البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
 
 
 

انتقدوا الفيلم سينمائيا واستاءوا من مبالغته ومباشرته الفجة

نقاد وسينمائيون: البحرين أكبر من "حنين" والأمور لا تعالج بالمباشرة

الوسط/ منصورة عبدالأمير

 
 
 

فيلم حنين

 
 
 
 

تغطية جريدة "الوسط" البحرينية

 
   

الرويعي والحليبي:

«حنين» يحترم الرموز... والتاريخ ليس حكراً على أحد

نقاد وسينمائيون:

البحرين أكبر من «حنين» والأمور لا تعالج بالمباشرة

   
 
 
 
 
 
 
 
 

في الوقت الذي أثنى فيه عدد من النقاد والسينمائيين العرب على جرأة صناع فيلم "حنين" في التطرق لقضية الطائفية وتداعياتها في البحرين، وهي جرأة غير معهودة في السينما العربية، إلا أنهم في المقابل عبروا عن استيائهم الشديد من الفيلم البحريني "حنين" ليس لمستواه الفني وحسب، لكن لما قدمه من نقل غير دقيق للمشهد البحريني الشيعي – السني ولما تسبب فيه من تشويه لواقع الشعب البحريني وتاريخه الحديث.  

صلاح سرميني:

البحرين أكبر من هذا الفيلم

مستشار مهرجان الخليج السينمائي الناقد السينمائي السوري صلاح سرميني انتقد طرح الفيلم لقضية الطائفية قبل كل شيء "الفيلم يتحدث عن العلاقة بين الطوائف وهو موضوع مسكوت عنه، أنا لا أعرف ما يحدث في البحرين لكن بالنسبة إلى السينما الخليجية فإن هذه الفكرة بحاجة إلى نقاش". 

وأكد سرميني أن السينما الهندية قامت بهذا الدور منذ بداياتها لكنها "كسرت  التابوهات بذكاء شديد وأصبح لها تقاليد ومفردات جمالية خاصة بها"، لكن هذا الأثر لا يتحقق حين "يحاول مخرج غير موهوب كسر التابوهات ما يتسبب في حدوث حالة رفض. أحيانا تكون الجرأة مؤذية، والفيلم طرح موضوع مهم وخطير بطريقة تنفر المتفرج"

ويرجع سرميني هذا النفور لأسباب كثيرة أولها استخدام تقنيات التلفزيون ومفرداته "بالنسبة إلي كانت المحصلة إنني نفرت من الفيلم ونفرت من الطائفتين. في نفس الوقت تأسفت لماذا لم يلجئ المخرج للتلفزيون، كان من مصلحته المادية والمعنوية أن يقدم هذا الفيلم على مدى خمسين حلقة ثم يعرضه في التلفزيون ليشاهده الجمهور المنزلي. يمكنني حينها أن أغفر له لكن أن  ينقل ما يحدث في التلفزيون بكل سيئاته إلى الشاشة الكبيرة!".

وأَضاف "كسينمائي ومهموم بالثقافة السينمائية أعتقد انه على المخرج أن يعيد ترتيب أوراقه ويراجع نفسه مهنيا لأن ذلك من الممكن أن يؤذيه. إذا كان يحب أن يعمل في التلفزيون لن يمنعه أحد، لكن السينما أكثر قداسة وأكثر احتراما، وأنا لا أحب أن تنتقل السذاجة التي تحصل في التلفزيون إلى الشاشة الكبيرة".

سذاجة الفيلم، كما يوضح سرميني "جاءت على كل المستويات، المعالجة، التقنيات، السيناريو، كل شيء. اعتقد وبكل صراحة، هذا الفيلم يجب أن يدرس في معاهد السينما ليتفادى الطلبة كل الأخطاء الموجودة فيه".

لم يجد سرميني في الفيلم اي عوامل قوة، بما في الأداء الذي قدمه مجموعة من ممثلي الدراما المتمكنين. سرميني أبدى أسفه لذلك وقال "تحدثت مع إحدى الممثلات وهي مريم زيمان وقلت لها في هذا الفيلم يسيء المخرج إلى السينما ويسيء إلينا  وإلى القضية وإلى التقنيين والممثلين. أنا أشاهد مبالغات على مستوى التمثيل وعلى مستوى الماكياج. في العادة أنا متفرج احترم العمل السينمائي ولا يمكن أن تصدر مني كلمة غضب أو نرفزة لكني وصلت إلى نهاية العمل ولم أتحمل ولم أتمكن من ضبط نفسي ومشاعري وغضبي".

