البحرين.. أفلام وفعاليات سينمائية

 
   

عن السينما في البحرين

ملفات عن الفيلم البحريني القصير
 
 
 

ملف جريدة الوطن البحرينية عن شباب السينما في البحرين

   
   

ملحقات

ملفات عن الفيلم البحريني القصير
ملف الأيام
ملف الوطن
 

عناوين الملف:

 

 

 

 
 
 

رغم توافر الكوادر البشرية وآلية الإنتاج

غيــاب الســيناريـو الجـيـــد .. أزمـــة السينمــا الخليجيـة

كتب(ت) مصطفى عبد العزيز

 
 
 

لا تعاني السينما الخليجية من أزمة إنتاج كما أنها لا تعاني من أزمة كوادر بشرية تقوم على صناعتها.. الأزمة الحقيقية تتمثل فى عدم وجود سيناريو جيد قادر على دراسة المجتمع الخليجي وطرح ومعالجة قضاياه وترجمتها سينمائيًا.. فنظرة سريعة للأفلام القصيرة التى صنعها إما كتاب محترفون أو شباب هواة.. وحتى التجارب الروائية الطويلة القليلة التي شهدتها سينما الخليج تؤكد لك أن المشكلة تتمثل بلا شك فى عدم القدرة على صياغة سيناريو جيد قادر على جذب الجمهور لمشاهدة فيلم خليجي بأكمله.. حتى وإن استثنينا فيلم حكاية بحرينية كونه من الناحية النظرية وضع كاتبه كل جهده في الخروج به بشكل جيد إلا أنه من الناحية العملية افتقد لركن أساسي في فن كتابة السيناريو وهو مراعاة ما يناسب الجمهور مشاهدته وسماعه.. وأعتقد أن الفيلم حينما تناول المجتمع البحريني إبان الفترة الناصرية كان قد أعلن عن فشله قبل حتى كتابته.. فغالبية الجمهور الخليجي الآن لا يعرف شيئًا عن تلك الفترة ولا يود البعض مشاهدتها من الأساس.. كما أنه يبدو وأن الكاتب أو القائمين على العمل تجاهلوا بأكملهم أن السينما البحرينية مازالت فى طور النشأة مما يحرمها من خلال معايير السوق المعروفة من التعرض لمثل هذه القضايا.. فربما يكون الفيلم كان سيحوز على اهتمام وإعجاب المشاهد لو أنه الفيلم العاشر أو العشرون والثلاثون في ذاكرته السينمائية.. فالمشاهد يبدو وكأنه رجل جائع يريد أن يرضي ما يشبعه أولاً قبل أن تقوم بمناقشته وتطرح عليه قضايا فكرية معقدة.. ولعل ذلك ما فشل فيه فيلم أربع بنات.. والذي ذهب ليرضي الجمهور بفكرة اللعب على العنصر النسائي (الأكثر ممنوعًا فى الخليج) ولكنه فوجئ بأن المشاهد لا يرغب حتى فى تناول وجبته التى بدت باردة وسخيفة، حتى أبطال الفيلم أنفسهم تنكروا لفكرة السيناريو، وذلك طبقًا لما جاء على لسان إحدى بطلات الفيلم التي أكدت أنها لا تصدق أنها تقوم بعمل عامل مغسلة للسيارات فى حياتها الواقعية.. هكذا وبكل بساطة اعترفت الفنانة أن العمل غير واقعي على طريقة (الفيلم لن ينال على إعجابكم)، ولن أطيل الحديث عن فيلم أربع بنات إذ أن بعض الزملاء يعتقد خاطئًا أنني أكن ضغينة شخصية ضد الفيلم حينما كتبت عنه من قبل.

الحديث عن سيناريو جيد لسينما خليجية يفرض على القائمين على صناعتها الكثير من الشروط الواجب توافرها عند اختيار أحد هذه السيناريوهات على رأسها أن يتناسب السيناريو مع واقع الحياة الخليجية الآن بما تحظى به وبما تعاني منه اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وحتى فكريًا وعقائديًا بغض النظر عن مضمون السيناريو والقالب الفني الذي يقدم من خلاله، على أن يتناسب ذلك مع ما يود المواطن الخليجي تلقيه ومشاهدته عبر الشاشات الفضية كبيرة الحجم، لسبب بسيط أن السينما تجارة قبل أن تكون فنًا وصناعةً، وأن المنتج الخليجي حينما يتولى دعم إنتاج أحد السيناريوهات السينمائية فهو يرغب بلا شك في المكسب المادي، وهو بالطبع ما ينفي أن السينما الخليجية تعاني من أزمة إنتاج، إذ أن الأمر بصورة أبسط يكمن فى عدم وجود السيناريو الذي يحفز المنتج الخليجي لإنتاجه.. ولنا حديث آخر..

الوطن البحرينية في في 1 يونيو 2008

 

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004