تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

 

سينما عربية مستقلة

المداخلات

سينماتك

عزالدين الوافي
أمير العمري
محمد الروبي
رانيا يوسف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مساء الخير سيدي 

قرأت المقدمة الخاصة بالنقاش حول صناعة السينما المستقلة في الوطن العربي علي هذا الرابط

http://www.cinematechhaddad.com/Cinematech/Dialog.htm

واحببت ان اعلق علي الموضوع وسأبدأ بأخر سؤال طرحته حضرتك علي هذه العبارة :

وباعتبار إن إنتاج فيلم بالطريقة الجديدة أسهل بكثير مما قبل.. وبإمكان السينمائي أن يصور فيلمه بأقل التكاليف.. بل ويتخلص من تحكم المنتج في إبداعه الفني..

فهل يصبح للسينمائي العربي حرية أكبر في إنتاج إبداعه..؟! مثله مثل الكاتب أو الشاعر..؟ 

بالتأكيد خلقت صناعة السينما الجديدة مساحة واسعة من الحرية لدي المبدع ولكن اي حرية هي التي نرغب بها ؟

حرية واستقلال عن جهات الانتاج وتدخل الممول في افكار المخرج بما يناسب السوق السينمائي بما انها صناعة فلابد ان تخضع لمعايير السوق وترضي المستهلك

السينما هي منتج نعم لاكنها منتج جماعي لا يمتد تأثيره علي فرد بعينه ولكن تأثيرها يصيب المجتمع بأكمله

الحرية التي حصلت عليها السينما المستقلة حرية غير مكتملة الأركان

فأين هي الحرية في ظل وجود رقابة تذبح اي تغيير او تحديث بل وتحاول اعاقة اي افكار تخرج عن حدود سيطرتها

لا ادري ما هي حجم الحرية التي حصلت عليها السينما المستقلة خارج مصر

لكن ما حصلت عليه السينما الحرة هنا في مصر يمكنني الحديث عنه

واعني بمفهوم السينما الحرة السينما المستقلة لان هذا التصنيف لمعني الاستقلال مازال محور جدل واسع في توضيح مفهوم الاستقلالية الحقيقية لأفلام الديجيتال

 هل هي استقلالية انتاجية ام استقلالية فكرية والي الان يرفض بعض من نقاد السينما المصريين الصاق مصطلح السينما المستقلة علي ما هو موجود حاليا من افلاما تجاوزت بعددها خلال عام واحد كمية الافلام التجارية المنتجة خلال اكثر من عامين

لذا يناديها كبار النقاد باسم سينما الديجيتال مجازاً .

واعود الي مفهوم الحرية التي مازال المخرجين الشباب يبحثون عن معناه الحقيقي في اعمالهم , نعم هم يصورون ما يشاءون ولكنهم احيانا كثيرة يصورون خفيه هرباً من سلطتين

الاولي هي السلطة الامنية والثانية السلطة الرقابية

والاثنان يمثلان حائط صد هائل امام اي تجربة تجروأ علي كسر هذا الحائط من خلال عيون الكاميرا

فالفيلم يتكون من فكرة وفنان وجمهور , وكان ما ينقص هذه التجربة هي اهم عنصر فيها وهي الانتشار وتعريف الجمهور ان هناك فنا اخر بصري يقف جنبا الي جنب الفن الذي يلهثون ورائه بين دور العرض والمحطات الفضائية

كنا نأمل في نشر ثقافة جماهيرية من نوع جديد تعبر عن المشاهد بشكل واقعي يتلمس تفاصيل حياته اليومية ويطرق باب مشاكله النفسية

فمنذ سنوات حاولنا اقامة أول مهرجان في مصر يرعي عرض هذا الانتاج الحر للجمهور الذي لا يدرك ماهية الفيلم المستقل

وبالفعل قام بعض الشباب العاملين في هذا المجال عام 2006 بإطلاق الدورة الاولي من مهرجان القاهرة للسينما المستقلة وحققت نجاحا واسعا رغم الصدمة التي شعرنا بها في البداية فلم نكن نتخيل هذا النجاح الجماهيري والنقدي وهذا التأثير الاعلامي التي خلفته هذه الدورة

مما أعطي دافع للاستمرار ومواصلة التغيير والابتكار في تقديم الجديد , ولكن البعض أعتبر أن هذا التيار منافس قوي وخصم عنيف للصناعة الكبري وهي السينما التجارية, لذلك نشأت حروب غير معلنه بين مؤسسي هذه الحركة السينمائية الحرة وبين بعض الجهات التي ترعي مصالح تجار هذه الصناعة

