حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أمل بوشوشة:

حلم حياتـي تجسيد شخصيـة وردة

أحمد السماحي

أطلق عليها البعض وصف‏'‏ اللؤلؤة السمراء‏'‏ والبعض الآخر نعتها بـ‏'‏ جنيفر لوبيز العرب‏',‏ إنها أمل بشوشة فنانة جزائرية التي لمعت نجوميتها قبل تخرجها من برنامج‏'‏ ستار أكاديمي‏',‏ وخلال سنوات قليلة استطاعت أن تحقق مكانة خاصة بين نجمات جيلها حين انطلقت كشهب يشق صدر سماء الفن العربي, لكنها بصبر وحنكة ولباقة غيرعادية في هضم أسس التجسيد الدرامي ما مكنها من الحصول علي موقع مميز علي خريطة الفن العربي غناء وتمثيلا, وذلك لأنها تتعامل مع موهبتها بحب لا ينقصه الاحترام, وثقة لا ينقصها الذكاء, وهي المسكونة بطاقة إبداعية طاغية وبموهبة مشرقة بدت واضحة منذ أول إطلالة لها في مجال التمثيل, من خلال بطولتها لرائعة أحلام مستغانمي' ذاكرة الجسد' أمام النجم السوري الكبير جمال سليمان, وبعد نجاحها في هذا المسلسل توالت بطولاتها للعديد من الأعمال الفنية السورية منها:' جلسات نسائية',' زمن البرغوت',' الولادة من الخاصرة', وهذه الأيام تخوض تجربة الدراما المصرية لأول مرة من خلال مسلسل' تحت الأرض' إخراج حاتم علي.

عن هذا العمل ورؤيتها لمصر بعد ثورة25 يناير كان لـ' نجوم وفنون' هذا الحوار.

·        أمل في بداية حوارنا معك يهمنا معرفة هل هذه أول زيارة للقاهرة؟

ضاحكة للأسف نعم, رغم أنني ومنذ طفولتي كان لدي حلم تشاركني فيه والدتي أن نحضر سويا للقاهرة ونزور الأهرامات, ورسمنا صور كثيرة للقاهرة من خلال مشاهداتنا للأفلام والمسلسلات المصرية, وعندما حضرت للقاهرة وبعد يومين فقط شعرت إنني في بيتي.

أحيانا يرسم الشخص منا صورا ولوحات جميلة في الخيال لأشخاص وأماكن يحب ويتمني مشاهدتها, لكنه عندما يشاهدها في الواقع تنتابه صدمة ما, هل حدث هذا عندما شاهدتي القاهرة لأول مرة خاصة بعد ثورة25 يناير؟

بابتسامة هادئة قالت: هذا صحيح لكن بالنسبة للقاهرة ظهرت لي أجمل من الخيال.

·        ما الذي لفت نظرك في القاهرة حتي الآن ؟

طيبة الشعب المصري, فلم أكن أتخيل أن أجد كل هذه الطيبة في أي مكان أذهب إليه, وليست الطيبة وحدها فقط, لكن أيضا الابتسامة الودودة والترحاب.

·     تخوضين تجربة الدراما المصرية لأول مرة من خلال بطولتك لمسلسل' تحت الأرض' تأليف هشام هلال, إخراج حاتم علي, ما ظروف اشتراكك في هذا العمل المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل؟

أثناء مشاركتي في الإعلان عن توزيع الجوائز في' مهرجان تايكي' بالأردن في نهاية شهر نوفمبر الماضي, تعرفت بالمصادفة البحتة علي منتجة المسلسل' دينا كريم' التي كانت تجلس معي علي نفس المائدة, والتي عرفت من خلال حديثنا أنها منتجة مسلسل' الطرف الثالث', وعلي الفور أبلغتها إعجابي بالمسلسل الذي شاهدته أكثر من مرة, نظرا لمهارة وتمكن كل فريق عمله, حيث شعرت أن كل واحد من فريق عمل هذا المسلسل بطل في دوره, ويومها عرضت علي العمل في الدراما المصرية, وأبديت لها ترحيبي الشديد بشرط أن أجد العمل المناسب, وبعد مرورعدة أسابيع أرسلت لي سيناريو مسلسل' تحت الأرض', الذي نال إعجابي الشديد وبقوة دخلت عالم الدراما المصرية.

·        ما الذي نال إعجابك في سيناريو المسلسل؟

قصته الشيقة من ناحية وتشابك الأحداث من ناحية أخري, فكل شخصية تكمل الأخري, فضلا عن كونها مكتوبة بمهارة شديدة, أيضا لكل' كاركتر' ملمح خاص به,يميزه عن باقي أبطال المسلسل, كما أني وقعت في هوي كل شخصيات العمل وليس فقط الشخصية التي أجسدها.

·        لماذا تتكتمين الحديث عن دورك ولا تبوحين بأسراره؟

لأن المسلسل تدور أحداثه في إطار إثارة وتشويق, والحديث عن دوري سيكشف الأحداث, ولهذا حذرتنا الشركة المنتجة من الحديث عن أدوارنا, حتي لانفقد عناصر تشويقه وإثارته, لكن أستطيع أن أقول لك أن دوري مليء بالتحديات والتعقيد, فهو دور صعب ومعقد, ولقد سعدت به جدا لأنه سيدخلني الدراما المصرية من أوسع أبوابها, وهذا حلم طالما روداني منذ تطلعي نحو عالم التمثيل.

