للرجل بشكل واضح، مضيفة أن خيارات الدراما هي الأكثر واقعية وتعبيراً عن المرأة التي ما زال أمامها مشوار طويل لتحصل على حقها بالكامل.

دراما المرأة

تطالب الناقدة ماجدة موريس الكتّاب بضرورة الاهتمام بدراما المرأة مشيرة في الوقت نفسه إلى أن ثمة أعمالاً مميّزة عرضت في السنوات الماضية حظيت المرأة فيها بحضور جيد من بينها: «قصة حب»، والسيت كوم «نص أنا نص هو»، من هنا تنصح الكتاب بالتفكير في القصة أولا قبل التفكير بالممثلين، معتبرة أن ذلك سبب رئيس لتهميش دور المرأة.

وتشير إلى وجود نماذج مشرّفة للمرأة في الدراما في السنوات الماضية وإن كان  بعضها لم يحظَ بالعرض الذي يستحقه، لافتة إلى أن الكتّاب لا يدركون قضايا المرأة بشكل جيد ويتجنبون التطرق إليها، فيما تركز الكاتبات عليها بشكل أكبر.

تلاحظ موريس أن الثقافة الذكورية التي تسيطر على صانعي الدراما والسينما تهمش المرأة رغم أنها تمثل نصف المجتمع، وهو ما يتناقض مع الدور الذي  يفترض أن تقوم به الدراما، لافتة إلى أن قضايا المرأة، حتى لو نوقشت، تكون في إطار محدود لخوف البطل من أن تؤثر على مساحة دوره.

من جهتها، تؤكد الناقدة ماجدة خير الله أن مسلسلات كثيرة تتناول القضايا بسطحية مثل «كيد النسا» و{الزوجة الرابعة» وغيرهما من أعمال لا تهدف سوى إلى تحقيق عائد مادي لمنتجيها، لافتة إلى أن ثمة أعمالا أخرى ألقت الضوء على دور المرأة مثل مسلسل «نابليون والمحروسة».

وتضيف خير الله أن الأعمال الجادة التي تتطرق إلى قضايا المرأة لا تزيد نسبتها عن 20% فيما النسبة الباقية تتضمن دراما سطحية للغاية، عازية الأمر إلى المنتجين والكتّاب الذين يبحثون عن أعمال يمكن تسويقها بسرعة.

الجريدة الكويتية في

19/01/2013

 

دراما بلون الدم

أبطال "المنتقم": المسلسل حالة خاصة

كتبت- أنس الوجود رضوان: 

حقق مسلسل «المنتقم» المأخوذ عن رواية الكاتب السكندر دوماس، أعلي نسبة مشاهدة خلال الفترة الأخيرة، رغم دموية أحداثه وطول حلقاته التي وصلت الي 120 حلقة ولكن نجاح المخرج حاتم علي في توظيف أحداثه جعل الجماهير لا تشعر بملل.

يقول المخرج حاتم علي: مسلسل «المنتقم» حالة خاصة في الشكل والمضمون رغم طول الحلقات فحاولت أن أقدم شكلا جديدا علي الشاشة حتي نثبت أننا قادرون علي تقديم أعمال تجذب المشاهد ولا يشعر بالملل رغم طول حلقاته. ونجح كل ممثل في دوره بل أضاف عليه إحساسه الشخصي وهو منافس قوي للأعمال التركية رغم أنني أرفض المقارنة.

ويقول عمرو يوسف الذي جسد دور «المنتقم»: إن المسلسل من الأعمال التي يتصارع عليها المشاهد لمشاهدتها فدائما نحب المسلسلات التشويقية التي يتخللها الظلم فيسعي لمعرفة الحقيقة وهل سينتقم البطل لنفسه أم لا. وأضاف أن المسلسل ساهم بشكل كبير في تغيير الشكل الدرامي للأعمال المصرية ويفتح شهية الكتاب لتقديم أعمال ذات صبغة خاصة واعتبر المسلسل شيئا صحيا للدراما لأنه يثبت للجميع أن الإبداع المصري والعربي قادر علي المنافسة بل لديه مضمون يفيد في حالة التغيير التي تشهدها الأمة العربية.

