جديد الموقع

 
 
 
 
عنوان الصفحة:

«تحية في ذكري رحيله العاشرة: مصطفى العقاد.. أمير الأحلام»

 
 

مصطفى العقاد

تحية في ذكري رحيله العاشرة

هنا في "سينماتك"..  نحتفي بذكرى رحيله

مصطفى العقاد.. أمير الأحلام

الاغتيال الفاجع الذي حدث للمخرج العالمي مصطفى العقاد ضمن سلسلة التفجيرات الانتحارية التي ضربت ثلاثة فنادق في الأردن باسم الدين.. لم يكن حدثاً عادياً أو خبراً فنياً سهلاً.. وإنما جاء كوقع الصاعقة على الكثيرين من معجبيه وغير معجبيه.. فهل كان منفذي هذا الحدث على علم بأن من بين ضحاياهم سيكون مخرج قدم للإسلام والمسلمين خدمات كان صوتها مدوياً ليسمعه العالم كله باحترام فاق دوي انفجاراتهم....... (حسن حداد)

تاريخ الميلاد: 14 يوليو 1930

تاريخ الوفاة: 11 نوفمبر 2005

 
 
 

 
 
 
 

عن مصطفى العقاد

 
 
 
 
   
 

مصطفى العقاد

الدولة

 سوريا
 
الولايات المتحدة

تاريخ الولادة

1 يوليو 1930

مكان الولادة

حلب، سوريا

تاريخ الوفاة

11 نوفمبر 2005 (75 سنة)

مكان الوفاة

عمان، الأردن

الأفلام المهمة

الرسالة
أسد الصحراء

سنوات العمل

1976 - 2005

الزوجة

باتريسبا (مطلقة)
سهى العشي

الأبناء

من باتريسبا
ريما (توفيت معه في الانفجار)، طارق، مالك
من سهى
زيد

المواقع

imdb.com

صفحة المخرج

قاعدة السينما

صفحة المخرج

 

وفاة المخرج السوري مصطفى العقاد

في تفجيرات عمان

القسمثقافة وفن: توفي اليوم المخرج العالمي العربي مصطفى العقاد (70 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها في تفجيرات العاصمة الأردنية عمان يوم الأربعاء الماضي بعد أن لقيت ابنته مصرعها لحظة استقباله لها في بهو الفندق.

وقد وصل العقاد إلى الأردن لحضور حفل زفاف كان سيقام غدا الجمعة في العقبة كما وصلت ابنته ريما من بيروت, وأصيب العقاد بجرح شديد في الرقبة فقد بسببه الكثير من دمه.

وأخرج العقاد فيلم "الرسالة" عام 1976 الذي يتناول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث واجه العقاد تحديا كبيرا في تصوير فيلم لا يرى ولا يسمع فيه المشاهدون صورة أو صوت النبي محمد.

كما أخرج الراحل فيلم "أسد الصحراء" عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار الذي جسد أنتوني كوين شخصيته إضافة إلى أنه كان المنتج المنفذ لسلسلة أفلام "هالوين" وهي أفلام رعب أميركية.

خبر الوفاة في صفحة قناة الجزيرة القطرية

الجمعة 11/11/2005 م 

   
 
 
 

ملتيميديا

 
 
 
 