·        قلتي أن الدور مليء بالتحديات ما أهم التحديات الموجودة في الدور؟

بضحكة مجلجلة قالت: لا تحاول بذكاء أن تعرف مني شيئا عن دوري, لكن التحديات أهمها أن الدور جديد تماما, ومختلف عن كل الأدوار التي لعبتها منذ احترافي التمثيل قبل ثلاث سنوات, والتحدي الأكبر هو حديثي باللهجة المصرية.

·        هل وجدت صعوبة في التحدث باللهجة المصرية؟

إطلاقا لأنها موجودة داخل كل عربي, في عقله الباطن, فقط هي تريد من يوقظها من سباتها العميق, فلا تنسي أن اللهجة المصرية غزت بيوت كل العرب بسبب السينما والموسيقي والغناء المصري, فقد نشأنا جميعا علي السينما والدراما المصرية, وأصوات: أم كلثوم, عبدالحليم حافظ, شادية, ليلي مراد وغيرهم من عمالقة الفن المصري والعربي, والسبب الثاني المهم الذي يجعل اللهجة سهلة بالنسبة لي أنني تدربت عليها قبل بدء التصوير, فضلا عن أن المناخ المحيط بي الآن كله يتحدث باللهجة المصرية, وأنا بطبعي اجتهد وأحاول ان أتعلم من أخطائي, ولا أغضب إذا أخطأت, بل أحاول الإستفادة من كل الذين حولي.

·     ألا ترين أن وجودك في الدراما المصرية بعد نحو ثلاث سنوات فقط من بداية دخولك التمثيل مغامرة كبري؟

بضحكة هادئة قالت: لا أراها مغامرة, ولكنه تسلسل منطقي جدا, فبعد ثلاث مواسم رمضانية في الدراما السورية كان طبيعيا أن أتواجد في الدراما المصرية, وهذا التسلسل هو الذي كان في ذهني منذ بداية احترافي التمثيل, وكنت أتمني أن يحدث من خلال دور مهم وقوي, والحمد لله ما توقعته حدث, وهذا المسلسل تحديدا جاء في وقته المناسب, والدور أرضي طموحي وأكثر!.

·        أمل: هل تتابعين الدراما المصرية أم تمرين عليها مرور الكرام؟

بالتأكيد أتابع الدراما المصرية مثلي مثل كل مواطن عربي بغض النظرعن عملي كممثلة, فكما ذكرت لك في بداية حواري أن الدراما المصرية في ذاكرة كل عربي, وقبل عملي بالفن كنت أتابع بالمصادفة, وإذا لم يعجبني عملا أغير بالريموت كنترول إلي محطة أخري, لكن بعد احترافي العمل الفني بدأت أتابع كل شيء بشغف بغض النظر عن مستواه, حيث أعتبر نفسي تلميذة صغيرة في مدرسة الفن, ومن واجبي أن أتابع كل شيئء حتي أتعلم.

·     تردد كلام كثير عن ترشيحك لتجسيد شخصية المطربة الكبيرة ورده في مسلسل يتناول قصة حياتها؟

هذا شرف كبير لي, وحلم من أحلامي حياتي الفنية, وبالمناسبة هذا الكلام نشر عن طريق مسابقة علي أحد المواقع عن أفضل فنانة تستطيع تجسيد حياة وردة, وتم ترشيح عدة فنانات وكنت من بينهم, ونظرا لأنني جزائرية وعشت مثلها فترة في باريس, وأمثل وأغني, فمعظم الأصوات كانت من نصيبي, لكن هذا مازال كلاما لم يترجم علي أرض الواقع لفعل, وأعتقد أنه لا يصح أن نتحدث عن مثل هذه المشاريع الفنية حول حياة هذه السيدة العظيمة وجرح أولادها ما زال أخضرا, فلم يمر إلا عام واحد فقط علي رحيلها.

·        ما الجوانب التي تحبين إلقاء الضوء عليها في حياة ورده؟

الجوانب الخفية الغير معلنة للناس, مثل فترة طفولتها وصباها في باريس, وتنقلها بين باريس ولبنان وسوريا ومصر, وطريقة تفكيرها, وكيف صنعت إسمها ونجاحها, يهمني أن يري الناس ورده الإنسانة.

·     عملتي كمذيعة وقدمت برنامجين, وغنيتي, وقمت ببطولة العديد من المسلسلات الدرامية أيهم وجدت نفسك فيه أكثر؟

لا أعتبر نفسي مذيعة, لكني أعتبر البرنامجين اللذين قدمتهما في بداية مشواري نوعا من التدريب علي مواجهة الكاميرا, وقدمتهما بطريقتي كأمل بشوشة, والحقيقة إنني أحب اختبر كل الأشياء واستفيد منها,لأنني أري أن الإنسان يجب أن يستفيد من أي تجربة يدخلها, أما التمثيل والغناء فهما حياتي وأعتبرهما شيئا واحدا لا ينفصلان عن بعضهما.

الأهرام اليومي في

18/05/2013

 

يشارك حالياً في تصوير «الناس أجناس 2»

محمد المنصور: مسلسل «أبو الذهب» سينفذ بعد رمضان

كتب الخبرفادي عبدالله 

يواصل النجم الكبير محمد المنصور تصوير مشاهده في مسلسل «الناس أجناس 2»، الذي سيعرض على تلفزيون الكويت في رمضان.

أكد الفنان القدير محمد المنصور تأجيل تصوير المسلسل الكوميدي «أبو الذهب» إلى فترة ما بعد شهر رمضان المبارك، والذي يجسد من خلاله دور رجل غني يعمل في حقل تجارة الذهب، لكنه شديد البخل، ويفقد كل ما يملك من ثروة في نهاية المطاف.

