تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

 

 

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

 

 

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

جديدالسينما

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

بيان إعلامي

بيان إعلامي

من الناقد أمير العمري

حول الموقف الشائن لمهرجان وهران السينمائي

http://life-in-cinema.blogspot.com/2010/03/blog-post_30.html

المدونة الإلكترونية للناقد أمير العمري

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى الملف القذر لمهرجان وهران السينمائي  

كنت قد أغلقت باب مهرجان وهران السينمائي المزيف الذي اتضح أنه يستخدم في تجميل وجه نظام سياسي قبيح شأنه في هذا شأن كل الأنظمة العربية (لا أستثني منها نظاما) لولا أنني تلقيت عددا من الرسائل التي تتفق أو تختلف أو تتساءل، لذا تعين علي العودة مرة أخرى، لعلها تكون الأخيرة، إلى هذا الملف القذر. ولن أنشر هنا الرسائل التي تمتدح إقدامي على إصدار البيان الذي أصدرته أثناء حضوري مهرجان تطوان السينمائي في المغرب، ومنها ما أشاد بموقفي واعتبره شجاعة وموقفا يجب أن يحتذيه النقاد العرب، وغير ذلك من إطراء أعتز به، بل سأكتفي ببعض الرسائل التي تتساءل أو تشكك أو تعترض.

أمير العمري

 

* سؤال من حاتم الشرقاوي من القاهرة: لماذا اخترت فتح هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات، وبهذه الطريقة ولم تفتحه من قبل رغم مضي فترة طويلة على المهرجان؟ الإجابة أنني آثرت طوال الأشهر الماضية التريث حتى تنتهي عمليات التراشق الإعلامي المتخلف، التي أدنتها بشدة في بياني، بسبب التنافس حول مباريات كرة القدم، حتى لا أُتهم بأنني ألعب دورا من أي نوع في هذا النزاع السخيف الذي شاركت فيه مجموعات من الغوغاء من كلا البلدين، وإن كنت على يقين بأن الحكومة الجزائرية بتكوينها الذي أعرفه جيدا بحكم إقامتي في هذا البلد خلال الثمانينيات، ومعرفتي أيضا بالعقلية السائدة عموما وبمزاجها العام وبتكوينها النفسي، تتحمل وزرا أكبر في تصعيد الأمور وتأزيمها واستفزاز الطرف الآخر الذي لا أبرؤه بالمناسبة، بعد أن استخدمت السلطات الجزائرية، كما هو ثابت بالصوت والصورة، طائرات نقل عسكرية لنقل الآلاف من عتاة الإجرام المدججين بالأسلحة البيضاء، واستخدمت الحشد الهائج لإحاطة المباراة الفاصلة بين المنتخبين في استاد أم درمان بالسودان بجو من الرعب والإرهاب والعنف.

المهم أنني آثرت الابتعاد عن هذه الأجواء حتى تنحصر قضية مهرجان وهران في الشأن الثقافي فقط، إلا أن الأمر رغم ذلك، لم يخلو من تعليقات عدد من الغوغاء الذين تفرغوا للهجوم البشع بأحط الأساليب، من خلال تعليقاتهم على مواقع الانترنت، والرد بأسلوب متدن على كل انتقاد يوجه لسلوك متخلف يأتي من الجزائر، ووصل الأمر أن اتهمني بعضهم بالضلوع في المؤامرة إياها، على الجزائر في حين انني أبريء الشعب الجزائري تماما من تصرفات حكومته، بالضبط كما أبريء الشعب المصري من تصرفات السلطة الاستبدادية الحاكمة.

أما السبب الرئيسي لصدور البيان في هذا التوقيت فهو ما نشر في الصحف الجزائرية من فترة قريبة، تحت عنوان "المصريون يكذبون من أجل الاحتفاظ بالمال" ويقول إن الفائزين بالجوائز المالية في مهرجان وهران (يعدد الخبر الأسماء) حصلوا على القيمة المالية بالكامل، و"دخلت الأموال إلى حساباتهم المصرفية بالفعل طبقا لما صرح به مسؤولون في مهرجان وهران". وقد أوضحت في بياني أنني لم أكن لأكترث لهذه الترهات لو لم يكن اسمي قد ورد ضمن طيات هذا الخبر، باعتباري واحدا من أولئك الذين "يكذبون" بينما دخل المال حساباتهم. وقد أرسلت بطريقة ما إلى المسؤولين في مهرجان وهران، أطلب تفسيرا لهذا التصريح، فلم أتلق ردا رسميا من طرفهم كالعادة، بل إنني لم أتلق منهم بشكل رسمي أي شيء يفيد أصلا بوجود جائزة وطريقة تسليمها.. فهل السكوت على هذا أمر يتفق مع الحفاظ على الكرامة؟ أرجو أن أتلقى إجابة من دعاة الشرف والكرامة في الجزائر.

 

* رسالة من قارئة تدعى ماجدة تقول إنها صحفية جزائرية، كتبتها بلغة انجليزية مهشمة مكسرة، لا أعلم لماذا، رغم علمها أنني أقرأ وأكتب العربية ولا أعاني من خلط العربية بالإنجليزية، لا في حديثي ولا في كتاباتي.