مصطفى العقاد (1 يوليو 1930 - 11 نوفمبر 2005)، مخرج ومنتج سينمائي سوري  المولد أمريكي الجنسية. ولد في  حلب بسوريا ثم غادرها إلى  الولايات المتحدة الأمريكية  لدراسة الإخراج والإنتاج السينمائي في  جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس،  وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته. كان الجميع يسخرون منه ويعتقدون بأنه ساذج ولن يحقق مايريد ولكنه مع ذلك احضر كتبا كالتي تدرس في الجامعات الأمريكية في مجال الإخراج وقام بدراستها وفهمها قبل مغادرته لأمريكا. والحقيقة ان والده كان في البداية رافضا دخوله إلى مجال الإخراج ولكنه في النهاية شجعه على المضي قدما والسعي لتحقيق طموحه وكان مربيا فاضلا علمه الدين الإسلامي انه دين الرحمه والعدل والمساواة. وباصرار مصطفى العقاد على السفر رضخ له والده وعند سلم الطائرة قدم له مبلغ مئتي دولار والقرآن الكريم ليكون مؤنسا له في وحدته وغربته وحط رحاله في (كاليفورنيا) حيث درس في جامعتها وتفوق على كل زملائه ولايزال اسمه بين قائمة المتميزين في هذه الجامعة. وكان يتدرب على الإخراج أثناء الدراسة وذات مرة قام بإعداد فيلم عن (قصر الحمراء) نال الجائزة الأولى في الجامعة وبعد تخرجه عمل مساعدا للمخرج العالمي (الفرد هيتشكوك) حيث تدرب على يديه ونال خبرة كبيرة من خلال عمله معه وهذا ماساعده في ما بعد على إعداد مجموعة افلام (الهالويين) وبعد ذلك عمل في شبكة لإعداد افلام بعنوان (كيف يرانا العالم؟) جاب خلال تصوير هذه الأفلام مناطق عديدة في العالم وهذا ما اكسبه معرفة بالثقافات المختلفة والمتنوعة. لقد استطاع العقاد ان يخترق أبواب هوليود بطاقته الابداعية الكبيرة محافظا على انتمائه العربي والإسلامي فلم يقبل أن يغير جلده العربي وعندما سألوهلماذا لم تغير اسمك لتجد فرصا أفضل ؟ قال كيف اغيره وانا قد ورثته عن والدي. لقد علم ان الشعب الأمريكي يحب متابعة أفلام الرعب ويستمتع بمشاهدتها فقدم هذه السلسلة للحصول على المال الذي يحتاجه لتقديم مشاريعه التالية التي كان يحلم بإعدادها والتي تتحدث عن قضايا أمته. وكان يريد ان يتعرف العالم إلى الإسلام الحقيقي وذلك الدين السماوي الذي يكمل الديانتين اليهودية والمسيحية وانه دين توحيد وهو من الله لكل الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور. وكان يريد أيضا ان يعرف الغرب بجوهر هذا الدين الذي يقوم على المحبة والمعاملة بالحسنى وبالتي هي احسن وعندما سئل "لماذا لم تأت ببطل مسلم ليجسد دور عمر المختار وأتيت بالنجم (انتوني كوين) ؟ قال لهم: (لكي يقتنع الغربيون بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا لابد من تقديم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها فلا أحد في الغرب سيشاهد فيلما عن العرب يقوم به العرب ولكن بهذه الطريقة نقوم بلفت نظرهم وحثهم على مشاهدة مانقدمه وبالتالي تفهم حقيقتنا ومعرفة قضاياناولقد اعتنق الإسلام بعد مشاهدة فيلم الرسالة مايزيد عن العشرين ألف شخص. تزوج العقاد مرتين الأولى من السيدة (باتريسيا) وهي أمريكيةتحمل شهادة الماجستير في الفنون والآداب وهي امرأة مثقفة جدا تجيد عدة لغات كانت زميلته في الجامعة وبسبب القوانين الأمريكية التي لاتجيز للرجل الجمع بين الزوجتين انفصل عنها اما زوجته الثانية فهي السيدة (سهى العشي) وكان زواجه منها سببا في ارتباطه أكثر ببلده سوريا. لقد نال مصطفى العقاد جوائز كثيرة في عدد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية كما نال اوسمة عديدة من زعماء عرب واجانب وكرم من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون وكان من المفترض ان يكرم في مهرجان دمشق السينمائي الأخير لكن وفاته حالت دون ذلك.

شهرته

اشتهر كمخرج سوري عالمي في هوليود ومن أشهر أفلامهالرسالة الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة وأسد الصحراء يتحدث فيه عن عمر المختار الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا في أوئل القرن العشرين، انتج عام 1981. تم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا والمغرب مع دعم من قبل الملك الراحل الحسن الثاني. إلا أن الأخير تخلى عن دعمة للمشروع بعد ضغط مارسته السعودية بسبب رفضها لمحتوى الفيلم، الذي كان من المفترض ان يتم تصويره في المغرب. لكن بسبب التهديد السعودي بقطع العلاقات مع المغرب، تم الانتقال الي ليبيا. لأستكمال التصوير. كما قام بدور البطولة في كلاهما الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ممثلين عالمين وعرب آخرين.