والمسلسل من انتاج الإخوة المنصور، وتأليف الإماراتية سارة الجروان، ويشارك في بطولته الفنانون الكبار سعد الفرج ومحمد جابر ومريم الصالح وخالد العبيد وأحمد الصالح وفاطمة الحوسني وعدد آخر من النجوم الشباب.

كما يواصل حالياً تصوير مشاهده المتبقية في الجزء الثاني من مسلسل «الناس أجناس»، الذي يتكون من 15 حلقة منفصلة، تستعرض مجموعة من المواقف الكوميدية بطريقة ساخرة، تسقط على العديد من المشاكل التي نعيشها في الوقت الراهن.

والعمل من إنتاج شركة النظائر، تأليف مبارك الحشاش، وإخراج يوسف حمودة، وبطولة كوكبة من نجوم الكويت الكبار، بينهم سعد الفرج ومريم الصالح وعبدالرحمن العقل ومحمد جابر، وسيعرض على شاشة تلفزيون الكويت في رمضان المقبل.

من جانب آخر، انتهى المنصور من مسلسل «بركان ناعم» لشهر رمضان أيضا، سيعرض على قناة أبوظبي، من 15 حلقة، تتناول قضايا اجتماعية، ويجسد المنصور دور الأب المثالي والحكيم الذي يواجه مشاكل مع أبنائه، من تأليف سلون، وإخراج خالد الرفاعي، والمنتج المنفذ المجموعة الفنية (باسم عبدالأمير)، ويشارك في البطولة عبدالرحمن العقل، إلهام الفضالة، طيف، باسم عبدالأمير، لطيفة المجرن، محمود بوشهري، فاطمة الصفي، هيا عبدالسلام.

من جهة أخرى، يحضر المنصور لانتاج فيلم سينمائي كويتي عالمي ضخم، من تأليف الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح، مؤلف قصة الفيلم الشهير «بس يا بحر»، ويتصدى لإخراجه المتميز وليد العوضي، وسيشارك في بطولته، إلى جانب المنصور، الثنائي الرائع سعاد عبدالله وحياة الفهد وحشد آخر من النجوم.

يشار إلى أن الفنان الكبير محمد المنصور شارك في عضوية لجنة تحكيم المهرجان السينمائي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في دورته الثانية التي عُقدت في الكويت منذ أيام قليلة.

الجريدة الكويتية في

18/05/2013

 

«الناس أجناس 2».. كوميديا الموقف

حافظ الشمري  

تعود «النظائر» لاستكمال الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «الناس أجناس 2» بعد أن عرض الجزء الأول من هذا المسلسل عام 1998 وشهد مشاركة نخبة من نجوم الدراما المحلية لعل أبرزهم الفنان الراحل غانم الصالح، الجزء الجديد سيعرض في تلفزيون الكويت خلال شهر رمضان المقبل.

المؤلف مبارك الحشاش يعود إلى الكتابة من جديد من بوابة الجزء الجديد الذي كان قد كتب جزءه الأول بينما يقوم بإخراجه يوسف حمودة بديلا عن غافل فاضل الذي أخرج الجزء الأول، المخرج المنفذ سمير العزبي، مدير التصوير مدى الباشا، كلمات المقدمة الغنائية الشاعر عبداللطيف البناي والموسيقى التصويرية والألحان د. عامر جعفر، غناء مجاميع الفنانين

أبطال العمل 

مسلسل «الناس أجناس 2» يتكون من 30 حلقة مدة كل حلقة 45 دقيقة، يشهد مشاركة نخبة من نجوم الدراما المحلية على رأسهم الفنان سعد الفرج الى جانب محمد المنصور، مريم الصالح، هدى الخطيب، أحمد الصالح، محمد جابر، عبدالرحمن العقل، محمد العجيمي، منى شداد، عبدالله بهمن، عبدالله الطليحي، غادة السني، ناصر كرماني، خالد العجيرب، سمير القلاف، فاطمة العبدالله، نواف الشمري، مبارك سلطان، أمل عبدالكريم، أمل العنبري، أمل محمد

كوميديا الموقف 

الكاتب مبارك الحشاش قال إنه مع تطور الأحداث السياسية والاقتصادية التي عصفت بالعالم اليوم، الذي خيمت عليه المآسي والنكد، أصبحت الضحكة هي مداد الحياة وسلعة نادرة وغالية الثمن، من هنا بدأت بكتابة الجزء الثاني من هذا العمل، مبينا أن الجزء الجديد سيعود إلى الضحكة والابتسامة التي من خلالها يتم استخلاص الكثير من العبر وتطرح مشاكل المجتمع وهمومه، وقد تكون هذه الأمور قد غابت عن الأذهان، معبرا عن سعادته بمشاركة نخبة من نجوم الدراما المحلية والخليجية في بطولة المسلسل، الذي يرصد الكثير من السلبيات والإيجابيات في المجتمع عبر قالب ساخر من خلال كوميديا الموقف في حلقات منفصلة غير متصلة

مشاكل المجتمع 

أما المخرج يوسف حمود ة فقال إن «الناس أجناس 2» حشد له النجوم الكبار الى جانب طاقات شبابية واعدة ستبرهن أن الكويت تظل دوما ولادة النجوم، مؤكدا أن المسلسل يرصد عدة مشاكل وظواهر اجتماعية عبر الكثير من المفارقات والمواقف والأحداث التي تسلط الضوء على الواقع الاجتماعي في الزمن الحالي، معبرا عن اعتزازه بالتصدي لإخراج هذا العمل وسط هذه الكوكبة من النجوم.

