جديد الموقع

 
 
 
ملف خاص عن 6 أكتوبر .. السينما والحرب، في «سينماتوغراف»
 
 
   

محمد حمودة

 

محمد حمودة يكتب لـ"سينماتوغراف"

هل يمكن ان نرى أعمالاً سينمائية يستحقها النصر الكبير؟

   
 
 
 
 
 

اكثر من اربعين عاماً مرت على حرب السادس من اكتوبر 1973.. ومع ذلك عجزت السينما المصرية عن تقديم اعمال تليق بمستوى حدث بأهمية وضخامة ما حدث فى اكتوبر .. هذا الحدث المتميز فى تاريخ امتنا العربية فى العصر الحديث.

للاسف الشديد القائمة مُخجلة .. رغم ما بُذل من مجهودات لعمل ما يمكن عمله .. من اعمال سنيمائية .. 

كان المتوقع ان يتم انتاج اعمال ضخمة تليق بهذا الحدث على غرار الاعمال السنيمائية الامريكية الى انتجت عن معارك الحرب العالمية الثانية مثل "جسر على نهر كوين" 1957.. "مدافع نافرون" .."أطول يوم فى التاريخ" 1962.."الهروب الكبير" 1963.. "بيرل هاربر " 2001 .. وغيرها الكثير ..

ولكن وللاسف الشديد .. لم يتم إلا انتاج عدد محدود من الاعمال السنيمائية .. ورغم ما بُذل فيها من مجهود .. إلا انها لا تتناسب وضخامة الحدث .. ومازلنا نعيش على ذكرى هذا العدد المحدود من الاعمال السنيمائية التى انتجت فى السنوات التالية لحرب اكتوبر .. وحتى نهاية فترة السبعينيات من القرن العشرين .. 

وبعد ذلك كانت حرب اكتوبر اما خلفية للاحداث او تُذكر فى السياق الدرامى .. او تبدو كحدث مر وانقضى منذ سنوات .. مثل " سواق الاتوبيس " .. " كتيبة الاعدام " .. " المواطن مصرى " .. "أيام السادات".. وغيرها ..

ربما كانت هناك اسباب عديدة لعدم انتاج افلام عن حرب او معارك اكتوبر .. فهى اعمال مكلفة انتاجياً ولابد من مساهمة الدولة فى انتاجها .. خاصة انه عندما بدأت الحرب.. ولدواعى المفاجأة والسرية والتمويه لم يكن متاحا وجود كاميرات تصوير سينمائي لتسجيل وتوثيق العمليات الحربية .. وسُمح بالتصوير بعد مرور ايام على بداية الحرب. ففى الثالث عشر من اكتوبر بدأ وصول السنيمائيين إلى الجبهة وكان فى طليعتهم " المصور " سعيد شيمى" .."المخرج "داود عبد السيد" .. المصور "محمود عبد السميع" .. والمخرج " حسام على" .. لذا فعمليات العبور .. ومعارك المشاه .. واقتحام المواقع الحصينة لم يتم تسجيلها ..وكل ما تم تصويره وتسجيله بعد ذلك هو عمليات الطيران .. والقذف المدفعي وبعض تحركات المدرعات.. ولذا تكررت هذه المشاهد فى معظم الاعمال السنيمائية الروائية والتسجيلية .. 

شهد عام 1974 انتاج اربعة اعمال .. "الرصاصة لا تزال في جيبي" وكان الفيلم الأول فىٍ السينما المصرية الذى يتناول هذه الحرب .. شارك فيه عدد من الفنانين محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني ونجوى إبراهيم وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم وحياة قنديل.. اخراج حسام الدين مصطفى .. 

"الوفاء العظيم" .. تأليف فيصل ندا وإخراج حلمي رفلة .. بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين وكمال الشناويو سمير صبرى .. 

"بدور" .. تأليف وإخراج نادر جلال وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين ومجدي وهبة ..

وهى اعمال تبدو فيها احداث الحرب مقحمة على السياق الدرامى للفعل .. او تبدو الاحداث مفتعلة لاقحام الحرب .. او لاستغلال الحرب حتىٍ وان كان ذلك لا علاقة له بالفيلم واحداثه ..

