جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

جولييت بينوش بطلة "المريض الانكليزي"  "شوكولا" 

لاجئة من البوسنة في "اقتحام"

القاهرة من لنا عبد الرحمن ـ خاص بـ"سينماتك"

لعل المتابع لاعمال الممثلة الفرنسية جولييت بينوش سيقف امام ملاحظة هامة في أفلامها،اذ تتشارك معظم أعمالها في كونها تحمل صفة التركيب،حيث الشخصيات التي تؤديها تحمل اوجه عدة،بسيطة في ظاهرها لكنها عميقة جدا وبعيدة تماما عن السطحية.سنجد هذه الميزة في العديد من افلامها مثل :المريض الانكليزي_ شوكولا_ أزرق_ مرتفعات وذرينج_وأيضا حين أدت قصة حياة الكاتبة الفرنسية جورج صاند في فيلم "أولاد القرن".

"اقتحام ودخول" هو عنوان آخر فيلم قامت ببطولته جولييت بينوش في عام 2006.الفيلم للمخرج المتميز أنتوني مينغيلا صاحب الرائعتين "المريض الإنجليزي" و"الجبل  البارد" يشارك جولييت بينوش في  البطولة النجم جود لو. تدور أحداث الفيلم  حول مهندس معماري يعيش في مدينة لندن يجد نفسه أمام جريمة سرقة في شركته التي تقوم بتصميم التجمعات السكنية، حيث يتم سرقة أجهزة الكمبيوتر بمهارة تامة تقوم على كشق ارقام الدخول  السرية للشركة واقتحام المكان وسرقته.

تؤدي بينوش في هذا الفيلم دور لاجئة من البوسنة تفر الى لندن مع ابنها المراهق (ميرو) وتعمل في حياكة الملابس،تعيش في احدى ضواحي لندن،منطقة تكثر فيها الجرائم،السرقات،وأشياء اخرى،وتجد نفسها مسؤولة عن اعالة ابنها وتربيته،وسيتضح ان مهمتها لم تكن سهلة ابدا.

يبدو حدث السرقة في الفيلم هو المفتاح الرئيسي للدخول الى عوالم ابطاله،المهندس الشاب جود لو الذي يعاني من علاقة مضطربة مع زوجته وابنتها المراهقة ،فيبدأ بالحديث عن فتور   بينهما،ثم هناك جوليت بينوش وما تعانيه في العلاقة مع ابنها المراهق  الذي يفر من المدرسة ويشترك في عصابة يديرها عمه وتختص في تدبير السرقات والتخطيط لها.

لكن قضية الفيلم تبدو متداخلة ما بين الجانب النفسي للابطال،ما يعيشونه من اضطراب اجتماعي واحتياج عاطفي ،وايضا هناك التجاذب الحضاري،بين المهندس الانكليزي،وزوجته السويدية الأصل،وأيضا جولييت بينوش اللاجئة البوسنية التي تعيش على حافة الفقر.

جود لو المهندس  الانكليزي الثري الذي يندفع في العلاقة مع والدة الصبي السارق،بينوش المرأة المهجرة من بلدها  والتي تحكي له عن معاناتها  خلال الحرب وعن موت زوجها وهروبها من القتل على ايدي الصرب،يدخل جود لو في علاقة عاطفية معها ظنا منه ان علاقة الحب هذه  ستنقذه من الفراغ العاطفي الذي يعيشه،لكن الاحداث تسير في شكل مختلف،يقود ابطاله لنهايات مختلفة،حيث ترجع بينوش مع ابنها الى بلدها،ويعود المهندس الشاب الى اسرته بعد ادراكه بأن ما يجمعه بزوجته حب كبير التي جمعته مع بينوش نشأت بينهما لغاية مضمرة في داخله وداخله.

يلعب الحوار في هذا الفيلم دورا مهما،وهذا ما يميز عمل المخرج ميغييل انخيلا،هذه التيمة موجودة أيضا في فيلم "المريض الأنكليزي".في "اقتحام" الحوار سلس لكنه بعيد عن البساطة ويحتاج الى تركيز من المشاهد كي لا يفقد تسلسل الأحداث.

تتمتع جولييت بينوش بحضور طاغ امام الكاميرا،هذا الحضور الذي لم يقلله وجود نجم مميز ووسيم مثل جود لو،ورغم ان بينوش وفق مقاييس هوليود ليست الفنانة الفارعة القوام او النحيلة،بل ان ملامحها أقرب للملامح الشرقية،عيون بندقية اللون،شعر أسود،وقامة معتدلة بعيدة تماما عن النحول المفرط الذي تحرص عليه نجمات هوليود.ربما كان لهذه الملامح السبب المباشر الذي دفع المخرج الايراني الشهير عباس كيارستمي ولأول مرة في تاريخ السينما الايرانية الى الاستعانة  بجولييت بينوش للمشاركة في فيلمه الجديد "نسخة طبق الاصل".حيث زارت بينوش ايران العام الماضي بدعوة من كيارستمي.

