حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هشام سليم:

لم أرفض الظهور علي تليفزيون الدولة

حوار‏:‏ أحمد سعد الدين

فنان يعشق المغامرة ويجد فيها فرصة لتحقيق ذاته كما يبدو من خلال تجاربه الإبداعية في السينما والدراما‏,‏ والتي بدأها صبيا في‏'‏ إمبراطورية ميم‏'‏ ثم مراهقا في‏'‏ عودة الإبن الضال‏'‏ إلي آخر تجاربه الدرامية الناضجة من‏'‏ ليالي الحلمية وأرابيسك والراية البيضا‏'‏ حتي‏'‏ المصراوية وهوانم جاردن سيتي‏'‏ إلي اختفاء‏'‏ سعيد مهران‏'‏ آخر أعماله الدرامية‏.

ولأنه مسكون بالتحدي فلا يتردد في خوض أية تجربة جديدة في مشواره الإبداعي حتي لوذهب من أجلها إلي شاطئ آخر محاط بالأشواك لذا ذهبا إلي وجهة أخري غير التمثيل وتحديدا نحو تقديم برنامج حواري ذي طابع سياسي علي شبكة' سكاي نيوز' العربية بعنوان' حوار القاهرة' والذي بدأ بث حلقاته منذ أسابيع وحقق حتي الآن نتيجة معقولة, عن برنامجه الجديد وأسباب إبتعاده عن الشاشة الصغيرة كان لملحق نجوم وفنون مع الفنان هشام سليم الحوار التالي.

·        كيف تقيم التجربة بعد مرور أسابيع علي بداية البرنامج ؟

من الصعب أن أقيم التجربه كاملة الآن, لكن من وجهة نظري وبعد عدة حلقات أعتقد أن النتيجة مرضيه بالنسبه لي وللقناة في نفس الوقت, فقد كنت متخوفا من الخوض في مجال جديد خاصة أن معظم الموجودين علي الساحة الآن محترفون ولهم باع طويل في البرامج السياسية, لكن الحمد لله استطعت أن أقف علي نفس الدرجة من السلم الإعلامي, وأصبح للبرنامج مشاهدوين وضيوف يفضلون الظهور من خلاله.

·        المتابع للحلقات الماضية يجد هدوء نسبيا إلي حد ما بين الضيوف وبينك؟

منذ البداية اخترت أن يكون البرنامج ساحه للحوار وليس ساحة للتناح, فكل ضيف يستطيع أن يعرض وجهة نظره كاملة دون أن يقاطعه أحد, لكن في نفس الوقت عليه أن يجيب علي الأسئلة التي تدور في ذهن رجل الشارع بصراحه ودون تطاول علي الآخرين, لذلك يتم اختيار ضيوف مختلفين في الآراء, يعبر كل منهم عن وجهة نظر مختلفة, أو زاوية من زوايا المشكلة المطروحة للحوار ويناقش الآخرين في وجهة نظرهم حتي نخرج من النقاش بشيء مفيد وليس علي سبيل الفرقعه والخلافات بين الضيوف فقط, والحمد لله حتي الآن جميع الضيوف رحبوا بالظهور معنا ولم يرفض أحد.

·        لكنك قليل الكلام داخل الحلقات رغم تدخلك لإدارة النقاش ؟

لكل إنسان مفاهيم خاصه به تكون مختلفة عن الآخرين, ففي كل مرة كنت أتابع فيها بعض البرامج كنت أهتم بكلام الضيف لأنه صاحب وجهة النظر ويحمل الحقيقية وجاء ليعبر عنها, لذلك عندما فكرت في تقديم البرنامج قررت أن تكون مهمتي الأساسية هي ضبط إيقاع النقاش وليس توجيه دفة الحديث لمصلحة طرف علي حساب الآخر, وهذا يقتضي إعطاء الضيف الفرصة للحديث, لأن المشاهد ينتظر أن يعرف وجهة نظر الضيف وليس وجهة نظر مقدم البرنامج, هنا دوري فقط محاور أتحدث باسم رجل الشارع أسأل وأنتظرالإجابة, ولست ضيفا حتي أتحدث عن وجهة نظري أو أستأثر بالكاميرا.

·        ما الذي جذبك لتقديم برنامج سياسي بعد أن كنت رافضا الفكرة ؟

بداية لم أكن رافضا للفكرة بشكل مطلق, لكن كنت أبحث عن شيء جديد وكل ما عرض علي كانت أفكارا مستهلكة, مثل تقديم برنامج فني أستضيف فيه نجوما زملاء ونتحدث عن بعض الأمور الفنية, فكنت أسأل نفسي ماذا سيضيف لي؟ لذلك كنت أرفض, أما عندما وجدت فكرة جديدة بشكل مختلف تحمست لتقديمها, واخترتك مجالا جديدا أعتبره من المجالات الصعبة وأجتهد للوصول للنجاح فيه.

·     هل فضلت الظهور من خلال قناة' سكاي نيوز' وليس من خلال قناة فضائية مصرية أم أنها مصادفة؟

دعنا نتحدث بصراحة: خلال الفترة السابقة ودون ذكر أسماء اتصلت بي أكثر من قناة فضائية وتحدثنا بشكل جيد جدا حول الشكل العام والخطوط العريضة للبرنامج, لكن عندما نتطرق إلي الأمور المادية أجد تراجعا في المواقف وفتورا في الحديث وهروبا من الموقف بأي حجة, لكن قناة' سكاي نيوز' هي الوحيدة التي وجدت لدي القائمين عليها حماسا في اتمام التعاقد, وكانت مصادفة سعيدة تمت التفاهم من خلالها علي تقديم البرنامج, وفي مسافة زمنية لم تستغرق15 دقيقة, وعند كتابة العقد كانوا يريدون زيادة المدة لتكون عامين لكن أقنعتهم بأن تكون مدة العقد ستة أشهر فقط, نتوقف بعدها لتقييم التجربة ومقياس مدي نجاحها من عدمه فإن كانت النسبه معقولة نستمر وإن لم أنجح فلا أضع القناة في حرج, وهذا تفكير منطقي وواقعي من وجهة نظري.