إنتاجه الفني

عند إخراجه لفيلم الرسالة، استشار العقاد علماء الدين المسلمين لتفادي اظهار مشاهد أو معالجة مواضيع قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي. رأى الفيلم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب وخاصة بين العالم الإسلامي والغرب ولاظهار الصورة الحقيقية عن الإسلام. ذكر في مقابلة أجريت معه عام 1976: «لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب

الترتيب الزمني لأفلام العقاد

الرسالة (النسخة العربية) 1976 بطولةعبد الله غيث ومنى واصف (1976).

الرسالة(النسخة الإنكليزية) بطولةانتوني كوين وأيرين باباس (1976).

فيلم هالووين (1978).

أسد الصحراء (عمر المختار): أنتوني كوين وإيرين باباس وأوليفر ريد (1980).

هالووين (1981).

هالووين (1982).

إنتاج فيلم موعد مع الخوف - 1985

هالووين 4: "عودة مايكل مايرس" 1988-

هالووين 5: "الثأر لمايكل مايرس" -1989

هالووين: "لعنة مايكل مايرس" 1995-

هالووين اتش20: بعد 20 سنة -1998

هالووين: القيامة -2002

وفاته

في 9 نوفمبر 2005 قتل العقاد مع ابنته ضمن ضحايا الانفجار الذي حصل في فندق غراند حياة - عمان. كانا قد حضرا إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء. حصل الانفجار، الناتج عن عملية انتحارية، لحظة وجود العقاد في بهو الفندق واستقباله لإبنته القادمة للتو من السفر، توفت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثرا بجراحه، تاركا وراءة فيلمي عمر المختار والرسالة وأحلاما ما زالت معلقة.

كان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد يحضر لعمل فيلمين سينمائيين أولهما يتحدث عن فتح الأندلس والآخر يتحدث عن صلاح الدين الأيوبي، يوازيان جودة الأعمال السابقة، قال العقاد عن فيلمه الذي سيتحدث عن صلاح الدين الأيوبيصلاح الدين يمثل الإسلام تماما. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين ارهابيين. إذا كان هناك دين ممتلئ بالإرهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية. لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك. هذه هي رسالتي. وكان من المفترض ان يجسد شخصية صلاح الدين الأيوبي الفنان العالمي شون كونري رغم شيخوخته، قال فيه العقاد انه مكسب للرأي العام العالمي. وتتردد في أجهزة المخابرات معلومات تفيد بأن التفجير كان مدبرا لقتل مصطفى استجابة لرغبة بعض كارهي الإسلام من ذوي النفوذ.[محل شك]

قامت قناة الجزيرة الوثائقية بعرض فيلم عن مصطفى العقاد باسمهل تستمر الرسالة؟

 

عن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 
 
 

 
 
   

مصطفى العقاد.. أمير الأحلام

بقلم: حسن حداد

   
 

الاغتيال الفاجع الذي حدث للمخرج العالمي مصطفى العقاد ضمن سلسلة التفجيرات الانتحارية التي ضربت ثلاثة فنادق في الأردن باسم الدين.. لم يكن حدثاً عادياً أو خبراً فنياً سهلاً.. وإنما جاء كوقع الصاعقة على الكثيرين من معجبيه وغير معجبيه.. فهل كان منفذي هذا الحدث على علم بأن من بين ضحاياهم سيكون مخرج قدم للإسلام والمسلمين خدمات كان صوتها مدوياً ليسمعه العالم كله باحترام فاق دوي انفجاراتهم، رغم أن أعماله لم تزد عن فيلمين فقط. رحل في الثانية والسبعين، وفي جعبته سيناريوهات وأحلام لم يتسن له تحقيقها. إنه العربي الذي استطاع أن يغزو هوليوود من غير أن يتناسى جذوره العربية والإسلامية، محققاً أفلاماً ذات مستوى عالمي.

ففي عام 1976 قدم مصطفي العقاد فيلم الرسالة، الذي يتناول فيه السيرة النبوية وتاريخ نشأة الإسلام، كان التحدي الأعظم في هذا الفيلم هو نجاحه في إظهار صورة النبي وصوته بالرغم أن الفيلم بأكمله يتناول دعوته المحمدية. ولم يكن هذا غريبا على العقاد الذي سافر إلى أمريكا ليدرس هناك منذ 50 عاما تقريبا وهو لا يحمل معه سوى المصحف الشريف ومائتي دولار هي كل ما جمعه والده الفقير في حلب وقد أوصاه أيضا وهو يودعه بألا ينسى أن اسمه مصطفي.