المهم أنني تمكنت بصعوبة من فهم ما تريد قوله وهو أنها صدمت من بياني، ومن أنهم يتمتعون بحرية أكبر بكثير في الجزائر مما هو متاح في "منطقتي"، وتتهمني بأنني رغم إقامتي في بريطانيا منذ 30 عاما (25 فقط في الحقيقة!) إلا أنني رجل "قبلي" في تفكيري، تقصد بالطبع القول إن انتقادي الشديد لمهرجان يقام في الجزائر، ينطلق من منطلقات شوفينية مصرية معادية للجزائر بسبب الحرب الكروية المتخلفة التي سادت بين أجهزة الإعلام، وانغمس فيها عدد من الشباب "الضائع المضلل" في البلدين عبر الانترنت والتعليقات التي تنشر في مواقع بعض الصحف.

وطبعا ماجدة هذه، مثلها مثل غيرها، من الذين ولدوا بالأمس فقط، جاءوا إلى ساحة القراءة أخيرا، ولذلك فهم لا يعرفون ماذا أكتب ولا كيف أفكر لأنهم لم يقرأوا لي شيئا من قبل، فلو كانوا يقرأون لكانوا قد عرفوا أنني من أشد المنتقدين لمهرجان القاهرة السينمائي منذ 30 عاما، وأنني من أكثر النقاد تصديا لنقد المؤسسات الثقافية المصرية، ومن أكثر النقاد (المصريين) اهتماما بالسينما العربية وبالأفلام التي تنتج في بلدان عربية غير مصر، في سورية وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان، أو تلك التي يخرجها سينمائيون عرب في أوروبا، وغيرها، ولي في هذا المجال مقالات ودراسات موسعة منشورة منذ الثمانينيات، عن السينما الجزائرية، وتربطني علاقات صداقة شخصية مع عشرات من المثقفين والسينمائيين والنقاد العرب، الذين يعرفون جيدا أنني متحرر من الإطار الضيق للجنس وللعرق وللدين، بل أعتبر نفسي انتمي للإنسانية كلها بأفق وعقل مفتوحين على اتساعهما، لكني لست بالتأكيد ممن يعتقدون في تميز العرب عن غيرهم من الشعوب أي أنني لست من القوميين العرب أو من دعاة أن كل العرب "كيف.. كيف".

ومن ينقد السلبيات في بلده لا يعد عدوا لبلده بل محبا حقيقيا له، لأنه يريد أن يراه أفضل مما هو عليه، ومن ينقد مهرجان وهران لا يقصد إهالة التراب على الشعب الجزائري وإبداعاته الثقافية التي لاشك فيها، بل يريد أن يرى مهرجانا حقيقيا يقام في الجزائر لا يستخدم فيه المثقفون، ولا يتم الضحك على ذقونهم بادعاءات كاذبة. وهذا من باب الإخلاص للسينما والإيمان بقضية النقد، وليس انحيازا لدولة عربية لأنها عربية، فقد قلت إنني لا أعير الأصول العرقية أي اهتمام، ولست من أنصار فكر حزب البعث، ولا أي حزب من الأحزاب اليسارية القومية أو الوطنية الضيقة الأفق، بل اعتبر نفسي كما قلت، من أصحاب الفكر الإنساني المفتوح.

 

* رسالة من الصديق صالح الجارودي من البحرين، وهو بالمناسبة من عشاق السينما الحقيقيين النادرين، ومثقف من الطراز الرفيع، فهو يجوب، منذ سنوات بعيدة، مهرجانات السينما العربية على نفقته الخاصة كهاو عظيم للسينما، ولا يطلب لنفسه أي شيء. وكنت قد التقيت به للمرة الأولى في أواخر الثمانينيات في مهرجان فالنسيا في أسبانيا، ثم في مهرجان قرطاج بتونس، ثم التقيته أخيرا في دبي. وهو يقول لي في رسالته إن ما أثرته في بياني حول مهرجان وهران طرح نقطة قوية، وإنه يفهم أن الموضوع لا علاقة له بالمال بل بالمباديء. وأقول للصديق صالح: نعم، الأمر لا يتعلق بالمال الذي أعلنت استعدادي للتبرع به بالفعل لفقراء الجزائر، ومرة أخرى أراد الغوغاء تحوير كلامي لجعله يبدو وكأنه إهانة موجهة للجزائريين، بينما هي صفعة لنظام يقمع الجزائريين، فهل تخلو الجزائر من الفقراء.. وهل وجود فقراء في بلد ما أمر مشين لهذا البلد أم هو سبة في جبين أي حكومة تدعي تمثيل الشعب؟ أضف إلى ذلك أن هناك فقراء في بريطانيا حيث أقيم، وفقراء في أمريكا، وفي مصر طبعا (وهذا ليس عيبا في حق الفقراء الشرفاء) بل العيب كله في حق الحكومات الظالمة والطبقات المستغلة كما أوضحت.

ولو كنت أنشد الحصول على المال لما أصدرت بيانا بهذا الوضوح والقوة والقطع ولانتظرت أن يتفضل علي مهرجان وهران بدفع قيمة الجائزة، لكني أردت وضع خط في الرمال لمثل هذه المهرجانات والتظاهرات الوهمية الكاذبة التي تستغل وجود النقاد لتحقيق أغراضها دون أن تقيم وزنا حقيقا لهم.