·        لديك قراءة سياسية للمشهد السياسي كما يبدو لي, فكيف تري المستقبل القريب؟

نحن في حالة تخبط سياسي غير مسبوق في التاريخ المصري, وربما ترجع أسبابه لتباعد القوي السياسية المتواجدة علي الساحة عن بعضها البعض وعن الشباب الذين قاموا بالثورة منذ البداية, هذا التباعد دفع ثمنه المواطن المصري البسيط الذي وضع آمالا كبيرة علي الثورة, فإذا بحكومات ما بعد الثورة تحمله أعباء جديدة فوق طاقته, والمشكلة الكبري أن النظام الآن لا يمتلك رؤية استراتيجية للحل, وهناك حالة من العند الزائد في التعامل مع الأمور وهذه الحالة لا تنتج مستقبلا يبشر بالخير, بل ستؤدي قريبا لصدام يدفع ثمنه الجميع, وفي اعتقادي أن الصدام قادم لا محالة لإختلاف طبيعة الأطراف والأجيال, فهناك جيل شاب يريد التغيير الجذري الشامل, وهناك طرف آخر يريد التكويش علي كل شيء دون استراتيجية واضحة, والأمور تزداد تعقيدا وعشوائية فالقرارات تجرنا إلي الهاوية, بل لا يوجد قرار مدروس من الأصل لا في السياسة ولا في تنظيم المرور ولا حتي في كرة القدم, وما يحدث من قرارات هو مسكن لتأجيل الصدام القادم.

·        لنذهب بعيدا عن السياسة ونسألك: ما سبب ابتعاد هشام سليم عن الفن مؤخرا ؟

الفنان مثل السمك لا يستطيع أن يبتعد عن البحر, لكن المشكلة الكبري تتمثل في أن الوسط الفني تخطي مرحلة الشللية وأصبح وسط عائلات, فالعائلة الواحدة تجد بها المخرج والمؤلف والمنتج والمونتير والنجم فكيف تجد لنفسك مكانا بداخلهم؟, والأمر الآخر أنني فنان يحترم نفسه ولا أدخل عملا إلا لو كانت مواصفاته جيدة سواء علي مستوي القضية التي يحملها أو من حيث الميزانية الإنتاجية التي تستطيع صنع هذا العمل بشكل جيد, وفوق هذا وذاك يأخذ التحضير للمسلسل حقه, ولك أن تتخيل أن أحد المنتجين طلبني في مسلسل وتم تحديد موعد التصوير بعد أربعة أسابيع وكل ما يمتلكه من السيناريو لا يتجاوز الحلقتين فقط مكتوبتين في بضع وريقات صغيرة, والباقي سوف يستكمل أثناء التصوير, فهل وصل حال الفن إلي هذه الدرجة من السوء؟

رحم الله' أسامة أنور عكاشة' الذي كان يكتب المسلسل بالكامل ثم يجلس مع المخرج والممثلين قبل بداية التصوير بفترة طويلة حتي يعرف كل ممثل ماذا سيفعل في تطور الشخصية التي يؤديها علي مستوي الحلقات, ويكون مستعدا لجميع المواقف منذ البداية وحتي النهاية, فالفارق كبير بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه, فمسلسل' ليالي الحلمية' علي سبيل المثال كانت حلقاته تباع قبل تصويرها نظرا للثقة الكاملة في إسم المؤلف والمخرج والأبطال, وكانت المسلسلات تدر أرباحا كثيرة للتليفزيون, لكن للأسف جاء بعد ذلك وزير إعلام يصرف أموالا طائلة علي أعمال ليس لها قيمة, والأدهي من ذلك أن يقول' مش مهم إني أخسر' أو لا أحقق أرباحا, لأن تليفزيون الدولة يقدم خدمة مجانية للمشاهد ليس من ضمن هدفها الربح, فهل يعقل أن يأتي هذا الكلام علي لسان مسئول في هذا المنصب الرفيع ؟ وهل الخدمة المجانية التي يتحدث عنها لابد أن تكون بلا قيمة ؟

نحن نعيش حالة عبثية منذ فترة طويلة وحتي الآن, وعن نفسي منذ ثلاث سنوات وأنا أجلس في بيتي الذي لم يطرقه أي منتج حتي الآن.

·        لكن وبصراحة: لماذا يهرب منك المنتجون ؟

ليس لدي سوي تفسير واحد فقط هو أنني إنسان صريح أتعامل بوضوح وشفافية وهذا ما يقلق بعض المنتجين, ففي يوم من الأيام اتصل بي منتج يعاتبني علي حوار تليفزيوني, وقال لي كيف تتحدث بصراحة عن أجرك في المسلسل؟ ولماذا تكتب أجرك بالكامل في العقد؟, فما كان مني إلا أن رددت عليه بصراحة أكثر وهو ما جعل المنتجين يهربون من التعامل معي جراء تلك الصراحة التي أتحدث بها.

الأهرام اليومي في

28/03/2013

 

رؤى كُتــــــاب الــــدرامـا فــي تناول الشخصية

سامي عبد الحميد  

وأنا اقرأ موضوعاً عن حياة الكاتب الإسباني (سيرفانتيس) الذي كتب المسرحية المشهورة (دون كيشوت) تلك الشخصية التاريخية النموذجية والتي تتوهم البطولة والانتصار في المعارك مع أنها تخرج منها خاسرة، تذكرت إن الصديق (علي حسين) كتب منذ سنوات مسرحية بعنوان (عودة دون كيشوت) أعجبتني المعالجة وبقيت حتى اليوم أنوي إخراجها وكان الافتقار الى الممثلين القادرين على تجسيد أدوارها أهم أسباب عدم تحقيق أمنيتي، ما ان تسلمت النص الذي كتبه (علي) حتى رحت أقارن بينه وبين نص (سيرفانتيس) وتساءلت ما الذي دفع كاتبنا ليعيد كتابة نص مسرحي ذائع الصيت وما الذي سيضيف وما الذي سيغير وما هي رؤيته الجديدة تجاه تلك الشخصية المدعية وتجاه أحداث المسرحية وجاءت الإجابة سريعة وهي ان كاتبنا أراد ان يسقط مضمون المسرحية القديمة على شخصيات وأحداث معاصرة في تاريخ المسرح هناك أمثلة كثيرة أشبه بمثال علي حسين حيث كتب العديد من كتاب الدراما مسرحيات عن شخصيات سبق لآخرين ان كتبوا عنها ونذكر منها مسرحية (انتيغون) التي كتبها الإغريقي (سونوكليس) عام 441 حول تلك الفتاة التي تحدت السلطة الحاكمة كونها تكيل الأحداث بمكيالين فتظلم، وفي عام 1783 كتب الايطالي (نيتوريو الفيري) مسرحية عن الفتاة نفسها وعكس فيها قضايا سياسية، وفي عام 1922 كتب الفرنسي (جان كوكتو) مسرحية مثل قبلها، وبعد ذلك قام مواطنه (جان آنوي) في عام 1943 بإعادة كتابة المسرحية وبلغة معاصرة مبسطة وبمضمون يعكس الواقع الحاضر خلال احتلال النازيين لأجزاء من أوربا، وعندما قمت بإخراج مسرحية آنوي عام 1966 وقدمتها على المسرح القومي باسم الفرقة القومية للتمثيل كنت أقصد التعرض للواقع العراقي المعاصر.