توفر الإمكانات 

أشار حمودة الى أن القائمين على العمل أعطوه الوقت الكافي لإنجاز عملية التصوير التي تتضمن عدة مواقع مختلفة وفي مشاهد كبيرة، كما سعى لاستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في عملية التصوير، لا سيما أن «النظائر» رائدة في هذا المجال حيث قامت بتوفير كل الإمكانيات اللازمة.

وذكر حمودة انه قطع شوطا متقدما في التصوير ولم يتبق سوى القليل من المشاهد، مشيدا بتعاون أسرة المسلسل سواء من الممثلين أو الفريق الفني.

البيت الكويتي 

حول أدوار النجوم في المسلسل قال حمودة إن حلقات المسلسل منفصلة غير متصلة، أبطال العمل سيقدمون عدة شخصيات وكركترات متنوعة الشكل والمضمون، وسيرى المشاهد في رمضان دراما ظاهرها الجدية وباطنها الكوميديا الهادفة، حيث يتم تسليط الضوء على الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تهم البيت الكويتي والخليجي عموما

وأكد حمودة أن مشاركة هذا الزخم الكبير من النجوم مثل سعد الفرج ومحمد المنصور ومريم الصالح وهدى الخطيب وعبدالرحمن العقل ومحمد جابر وأحمد الصالح والفنانين الشباب سيعطي العمل نكهة خاصة، ومتعة في المتابعة خلال شهر رمضان المقبل، خصوصا أن المشاهد يبحث عن مثل هذه النوعية من الأعمال الكوميدية، التي ستكون حاضرة عبر شاشة تلفزيون الكويت، التلفزيون الرائد الذي دعم ولا يزال يدعم الدراما المحلية ويصنع النجوم.

القبس الكويتية في

18/05/2013

 

علاقاتهم عابرة في الحياة والموت

فنانو سوريا لا يجيدون مشاهد العزاء

دمشق - علاء محمد

فنان واحد حضر تشييع الممثل السوري الراحل صباح عبيد، وفنان واحد أيضاً، شيع الفنان ياسين بقوش، وثلاثة على الأكثر ودعوا طلحت حمدي قبل شهرين، واثنان فقط كانا في تشييع المخرج محمد شيخ نجيب .

والذي راقب تشييع نجوم الدراما والسينما في سوريا، تمثيلاً وإخراجاً، وتحديداً منذ رحيل النجم خالد تاجا وما تلاه من تساقط الممثلين واحد تلو الآخر، يخرج بملاحظة لا بد من لفت الانتباه إليها، وهي أن الفنانين في سوريا لا يحضرون تشييع زملائهم، ولا حتى مجالس العزاء التي تقام لهم في مساءات الأيام الثلاثة بعد الدفن .

لماذا بدت الحالة قاعدة وليست ظاهرة عابرة؟ وهل بالفعل لا يقيم الفنانون في سوريا علاقات طيبة مع بعضهم بعضاً، تكفل للفرد منهم خروج زملائه في جنازته أو حضور مراسم عزائه بعد رحيله .

بماذا يدافع الممثلون عن أنفسهم حيال الأسئلة السابقة المطروحة؟

تعتبر تولاي هارون من أكثر الممثلات في الوسط الفني التي تقيم علاقات طيبة مع مختلف الممثلين والمخرجين، وتحظى باحترام الجميع، وهي التي، عادة، تهتم بأمور زملائها وزميلاتها من الممثلين، وحتى المخرجين، في حالات المرض، لكننا لم نرها في تشييع أي من زملائها في الجانب النسائي . تدافع تولاي عن نفسها وتقول: ما غبت يوماً عن القيام بواجبي تجاه أي زميل لي سواء أكان من الكبار أو من الجدد، لكن، وبعد مقتل زميلنا محمد رافع على أيدي عصابات، أصبحنا، كممثلين، مكشوفين لتلك العصابات . . وباتت قادرة على تحري حركتنا وذهابنا وإيابنا . . بالتالي، ليس من السهل أن تنزل في تشييع ممثل قد يكون المجرمون القتلة يرصدون حركتك فيها .

وأكدت أنها كانت سباقة دائماً لتقديم واجبها تجاه أي فنان، وأنها كانت تقدم ما عليها، إن بالحضور في التشييع، أو بالذهاب إلى منزل ذوي الراحل .

نقابة الفنانين، الجهة المسؤولة عن الأمور الإدارية والشكلية للممثل في سوريا، تغيبُ نقيبُها، الفنانة فاديا خطاب، عن تشييع كل زملائها الراحلين، بينما تحضر، فقط، باقة من الورد تحمل اسميها ونقابة الفنانين .

وليس بتكليف من خطاب، ولا تمثيلاً لها، بل من تلقاء نفسه، يخرج نائبها، الفنان محسن غازي، في جنازة ياسين بقوش ليكون الوحيد الذي شوهد في جنازة فنان أمضى 90% من حياته في خدمة الفن .

نسأل محسن غازي عن غياب الفنانين عن تشييع زملائهم فيقول: هذا الأمر عائد لكل ممثل على حدة، لا يمكن أن نقول لفلان: عليك أن تحضر . حتى في النقابة تعود الأمور لكل عضو في المكتب التنفيذي لنفسه . . أنا هنا من تلقاء نفسي، لا أمثل أحداً، وهناك من منعته ظروف أمنية من الحضور، وآخرون بسبب سفرهم خارج البلاد، وقسم ثالث قد يكون في تصوير مسلسلات في مناطق بعيدة . وليس غريباً أن يكون هناك قسم رابع من ناكري الزمالة أو الصداقة أو عديمي الوفاء .