أما الفنان سامح الصريطي أحد أبطال المسلسل فقال: عند قراءتي السيناريو فوجئت بنوع جديد من الدراما مختلف عما يقدم في المسلسلات المصرية واستمتعت بالعمل وشدد الصريطي علي ضرورة أن تهتم الدولة بإنتاج أعمال درامية لرفع مستوي الإنتاج المصري بدلا من تبديله بالمسلسلات التركية التي ليس لها علاقة بعاداتنا وتقاليدنا ويلهث وراءها أصحاب الفضائيات للمكسب السريع الذي يحصده من الإعلانات متناسيا الهوية المصرية تأتي تنقرض وتضيع وسط زحام الاستيراد الدرامي، ومسلسل «المنتقم» بداية للرد علي الأتراك.

وطالب الصريطي بضرورة أن تفرض الجهات الإعلامية عند شراء أي عمل تركي أن يذاع علي شاشتهم أعمال مصرية مترجمة للغة التركية ليكون التعامل بالمثل وبهذا نفتح سوقا للدراما المصرية هناك.

فيما قالت الفنانة حورية فرغلي: إن تقديم عمل يضم 120 حلقة هو نوع ليس بجديد علي الدراما المصرية لكنه كان يقدم من قبل في مصر تحت مسمي الأجزاء مثل إبداعات الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة والعبقري إسماعيل عبدالحافظ. وقالت حورية إن تجربتها مع حاتم علي نقطة انطلاقة لها لأنها ظهرت بشكل مختلف عن أدوارها السابقة وجعلتها تفكر في أي عمل يطرح عليها ألا يقل قيمة عن «المنتقم».

وأشارت الي أن صعوبة دورها في «المنتقم» تتمثل في تحولات الشخصية والمراحل الحياتية التي تعيشها بداية من فترة خطوبتها من الشاب الذي تحبه ثم زواجها من رجل آخر مرورا بأزماتها النفسية، موضحا أنها واجهت أيضا صعوبة في الوصول الي طريقة في الأداء لا تجعل الجمهور يكرهها بل تدفعهم للتعاطف معها، خاصة أنها تعرضت للظلم وتزوجت من قاتل حبيبها.

وفيما يتردد أن الأعمال ذات الـ120 حلقة تتسم بالمط والتطويل قالت حورية: إن العمل سيكون إيقاع الأحداث فيه بصورة سريعة للغاية، حتي إن المشاهد لن يشعر بأن العمل مدته 120 حلقة لأنه سينتظره كل يوم حتي إن المسلسل سيكون به إيقاع أكشن في معظم مشاهده وهو ما لم يتم تقديمه من قبل في الدراما العربية.

وقال محمد أبوداود: إن «المنتقم» رسالة الي العالم العربي الذي يقول إن الظلم لم يطل وسوف يأتي وقت لتنفس الحرية والانتقام من كل ظالم، وأشار أبوداود الي أن صناعة تكلفت الملايين وقناة واحدة لا تكفي للإنتاج، ولابد من دخول فضائيات أخري منافسة حتي نحافظ علي التراث الدرامي المصري، والسعي لفتح سوق آخر له بجانب الدول الخارجية وناشدت النقابات الفنية ووزير الإعلام حماية الفيلم والمسلسل المصري الذي يحارب من جميع الجهات وحتي لا يأتي اليوم الذي نندم فيه علي ما فات.

وقالت الممثلة إيناس كامل: إن «المنتقم» فتح لها الطريق لأعمال أخري وأن قسوة أحداثه جعلتني أخاف من رد فعل الجمهور ولم أتصور كم النجاح الذي حققه، وأضافت: إن العمل استغرق تصويره سنة كاملة يذكرني بمسلسل «الدالي» الذي صور في ثلاث سنوات.