وقد شهد العام 1974 نفسه تقديم فيلم "أبناء الصمت" المأخوذ عن رواية مجيد طويبا وإخراج محمد راضى .. بطولة محمود مرسى ونور الشريف وأحمد زكى ومحمد صبحى ومديحة كامل وميرفت أمين والسيد راضى ..

وفى عام 1975 قدمت السنيما فيلم " حتى آخر العمر" تأليف يوسف السباعى وإخراج أشرف فهمى .. بطولة محمود عبدالعزيز ونجوى إبراهيم وعمر خورشيد وعماد حمدى وسعيد صالح .. 

وفى عام 1978 قدمت الفنانة " ماجدة " فيلمها "العمر لحظة" تأليف بوسف السباعي وسيناريو وجيه نجيب وحوار عطية محمد .. وبطولة ماجدة وأحمد مظهر وناهد شريف ونبيلة عبيد واحمد زكى. .. 

ستة افلام فقط هى التى تناولت حرب السادس من اكتوبر .. واغلب هذه الافلام الستة .. إن لم تكن كلها التىٍ تناولت حرب اكتوبر من خلال قصص حب .. حيث تنتظر البطلة .. عودة البطل من الحرب .. او تتقبل خبر اصابته او استشهادة فى مشاهد تبدو مفتعلة او مكررة فى افلام مصرية قديمة .. وتم فى معظمها اختزال احداث الحرب فى بضعة مشاهد ..

وفى الوقت الذى وقفت فيه السنيما الروائية عاجزة عن تجسيد هذا الحدث الجلل بما يليق به من خلال اعمال سنيمائية .. كان للسينما التسجيلية دور كبير – على قدر امكانياتها - فى توثيق هذه الحرب على الشاشة .. فقدمت عدداً من الاعمال التى ماتزال باقية .. تنوعت فى اساليب تناولها للحدث لتنوع اتجاهات مخرجيها .. منها "موكب النصر" .. "6 أكتوبر " لسعد نديم .. "نزرع المداخن.. نحصد العدو " .. "تحية لمقاتل مصري " .. لصلاح التهامي .. "نهاية بارليف " لعبدالقادر التلمساني .." انطلاق " ليوسف شاهين .. " في6 ساعات" .. " من أجل السلام" .." موكب الأبطال" .. "وتحطمت الأسطورة" ..أربعة أفلام لخليل شوقي .."جيوش الشمس " لشادي عبدالسلام .." أبطال من مصر " لاحمد راشد .." مسافر إلي الشمال .. مسافر إلى الجنوب " لسمير عوف.." حصاد " لحسام علي .. "الكيلو 19 " .. "من أجل الحياة " لحسين الطيب..

وقدمت الهيئة العامة للاستعلامات في ذلك الحين .. فيلمي " العبور" .. و"الحرب والسلام " تصوير واخراج أنور شافعي ..

أما هيئة الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة فقد قدمت عددا من الافلام "الانطلاق " .." الارادة" .. " الصمود " .. " القرار" ..

"أصالة مصر" .. " أيام لاتنسي " ..

بعد مرور هذه السنوات الطوال .. و كشف الكثير من اسرار وخفايا وبطولات حرب اكتوبر وتوافر الامكانيات التقنية الحديثة .. وهى كلها عوامل قد تُساعد على تقديم اعمال عن حرب اكتوبر .. هل آن الآوان لتقديم عمل يليق بهذا الحدث ..فما احوجنا الآن لمثل هذه العمل .. او الاعمال ليتعرف شباب اليوم ممن لم يُعاصروا الحرب - بل يقرأون عنها فى الكتب – على ما حدث فى تلك الفترة من انتصار كبير غير وجة التاريخ .. وعلى ما قدمه ابناء هذا الوطن من تضحيات بشرية و مادية ..

فهل يمكن ان نرى أعمالاً يستحقها هذا النصر الكبير وتكون بحجم هذا الحدث واهميته .. وما بُذل فيه من دماء .. سؤال نطرحه على السينمائيين وعلى رجال الجيش المصرى .

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)