ولم نتخيل ان تأثير ما فعلناه وصل الي إستثارة غضب أولي الأمر منهم لدرجة دفعتهم الي محاصرة هذا التيار خوفا علي تجارتهم

فألغيت الدورة الثانية والثالثة للمهرجان لدواعي امنية لم يذكر مصدرها , وبدات تفتح مجالات اخري لمثل هذه المشاركات لانها من وجهة نظرهم الاولي ان تتولي قيادة هذا الحدث عن مجموعة الشباب الذين مازالوا غير معروفين

فإستحدثت برامج المهرجانات السينمائية برامج جديدة لمسابقتها تحتوي علي قسم خاص بافلام الديجيتال الحرة وبدا الاقابل عليها والاهتمام بها وبصناعها كواجهة تكميلية لبرنامج المهرجان لا عن ايمان حقيقي بدور هذا التغيير

وضاعت فكرة تعريف الجمهور البسيط بافلام الديجيتال حيث ان المهرجانات الدولية تمتلك نوعا خاصا من الجمهور الواعي الذي لا يحتاج للتعرف علي شيء

فأصبح العرض الجماهيري لأفلام الديجيتال في مصر مقتصر علي المراكز الثقافية الاجنبية وبعض المراكز السينمائية الخاصة كجمعية النقاد أو مقر نقابة الصحفيين او مقر شركات الانتاج الصغري

فيما عدا ذلك لا يحق لاحد اقامة عروض جماهيرية عامة والا يعرض نفسه لمسئولية امنية لا يحتملها .

هذا هو الوضع السينمائي المستقل في مصر باختصار وهذا الجانب الذي يخص عملية الرقابة علي هذه الاعمال ومحاصريتها جماهيراً , ويظل هناك جزءا أخر لا يقل أهمية يخص هذا الموضوع

وهو جودة الانتاج نفسه , الانتاج الحر لهذه الافلام , فكل تجربة يحيطها النجاح والفشل بإختلاف تناولها ونظرة الأخر لها , ولا نستطيع ان ننكر وجود بعض الاعمال التي طفت علي السطح بإسم الانتاج الحر تجعلنا نتنكر منها ونتمني اخفائها ودثرها حتي لا تلوث ما وصلنا اليه الان

فالحرية التي نبحث عنها ان لم تكن حرية تحكمها المسئولية ستكون حرية فوضوية , سلبياتها اكثر من اجابياتها , فليس كل من أمتلك كاميرا حديثة أصبح بين ليلة وضحاها مخرجاً سينمائياً صاحب عمل فني

من الممكن ان تحدث هذه الصناعة طفرة في عالم صناعة السينما الحرة , ولكن ما نراه في بعض الاعمال من تدني للغة الصورة او الحوار او حتي بعض الافكار السطحية جداً ,

يجعل هذا الفن بين مطرقة وسندان , مطرقة الاستخفاف بإستخدام الة التصويرالتي اصبح يمتلكها الفقير قبل الغني و بشكل عشوائي دون دراسة بأولي مراحل تكوين الصورة السينمائية ,

وسندان جنون الشباب نحو الشهرة من خلال انتاج افلاما حرة , إن لم يكن المخرج صاحب منطق إبداعي خلاق ورسالة فنية واعية .

والحمد لله منذ عدة أسابيع شق السماء حدث فاق كل توقعاتنا وتجاوز كل أحلامنا , وهو طرح أول فيلماً مصور بتقنية الديجيتال في دور العرض المصرية بشكل تجاري بعد حصولة علي العديد من الجوائز العالمية في مهرجانات سينمائية وتحويله الي 35 مم

فيلم عين شمس العمل الاول للمخرج ابراهيم البطوط , الفيلم روائي طويل , يربط أحداثا معاصرة ما بين معاناة اطفال العراق واطفال مصر بتناغم انساني عنيف الرومانسية والشجن .

خطوة بدأت بعد معاناة طويلة نتمني لها الاستمرار والنجاح .

القضية طويلة ومتشعبة ولا اريد الاطالة اكثر من ذلك

واشكرك سيدي علي اتاحة الفرصة لنا لتبادل هذا الحوار المثمر

 رانيا يوسف/ القاهرة 

28.05.2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)