الوفد المصرية في

20/01/2013

 

تستهويه الكوميديا وتجذبه الكاركترات المقدمة عبرها

محمد خير الجراح: الممثل لا يختار أدواره بل يوافق عليها

بديع منير صنيج 

تبرز موهبة الفنان «محمد خير الجراح» من خلال قدرته العالية على صياغة كاراكترات تركت بصمتها العميقة في وجدان المتلقي، حيث يصعب أن تذكر اسم عمل شارك فيه إلا وتكون الشخصية التي جسَّدها في المقدمة؛ من حيث خلقها تواصلا مميزاً مع الجمهور ودغدغة مشاعره، سواء أكان العمل مندرجاً ضمن إطار الأعمال الكوميدية، أم مسلسلات البيئة الشامية، أم الدراما الاجتماعية المعاصرة. عبر هذا الحوار سنحاول التعرف على أسلوب هذا الفنان في التعامل مع مفرداته الفنية

·     من المعروف عنك قدرتك على ابتكار الكاراكترات وعدم البقاء ضمن أداء الأدوار، كيف تدخل إلى عمق النص لابتكار الشخصية؟

الموضوع بالنسبة لي ليس نقل حوار، بل أبذل جهدي لتكون الشخصية من لحم ودم، وهذا بدأته مبكراً جداً مذ كنت أشارك في أعمال مسرحية على خشبات مدينة حلب، حينها كنت أفتش عن أشكال جديدة من الشخصيات التي أقدمها، وأُنوِّع عليها، فكل واحد منا له طريقة أداء حركية (جيست حركي) طريقة مشي معينة،... أحاول البحث عن تلك الفوارق، وعن مفردات كل شخصية، بما في ذلك ثقافتها.. عمرها.. عملها.. وأضع لها فرضيات قبل أن أكوّنها، وأتحاور فيها مع مخرج العمل مبكراً، وبعد ذلك تتخلق معنا شخصيات وكاراكترات من لحم ودم، وغير منمطة بل تتسم بالجدة والحيوية.. الحقيقة ذلك يمتعني كثيراً كممثل.

·        لكن في بعض الكاراكترات ثمة مبالغة في الأداء، ألا ترى أنها تسيء لعملك؟

كل عمل له شرط، ولا شك عندما يكون الشرط حاد الملامح مثل مسلسل «باب الحارة»، على الممثل الخضوع له، فمثلاً كاريكتر «أبو بدر» يذهب إلى أقصى هذه النوعية من البشر، لكن في الوقت نفسه لا يخرج عن الشرط العام لهذا العمل مثله مثل شخصية «العكيد» والشرير سواء «الإدعشري» أو «النمس» كلها شخصيات مدفوعة إلى أقصى انفعالاتها، وكذلك شخصية «أبو جودت» وحتى الشخصيات النسائية، فعندما يكون شرط العمل هو عدم الالتصاق التام بالواقع تكون المبالغة في الأداء مقبولة.

الملاحظة الأكبر قد تكون على شخصية «قدري» في المسلسل الكوميدي الخفيف «صبايا»، لكنني أرى أن هذا «الأقصى» بشخصية «قدري» كان محبباً، ولفت انتباه الجمهور، فهو الشخصية الوحيدة التي سايرت الصبايا في الأجزاء الثلاثة، وهذا دليل على أن وجوده بهذا الشكل كان مقبولاً.

·        كيف تنظر إلى موضوع الابتعاد عن ملامسة الواقع في تكوين ملامح الشخصية؟

الابتعاد عن الواقع هو خيار المخرج وليس الممثل، فالممثل لا يختار أدواره بل يوافق عليها أو يرفضها، وأنا أُدعى إلى أدوار كهذه لمعرفة المخرجين بقدرتي على تخليق الشخصية المكتوبة على الورق.

في الحياة هناك أناس محببون، وأنا لا أشعر أن «قدري» خارج الواقع، لكن النفور قد يكون عبر تقديم شخصية حلبية فيها مبالغة بهذا الشكل ضمن مجموعة من الصبايا، لكن هذا النمط من البشر موجود بيننا، وكل ما قدمته عبر شخصية «قدري» سواء أكان مكتوباً أم مرتجلاً، أنا شاهدته ولمسته عند أشخاص من الواقع.