تناول كتاب الدراما في مختلف العصور ومن مختلف البلدان شخصية الملكة الفرعونية (كليوباترا)، ففي القرن السادس عشر كتب الفرنسي (اتيان جوديل) مسرحية بعنوان (اسر كليوباترا) وهي أول تراجيديا من المدرسة الكلاسيكية الجديدة، وقدمت المسرحية أمام الملك هنري الثالث ومثلت فيها (جوريل) الدور الأول، وفي القرن السابع عشر كتب (وليم شكسبير) مسرحية (انطوني وكليوباترا) 1606-1607 وتعرض فيها الى عمق العلاقة بين الملكة المصرية والقائد الروماني المحتل وكشف عن تضحيتهما من أجل الحب لا من أجل الوطن، وفي عام 1899 كتب (جورج برنارد شو) مسرحية (قيصر وكليوباترا) أراد منها تصحيح المفاهيم الشعبية الخاطئة عن الشخصيات التاريخية حسب اعتقاده، وفي بداية القرن العشرين ومن باب التصحيح أيضا كتب الشاعر المصري (أحمد شوقي) مسرحيته (مصرع كليوباترا) ناقش فيها موضوعة الإخلاص للوطن وخيانته وانجراف الملكة المصرية مع الحب المتناهي للقائد المحتل (أنطونيو)، وبالمناسبة قمت بتقديم مسرحية أعددتها عن نصوص الثلاثة الكبار: شكسبير وشو وشوقي مع طلبة قسم الفنون المسرحية بكلية فنون جامعة بغداد، ولا بد من الإشارة هنا الى إن الكاتب المصري (توفيق الحكيم) قد أعاد كتابة مسرحيتين كتبهما كاتبان أوربيان قبله هما (الملك أوديب) و(بيغماليون).

في هذا السبيل لابد ان نذكر بان الكاتب والمخرج الألماني (بوتولد بريخت) قد أعاد كتابة مسرحية شكسبير (كوريولان) عن احد قياصرة الرومان برؤية جديدة هي (الشعب هو الضرورة) بخلاف رؤية الشاعر الانكليزي الكبير (القائد هو الضرورة) ومثلما فعل بريخت مع (كوريولان) فعل الشاعر العراقي يوسف الصائغ مع (عطيل) في مسرحية (دزدمونه) التي اقتبسها من مسرحية شكسبير التي تتحدث عن توهم القائد المغربي الأسمر بأن زوجته الايطالية البيضاء تخونه مع أحد ضباطه بمكيدة دبرها احد معاونيه هو (ياغو)، وأراد الصائغ من مسرحيته ان يبرر موقفه من الانتماء الى حزب معين والتحول الى حزب آخر بحجة ان الأول قد أصبح جدياً عقيماً ومثله بشخصية (دزدمونه) ومثل الآخر بشخصية (ايليا) زوجة (ياغو).

ونأتي أخيرا الى مسرحية بريخت المشهورة (دائرة الطباشير التوقازية) والتي تتعرض الى الثيمة القاتلة (الأرض لمن يزرعها) فقد قام الكاتب العراقي (عادل كاظم) بإعادة كتابة المسرحية وأعطاها عنواناً جديداً هو (دائرة الفحم البغدادية) ولا أدري ما الذي دفعه الى هذا التخريف مع العلم ان أحداث المسرحية الأصلية لا تقع في بغداد، كان ذلك أوائل الثمانينات من القرن العشرين وفي أوائل القرن الحادي والعشرين قامت الكاتبة والمخرجة (عواطف نعيم) بتقديم مسرحية بعنوان (دائرة العشق البغدادية) وتكاد جميع أحداثها تشابه أحداث مسرحية الألماني بريخت، وفي جميع الحالات المذكورة سلفاً فان الكتاب الجدد الذين أعادوا صياغة مسرحيات قديمة لم يستطيعوا تجاوز معطياتها ومعظم شخوصها الكتاب الجدد حاولوا النفاذ من النصوص المسرحية القديمة للخروج برؤى جديدة يمكن إسقاطها على واقع يمرون به وظواهر يلاحظونها في عصرهم.

مثل تلك القراءات الجديدة للنصوص المسرحية القديمة تثير تساؤلا مهما يتعلق بتصنيف العمل الجديد وفي أية خانة يمكن إدراجه: هل في خانة الأعداء ام خانة الاقتباس ام في خانة التأليف، يعتمد مثل هذا التصنيف أو الوصف على مدى الابتعاد او الاقتراب من النصوص الأصلية القديمة ونضرب لذلك في (دزدمونه) للصائغ مثلاً حيث تقع مسرحيته بين خانة التأليف والاقتباس حيث لا تقارب إلا في بعض الشخصيات.

المدى العراقية في

28/03/2013

 

60 حلقة تجمع نجوماً من بلدان عدة في قالب إنساني

"جذور" يطلق قطار الدراما اللبنانية للمنافسة عربياً

بيروت - سهيلة ناصر:  

يبدو أن مسلسل “جذور” (60 حلقة) هو الرهان الجديد والمحاولة الجدّية للدراما اللبنانية للسير نحو السكّة الصحيحة في منافسة الدراما العربية . وتبدو من سير العملية التصويرية المواكبة للمسلسل وهو (سيناريو كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر، تلك الضخامة الإنتاجية، وتنوّع أماكن التصوير بين لبنان ومصر وفرنسا، إضافة إلى نخبة من الممثلين اللبنانيين والعرب، وأهم من ذلك كله تبنّي شركة إنتاج “إم .آر سفن” بشخص رئيسها مفيد الرفاعي، الذي وجد في حبكة الكتابة، ورؤية المخرج “مغامرة” تستحق أن تبذل لها كل مقومات الدعم الإنتاجي والسخاء عليه، ليخوض بذلك تجربة الإنتاج الدرامي في لبنان للمرة الأولى .

نتيجة مواكبة ميدانية للمسلسل أجريناها يتبيّن أن “المرة الأولى”، سمة ملازمة لأغلبية طاقم فريق العمل . بالنسبة للمخرج فيليب أسمر، المسلسل هو التوقيع الأول له كعمل عربي مشترك (لبناني- مصري) . خطوة جديدة في تجربته الاخراجية، يصف: إن “الشعور جميل يزيد من أعباء تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقي أصلا” . لذا ينطلق أسمر في مهمته من وجوب التركيز و”لتأخذ الأمور مجراها بالشكل الطبيعي، بانتظار رد الفعل وحصد النتيجة لما سيعكسه المسلسل على مسيرتي من تقدّم” . يصف المخرج المسلسل ب”القصة الكبيرة”، فيه الكثير من القصص وتفرعاتها في معالجة درامية تحمل 9 مسلسلات في مسلسل واحد، في حين يؤكد طاقم العمل ككل على “الصدى الإيجابي” الذي سيتركه المسلسل عند الجمهور العربي لتكامل العملية الدرامية على الصعد كافة” .