وكان ما أثار رغبتي في إصدار البيان أساسا، وكما أوضحت في صلب البيان نفسه، ما نشر في صحف جزائرية، وورود اسمي فيه ، من أن الفائزين (المصريين) بجوائز مهرجان وهران قد حصلوا على المال لكنهم يكذبون ويقولون إنهم أعادوا الجوائز من أجل الاحتفاظ بالمال، كما سبق أن أوضحت.

 

* رسالة من الأخ زهير من اسبانيا يعلق فيها على ما ذكرته حول موظفة في المهرجان وصفتها في تعليق لي بأنها "من الدرجة العاشرة". يقول زهير إنه ليس أمرا معيبا أن يكون أي شخص موظفا من الدرجة العاشرة في أي مهرجان طالما أنه يؤدي عمله. وأنا أتفق تماما مع الأخ زهير، شريطة أن تتمتع الموظفة أو الموظف في هذه الحالة، بالأخلاق والأدب ومعرفة الحدود واحترام الآخر، وقد أوضحت في تعليقي أن هذه الموظفة معروفة أصلا بقلة الأدب والوقاحة، وأنها كانت تتردد على بيوت السينمائيين والنقاد في مصر لاستجداء حضورهم للمهرجان بأفلامهم، وأصبحت اليوم تتصدى بطريقة غير أخلاقية، للهجوم عليهم بالقول (في رسالة مباشرة موجودة تحت يدي) إنه لم يعد هناك أحد يثق فيهم بعد ما حدث في موضوع كرة القدم. وإن الغيرة تأكل قلوبهم من هزيمتهم في السودان (أترون مقدار الوضاعة والتدني!).

وأود أن أقول للأخ زهير (وهو موظف قديم في مهرجان فالنسيا) إن كلامي عن هذه الموظفة ورد أساسا، في معرض التدليل على تقاعس المسؤولين الكبار في مهرجان وهران عن الرد على بياني أو تقديم أي تفسير لما حدث، في حين تصدت هذه الموظفة الصغيرة للدفاع عنه، ومحاولة تأليب مدير مهرجان تطوان المغربي ضدي، عندما ذهبت تشكو له من أنني استخدمت مهرجانه لتوزيع بياني، رغم أنني سبق ان أعلمت مهر جان وهران بأنني سأفعل ذلك بالضبط، في رسالة أعلم أنها وصلت إلى من يهمه الأمر. وقد أشارت الصحف الجزائرية المستقلة نفسها إلى تقاعس المسؤولين عن الرد على ما وجهته إليهم من اتهامات، واستهجنت سلوكهم، بل ووجهت هذه الصحف انتقادات شديدة للمهرجان ولوزارة الثقافة الجزائرية وتنبأ بعضها باحتمال إغلاق المهرجان. وقد نشرت ووثقت لمعظم ما نشرته الصحف الجزائرية حول الموضوع، ويستطيع من يرغب، العودة إلى ما نشر في هذا الموقع للاطلاع والمراجعة.

 

* رسالة من صديق طلب عدم ذكر اسمه، يتساءل بعد أن يعلق بشكل سلبي وبلغة حادة كثيرا، على المهرجانات السينمائية العربية ويدينها إدانة كاملة: لماذا رفضت مهرجانا وصفته بأنه من أعمال الهواة، في حين شاركت في مسابقة النقد التي ينظمها نفس المهرجان؟ سؤال جيد تردد أيضا في بعض التعليقات ولكن بأسلوب ولغة بذيئة لم تكن تستحق الرد، كما ورد في طيات رسالة الأخت ماجدة من الجزائر التي تكتب بلغة إنجليزية لا تعرف قواعدها.

الرد على هذا السؤال الذي يبدو للبعض لغزا، أمر بسيط للغاية: نعم اكتشفت وأنا في طور إجراء الاتصالات مع مهرجان وهران أنه مهرجان يدار بطريقة الهواة وبشكل عشوائي مضطرب، وليس على أسس علمية، فهو مثلا يخصص موقعا له على شبكة الانترنت، لكنه لا يعلن عن انعقاد الدورة القادمة إلا قبل ثلاثين يوما من افتتاحها، بالتالي فالموقع ليس للمهرجان ككل بل للدورة، أي على طريقة سياسية الدورة.. دورة، على نمط الخطوة.. خطوة!

وإذا أردت معرفة أي شيء عن المهرجان من خلال هذا الموقع فلن تتمكن من ذلك إلا بعد أن يعقد رئيس المهرجان مؤتمرا صحفيا يعلن فيه التفاصيل أي قبل أيام من اقامة الدورة الجديدة. واذا أردت المشاركة بفيلم أو بمقال أو التسجيل للتغطية الإعلامية لن تتمكن من خلال البريد الالكتروني الموجود على الموقع بكل عنواينه، لأنه ببساطة، لا يعمل، بل يجب أن تكون لديك القدرة على الاتصال الشخصي المباشر، بأرقام هواتف لا يرد معظمها. والمسؤول الصحفي للمهرجان لا يعرف كيف يكتب رسالة في الرد عليك، ربما لأنه لا يستطيع الكتابة بالعربية، بل ولا تعرف له أي علاقة بالصحافة من قبل، وهو لا يرد بالتالي، على رسائل الصحفيين والنقاد. وقد اعتذرت بشكل قاطع ومختصر عن الذهاب إلى المهرجان بعد أن تعرضت للتعامل الغليظ من قبل تلك الموظفة الصغيرة التي تفتقر إلى الأدب والكياسة، بعد أن ظلت تتجاهل محاولاتي ترتيب تغطية تليفزيونية يومية من هناك، رغم أنه أمر يسيل له عادة لعاب أي مهرجان، وطبعا السبب هو الاضطراب والفوضى وانعدام الخبرة وسيطرة اجهزة الأمن المخابرات في دول فاشية بطابعها، على مهرجانات رسمية من هذا النوع، علما بأننا لم نكن نرغب في تلقي أي دعوة لطاقم التليفزيون، بل كنا سنستخدم طاقما محليا من مكتبنا في الجزائر، وكنا سنتحمل الإقامة الكاملة.