كان الموسيقار العملاق سهيل عرفة واحداً من ثلاثة فقط حضروا قبل أسابيع قليلة مراسم عزاء الفنان الراحل طلحت حمدي في منطقة ركن الدين بدمشق . وسألناه عن سر غياب كل الممثلين عن تشييع فنان كان حتى ما قبل ساعات قليلة بينهم، وكان بعضهم جالسين إليه في المقاهي أو المطاعم أو في استوديو التصوير؟

قال الرجل الثمانيني: إن انعدام الوفاء، بكل أسف، هو السمة المميزة لدى نسبة عظمى في الوسط الفني السوري، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، بل منذ سنوات طويلة، لا أدري ما إذا كان البعض يعتبر رحيل زميل فرصة له للعمل بديلاً عنه، لكن ما أعرفه حق المعرفة هو أننا، في الوفاء لبعضنا البعض، لسنا بشيء من الوسط الفني المصري، فهناك يتحابون ويتواصلون في الحياة، ويخرجون لدفن زميل لهم حين يموت .

سألناه: هل للحالة الأمنية المتوترة في البلاد علاقة في عزوف الممثلين عن تشييع زميل لهم؟ قال عرفة بعد أن ضحك من أعماقه: لا علاقة لهذا بذاك، سيقولون إن هذا سبب، لكن ماذا عن النجوم الذين توفوا قبل الأحداث؟ أيضاً لم يكن هناك خروج للفنانين في تشييعهم .

يقول أحد عرابي المسرح السوري الحديث، الفنان فايز قزق، “إن صور التواصل في الوسط الفني السوري سيئة جداً وتكاد تكون منعدمة، وإذا لم يكن هناك علاقة صداقة بينك وبين ممثل آخر وتتواصل معه داخل الوسط وخارجه، فلن يكون لك أي شخص يسأل عنك في مرضك أو في مرض أولادك إطلاقاً” . ويتابع قزق: الوسط الفني السوري، وقلت ذلك منذ سنوات، مقطّع الأوصال، لا محبة بين الممثلين، قل لا يوجد اجتماع بينهم إلا في استوديو التصوير . وبعد انتهاء تصوير المشاهد قد يلتقون صدفة في مطعم أو على إشارة مرورية فيتبادلون تحيات المجاملات ليس إلا، والاستثناءات نادرة جداً في وسطنا .

الخليج الإماراتية في

18/05/2013

 

الجولان في الدراما.. لا بديل عن الهوية العربية السورية

سامر محمد إسماعيل 

لا يمكن الحديث عن الحراك الفني السوري بجميع أجناسه الإبداعية من دون الحديث عن تلك النزعة الوطنية التي تكتنفه، سواء عبر الفن التشكيلي أو المسرحي أو السينمائي أو حتى التلفزيوني، فالمواطنة جزء لا يتجزأ من المخيلة الجمعية السورية، ولا تقتصر على فهم سياسي وحسب لقضية الجولان، بل إنها تنتهج لنفسها منحى اجتماعياً لصيقاً بها، ويرجع هذا التماهي بين الفن ووطنيته إلى قدرة السوريين على هضم مكونات حضارية عديدة أعادوا إنتاجها وقولبتها ضمن مزيجهم الشعبي الخاص، يبدو ذلك في شكل العمارة وطبيعة المدن الكبرى، وقدرة الإنسان السوري على تجاوز محنه، وصياغة تاريخه القديم والمعاصر، هذه الوصفة السورية مازالت حتى الآن مثار جدل وتساؤل عن متانة اجتماعية عالية في خطابها، وفي التفافها حول رموزها الثقافية والروحية، فالطبيعة الوطنية ها هنا ليست وليدة لحظات زمنية خاطفة، بل هي مقاربة حضارية مستمرة لمعنى وجودها وكينونتها، هذا كله حاولت الدراما السورية نقله إلى الشاشة الصغيرة منذ انطلاقتها الأولى مع بث أول ساعة ونصف للتلفزيون العربي السوري في الثالث والعشرين من تموز1960، فقد برزت النزعة الوطنية في أعمال الفنانين الرواد وعلى مستوى عالٍ من الوعي بحساسية المجتمع نحو هذه القيمة الإنسانية عبر عشرات الأعمال التي اجتازت القصص التقليدية نحو توليفة بصرية تصالحت مع المضمون والشكل في آن معاً لتقديم الجولان عربياً سورياً، فمن ينسى الفيلم التلفزيوني «عواء الذئب» (إنتاج التلفزيون) الذي أنتج العام 1974، من إخراج الراحل شكيب غنام حيث نقل الكاتب خالد حمدي الأيوبي الفيلم عن قصة واقعية لرجل من منطقة الزبداني، يأسر طياراً إسرائيلياً تُقصف طائرته من قبل سلاح الطيران السوري، وهو من أكثر الأعمال التي استطاعت تقديم صيغة درامية قاربت الذهنية السورية في سبعينيات القرن الفائت، تعرض لقطات قريبة لكل من وجهي قصاص وعقيلي، تكشف عن لغة بصرية مكثّفة، للكلام الدائر بين رجلين عدوّين يتناولان الليل والشاي في مغارة باردة.