·        كم تستمد من الواقع في توليف الشخصيات التي تقدمها؟

طوال اليوم عيناي وأذناي تتابعان الناس، وأحياناً أفتش عن بعض التفاصيل في محيطي من أصدقائي، أو أولادي، أو أهلي، أو زوجتي. كما ألفت انتباههم إلى سمات بعض الأشخاص الذين إن قدمتهم على الشاشة سيُقال ان فيهم مبالغة، في حين أنها موجودة في الواقع وبشكل طريف. مثلاً التقي يومياً قرب ساحة الأمويين مع شخصية من أظرف ما تكون، وهو متسول يقف عند إشارة المرور وشكله وحركته يشكل كاركتراً متكاملاً، لكن عندما أقدمه ضمن عمل درامي عليه أن يكون منسجماً مع محيط العمل كشرط فني مثله في ذلك مثل مسلسلي «ضيعة ضايعة» و«باب الحارة».

·        كممثل، إلى أي كفة تميل أكثر.. إلى الكوميديا أم التراجيديا؟

تستهويني الكوميديا أكثر، وتلفتني الكاراكترات المُقدمة عبرها، ولاسيما أنني في حياتي العادية مرح وأحب الدعابة، وعندما أصور أعمالاً تصدر مني بعض النهفات في أوقات الاستراحة، وأنا معروف بذلك.

·        ما مشاركاتك للموسم الدرامي القادم؟

أشارك في مسلسل «ياسمين عتيق» مع المخرج المثنى صبح، وأيضاً في الجزء الثاني من «طاحون الشر» بشخصية الحلاق ذاتها، كما سأحل ضيف شرف في «فول هاوس» مع المخرج فادي سليم، وهناك خماسيتان مع ناجي طعمة ضمن مسلسل «صرخة روح»، الأولى بعنوان «خيانة خرساء» وهي تراجيديا محزنة، وستكون مؤلمة للمتلقي، ألعب فيها شخصية إنسان أخرس يتعرض للخيانة، وفيها الكثير من اللعب على الأداء، إذ تبدأ من كيف يُحِبّ وكيف يتزوج، بمعنى أن فيها جِدّة على المستوى الإنساني، وجِدّة على مستوى التمثيل، والقدرة على نقل التعبير من دون كلام. أما الخماسية الثانية فتحمل اسم «نجوم الضهر» وألعب فيها شخصية منتج تلفزيوني يدخل على القصة من باب التسلية لتبدأ المفارقات، وأعتقد بأنها ستزعج الكثير من منتجينا.