أما فيلمه الآخر، فقد كان (أسد الصحراء) الذي يحكي عن نضال الشعب العربي الليبي في مواجهة الاحتلال الإيطالي، هذا النضال الذي تمثل في سيرة المناضل عمر المختار.. صاحب أهم شخصية في تاريخ ليبيا الحديث. إن مصطفى العقاد كان يفخر دائماً بالمشهد الأخير من هذا الفيلم، حيث يتم إعدام المختار وسط زغاريد النساء لهذا البطل. «...أعتقد أن أجمل شيء قمت به في ذلك الفيلم عندما ختمت الفيلم بمشهد استشهاد عمر المختار، ليس فقط الاستشهاد بقدر ما هو مقابلته بالزغاريد، أذكر عندما قابلت حسن نصر الله في بيروت وكرمني قال لي: هذا المشهد أهم مشهد ولن أنساه وهو الاستشهاد وزغردت الاستشهاد».

الحلم.. هو الذي صنع شخصية العقاد العالمية.. فبدون هذا الحلم لم يكن لعربي من عائلة فقيرة أن يتخطى هذا الحاجز ليصل إلى معاقل هوليوود.. فهو يحكي عن أحلامه ومغامرته الاستثنائية، فيقول: «...حلب، هذه المدينة الصغيرة التي أحملها في قلبي دائماَ هي مدينتي، ولدت ونشأت فيها.. كان لدينا جار يعرض الأفلام السينمائية، وكان يأخذني في الصغر لأتابع كيفية عرض الأفلام وقص المشاهد الممنوعة. ومع مرور الوقت أصبحت مولعاَ بالسينما. وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمري، قررت أن أصبح مخرجاَ سينمائياَ، وفي هوليوود تحديداَ. ويا لها من ردة فعل كانت لأهالي حلب بعد أن بُحْتُ بأحلامي، فقد أضحيت أضحوكتهم. قالوا: احلم على قدك، اذهب إلى الشام أو مصر لتدرس الإخراج هناك... لكني كنت مصمماَ على هوليوود». ويضيف: «...عندما أعود إلى الوراء، أجد أن ما كنت أفكر فيه آنذاك كان ضرباً من الجنون، فأولاً أبي رجل فقير «على قد حاله».. ثانياَ، الفكرة كانت مرفوضة اجتماعياَ.. لكنني قررت وعقدت العزم.. كنت حينها طالباَ في إحدى المدارس الأميركية عندما قدمت طلباَ لجامعة «يو.سي.ال.آي». شاء القدر أن أحظى بالقبول... عندها قال لي والدي: افعل ما تشاء لكنني غير قادر على إعانتك مادياَ.. مكثت عاماَ كاملاَ أعمل لكي أوفر ثمن بطاقة الطائرة. وقبل رحيلي، أعطاني والدي مصحفاَ و200 دولار، وهذه كانت أقصى قدراته».

بدأت حكاية مصطفى العقاد السينمائية عندما غادر بلدته الأصلية في مدينة حلب السورية إلى الولايات المتحدة وهو لم يتعدى العقد الثاني من عمره. وهناك التحق بجامعة جنوب كاليفورنيا ونال شهادته في حقل الدراسات السينمائية، مما مكنه من العمل مع أشهر مخرجي السينما العالمية مثل المخرج الأميركي "سام بكنباه" أحد أبرز الأسماء في الفن السابع بأميركا والذي كانت أفلامه تحمل سمة العنف الموظف دراميا، وهو الذي اعتبر في نظر النقاد من جيل التلفزيون، قام العقاد بالعمل مساعدا لبكنباه في أكثر من عمل قبل أن يقرر المضي بعيدا في عالم السينما ويأخذ على عاتقه تحقيق أفلامه الخاصة به، وهي لا تتجاوز عادة الأفلام البسيطة المستقلة ذات التكلفة المتواضعة في ميزانياتها، ولكنها مكنته لاحقا من الدخول إلى حقل الإنتاج السينمائي وفي هذا الإطار قدم بالتعاون مع مخرجين مكرسين مثل "جون كاربنتر" سلسلة أفلام العنف والرعب التشويقي المسماة «الهالوين» وهذا ما جعله يجني مردودا لا بأس به من إيرادات شبابيك التذاكر نظرا للنجاح التجاري الطاغي الذي كانت أفلام هذه السلسلة تثير إعجاب مشاهديها في مناسبات آخر السنة كل عام وتحديدا في مواسم الأعياد.