وقد اعتذرت ايضا عن عدم كتابة ورقة بحث أشارك بها في الندوة التي كانت مقررة والتي دعيت للمشاركة فيها في المهرجان بعد أن رفضوا تخصيص مكافآت مالية للنقاد المشاركين فيها، على أساس أن سأكتفي بالحديث فقط. وقد وجدت أن تصرف المهرجان مع النقاد تصرفا غريبا من قبل مهرجان يعلن أن ميزانيته 2 مليون دولار، فماذا يضيره إذا ما خصص 15 ألف دولار مثلا للإنفاق على حلقة النقد السينمائي، ولماذا يظل يطلب من النقاد العمل التطوعي، وهو ما أراه امرا شائنا لأنه يفترض انني واقع في غرامك لكي أقبل العمل لك بالمجان، أو انني في حاجة إلى الطعام والشراب، في حين أن تحمل الجهد والوقت ومتاعب السفر يكفي وأكثر. وقد كان يقيني دوما، أن المهرجانات تحتاج إلى النقاد وليس العكس، ولكن النقاد دائما مهمشون في المهرجانات العربية بشكل عام، مطلوب منهم التواجد، لإضفاء جو ثقافي على مهرجانات هي أقرب إلى حفلات الكباريه. إن من يكلف شخصا محترفا بعمل ما لابد أن يكون مستعدا لتحمل تكاليفه. واما مشاركتي الأخيرة في ندوة النقد في مهرجان تطوان بالمغرب فهي تختلف، أولا بحكم علاقة الصداقة الطويلة (20 سنة) التي تربطني بالمجموعة التي تنظمه،وهي مجموعة من هواة السينما، وثانيا لأنني لم أسلم لهم الدراسة التي أعددتها بل اتفقت مع جهة أخرى على نشرها. وقد كان النقاد الفرنسيون الذين شاركوا في الندوة نفسها، أكثر حصافة من معظم النقاد العرب الذين كتبوا مجانا، فلم يكتب أي فرنسي أي ورقة او دراسة، بل اكتفى بالحديث المرسل عن تجربته الشخصية، فالكتابة عمل، والعمل يجب أن يكون له مقابل، أما من يهين نفسه بالعمل التطوعي لمهرجان ينفق عن بذخ على الحفلات فأمر لا أفهمه.

وقد عادت الموظفة نفسها قبل عشرة أيام من انعقاد مهرجان وهران، لتسألني عن ملخص الورقة التي سأشارك بها في الندوة، فاعتذرت عن حضور الندوة وحضور المهرجان كله في رسالة مقتضبة، لكني أبقيت مشاركتي بالمقال النقدي في أول مسابقة من نوعها ينظمها مهرجان عربي سينمائي. وكنت أعتبر ان هذا الجانب وحده أمر إيجابي ينبغي تشجيعه، لأنه اعتراف، ولو كان ناقصا، بالنقاد وبقيمة ما يفعله النقاد، وقد صرحت بهذا الرأي لأكثر من موقع ومطبوعة داخل وخارج الجزائر.

وقد شكل المهرجان لجنة تحكيم مستقلة لم تعلن أسماء أعضائها سوى بعد إعلان جائزة القلم الذهبي، أي أنني لم أكن أعلم بأسماء الأعضاء مسبقا، واعتبرت فوزي بالجائزة كما صرحت في مقابلة منشورة مع صحيفة جزائرية، لا يضيف شيئا إلى رصيدي، فرصيدي الحقيقي يتحقق عبر تواصلي اليومي مع القراء وما أتلقاه منهم من تعليقات وآراء إيجابية للغاية، ولكن الجائزة لاشك أنها تضفي قيمة على النقد السينمائي نفسه، وتجعله لا يقل أهمية عن المنجز السينمائي أي الفيلم، وهذا ما كنت أسعى إلى تحقيقه منذ أن انتخبت رئيسا لجمعية نقاد السينما المصريين في 2001 وحتى يومنا هذا، أي جعل النقد لا يقل أهمية عن الإبداع السينمائي، فهل يعد هذا موقفا سلبيا!

أريد أيضا القول إن القيمة المادية للجائزة لا تعني لي شيئا. والطريف أن الكثير من وكالات الأنباء التي نقلت خبر فوزي بجائزة القلم الذهبي ذكرت أن قيمتها 10 آلاف دولار في حين انها 5 آلاف دولار، لم تدفع ولم تكن هناك من البداية نية لدفعها كما اتضح لي مع مسار الأحداث.