ماذا في تفاصيل المسلسل وشخصيات أبطاله في هذه المواكبة لجلسة تصوير من داخل أحد فنادق العاصمة اللبنانية؟ مجموعة من الممثلين اللبنانيين والعرب اجتمعوا في “حفلة”، بحسب ما يقتضي سيناريو المسلسل، “نجم المسلسل” الفنان رفيق علي أحمد، يسجّل حضوره الثاني له في الدراما، بعد مشاركته السابقة في “الشحرورة” في دور والدها، شخصية “فؤاد” التي يجسدها محور رئيسي في سياق أحداث “جذور”، وهو رجل أعمال يعاني ضعفاً في عضلة القلب، يعيش مع عائلة تتألف من زوجته “رجاء” (تقلا شمعون)، وأولاده الثلاثة، واحد منهم  يدعى “مالك” (يوسف الخال)، (ابن زوجته الذي توفي والده يوم كان في الثالثة من عمره)، نتيجة مضاعفات المرض، يطلب من زوجته رؤية ابنته الثانية (تعيش في فرنسا)، وتدعى “كارلا” (باميلا الكك)، وهي ثمرة علاقة عابرة جمعته بفتاة لبنانيَّة مغتربة هربت من لبنان أثناء الحرب . تظهر الأخت التي لم تكن في الحسبان، مع والدتها (رولا حمادة) وطفل في شهره العاشر، تدور الأحداث وتتوالى القصص والصراع ومواقف كثيرة تصادمية وإنسانية وعاطفية ستواجه كل شخصيات العمل، ومفاجأة الشاب المصري الذي كان مع شقيقه في لبنان وتعرض لحادث سير ووهب قلبه لفؤاد .

عنوان المسلسل بحد ذاته، كان دافع “حشرية” عند الممثل يوسف الخال لمعرفة عن أي جذور يتناول العمل، يقول “أيقنت تطابق الاسم مع البعد الإنساني لشخصيات المسلسل كافة، والتركيز على فكرة عودة الانسان إلى جذوره والتجرّد من الأمور المكتسبة” . لا يخفي الممثل “حالة الملل” التي قد تنتابه كونها “المشاركة الأولى لي في نمط طويل من المسلسلات”، لكنه يؤكد أن “المتعة تحكم الموقف نتيجة الشعور بوجودي ضمن عائلة واحدة مع فريق عمل متجانس” . تجربة جديدة مقرونة بمشاركة ممثلين عرب، يرى أنها “ستحقق له فرصة انتشار عربي واسع ومشاهدة أكبر خارج إطار المحليّة”، الأمر الذي يجد فيه الخال خطوة جديدة لهذا العام .

في شخصية “كارلا” تحقق باميلا الكك فرحة “البطولة الأولى” للمرة الأولى، تقول إنها “لن تسبب لها أية عقدة أو وسواس في أعمال لاحقة”، وأيضاً اختبار شعور الأمومة، كونها أماً لطفل في المسلسل . عن دورها “المركب والصعب”، ل”كارلا” التي تنشأ علاقة حب بينها وبين “مالك”، تقول: “الشخصية قريبة من الواقع، صادقة وصريحة، تدافع عن الحق ولا تجامل” . وتكشف عن تحضيرها للشخصية بالقول “يكفي أن أقلّد والدتي لأشعر بتلك الأحاسيس” .

جميع من تحدثنا إليهم أكدوا “هذا النصّ المختلف تماماً عن كل الأعمال السابقة للكاتبة مرشليان”، الممثلة تقلا شمعون تحدثت عن العمق العالي في كيفية تناول الكاتبة لشخصيات العمل، وقالت “لطالما كانت نصوص مرشليان المحرك الأساسي لإبداء موافقتي من دون تردد”، فقد قدمت لي الكثير على الصعيد الفني” . وتبدي شمعون فرحة كبيرة للوقوف أمام الفنان رفيق علي أحمد لأداء شخصية زوجته “رجاء”، لكنها فرحة لن تكتمل درامياً عندما تدرك الزوجة وجود حب آخر في حياته، وامرأة ستنزع منها هذا العرش والعز الذي تعيشه في كنف عائلتها، هنا تطرح الممثلة جملة أسئلة عن مصير “رجاء” وكيف ستتصرف، هل ستستسلم بسهولة أم لا . . تجيب شمعون ''هناك صراع كبير، أوقات قد يكرهني الناس، كما قد يتعاطفون مع الشخصية، لكن في النهاية سيفهمونها” .

في المسلسل ظهور لافت للممثلة الصاعدة سينتيا خليفة في شخصية “نورا”، وسعادة لا توصف كونها تقف إلى جانب  أسماء كبيرة في عالم التمثيل، تقول “ما أجملها من لحظات عندما أجسد دوري باعتباري ابنة رفيق علي أحمد وتقلا شمعون وشقيقة النجم يوسف الخال” . وتضيف “أجسد دوراً أكبر من عمري الحقيقي، فتاة متزوجة تعيش مشكلات الحياة الزوجية نتيجة عدم اختيار الشريك المناسب، ما أعتبره تحدياً لأثبت نفسي، جعلني أبحث في العمق للوصول إلى الأحاسيس الصادقة للشخصية المؤداة” .

أمّا وجيه صقر، فسيبقى في إطار شخصية  “الشرير” التي تطبع أعماله، لكنه يؤكد أن الأمر يعتبر بمثابة تحد له ليبرهن على مدى قدرته على خلق الجديد لشخصيات الشر التي اشتهر بتقديمها، يقول عن شخصيته “أجسّد دور الثري المهووس” يعمد الى ابتزاز الفتيات القاصرات من خلال غرف الدردشة” . ويضيف “أديت الدور بكل جرأة واحترافية، ما سيترك ردّة فعل قوية عند المشاهد” .