‏أعقب التلفزيون السوري «عواء الذئب» بإنتاج تمثيلية «العريس1975» لشكيب غنام أيضاً، وتمثيلية «حكاية من تشرين» من إخراج هاني الروماني، ومن ثم «الولادة الجديدة 1985» إخراج غسان باخوس. لينقطع بعدها إنتاج التلفزيون من الأعمال الدرامية التي تتناول الحرب حتى العام 1990، تاريخ إنتاج «سهرة من تشرين» الذي كان عبارة عن خمس سهرات تلفزيونية أشرف عليها شكيب غنام أيضاً، لكنها لم تنل صدى ما سبقها، ليظل «عواء الذئب» العمل الأبرز في هذه السلسلة التلفزيونية المتقطعة، والعمل «اليتيم» في أرشيف تلفزيوني يحتفظ بلقطات حقيقية من معركة 1973 قام بتصويرها قسم السينما في الجيش العربي السوري؛ ليقدم المخرج نجدة أنزور عمله «رجال الحسم» عن الجولان كصيغة بصرية معاصرة مفادها أنه لن يضيع حق وراءه مطالب.

الجولان في الفن السابع

الثقافة السورية عموماً لم تبتعد عن عكس قضية الجولان في فنونها السينمائية والمسرحية والأدبية، ولذلك كان للفنان السوري دور كبير في توثيق الأرض العربية المغتصبة في العديد من الأعمال، أذكر منها في مجال الرواية على سبيل المثال لا الحصر رواية «المرصد السوري» لحنا مينه، ورواية «ألف ليلة وليلتان» لهاني الراهب ورواية «الأبتر» لممدوح عدوان ورواية «قارب الزمن الثقيل» لعبد النبي حجازي ورواية «صخرة الجولان» لعلي عقلة عرسان ورواية «الخندق» لوليد الحافظ، ورواية «أزاهير تشرين المدماة» لعبد السلام العجيلي، ولا ننسى رواية «إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب» للمخرج السينمائي محمد ملص، والتي كانت فاتحة أدبية لفيلمه «الليل-1992» العمل الأهم عن الجولان ممثلاً في مدينة القنيطرة، حيث عمل ملص وفق تجذير مفهومه الشخصي عن سينما المؤلف بكتابة بصرية لروايته، مستكملاً بذاكرته البعيدة ذاكرته المشتهاة عن مدينته، مسترجعاً نسيجها الديموغرافي المعقد، وفسيفسائها السكانية المشتملة على إثنيات وأعراق وأديان مختلفة، رؤيا حالمة تمكن من خلالها صاحب «أحلام المدينة» من إعادة بيته الذي عاش فيه في القنيطرة إلى الحياة عبر السينما، ففي «الليل» رغبة شديدة لإعادة الزمن وتحويله إلى أمكنة خالصة؛ رغبة في تأكيد الحلم وإماطة اللثام عن عميق الجرح.

 لقد عملت السينما السورية على نقل سياقات أخرى لقضية الجولان زاوجت فيها بين ذاكرة الإنسان السوري عن أرضه، وسياقات اجتماعية وسياسية كان لها كبير الأثر في توثيق اللحظة التاريخية، وتدعيم الحقيقة عن حلم شعب بأكمله. من هنا جاء فيلم «شيء ما يحترق-1993» لغسان شميط الذي قارن فيه المخرج السوري بين جيلي الآباء والأبناء، الأول عاش النكسة ومرارتها ليتذكر الجولان كحلم لا يفارقه بالرجوع إليه ولو حملاً على الأكتاف، والثاني جيل أبناء أخذتهم المدينة والحياة إلى مسارب أخرى للعيش، لتكون المفارقة أكثر لؤماً هنا فالبيت الذي يحصل عليه النازح الجولاني في الفيلم سيكون بيتاً مخالفاً يتعرض للهدم، بدلالة إلى مأساة لا تمكن مداراتها.

المخرج هيثم حقي بعد عودته من دراسة السينما في موسكو أنجز فيلماً مهماً عن حرب 1973 بعنوان «التحويلة» لمصلحة القسم السينمائي في التلفزيون، أخذ فيه صوراً لحياة طبيعية في مدينة دمشق، إذ تعرض مبنى التلفزيون للقصف الإسرائيلي وكاد يودي بحياته من تلك السنة مع مجموعة من رفاق الدراسة، بعدها حقق التلفزيون العربي السوري على يد حقي أيضاً فيلماً آخر من كتابته وإخراجه بعنوان «مهمة خاصة 1974» عن تضحيات الجنود السوريين في عملية تحرير مرصد جبل الشيخ؛ إذ استطاع هذا الفيلم أن ينتزع شهادة تقدير لجنة التحكيم في مهرجان لا يبزغ للأفلام الوثائقية، إضافةً لفيلم «الأرجوحة» الذي تناول حقي فيه قضية الجولان بأسلوب سينمائي وجداني، مصوراً ذلك عبر علاقة طفلة صغيرة بأبيها الشهيد، وبأسلوب قارب الشاعرية البصرية الخالصة..  كما قدم المخرج زياد جريس الريس فيلمه «الأمانة-2008» من إنتاج التلفزيون العربي السوري الذي بشّر من خلاله ببزوغ مقاومة شعبية على أرض الجولان، كما حققت الفنانة سلاف فواخرجي فيلماً جديداً عن الجولان بعنوان «رسائل الكرز» عن سيناريو الكاتب نضال قوشحة، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وفي هذا الفيلم يعيد كل من فواخرجي وقوشحة إنسان الأرض السورية إلى علاقته الصميمية وارتباطه الأسطوري بذاكرته ولغته عبر قصة حب لافتة بين امرأة من الجولان وحبيبها في دمشق.