نقترح بأن نصف العقاد بأنه كان أمير الأحلام، تلك التي حقق بعضها، وبقى البعض الآخر في نطاق الحلم.. مصراً على المضي بها إلى حيث تنتهي به النهايات.. فقد أمضى عشرون عاماً يبحث عن منتج لفيلمه (صلاح الدين) الذي كان جاهزاً كسيناريو ورؤية إخراجية.. فها هو يرحل قبل تنفيذه.. مثله مثل الكثير من هذه الأحلام.. كان أيضاً يحلم بتنفيذ فيلم عن الأندلس، هذه الحقبة التاريخية التي تمثل في نظره مرحلة من المجد العربي، سياسية وثقافية وفنية.

لقد أمضى العقاد عمره وهو يحلم ويحلم، وكان آخر أحلامه التي أعلن عنها هو بناء مدينة سينمائية عالمية ذات مناخ عربي إسلامي.. فقط لنتخيل بأن هذه الأحلام كانت لدى رجل في السبعين من عمره، وليس شاباً يبدأ مشوار حياته.. فالعقاد كان شعلة من الحماس لم ييأس يوماً من عدم تحقيق أحلامه، ولم تخمد هذه الشعلة إلا بعد رحيله عن عالمنا.. تلك الشعلة التي انطلق بها إلى هوليوود وهو في العشرين.

إن هذا الفقد يطرح الكثير من الأسئلة.. التي لابد من التحدث عنها.. أولاً.. هل من القول الفصيح الحديث عن موت بطيء غير مقصود.. أم أن قمة سينمائية مثل العقاد لابد أن يصاحب فقدانها صخباً ودوياً يسمع آذان الجميع.. فالعقاد يستحق موتاً كهذا.. موتاً يتناسب واسمه وصيته.. فليس من المعقول أن نقرأ خبراً صغيراً في صحيفة عن موت طبيعي لهذا الفنان المشاكس.. إنه حقاً حدث هز الأوساط الفنية وغير الفنية.. وأخذ اسم العقاد يتردد على ألسنة الجميع من جديد.. بل ونرى الشتائم تحاصر المجرم من كل حدب وصوب.

الأمر الآخر والمثير حقاً بعد رحيل العقاد الفاجع.. هو إهداء الدورة الأخيرة لمهرجانين كبيرين (دمشق ـ القاهرة) إلى روح هذا الفنان العالمي الكبير.. ترى لماذا هذا التكريم المتأخر؟ ولماذا يأتي متأخراً جداً؟ لماذا انتظر مهرجان القاهرة كل هذه السنين حتى دورته الأخيرة ليكرمه ضمن سبعة مبدعين من أصل عربي ومصري.. وهل من المفترض من مهرجان دمشق أن يفكر كثيراً قبل أن يبادر في تكريم أهم مبدعي الفن السوري..؟!

لماذا نعطي مبدعينا وسام استحقاق عندما يسبقنا الموت في فعل ذلك..؟!

 

*مقال نشر في مجلة هنا البحرين بتاريخ 18 يناير 2006

   

أسد الصحراء (عمر المختار) *

Lion Of The Desert

بقلم: حسن حداد

   
 

 كان ذلك في الرابع من شهر أبريل عام 1981، عندما عرض فيلم (عمر المختار ـ 1980) عرضه العالمي الأول في الكويت. هذا الفيلم الذي حققه الفنان العالمي مصطفى العقاد، والذي يعتبر بحق فيلماً تاريخياً صادقاً عن نضال الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي الغاشم. ونحن هنا في موضوعنا هذا، لن نقوم بسرد الأحداث كما جاءت في الفيلم، بل سنقوم بتناول هذا الفيلم من جوانب أخرى، نعتقد بأنها أهم من سرد الأحداث، باعتبار أن المتفرج العربي في كافة أنحاء الوطن العربي قد كان حريصاً على مشاهدة هذا الفيلم الذي يقدم كفاح شعب عربي ضد الاحتلال بصدق وواقعية.