نعم انسحبت من المهرجان لتفاهته ولإدراكي بأنه تظاهرة شكلية تستفيد من وجودي ووجود غيري، ولا تضيف لي شيئا، وأبقيت على مشاركتي في مسابقة النقد التي كنت اعتبرها أمرا جديدا يدعم، ولو على استحياء، من قيمة ما نقوم به نحن النقاد، وأقصد كل النقاد الشرفاء، ولم يكن المهم أن أفوز أنا بها، فقد أغنانا الله عن أموال وهران وغير وهران، بالعقل والفكر، ولكني كنت مهتما بفكرة تقدير النقاد نفسها التي يمكن أن تعمم فيما بعد.. فهل كان الخطأ خطأي أنني شاركت؟ وكيف يمكن أن تنقلب الأمور على هذا النحو، فبدلا من توجيه السؤال إلى الجهة التي تدعي كذبا أننا "قبضنا" الأموال، وتجعل الغوغاء يكتبون التعليقات البذيئة التي تعكس تخلفهم العقلي، ويتساءلون في فزع: لماذا تخصصون أموالنا لأشياء التي لا قيمة لها.. أي السينما والقائمين عليها.. وللمصريين الذين يطمعون في أموالنا ثم يهاجمونا، بدلا من توجيه اللوم إلى هؤلاء، نوجه السؤال إلى الضحية الذي استخدم اسمه في الحالتين بشكل مضلل: أولا في الإعلان عن جائزة، وثانيا في الإعلان كذبا، عن قبضه قيمة الجائزة، واتهامه، ضمن آخرين، بالكذب! أقول لكل هؤلاء: وفروا أموالكم وانفقوها على الفقراء في بلادكم، واغلقوا مهرجان وهران السينمائي الذي أصبحت سمعته تزكم الأنوف على أي حال!

 

أود ان أختم بالتالي:

* لا نريد مهرجانات سينمائية وهمية.

* النقاد المحترمون لا يحتاجون للمهرجانات بل المهرجانات تحتاج إليهم.

* النقاد الذين لا يحترمون تاريخهم ولا أنفسهم يستحقون أن يعاملوا بازدراء من بعض الجهلة والأدعياء والموظفين الذين يعملون في خدمة أجهزة المباحث وأمن الدولة اي الحكم، والإعلام الرسمي الحكومي الخاضع لأجهزة تعذيب الممواطنين.

* الذين يركعون من أجل دعوة لمهرجان للأكل والشراب مجانا لا يستحقون ان يوصفوا بأنهم نقاد بل من مرتزقة الصحافة الحقيرة التي تربت في حضن أجهزة الأمن والقمع الثقافي والفكري والجسدي.. في مصر كما في سورية كما في الجزائر.

واعتبر البيان الذي أصدرته درسا لكل هؤلاء وتحديا لهم.

 

توضيح لمن أساءوا الفهم أو أرادوا إساءة الفهم

أتبرع بقيمة الجائزة إلى فقراء الشعب الجزائري

أساء البعض عن قصد أو عن جهل، ما ورد في البيان أصدرته قبل أيام بخصوص موقف ما يسمى بـ"مهرجان وهران السينمائي" مني منذ بدء الاتصالات بيننا في شهر يوليو 2009 لكي أشارك بالدورة الثانية الأمر الذي لم يحدث ثم حصولي على جائزة النقد وعدم اكتراث المهرجان  بمخاطبتي أو بارسال القيمة المالية للجائزة لأسباب أعرفها تماما وهي تتعلق لعجز الإدارة الحكومية عن التعامل مع الأموال وهو ما كان يجب أن يعرفه القائمين على المهرجان من البداية فيجنبون أنفسهم أي متاعب بإلغاء القيمة المالية للجوائز التي لا يستطيعون الوفاء بها بشكل يليق بأي مهرجان.

وأود هنا أن أوضح التالي:

1.  أن الدافع لإصدار بياني الذي يدين مهرجان وهران ويدعو لمقاطعته لم يكن بسبب الرغبة في الحصول على المال بل الكذب والتسويف وعدم الرد والتجاهل بل والأخطر، نشر أخبار كاذبة والتقاعس عن نفيها بشكل رسمي أو الرد على رسالتي بهذا الخصوص. وهو ما يعكس ازدراء وعدم اكتراث بالثقافة والمثقفين والنقاد، ورغبة مبيتة في عدم الوفاء بالتعهدات المعلنة أمام العالم، وهو أمر في حد ذاته معيب بالنسبة لأي مهرجان سينمائي أو غيره من التظاهرات الثقافية.

2.  جاء ذكر الجنسية البريطانية لكي أدلل على أنني خارج العالم العربي بكل صراعاته المتدنية ومشاكله الكامنة والقابلة للانفجار في مباريات للكرة أو غيرها.

3.  إنني أعلن هنا أنني متبرع بقيمة الجائزة المالية، وقدرها خمسة آلاف دولار، للجمعيات الخيرية التي تقدم العون لفقراء الشعب الجزائري، شريطة أن يعلن المهرجان بوضوح إلى أي جمعية خيرية أرسل قيمة الجائزة بإسمي.

أمير العمري

ناقد وكاتب مستقل

2أبريل 2010

نص البيان

في أواخر شهر يوليو/ تموز 2009 أعلنت لجنة تحكيم شكلت في مهرجان وهران السينمائي الثاني بالجزائر حصولي على جائزة القلم الذهبي، وقيمتها المالية خمسة آلاف دولار، عن أحسن مقال سينمائي في العام، وهو مقالي عن فيلم "الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.