من الممثلين في مصر، انضم كل من محمود قابيل وأحمد هارون وريهام أيمن وغيرهم لأسرة المسلسل. وما بين مصر ولبنان يقوم الفنان محمود قابيل بتصوير مشاهد شخصية الأب الذي ينبض قلب ولده، الذي مات في حادث سير، في قلب رجل آخر، وأيضاً الرجل الذي يعيش قصة حب مع فتاة في العشرينات من عمرها، وهذا الصراع الذي ينتابه بين صدق الحب أو الحب طمعاً بالمال . يشيد قابيل بالتعاون المشترك، واعتباره “فرصة تعاون بين البلدين خصوصاً في ظل الظروف المتقلبة في مصر وسوريا”، كما قال . هنا لا ينكر دور نص الكاتبة في حسابات الجذب لإبداء الموافقة في أول مشاركة له في الدراما اللبنانية . مشاركة لا تخلو “من وجوب التركيز الشديد على اللهجة اللبنانية في المخاطبة، لكن هذا الخليط بين اللهجات يدعم العمل، على أساس أن الفن لغة حب تجمع بين الفنانين . وكم هو جميل أن تعمم فكرة التخاطب بلغة الفن بين الناس كلها لتمحى الحروب” .

عن رؤيته للدراما اللبنانية،  يقول قابيل “تسير على السكة الصحيحة بفضل جهود كتّاب أمثال كلوديا مرشليان ومخرجين كفيليب أسمر . مشيراً إلى النجاح الذي حققه مسلسل “روبي”، وانطلاقاً من مسلسل “جذور”، يقول قابيل إنها “البداية القوية للدراما اللبنانية، لكون المسلسل يجمع مقومات النجاح. وسيرى المشاهد العربي يوميّاته في نماذج قصص صالحة لكل المجتمعات العربية، ستكون عبارة عن حكمة ومرآة تصب في خدمة شريحة الجمهور العربي” .

بناء على ترشيحها للدور من قبل شركة الانتاج، تشارك الممثلة السعودية أمينة العلي في الدراما اللبنانية للمرة الأولى . تأمل أمينة أن تكون المشاركة “فاتحة خير”، وتلعب شخصية “سامية” وباللهجة العراقية، تعيش في لبنان مع شقيقتها الصغرى، تتعرض لسلسلة من الأحداث المتشابكة التي تجسد صراع الطبقة الغنية مع الفقيرة ترى أمينة أن مشاهد ظهورها ال60 حلقة في المسلسل “مؤثرة” وتقول “بحكم التجارب السابقة لي، أصبحت قادرة على التمييز بين الجيد من الأعمال”، متوقعة أن “يجد المسلسل الأصداء في العالم العربي، ما سيشكل نقلة نوعية في مسيرتي” .

في ظل توفّر كل متطلبات تقنيات العمل الإخراجية والإنتاجية، ينعكس الأمر على عمل المخرج فيليب أسمر ورضاه التام لترجمة سيناريو كاتبة تعاونا سوياً قبل ذلك في عدة مسلسلات، لكنه يقول “اليوم أحقق حلماً بالعمل مع أسماء كبيرة أمثال رفيق علي أحمد ورلى حمادة، إضافة إلى الممثلين العرب” . يبدي رضاه عن “مرونة” الممثلين من دون استثناء، ويقول “لا أمارس دور الديكتاتور في الإخراج، ولا مانع من النقاش المتبادل بشرط أن يكون الإقناع سيد الموقف” .

عين على الفضائيات

الفن دائماً ينتصر

مارلين سلوم  

كيف تواجه حرباً، حزناً، ضجراً، عنفاً، قسوة؟ بأي شيء تتسلح كي تواصل رحلتك في الحياة، فتستفيق على أمل جديد؟

الإيمان هو زادك الأول والأهم، وإلى جانبه تحتاج إلى إرادة قوية لترى الأمل يتسلل من كل الطاقات الضيقة، وحتى من تلك الأبواب الموصدة في وجه المستقبل . تلك النفحات نراها اليوم في كل بلد عربي، ترافق الأجواء الملبّدة بغيوم ما اعتقدناها “ثورات”، تنبت من زوايا ثقافية ومن أروقة تتنفس فناً وتتحدى القهر بالغناء والتمثيل والموسيقا . كأنها مباراة يتصارع فيها العنف مع الفن، فأي صوت يعلو، وأي إرادة تتغلب؟

إنها إرادة الحياة والبقاء وإرادة الشعوب التي تحوِّل المآسي إلى نكتة وأغنية ولحن . وسط كل الأجواء القاتمة، تحتفل الدول العربية بمناسبات فنية وثقافية، ولا تنسى مبدعيها الأوائل . هكذا فعلت “القاهرة” عاصمة الفن العربي، حين احتفلت في القاعة الملكية في قصر المانسترلي الأسبوع الماضي بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال . قبل 103 أعوام ولد محمد عبدالوهاب، وهو الذي بقي يؤلِّف ويعطي حتى الرمق الأخير، وكان مع كل درجة من سلالم العمر يزداد إبداعاً، حتى ختم رحلته برائعته “من غير ليه”، التي تعد مجموعة أغنيات في أغنية . كأنه أراد أن يقدم كل ما في مخزونه وعقله من موسيقا ونغمات، فجاءت الأغنية بمقطوعات وفقرات، تتوالى ولا تنتهي .

دار الأوبرا فتحت أبوابها أيضاً لإحياء الذكرى 36 لرحيل العندليب عبدالحليم حافظ، فأعادت فرقة “أوتار” تقديم مجموعة من أغانيه الخالدة . الأحياء يستعيدون إبداع الراحلين، وفي الوقت نفس يصرّون على تقديم جديدهم وفنهم الخاص، فكان أن انطلق مهرجان “الجاز” بدورته الخامسة، غير عابئ بما يحصل وبموجات التطرف التي تغزو البلد، محتضناً محبي الجاز من مختلف أنحاء العالم .

صحيح أن الحزن يطغى على الحياة في مصر، لكن هناك إضاءات تأتي من أطراف وزوايا و”نوايا” جميلة، تمنحك جرعة من التفاؤل والإصرار على الاستمرار ومواجهة الألم بالفن . وهناك من الفنانين من يشارك في تصوير برامج مسلية، فيتسابقون ويضحكون، مثلما يحصل في برنامج “مين بيقول الحق” الذي تقدمه دوللي شاهين، وهنا لسنا نقيّم البرامج ومضمونها، بل نتطرق إلى فكرة مقاومة المحنة بالضحكة والفن، والإصرار على الحياة كنوع من السلاح في وجه التدمير .

البرامج التلفزيونية ليست كلها سياسية، ولا كلها إخبارية . فالناس يبحثون عن الخبر وعما يقوله المحللون، لكن هناك من يريد أن يهرب إلى الفن كي يستمد منه بعض التفاؤل، كأنه يُعطر الأجواء كي يستريح قليلاً من صراعات السياسيين، ومن برامج “الأحذية” التي يتراشق فيها الضيوف بأحذيتهم بعد استنفاد كل أسلحتهم الهجومية والألفاظ والشتائم المتبادلة . ووسط الهموم تفاجأ بالكم الكبير من الشباب الذين تقدموا للاختبارات في برامج الغناء “أراب آيدول” و”اكس فاكتور”، ومازال هناك عدد لا بأس به من المشاهدين يتسمرون خلف الشاشات مساء الجمعة لمشاهدة حلقات “البرايم” ويشاركون في التصويت .