وفي رسالة وجهها سرميني الى مخرج العمل واصفا الفيلم بأنه يرقى لمستوى أسوء فيلم هندي شاهده، قال سرميني "أتمنى من المخرج الذي يسمعني الآن ألا يصاب بحالة اكتئاب وألا يغضب أو يمرض أو يتضايق ولكن بما أن المخرج ضايقني وضايق متفرجين كثيرين وجعلني أعيش حالة عصبية واستاء من السينما العربية بشكل عام وأصبح متشائم فمن حقي أن أتحدث بنفس الحدة والغضب والحب في الوقت ذاته".

"هذا الفيلم لم يسليني ولم يعطيني أي معلومة، على العكس أنا حاليا معلوماتي مشوشة، والفيلم جعلني اكره الطرفين السنة والشيعة، أنا الذي لم اعرف نفسي يوما إن كنت سينا أو شيعيا أو مسيحي أو مسلم أو يهودي. اقترح على المخرج، أن يفعل ما يريد ولكن في التلفزيون لأن التلفزيون يسمح بهذه المبالغات وبهذه التقنيات والتجاوزات".

وحول الصورة التي نقلها فيلم "حنين" لسرميني الذي لم يزر البحرين مطلقا "أتمنى أن يحصل عندكم مهرجان في البحرين لكي أتمكن من زيارتها. وعلى فكرة لدي فكرة جيدة عن البحرينيين ولطفهم ودماثة أخلاقهم وعلاقاتهم الإنسانية الطيبة، كما إني أتابع أعمال بسام الذوادي وأتابع الأفلام القصيرة التي تعمل في البحرين خاصة أفلام محمد راشد بوعلي، ولدي أصدقائي. مثل هذا الفيلم لن يغير صورة البحرين لأنها اكبر بكثير من ذلك. هذا الفيلم قد يعرض في مهرجانات خليجية أخرى، وربما تشتريه قناة تلفزيونية مجاملة لكن صورة البحرين أكبر بكثير من أن يغيرها فيلم سينمائي".  

أمين صالح :

ابتزاز مشاعر المتفرجين لأغراض تجارية

أما الكاتب والناقد البحريني أمين صالح فأكد أنه سبق وأن شاهد الفيلم في عرض أولي نظمته الشركة البحرين للإنتاج السينمائي، المنتجة للفيلم، وأنه أبدى حينها عددا من الملاحظات التي لم يؤخذ بها

 يقول أمين "وجدت في الفيلم مواطن ضعف يمكن معالجتها عبر المونتاج، فاقترحت  أن هناك بعض الأخطاء الممكن تلافيها دون الإضرار بالفيلم أو بمغزاه، أو بالفكرة أو البناء أو الحبكة أو أي شيء أخر".

ويواصل "اقترحت إلغاء بعض المشاهد، مثل مشهد انتحار الأخت بعد حادث سقوط الطائرة، لأنه زمنيا غير منطقي، ولم يكن له داع كما إنه منفذ بشكل سيء، ويخل بالزمن عدا عن عدم وجود أي إِشارة لاحقة له. هذا يوحي بأن الكاتب والمخرج كان همهم الأساسي انتزاع عاطفة المشاهد أكثر من منطقية الأحداث، واتضح هذا من خلال الاغاني والميللودراما. هناك محاولة مستميتة لإثارة مشاعر المتفرج، وهناك تلاعب بالمشاعر الدينية والسياسية والعاطفية. اعتقد أن هذا الأمر خطير جدا لأنه لا يتيح للمتفرج فرصة للتأمل، فهو مشحون طوال الوقت ومتوتر، بسبب التركيز العالي والمستمر لجرعات العواطف.

صالح انتقد استغلال قضية الطائفية لأهداف تجارية لا علاقة لها بأي غرض فكري أو سياسي واعي "هذه قضية الساعة الآن وبالتالي يمكن استغلالها، وقد تم حساب الأمر بهذا الشكل، إذ تم تضمين عناصر درامية وأخرى عاطفية ورومانسية وأغاني وموضوع السنة والشيعة والعنصر السياسي، وكلها عناصر جذب للمتفرج بغض النظر عما يقدم من حلول أو أن يكون ما أقدمه يمكن أن يأزم الوضع. كل هذه العناصر الموجودة تمنع أي حالة تأمل لانها تمتلئ بجرعات عاطفية ووجدانية".