مريم في مجدل شمس

كما راهن المخرج باسل الخطيب في فيلمه الأخير «مريم» على توليف ثلاثة أزمنة تلخصها سيرة ثلاث نساء حملن اسم «مريم»، تروي حياة كل واحدة منهن مرحلة من مراحل التاريخ السوري المعاصر، وذلك عبر تعشيق زمني متواصل بين خروج العثمانيين من البلاد عام 1918، وزمن هزيمة 1967 وانسحاب الجيش السوري من القنيطرة، وصولاً إلى اللحظة السورية الراهنة، حيث نجد للحرب الدائرة اليوم إحالات متعددة في الفيلم (إنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة جوى)، يصوغها المخرج الفلسطيني وفق سيناريو كتبه بالتعاون مع تليد الخطيب لحكاية سينمائية تتدفق بحساسية بصرية عالية، مقارباً بين شخصيات فيلمه الذي امتد على مساحة ساعتين من الزمن؛ لخص خلالهما، صاحب «رسائل الحب والحرب»، أثر الهزيمة العربية وانعكاسها على ما يحدث في سورية اليوم.

يهرب الفيلم، الذي حاز الجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة بالمغرب، من الرقيب لينبش تاريخياً في الخفايا ليلعب المونتاج دوراً حاسماً في مفصلة الزمن السينمائي، مُحززاً الصورة إلى أحداث قرابة قرن من أزمة وطن يختلج على مقاصله المتعددة، فالجندي، عبد الله، (أدى الدور عابد فهد) تتعطل بندقيته في لحظة حاسمة من المعركة، وذلك حين يحاول إنقاذ مريم (سلاف فواخرجي) من أيدي جنود العدوّ بعد اغتصابهم لها في ساحات القنيطرة 67، لكنه ينجح في إنقاذ ابنتها زينة التي ستتبناها أسرة في دمشق القديمة، حيث تبدو كاميرا الخطيب منفلتة من كليشيهات وكوادر السينما السورية التي رسختها معظم تجارب القطاع العام، نحو أناقة بصرية لافتة خلت من أخطاء وعيوب تقنية في تصحيح الألوان وتصميم مشاهد المعارك وتدمير الأبنية الأثرية وإعادة صوغها غرافيكياً، محققاً معظم مشاهده على بعد أمتار قليلة من في الجولان السوري. ليكمل الخطيب بذلك ما كان قد بدأه في الدراما التلفزيونية في مسلسله الكبير «رسائل الحب والحرب» عن سيناريو ريم حنا، مسجلاً تضحيات الشباب السوري في جنوب لبنان وعلى جبهة الجولان العربي، وفق رواية تلفزيونية تعد الأهم في تاريخ الدراما العربية المعاصرة، وعبر قدرة كبيرة على توثيق البطولات الكبيرة التي سجلها الجيش العربي السوري أثناء اجتياح العدو الإسرائيلي لبيروت 1982.

في المقابل قدم الفنان نجدة إسماعيل أنزور مأثرة درامية مهمة في عمله التلفزيوني «رجال الحسم-2008» عن سيناريو محمود الجعفوري، محققاً وثيقة درامية معاصرة عن الصراع العربي- الإسرائيلي، وعن تضحيات الجندي السوري في ساحات القتال، وفق ملحمة بصرية فضحت شبكات الموساد الإسرائيلي في الخارج والداخل، هذه المنظمة الإرهابية التي عملت وتعمل على تصفية القضايا العربية ورجالاتها وفق أسلوب المافيا العالمية، مسلسل فتح باب الجدل واسعاً في أوساط العدوّ، فقد كشف للمشاهد قدرة الجندي العربي على مواجهة أعدائه مهما تلونت أساليبهم.

المخرج  المهند كلثوم حقق فيلمه الوثائقي «البرزخ» عن الجولان عبر أربعين دقيقة، لا تتوقف فيها الحكاية عند مواجهات عابرة بين الرصاصة والكاميرا، بل تتعداها إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث تنجح بطلة الفيلم بتخطي حواجز سلطات العدو الإسرائيلي برفقة شاب فلسطيني يقضي على تراب وطنه، فيدمج الفيلم بين لقطات من مواجهات حقيقية في ذكرى 1948 وصور درامية لطفلة تقود دراجتها نحو فلسطين، مفصلاً مشاهده بلقطات متسارعة يتخللها سرد ذكريات هالة عن رفاقها الذين واجهوا الرصاص بصدورٍ عارية. ودمج مخرج الفيلم بين لغة وثائقية وأخرى درامية بالأبيض والأسود، تاركاً الصورة بين مقطعين من حياة يعيد إليها سبب تسمية الفيلم، فالبرزخ هنا هو الجولان العربي السوري الذي يفصلنا عن أرضنا، عن أهلنا في مسعدة وبقعاتا ومجدل شمس وفلسطين وكان لا بد للسينما من أن تعبره بكاميرا مضادة للرصاص، كاميرا لا تتلصص على مشهد شبان وشابات يعبرون وادي الصراخ، بل تصر على توثيق الجريمة، راصدةً همجية الإسرائيلي وعنصريته، ليسجل كلثوم قرابة ثلاث ساعات من رحلته نحو «البرزخ» بإنتاج من «المؤسسة العامة للسينما» معيداً صياغة مشاهده بلغة شعرية يطمح من خلالها إلى تحقيق سينما تسجيلية معاصرة، تنظر إلى قضية الأرض على أنها قضية جوهرية في وعي الإنسان العربي تستأهل مستوى فنياً راقياً، ولذلك ركز في فيلمه على نبرة جديدة في محاكاة قضية الجولان، وذلك من دون تورية وبشجاعة فنية تكلمت عن جـيل كامل من أبناء يريدون تحقيق حلم آبائهم بالعودة.