وقد علمت بفوزي بالجائزة المسماة "الأهقار الذهبية" من الصحف ووكالات الأنباء لأنني كنت قد أعتذرت عن عدم حضور المهرجان بعد أن اكتشفت أن إدارة المهرجان والمسؤولين عنه يعملون بطريقة أقرب إلى الهواة وهي طريقة يشوبها الإهمال والعشوائية والفوضى وعدم الاحترام.

لكن رغم إعلان المهرجان حصولي على جائزة النقد، سواء في حفل الختام أو في موقع المهرجان على شبكة الانترنت، أو في الأخبار التي نشرت عبر وسائل الإعلام، لم أسمع كلمة واحدة من المهرجان بشكل رسمي حتى يومنا هذا.

وقد أبلغني الصديق المخرج مجدي أحمد علي (الذي فاز في المهرجان نفسه بجائزة أحسن فيلم وقيمتها 50 ألف دولار) أنه استلم الجائزة الرمزية أي التمثال، نيابة عني، وزودني بإسم مسؤولة في المهرجان أخاطبها لترتيب تحويل القيمة المالية للجائزة. وقد قمت ذلك بالفعل. ولكن مضت عدة أشهر دون أن يحترم المهرجان تعهداته ويقوم بتحويل المبلغ.

وعلمت بعد ذلك أن رئيس المهرجان انتقل للعمل بالسلك الدبلوماسي، وأن المهرجان لا يملك القيمة المالية للجوائز، ولابد من الرجوع لوزارة الثقافة لكي تتكفل بتحويل المال للخارج، والتوصل إلى وسيلة لتبرير ذلك. وهو مثال بالغ في الدلالة على ارتباط الأحداث الثقافية بمسؤولين أفراد، تنهار الأنشطة عندما يغادرون مناصبهم في ظروف غامضة!

وبعد الأحداث المؤسفة التي شابت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009، نشرت الصحف الجزائرية نقلا عن مسؤولين في المهرجان ما يفيد أن "المصريين حصلوا على القيمة المالية لجوائز مهرجان وهران السينمائي ولكنهم يكذبون ويقولون إنهم أعادوا الجوائز)!

ولولا أن اسمي استخدم في نشر أخبار كاذبة من هذا النوع لم أكن لأهتم بالرد على تلك السفاهات الإعلامية، فلم أكن في أي وقت، طرفا في ذلك السجال المتدني، الذي دار بين عاملين بأجهزة إعلامية متخلفة في كلا البلدين حول مباراة في كرة قدم لا تعنيني من قريب أو من بعيد، ناهيك عن أنني أقيم وأعمل منذ سنوات بعيدة، في بريطانيا التي أحمل جنسيتها، ولم تكن مشاركتي في مسابقة النقد في وهران تمثيلا، لا لمصر ولا لبريطانيا، بل بصفتي الشخصية كناقد عربي معروف باستقلاليتي عن الأجهزة واجهات الرسمية، أمارس العمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وأود أن أؤكد هنا أنني لم أحصل حتى الآن على القيمة المالية للجائزة، ولا أعتقد أن مهرجان وهران سيحترم تعهداته ويدفع هذه القيمة بعد أن مضت الآن ثمانية أشهر، كما لن يدفع قيمة أي جائزة أخرى للفائزين بها في مهرجانهم الأخير، بعد أن صمتوا تماما وامتنعوا عن الرد عن أي استفسارات، بل إن المهرجان كما أوضحت من قبل، سكت تماما عن الأمر منذ ما قبل مباراة كرة القدم المشؤومة، مما يؤكد أنه مارس، من البداية، عملية كبرى للخداع والتضليل الإعلامي بالمتاجرة بأسماء تحترم نفسها وتاريخها، والإدعاء بدعم السينما، في حين أنه أسفر عن كونه مجرد تظاهرة دعائية حكومية رسمية مليئة بالأكاذيب والادعاءات والمظاهر الجوفاء، مهمته تجميل وجه نظام ديكتاتوري قمعي معادي للثقافة عموما.

لذلك فإنني أطالب كل النقاد والصحفيين العرب بمقاطعة هذا المهرجان الذي يسيء إلى النقد والنقاد، بل وإلى الثقافة السينمائية والفن السينمائي، ويضرب مثالا سيئا ورديئا في التعامل مع السينمائيين والنقاد، بل وأدعو إلى مقاطعة وزارة الثقافة الجزائرية وكل تظاهراتها ومهرجاناتها، بوصفها الجهة المنوط بها احترام تعهداتها الدولية المعلنة.

وأود أن أؤكد أيضا أن هذا البيان لا يسقط الدعاوى القانونية التي يمكن أن تترتب على هذا الموقف الشائن، ضد مهرجان وهران السينمائي والقائمين عليه.

أمير العمري

كاتب وناقد سينمائي مستقل

27 مارس 2010

amarcord222@gmail.com

أصداء البيان

عثـرة مصريّة بجنسية بريطانية

5 آلاف دولار فقط تهدّد مهرجان وهران للفيلم العربي !

طرق الناقد السينمائي المصري الحامل للجنسية البريطانية، أمير العمري، صاحب جائزة “القلم الذهبي” بمهرجان وهران للفيلم العربي، في طبعته السابقة، طرق مسمارا آخر في نعش المهرجان الذي تسير أموره إلى التعقيد كلما ظننّا أنها انفرجت.