وحول تقييمه للفيلم قال ""حنين" بشكل عام يعاني من نقاط ضعف في كتابة السيناريو إلا أن المشكل الأساس كما اعتقد هو في بناء الفيلم الطولي. هذا البناء صعب عادة في السينما بالذات، إذ لاحظنا عدم سيطرة المخرج والكاتب على مسار الزمن. أحيانا لا نعرف الزمن المقصود، في أي يوم أو أي سنة، حتى التقاطعات التي تحدث بين الأزمنة تربك المتفرج".

عدم القدرة على التحكم في المسار الزمني والقفز بين الأحداث بشكل غير منطقي لا يمكن أن يكون تكنيكا سينمائيا، بحسب أمين، وما حدث هو أن "الكاتب لجئ لهذه الحيل لإبراز أحداث وشخصيات محددة. هذا تحايل غير مقنع وغير منطقي أكثر من كونه لعبة تقنية. هناك دائما محاولة لإزاحة شخصيات معينة بشكل غير منطقي، فقط من أجل إبراز مشاكل غير منطقية.

كذلك انتقد صالح معالجة السيناريو لمشكلة الطائفية، مشيرا إلى أن "المشكلة معقدة، ومعالجتها يجب أن تتسم بالعمق وأن يكون هناك رؤية واضحة ومعروفة لكل جوانب الصراع الطائفي. هذه مسألة تتصل بالتاريخ، وليس بمزاج أو تربية معينين. هناك تسطيح للقضية، وفي قضايا من هذا النوع اعتقد انه لا بد أن يكون الكاتب والمخرج حذرين جدا في التناول.

وأضاف "هناك أيضا السذاجة الموجودة بكثرة في النص، كأن تقوم مشكلة بسبب رسالة مكتوبة بخط الأخ تدمر العلاقة بين الحبيبين، في الوقت الذي نجد في مراسلات كثيرة بين الحبيب والحبيبة، على الأقل هي تعرف خطه".

صالح أشار إلى أنه برغم سذاجة النص والسيناريو وسطحيتهما إلا أنه "بالتأكيد لم يقصد خالد الرويعي الإساءة، والفيلم بشكل عام يطرح مسألة المصالحة من زاوية عاطفية بحته، وهذا غير ممكن. الواقع لا يحتمل ذلك، هذا الأمر حدث في السينما المصرية في فترة ما، من أجل تحقيق المصالحة الطبقية بين البرجوازية والطبقة العاملة، عن طريق قصص الحب والزواج. المصالحة الطائفية لا تأتي عن طريق الخطب والميللودراما والأغاني وتسطيح القضايا".

الرغبة في تحقيق المصالحة بأسرع وقت ممكن، كما يشير صالح، هي ما جعلت صناع الفيلم يتجهون للطرح المباشر "لن أقلل من شأن الكاتب والمخرج وهما منطلقين بالفعل من نوايا  حسنة، لكن نحن نناقش الطرح وطالما أنهما قدما عمل فني، فهو عرضة للنقد والتحليل. المسالة أعمق من هذا وأكثر تعقيدا، ولا يمكن أن تؤخذ بهذه الطريقة البسيطة والمباشرة.

وتساءل صالح "ما هي المظاهر التي يمكن اعتبارها طائفية، عدم التزاوج بين الشيعة والسنة وانه كان ممكنا في فترة سابقة والآن صارت المسألة أصعب؟"

ثم قال "القضية نابعة من أمور سياسية واقتصادية ووضع تاريخي قديم ضمن علاقات متشابكة لها جذورها".

وفي رده على تصريح لمخرج الفيلم عن هدفه الإصلاحي من وراء تقديم الفيلم ورغبته في مواصلة نضاله من خلال السينما، قال صالح "الفن  لا يطرح حلول أبدا، ولو كان للسينما هذا التأثير لفعلت السينما الهندية ذلك وهي التي ظلت لسنوات تطرق مسألة الطائفية ومسألة الأديان والتعايش بينها. هناك أمر أقوى من ذلك هو ما يحرك الخيوط ، وعلينا نحن أن نمسك بهذه الخيوط. الفن يطرح القضايا، يتناول الواقع بكل أمراضه وعلاقاته وبكل حساسياته، لكنه يترك الحلول لأصحاب الشأن، سواء أكانت قوى سياسية أم مجتمعية أم دينية." 