في سوريا ظلام أكبر، وسواد يلف كل مدنها وشوارعها، والمستقبل مقلق ومجهول، ورغم ذلك، يحفظ الممثلون أدوارهم ويوجه المخرجون فرق العمل لتصوير المسلسلات، والاستعداد لمواكبة الموسم الرمضاني الذي أصبح قاب قوسين .

البعض لجأ إلى دول مجاورة من أجل إتمام العمل، وهذا أيضاً نوع من أنواع التحدي والإصرار على الاستمرار لا الاستسلام . ومهما كان عدد المسلسلات السورية التي ستعرض هذا العام قليلاً، إلا أنه يُعد كثيراً لأنه وليد ظروف صعبة، لاسيما أن معظم الأعمال، كما تقول أجواء التصوير، يعتمد على الكوميديا أولاً والدراما الاجتماعية ثانياً، وليس من السهل أن تبتسم وتضحك على الشاشة، وأنت تعرف أن شعبك يموت في كل ثانية .

قد يعتبر البعض أن ذهاب الدراما السورية نحو الكوميديا هو نوع من الهروب من مواجهة الواقع والسقوط في مطبات الالتزام مع طرف معين ضد الآخر، إلا أن الأمر فيه كثير من الذكاء والمنطق، لأن الدراما ليست مطالبة بالتصفيق لأشخاص أو تبني وجهات نظر أطراف، بقدر ما مطلوب منها أن تنقل جزءاً من الواقع، وأن تكون عين المشاهد ولسانه وقلبه . وكل هذه الأمور مستحيلة الآن في ظل هذا التخبط، لذا من الضروري التمهل كي تتضح الحقائق وتنقشع الرؤية قبل تصوير الأعمال . وما هو صادق وموضوعي من الأعمال الدرامية والسينمائية، لا يأتي في لحظة ولا هو وليد انفعال مؤقت، وإنما يستلزم الكثير من التعمق والرؤية الشاملة للأحداث من مختلف أبعادها وجوانبها، لأن الفن يؤرخ المراحل المهمة في حياة الشعوب، وهو أرشيف يمكن العودة إليه في أي وقت .

لبنان يواصل الحياة أيضاً رغم كل المآسي والمآزق التي يمر بها منذ سنين طويلة، بل إن الحركة الفنية والثقافية لم تتوقف فيه يوماً . هو الذي عرف كيف يستخدم البرامج والمسرح والغناء كي يضحك على السياسة وعلى الأوضاع التي ينجرف إليها رغماً عنه، ولطالما تجولت أعماله المسرحية، ولا سيما الرحبانية، حول العالم تحكي عن الصراعات الطائفية وعن الوطن الحلم . وأحدث ما يعرض الآن على مسرح كازينو لبنان، وبينما البلد على فوهة بركان، مسرحية “شمس وقمر” لعاصي الحلاني التي تجسد أحوال العالم العربي قبل الثورات .

الفن متنفس الشعوب وسلاحها في وجه العنف والحروب والظلم والمآسي والطغاة، وهو المنتصر دائماً، لأنه لا يحمل هوية واحدة، ولا يعترف بعنصرية أو تعصب أو عنف، بل يتحالف مع إرادة الحياة والبقاء .

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

29/03/2013

 

مدينة الإنتاج الإسلامى

كتبت: أغاريد مصطفى و سمر فتحي 

من وجهة نظر التيارات الإسلامية.. فإن المشهد العبثى الذى تابعه الجميع، هو الإنذار الثانى للإعلام المرئى - فقد أعذر من أنذر - بعد محاولة أنصار «حازم صلاح أبوإسماعيل» إعلان الجهاد على مدينة الإنتاج ومحاصرتها لمدة أسبوع كامل بـ150 خيمة والمطالبة بتطهير الإعلام وعزل 15 من الإعلاميين وعدم ظهورهم على الشاشة مرة أخرى. لكن الحصار الثانى لتيار الإسلام السياسى لمدينة الإنتاج هذه المرة مختلف.. أولا لأنه لم يصمد سوى يومين فقط لأن الأعداد هذه المرة كانت قليلة لم تتعد 500 فرد، أغلبهم ينتمون إلى شباب الإخوان المسلمين .

وفى غياب نسبى لأنصار أبوإسماعيل يعكس حالة الاحتضار والاحتقان بين السلفيين والإخوان فيما تواجد عدد من المواطنين المدنيين ذوى التوجه الإسلامى قاموا فى اليوم الأول الأحد 3/24 بغلق البوابة 4و 2و8 بقوالب من الطوب لمنع دخول العاملين إلى المدينة وبدأوا فى رفع الهتافات التى اعتادوا أن يرددوها منها «تطهير تطهير.. الله أكبر»، «إسلامية.. إسلامية هنخليها إسلامية».. قول يا مرسى وإحنا وراك الكفار أعداء الله» بالإضافة إلى بعض الهتافات التى تضمنت ألفاظًا خارجة على بعض الإعلاميين منهم «باسم يوسف» «لميس الحديدى»، «عمرو أديب» محمود سعد».

المعتصمون قسموا أنفسهم إلى 3 مجموعات الأولى تضم 5 من الرجال يحملون مطرقة لتحطيم الرصيف وجمع الحجارة فى شوال كبير تحسبا لوقوع اشتباكات بينهم وبين الأمن، أما الثانية فضمت 10 رجال من أصحاب البنية القوية لحماية المتظاهرين من تيار الإسلام السياسى أثناء التظاهر والصلاة.. قامت تلك المجموعة باعتراض طريق بعض الصحفيين وتفتيش حقائبهم للتعرف على هويتهم وللتأكد أنهم منتمون إلى صحف المعارضة.

أما المجموعة الثالثة فاهتمت بتوفير الخدمات للمتظاهرين من رعاية طبية وأيضا توزيع المأكولات والمشروبات. مساء اليوم الأول من حصار المدينة شهد بعض اللقطات المثيرة للإعلاميين، حيث اصطحب دخول الإعلامية «لميس الحديدى» 6 بودى جاردات تحسبا للاعتداء عليها فيما تنكرت الإعلامية بقناة الفراعين «حياة الدرديرى» بعباءة سوداء وطرحة فى نفس الوقت الذى لقى فيه الشيخ «خالد عبدالله» المذيع بقناة الناس ترحيبا كبيرا من المتظاهرين بعبارات مهللة ومكبرة لما يكشفه من حقائق تؤكد تزييف وتزوير وجرم ما تقدمه قنوات الفتنة - على حد وصفهم

اليوم الأول شهد تعديًا بالضرب والهجوم على سيارات المعدين والمصورين فيما تم منع بعض الضيوف المنتمين إلى التيار الليبرالى وكانت رخصة السماح بالدخول لبعض الضيوف هى «الشارب واللحية». أما اليوم الثانى الاثنين 3-25 حسب ماشاهدناه - فقد تواجد عدد بسيط للمعتصمين فيما كان هناك تواجد مكثف لرجال الشرطة داخل وخارج بوابات المدينة وحسب رواية مسئول أمنى هناك فإنه استمع لبعض أحاديث هؤلاء حول غضبهم الشديد عن تخلى قيادات التيار الإسلامى عن الاعتصام، وأن ما حدث فى اليوم الأول لم يكن كافيًا لردع إعلام الفتنة.