قال أمير العمري المقيم في بريطانيا، إنه قرر رفع دعوى قضائية ضدّ، إدارة مهرجان الفيلم العربي بوهران، (ممثلة في المدير حبيب شوقي حمراوي سابقا ووزارة الثقافة حاليا) بسبب غياب سبل التواصل بينه وبين الجهة التي من المفترض أن تسلمه جائزته المالية المقدرة بـخمسة آلاف دولار، نظير فوزه بجائزة “الأهقار الذهبي” لأحسن مقال نقدي سينمائي، في طبعة المهرجان لسنة 2009، وهي الجائزة التي لم يستلمها العمري إلى غاية يومنا هذا، حسب تصريحه، الذي جاء في بيان من المنتظر أن ينشره الناقد المصري على نطاق إعلامي واسع، داعيا فيه النقاد والسينمائيين العرب إلى مقاطعة المهرجان في طبعاته القادمة.وتعود تفاصيل القضية، إلى ثمانية أشهر خلت، بعد أن أعلنت لجنة تحكيم جائزة النقد في مسابقة الأهقار الذهبي، فوز الناقد المصري - غيابيا - بالجائزة، بعد أن تعذّر عليه الحضور إلى وهران، لأسباب قال حينها إنها شخصية، مما دفع بلجنة المهرجان إلى تسليم درع الجائزة الرمزي إلى صديقه المخرج مجدي أحمد، على أن تربط الإدارة مع العمري الاتصال لاحقا لاستلام مبلغ الجائزة. لكن تطور الأحداث في الجزائر بعد دخول رئيس المهرجان السابق، حبيب شوقي حمراوي في متاهات التنحية من إدارة التلفزيون والتعيين في السلك الدبلوماسي، كسفير للجزائر برومانيا، وبعد أن وضعت وزيرة الثقافة يدها على تركة حمراوي (مهرجان الفيلم العربي)، بات تسيير متعلقات الطبعة الفائتة بما فيها تسليم قيمة جائزة العمري، والتحضير لفعاليات الطبعة القادمة من المهرجان، في مهب الأسئلة، مما خلق فراغا إداريا تسبب في تأجيل موعد الطبعة القادمة، وتذبذب في إعلان اسم المسؤول الجديد عن التظاهرة السينمائية العربية، قبل أن يستقر إصبع الوزيرة على اسم مصطفى أوريف مدير وكالة الإشعاع الثقافي بالجزائر، الذي من المنتظر أن يباشر هذه الأيام مهام تسوية متعلقات الدورة السابقة، والتحضير للدورة القادمة التي لم يحدد تاريخها بعد.هذه التطورات التي قد يكون العُمري جاهلا بها، إضافة إلى معطى آخر هو صعوبة تحويل مبلغ الجائزة المقدر بالدولار، خارج الجزائر، من طرف المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة الفك الذهبي التي كانت المشرفة الرسمية على التظاهرة، دفعت العمري إلى صياغة بيان عاد فيه إلى تفاصيل فوزه بالجائزة، وكشف فيه أنه “ورغم إعلان المهرجان حصولي على جائزة النقد، سواء في حفل الختام أو في موقع المهرجان على شبكة الأنترنت، أو في الأخبار التي نشرت عبر وسائل الإعلام، لم أسمع كلمة واحدة من المهرجان بشكل رسمي حتى يومنا هذا”.كما عاد العمري في بيانه، إلى ما وصفه بتداعيات الأحداث المؤسفة التي شابت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009، مضيفا “لم أكن في أي وقت، طرفا في ذلك السجال المتدني، الذي دار بين عاملين بأجهزة إعلامية متخلفة في كلا البلدين حول مباراة في كرة قدم لا تعنيني من قريب أو من بعيد، ناهيك عن أنني أقيم وأعمل منذ سنوات بعيدة، في بريطانيا التي أحمل جنسيتها، ولم تكن مشاركتي في مسابقة النقد في وهران تمثيلا، لا لمصر ولا لبريطانيا، بل بصفتي الشخصية كناقد عربي معروف باستقلاليتي عن الأجهزة والجهات الرسمية، أمارس العمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما”، في إشارة منه إلى إمكانية تأثير الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مصر والجزائر، على مجرى تسليمه مستحقاته.هذه الخرجة الإعلامية لاسم نقدي عربي معروف، وتأخر الإعلان عن موعد الطبعة القادمة من مهرجان الفيلم العربي بوهران، واقتراب موسم الصيف الذي يتخلله شهر رمضان الكريم، إضافة إلى المواعيد السينمائية العربية الكبرى، التي بُرمجت في عدة دول عربية، بتواريخ متفاوتة تملأ فترة ما بعد شهر رمضان إلى غاية جانفي 2011، هذه المعطيات وأخرى، تزيد طين وزارة الثقافة بللا، وتشير إلى إمكانية سحب المهرجان من أجندة الوزارة لهذه السنة إذا لم تؤخذ الأمور بجدية أكثر، للحفاظ على تظاهرة ثقافية جزائرية أثبتت خلال السنوات الثلاث الأخيرة أنها واعدة.

رشدي رضوان

جريدة الفجر الجزائرية في 31 مارس 2010

http://www.al-fadjr.com/ar/culture/146133.html

مهرجان وهران خطأ في حق السينما ونقادها

بيان لأمير العمري

أصدر الزميل الناقد أمير العمري بياناً  تم توزيعه على عدد كبير من النقاد والإعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي وأنشره أدناه.