حسن حداد:

مغالطات في الطرح السياسي والتاريخي

الناقد السينمائي حسن حداد وجد الفيلم مفاجئا "من ناحية سلبية طبعاً. أتعبني كثيرا، أولاً لأنه طويل، ثانيا مزحوم بالشخصيات والأحداث التي لم يكن لكثير منها داع، وكان ممكن أن يتخلى عنها كاتب السيناريو لضمان تماسك الفلم. بهذا الزج للأحداث والشخصيات أصبح هناك مجال للترهل والضعف للفيلم والملل من قبل المتفرج. حتى من خلال شخصيتين أو ثلاث ممكن تقديم هذه الفترة التاريخية.

إضافة إلى ذلك المباشرة في طرح الآراء ووجهات النظر السياسية والتاريخية، إذ طرحت بشكل مباشر فج. أي عمل فني يتجه للمباشرة يتخلى كثيراً عن الفن الذي لابد أن تطرح أرائه بشكل رمزي إلى حداً ما. المباشرة قتلت كثير مما يريد الفيلم إيصاله". 

وقال حداد "هناك أيضا مغالطات كثيرة في طرح القضايا السياسية والتاريخية، إذ يتضح عدم الاعتماد تعتمد على مصادر أو مراجع حقيقية تحكي ما حدث بالضبط.  أعتقد أن الكاتب اعتمد على ذكرياته وربما ما سمعه".

وانتقد حداد الإخراج الذي وجده "مشتتاً وليس فيه رؤية للدراما واضحة المطروحة ولا يتعامل مع الأحداث بشكل متناسق أو متناغم. أحياناً نشاهد مشهد منفذ بشكل أخراجي جميل بعد لحظات نرى مشهد ينسف ما بنيناه في المشهد السابق، هذا تذبذب. المخرج لم يتمكن من إنقاذ السيناريو وعموما لو كان السيناريو أفضل مما هو عليه كان ممكن للإخراج أن يتعاطى معه بشكل أفضل.

حداد اعتبر "حنين" "تجربة سينمائية فاشلة، سلبياتها الكثيرة لا تجعلك تتذكر الإيجابيات".

وأضاف مؤكدا "شركة البحرين للإنتاج السينمائي، قدمت أولا فلم حكاية بحرينية وحينها بشرتنا بخير وكنا نأمل منها الكثير لكن مع التجربتين الأخيرتين "أربع بنات" و"حنين" أرى أنها تسير في الاتجاه غير الصحيح وعليها مراجعة كل شيء". 

خالد ربيع:

المباشرة تزيد الشقة بين الطائفتين

الناقد السينمائي السعودي خالد ربيع أشار إلى ""حنين" يقدم صورة كئيبة عن وضع مفترض في البحرين وأقول مفترض لأنه بحسب ما اعرف فأن الوضع ليس بهذا السوء. وإذا كان كذلك فيجب أن يعكس سينمائيا بشكل مختلف. المخرج أخبرني أنه تقصد المباشرة في الطرح وأنا أتصور أن طرحه كان مباشراً وفجاً ينفر بدلا من أن يولد التعاطف لدى أي متفرج.

الطرح المباشر، كما يوضح ربيع "يزيد الشقة لأنه يضخم الأشياء، بطريقة تجعلني لا أتعاطف مع أي جهة. هذا الفيلم أداة للتحريض والتكريس لوضعٍ قائم، المتفرجين من كل فرقة سيكرهون الفرقة الثانية، كل من يشاهد الفيلم سوف يشعر بذلك إذا كان له ميل إلى طائفة معينة فسوف يرى مساوئ الطائفة الثانية.

كان من الممكن أن يعالج الفيلم المشكلة من بعيد وسيكون لذلك تأثير أقوى من  عرضه بالخطابية التي شاهدناها. فنيا على المخرج أن يتكئ على الإنساني وحينها سوف تكون رسالته الفنية أقوى، أما المباشرة فمعناها أن يحكم على نفسه بأنه  ليس فنان.