bsnaij@yahoo.com

جدلية الدور والشخصية في دراما آخر زمان..!؟

سامر محمد إسماعيل 

رغم التنوع الظاهري الذي عكسته الأعمال الدرامية السورية على طول السنوات العشر الأخيرة، إلا أن هذه الأعمال مازالت ترزح تحت هيمنة الكليشيهات في معظم أشكالها الفنية من تاريخي ومعاصر وبيئي وديني كما يطيب للبعض أن يصنفها، ولعل أبرز هذه الكليشيهات وضوحاً هي كتابة الشخصيات في المسلسل التلفزيوني، إذ نادراً ما تفرز الساعة التلفزيونية السورية شخصيات مكتوبة بحق، بل يمكن القول: إن أغلب ما أنتجته الدراما السورية تمحور جميعه في أدوار أكثر منه شخصيات من لحم ودم، وشتان بين الدور و الشخصية، فالدور عبارة عن ملامح برانية يؤديها الممثل من دون أدنى عناء، ويديرها لمصلحة الحبكة الدرامية السهلة، فغالباً ما يكون هذا الدور إما شريراً أو خيّراً، أسوداً أو أبيض على أكبر تقدير، والدور يبقى دوراً في تقسيم كتّاب مبتدئين أو دخلاء على الكتابة الإبداعية، لأنهم يديرون لعبتهم المبسّطة هذه -أي لعبة الأدوار- من دون أدنى عناء، بل يغالون في حدة الزوايا التي يشكلها الدور في مواجهاته مع أدوارٍ أخرى في العمل التلفزيوني، ليصبح المشاهد متابعاً لجوقة من الأدوار السطحية في مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها، الدور لا يتيح للكتابة الإبداعية النفاذ إلى العمق كونه يحاكي القشور في كل شيء، ثم أنه لا يسمح بتحقق معنى الدراما، بل يحوّلها إلى مجرد ميكانيك أعجمي عن واقعها المفترض عليه محاكاته، فلا يحدث شيء، ولا يقول شيء، الدور غير قادر أصلاً على إيصال مكنونات الدراما، إنه يراوح في فناء البيت من غير أن يدخل إلى الغرف السرية التي تتيحها الشخصية، الدور قريب جداً من رسوم الكاريكاتور، إنه يوصل الفكرة ببساطة ويعّرف عن نفسه من النظرة الأولى، لذلك فهو لا يحتاج إلى مقدمات، ولا يستأهل قراءات متعددة، حيث أن الدور معافى من كل ما يلزمه من تركيبية، فالمطلوب منه أساساً هو أداء منسجم مع تسطيحاته، أداء متناغم مع الكليشيه الذي يمثله، أهو بقّال الحارة؟ أم «عوايني»؟ أم هو جاسوس؟ أم هو الزوج الآخر من يعلم أو الزوجة المخدوعة؟ أم الرجل المتنفّذ؟ هل هو طالب جامعي؟ أم مدير شركة متعددة الجنسيات؟ أم هو-هي أب أو أمٌّ رؤومٌ يخاف- تخاف على أبنائها؟ سيان كلها، فالأدوار نسخٌ متلاحقة من الثرثرة المفرّغة من مضامينها، لاسيما في معظم الكتابات الجديدة التي صنعت «قوالبها» الجاهزة لطباعة أدوار لا نهاية في لعيها البصري قبل منه الكلامي، أما الشخصيات فلا مجال لها في الدراما السورية إلا ما ندر، فالشخصية رغم أنها دور في الأصل، إلا أنها فارقة، ومفارقة عن مزايا الدور نفسه، كونها قبل كل شيء كتومة ولا تعطي انطباعاً بيّناً من اللحظة الأولى في عين المشاهد، ثم أنها مفاجئة، ثرية، غامضة، عميقة، متناقضة في حدود منطقها الدرامي، الشخصية المكتوبة هي أصل وفصل الدراما، الشخصية لائبة، متحركة، فاعلة، انتقامية، تشفّوية- من التشفي-، مغايرة للتوقعات بالمرصاد، منزّهة عن التكرار، لاذعة، خوّانة، شريرة حتى في مآربها الطيبة ظاهرياً، أنانية، متحاربة، متسلّطة، متغطرسة، متناظرة، متجاورة مع الشخصيات الأخرى، متطلّبة، شائقة، ساحرة؛ الشخصية شكّاكة إلى أبعد حد، مخادعة، متكلّمة حتى في صمتها، رغائبية، مدمّرة، متصارعة حتى مع ذاتها، الشخصية هي المأزق الدرامي، هي من ينجز الخطأ التراجيدي، وهي من يسوّغ له مقتل الترك فيه، الشخصية ليست دوراً مع أنها كذلك، فهي تلمّح ولا تصرح، تغلي لكنها تبتسم، تمد يد الطيبة لكنها فتّاكة وخطرة، الشخصية هي القصة، هي الصراع، هي جسد الحبكة، أما الدور فهو فيزياء محضة، فيما الشخصية كيمياء خالصة تتجلى فيها موضوعية النفس البشرية، فهي ملامح، قسمات، خليط ومزيج هائل من التناقضات، مثلها مثل الكائن الإنساني، فالدراما نحن، الدراما هي اللوبان بين الفعل ورد الفعل، ولا يمكن أن ننعت الأعمال التلفزيونية «بالدراما السورية» قبل أن نكتب خيمياء شخصياتها، لا أدوارها الوظائفية القشرية، ما يحتم بالضرورة ثقافة هائلة لدى كاتب-كاتبة السيناريو، فمن غير الجائز أن يكتب الأميوّن للدراما السورية، ومن غير المعقول أن يُخرج أعمال هذه الدراما جهلة لا يقرؤون، وليس لديهم أدنى درجات التحصيل العلمي أو الأكاديمي، ومن غير اللائق أيضاً ترك الحبل على غاربه لأنصاف وأرباع المواهب، هؤلاء الذين تروّج لهم وتلمّعهم شركات المال الجاهل، ويصبحون نتيجة تضافر عناصر فنية وتقنية موجودة بطبيعتها ومن تلقاء نفسها بين أياديهم أساتذة كبار لا يُشق لهم غبار، ولا يمكن أن يقبلوا إلا بأجور خيالية نتيجة أنهم «نجوم» بالمعنى التجاري للكلمة، فمعظم نجوم شباك الدراما السورية من المخرجين والكتّاب الأشاوس لا يصلحون لهذا الدور، ولا لهذه الشخصية على حدٍ سواء.