في البدء، وقبل الحديث عن الفيلم، لابد لنا من الحديث عن مبدعه مصطفى العقاد. فهو فنان سوري المولد درس السينما في الولايات المتحدة، وحصل على الماجستير في العلوم السينمائية من جامعة ساوترن كاليفورنيا، وحصل على الجنسية الأمريكية واستقر هناك. كان عاشقاً للسينما الأمريكية، وكان ذلك سبباً في توجهه إلى هوليوود، حيث عمل في صناعة السينما هناك. في البداية مساعداً للإخراج في عدد من الأفلام، حيث عمل مع المخرج المتميز سام بكنباه، ثم كمنتج ومخرج لأفلام ومسلسلات عن موضوعات متنوعة للسينما والتليفزيون هناك.

وبعد أن تمكن من بعض المال، أدرك مصطفى العقاد بأنه كفنان موضوعه عربي ومكان إبداعه الأراضي العربية. فقدم في مطلع السبعينات مشروعه السينمائي الكبير عن السيرة النبوية الشريفة، وكان فيلم (الرسالة ـ 1976). هذا الفيلم الذي استغرق العقاد في الإعداد له أكثر من عامين، ونحو عام كامل في التصوير، وآخر في المونتاج والإعداد الفني. و(الرسالة) هو الفيلم الأول من نوعه في تاريخ السينما العالمية الذي تصور لقطاته مرتين في المكان والزمان نفسه.. مرة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية، وبممثلين مختلفين. وكانت تجربة مبتكرة حقاً، جعلت الممثل العربي مجالاً للمقارنة بالممثل الغربي، وأثبتت بأن في العالم العربي ممثلين يمتلكون مواهب قادرة وقديرة تقف صفاً مع عمالقة التمثيل في العالم، بل وتتفوق في أحيان كثيرة. وبالرغم من أن فيلم الرسالة يعتبر أهم وأفضل فيلم ظهر حتى الآن عن الدعوة الإسلامية، إلا أن أبرز وأهم أبطاله لا يسمح بتجسيدهم على الشاشة. وبالتالي كان مصطفى العقاد محاصراً في نطاق ضيق، لم يستطع أن يبرز كافة قدراته الفنية. أما في تجربته الثانية (عمر المختار) فقد بدا العقاد أكثر تماسكاً وإبداعاً، وفيه بدت قدراته وأثبت أنه أحد كبار المخرجين في السينما العالمية.

ثم لا بد لنا أن نشير إلى أن مصطفى العقاد في فيلميه (الرسالة ـ عمر المختار) يقدم سينما الإنتاج الضخم، حيث تجاوزت ميزانية فيلم (الرسالة) الـ 15 مليون دولار، ووصلت ميزانية فيلم (عمر المختار) الـ 30 مليون دولار. فكما فعل في فيلم (الرسالة)، استغرق العقاد نحو خمس سنوات في إنتاج وإخراج فيلمه الثاني (عمر المختار). فاستغرق الإعداد والتحضير ثلاثة أعوام، وبدأ التصوير في الرابع من مارس عام 1979 في منطقة صحراوية تبعد أربعين ميلاً عن بنغازي، وانتهى في الثاني من أكتوبر من نفس العام، بعد تصوير المناظر الداخلية في روما. وفي أبريل 1981 بدأ العرض في الولايات الأمريكية والعالم. وقد اشترك في الفيلم ما يقارب الـ 250 ممثلاً (من الولايات المتحدة ـ بريطانيا ـ أستراليا ـ فرنسا ـ ألمانيا ـ إيطاليا ـ اليونان ـ يوغسلافيا ـ أسبانيا ـ مالطا ـ مصر ـ لبنان ـ تونس ـ السودان ـ ليبيا ـ سيلان)، هذا إضافة إلى أكثر من 5 آلاف من الكومبارس. ولابد أن نذكر فريق العمل الفني العالمي الذي اختاره العقاد، والذي يتكون من كاتب السيناريو »هاري كريج«، ومدير التصوير »جاك هيلديارد« الذي فاز بالأوسكار عن فيلم (جسر على نهر كواي)، ومؤلف الموسيقى »موريس جار« الذي فاز بالأوسكار مرتين عن فيلمي (لورنس العرب ـ دكتور زيفاجو).