شوكولا

فيلم شوكولا  الذي قام باخراجه  لاس هالستروم عام 00 20شارك بينوش في بطولته الممثل جون ديب الذي يؤدي دور رجل غجري. الفيلم يشبه الحكاية الخرافية حيث الحدث الاول وصول إمراة غريبة مع طفلة الى بلدة فرنسية عام 1959،تصلان اليها في يوم ثلجي عاصف،وهما ترتديان معطفين من اللون الاحمر،فيبدو وصولهما هذا بحد ذاته كمشهد أول في الفيلم حدثا يشبه الحكايا الغامضة والخرافية،مثل حكاية "ليلى والذئب" أو "بياض الثلج".

ويكون الهدف من قدومهما افتتاح  محل لبيع الشكولاته. ومن خلال الحكاية التي ترويها الام لابنتها قبل ان تنام نعرف ان جولييت بينوش هي ابنة احد مكتشفين تأثيرات الشكولاته على الحواس الانسانية وان من واجبها نقل هذا الاكتشاف للعالم، لذلك هي في حالة تنقل مستمرة وصراع مع الناس التقليديين الذين لا يؤمنون باللذة،لكن حدث افتتاح محل الشوكولا يتزامن مع وقت الصوم  الكبير مما يستفز عمدة البلدة الذي يحارب بكل قوته ليدفع الام وابنتها الى الخروج من القرية.لكن بينوش تتمكن من خلال معرفتها بتأثيرات الشوكولا من شق طريقها الخاص في قلوب الاشخاص البسطاء لتشجعهم على ادراك لغة الحواس وكيف تؤثر على الاحساس الايجابي بالحياة ككل.يناقش الفيلم ايضا بأسلوب غير مباشر النظرة التقليدية للغرباء،للأشخاص الذين لا يمتلكون جذورا مكانية ثابته،هناك مثلا قدوم المجموعة الغجرية،التي تخيم قرب البلدة وتتعرض أيضا للمضايقات من السكان كما حدث مع بينوش وابنتها،لكن المشهد الأخير في الفيلم يحمل النصر للغة الحواس وذلك حين يسقط العمدة في متجر الشوكولا،تتلاشى كل مقاومته ويندفع ليلا الى محل الشوكولا ويبدأ في تناول كل ما تقع عليه يداه من تركيبات الشوكولا السحرية.

المريض الانكيزي

فيلم "المريض الانكليزي" يعتبر من اهم ادوار جوليت بينوش حيث نالت جائزة الاوسكار على دورها في هذا الفيلم.إنه الفيلم المأخوذ عن رواية  تحمل ذات الاسم  للكاتب مايكل اونداتجي،وتحكي قصة ضابط في الجيش الانكليزي،كيف حصل له تشوه في وجهه،وحروق في كامل جسده الا انه يصر على الحياة،تؤدي بينوش دور الممرضة التي تشرف على علاجه وتستمع لحكاية حبه العميقة لزوجة احد الضباط.المريض الانكليزي هنا رمزا للحياة،حيث تصير الاحداث كلها مرتبطة به وبما يحكيه ويظل ما يدور في العالم من حوله ليس الا ظلالا للحكاية الاصلية حكاية الحب والحرب.في المقابل هناك قصة بينوش مع الحرب ومع الشاب الهندي الذي تقع في هواه.

أزرق

في عام 1939 شاركت جولييت بينوش في بطولة فيلم "أزرق" الذي حاز على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي،والفيلم هو اول جزء من افلام “ثلاثية الالوان الثلاث” Three Color Trilogy: Blue ,White,Red، قدمها للشاشة الفضية المخرج البولندي العبقري كريزيستوف كسلافسكي، الذي غادر بلاده واقام في الغرب في حقبة سيطرة الشيوعيين على الحكم في وارسو. تؤدي جولييت بينوش في الفيلم دور "جولي" المرأة  التي تفقد زوجها،في حادثة اصطدام ثم تعيش مأساة هذا الفقد،تحاول الانتحار،لكنها فجأة تقرر التخلص من ماضيها تماما وعدم الاستسلام لليأس والبدء بحياة جديدة كما لو ان شيئا لم يكن.

يحضر اللون الازرق في الفيلم اكثر من مرة،فالبطلة لا تحمل معها من ماضيها سوى ثريا فيها خرز من اللون الأزرق،ثم لون الماء الأزرق حين تمارس جولي السباحة.لكن محاولة جولي للتحرر من سيطرة الماضي لا تنجح ،وتبدأ اولى خطوات العودة حين يكتشف مكانها احد اصدقاء زوجها الراحل،هذا الصديق الذي كان يحبها بصمت يكشف لها حقائق لا تعرفها عن زوجها مثل علاقته الغرامية مع امرأة اخرى،حينها تعاودها موجات الحيرة والغضب والغيرة،الحزن والشك،ثم التضحية ايضا،،تلك المشاعر الانسانية الشائكة التي يغوص الفيلم في تفاصيلها،طارحا اسئلته عبر الموسيقى والصمت حيث الحوار لا يحضر بقوة في هذا الفيلم ليؤكد ان السينما صوار نابضة أكثر مما هي  حوارا فقد  تمكن  المخرج من تقديم صورة شعرية رائعة للحياة والحب والموت.

(وكالة الصحافة العربية)

سينماتك في 12 يناير 2008

 

 

خاص بـ"سينماتك"