إن نظرة خاطفة اليوم لما قُدم في الدراما السورية سيذكرنا على الفور بشخصيات لا يمكن أن تمحى من ذهن المشاهد، كونها- كما أسلفت- شخصيات وليست أدواراً، فمن ينسى على سبيل المثال شخصية «الأزرق» في مسلسل «غضب الصحراء» التي أداها الفنان عبد الرحمن آل رشي؟ ومن ينسى شخصية «أسعد الورّاق» التي أداها الفنان الراحل هاني الروماني؟ بل من ينسى شخصية «الزير سالم» لسلوم حداد؟ ومن ينسى شخصية «ديب» التي أداها بسام كوسا في «سحابة صيف»؟ ومن ينسى شخصية «ابن الوهاج» التي أداها الفنان أسعد فضة في «الجوارح»؟ ومن ينسى شخصية «مفيد الوحش» لأيمن زيدان في «نهاية رجل شجاع»؟ بل من يستطيع أن ينسى شخصية «ضباع» للفنانة الراحلة نجاح العبد الله في «الزير سالم» أيضاً؟ وشخصية مخرج المسرح «وحيد» في «سيرة آل الجلالي» لغسان مسعود، و شخصية «أسمهان» التي أدتها الفنانة سلاف فواخرجي بسحر خالص؟

شخصيات كثيرة حفلت بها الدراما السورية في بداياتها الأولى والمتوسطة، وقليل منها في مرحلتها الراهنة، لكن للأسف تراجعت الشخصيات لتحل مكانها الأدوار، فالكتابة الدرامية اليوم أصبحت تعج بالتقنيين أكثر منهم المبدعين الأصلاء، وأصبح بمقدور الجميع بمجرد الحصول على أنموذج من سيناريو تلفزيوني أن يكتب على غراره، فيمحو النص الأصلي، ويلفق لنا مسلسلاً عن الجريمة الأخلاقية، والمافيات تحت الأرضية، والإيدز، وسفاح القربى، لتمسي كتابة السيناريو «شغلة الما لو شغلة» كما يقال في الدارجة السورية؛ كما تحولت مهنة الإخراج إلى مهنة تنفيذية تدير أدوارها الممجوجة أمام الكاميرا من دون وازعٍ من جمال أو ضمير، وأمكن للبعض بمجرد اعتمارهم لقبعة «كاسكيت» وتركهم لذقونهم تطول وتطول أن يصبحوا- يصبحن- مخرجين-مخرجات، ليبهروننا يوماً بعد يوم بكوارث بصرية وكلامية ما أنزل الله بها من سلطان، فلم تبق مهنة الإخراج ذات طبيعة خاصة تتطلب رؤيا فنية ومعرفية وسيسيولوجية، بل أصبح وبكل سهولة وبمجرد التقرب من الشركة المنتجة، والمواظبة على الحضور المتواصل في مواقع التصوير، والتنقل من مساعد ملابس إلى مساعد مخرج، إلى مخرج منفذ، أمكن أن تصير مخرجاً عبقرياً لا يشق لك غبار، وصار بإمكان أية ربة منزل وهي تقمّع البامياء والفول الأخضر أن تكتب سيناريو «بيجلط».. أيها الساقي إليكَ المشتكى..؟

samerismael@yahoo.com

تصحيح ألوان..دراما جرائم الشرف..