ليشهد صباح يوم الثلاثاء الماضى خلوًا فى محيط مدينة الإنتاج وعودة الأمور إلى طبيعتها. «كامل عبدالقوى» أحد المعتصمين - قال لنا: ومطالبنا هى رأس كل من «باسم يوسف»، «لميس الحديدى»، «عمرو أديب» أن يضرب الرئيس بيد من حديد ولابد أن يتخلى عن ممارسة الأمور بحرص، لتطهير الإعلام من الفاسدين والكشف عن مصادر تمويل القنوات وتسليط الضوء على شباب التيار الإسلامى لما يتم من تعد عليهم وسحلهم على يد المتظاهرين من الثوار.

ويؤكد على عبدالفتاح أن تواجده أمام المدينة جاء للأسلوب المهين والمسف الذى يقدمه الإعلامى «باسم يوسف» فى برنامج«البرنامج»، مشيراً إلى أن «باسم» تجاوز كثيراً فى المحتوى الذى يقدمه بعد تطاوله على الرئيس «محمد مرسى» وسبه بألفاظ خارجة فاقت الحد ليس بذلك فقط.. بل قام بوصف الشيوخ المحترمين أمثال الشيخ «خالد عبدالله» و«محمود شعبان» بأنهما مضللان ومتحولان مما أثار غضب عدد كبير من الإسلاميين.

«روزاليوسف» حصرت من خلال متابعة حية ومتواصلة لبرامج التوك شو خلال اليومين الماضيين منع مجموعة من الضيوف من دخول المدينة والتعدى عليهم بالسب والقذف وإثارة الرعب فى نفوسهم ومن هذه الحالات محاولة التعدى على «علاء عبدالمنعم» النائب البرلمانى السابق، الذى كان ضيفاً لقناة «أون تى فى» وحاول دخول المدينة من بوابة 8 هرباً من حصار بوابة 2 وبوابة 4 ،إلا أنه فوجئ بمجموعة من الملتحين الذين وقفوا أمام سيارته وقاموا بسبه ورشق سيارته بالحجارة واتهامه بالعمالة، فما كان منه إلا أن رحل ولم يدخل إلى المدينة، ومن الأحداث الأخرى منع العاملين بالمدينة من الدخول فقط لكونهم لا يحملون كارنيهات تشير إلى أنهم يعملون بقناة «الحافظ» أو «الناس»، وكان المحاصرون للمدينة يقومون بتوقيف العمال ومن المواقف المؤسفة التى رصدناها منع الكاتب الصحفى «ضياء رشوان» نقيب الصحفيين من دخول المدينة للظهور بقناة «إم بى سى»  فى برنامج «جملة مفيدة» مع الإعلامية «منى الشاذلى»، حيث تم التطاول عليه ومنعه من الدخول.

أما د.«عزازى على عزازى» عضو مجلس أمناء التيار الشعبى.. فقد تم منعه من دخول بوابات المدينة من جميع مداخلها، وطالبه المعتصمون بالرحيل، وقالوا له «أنت رأس الفتنة والعقل المدبر للعنف»، ورفضوا التحاور معه، كما تم منع الإعلامى حسين عبدالغنى من دخول المدينة وتم التعدى عليه بالسب والقذف وخرج «عادل حمودة» من الباب الخلفى للمدينة خوفاً من التجمعات الإسلامية أمام بوابات المدينة. ما سبق هو المشهد الحقيقى خلال 3 أيام من الحصار على طريقة العصور الوسطى وما قبل التاريخ، أما المشهد على الشاشة فجاء متبايناً.

لميس الحديدى كانت أجرأ مذيعة فرضت نفسها بثبات أمام حصار مدينة الإنتاج وكان واضحاً عبر شاشة «السى بى سى» وتحدثت عن أنها لن تخضع لحكم الإخوان المسلمين وقالت: لا أستطيع أن أنكر أن هناك أزمة سولار فى مصر وأصفها بأنها أزمة مفتعلة.. لا أستطيع أن أنكر أن هناك أزمة اقتصادية عالمية سوف تسبب كارثة فى مصر وأصفها بأن الأمور على مايرام وأن الرئيس محمد مرسى يسهر على راحة المواطن لا أستطيع أن أجزم بأن الشرطة أصبحت متواجدة بنسبة 100٪ ونحن نعانى من غياب أمنى بالإضافة إلى أنها أمسكت بمطواة قائلة إنها تباع أمام المدينة.

أما زوجها الإعلامى «عمرو أديب» على قناة «أو أس إن» فقد لجأ إلى استخدام بعض العبارات والألفاظ الخارجة على المتظاهرين، وأكد أن الإعلاميين دخلوا مدينة الإنتاج الإعلامى بستر ربنا وسط الأشاوس والمؤمنين الذين يرهبون الناس ويمنعونهم من الدخول إلى أعمالهم، والداخلية تتحصن داخل مدينة الإنتاج.بينما اتضح الخوف على الإعلامية «ريهام السهلى» بعد الاعتداء عليها وتحطيم زجاج سيارتها وأكدت أنها غير متفائلة بالوضع الحالى فلم يفرق المعتدون بين رجل وامرأة.