هذا عن المخرج وإنتاجه السينمائي الضخم. أما عن السيناريو، فقد وفق السيناريست إلى حد كبير في أنه قد تحاشى الوقوع في مطب البطولة الأسطورية ـ باعتبار أن حياة عمر المختار تعطي للسيناريست مادة خصبة وثرية للتعامل معه كبطل فرد ـ بل قدم عمر المختار كنموذج إنساني يعبر عن روح شعب. وبالتالي لم يقدم السيناريست سيرة ذاتية لشخصية عمر المختار، بل إنه قد جعل من المختار رمزاً للنضال، وأبرز دور الجماهير الشعبية في الثورة. ففي أول ظهور للمختار على الشاشة، يقدمه السيناريو في مشهد مليء بالدلالات، حيث نراه بلباسه البدوي ولحيته البيضاء ونظارته التي ستلعب دوراً كبيراً في الأحداث. يظهره عجوز طاعن في السن يفسر القرآن للأطفال، نلمح على وجهه الصافي ابتسامة مفعمة بالحب والرضا والحنان. وهو نفسه قائد الثورة القوي، الذي تكمن قوته في ضعفه، عندما يقرر أن يحيي الجنرال الإيطالي الجديد، ويشن على قواته هجوماً ساحقاً يكبدهم فيه خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد.

كما يؤكد السيناريو على تعريب القضية المطروحة، وتحويلها من قضية تتعلق بنضال الشعب الليبي إلى هم عربي حقيقي، والى ممارسة فعلية للنضال العربي. كما استطاع أن يستخرج منها دروساً تاريخية حاسمة تجزم بحتمية الانتصار وإن صالت سنوات الكفاح. ففي مشهد النهاية، يزداد هذا التأكيد، عندما يجري الطفل الصغير الذي أعدموا والديه، ليلتقط نظارة الشيخ الشهيد حين سقطت من بين يديه بعد شنقه، يمسك الطفل بالنظارة ويجري بها في الأفق. إن هذه النظارة هي رمز المعرفة التي كان يمثلها عمر المختار، وها هي المعرفة والراية تنتقل إلى جيل جديد.

وقد تجنب السيناريو السقوط في هوة شوفينية عنصرية عقيمة، بل اتسم برحابة الأفق وعمق الفهم. حيث قدم نماذج إنسانية صادقة ذات رؤية حضارية شاملة للتاريخ، من كلا طرفي الصراع. فهو عندما أدان العسكرية الفاشية الإيطالية، أكد أيضاً على وجود العديد من الإيطاليين الذين يرفضون سياسة العدو الفاشية. كما أنه لم يبالغ في حجم القوة العربية، وقدم نماذج أخرى لبعض الليبيين المتعاونين مع سلطات الاحتلال.

لقد كان العقاد يعي تماماً بأنه يتوجه لجمهور عالمي، يعرف التاريخ ويحترم الصدق، فخاطبه بلغة راقية، سواء على مستوى المضمون أو الشكل السينمائي، فقدم له عملاً بالغ الثراء والموضوعية، مستفيداً من أسلوب وإمكانيات السينما الأمريكية، سواء في تنفيذ المعارك أو في بناء الشخصيات. وبذلك نجح في كسب التعاطف والاحترام من المتفرج الغربي تجاه شخصياته وقضيتهم العادلة التي يدافعون عنها.

وبالرغم من أن فيلم (عمر المختار) يحمل الجنسية الأمريكية كإنتاج، إلا أنه فيلماً عربي التوجه والقضية، فيلماً يتصدى للتعبير عن الإنسان العربي ويستلهم التاريخ العربي المعاصر.

 

*مقال نشر في مجلة هنا البحرين بتاريخ 05 يوليو 1995

 
 

 
 
 

فيلموغرافيا

 
 
 
   

إخراج:

·        عمر المختار - 1981

·        الرسالة - 1976

·        الرسالة - نسخة إنجليزية - 1976

 

تأليف:

·        الرسالة - 1976 (شارك في التأليف)

انتاج:

·        عمر المختار - 1981

·        الرسالة - 1976

·        الرسالة - نسخة إنجليزية - 1976

 

   
   

elCinema عن موقع

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2015)