samerismael@yahoo.com

الرواية التلفزيونية.. حكاية فن لم يولد من الخاصرة

لؤي ماجد سلمان 

الاستناد على نصوص أدبية في الأعمال التلفزيونية لخدمة الدراما، ليس جديداً، إذ تعود أول تجربة في سورية إلى عدة عقود خلت، أي في سبعينيات القرن الماضي في مسلسل «أسعد الوراق» بطولة الراحل الفنان هاني الروماني ومنى واصف، سيناريو وحوار الأديب الراحل عبد العزيز هلال عن رواية «الله والفقر» للكاتب صدقي إسماعيل، الذي قام بإخراجه آنذاك المخرج علاء الدين كوكش.. وبعد ما يزيد على ثلاثين عاماً أُعيد إنتاجه بتوقيع المخرجة رشا شربتجي، سيناريو هوازن عكو، برؤية جديدة وبساعات عرض تلفزيونية تضاعف العرض الأول عدة مرات تناسب ما عرفناه لاحقاً بالموسم الرمضاني، كما تمت إعادة إنتاج مسلسل «دليلة والزيبق» المستقى من السير الشعبية و كتاب «ألف ليلة وليلة» بتوقيع المخرج سمير حسين وللسيناريست ذاته.

بعضهم عدها ظاهرة إفلاس فكري عند كتاب النصوص التلفزيونية، وبعضهم الآخر عدّها إعادة إنتاج نصوص أدبية لأهمية ما تطرحه من قضايا ذات مضامين فكرية قريبة من المجتمع، لكن، لماذا لا تتم العودة والبحث عن نصوص نثرية جديدة تحمل بين صفحاتها أفكاراً مختلفة تطل على المجتمع، ليتم تحويلها من مادة مكتوبة إلى صورة بصرية، ومن لغة الكلام إلى لغة الصورة؟

لماذا نتعمد إهمال الأعمال الأدبية السورية التي تعبّر عن هوية مجتمعنا، ونبحث عن سيناريوهات على قياس وتخيلات بعض جهات الإنتاج المُستعربة، التي تطلب تفصيل رداء درامي لشهواتها، مع أننا لسنا من خليج بريخت النفطي، وأعمالنا السابقة التي تحولت من نصوص روائية إلى أعمال ومشاهد تنبض بالصور الحية على يد محترفين بالسيناريو و الإخراج؛ أثبتت نجاحها و تفوقها على الأعمال التي ولدت من فضاءات متخيلة؟! نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أعمال الروائي حنا مينه «نهاية رجل شجاع»، «بقايا صور»، و«المصابيح الزرق» التي عرضت مؤخراً، والأعمال التي حولها الأديب الراحل ممدوح عدوان إلى الشاشة الصغيرة كالملحمة الدرامية الشهيرة «الزير سالم»، والمسلسل المعروف «الدوامة» المأخوذ عن رواية «الضغينة والهوى» للروائي فواز حداد، وقدم أيضاً للدراما التاريخية سيرة الشاعر «المتنبي» برؤية جديدة أخرجها المثنى صبح، وعن رواية «أحلام الغرس المقدس» قدم المخرج باسل الخطيب العمل الدرامي «أنا القدس» ورواية الأديبة ألفت الإدلبي «دمشق يا بسمة الحزن»، و«السنوات العجاف» عن رواية «الحفاة وخفي حنين» للروائي الراحل فارس زرور، كما حوّلت أعمال أدباء إلى دراما تلفزيونية؛ فقدم المخرج علاء الدين كوكش «حكايا الليل و النهار» عن أفكار الكاتب الراحل محمد الماغوط، و «أقاصيص المسافر» لزكريا تامر... أيضاً تمت صياغتها في عمل تلفزيوني درامي بعنوان «حارة الياقوت».

نلاحظ مما ذكرناه الإمكانية التي يتمتع بها الكاتب السوري في تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال تلفزيونية؛ حتى ولو لم تكن أعمالاً روائية خالصة، أو أعمالاً روائية ضعيفة، أو حتى لا ترتقي لتظهر على الشاشة الفضية، حولها الكاتب السوري بمهارة إلى عمل مشوق كرواية «ذاكرة الجسد» التي قدمت لها الكاتبة السورية ريم حنا معالجة درامية. وأضافت عناصر وأحداثاً، وانفعالات خدمت النص الأصلي، وبخبرة المخرج نجدة أنزور شاهدنا صورة بصرية ورؤية إخراجية أضافت بعداً جديداً للعمل وقربته لعين المشاهد، ورسخته في ذاكرته.

ربما كان على صناع الدراما الاطلاع على ما نمتلك من إرث أدبي ضخم يستطيع أن يطور أعمالنا الدرامية فكرياً واجتماعياً وثقافياً، وبدورها الدراما تحول الأبطال الوهميين إلى أشخاص من لحم ودم، وتحول الفن النثري الأدبي إلى نص فني مرئي،عبر قوة الشاشة التي تضاهي مئات دور النشر والمكتبات في وصول الأعمال الأدبية إلى الملايين، وتقدم لمدمني التلقي أعمالاً أدبية ذات جوانب فكرية وواقعية تزيد من ثقافة المشاهد من ناحية وتعرفنا على أعمال سورية ولدت من العقل لا من الخاصرة، ولم تبللها أمطارنا الموسمية الساخنة.

تشرين السورية في

19/05/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)