وحول القضية التي يناقشها الفيلم أشار ربيع إلى أنها "قضية حساسة جدا وفيها تفاصيل كثيرة كان ممكن اللعب عليها بالإيحاء وبالرمز. هناك خلط واضح في الفيلم، هو يريد أن يقدم فن سينمائي درامي يتناول الزواج بين طائفتين مختلفتين ويريد أن يوضح الحساسية بين الطائفتين فعكسها بطريقة مبتدئة. لو تناول الفيلم أي مخرج محنك ولديه خبرة أكثر فلن يشتغل عليه بهذا الشكل، ممكن أن يشتغل على رموز خفية وتحدث اثر قوي عند المشاهد وهذه النقطة كانت غائبة".

كذلك فإن الحبكة، بحسب ربيع "فيها تجاوزات غير منطقية وتتداول فكرة تاريخية طويلة ومقسمة إلى أجزاء. أتساءل هل ما رأيناه يعكس حقيقة واقع تاريخي"، وأضاف منتقدا التكنيك الذي لجأ له المخرج للإحساس بالزمن "الصورة الموجودة بشكل عام لم تكن تعطي إيحائية بتاريخية الأحداث ولذلك تم اللجوء إلى الأساليب المباشرة كأن يتم كتابة التواريخ على الشاشة. مخرج متمكن لا يمكن يستخدم هذا التكنيك لكن من خلال إمكانيات الصورة سيوحي لنا بالفكرة التاريخية"

وأشار الربيع إلى أن "التكنيك السينمائي يختلف كثيرا عن التلفزيون والمخرج متأُثر بالتلفزيون، وكان لا بد له من استشارة سينمائيين في كيفية معالجة المشاهد والقضايا الأخرى مثل الملابس والصورة والمونتاج، حتى لا تروج الصورة التلفزيونية. من الأشياء المرهقة على المشاهد أن غالبية المشاهد كلوز على الوجه، وهذه تقنية تلفزيونية بحتة.

كذلك فإن الفيلم السينمائي يفترض أنه يعطي بانوراما عن المكان والبيئة في لقطات صغيرة لا تتجاوز الثواني ولكن تحدث عند المشاهد تنوير تجاه المنطقة وتجاه تاريخها أو اللحظة الزمنية. الفيلم ببساطة وبجدارة ممكن يعرض على أنه تلفزيون".

ربيع وجد أداء الممثلين "متفاوتاً بشكل غريب، مريم زيمان نعرف تاريخها وإتقانها للكثير من الأدوار لكنها هنا في 90 في المائة من المشاهد كانت تعطي إحساس أكثر. مع أنها لو ظهرت بشكلها وأدائها المعروف لكانت قريبة ولأعطت إحساس أكثر للمشاهد.

أداء الشباب كان تلفزيوني يعتمد على الانفعال الزائد وعلى لغة الوجه والجسد المتوترة والمشحونة. كان يمكن للمخرج أن يوجههم بطريقة ما بدلا من الاعتماد على تعبيرات الوجه والعيون والشد العصبي، هذه تقنية تلفزيونية أخرى". 

هدى ابراهيم:

درس لما يجب تجنبه سينمائيا

الناقدة السينمائية ومراسلة وكالة الفرانس برس هدى إبراهيم أشارت إلى أن

الفيلم "رسالة لمتابعة الحوار والكلام بين الأخوين اللذين يرمزان لفئات المجتمع البحريني، أبدا لم يحبذ أي طرف على الآخر، كل ما فعله هو أنه حاول أن يبين إلى أي مدى يؤدي انقطاع الحوار إلى  كارثة وإلى أي مدى يمكن لعدم الاستماع والإصغاء إلى الآخر أن يشلّ الحالة بين الأخوة"

لكن إبراهيم أشارت إلى أنه "لو كان السيناريو مكتوب بطريقة أقل مباشرة، لكان قد وصل، لكن المباشرة إضافة إلى الرسالة التعليمية التي يحملها منعته من الوصول للمتفرج"

ابراهيم وعلى رغم ما وجدته من نقاط ضعف في الفيلم إلا أنها أكدت أنه "برغم محدودية التجربة البحرينية في السينما، فان وجود أفلام مهما كان مستواها الفني يساعد في تنشيط حركة معينة ستفضي إلى شيء. برأيي وجود شيء أفضل من لا شيء، وجود هذا الفيلم بالنسبة لما سيأتي  بعد سنوات سيكون هاما لأن من يشاهده سيعرف ما يجب تجنبه في أي فيلم سينمائي".

 

الوسط البحرينية في 29 أبريل 2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)