فى حين تهكمت الإعلامية «رولا خرسا» فى برنامجها «البلد اليوم» على قناة «صدى البلد» على حصار مدينة الإنتاج الإعلامى من المتظاهرين وقالت: إننا لو أردنا أن نقيم فرحاً للديمقراطية نختار 24 مارس 2013 بينما «منى الشاذلى» فقد اكتفت بالتعليق بقولها: إن «باسبور الدخول» إلى مدينة الإنتاج الإعلامى كان قناة الناس والحافظ اللتين لم تقوما يوماً باستضافة التيار المعارض لنظام الرئيس «مرسى»

مجلة روز اليوسف في

30/03/2013

 

منتجو الدراما يلجئون إلى نجوم الصف الثانى وأعمال التكلفة المنخفضة

بطولات جماعية للشباب.. وتصعيد سوسن بدر وعمرو واكد ويوسف الشريف وأحمد صفوت وأيتن عامر والتونسية سناء يوسف 

كتب عمرو صحصاح 

يعتمد عدد كبير من منتجى وصناع الدراما التليفزيونية هذا العام، على أعمال التكلفة المنخفضة، هربا من نجوم الأجور المرتفعة، والذين تخطت أجور بعضهم حاجز الـ15 مليون جنيه، وهو الأمر الذى أصبح يرهق ميزانية أى مسلسل، ويضع منتجه على حافة الهاوية فإما يستطيع أن يجمع بالكاد أمواله التى أنفقها على العمل أو يخسرها، بعد أن أصبح مكسبه من هذه الأعمال يحتاج إلى انتظار طويل لتباطؤ بعض الفضائيات فى دفع ما عليها من مستحقات مالية.

المنتج محمود بركة لجأ هذا العام إلى الأعمال منخفضة التكلفة والتى تعتمد على البطولة الجماعية بعيدا عن النجم السوبر ستار ومستعينا فى الوقت نفسه بنجوم لهم جماهيريتهم ومنهم سوسن بدر وباسم سمرة وعبير صبرى وذلك فى مسلسله "الوالدة باشا".

نفس الحال بالنسبة للمنتج ممدوح شاهين، الذى لجأ هذا العام إلى عمل أقل تكلفة عن سابق الأعمال التى قدمها على مدار الأعوام السابقة، وهو مسلسل "الزوجة الثانية"، من بطولة عمرو واكد وعلا غانم وأيتن عامر، وهو العمل المأخوذ عن الفيلم السينمائى الشهير الذى يحمل الاسم نفسه وقام بطولته سعاد حسنى وشكرى سرحان.

وبعدما تولت شركة "راديو وان" للمنتجين خالد حلمى وأحمد نور إنتاج الأعمال الدرامية للنجمة المعتزلة حنان ترك على مدار الأعوام السابقة أهمها مسلسلات "هانم بنت باشا" و"القطة العميا" و"نونة المأذونة"، بالإضافة إلى آخر أعمالها "أخت تريز"، اتجهت الشركة هذا العام إلى عمل دراميا أقل تكلفة حتى يسهل تسويقه فى ظل الأزمة التسويقية التى تعانى منها شركات الإنتاج، وهو مسلسل "فض اشتباك"، من تأليف وإخراج حازم متولى، وبطولة أحمد صفوت فى أولى بطولاته فى الدراما التليفزيونية بعد مشوار طويل مع الأدوار الثانية بدأ من مسلسل "سكة الهلالى" مع النجم يحيى الفخرانى، حتى مسلسل "كيد النسا" الجزء الأول مع النجمتين فيفى عبدة وسمية الخشاب، بالإضافة للتونسية سناء يوسف التى تخوض ثانى تجاربها فى الدراما التليفزيونية من خلال هذا العمل بعدما قدمها الزعيم عادل إمام العام الماضى فى مسلسل "فرقة ناجى عطا الله".

وعلى غير عادتها لجأت شركة MBA لمسلسل "العقرب" من بطولة الأردنى منذر رياحنة والذى يخوض ثانى تجاربه فى الدراما المصرية، بعدما نجح فى لفت الأنظار إليه من خلال دور "دياب" ضمن مسلسل "خطوط حمراء" مع النجم أحمد السقا العام الماضى، وراهنت عليه الشركة هذا العام وأسندت له دور البطولة، ويعد هذا المسلسل هو الأقل تكلفة ضمن مسلسلات الشركة على مدار الأعوام السابقة، حيث كانت تسعى إلى الأسبقية فى التعاقد مع كبار النجوم والمقلين فى تقديم الدراما التليفزيونية أمثال تامر حسنى، والذى قدم أولى تجاربه الدرامية من خلال هذه الشركة، وكذلك النجم أحمد السقا.

وبعد أن كانت مدينة الإنتاج الإعلامى تتولى إنتاج مسلسلات الفنان هانى رمزى كإنتاج مباشر لها وحدها، وهو ما حدث خلال الأعوام السابقة فى مسلسلى "عريس دليفرى" و"ابن النظام"، من تأليف حمدى يوسف، وإخراج أشرف سالم، لجأت هذا العام وبعد مفاوضات كثيرة مع هانى رمزى ومخرج العمل أشرف سالم إلى الدخول بنسبة 25% فقط، بعدما نجحوا فى التعاقد مع شركة إنتاج سعودية لتدخل بنسبة 75% بسبب تخوف المدينة من أزمة تسويق هذا العام، كما لجأت إلى عمل آخر بتكلفة منخفضة وبعيدا عن أجور نجوم السوبر ستار، من خلال مسلسل "الركين"، والذى يخوض محمود عبد المغنى من خلاله أولى بطولاته فى عالم الدراما التليفزيونية، من تأليف وإخراج جمال عبد الحميد.

كما فضل المنتج صادق الصباح تكرار تجربة مسلسل "زى الورد" المنخفضة الميزانية والمرتفعة العائد المادى، ولجأ هذا العام إلى مسلسل الـ60 حلقة "آدم وجميلة"، وهو العمل الذى يشهد البطولة المطلقة الدرامية الأولى ليسرا اللوزى وكذلك حسن الرداد، حيث أقبل الصباح على نوعية هذه الأعمال التى تقوم على البطولة الشبابية الجماعية، حيث تكون منخفضة التكلفة وتقبل على شرائها العديد من الفضائيات الخليجية والعربية.

واستغلت شركة "رايت ماركيتنج" النجاح الذى حققه يوسف الشريف من خلال مسلسل "رقم مجهول"، العام الماضى، وقدمته فى ثانى بطولاته معها على التوالى بمسلسل "إثبات شخصية" اسم مؤقت" للمخرج أحمد نادر جلال، أملا فى أن يحقق هذا المسلسل نفس نجاح مسلسل العام الماضى حيث نجحت الشركة فى تسويقه كعرض ثانى وثالث، وفى نفس الوقت لا يزال أجر الشريف لم يتخطى حاجز المليون، وهو الأمر الذى استغلته الجهة المنتجة بعدما انفصلت عن الفنان سامح حسين بعد أن قدمته فى 3 بطولات درامية هى "عبودة ماركة مسجلة"و"اللص والكتاب" و"الزناتى مجاهد" حتى انفصلت عنه بعدما اتجه حسين للمغالاة فى أجره، وهو ما رفضته "رايت ماركتينج" خاصة بعد إخفاق مسلسله الأخير "الزناتى مجاهد"، وعدم قدرتها على تسويقه بشكل جيد.

اليوم السابع المصرية في

31/03/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)