سامر محمد إسماعيل 

يبدو اللعب اليوم على حساسيات اجتماعية أمراً بالغ الخطورة، فما اصطلح على تسميته بالدراما السورية، دخلت من حيث تعلم أو لا تعلم في تقديم فكرة قاتمة عن المجتمع السوري، بدا ذلك واضحاً مع تقليعة مسلسلات الدراما الصفراء، والتي افتتحها مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» للكاتب فؤاد حميرة وأكملها الكاتب سامر رضوان في «ولادة من الخاصرة» في جزأيه الأول والثاني، وذلك بعد أعمال من طراز «الخبز الحرام» و«العشق الحرام» و«شتاء ساخن» وسواها من العروض التلفزيونية التي وظّفت جريمة الشرف وسفاح القربى، وتسلط المسؤولين لمصلحة الحبكة الدرامية، لتساهم هذه الأعمال في نقل صورة شديدة السوداوية عن الحياة السورية المعاصرة، فليس العمل التلفزيوني هنا مجرد تسلية وترفيه وإن كان كذلك، لكنه في الدرجة الأولى مقطع عرضاني من المعيش اليومي، حيث استخدمت الدراما التلفزيونية الأماكن الحقيقية لتصوير أعمالها، واستثمرت اللهجات السورية، والديموغرافية الوطنية كمفردات أصلية في بنية العرض، وهذا لا يمكن تجاهله في تنميط مجتمعات بأكملها، فالخطورة تكمن في قدرة هذه الأعمال على نمذجة حياة السوريين، وتقديمهم بهذه الوحشية، تماماً كما تفعل نشرات الأخبار الكاذبة منذ سنتين تقريباً، مكرسةً مقاطع اليوتيوب المزوّرة، وأفلام الموبايل وسواها في تغطية الحدث السوري، إنما الدراما أخطر منها هنا في قولبة الحياة، وتصدير فكرتنا عن أنفسنا، فمن غير المعقول أن تتم مصادرة هذا النوع تحت حجة الدراما، بل من غير الجائز التهاون مع هذا النوع من المسلسلات.

قد يعرف المشاهد السوري أن ما يشاهده في مثل أعمال كهذه حالات فردية، لكن ماذا عن المشاهد العربي؟ هذا المشاهد الذي يقارن الآن بين ما شاهده في «ساعات الجمر» مثلاً وما يتابعه عن الأزمة السورية في نشرات «الجزيرة» و«العربية» وسواها، حيث ستكون المقارنة لمصلحة تصديق أي شيء عن سورية وأهلها الطيبين، فدراما جرائم الشرف هذه لم تدع للصلح مطرح، فالمكان خطير، ومملوء بالمجرمين والفاسدين وأرباب السوابق، المكان السوري حسب «الخبز الحرام» يعوم بالمرضى النفسيين، وبالقتلة وأصحاب النفوذ وغيلان السوق، والأخ في «شتاء ساخن» يستغل أخاه ويصطاد له زوجته في غيابه، فالأختُ أَمة، والزوجة جارية حميدة، والأخ جزار ومفترس، والزوج يبيع زوجته لرب العمل، والأب يقطع لسانه ويرمي بنفسه من الطابق العاشر بسسب ولدٍ أذاقه الإهانة ونهب له أمواله، والأمُ تدور على حلِّ شعرها، والمرأةُ رهينة جلسات القمار والحشيش وبيوت الدعارة، والحب فيديو كليب، والجامعة مكان لتدبير صفقات الدعارة، والعشوائيات التي يسكنها حتى دكاترة الجامعة عش دبابير يمور بشذاذ الآفاق ومروجي الجنس الرخيص، والمغلوبون على أمرهم تحت رحمة محققين فاشستيين ومسؤولين ساديين، يكوون الوجوه ويخطفون ويعذبون ويغتصبون.

تشرين السورية في

20/01/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)