كنت أعلم ببعض هذه الجوانب منذ البداية وفي أحد جلساتنا الأخيرة في لندن، أخبرني الصديق أمير بأنه لم يُبلّغ رسمياً بعد بأنه فاز. لكنه فاز حسب الشواهد العامّة: قدّم مقالاً. فضّلته لجنة التحكيم على سواه. أعلن ذلك، رسمياً، على منصّة المهرجان (ربما في اليوم الأخير من المهرجان) وأعلن كذلك عن أن القيمة الماديّة للمهرجان هي خمسة آلاف دولار٠

هذا جيّد، وأمير نظر الى الموضوع ليس على نحو شخصي، بل علي نحو عام: أمر مفيد لنا جميعاً أن يكون هناك مهرجان يُقيّم (ولو بضوابط أفضل) النقاد ويمنحهم جوائز لأنهم أساس عامل ومشترك في صياغة الثقافة السينمائية بشكل عام٠

غيرته على عملية النقد السينمائي والثقافة السينمائية تتبدّى واضحة في بيانه. أمر جيّد أن تكون هناك جائزة ماديّة، لكن الأكثر جودة هو ما ترمز اليه وما تعكسه على وضع النقد وليس النقّاد. أمير مستاء لأكثر من سبب ومعه حق في كل سبب، بما في ذلك ربطه بالأحداث السقيمة والمريضة التي وقعت في ملعب كرة قدم بين الفريقين الجزائري والمصري وأتباعهما (على الأخص) كل ما ليس له علاقة حتى بالرياضة وروحها فإذا بمسؤولين في المهرجان يعلنون، حسبما يرد في كلمة الزميل، أن المصريين قبضوا ويعلنون أنهم أعادوا الجوائز كذباً٠

لا أمير ولا أحداً من الفائزين بجوائز مهرجان "وهران" قبض ما استحقّه. ولا أمير ولا أحداً من الذين شاركوا طلبوا من وزارة الثقافة التي تمثّل الدولة في الثقافة إقامة المهرجان، ولا أمير ولا أحداً سواه أصر أن يشترك وأن يفوز.

 أن يمارس نائب بعض تلك الوسائل فيتنكّر لما وعد به، ربما. أن لا يحترم موظف فاسد في إدارة ما توقيعه، معقول. لكن وزارة؟ ولماذا عليها أن تكون وزارة الثقافة نموذجاً لمثل هذا التضليل والخداع؟ لماذا على السينما أن تكون في قاع الإهتمامات وحين يقوم جهاز وزاري بتأسيس ما يمكن أن ينتج عنه بناء صرح لها، يتجاوز شروطها وحقوقها وفي المقدّمة إيفاءها بالتزاماتها؟

أمير العمري يدعو لمقاطعة مهرجان وهران، وأنا منذ مدّة وفي بالي أن نقاطع كل المهرجانات العربية التي تعامل السينمائيين العرب (نقاداً او مخرجين او أي كانت مهنهم) معاملة غير لائقة. وستجد أن بعضها، حتى تلك الكبيرة منها، متّهمة بذنب هنا او ذنب هناك في هذا المجال٠ لكن، ومع وجود سابقة في مهرجان عربي في روتردام حيث لم يتم دفع المستحقّات لمن فازوا بها في ذلك المهرجان خلال السنوات الماضية، او تم دفع مبلغ أقل من المعلن في بعض الحالات، الا أن ما حدث في مهرجان وهران هو أكبر كونه مهرجان حكومي٠

معك يا عزيزي أمير في هذه الدعوة وآمل أن تنتشر٠

محمد رضا

مدونة "سكرين لاين" في 30 مارس 2010

http://screenlines.blogspot.com/2010/03/iss-6.html

من عنابة إلى وهران

تجاربى مع مهرجانات السينما فى الجزائر غريبة شوية .. فى عام ١٩٨٨ حضرت مهرجان فى عنابة حيث عرض لى فيلم ـ زوجة رجل مهم ـ والإقامة كانت فى الفندق الوحيد الخمس نجوم فى المدينة ولاحظت أثناء التجول فى البلد ان رائحة الناس مش ولا بد وحين سألت شاب عن الظاهرة اتهم المسؤولين ان الماء كله موجه للفندق ولم اندهش بعد عرض الفيلم حين همس فى أذنى مواطن قائلا ـ عندنا زيه كتير ـ وما يقصده هو شخصية ضابط أمن الدولة فى الفيلم الذى أداه الراحل أحمد زكى.

وأعتقد قامت ثورة بالمدينة بعد عدة أشهر و أغتيل عمدتها.

ومنذ اكثر من عامين اتصلت بى ادارة مهرجان وهران لتدعونى أنا وزوجتى لحضور دورته الأولى بمناسبة عرض ـ فى شقة مصر الجديدة ـ وفوجئت بتذكرة سفرى درجة أولى وزوجتى درجة ثانية واعتبرت هذا إهانة ورفضت الذهاب الى وهران وكان رد فعلهم انهم لغوا عرض الفيلم .. فما حدث للزميل الناقد أمير العمرى لم يدهشنى بالمرة  كما ذكر تفاصيله فى البيان الإعلامى بمدونته

www.life-in-cinema.blogspot.com/

وأعيد نشره هنا بعد إذنه

محمد خان

مدونة "كليفتي" في 30 مارس 2010

http://klephty2.blogspot.com/

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)